إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إثبات عذاب القبر.... للرد على الشبهات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إثبات عذاب القبر.... للرد على الشبهات




    إثبات عذاب القبر وعود الروح إلى الجسد

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد فيقول عزوجل في القرءان الكريم : النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب ( سورة غافر / ءاية 46 ) . اعلم رحمنا الله وإياك أن من معاني الشهادة الثانية أي أشهد أن محمداً رسول الله أن يصدق الإنسان بعذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين منكر ونكير عليهما السلام، فمن أنكر عذاب القبر كذب القرءان ومن كذب القرءان كفر ، فهذه الآية فيها إثبات عذاب القبر وهي صريحة لأن الله تعالى قال : ] النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة.

    معناه أن ءال فرعون أي أتباعه الذين اتبعوه على الكفر والشرك يعرضون على النار في البرزخ أي في مدة القبر والبرزخ ما بين الموت إلى البعث يعرضون على النار عرضاً من غير أن يدخلوها حتى يمتلئوا رعباً أول النهار مرة وءاخر النهار مرة ووقت الغداة من الصبح إلى الضحى وأما العشي فهو وقت العصر ءاخر النهار ويوم تقوم الساعة أي يقال للملائكة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب وءال فرعون هم الذين عبدوه واتبعوه في أحكامه الجائرة ليس معناه أقاربه ثم هناك ءاية أخرى تثبت عذاب القبر؛ فقد قال عز وجل : ] ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى [ ( سورة طه / ءاية 124 ) .

    المعنى أن الكفار الذين أعرضوا عن الإيمان بالله تعالى إذا ماتوا يتعذبون في قبورهم وليس المراد بـ (معيشة ضنكا ) معيشة قبل الموت إنما المراد حالهم في البرزخ ، وكلمة ( ذكري ) هنا معناها الإيمان بالله سبحانه وبالرسول ليس المراد بها الذكر المعروف وهو قول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ونحو ذلك . وهذه الآية عُرف أن المراد منها عذاب القبر من الحديث المرفوع إلى النبي الذي فسر هذه الآية ( معيشة ضنكا ) بعذاب القبر رواه ابن حبان وفي هذا قال الرسول الكريم لأصحابه : (( هل تدرون في ماذا أنزلت ] فإن له معيشة ضنكا [ قالوا : الله ورسوله أعلم : قال عذاب الكافر في قبره))... الحديث .

    وفي هذا دليل أيضاً على أن الميت في القبر بعد عودة الروح إليه يكون له إحساس بالعذاب إن كان من المعذبين للكفر أو للمعاصي . وقد قال الرسول : ((القبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة )) رواه الترمذي من حديث أبي سعيد . وقد قال مسروق رحمه الله : (( ما غبطت أحداً ما غبطت مؤمناً في اللحد، قد استراح من نصب الدنيا وأمِِنَ عذاب الله تعالى )) . وقد حدّث ثابت البناني رحمه الله قال : دخلت المقابر فلما قصدت الخروج منها فإذا بصوت قائل يقول : يا ثابت لا يغرنَّك صموت أهلها فكم من نفس مغمومة فيها .

    ولنرجع قليلاً إلى الآيتين السابقتين فيتبين أنهما واردتان في عذاب القبر لكل الكفار أما العصاة المسلمون من أهل الكابئر الذين ماتوا قبل التوبة فهم صنفان : صنف يعفيهم الله من عذاب القبر وصنف يعذبهم ثم ينقطع عنهم ويُؤخّر لهم بقية عذابهم إلى الآخرة . وليعلم أنه لا يقال إن الميت إذا كان يرى في القبر في هيئة النائم ولا يُرى عليه شيء من الاضطرابات ولا يصرخ فإذاً هو ليس في عذاب؛ فقد قال بعد الفقهاء : (( عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود )) فإذا نحن لم نرى الشيء بأعيننا فليس معناه أن هذا الشيء ليس موجوداً ؛ فكثير من الأمور أخفاها الله عنّا وبعضها يكشفها الله لبعض عباده .

    تأكد عذاب القبر بسبب الغيبة

    وعدم الاستنـزاه من البول

    روى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن ابن عباس : مرّ رسول الله على قبرين فقال : (( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم قال بلى أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستـتر من البول )) ثم دعا بعسيب رطب فشقه اثنين فغرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً ثم قال: (( لعله يخفف عنهما )) فهذا الحديث بعد كتاب الله حجّة في إثبات عذاب القبر ، الرسول مر على قبرين فقال : (( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم )) ثم قال : (( بلى)).

    إثبات عذاب القبر

    وعود الروح إلى الجسد

    أي بحسب ما يرى الناس ليس ذنبهما شيئاً كبيراً لكنه في الحقيقة ذنب كبير لذلك قال : (( بلى أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة )) وهي نقل الكلام بين اثنين للإفساد بينهما ، يقول لهذا فلان قال عنك كذا ويقول للآخر : فلان قال عنك كذا ليوقع بينهما الشحناء، وأما الآخر فكان لا يستنـزه من البول أي كان يتلوث بالبول وهذا من الكبائر فقد قال عليه الصلاة والسلام : (( استنـزهوا من البول فإنّ عامة عذاب القبر منه )) رواه الدارقطني من حديث أبي هريرة .

    ومعناه : تحفظوا من البول لئلا يلوثكم ، معناه لا تلوثوا ثيابكم وجلدكم به لأن أكثر عذاب القبر منه . هذان الأمران بحسب ما يراه الناس ليسا ذنباً كبيراً لكنهما في الحقيقة عند الله ذنب كبير ، فالرسول رءاهما بحالة شديدة وأنهما يُعذبان وليس من شرط العذاب أن تمسَّ جسده النار ، الله جعل عذاباً كثيراً غير النار في القبر، الرسول رأى ذلك وبعض المؤمنين الصالحين يرون ذلك ويرون النعيم والأدلة كثيرة نذكر منها حديث رواه ابن حبان أن التقي بعد سؤال منكر ونكير عليهما السلام قال الرسول : (( ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ذراعاً )).

    والذراع الشرعي من رءوس الأصابع إلى المرفق ، حوالي نصف متر وينور له فيه ويقال له : نم كنوم العروس الذي لا يوقظه إلا أحبُّ أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، كذلك التقي يشم من رائحة الجنة ويرى مقعده من الجنة الذي يتبوءه بعد الحساب وذلك أنّ روحه تؤخذ إلى مكان قرب الجنة فيرى مقعده فيعرف فضل الإسلام حين ذلك معرفة عيانية كما كان يعرف في الدنيا معرفة يقينية قلبية . وبعض المتقين يزيد في النعيم بأن يُوسَّع قبره مد البصر كما حصل للصاحبي الجليل العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه الذي كان من أكابر الأولياء لما نبشوا قبره بعد دفنه في أرض مسبعة لينقلوه إلى مكان أخر وجدوا قبره يتلاطم بالأنوار ، كذلك من النعيم يأتيه من نسيم الجنة لما يُفتح له في قبره باب إلى الجنة كذلك يُملأ قبره خضرة أي يوضع في قبره من نبات الجنة الأخضر وهذا النعيم كله حقيقي ليس وهماً لكن الله يحجب ذلك عن أبصار الناس أي أكثرهم، أما أهل الخصوصية من عباد الله الكاملين فيشاهدون. والحكمة في إخفاء الله حقائق أمور القبر وأمور الآخرة ليكون إيمان العباد إيماناً بالغيب فيعظم ثوابهم وقد ورد في الحديث أن الرسول قال : (( ما رأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه )) رواه الترمذي والحاكم.

    وقد روي أن سفيان الثوري رحمه الله قال : ((من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار )) وكان الربيع بن خيثم رحمه الله قد حفر قبراً في داره فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه فاضطجع فيه ومكث ساعة ثم قال : ] ربّ ارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت [ ( سورة المؤمنون / ءاية 99-100 ). ثم قال : يا ربيع قد أرجعت فاعمل الآن قبل أن لا ترجع ، فرحم الله أولئك الرجال كم كانوا عظماء وكم كانوا خائفين من الله وكم كانوا عاملين للآخرة زاهدين في الدنيا راجين رحمة ربّهم خائفين عذابه رزقنا الله الاقتداء بهم ءامين .

    عود الروح إلى الجسد في القبر

    اعلم أنه ثبت في الأخبار الصحيحة عود الروح إلى الجسد في القبر كحديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي رواه الحاكم وأبو عوانه وصححه غير واحد وفيه ويعاد الروح إلى جسده . وأما حديث ابن عباس مرفوعاً : (( ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام)) رواه ابن عبد البر وعبد الحق الإشبيلي وصححه . ونحن نؤمن بما ورد في هذا الحديث ولو لم نكن نسمع ردّ السلام من الميت لأن الله حجب عنا ذلك ويتأكد عود الحياة في القبر إلى الجسد مزيد التأكد في حق الأنبياء فإنه ورد من حديث أنس عن النبي عليه الصلاة والسلام : (( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون)) رواه البيهقي .

    إثبات عود العقل

    إلى الميت في القبر

    فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ذكر فتَّاني القبر فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أترد علينا عقولنا يا رسول الله قال : (( نعم كهيئتكم اليوم)) قال : فبفيه الحجر ، ومعنى الفتَّان الممتحن ، منكر ونكير سُمّيا بذلك لأنهما يمتحنان الناس ولأنهما مخوفان فقد ورد في الحديث الذي رواه ابن حبان أن الرسول قال : (( إذا قُبر الميت أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما منكر وللآخر نكير فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد )) ...

    الحديث ، وقوله رضي الله عنه : أترد علينا عقولنا يعني السؤال فقال له الرسول : (( نعم كهيئتكم اليوم )) أي يكون الجواب من الجسم مع الروح فقال عمر : فبفيه الحجر ، أي ذاك الخبر الذي لم أكن أعرفه وسكت وانقطع عن الكلام معناه ليس له حُجّة على ما كان يظن ، هو كان يظن أنه لا ترد عليهم عقولهم فلما قال له الرسول بأنه تُرد عليهم عقولهم عرف خطأ ظنّه. واعلم يا عبد الله أنه بعد دفن الإنسان يأتيه ملكان أسودان أزرقان أي لونهما ليس من السواد الخالص بل من الأسود الممزوج بالزرقة وهذا أخوف ما يكون من الألوان حتى يفزع الكافر منهما، أما المؤمن التقي لا يخاف منهما ، الله تعالى يثبته يلهمه الثبات وهما لا ينظران إليه نظرة غضب .

    أما الكافر يرتاع منهما وقد سميا منكراً ونكيراً لأن الذي يراهما يفزع منهما وهما اثنان أو يكون هناك جماعة كل واحد منهما يسمى منكراً وجماعة كل واحد منهما يسمى نكيراً ، فيأتي إلى كل ميت اثنان منهم واحد من هذا الفريق وواحد من الفريق الآخر . وليعلم أن مُنكِر سؤال الملكين منكر ونكير عناداً كافر . الله اسئل الله أن يثبتنا عند سؤال الملكين

  • #2



    فضل سورة تبارك. النجاة من عذاب القبر و عذاب النار.
    فضل سورة تبارك


    الحمد لله ربِّ الكائنات، المنـزَّه عنِ الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، ولا تحويه الجهاتُ الست كسائر المبتدعات ومن وصفَ الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. والصلاة والسلامُ على خيرِ الكائنات سيدِنا محمد وعلى سائرِ إخوانه النبيِّينَ المؤيَّدين بالمعجزاتِ الباهرات فبِعصا موسى انفلق البحر وبدُعاءِ نوحٍ نزلَ المطرُ ولمحمد شهدَ الشجرُ والحجر وانشقَّ القمر.

    أما بعد أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله. واعلموا أنَّ اللهَ تعالى يقول في القرءانِ الكريم: ]النّارُ يُعرضونَ عليها غدُوًّا وعشِيًّا ويومَ تقومُ الساعةُ أدخِلُوا ءالَ فرعونَ أشدَّ العذاب[.

    إخوةَ الإيمان، إنَّ عذاب القبرِ ثابتٌ بنصِّ القرءانِ والحديثِ، وأما هذهِ الآيةُ فقد وردت في عذاب القبر للكفارِ، وأما عصاة المسلمينَ فهم صنفان صنف يعفيهِمُ اللهُ من عذاب القبر وصنفٌ يعذبهم ثم ينقطعُ عنهم ويؤخر لهم بقيةَ عذابِهم إلى الآخرة.

    ومما يكونُ سببًا للنجاةِ من عذاب القبرِ قِرَاءَةُ سورَة الملك فقد ورد بالإسنادِ المتَّصلِ في صحيحِ الإمامِ ابنِ حبان من حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ في القرءانِ ثلاثينَ ءايةً تستغفِرُ لصاحبِها حتى يُغفرَ له تبارك الذي بيدِه الملك" وفي أمالِيِّ الحافظِ العسقلانيِّ بإسنادٍ صحيحٍ من حديثِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهُما عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم أنه قالَ: "وددتُ أنها في جوفِ كلِّ إنسانٍ من أمَّتِي" أي تبارك الذي بيدِه الملك. فمن حافظَ على قراءتِها كلَّ يومٍ كان داخِلا في هذا الحديث.

    ووردَ عن ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهُما أيضا أنهُ أي صاحبُ هذه السورة لا يُعذَّبُ في قبرِه لأنها تجادِلُ عن صاحبِها يومَ القيامة فتُنجيهِ من النارِ، أي أنها تمنعُهُ من دخولِ النار. فينبغِي حفظُها وتلاوتُها مع تصحيحِ اللفظ. فمن سمِعَ بهذا الفضلِ العظيمِ ولم يهتمَّ لحفظِها وتلاوتِها على الوجهِ الصحيحِ الذي أُنزِلت عليهِ فإنهُ مُتهاوِنٌ بالخيرِ العظيم وذلك دليلٌ على ضَعفِ هِمَّتِهِ لآخرتِه فإنَّ من نجا في القبرِ من العذاب نجا فيما بعد ذلك فقد جاء عن عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه أنه قالَ شعرًا:

    فإن تنجُ منها تنجُ من ذي عظيمةٍ وإلا فإنِّي لا إِخالُكَ ناجِيا

    ومعنى إخالُكَ أظُنُّكَ، فلذلكَ كان عثمانُ رضي الله عنه إذا أتى القبورَ بكى حتى يبُلَّ لحيتَه بالدموعِ فقيلَ له في ذلك، فقالَ هذا البيتَ وذكر أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "القبرُ أولُ منزلةٍ من منازلِ الآخرةِ فمن نجا منهُ كان أنجى مما بعدَه ومن لم ينجُ منهُ كان ما بعدَهُ أشدَّ عليه". فمن نجا في قبرِهِ من النكدِ والعذابِ كان ناجِيا في الآخرةِ من العذاب. فالعاقلُ الذي بلغَه هذا الحديثُ لا يتهاونُ بهذا الفضلِ العظيم.

    ومما ينفعُ إخوةَ الإيمانِ للنجاةِ من عذابِ القبرِ أن يكونَ موتُ الشخصِ بمرضِ بطنِه لقوله صلى الله عليه وسلم: "من قتلهُ بطنُه لم يعذَّبْ في قبره" وذلك كالإسهالِ والقولنج، والقولنج أي احتباسُ الخروجِ والريحِ وهو ضدُّ الإسهالِ الذي هو كثرةُ الخروج. والقولنج مرضٌ صعبٌ فظيع.

    ومن الأمراضِ المُنجيةِ لصاحبِها إذا ماتَ بها مرضُ ذاتِ الجنبِ وهو ورمٌ يحصُلُ في الأضلاعِ ثم ينفتِحُ إلى الجلدِ فهذا أيضًا من ماتَ فيه فهو شهيدٌ ما عليهِ عذابٌ قط. كذلك يسلمُ من عذاب القبر ومن عذابِ الآخرةِ من ماتَ بالطاعونِ وهو نوعٌ من الورمِ يحدثُ في مراقِ البطنِ أي المواضعِ الليِّنةِ أو تحتَ الإبطِ مع خفقان وإسهالٍ وقيءٍ وسخونةٍ فيموتُ صاحبُه ولا يبرأُ غالبا.

    وأفضلُ من هذا كلِّه بمآلِ الشخصِ في قبرِه وفي ءاخرتِه أن يكون عند وفاتِه بحالةِ كمال الإيمان وهو أن يكون مؤدِّيًا لجميعِ فرائض الله تعالى التي منها تعلُّمُ ما افترضَ اللهُ على عبادِه تعلُّمُه والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ ومجتنبا للكبائرِ، فإنَّ من وافاهُ الموت وهو بهذه الحالِ يكونُ أحسنَ حالا في قبرِه وفي ءاخرتِه. فإنهُ مع نجاتِه من عذابِ القبرِ وعذاب الآخرةِ يكون مُنعَّما في قبره وفي ءاخرتِه.

    أما في القبرِ فبأن يُفتحُ له بابٌ من قبرِه إلى الجنةِ ويُنورُ له قبره بنورٍ كنورِ القمرِ ليلةَ البدرِ ويُملأُ عليه قبرُه خُضرةً أي بالنباتِ الأخضرِ وغيرِ ذلك حتى يكونَ قبرُه كروضةٍ من رياضِ الجنةِ فلا يجدُ خوفًا ولا وحشةً ولا ضِيقًا ولا همًّا أو غمًّا، وأما في الآخرةِ فله عند اللهِ تعالى ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ زيادةً على ما يكونُ لسائرِ من دخلَ الجنةَ من المؤمنينَ من أنواعِ النعيم الذي هو مشتركٌ بين جميعِ من دخلَ الجنةَ وهو أن لا يَبْأسَ وأن يحيَا حياةً لا نهايةَ لها وأن يشبَّ شبابًا لا هرمَ بعده وأن يكون صحيحًا لا يمرضُ أبدًا، فهذه الأنواعُ من النعيمِ لا بد أن تكونَ لكلِّ واحدٍ ممن دخلَ الجنة، أما التفاضُلُ فهو فيما بعد ذلكَ فيمتازُ المؤمنُ الكاملُ وهو التقيُّ بأشياءَ لا يعلمُها إلا الله. هذا وأستغفر الله لي ولكم.

    إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستغفرُه ونستعينُه ونستهديهِ ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ومن يضلِلْ فلا هادِيَ له وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَه.

    يقولُ اللّهُ تعالى في كتابِه العزيز: ]يا أيها الناسُ اتقوا ربَّكم إن زلزلةَ الساعةَ شىءٌ عظيم، يومَ تروْنها تذهَلُ كلُّ مرضعةٍ عما أرضَعَت وتضَعُ كلُّ ذاتِ حملٍ حملَها، وترى الناسَ سُكارى وما هم بسُكارى ولكنَّ عذابَ اللهِ شديد[.

    واعلموا أنَّ اللهَ أمركم بأمرٍ عظيمٍ أمركُم بالصلاةِ على نبِيِّهِ الكريمِ فقالَ: ]إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصلُّونَ على النَّبيِّ يا أيُّها الذينَ ءامنوا صلُّوا عليهِ وسلِّموا تسليمًا[ اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى ءالِ محمدٍ كما صلَّيتَ على إبراهيمَ وعلى ءالِ إبراهيمَ وبارِك على محمدٍ وعلى ءالِ محمدٍ كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى ءالِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ إنا دعوناكَ فاستجِبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللهمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللهمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهم والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النار اللهمَّ اجعَلْنا هُداةً مُهتَدِين غيرَ ضالِّينَ ولا مُضِلِّين اللهمَّ استُرْ عوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا ما أهمَّنا وقِنا شرَّ ما نتَخَوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمُرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القُرْبى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي، يعظُكُمْ لعلَّكم تذكَّرون اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكُرْكم واشكروهُ يزِدْكم، واستغفِروهُ يغفِرْ لكم واتَّقوهُ يجعلْ لكمْ من أمرِكم مخرَجًا.





    تعليق


    • #3
      أرجوا سماع


      http://www.antiwahabies.com/www_sunna_info/exnid6_3-6.rm



      أرجوا كتابة الملاحظات عن هذا الشريط من ناحية ضغطة القبر
      وقراءة


      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=2183&page=4

      تعليق


      • #4
        لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول . منكر

        ذكر البيان بأن ضغطة القبر لا ينجو منها أحد من هذه الأمة نسأل الله حسن السلامة منها
        [ 3112 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار عن عبد الملك بن الصباح حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن صفية عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ

        تعليق


        • #5


          ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الميت إذا وضع في قبره لا يحرك منه شيء إلى أن يبلى
          [ 3113 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت محمد بن عمرو يحدث عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتي من قبل رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس وقد مثلت له الشمس وقد أدنيت للغروب فيقال له أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه وماذا تشهد به عليه فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرني عما نسألك عنه أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه وماذا تشهد عليه قال فيقول محمد أشهد أنه رسول الله وأنه جاء بالحق من عند الله فيقال له على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ويعاد الجسد لما بدأ منه فتجعل نسمته في النسم الطيب وهي طير يعلق في شجر الجنة قال فذلك قوله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } إلى آخر الآية قال وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه لم يوجد شيء ثم أتي عن يمينه فلا يوجد شيء ثم أتي عن شماله فلا يوجد شيء ثم أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيقال له اجلس فيجلس خائفا مرعوبا فيقال له أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد به عليه فيقول أي رجل فيقال الذي كان فيكم فلا يهتدي لاسمه حتى يقال له محمد فيقول ما أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس فيقال له على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له ذلك مقعدك من الجنة وما أعد الله لك فيه لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
          ذكر الإخبار بأن المرء يفتن في قبره مسلما كان أو كافرا
          [ 3114 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت أتيت عائشة حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي فقلت ما للناس فأشارت بيدها إلى السماء وقالت سبحان الله فقلت آية فأشارت أي نعم قالت فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب الماء فوق رأسي فلما انصرف حمد الله رسول الله وأثنى عليه ثم قال ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال لا أدري أي ذلك قالت أسماء يؤتي أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن فلا أدرى أي ذلك قالت أسماء فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحا قد علمنا إن كنت لمؤمنا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته
          ذكر الإخبار بأن الناس يسألون في قبورهم وعقولهم ثابتة معهم لا أنهم يسألون وعقولهم ترغب عنهم
          [ 3115 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا بن وهب قال حدثني حيي بن عبد الله المعافري أن أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر فقال عمر بن الخطاب أترد علينا عقولنا يا رسول الله فقال نعم كهيئتكم اليوم قال فبفيه الحجر
          ذكر الإخبار بأن المسلم في قبره عند السؤال يمثل له النهار عند مغيربان الشمس
          [ 3116 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم وعبد الله بن قحطبة بن مرزوق بفم الصلح قالا حدثنا إسماعيل بن حفص الأبلي قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الميت القبر مثلت له الشمس عند غروبها فيقول دعوني أصلي
          ذكر الإخبار عن اسم الملكين اللذين يسألان الناس في قبورهم ثبتنا الله بتفضله لسؤالهما في ذلك الوقت
          [ 3117 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق قال حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قبر أحدكم أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد فهو قائل ما كان يقول فإن كان مؤمنا قال هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله فيقولان له إن كنا لنعلم إنك لتقول ذلك ثم يفسخ له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا وينور له فيه فيقال له نم فينام كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك وإن كان منافقا قال لا أدري كنت أسمع الناس يقولون شيئا فكنت أقوله فيقولان له إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك ثم يقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه حتى تختلف فيها أضلاعه فلا يزال معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك قال أبو حاتم رحمة الله عليه خبر الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء سمعه الأعمش عن الحسن بن عمارة عن المنهال بن عمرو وزاذان لم يسمعه من البراء فلذلك لم أخرجه
          ذكر سماع الميت عند سؤال منكر إياه وقع أرجل المنصرفين عنه نسأل الله الثبات لذلك
          [ 3118 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا وكيع عن سفيان الثوري عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين
          ذكر الخبر المدحض قول من انكر عذاب القبر
          [ 3119 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا فإن له معيشة ضنكا قال عذاب القبر
          ذكر الإخبار عما يعمل المسلم والكافر بعد إجابتها منكرا ونكيرا عما يسألانه عنه
          [ 3120 ] أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا عباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولوا عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل في محمد فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله مقعدا من الجنة قال قتادة وذكر لنا أنه يفسخ له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون ثم رجع إلى حديث أنس بن مالك قال وأما الكافر والمنافق فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من عليها غير الثقلين


          ذكر الإخبار عن وصف التنين الذي يسلط على الكافر في قبره
          [ 3122 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن بن حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراء ويرحب له قبره سبعون ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى أتدرون ما المعيشة الضنكة قالوا الله ورسوله أعلم قال عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة
          ذكر الإخبار بتعذيب الله موتى الكفرة بما نيح عليهم في الدنيا
          [ 3123 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبد الله يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي قالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها فقال إنهم يبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها
          ذكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أسمع أصوات الكفرة حيث عذبت في قبورها
          [ 3124 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوتا حين غربت الشمس فقال هذه أصوات اليهود تعذب في قبورها
          ذكر الإخبار بأن البهائم تسمع أصوات من عذب في قبره من الناس
          [ 3125 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور مهم وهم يقول استعيذوا بالله من عذاب القبر فقلت يا رسول الله وللقبر عذاب قال نعم وإنهم ليعذبون في قبورهم تسمعه البهائم
          ذكر العلة التي من أجلها لا يسمع الناس عذاب القبر
          [ 3126 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه دخل حائطا من حوائط بني النجار فسمع صوتا من قبر قال متى دفن صاحب هذا القبر فقالوا في الجاهلية فسر بذلك وقال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله إن يسمعكم عذاب القبر
          ذكر الخبر الدال على أن عذاب القبر قد يكون من ترك الاستبراء من البول
          [ 3127 ] حدثنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن خازم حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كهيئة الدرقة فوضعها ثم بال إليها فقال بعض القوم انظروا إليه يبول كما تبول المرأة قال فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ويحك ما علمت ما أصاب صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم شيء من البول قرضوا بالمقاريض فنهاهم فعذب في قبره
          ذكر الخبر الدال على أن عذاب القبر قد يكون أيضا من النميمة
          [ 3128 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس عن بن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله ثم أخذ عودا فكسره باثنين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال لعله يخفف عنهما العذاب ما لم ييبسا
          ذكر الإخبار عن الشيء الذي يجب على المرء توقيه حذر عذاب القبر في العقبي به
          [ 3129 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن مجاهد عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إن هذين يعذبان في غير كبير في النميمة والبول ثم دعا بجريدة فكسرها فوصلها عليهما وقال عسى أن يخفف عنهما ما لم ييبسا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر مجاهد عن بن عباس وسمعه عن طاوس عن بن عباس فالطريقان جميعا محفوظان
          ذكر الإخبار بأن أهل القبور تعرض عليهم مقاعدهم التي يسكنونها في كل يوم مرتين
          [ 3130 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة
          ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يدعو ربه يسمع أمته عذاب القبر
          [ 3131 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر
          ذكر خبر أوهم بعض المستمعين أن من نيح عليه عذب بعد موته
          [ 3132 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن عمر لما طعن عولت عليه حفصة فقال لها عمر يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن المعول عليه يعذب فقالت بلى
          ذكر البيان بأن خطاب هذا الخبر وقع على الكفار دون المسلمين
          [ 3133 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن بن أبي مليكة عن بن عباس عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الكافر ليزداد عذابا ببعض بكاء أهله عليه
          [ 3134 ] أخبرنا أبو عروبة بخبر غريب بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الميت يعذب ببكاء الحي فقلت لمحمد بن سيرين من قاله قال عمران بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
          ذكر الخبر ثان يصرح بهذا الخبر المطلق الذي وهم في تاويله من لم يحكم صناعة العلم
          [ 3135 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يحيى القطان حدثنا عبيد الله بن عمر أخبرني نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميت يعذب ببكاء أهله عليه
          ذكر البيان بأن هذا الخطاب أراد به صلى الله عليه وسلم إذا نيح على الكفار دون أن يكون المبكي عليه مسلما
          [ 3136 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا نافع بن عمر عن بن أبي مليكة قال حضرت جنازة أبان بن عثمان فجاء بن عمر فجلس وجاء بن عباس فجلس فقال بن عمر ألا تنهي هؤلاء عن البكاء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الميت يعذب بكاء أهله عليه فقال بن عباس مجيبا له قد كان عمر يقول بعض ذلك خرجنا مع عمر حتى إذا كنا بالبيداء إذا راكب في ظل شجرة فقال يا عبد الله بن عباس انظر من الراكب فجئت فإذا صهيب معه أهله فقال لي ادع لي صهيبا فصحبه حتى دخل المدينة فأصيب عمر فقال وأخاه واصاحباه فقال عمر رضى الله تعالى عنه يا صهيب لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يعذب الميت ببكاء أهله عليه فذكر ذلك لعائشة فقالت والله ما تحدثون عن كذابين ولا مكذبين وإن لكم في القرآن ما يكفيكم عن ذلك ولا تزر وازرة وزر أخرى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يزيد الكافر ببكاء أهله عليه
          ذكر خبر ثان يصرح بأن هذا الخطاب وقع على الكفار دون المسلمين
          [ 3137 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن عبد الله بن عمر لما مات رافع بن خديج قال لهم لا تبكوا فإن بكاء الحي عذاب للميت قالت عمره فسألت عائشة فقالت يرحمه الله إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهودية وأهلها يبكون عليها إنهم ليبكون وإنها لتعذب في قبرها
          ذكر الأخبار بأن الناس يبلون في قبورهم إلا عجب الذئب منهم
          [ 3138 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل بن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب
          ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الإنسان إذا مات بلي منه كل شيء
          [ 3139 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنسان عظم لا تأكله الأرض أبدا منه يركب يوم القيامة قالوا وأي عظم هو يا رسول الله قال عجب الذنب
          ذكر وصف قدر عجب الذنب الذي لا تأكله الأرض من بن آدم
          [ 3140 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه قيل وما هو يا رسول الله قال مثل حبة خردل منه ينشأ
          فصل في النياحة ونحوها
          [ 3141 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا ربعي بن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من عمل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام النياحة والاستسقاء بالأنواء والتعاير ربعي هو أخو إسماعيل بن علية
          ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يرد بهذا العدد المحصور الذي ذكرناه نفيا عما وراءه من العدد
          [ 3142 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر حدثنا سفيان عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع من الجاهلية لن يدعها الناس النياحة والتعاير أو التعاير في النساب ومطرنا بنوء كذا وكذا والعدوى جرب بعير في مائة بعير فمن أعدى الأول
          ذكر وصف عقوبة النائحة يوم القيامة
          [ 3143 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا أبان بن يزيد قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد سلام عن أبي سلام عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربع في أمتي من أهواء الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة والنائحة إذا لم تتب قبل موتها يقام يوم القيامة عليها سربال من قطران ودرع من جرب
          ذكر الزجر عن إسعاد المرأة النساء على البكاء عند مصيبة يمتحن بها
          [ 3144 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن أبيه عن عبيد بن عمير قال قالت أم سلمة لما مات أبو سلمة قلت غريب في أرض غربة لأبكين بكاء يتحدث عنه وكنت قد هيأت البكاء عليه إذ أقبلت امرأة من المسعدات تريد أن تسعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه قالت فكففت عن البكاء ولم أبك
          [ 3145 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن حفصة عن أم عطية قالت لما نزلت { إذا جاءك المؤمنات يبايعنك } إلى قوله { ولا يعصينك في معروف } قالت كان منه النياحة فقلت يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم قد كانوا أسعدوني في الجاهلية فلا بد لي من أن أسعدهم فقال إلا آل فلان
          ذكر الخبر المصرح بحظر هذا الفعل على الإطلاق
          [ 3146 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على النساء حيث بايعهن أن لا ينحن فقلن يا رسول الله إن نساء أسعدننا في الجاهلية فنسعدهن في الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إسعاد في الإسلام ولا شغار في الإسلام ولا عقر في الإسلام ولا جلب ولا جنب ومن انتهب فليس منا
          ذكر الزجر عن نياحة النساء على موتاهن
          [ 3147 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت لما جاء نعي زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الحزن فاتاه رجل فقال هذه نساء جعفر ينحن عليه وقد أكثرن بكاءهن قال فأمره أن ينهاهن فمكث شيئا ثم رجع فذكر أنه نهاهن فأبين أن يطعنه فامره الثانية أن ينهاهن قال فذكر أنه قد غلبنه قال فاحث في وجوههن التراب قالت عمرة فقالت عائشة عند ذلك أرغم الله بآنافهن والله ما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أنت بفاعل
          [ 3148 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن بكار بن الريان قال حدثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أسماء بنت عميس انها قالت لما اصيب جعفر بن أبي طالب أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تسلمي ثلاثا ثم اصنعي بعد ما شئت قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم تسلمي ثلاثا لفظة أمر قرنت بعدد موصوف قصد به الحسم عما لا يحل استعمال في ذلك العدد قوله صلى الله عليه وسلم اصنعي بعد ما شئت لفظة أمر قصد به الإباحة في ظاهر الخطاب مرادها الزجر عن استعمال ما أمر به يريد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ما وصفت التسليم لأمر الله جل وعلا في الأيام الثلاث وقبلها وبعدها
          ذكر الزجر عن ضرب الخدود واستعمال دعوة الجاهلية لمن نزلت به مصيبة
          [ 3149 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا عبيدة بن حميد عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية
          ذكر الزجر عن ان تحلق المرأة أو تسلق أو تخرق عند مصيبة تمتحن بها
          [ 3150 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال قرأت على الفضيل عن أبي حريز أن أبا بردة حدثه أن أبا موسى حين حضره الموت قال إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي ولا تتبعوني بجمر ولا تجعلوا على لحدي شيئا يحول بيي وبين التراب ولا تجعلوا على قبري بناء وأشهدكم أني بريء من كل حالقة أو سالقة أو خارقة قالوا سمعت فيه شيئا قال نعم من رسول الله صلى الله عليه وسلم
          [ 3151 ] أخبرنا زكريا بن مسلم بفرهاذجرد قال حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفي قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن عوف عن خالد الأحدب عن صفوان بن محرز قال لما حضر أبو موسى صاحوا عليه فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من سلق ولا خرق ولا حلق
          ذكر الخبر المصرح بهذا الشيء المزجور عنه
          [ 3152 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن القاسم بن مخيمرة حدثه قال حدثني أبو بردة بن أبي موسى قال وجع أبو موسى وجعل يغمى عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فصاحت امرأة فلم يستطع أن يرد عليها شيئا فلما أفاق قال أنا بريء ممن بريء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الحالقة والسالقة والشاقة
          ذكر الإسماع لمن تعزى بعزاء الجاهلية عند مصيبة يمتحن بها
          [ 3153 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عوف عن الحسن عن عتي قال رأيت أبيا رأى رجلا الجاهلية تعز بعزاء فأعضه ولم يكن ثم قال قد أرى في أنفسكم أو في نفسك إني لم أستطع إذا سمعتها أن لا أقولها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا
          ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم الخارج إلى التسخط عند مصيبة يمتحن بها
          [ 3154 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن عبد الأعلى النخعي أن أبا موسى الأشعري قال يا أم عبد الله ألا أخبرك بما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بلى قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلق أو خرق أو سلق
          ذكر الزجر عن البكاء للنساء عند المصائب إذا امتحن بها
          [ 3155 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا بن نمير عن يحيى بن سعيد عن عمرة أنها سمعت عائشة تقول لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الحزن قالت عائشة وأنا اطلع من شق الباب فأتاه رجل فقال يا رسول الله إن نساء جعفر قد كثر بكاؤهن فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينهاهن قالت عائشة فذهب الرجل ثم جاء فقال قد نهيتهن وإنهن لم يطعنني حتى كان في الثالثة فزعمت أن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحث في أفواههن التراب قالت عائشة فقلت أرغم الله بأنفك ما أنت بفاعل ما يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
          ذكر وصف البكاء الذي نهى النساء عن استعماله عند المصائب
          [ 3156 ] أخبرنا أحمد بن علي بن الثنى قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا بن جابر قال حدثنا مكحول وغيره عن أبي امامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل
          ذكر الإباحة للنساء أن يبكين موتاهن ما لم يكن ثم نوح
          [ 3157 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن هشام بن عروة قال أخبرني وهب بن كيسان أن محمد بن عمرو أخبره أن سلمة بن الأزرق قال كنت جالسا مع بن عمر فاتي بجنازة يبكي عليها فعاب ذلك بن عمر وانتهرهن فقال سلمة بن الأزرق أشهد على أبي هريرة أني سمعته يقول مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة وأنا معه ومعه عمر بن الخطاب ونساء يبكين عليها فزجرهن وانتهرهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يا عمر فإن العين دامعة والنفس مصابة والعهد قريب قال بن عمر فالله ورسوله أعلم
          ذكر إباحة بكاء المرء عند فقده ولده أو ولد ولده ما لم يخالط البكاء حالة التسخط
          [ 3158 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا محمد بن خازم قال حدثنا عاصم عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بابنة زينب ونفسها تقعقع كأنها في شن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ما أخذ وله ما أعطى وكل إلى أجل قال فدمعت عيناه فقال له سعد بن عبادة يا رسول الله أترق أولم تنه عن البكاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
          ذكر الإخبار بأن المرء مؤاخذ عندما امتحن به من المصيبة مما يقول بلسانه دون حزن القلب ودمع العين
          [ 3159 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن الحارث الأنصاري أن عبد الله بن عمر قال اشتكى سعد شكوى فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود فلما دخل وجده في غشيته فقال قد قضى يا رسول الله فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا فقال ألا تسمعون إن الله جل وعلا لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه
          ذكر الخبر الدال على أن من صرح بما لا يرضى الله عند مصيبة يمتحن بها لا يكون له عليها أجر
          [ 3160 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال لما توفي بن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاح أسامة بن زيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هذا منا ليس لصارخ حظ القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول ما يغضب الرب
          ذكر التغليط على من اتى بما لا يرضي الله بالأعضاء عند مصيبة يمتحن بها
          [ 3161 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال أخبرنا الفرياني قال حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس قالت سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث هي الكفر بالله النياحة وشق الجيب والطعن في النسب
          فصل في القبور
          ذكر الزجر عن تجصيص القبور
          [ 3162 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا عمر بن يزيد السياري قال حدثنا عبد الرزاق عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تقصص القبور قال وكانوا يسمون الجص القصة
          ذكر الزجر عن اتخاذ الأبنية على القبور
          [ 3163 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن غياث عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر
          ذكر الزجر عن الكتبة على القبور
          [ 3164 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا بن جريج عن أبي الزبير عن جابر وعن سليمان بن موسى قالا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور والكتاب عليها والبناء عليها والجلوس عليها
          ذكر الزجر عن الجلوس على القبور تعظيما لحرمة من فيها من المسلمين
          [ 3165 ] أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تقصيص القبور وأن يبنى عليها أو يجلس عليها
          ذكر الزجر عن قعود المرء على قبور المسلمين من غير انتظار لدفن الميت في أوقات الضرورات
          [ 3166 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تخلص إليه خير من أن يقعد على قبر
          ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من تحفظ أذى الموتى ولا سيما في أجسادهم
          [ 3167 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كسر عظم الميت ككسره حيا
          فصل في زيارة القبور
          ذكر الإباحة للرجل ذلك القبور الأموات
          [ 3168 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد بن القطان قال حدثنا حكيم بن سيف الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني نهيتكم عن ثلاث عن زيارة القبور وعن لحوم الأضاحي أن تمسكوها فوق ثلاثة أيام وعن الظروف إلا ما كان في سقاء وقد رخص لمحمد صلى الله عليه وسلم في زيارة قبر أمه وإنما نهيتكم عن أن تمسكوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام ليوسع ذو السعة منكم على من لم يضح ونهيتك عن الظروف إلا ما كان من سقاء فلا يحل ظرف شيئا ولا يحرمه
          ذكر الأمر بزيارة القبور إذ زيارتها تذكر الموت
          [ 3169 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال استأذنت ربي أن أزور قبرها فأذن لي فاستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت
          ذكر الزجر عن دخول المقابر بالنعال
          [ 3170 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود قالا حدثنا الأسود بن شيبان حدثني خالد بن سمير حدثني بشير بن نهيك حدثنا بشير بن الخصاصيه وكان اسمه في الجاهليه زحم بن معبد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال زحم قال أنت بشير فكان اسمه بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بن الخصاصية ما أصبحت تنقم على الله قلت ما أصبحت أنقم على الله شيئا كل خير فعل الله بي فأتى على قبور المشركين فقال سبق هؤلاء خيرا كثيرا ثلاث مرات ثم أتى على قبور المسلمين فقال لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا ثلاث مرات فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرة فإذا هو برجل يمشي بين القبور وعليه نعلان فناداه يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك فنظر فلما عرف الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع نعليه فرمى بهما قال عبد الرحمن بن مهدى كنت أكون مع عبد الله بن عثمان في الجنائر فلما بلغ المقابر حدثته بهذا الحديث فقال حديث جيد ورجل ثقة ثم خلع نعليه فمشى بين القبور قال أبو حاتم يشبه أن تكون تلك من جلد ميتة لم تدبغ فكره صلى الله عليه وسلم لبس جلد الميتة وفي قوله صلى الله عليه وسلم إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه دليل على إباحة دخول المقابر بالنعال
          ذكر الأمر بالسلام على من سكن الثرى للداخل المقابر ضد قول من أمر بضده
          [ 3171 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون
          ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن على المرء عند دخول المقبرة أن يقول عليكم السلام لا السلام عليكم
          [ 3172 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كانت ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتانا وإياكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد
          ذكر الأمر لمن دخل المقابر أن يسأل الله جل وعلا العافية لنفسه ولمن تحت أطباق الثرى نسأل الله البركة في تلك الحالة
          [ 3173 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجوا إلى المقابر يعلمهم أن يقولوا السلام على أهل الدار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع نسأل الله لنا ولكم العافية
          ذكر خبر قد احتج به من لم يحكم صناعة العلم أن زيارة المسلمين قبور المشركين جائزة
          [ 3174 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال أخبرنا أبو بكر بن خلاد الباهلي وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر عبد الله بن أبي بن سلول بعدما أدخل بعدما ادخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبته ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه والله أعلم
          ذكر السبب الذي من أجله فعل صلى الله عليه وسلم ما وصفنا
          [ 3175 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثني نافع عن بن عمر أن عبد الله بن أبي لما مات جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعطني قميصك حتى أكفنه فيه وصل عليه واستغفر قال فأعطاه قميصه وقال إذا فرغت فآذني حتى أصلي عليه فلما فرغ آذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضوان الله عليه وقال أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا بين خيرتين قال الله { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم } قال فنزلت { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره } قال فترك الصلاة عليه
          ذكر البيان بأن ألفاظ خبر بن عمر الذي ذكرناه أديت على الإجمال لا على الاستقصاء في التفسير
          [ 3176 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب رضوان الله عليه يقول لما توفي عبد الله بن أبي أتى ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذا عبد الله بن أبي قد وضعناه فصل عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام يصلي عليه قمت في صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله أتصلي على عدو الله القائل يوم كذا كذا وكذا والقائل يوم كذا كذا وكذا أعدد أيامه الخبيثة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عني يا عمر حتى إذا أكثرت قال عني يا عمر فإني قد خيرت فاخترت إن الله يقول { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم } ولو أعلم أني زدت على السبعين غفر له لزدت قال عمر فعجبا لجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم فلما قال لي ذلك انصرفت عنه فصلى عليه ثم مشى معه فقام على حفرته حتى دفن ثم انصرف فوالله ما لبث إلا يسيرا حتى أنزل الله جل وعلا ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منافق بعد ذلك ولا قام على قبره
          ذكر نفي دخول الجنة عن زائرة القبور وإن كانت فاضلة خيرة
          [ 3177 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا المفضل بن فضالة عن ربيعة بن سيف المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فلما فرغنا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرفنا معه فلما حاذى بابه وتوسط الطريق إذا نحن بامرأة مقبلة فلما دنت إذا هي فاطمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجك يا فاطمة من بيتك قالت أتيت يا رسول الله أهل هذا البيت فعزينا ميتهم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك بلغت معهم الكدى قالت معاذ الله وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر قال لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جدك أبو أبيك فسألت ربيعة عن الكدى فقال القبور قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة يريد ما رأيت الجنة العالية التي يدخلها من لم يرتكب ما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه لأن فاطمة علمت النهي قبل ذلك والجنة هي جنات كثيرة لا جنة واحدة والمشرك لا يدخل جنة من الجنان أصلا لا عالية ولا سافلة ولا ما بينهما
          ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم زائرات القبور من النساء
          [ 3178 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله زائرات القبور
          ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المتخذات المساجد والسرج على القبور
          [ 3179 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة عن أبي صالح عن بن عباس قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذات عليها المساجد والسرج أبو صالح ميزان ثقة وليس بصاحب الكلبي ذاك اسمه باذام
          ذكر الزجر عن زيارة القبور واتخاذ السرج والمساجد عليها
          [ 3180 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة قال سمعت أبا صالح يحدث عن بن عباس قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج أبو صالح هذا اسمه ميزان بصري ثقة وليس بصاحب محمد بن السائب الكلبي
          ذكر الخبر الدال على أن القبور لا يجوز أن تتخذ مساجد وتصور فيها الصور
          [ 3181 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها قالت لما كان مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر بعض نسائه كنيسة رأياها بأرض الحبشة وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة فذكرن كنيسة رأينها بأرض الحبشة يقال لها مارية وذكرن من حسنها وتصاوير فيها فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال إن أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصور وأولئك شرار الخلق عند الله تعالى
          ذكر لعن الله جل وعلا من اتخذ قبور الأنبياء مساجد
          [ 3182 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أسباط بن محمد عن بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله قوما اتخذوا قبور أبنائهم مساجد
          فصل في الشهيد
          ذكر الأمر برد الشهداء إلى مصارعهم إذا أخرجوا عنها
          [ 3183 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا شعبة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله أنه قال في قتلى أحد حملوا قتلاهم فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ردوا القتلى إلى مصارعهم
          ذكر البيان بأن القتلى من الشهداء إنما أمر بردهم إلى مصارعهم لئلا يدفنوا في غيرها
          [ 3184 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم فقال لي أبي عبد الله يا جابر لا عليك أن تكون في نظار أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي فبينا أنا في النظارين إذ جاء بن عمتي بأبي وخالي عادلهما على ناضح فدخل بهما المدينة ليدفنهما في مقابرنا إذ لحق رجل ينادي ألا إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت قال فرجعناهما مع القتلى حيث قتلت قال أبو حاتم فرجعناهما اضمر في فدفناهما
          ذكر إثبات الشهادة لمن جرح في سبيل الله فمات من جراحه تلك
          [ 3185 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن بن جريج عن سليمان بن موسى عن عبد الله بن مالك بن يخامر عن أبيه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جرح جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك ومن جرح في سبيل الله طبع بطابع الشهداء
          ذكر الخصال التي يدرك بها المرء فضل الشهادة وإن لم يقتل في سبيل الله
          [ 3186 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعدون الشهداء فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا من يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في بطن فهو شهيد قال سهيل وأخبرني عبيد الله بن مقسم قال أشهد على أبيك أنه زاد في الحديث الخامس ومن غرق فهو شهيد
          ذكر وصف الشهيد الذي يكون غير القتيل في سبيل الله
          [ 3187 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا عبد الله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعدون الشهداء فيكم قالوا من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال صلى الله عليه وسلم ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في طاعون فهو شهيد قال وحدثني عبيد الله بن مقسم أنه قال وأشهد على أبيك أنه زاد ومن غرق فهو شهيد
          ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يرد بهذا العدد نفيا عما وراءه
          [ 3188 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشهيد خمسة المبطون والمطعون والغرق وصاحب الهدم والشهيد
          ذكر البيان بأن المصطفى لم يرد بقوله الشهداء خمسة نفيا عما وراء هذا العدد المحصور
          [ 3189 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غلبنا عليك يا أبا الربيع فصاح النسوة وبكين وجعل بن عتيك يسكتهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية فقالوا وما الوجوب يا رسول الله قال إذا مات قالت ابنته والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيدا فإنك كنت قد قضيت جهازك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته وما تعدون الشهادة قالوا القتل في سبيل الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المبطون شهيد والغريق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمطعون شهيد والحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد
          ذكر الخصال التي تقوم مقام الشهادة لغير القتيل في سبيل الله
          [ 3190 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث بن عتيك وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غلبنا عليك يا أبا الربيع فصاحت النسوة وبكين وجعل بن عتيك يسكتهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية قالوا وما الوجوب يا رسول الله قال إذا مات قالت ابنته والله إني كنت لأرجو أن تكون شهيدا فإنك كنت قد قضيت جهازك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته وما تعدون الشهادة قالوا القتل في سبيل الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المبطون شهيد والغريق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمطعون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد
          ذكر تفضل الله جل وعلا على سائله الشهادة من قلبه بإعطائه أجر الشهيد وإن مات على فراشه
          [ 3191 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا العباس بن الوليد الخلال حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد حدثنا بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن مالك بن يخامر السكسكي أن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جرح جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك لونه لون الزعفران عليه طابع الشهداء ومن سأل الله الشهادة مخلصا أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه
          ذكر تبليغ الله جل وعلا منازل الشهداء من سأل الله الشهادة وإن جاءته منيته على فراشه
          [ 3192 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا بن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح عن سهل بن أبي امامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه
          ذكر تفضل الله جل وعلا على من قتل من أجل ماله إذا تعدي عليه بكتبة الشهادة له
          [ 3193 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن القاسم بن عوف عن علي بن حسين قال حدثتنا أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بينا هو في بيتها وعنده نفر من أصحابه إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله كم صدقة كذا وكذا من التمر قال كذا وكذا قال الرجل فإن فلانا تعدى علي وأخذ مني كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فكيف إذا سعى عليكم من يتعدى عليكم أشد من هذا التعدي فخاض القوم في ذلك فقال الرجل منهم فكيف بنا يا رسول الله إذا كان الرجل منا غائبا في إبله وماشيته وزرعه ونخله فأدى زكاة ماله فتعدى عليه الحق فكيف يصنع يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه يريد بها وجه الله والدار الآخرة ثم لم يغيب منها شيئا وأقام الصلاة وآتى الزكاة فتعدى عليه الحق فأخذ سلاحه فقاتل فقتل فهو شهيد قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه معنى هذا الخبر إذا تعدى على المرء في أخذ صدقته أو ما يشبه هذه الحالة وكان معه من المسلمين الذي يواطؤونه على ذلك وفيهم كفاية بعد ان لا يكون قصدهم الدنيا ولا شيئا منها دون إلقاء المرء نفسه إلى التهلكة إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر اسمع واطع ولو عبدا حبشيا مجدعا وقال صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا
          ذكر إيجاب الجنة وإثبات الشهادة لمن قتل دون ماله قاتل أو لم يقاتل
          [ 3194 ] أخبرنا عمران بن موسى السختياني بجرجان حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد
          ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أن خبر بن عيينة الذي ذكرناه منقطع غير متصل
          [ 3195 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن سهل المدني عن سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ظلم من الأرض شبرا طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين قال معمر وبلغني عن الزهري في هذا الحديث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد قال أبو حاتم روى هذا الخبر أصحاب الزهري الثقات المتقنون فاتفقوا كلهم على روايتهم هذا الخبر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد خلا معمر وحده فإنه أدخل بين طلحة بن عبد الله وبين سعيد بن زيد عبد الرحمن بن سهل واخاف ان يكون ذلك وهما وقد قال معمر في هذا الخبر بلغني عن الزهري فيشبه أن يكون سمعه من بعض أصحابه عن الزهري فالقلب إلى رواية أولئك أميل
          ذكر إثبات الشهادة للمجاهد في سبيل الله إذا قتله سلاحه
          [ 3196 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك وعبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع قال لما كان يوم خيبر قاتل أخى قتالا شديدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتد عليه سيفه فقتله فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك رجل مات بسلاحه وشكوا في بعض أمره قال سلمة فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذن لي أن أرجز بك فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب أعلم ما تقول والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا والمشركون قد بغوا علينا فلما قضيت رجزى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال هذا قلت أخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمه الله فقلت يا رسول الله إن ناسا أبوا الصلاة عليه يقولون رجل مات بسلاحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل مات جاهدا مجاهدا
          ذكر البيان بأن الشهداء الذين ماتوا في المعركة يجب أن لا يغسلوا عن دمائهم ولا يصلي عليهم
          [ 3197 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرني الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان جابر بن عبد الله أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب وأحد ويقول أيهما أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد قال صلى الله عليه وسلم أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا
          ذكر الخبر المضاد في الظاهر خبر جابر بن عبد الله الذي ذكرناه
          [ 3198 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عيسى بن حماد زغبة فقال أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر قال إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الان وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف أن تتنافسوا فيها
          ذكر الوقت الذي فعل صلى الله عليه وسلم ما وصفنا من خبر عقبة بن عامر
          [ 3199 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد ثم انصرف وقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إني بين أيديكم فرط وإني عليكم لشهيد وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني قد أعطيت الليلة مفاتيح خزائن الأرض والسماء واخاف عليكم أن تتنافسوا فيها ثم دخل فلم يخرج من بيته حتى قبضه الله جل وعلا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه خص المصطفى صلى الله عليه وسلم الشهداء الذي قتلوا في المعركة بترك الصلاة عليهم وفرق بينهم وبين سائر الموتى يغسلون ويصلى عليهم ومن قتل في المعركة من الشهداء لا يصلى عليهم ويدفن بدمه من غير غسل فأما خبر عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج فصلى على قتلى أحد ليس يضاد خبر جابر الذي ذكرناه إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فدعا لشهداء أحد كما كان يدعو للموتى في الصلاة عليهم والعرب تسمى الدعاء صلاة فصار خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الشهداء أحد وزيارته إياهم ودعاؤه لهم سنة لمن بعده من أمته أن يزوروا شهداء أحد يدعون لهم كما يدعون للميت في الصلاة عليه وفي خبر زيد بن أبي أنيسة الذي ذكرناه ثم دخل فلم يخرج من بيته حتى قبضه الله جل وعلا أبين البيان بأن هذه الصلاة كانت دعاء لهم وزيادة قصد بها أياهم لما قرب خروجه من الدنيا صلى الله عليه وسلم ولو كانت الصلاة التي ذكرها عقبة بن عامر كالصلاة على الموتى سواء للزم من قال بهذا جواز الصلاة على القبر ولو بعد سبع سنين لأن أحدا كانت سنة ثلاث من الهجرة وخروجه صلى الله عليه وسلم حيث صلى عليهم قرب خروجه من الدنيا صلى الله عليه وسلم بعد وقعة أحد بسبع سنين فلما وافقنا من احتج بهذا الخبر على أن الصلاة على القبور غير جائزة بعد سبع سنين صح أن تلك الصلاة كانت دعاء لا الصلاة على الموتى سواء ضد قول من زعم أن أصحاب الحديث يروون ما لا يعقلون ويتكلمون بما لا يفهمون ويرون المتضاد من الأخبار


          صحيح ابن حبان

          تعليق


          • #6



            في عذاب القبر ونعيمه

            الأدلة النقلية

            1- القران الكريم
            "الأَنْفَال"
            آية رقم : 50
            في قوله ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم . وذوقوا عذاب الحريق , ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد )


            "التَّوْبَة"
            آية رقم : 101
            وفى قوله ( سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم )
            تفسير القرطبي
            قوله تعالى: ""سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم"" قال ابن عباس: بالأمراض في الدنيا وعذاب الآخرة. فمرض المؤمن كفارة، ومرض الكافر عقوبة. وقيل العذاب الأول الفضيحة باطلاع النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، على ما يأتي بيانه في المنافقين. والعذاب الثاني عذاب القبر. الحسن وقتادة: عذاب الدنيا وعذاب القبر. ابن زيد: الأول بالمصائب في أموالهم وأولادهم، والثاني عذاب القبر. مجاهد: الجوع والقتل. الفراء: القتل وعذاب القبر. وقيل: السباء والقتل وقيل: الأول أخذ الزكاة من أموالهم وإجراء الحدود عليهم، والثاني عذاب القبر



            "سورة: غَافِر"
            "آية: 46"
            وفى قوله ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )

            " تفسير القرطبي"
            " قوله تعالى : "" النار يعرضون عليها"" قال الجمهور على أن هذا العرض في البرزخ .واحتج بعض أهل العلم في تثبيت عذاب القبر بقوله : "" النار يعرضون عليها غدوا وعشيا "" ما دامت الدنيا . كذلك قال مجاهد و عكرمة و مقاتل و محمد بن كعب كلهم قال : هذه الآية تدل على عذاب القبر في الدنيا ، ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة : "" ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ""
            وفي الحديث عن ابن مسعود : أن أرواح آل فرعون ومن كالن مثلهم من الكفار تعرض على النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم . وعنه أيضاً : إن أرواحهم في أجواف طير سود تغدوا على جهنم وتروح كل يوم مرتين فذلك عرضها
            وفي حديث صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "" إن الكافر إذا مات عرض على النار بالغداة والعشي ثم تلا "" النار يعرضون عليها غدوا وعشيا"" وإن المؤمن إذا مات عرضت روحه على الجنة بالغداة والعشي "" وخرج البخاري و مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "" إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل لجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة "" . قال الفراء : في الغداة والعشي بمقادير ذلك في الدنيا . هوه قول مجاهد . قال: ( غدوا وعشياً ) قال : من أيام الدنيا . ، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى :"" أدخلوا آل فرعون أشد العذاب "" ، أي يأمر الله الملائكة أن يدخلوهم ، ودليله "" النار يعرضون عليها ""






            "سورة: إِبْرَاهِيم"
            "آية: 27"
            وفى قوله ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )

            " تفسير القرطبي"

            " قوله تعالى: "" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت "" قال ابن عباس: هو لا إله إلا الله.
            وروى النسائي عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة "" نزلت في عذاب القبر، يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله وديني دين محمد، فذلك قوله: "" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة "".
            قلت: وقد جاء هكذا موقوفاً في بعض طرق مسلم عن البراء أنه قوله، والصحيح فيه الرفع كما في صحيح مسلم وكتاب النسائي وأبي داود وابن ماجه وغيرهم، عن البراء عن النبي صلى الله، وذكر البخاري ، حدثنا جعفر بن عمر، قال حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيده عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" إذا أقعد المؤمن في قبره أتاه آت ثم يشهد أن لا إله إلا الله وأم محمداً رسول الله فذلك قوله ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
            وقيل: يثبتهم في الدارين جزاء لهم على القول الثابت. وقال القفال وجماعة: "" في الحياة الدنيا "" أي في القبر، لأن الموتى في الدنيا إلى أن يبعثوا، ( وفي الآخرة) أي عند الحساب، وحكاه الماوردي عن البراء قال: المراد بالحياة الدنيا المساءلة في القبر، وبالآخرة المساءلة في القيامة: "" ويضل الله الظالمين "" أي عن حجتهم في قبورهم كما ضلوا في الدنيا بكفرهم فلا يلقنهم كلمة الحق، فإذا سئلوا في قبورهم قالوا: لا ندري، فيقول: لا دريت ولا تليت، وعند ذلك يضرب بالمقامع على ما ثبت في الأخبار،. وقيل: يمهلهم حتى يزدادوا ضلالاً في الدنيا. "" ويفعل الله ما يشاء "" من عذاب قوم وإضلال قوم


            2 - إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله : أن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم آتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ماذا كنت تقول في هذا الرجل – محمد صلى الله عليه وسلم – فأما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا , واما المنافق أو الكافر فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدرى كنت أقول ما يقول الناس , فيقال له : لا دريت ولا تليت ( أي اتبعت ) ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعه من يليه غير الثقلين ( الأنس والجن )
            وفى قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشى أن كان من أهل النار فمن أهل النار , فيقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة
            )البخاري
            وفى قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه ( اللهم أنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال )
            وفى قوله صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين فقال ( إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى , إما أحدهما فكان يسعى بالنميمة واما الآخر فكان لا يستتر من بوله )البخاري



            الأدلة العقلية

            1- إيمان العبد بالله وملائكته واليوم الآخر يستلزم إيمانه بعذاب القبر ونعيمه وبكل ما يجرى فيه , إذ الكل من الغيب فمن آمن بالبعض لزمه عقلا الإيمان بالبعض الآخر .


            2- ليس عذاب القبر أو نعيمه أو ما يقع فيه من سؤال الملكين مما ينفيه العقل بل العقل السليم يقره ويشهد له.


            3- أن النائم قد يرى من الرؤيا ما يسر له فيتلذذ بها وينعم بتأثيرها في نفسه الأمر الذي يحزن له أو يأسف إن هو استيقظ , كما انه قد يرى الرؤيا مما يكره فيستاء لها ويغتم ,الأمر الذي يجعله يحمد من أيقظه
            فهذا النعيم أو العذاب في النوم يجرى على الروح حقيقة وتتأثر به وغير محسوس ولا مشاهد لنا ولا ينكره أحد فكيف ينكر إذا عذاب القبر أو نعيمه وهو نظيره تماما.





            تعليق


            • #7
              كتاب إثبات عذاب القبر للبيهقي




              http://www.islammessage.com/booksww/book_text.php?bkid=409

              تعليق


              • #8
                رد: إثبات عذاب القبر.... للرد على الشبهات

                جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                تعليق

                يعمل...
                X