إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير سورة النصر للشيخ مسعود ازهر حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير سورة النصر للشيخ مسعود ازهر حفظه الله

    {بسم الله الرحمن الرحيم}

    {
    إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)}.




    ملخص معاني الآية:
    إذا جاء نصر الله، ونصر عبده · على أعدائه، وفُتحت مكة، ثم رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّابا رحيما.


    تفسير جامع:

    (الفتح الفصل) كان فتح مكة التي تمثّل عاصمة الله تعالى في الأرض حسما للنزاع بين الحق والباطل، وكانت معظم القبائل العربية تنتظر فتحها ليقرّروا مصيرهم، وقبل فتحها كان واحد أو اثنان يدخلان في الإسلام، وبعد فتحها دخلوا في دين الله أفواجاً، حتى شمل الإسلام كافة القبائل التي كانت تقطن الجزيرة العربية، وهذا هو الغرض الذي لأجله بُعث النبي ·

    {فسبِّحْ بحمد ربك} أي تحقق الغرض الذي لأجله بعثناك، (من استكمال الدين والتمهيد للخلافة الكبرى). وحان الآن وقت رحيلك، لذلك أكثِرْ من التسبيح والتحميد، بل أكثر مما كنتَ تفعل، واشكره على الفتح المبين.

    {واستغفره} لك ولأمتك. قال الشاه عبد القادر رحمه الله: أي وعد الله تعالى بالقضاء بين الناس في القرآن الكريم، والكفار كانوا يستعجلونه، وقد تحقق فتح مكة في آخر عمر رسول الله ·، وصارت القبائل العربية تدخل في دين الله أفواجا، وهكذا صدق الله وعده، فما عليك الآن إلا أن تستغفر لك ولأمتك، لتنال مرتبة الشفاعة، نزلت هذه السورة في آخر عمره ·، وحان الآن وقت الرحيل، لأن المهمة قد تم إنجازها بنجاح.

    (التفسير العثماني)



    النصر والفتح:
    النصر: المدد والغلبة على العدو، والفتح الغبة على البلاد. (المدارك)


    أراد فتح مكة:
    أراد بالفتح في هذه السورة المباركة فتح مكة.
    قال الخازن رحمه الله:
    «يعني فتح مكة في قول جمهور المفسرين». (الخازن)
    وقال ابن كثير رحمه الله:
    والمراد بالفتح هاهنا فتح مكة قولا واحدًا، فإن أحياء العرب كانت تَتَلَوّم بإسلامها فتح مكة، يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبي. فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجًا، فلم تمض سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيمانًا، ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام، ولله الحمد والمنة. وقد روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة قال: لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الأحياء تَتَلَوّمُ بإسلامها فتح مكة، يقولون: دعوه وقومه، فإن ظهر عليهم فهو نبي.
    الحديث. (ابن كثير)

    وقال القرطبي رحمه الله:
    وذلك لما فتحت مكة قالت العرب: أما إذا ظفر محمد · بأهل الحرم وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل فليس لكم به يدان (أي طاقة) فكانوا يسلمون أفواجاً. (القرطبي)
    وقيل: أراد بالفتح عموم الفتوح. راجعو المدارك وغيره.


    آخر سورة نزلت كاملة:
    «وهي آخر سورة نزلت جميعاً قاله ابن عباس في صحيح مسلم». (القرطبي)

    ومن أحد أسماءها سورة التوديع، لِما فيها إشارة واضحة إلى رحيل النبي · من هذه الدار الفانية. (القرطبي)

    وهي تعادل ربع القرآن في الفضل. (ابن كثير)

    الغلبة على العدو وسقوط بلادهم على أيدي المسلمين نعمة عظيمة، يمكن تقديرها بهذه السورة المباركة. نسأل الله أن يستعيد المسلمون هذه النعمة بفضله وكرمه. (آمين)


    معنيا التسبيح:

    {فسبِّح بحمد ربك} له معنيان:

    وفي معنى التسبيح وجهان: أحدهما نزّه ربك عما لا يليق بجلاله ثم احمده.

    والثاني: فصل لربك، لأن التسبيح جزء من أجزاء الصلاة، ثم قيل: عنى به صلاة الشكر وهو ما صلاه رسول الله · يوم فتح مكة ثماني ركعات.
    (الخازن)



    معاني الاستغفار:
    أمر الله تعالى نبيه بالاستغفار رُغم عصمته، فما سببه؟ للمفسرين توجيهات عدة:
    (1) لتعليم أمته ·، إن كان رسول الله · اُمر بالاستغفار رغم عصمته، فما بال العوام لا يحتاجون إلى الاستغفار.
    (2) قيل اُمر بالاستغفار لأمته.
    (3) الاستغفار في ذاته عبادة، فلا يستلزم وجود معصية، فهو عمل صالح في نفسه، يورث التواضع في المرء. (وهو في أشد حاجة إلى التواضع في مناسبات الفتوح والنصر) (الخازن والبحر المحيط).


    عمله المبارك:
    أدرك النبي · وبعض كبار أصحابه بنزول هذه السورة أن وقت الرحيل قد اقترب، فظلّ النبي · يُكثر من التسبيح والتحميد والاستغفار. وقد نقل المفسرون العديد من الروايات حوله. منها:
    (1) ففي صحيح البخاري عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ مَا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ إِلَّا يَقُولُ فِيهَا سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي.
    (2) وأخرج البخاري عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ.
    (3) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يقول عند قيامه وقعوده: (سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه).
    (4) وقال أبو هريرة: اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها، حتى تورمت قدماه. ونحل جسمه، وقل تبسمه، وكثر بكاؤه. (القرطبي)
    (5) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ مَوْتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ قَالَتْ وَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَدْعُو بِدُعَاءٍ لَمْ تَكُنْ تَدْعُو بِهِ قَبْلَ الْيَوْمِ فَقَالَ إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي سَأَرَى عَلَمًا فِي أُمَّتِي وَأَنِّي إِذَا رَأَيْتُ ذَلِكَ الْعَلَمَ أَنْ أُسَبِّحَ بِحَمْدِهِ وَأَسْتَغْفِرَهُ فَقَدْ رَأَيْتُ ذَلِكَ { إِ
    ذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا }. (أحكام القرآن للجصاص)


    فُتحت مكة عنوةً:
    قال الإمام أبو بكر الجصاص رحمه الله:
    «وهذا يدل على أنها فُتحت عنوة، لأن إطلاق اللفظ يقتضيه، ولا ينصرف إلى الصلح بلا تقييد». (أحكام القرآن)

    اداب الفتح:
    قال العلامة ابن کثیر ؒ :
    فالذي فسر به بعض الصحابة من جلساء عمر، رضي الله عنهم أجمعين، مِنْ أنه قد أمرنا إذا فتح الله علينا المدائن والحصون أن نحمد الله ونشكره ونسبحه، يعني نصلي ونستغفره - معنى مليح صحيح، وقد ثبت له شاهد من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقت الضحى ثماني ركعات، فقال قائلون: هي صلاة الضحى. وأجيبوا بأنه لم يكن يواظب عليها، فكيف صلاها ذلك اليوم وقد كان مسافرًا لم يَنْو الإقامة بمكة؟ ولهذا أقام فيها إلى آخر شهر رمضان قريبًا من تسعة عشر يومًا يقصر الصلاة ويُفطر هو وجميع الجيش، وكانوا نحوًا من عشرة آلاف. قال هؤلاء: وإنما كانت صلاة الفتح، قالوا: فيستحب لأمير الجيش إذا فتح بلدًا أن يصلي فيه أول ما يدخله ثماني ركعات. وهكذا فعل سعد بن أبي وقاص يوم فتح المدائن.


    للمحافظة على الإنجازات الدينية:
    كما أشارت السورة المباركة إلى أهمية التسبيح والتحميد والاستغفار للمحافظة على الإنجازات الدينية، فقد عَمِلَ النبي · طول حياته، وفي آخر عمره اُمر بالتسبيح والتحميد، فدل على نفع التسبيح والتحميد والاستغفار في الحفاظ على الأعمال الدينية. كما أشارت السورة إلى أهمية الذكر والاستغفار بعد الفتح والانتصار على العدو، ولا ينبغي الفخر والمباهاة والغفلة عن الله. (والله أعلم بالصواب)
    سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. سبحانك الله ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه الحمد لله رب العالمين، أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.


    منقول : فتح الجواد فی معارف آيات الجهاد
    للشيخ الامام المفسر المجاهد المهاجر فی سبيل الله
    محمد مسعود ازهر الباکستاني حفظه الله


    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 20-09-2014, 02:26 AM.
    رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

  • #2
    رد: تفسير سورة النصر للشيخ مسعود ازهر حفظه الله

    جزاكم الله خيرا

    اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيراً
      وبارك فيكم ونفع بكم

      تعليق

      يعمل...
      X