الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين..
سيدنا وإمامنا ومعلمنا وقدوتنا خير خلق الله أجمعين، صلى عليه الله وسلم في الأولين وفي الآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين،
أما بعــد..
فيا أيها الكرام الأفاضل.. يا من تحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..
يا من تؤمنون بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا
يا من قدوتكم سيد الأولين والآخرين.. الذي أرسله رَبّنا للناس كافَّة ورحمة للعالمين
أيها الكرام الأفاضل..
إلى قلوبكم المُحبَّة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، أدعو الله تعالى أن تستقبل الكلام مباشرة ليرسخ فيها فائدته،
وأن ينعم علينا ربنا تبارك وتعالى بالعمل به جميعا، وأسأله سبحانه أن أكون مسارعًا قبلكم في الأخذ بما فيه من فائدة رجوتها وأسعى إليها جاهدًا؛
عسى أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى، فأقول لنفسي أولًا وقبلكم:
يَا مَنْ عَزَمْتَ عَمَلاً واجْتِهَاداً فِي أَيَّامِ النَّفَحَاتِ
وَطَغَتْ عَلَيْكَ نَفْسُكَ والْهَوَىَ ثَنْيَاً عَنِ الرَّحَمَاتِ
يَرُوُمُ بِهَا فَوْزَاً وَيَأْمَلُهَا كُلّ مَنْ ذَاقَ لَذَّةِ الطَّاعَاتِ
يَا مَنْ تَثَاقَلْتَ تَكَاسُلاً وَتَأْمُـركَ نَفْسُكَ بِالْعَثَـرَاتِسَارِعْ إِلَى مَغْفِرَةٍ بِالتَّوْبِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ
وَاجْعَلْ رَجَائَكَ فِي عَفْوِهِ سُبْحَانَهُ غَافِرِ الذَّلَاتِ
وَزِدِ الرَّجَاءَ فِي رَحْمَتِةِ تَسْعَدْ بِمُقَامِكَ فِي جَنَّاتٍ
فِيِهَا كُلُّ مُشْتَهَىً، وَعَرْضُهَا الْأَرْض وَالسَّمَاوَاتأيها المحبون لله ورسوله صلى الله عليه وسلم
هيا معاً نشحذ الهمم ونعلو بها
فلا تكاسل بعد اليوم، ولا تثاقل بعد اليوم، بل علينا جميعا بعون الله المستعان أن نجاهد كما أخبرنا وبشرنا سبحانه القائل في كتابه العزيز:
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِينَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } العنكبوت: (69)
والمجاهدة: مفاعلة من الجهد، فإن الإنسان يجاهد نفسه باستعمالها فيما ينفعها، وهي تجاهده بضد ذلك.
قال بعض العلماء:
جهاد النفس هو الجهاد الأكبر، وجهاد العدو هو الجهاد الأصغر.
ومما قاله الإمام البغوي في تفسيره:
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا"، الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا،
وقيل: المجاهدة هي الصبر على الطاعات.
قال الحسن: أفضل الجهاد مخالفة الهوى.
وقال الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به.
وقال سهل بن عبد الله: والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة.
وروي عن ابن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا. ا.هـ.
وَعَنْ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِينَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } العنكبوت: (69)
والمجاهدة: مفاعلة من الجهد، فإن الإنسان يجاهد نفسه باستعمالها فيما ينفعها، وهي تجاهده بضد ذلك.
قال بعض العلماء:
جهاد النفس هو الجهاد الأكبر، وجهاد العدو هو الجهاد الأصغر.
ومما قاله الإمام البغوي في تفسيره:
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا"، الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا،
وقيل: المجاهدة هي الصبر على الطاعات.
قال الحسن: أفضل الجهاد مخالفة الهوى.
وقال الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به.
وقال سهل بن عبد الله: والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة.
وروي عن ابن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا. ا.هـ.
وَعَنْ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ ».
[رواه الإمام الترمذي وصححه الإمام الألباني]
ولأنَّ جِهَاد العَدُوّ البَاطِن، هُوَ جِهَاد النَّفس والهوى، ولإِنَّ جهادهما من أعظم الجهاد؛
فـــــــــــــ الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ
هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال عبد اللَّه بن عُمَر –رضى الله عنهما- لِمن سَأَلَهُ عن الجهاد:
( ابْدَأْ بِنَفْسِكَ، فَجَاهِدْهَا، وَابْدَأْ بِنَفْسِكَ، فَاغْزُهَا ).
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ،
وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ "
[رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الإمام الألباني]
ودعونا نقف معاً -تأملاً وتدبراً- عند هذا الحديث:
ففي لفظ الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: " وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ "
إذن فحاجتنا الماسَّة للخروج من دائرة التثاقل والتكاسل عن التزود بالأعمال الصالحة في حياتنا تكمن في مخالفة النفس والهوى، وعصيانهما
ولتحقيق هذا الهدف فليس أمامنا سوى اللجوء إلى الله تعالى والفرار إليه سبحانه
بالجهاد والهجرة والتوبة وإخلاص الدعاء
نجاهد أنفسنا بكثرة الطاعات، ونهاجر إلى ربنا بهجر الخطايا والذنوب
فكم من الذنوب والمعاصي اقترفنا، وكم في الذلات والهفوات وقعنا!!
كتب الله لنا ولكم وللمؤمنين والمؤمنات العفو والمغفرة، وأسأله سبحانه الرحمن الرحيم غافر الذنب وقابل التوب
أن ينعم علينا بتوبة نصوحا، وأن يتقبل منا توبتنا برحمته الواسعة وفضله العظيم
إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وبأمر الله فللحديث بقية.. إذا كان في العمر بقية
يتبــــــــع
بأمر الله تعالى
الفهرس
اللجوء إلى الله والإسراع بالتوبة
وللتوبة ثمرات عظيمة
تعليق