قوله تعالى:
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
المراد بالشعائر: أعلام الدين الظاهرة، ومنها المناسك كلها، كما قال تعالى:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158].
ومنها الهدايا والقربان للبيت.
ومعنى تعظيمها: إجلالها، والقيام بها، وتكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد، ومنها الهدايا، فتعظيمها، باستحسانها واستسمانها، وأن تكون مكملة من كل وجه.
فتعظيم شعائر الله أساسه تقوى القلوب، فالمُعَظِّم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه، لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله. (تفسير السعدي)
وقد ذُكرت القلوب هنا؛ لأن المنافق قد يُظهر التقوى للناس تصنعًا، وقد يكون. قلبه خاليا منها، فلا يكون مجدا في أداء الطاعات.
أما المُخلِص - الذي تكون التقوى متمكنة في قلبه - فإنه يبالغ في أداء الطاعات على سبيل الإخلاص. (التفسير الكبير، للرازى)
و قوله تعالى:
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ} [التوبة: 20].
قال الرازى: " إن من كان موصوفا بهذه الصفات الأربعة كان أعظم درجة عند الله ممن اتصف بالسقاية والعمارة.
وتلك الصفات الأربعة هي هذه:
فأولها: الإيمان،
وثانيها: الهجرة،
وثالثها: الجهاد في سبيل الله بالمال،
ورابعها: الجهاد بالنفس.
وفي هذا دلالة عظيمة على تعظيم كلام الله وعظمة القرآن الكريم
تعليق