الهداية و الإلتزام والاستقامة على دين الله
نعمة عظيمة من الله عز وجل يمن بها على من يشاء من عباده ممن هو أهل لها وجدير بها
ومما يفرح القلب ويثلج الصدر أن نشاهد في كل مكان شباب نور الله قلوبهم وأنعم عليهم بالهداية التي نسأل الله تعالى أن يثبتهم عليها
وأن يمن على غيرهم ممن هم لا يزالون في غيهم سادرون وفي لهوهم ساهون بالهداية لصراطه المستقيم .
ولكن ما يدعو إلى الحزن والأسى ما يلاحظ على بعض أولئك الشباب الملتزمين
من بعض المظاهر السلبية التي تخل بالتزامهم وتؤثر في إيمانهم
خلال هذا الموضوع إن شاء الله سنحاول التعرف على
البداية الصحيحة للإلتزام و ماهي العقبات التي تواجه جميع الشباب في طريقهم
مرورا بالفتور و الانتكاس و كيفية الثبات على الطريق الصحيح
كل هذه العناصر و المزيد في ملفنا هذا إن شاء الله
فتابعونا
و لكن قبل هذا و ذاك يجب أن نتعرف أولا على معنى الإلتزام
**ما هو الإلتزام**
الإلتزام هو التمسك بأحكام الله ورسوله، وأن تجعل شرع الله هو المنهاج الذي تسير وفقه، فيكون رضا الله نصب عينيك ولا تريد سواه، تكون في غاية الإستسلام لله عز وجل.
ويكون شعارك
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162)
كثيرا ما نسمع
كيف ألتزم ؟؟
كيف يمكنني أخذ القرار ؟؟
ما هي أول خطوة ؟؟
الأمر بسيط جداااا
أصدق مع الله
نعم القضية بسيطة
لكن للأسف الناس هذه الأيام قاموا بتصغير قضية الصدق للغاية
إذا تكلم أحد عن الصدق فإنه يخطر بالبال أنه عن صدق اللسان فقط
لكن الصدق معناه أكبر من ذلك بكثير
نعـم لأننا في زمن تكبير الأمور الصغيرة وتصغير الأمور الكبيرة
الصدق أكبر مما تتخيلون
الصدق هو الإسلام
قال سبحانه وتعالى : {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }الزمر33 ،
وقال تعالى : {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة:177
فبعد أن ذكر الله أركان الإيمان وأركان الإسلام قال " أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
" ..
إذا فالصدق هو الدين كله
ولكن أعز أنواع الصدق
قال الله تعالى _: (طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }محمد21
اقرأوها مرة ثانية
قال الله تعالى _: (طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }محمد21
أفهمتم ؟
سأطرح عليك سؤالاً :
هل لديك رغبة لدخول الجنة؟؟
لديك استعداد أن تقوم الليل الليلة من أولها لآخرها وتصبح صائم وتتصدق
بنصف ما تملكه من مال ؟
بالإمكان أن يقول أحدنا " نـعم أنا لها إن شاء الله "
وهذا ما ذكره ربنا سبحانه و تعالى في الآية .." طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ" محمد:21
نجد هذا الشخص يسمع الكلام فيتكلم كلام رائع لا مثيل له
وعند التنفيذ لا نجــده للأسف !!
" فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ "محمد:21
يا جماعة الخير الصادق في عزمه : هو الذي تصادف عزيمته في الخيرات كلها قوة تامة
ليس بها ميل ولا ضعف ولا تردد
بل يستحث نفسه أبدا بالعزم الصارم الجازم للخيرات
يا جماعة أوصيكم ونفسي أولا بالصدق في عزمكم مع الله وكونوا على
استعداد دائم للوفاء بالعزم
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
" الصدق مع النفس "
يوجد بعض الناس يقومون بخداع أنفسهم .. يكذبون الكذبة ثم يصدقونها .. ثم تكبر تلك الكذبة وينسى أنه هو من كذبها في الأصل !!
فنجده قد تخيل نفسه الملتزم والشيخ الذي لا يوجد صغيرة ولا كبيرة إلا ويفقهها .. ويعيش دور الكذب لمهانة نفسه عليه
قال محمد بن كعب :"إنما يكذب الكاذب لمهانة نفسه عليه"..يعني أن نفسه هانت عليه أن تظهر أمام الناس كاذبة فاستمر في الكذب
اعترف بالخطأ..لا عيب أبداً..فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين
التوابون..
لا تخادع نفسك ..إذا عرفت الحق فالزمه.. لا تتمادى في الكذب!
خد قراااااااااااار الإلتزام حالاً وفورياً وبلا تسويف ومماطلة في الباطل لابد من صدق مع الله عز وجل
يكفي تهاون
ويكفي تضييع وقت في عدم صدقك مع الله منذ البداية ...
إلــزم الحق وإلـزم جانب الله عز وجل ليس لك غير الله .. وليس لك مأوى سواه تعالى.
إن شاء الله في الحلقة القادمة مع
البداية الصحيحة
كيف نبدأ ؟ و من أين ؟
و ما هي الأشياء التي ستساعدنا إن شاء الله
لا تبتعدوا كثيراااااااااا
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل
تعليق