Tweet
الشدة والرخاوة
للشيخ أيمن رشدي سويد
آلية القلقلة: كيف تُنطق القلقلة
القلقلة أو لقلقة كما يُسميها العُلماء هي اضطراب الحرف في مخرجه حالة سكونه بحيث يسمع له نبرةٌ قوية
آلية هذا الاضطراب هو أن نُخرج حرف القلقلة بالتباعد بين طرفي عُضو النُّطق مُشبِها بذلك الحرف المُتحرك فعِوضا أن يخرج أحد الحروف "قطب جد" بالتصادم بين طرفي عُضو النُّطق مثل اذا قلنا "بْ "بتباعد الشفتين عن بعضهما وهذا ما يُسمى حرف مٌقلقل أي حرف ماهو بساكن وما هو بمُتحرك ، الساكن يخرج بالتصادم بين طرفي عُضو النُّطق والمُتحرك يخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق إلا أن هذا التباعد للحرف المتحرك يُصاحبه انفتاح للفم أي تباعد بين الفكين ان كان الحرف مفتوحا أو يُصاحبه انضمام للشفتين الى الأمام ضَما مُحْكما كهيئتهما عند النطق بالواو إن كان الحرف مضموما، أو يُصاحبه انخفاض للفك السفليّ ولو أسْفل قليلا عند النطق بالحرف المكسور
وقلنا ينطبق هذا على القلقلة سواء كان سكونه أصليا أو سكون عارضا للوقف مثل أحدْ - الصمدْ ، واستثنينا منه حرف القلقلة المُدغم مثل الباء الأولى من "وتبَّ" فإنها مدغمة في الباء الثانية "وتَبْبَ" فالباء الأولى تخرج على أصل النطق بالحروف الساكنة أي بالتصادم بين طرفي عضو النطق وتخرج الثانية مفتوحة هذا عند الوصل، أما في الوقف فتخرج الأولى بالتصادم بين طرفي عضو النطق فالذي يتقلقل هو الباء الثاني
مراتب القلقلة التي ذكرها الأئمة المُتقنون اثنتان لا ثلاثة لهما:
- القلقلة الصغرى تكون إذا كان حرف القلقلة وسط الكلمة أو الكلام
- القلقلة الكبرى إذا كان حرف القلقلة موقوفا عليه
قال ابن الجزري:
مُبيِّنا مُقلقلا إن سكنا وإن يكُن في الوقف كان أبْيَنا
سبب القلقلة في قطب جد لأن هذه الحروف الخمسة عند النطقة بها مُتحركة او ساكنة هي حروف شديدة
الشدة انحباس الصوت عند النطق بالحرف وجمع العلماء الحروف الشديدة في كلمة بقولهم أجدُ قط بكتْ
قلنا حروف شديدة يعني عند النطق بها لايجري معها الصوت
هذا الانحباس في الصوت ميَّز هذه الحروف الثمانية
مثال حرف الهمز إذا قُلنا يأْتون(سكون على الهمز) نجد أن الصوت انقفل والمخرج انقفل انقفالا تاما
وكذلك الجيم "أجْ" والدال "أدْ" وكذلك الكاف "أكْ" وكذلك تاء "أتْ" والطاء "أطْ" والباء "أبْ وكذلك القاف "أقْ"
فهذا الانحباس للصوت ميَّز هذه الحروف عن الحروف العربية وسمَّاها العلماء الأحرف الشديدة
شِدة هذه الحروف هي سبب قلقلتها حالة سكونها
للسائل أن يسأل طالما أن شدة حروف قطب جد كانت سببا في قلقلتها، بما أن الهمزة والكاف والتاء يُشاركون حروف القلقلة في شِدتها فلماذا لاتُقلقل العرب الهمزة والتاء والكاف كما تُقلقل حروف قطب جد؟
للجواب عن هذا نقول :
*اما الهمزة حالة سكونها فلإن للعرب طرائق شتى مُتعددة للتخلص من شِدتها:
من هذه الطرائق ابدالها فعِوض ان يقولوا مؤمنون يقولوا مومنون ، وعوض أن يقولوا بئر يقولوا بير....
فهذا الابدال هو تخلص من الهمزة وتخلص من شدتها ، وهكذا كانت قُريش ، فقبيلة النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت تهمز وإنما كانوا يقولون مومنون وقبائل أخرى من العرب كانت تهمز
ومن الطرائق الأخرى للتخلص من شدتها : الحذف بعض العرب يقولوا العلما عِوض أن يقولوا العُلماء ...
هناك نقل الحركة منْ ءامن بعض العرب ينقلون الفتحة الى النون الساكنة التي قبلها فتصير منَ -امن، وبالتسهيل..... فالعرب تتهرب من شدة الهمزة بالابدال والحذف ونقل الحركة
تلك الطُرق أغْنت عن قلقلة الهمزة
*أما التاء والكاف فلماذا لم تُُقلقلهما العرب ؟
لأن في الكاف والتاء صفة تنوب مناب القلقلة قطب جد في التخلص من شدة الكاف والتاء ألا وهي صفة الهمس.
فالهمس كما نعلم هو جريان النفس عند النُّطق بحرف من حروف الهمس قال ابن الجزري رحمه الله :
مهموسُها فحثه شخص سكت
فالكاف والتاء موجودتان في حروف الهمس ووفي حروف الشدة
فالكاف والتاء عدَّهما علماءُنا من الحروف الشديدة فقالوا:
شديدها أجد قط بكت
وعدَّهما علماءُنا كذلك من الحروف المهموسة فقالوا:
مهموسُها فحثه شخص سكت
فالكاف والتاء شديدتان
والكاف والتاء مهموستان
ما تعريف الشدة:
تعريف الشدة انحباس الصوت عند النطق بحرف من حروف الشدة
ما تعريف الهمس:
تعريف الهمس هو جريان النفس عند النطق بحرف من حروف الهمس
كيف ينحبس الصوت ويجري النفس؟
ظاهر الكلام فيه تناقذ كيف أحبس الصوت وأُجْري النفس؟
وهذا التناقذ إن قيل بأن هاتان الصفتان في زمان واحد
أما إن فهمنا أن صفة الشدة وصفة الهمس ليستا في زمان واحد وإنما متتاليتين
فالشدة أولا فالهمس
عندما تقول "أكْ" : بهذا التصادم الذي حدث في أقصى اللسان انقفل المخرج انقفالا تاما، وبهذا الانقفال التام ظهرت صفة الشدة ثم لما فتحت له الطريق تدفق الهواء الذي كان محبوسا خلف مخرج الكاف فظهرت صفة الهمس
فهذا الهمس الذي في الكاف أغْناني عن قلقلة الكاف
الذي يجب أن نعرفه أن الشدة والهمس ليسا في زمان واحد فالشدة أولا فالهمس
وهذا الأمر يحتاج الى تدريب ، لذلك ابن الجزري رحمه الله بعد أن ذكر الكاف والتاء في بحث الهمس و الشدة عاد في باب التحذيرات وقال :راع شدةً بكاف وبتا
ولم يقُل وراع همسا ،ليس كما يفهمه البعض أن في الكاف والتاء بهما شدة وليس فيهما همس هذا جهل لمن يقول هذا الكلام ، ولكنه رحمه الله لمس من الذين يقرؤون في عصره من تلاميذه وغيرهم ، لمس أنهم لايُهملون همس الكاف ولايُهملون همس التاء ولكن يُهملون تلك الحبْسة التي تسبق الهمس
- لو نظرنا الى الحروف العربية 29 من حيث جريان الصوت عند النُّطق بها وعدم جريانه ، لوجدنا بأن هذه الحروف بعضها يجري معه الصوت جريانا كاملا كقولنا "أشْ" "أفْ" "أحْ"
وبعضها ينحبس الصوت عند النطق به انحباسا انحباسا كحروف أجد قط بكت
وبعضها لا يجري معه الصوت جريانا بيّنا ولا ينحبس انحباسا تاما وإنما يجري جريانا ضئيلا هذه الحروف عدَّها العلما فكانت خمسة وجمعوها بقولهم "لن عمر"
فعندنا في اللغة العربية ثمانية أحرف ينحبس الصوت عند النطق بها، وخمسة أحرف يجري الصوت عند النطق بها جريانا ناقصا ، و16 أحرف الباقية حروف رخوةٌ
رخوة تعني يجري الصوت عند النطق بها
حروف "لن عمر" لماذا عدَّها العلماء من الحروف بين الرخوة والشديدة؟
حرف اللام:
قال ابن الجزري رحمه الله :
........ واللام أدناها لمُنتهاها تقرع
وقال سبويه : فُوَيْق الضاحك
والضاحك هو أول ضرس بعد الناب والثنيتي ومن الناحية الأخرى الناب والضاحك أي من الضاحك الى الضاحك ما يُحاذيها من الداخل هو المنطقة التي يقرعها أدنى حافة اللسان لمُنتهاها ولكن من الطرفين نقول "ألْ"
الهواء الصاعد من القصبة الهوائية والحنجرة وصل الى الفم يجد المنطقة منقفلة على ما يُحاذيها من الحنك الأعلى أي يجد الطريق من الوسط مسدود ، فالصوت الخارج ينحرف بعضه عن يمين طرف اللسان وبعضه عن يسار طرف اللسان
ولذلك في صفات الحروف تُقال: والانحراف صُححا في اللام والرَّا
فصفة الانحراف في اللام والراء وقال العلماء إلا أن اللام فيها انحراف كثير والراء فيها انحراف قليل
الصوت يطلع من مكانين في آن واحد والمنطقة الوُسطة مسدودة
والهواء الحامل للصوت ينحرف بعضه عن يمين اللسان وبعضُه عن يسار اللسان هذا صفة الانحراف
اللام حرف منحرف معناه أننا عندما ننطِق حرف اللام ، ينحرف بعض الصوت عن يمين اللسان وبعض الصوت عن يسار اللسان لأن المِنطقة الوُسطى قدِ انسدت بِقَرْع أدنى حافة اللسان لمنتهاها وأدنى حافة اللسان من الطرف الآخر لمُنتهاها قرعت ما يُحاذيها من غارالحنك الأعلى فينْسدْ هذا المكان
الصوت طالِع من الحنجرة لما وصل الى الوسط المسدود انحرفْ الصوت عن اليمين وعن اليسار
هل مجْرى الصوت مفتوح كانفتاح حرف الشين"أشْ" أو كانفتاح حرف الفاء "أفْ".... أو هل هو مُنقفِل انقفالا تاما كانقفالِ اَقْ أو كانقِفال أَدْ .....
لذلك اعتبر العلماء اللام بين الرخو والشديد
لا ينحبس الصوت عندها كانحباسه عند "أقْ" ولايجري الصوت عندها كجريانه عند "أحْْ" هذا سبب عدّهم اللام حرفا بينية
فمجرى الصوت ليس مُنفتِح مثل "أَشْ" ولا مُنقفل مثل "أَبْ" وهذا هو صفة التوسط
حرف الــراء:
ما قُلناه عن اللام يُقال عن الراء
فالراء أيضا عند النطق به لا ينحبس كانحباسه عند النطق بالحروف الشديدة ولايجري كجريانه عند النطق بالحروف الرخوة
مخرج الراء: يقرع ما يُحاذيه من غارالحنك الأعلى
اذا الانسان أَحَكَم الصاقَ طرف لسانه على غار الحنك الأعلى أي ضرب ضرْبة أي قَرَعَ قرْعةً لكِن أحْكم الاغلاق ومعنى أحكم الإغلاق أي جعل كل هذه المنطقة تَنْقِفِل انقفالا تاما وسيترتب على هذا الكلام أن الهواء سيصير محبوس خلف اللسان والهواء لما يطلع يجد الطريق مسدود والهواء سيضغط وتحت التأثير هذا الضغط اللسان ينزل غصْبا عنه
ولما ينزل اللسان الهواء الذي كان مضغوط يطلع ، ولما يطلع الهواء يخف الضغط
ولما يخف الضغط اللسان يَقْفل
ولما اللسان يَقْفل الهواء الذي يطلع الثاني يُوَلد ضغط جديد يُنزل اللسان غصبا عنه ولما ينزل اللسان يخف الضغط ثم يطلع اللسان ويتولد ما يُسمى عند القراء بالتكرير
هذا مثل آلة البُخارية ، فالقطار البخاري تمشي على هذا المبدأ يكون عندي في المكْبس ضغط ثم ينفلت هذا الضغط ثم يتولد ضغط جديد
نفس الكلام إذا ألصقنا لساننا يصير تكرار الراء "أرْرْرْ" هذا التكرار يكون بارتعاد اللسان
من الذي يجعل اللسان يرتعد ؟ وذلك لأنني أضغط عليه ضغطا زائدا واُحْكمُ الالصاق
فاحكام الالصاق هذا ولد التكرير
وصفة التكرير تُذكر لتُجتنب لا ليُؤتى بها أي أنها صِفة على عكس الصفات كل الصفات الحروف تُذكر ليُؤتى بها إلا صِفة التكرير فإنها تُذكر لتُجتنب
معنى قولهم الراءُ مُكرر أي له قابلية التكرير مثل اذا قلنا انسان ضاحك ليس ضاحك ولكن له قابلية الضحك
فاحذر أيها القارىء من تكريره لأن التكرير يُولِدُ راءات كثيرة
كيف الخُلوص من هذا التكرير؟ الخًلوصُ من هذا التكرير يكون: لما أنطُق الراء اللسان يتَقَعَّرْ قليلا أي يكون فيها مثل ممر هوائي أي مثل فتحة بسيطة يخرج منها جُزء الصوت، الهواء الحامل للصوت لاينحبس انحباسا تاما لأنه لو انحبس انحباسا تاما ليصير تكريرا ولا يجري جريان تاما حتى لايكون أقرب الى حرف الغين، ولانحكِم الصاق اللسان لأن هذا الاحكام سيكون سببا في توليد التكرير المَنْهِي عنه
فالصوت يكون فيه جريان ضئيلٌ لافيه انحباس تام ولافيه جريان تام لذلك عدَّ العلماء الراء بين الرخو والشديد
تنبيه:إن بعض المُصنفين المعاصرين الذين صنفوا في التجويد، الذي كنت أحذركم منه كتبوه في كتبهم بأنه يجب أن يُؤتى به، يقولون طريق الخلوص من التكرير بالراء هواحكام الصاق اللسان أي إذا أحكمت الصاق اللسان تتخلص من التكريربل العكس تماما إذا أحكمت الالصاق يتولد التكريرلأن إذا لم نترك للهواء منفذ يسير منه سوف تكون الراء مثل أجد قط بكت
حرف النون:
لماذا عدَّ عُلماءُنا رحمهم الله حرف النون من الحروف بين الرخاوة والشِّدة؟
النون حرف يتألف من جُزئين مجموع هذين الجُزئين يُشكِل حرف النون:
- الجزء اللسانيٌّ أي طرف اللسان يقرع ما يُحاذيه من غار الحنك الأعلى ويُصاحب هذا القرْع صوت يخرج من الخيشوم
والخيشوم هو تجويف مكانه خلف الأنف وفوق غار الحنك الأعلى من هذا المكان يخرج منه صوت
هذا الصوت يُسميه العرب الغنة يُصاحب في لغة العرب حرفين النون والميم
لما أقول "أنْ ": هذه الضربة بطرف اللسان يقرع غار الحنك الأعلى وبنفس الوقت هناك صوت يطلع من الخيشوم عن طريق الفتحتي الأنف ، فالأنف وفتحتاه هما ليسا مصدر التصويت وإنما هما ممرالصوت
فالصوت لا ينشأ من الأنف ولكن ينشأ من التجويف الذي وراءه ولكن حتى يوصل الى أذن السامع فإنه يمر عن طريق فتحتي الأنف
وسمى العلماء الجزء اللساني من النون الجزء المُكمَّل بفتح الميم
وسموْا الجزء الخيشومي أو الأنفي من النون الجزء المُكمِّل بكسر الميم، لأنه يكمِّل الجزء اللساني
مجموع هذين الجُزئين يُشكِل حرف النون
إذا تأملنا كل جُزء على حدى
اذا حولنا نطق حرف النون"أنْ" وسددنا أنفنا فهل يخرج شيء من الصوت عن طريق الفم؟
سنلاحظ أنه لا يمُر عن طريق الفم ولا الصوت من الفم ذرة من الصوت
هل الجزء الخيشومي هل هو الجزء القابل للمط أم غير قابل للمط ؟ قابل للمط
هل الجزء اللساني هل هو جزء قابل للمط أم غير قابل للمط ؟ غيرقابل للمط
إذًا فالجزء اللساني من نون جزء شديد لأن تعريف الشديد الذي لايجري عند النطق به الصوت
والجزء الخيشومي من النون جزء رِخْوٌ يعني أن الصوت الذي يخرج منه قابل للمط والزيادة
فإن نظرت الى جزء اللساني للنون لا أستطيع أن أعتبرالنون حرفا رِخْوا لأن فيها غُنة
وإن نظرت الى جُزء النون الخيشومي لا استطيع أن أعتبره شديدا لأن فيها جزءا لسانيا ينحبِس الصوت عند النُّطق به
فلما كانت النون تتركب وتتألف من جُزئين جُزء شديد لايجري معه الصوت وهو جزء لساني وجُزءٍ رِخْوٍ يجري معه الصوت وهو جزء خيشومي ومجموع هذين الجُزئين يُشكِل حرف النون وبهذا اعتبرا عُلماءُنا رحمهم الله حرف النون بين الرخو والشديد
حرف الميم:
لما عدّ عُلماءنا رحمهم الله حرف الميم من الحروف بين الرخاوة والشّدة؟
وما قيل عن النون يُقال عن الميم
فالميم تتألف من نصفين : نصف شفوي ونصفٍ خيشومي
النصف الشفويُّ يكون بانطباق الشفتين على بعضِهما "أمْ" وإذا ما انطبقت الشفى العُليا على الشفى السُفلى ينقفل هذا المخرج تماما ، وعند الانقفال لم يمُر ذرة صوت والصوت يمر عن طريق الأنف
إذًا فالجزء الشفوي من الميم جزء شديد لأنه تعريف الشديد الذي لايجري عند النطق به الصوت
والجزء الخيشومي من الميم جزء رِخْوٌ يعني أن الصوت الذي يخرج منه قابل للمط والزيادة
ومن هذا المُنطلق لا يستطيع عُلماءنا اعتبار الميم حرفا شديدا لأن فيها نصفا رخو ولايستطيعوا أن يعتبروها حرفا رخوا لأن فيها نصفا شديد فاعتبروها رخو شديد
الجزء الشفوي من الميم يسمى النصف المُكمَّل بفتح الميم
الجزء الخيشومي يسمى بالجزء المُكمِّل بكسر الميم
لماذا اعتبر عُلماءنا رحمهم الله حرف العين من الحروف بين الرخاوة والشّدة؟
العين مخرجه من وسط الحلق
قال ابن الجزري رحمه الله :
....... ومن وسطه فعين حاءٌ
إذا أخرجنا حرف العين من مخرجها الصحيح لوجدنا حرف العين خلْقَة "أعْ" لاينقطع الصوت من بداية النُّطق بها مثل حرف "أبْ" ولايمشي جريانا مثل حرف "أشْ"
فحرف العين يجري معه الصوت جريانا ناقصا خلْقَة لذلك عدّها علماءنا رحمهم الله حرفا بين الرخو والشديد
تكلمنا عن الحروف الشديدة "أجد قط بكت وقُلنا ان الصوت ينحبس عند النطق بها ، وتكلمنا عن الحروف "لن عمر" قلنا بأن الصوت مع الحروف المتوسطة الصوت يجري معها جريانا ضئيلا أي ناقصا
وماعدا هذه الحروف ثلاثة عشر والباقي ستة عشرة حروفا ، حروف رِخْوَةٌ أي الصوت قابل للمط والزيادة عند النطق بها
الذي تكلمنا عليه اليوم هو مقدمة ، فبحث الشدة والرخاوة والبينية بحث من أهم دروس علم التجويد
الذي نريد أن نعرفه هو أن الحروف العربية منها من ينحبس الصوت عند النطق به ومنها ما يجري الصوت عند النطق به ، ومنها مايجري الصوت عند النطق به جريانا ناقصا
أما ماذا يترتب على هذا الكلام في التلاوة ؟ وماهو الشيء المطلوب مني كقارىء عندما أقرأ أن أراعيَه حتى آتي بهذه الصفات؟
هذا ما سنتحدث عنه في الثمرة العملية من بحث الشدة والرخاوة والبينية
تعليق