((الصلاة))
1=تعريفها
الصلاة في اللغة الدعاء . قالهالجوهري وغيره , ومنه قوله تعالى : { وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} أي : دعواتك طمأنينة لهم و قوله تعالى : { ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول} أي : أدعيته وكان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الناس بصدقاتهم يدعو لهم قال عبدالله بن أبي أوفى جئت مع أبي بصدقة إلى النبي صلى الله عليه و سلم { فقال : اللهم صل على آلأبي أوفى} قال النووي و هذا قول جماهير العلماء من أهل اللغة والفقه وغيرهم .
الصلاة في اللغة الدعاء . قالهالجوهري وغيره , ومنه قوله تعالى : { وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} أي : دعواتك طمأنينة لهم و قوله تعالى : { ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول} أي : أدعيته وكان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الناس بصدقاتهم يدعو لهم قال عبدالله بن أبي أوفى جئت مع أبي بصدقة إلى النبي صلى الله عليه و سلم { فقال : اللهم صل على آلأبي أوفى} قال النووي و هذا قول جماهير العلماء من أهل اللغة والفقه وغيرهم .
وبهذا فسرها ابن رشد والقاضي عياض و غيرهما من المالكية وغيرهم قال بعضهم هي الدعاء بخير ثم قال في الصحاح : والصلاة من الله الرحمة. وقال النووي: قال العلماء : والصلاة من الله رحمة و من الملائكة استغفار ومن الآدمي تضرع ودعاء . وممن ذكر هذا التقسيم الإمام الأزهري و آخرون وقال في الشفاء قال أبو بكرالقشيري: الصلاة من الله لمن دون النبي رحمة وللنبي تشريف وتكرمة , وقال أبوالعالية: صلاة الله عليه ثناؤه عليه عند ملائكته وقال بعضهم وتستعمل الصلاة بمعنى الاستغفار , ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : { بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم} فإنه فسره في الرواية الأخرى قال أمرت لأستغفر لهم و تستعمل بمعنى البركة , ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : { اللهم صل على آلأبي أوفى} وتستعمل بمعنى القراءة , ومنه قوله تعالى : { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} . ( قلت : ) وهذا الثاني يرجع إلى معنى الدعاء والله أعلم . ولتضمن الصلاة معنى التعطف عديت بعلى , وأما في الشرع فقال في المقدمات : هي واقعة على دعاء مخصوص في أوقات محدودة تقترن بها أفعال مشروعة . وقال بعضهم : هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوص
2=حكمها
الصلاة من آكد أركان الإسلام، بل هي الركن الثاني بعد الشهادتين، وهي آكد أعمال الجوارح، وهي عمود الإسلام كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وعموده الصلاة" يعني الإسلام.
وقد فرضها الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى مكان وصل إليه البشر، وفي أشرف ليلةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبدون واسطة لأحد، فرضها الله عز وجل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم خمسين مرة في اليوم والليلة، ولكن الله سبحانه وتعالى خفَّف على عبادهِ حتى صارت خمساً بالفعل وخمسين في الميزان، وهذا يدل على أهميتها ومحبة الله لها، وأنها جديرة بأن يصرف الإنسان شيئاً كثيراً من وقته فيها.
وقد دل على فرضيتها الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين:
ففي الكتاب يقول الله عز وجل: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} معنى: {كتاباً} أي مكتوباً، أي مفروضاً.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن: "أعلمهم أن الله أفترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة".
وأجمع المسلمون على فرضيتها، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إن الإنسان إذا جحد فرض الصلوات الخمس، أو فرض واحدة منها فهو كافر مرتد عن الإسلام يباح دمه وماله إلا أن يتوب إلى الله عز وجل، ما لم يكن حديث عهد بالإسلام لا يعرف من شعائر الإسلام شيئاً فإنه يُعذر بجهله في هذه الحال، ثم يُعرَّف فإن أصر بعد علمه بوجوبها على إنكار فرضيتها فهو كافر.
و تجب الصلاة على كل مسلم، بالغ، عاقل، من ذكر أو أنثى.
فالمسلم ضده: الكافر، فالكافر لا تجب عليه الصلاة، بمعنى أنه لا يلزم بأدائها حال كفره ولا بقضائها إذا أسلم، لكنه يعاقب عليها يوم القيامة كما قال الله تعالى: {إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّين}، فقولهم: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} يدل على أنهم عوقبوا على ترك الصلاة مع كفرهم وتكذيبهم بيوم الدين.
وأما البالغ فهو الذي حصل له واحدة من علامات البلوغ وهي ثلاث بالنسبة للرجل، وأربع بالنسبة للمرأة:
أحدها: تمام الخمس عشر سنة.
والثانية: إنزال المني بلذة ويقظة كان أم مناماً.
والثالثة: إنبات العانة، وهي الشعر الخشن حول القُبُل، هذه الثلاث العلامات تكون للرجال والنساء.
وتزيد المرأة علامة رابعة وهي: الحيض فإن الحيض من علامات البلوغ.
والثالثة: إنبات العانة، وهي الشعر الخشن حول القُبُل، هذه الثلاث العلامات تكون للرجال والنساء.
وتزيد المرأة علامة رابعة وهي: الحيض فإن الحيض من علامات البلوغ.
وأما العاقل فضده: المجنون الذي لا عقل له، ومنه الرجل الكبير أو المرأة الكبيرة إذا بلغ به الكبر إلى حدٍ فقد التمييز، وهو ما يعرف عندنا بالمهذري فإنه لا تجب عليه الصلاة حينئذ لعدم وجود العقل في حقه.
وأما الحيض أو النفاس فهو مانع من وجوب الصلاة، فإذا وجد الحيض أو النفاس فإن الصلاة لا تجب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة: "أليس إذا حاضت لم تُصَلِّ، ولم تَصُم؟
"1
1مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني عشر - باب الصلاة.
تعليق