السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسطر لكم كلماتي
ودموعي تكاد تتساقط من عين
لم أحب يوماً ان اسطرها
ولكن
لعل كلماتي تحيي القلوب وتذكرنا بحقيقتنا
كما أحييت قلبي وذكرتني بحقيقتي التي طالما غفلت عنها
احدثكم عنه
عن ذلك الشاب ذو العيون الخضراء والشعر الاسود والبشره البيضاء
والروح الخفيفة
تجلس معه لا تمل منه ولا من حديثه
الشاب ذو البسمة الجميله التي تسحر كل من ينظر اليه
الذي نشأ في طاعة الله ومن المسجد للبيت لعمل الخير للقرآن الذي ظل على حاله حتى حينما كبر وتزوج واصبح جداً
التي تجعل الجميع يتمنى ان يحادثه كلمة واحده فقط
الشاب الذي يتصف براجحة عقله وعمق تفكيره وصواب رأيه
الذي يتحمل المسؤليه في اي وقت كان
تجده دائما هنا وهناك
في النهاية اخبركم من هذا الشاب
لا ليس زوجي
انه
...
اخبركم في النهاية افضل
..
يدعى عبد العزيز
تزوج عبد العزيز من فتاة جميله ولكن ليست بقدر جمال عبد العزيز
فتاة رائعه حقا لطالما صبرت وصابرت وكانت نعم الزوجة
تدعى علا
تزوج عبد العزيز من علا في سعاده وهناء ومرا بمشاكل طبيعيه في الحياة الزوجية
أنجب منها ثمانية أبناء
منهم 3 صبيان و5 من البنات
حفظهم الله جميعا
وتمضي سنة الحياة
ويكبر الاولاد ويتزوجوا
اكبرهم عقلا وليس سناً يدعى محمد
سافر محمد بعد تخرجه وجيشه وساعد ابيه في زواج اخوته وتعليمهم جميعا
وكان نعم الابن البار بوالديه
ونعم الابن الذي تحمل مع والده
نعم الابن الذي تحمل المسؤليه
وتمر الايام وتمر السنين
ويتزوج محمد وينجب من الاولاد واحد ومن البنات واحده
ويعيش محمد مع والده في القرية هو واولاده
بعد ان سافر باقي الاخوة
وتزوجت البنات
فلم يبقى بالبيت سوا محمد وعائلته (ثم انتقل محمد واولاده الى المدينة وتركوا القرية)
واولاد محمد هم نور عين جدهم عبد العزيز الشاب الذي كان شابا
ها هو تمر السنين ويصبح جدا
ويتزوج ابنائه وبناته وينجبوا ويتزوج ابنائهم وينجبوا ويصبح له احفاد احفاده
يا الله
لكم كان هذا الشاب في شبابه مطيعا لله جل وعلا
كذلك حين مضى به العمر واصبح جدا كما هو في طاعته
بين المسجد والبيت
كان كبير البلد
لرجاحة عقله وصواب رأيه دائما وجمال اسلوبه وطباعه
فهو هكذا منذ البداية
الجميع يحبه بلا استثناء
وتمضي الايام
ويتعب عبد العزيز تعب نفسي أولا ثم جسدي
ويا الله من التعب النفسي الذي من شدته يصيب الجسد ما اصاب
اصاب عبد العزيز شلل رعاش
ما كان منه الا الصبر والحمد لله جل وعلا
صمد طويلا امام المرض
ومع الوقت يتطور المرض للأسوأ
وتدمر خلايا المخ وتدمر الاعصاب
ذهب به محمد ابنه ذات مرة للطبيب
فتعجب الطبيب
كيف لهذا الرجل ان يعيش بهذه الذاكرة وانه لا زال عاقلا بفضل الله ولم يصبه شئ
و80% من خلايا المخ مدمرة كلياً
وتمر الايام تلو الايام ومع صراع المرض والالام
لا اراكم الله ذلة المرض ولا وجعه وتعبه
مرت فترة
كانت زوجته هي من تجلسه وتذهب به للنوم وتنقله من السرير للكرسي ومن الكرسي للسرير و تساعده في الوضوء والصلاة وكل شئ يمكن ان تتخيله
كان لا ينام من التعب ينام ربع ساعة ويستيقظ يطلب منها ان تجلسه
وبعدها بعشر دقايق يقول لها انه يريد ان ينام فتنفذ كلامه وتنيمه على السرير الخاص به
كان عبد العزيز رغم تعبه صامدا صابرا مبتسما دائما
ترى بسمته صافيه حقا لا يعكرها اي شئ
كان تصعب عليه نفسه وهو بمرضه
بعد ان كان يمشي ويجئ ويروح اصبح طريح الكرسي والفراش
(لا حظ كل هذا وهي كبيرة بالسن لا تقوى وهو ايضا كبير بالسن وليس من السهل حمله ووضعه )
ولكن ما كان منها الا ان تفعل ذلك بحب كيف لا وهو حبيبها وزوجها وابو ابنائها
هو من قضت معها حياتها منذ البداية
وكان لتعب عبد العزيز تأثيرا سلبيا على زوجته
فقد اصابها مرض الزهايم
ونحل جسدها بسبب حزنها على مرضه هكذا الذي يسوء يوما بعد يوم
وبين هذه الاحداث كلها
طبعا محمد لا يفارقهم حين ينزل اجازة من سفره
ودائما معهم على اتصال يوميا ليطمئن عليهم
فهو كما ذكرت افضل الابناء واكبرهم عقلا ليس سناً
وتمضي سنينا اخرى ويتعب عبد العزيز التعب الذي توفى فيه
ونزل محمد اجازته كالمعتاد وكان عبد العزيز قبلها اشتد عليه المرض حتى ظنوا انه سيفارق الحياة
ولكن قدر الله له البقاء
ونزل محمد اجازته واول ما فعله حين جاء ذهب للبلد ليرى ابوه ويطمئن عليه
فهو بفضل الله في تحسن بسيط
ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان
اتصلت زوجة اخيه به وقالت له يا عم محمد الحاج تعبان من اربع ايام زي التعب اللي كان بيجيله
(التعب ده كان عبد العزيز احيانا يصاب بحالات غيبوبة لا يفيق منها الا بعد عدة ايام ويتم تعليق محاليل له فقط . ولكن عندما يستيقظ كان يذكر كل كلمة قالها من كان بجانبه)
كان محمد يعلق لهذا لاولاده يقول الغيبوبه سببها كثرة تلف خلايا المخ ولكن هو يسمع كل شئ ولكن لا يستطيع التحدث والتفاعل ولا فتح العين حتى ولكن اذا استيقظ فهو يمكنه ان يقول كل ما سمعه
المهم
نستكمل
كان يصيبه مثل هذه الحاله لمدة اقصاها 4 ايام او 3 ايام فقط ثم يفيق
ولكن هذه المرة طال الرقود
المهم
ذهب محمد الى البلد
ليرى والده ويعاتب اخاه واخوته البنات كيف لا يخبروه باشتداد المرض على ابوه؟
كيف وهو اقربهم اليه واحبهم لقلبه؟؟
المهم
ترك محمد اولاده في بيتهم وكان شبه يومي يذهب لابنائه وزوجته يحضرهم ويذهب بهم الى البلد ليروا جدهم ولا يكونوا بمفردهم وايام اخرى يبيت هو هناك بجانب والده ويتركهم بمفردهم واستمر عند ابوه عبد العزيز كل يوم وكان ذلك في ايام شهر رمضان
يا الله
فترة عصيبه يمر بها محمد
حين قالت له اخته حين رات ابيها
(يا محمد ان هذا ما ماتت به جدتنا // تقصد جدتها ام ابوها// )
فقد كان جلده من الركود على السرير يستاقط و المحاليل معلقة له فقط والجلد حين تمسح عليه يتساقط ( قرحة الفراش )
يا الله
قد علم الجميع ان هذا التعب الاخير لابوهم وانه سيفارق الحياه قريبا
ويا لها من لحظات يعجز لساني عن وصفها
كيف لك ان تعيش بجانب اقرب انسان اليك وتدري انه سيموت
المهم استمر هذا لمدة شهران
والاوضاع تضطربه
يفيق عبد العزيز لثانية يقول فقط ربي
يقول وضوني اصلي العشا
كيف علم ان العشاء
وهو في غيبوبته؟؟
تقول( ابنة محمد)
كان جدي دائما وقت الاذان الاحظه يرفع السبابه وكانها الشهاده
كنت بجواره انا وابي ووجدناه افاق
وطلب منا ان نوضيه ليصلي العشاء
وتم ذلك ثم صلى مكانه على السرير
ثم عاد مرة اخرى الى ما كان وكأنه لم يفيق؟؟
حين قال له محمد من معك يا ابي ؟؟
وهو في الغيبوبه؟
قال معي ربي معي ربي
!!!!!!!!
يا الله
وسافر محمد لانتهاء اجازته
سافر حزينا لترك والده
ولكن يشاء الله
ان يفيق والده بعد سفره باسبوع
ويبكي
نعم يبكي الوالد
يريد ان يرى ابنه
اريد ان ارى محمد!!
زوجة ابنه تقول له تقصد محمد ابراهيم؟؟
(محمد ابراهيم ده حفيده)
يقول
لأ محمد ابني؟؟
يا الله
تقول الله انتظر اسبوعين بالظبط وهيجي اجازته في عيد الاضحى
ويبكي حقا
ثم بعدها بيومين يعود لحالته (الغيبوبه والركود)
ثم
ثم
ثم
يموووووووووت
مات
قبل ان يأتي محمد من سفره بأسبووووع
مات يوم الاثنين
وكان محمد سيأتي الثلاثاء التالي بالاسبوع القادم؟؟
يا الله
اتصل اخو محمد به وبلغه بالامر
واتصل محمد بزوجته وابنائه ان يذهبو للبلد لان الحاج توفى
وما اصعبها من لحظات
انها لحظات لا تنسى
فقط ألخصها بقولي
(حين تقف عاجزا امام من تحب لا تقوى على فعل شئ سوى ان تبكي)
(ان تشتاق لاناس وهم تحت التراب)
يا الله
وما اشدها من لحظات وشعور لا احب ان يشعر به احدكم
انه الاحساس بالفراق
ويكون اشد حين يكون لموت
...
المهم
توفى عبد العزيز يوم الاثنين مساءا
وتم دفنه الثلاثاء عصرا
ركب محمد اول طيارة وجاااء ليرى اباه لاخر مرة
وما اصعبها من مرة
وما اقساها من لحظة
كانوا يقولون له ستكون الدفنه الظهر
قال لهم لاااا عصرا حتى اوصل واحضر وارى ابي
يا الله
يقول محمد
لاولاده
ما اشدها من لحظة
ها قد جاااءت اللحظة التي اخشاها
ان اتي للمنزل ولا اجد ابي
ان اتي للمنزل ولا اجد الحنان
لا اجده يجلس على الكرسي يستقبلني ببسمته بضحكاته بكلمته الحمد لله رغم شدة مرضه ومعاناته النفسيه والجسدية من المرض
يا الله
ما اشدها من لحظات على زوجته علا
انها
انها
لم تبكي
نعم لم تبكي الا
الا حين كانت ابنة محمد تقرا القرآن بجانب جدها حسب رغبة امها
وتأتي ابنتها
وتقول لها يا امي الناس ينتظرون بالخارج ليعوزنك
فترد علا وتبكي
وتقول
لا لن اتي اجلسي انتي معهم
انا سأظل معه حتى النهاية
وانفجرت بالبكاء
صبرها الله
وقعت هذه الكلمات على قلب ابنة محمد كالصاعقة
كيف لا وهو جدها
هو الحنون
فحين نتحدث عن الحنية نتحدث عن المرأة ولكن الان احدثكم بها في الرجل
انه احن على احفاده من زوجته علا
الان
زوجته اصابها زهايمر بشده لا تتذكر شئ
صبرها الله
وجعل ما قامت به في معاملة زوجها في ميزان حسناتها
وان يجعل صبر عبد العزيز في ميزان حسناته
وان يرزقنا حسن الخاااااااااتمة
ويرحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه
في النهاية اقول
كفى بالموت واعظا
.....
واعتذر عن الكلمات فاشعر انها غير منسقة تماما ولكن هذا ما سطرته يدي الان باضطراب ولم اذكر كل شئ
فما حدث لا استطيع ان اعبر عنه بكلمات
(أم فارس)
أسطر لكم كلماتي
ودموعي تكاد تتساقط من عين
لم أحب يوماً ان اسطرها
ولكن
لعل كلماتي تحيي القلوب وتذكرنا بحقيقتنا
كما أحييت قلبي وذكرتني بحقيقتي التي طالما غفلت عنها
احدثكم عنه
عن ذلك الشاب ذو العيون الخضراء والشعر الاسود والبشره البيضاء
والروح الخفيفة
تجلس معه لا تمل منه ولا من حديثه
الشاب ذو البسمة الجميله التي تسحر كل من ينظر اليه
الذي نشأ في طاعة الله ومن المسجد للبيت لعمل الخير للقرآن الذي ظل على حاله حتى حينما كبر وتزوج واصبح جداً
التي تجعل الجميع يتمنى ان يحادثه كلمة واحده فقط
الشاب الذي يتصف براجحة عقله وعمق تفكيره وصواب رأيه
الذي يتحمل المسؤليه في اي وقت كان
تجده دائما هنا وهناك
في النهاية اخبركم من هذا الشاب
لا ليس زوجي
انه
...
اخبركم في النهاية افضل
..
يدعى عبد العزيز
تزوج عبد العزيز من فتاة جميله ولكن ليست بقدر جمال عبد العزيز
فتاة رائعه حقا لطالما صبرت وصابرت وكانت نعم الزوجة
تدعى علا
تزوج عبد العزيز من علا في سعاده وهناء ومرا بمشاكل طبيعيه في الحياة الزوجية
أنجب منها ثمانية أبناء
منهم 3 صبيان و5 من البنات
حفظهم الله جميعا
وتمضي سنة الحياة
ويكبر الاولاد ويتزوجوا
اكبرهم عقلا وليس سناً يدعى محمد
سافر محمد بعد تخرجه وجيشه وساعد ابيه في زواج اخوته وتعليمهم جميعا
وكان نعم الابن البار بوالديه
ونعم الابن الذي تحمل مع والده
نعم الابن الذي تحمل المسؤليه
وتمر الايام وتمر السنين
ويتزوج محمد وينجب من الاولاد واحد ومن البنات واحده
ويعيش محمد مع والده في القرية هو واولاده
بعد ان سافر باقي الاخوة
وتزوجت البنات
فلم يبقى بالبيت سوا محمد وعائلته (ثم انتقل محمد واولاده الى المدينة وتركوا القرية)
واولاد محمد هم نور عين جدهم عبد العزيز الشاب الذي كان شابا
ها هو تمر السنين ويصبح جدا
ويتزوج ابنائه وبناته وينجبوا ويتزوج ابنائهم وينجبوا ويصبح له احفاد احفاده
يا الله
لكم كان هذا الشاب في شبابه مطيعا لله جل وعلا
كذلك حين مضى به العمر واصبح جدا كما هو في طاعته
بين المسجد والبيت
كان كبير البلد
لرجاحة عقله وصواب رأيه دائما وجمال اسلوبه وطباعه
فهو هكذا منذ البداية
الجميع يحبه بلا استثناء
وتمضي الايام
ويتعب عبد العزيز تعب نفسي أولا ثم جسدي
ويا الله من التعب النفسي الذي من شدته يصيب الجسد ما اصاب
اصاب عبد العزيز شلل رعاش
ما كان منه الا الصبر والحمد لله جل وعلا
صمد طويلا امام المرض
ومع الوقت يتطور المرض للأسوأ
وتدمر خلايا المخ وتدمر الاعصاب
ذهب به محمد ابنه ذات مرة للطبيب
فتعجب الطبيب
كيف لهذا الرجل ان يعيش بهذه الذاكرة وانه لا زال عاقلا بفضل الله ولم يصبه شئ
و80% من خلايا المخ مدمرة كلياً
وتمر الايام تلو الايام ومع صراع المرض والالام
لا اراكم الله ذلة المرض ولا وجعه وتعبه
مرت فترة
كانت زوجته هي من تجلسه وتذهب به للنوم وتنقله من السرير للكرسي ومن الكرسي للسرير و تساعده في الوضوء والصلاة وكل شئ يمكن ان تتخيله
كان لا ينام من التعب ينام ربع ساعة ويستيقظ يطلب منها ان تجلسه
وبعدها بعشر دقايق يقول لها انه يريد ان ينام فتنفذ كلامه وتنيمه على السرير الخاص به
كان عبد العزيز رغم تعبه صامدا صابرا مبتسما دائما
ترى بسمته صافيه حقا لا يعكرها اي شئ
كان تصعب عليه نفسه وهو بمرضه
بعد ان كان يمشي ويجئ ويروح اصبح طريح الكرسي والفراش
(لا حظ كل هذا وهي كبيرة بالسن لا تقوى وهو ايضا كبير بالسن وليس من السهل حمله ووضعه )
ولكن ما كان منها الا ان تفعل ذلك بحب كيف لا وهو حبيبها وزوجها وابو ابنائها
هو من قضت معها حياتها منذ البداية
وكان لتعب عبد العزيز تأثيرا سلبيا على زوجته
فقد اصابها مرض الزهايم
ونحل جسدها بسبب حزنها على مرضه هكذا الذي يسوء يوما بعد يوم
وبين هذه الاحداث كلها
طبعا محمد لا يفارقهم حين ينزل اجازة من سفره
ودائما معهم على اتصال يوميا ليطمئن عليهم
فهو كما ذكرت افضل الابناء واكبرهم عقلا ليس سناً
وتمضي سنينا اخرى ويتعب عبد العزيز التعب الذي توفى فيه
ونزل محمد اجازته كالمعتاد وكان عبد العزيز قبلها اشتد عليه المرض حتى ظنوا انه سيفارق الحياة
ولكن قدر الله له البقاء
ونزل محمد اجازته واول ما فعله حين جاء ذهب للبلد ليرى ابوه ويطمئن عليه
فهو بفضل الله في تحسن بسيط
ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان
اتصلت زوجة اخيه به وقالت له يا عم محمد الحاج تعبان من اربع ايام زي التعب اللي كان بيجيله
(التعب ده كان عبد العزيز احيانا يصاب بحالات غيبوبة لا يفيق منها الا بعد عدة ايام ويتم تعليق محاليل له فقط . ولكن عندما يستيقظ كان يذكر كل كلمة قالها من كان بجانبه)
كان محمد يعلق لهذا لاولاده يقول الغيبوبه سببها كثرة تلف خلايا المخ ولكن هو يسمع كل شئ ولكن لا يستطيع التحدث والتفاعل ولا فتح العين حتى ولكن اذا استيقظ فهو يمكنه ان يقول كل ما سمعه
المهم
نستكمل
كان يصيبه مثل هذه الحاله لمدة اقصاها 4 ايام او 3 ايام فقط ثم يفيق
ولكن هذه المرة طال الرقود
المهم
ذهب محمد الى البلد
ليرى والده ويعاتب اخاه واخوته البنات كيف لا يخبروه باشتداد المرض على ابوه؟
كيف وهو اقربهم اليه واحبهم لقلبه؟؟
المهم
ترك محمد اولاده في بيتهم وكان شبه يومي يذهب لابنائه وزوجته يحضرهم ويذهب بهم الى البلد ليروا جدهم ولا يكونوا بمفردهم وايام اخرى يبيت هو هناك بجانب والده ويتركهم بمفردهم واستمر عند ابوه عبد العزيز كل يوم وكان ذلك في ايام شهر رمضان
يا الله
فترة عصيبه يمر بها محمد
حين قالت له اخته حين رات ابيها
(يا محمد ان هذا ما ماتت به جدتنا // تقصد جدتها ام ابوها// )
فقد كان جلده من الركود على السرير يستاقط و المحاليل معلقة له فقط والجلد حين تمسح عليه يتساقط ( قرحة الفراش )
يا الله
قد علم الجميع ان هذا التعب الاخير لابوهم وانه سيفارق الحياه قريبا
ويا لها من لحظات يعجز لساني عن وصفها
كيف لك ان تعيش بجانب اقرب انسان اليك وتدري انه سيموت
المهم استمر هذا لمدة شهران
والاوضاع تضطربه
يفيق عبد العزيز لثانية يقول فقط ربي
يقول وضوني اصلي العشا
كيف علم ان العشاء
وهو في غيبوبته؟؟
تقول( ابنة محمد)
كان جدي دائما وقت الاذان الاحظه يرفع السبابه وكانها الشهاده
كنت بجواره انا وابي ووجدناه افاق
وطلب منا ان نوضيه ليصلي العشاء
وتم ذلك ثم صلى مكانه على السرير
ثم عاد مرة اخرى الى ما كان وكأنه لم يفيق؟؟
حين قال له محمد من معك يا ابي ؟؟
وهو في الغيبوبه؟
قال معي ربي معي ربي
!!!!!!!!
يا الله
وسافر محمد لانتهاء اجازته
سافر حزينا لترك والده
ولكن يشاء الله
ان يفيق والده بعد سفره باسبوع
ويبكي
نعم يبكي الوالد
يريد ان يرى ابنه
اريد ان ارى محمد!!
زوجة ابنه تقول له تقصد محمد ابراهيم؟؟
(محمد ابراهيم ده حفيده)
يقول
لأ محمد ابني؟؟
يا الله
تقول الله انتظر اسبوعين بالظبط وهيجي اجازته في عيد الاضحى
ويبكي حقا
ثم بعدها بيومين يعود لحالته (الغيبوبه والركود)
ثم
ثم
ثم
يموووووووووت
مات
قبل ان يأتي محمد من سفره بأسبووووع
مات يوم الاثنين
وكان محمد سيأتي الثلاثاء التالي بالاسبوع القادم؟؟
يا الله
اتصل اخو محمد به وبلغه بالامر
واتصل محمد بزوجته وابنائه ان يذهبو للبلد لان الحاج توفى
وما اصعبها من لحظات
انها لحظات لا تنسى
فقط ألخصها بقولي
(حين تقف عاجزا امام من تحب لا تقوى على فعل شئ سوى ان تبكي)
(ان تشتاق لاناس وهم تحت التراب)
يا الله
وما اشدها من لحظات وشعور لا احب ان يشعر به احدكم
انه الاحساس بالفراق
ويكون اشد حين يكون لموت
...
المهم
توفى عبد العزيز يوم الاثنين مساءا
وتم دفنه الثلاثاء عصرا
ركب محمد اول طيارة وجاااء ليرى اباه لاخر مرة
وما اصعبها من مرة
وما اقساها من لحظة
كانوا يقولون له ستكون الدفنه الظهر
قال لهم لاااا عصرا حتى اوصل واحضر وارى ابي
يا الله
يقول محمد
لاولاده
ما اشدها من لحظة
ها قد جاااءت اللحظة التي اخشاها
ان اتي للمنزل ولا اجد ابي
ان اتي للمنزل ولا اجد الحنان
لا اجده يجلس على الكرسي يستقبلني ببسمته بضحكاته بكلمته الحمد لله رغم شدة مرضه ومعاناته النفسيه والجسدية من المرض
يا الله
ما اشدها من لحظات على زوجته علا
انها
انها
لم تبكي
نعم لم تبكي الا
الا حين كانت ابنة محمد تقرا القرآن بجانب جدها حسب رغبة امها
وتأتي ابنتها
وتقول لها يا امي الناس ينتظرون بالخارج ليعوزنك
فترد علا وتبكي
وتقول
لا لن اتي اجلسي انتي معهم
انا سأظل معه حتى النهاية
وانفجرت بالبكاء
صبرها الله
وقعت هذه الكلمات على قلب ابنة محمد كالصاعقة
كيف لا وهو جدها
هو الحنون
فحين نتحدث عن الحنية نتحدث عن المرأة ولكن الان احدثكم بها في الرجل
انه احن على احفاده من زوجته علا
الان
زوجته اصابها زهايمر بشده لا تتذكر شئ
صبرها الله
وجعل ما قامت به في معاملة زوجها في ميزان حسناتها
وان يجعل صبر عبد العزيز في ميزان حسناته
وان يرزقنا حسن الخاااااااااتمة
ويرحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه
في النهاية اقول
كفى بالموت واعظا
.....
واعتذر عن الكلمات فاشعر انها غير منسقة تماما ولكن هذا ما سطرته يدي الان باضطراب ولم اذكر كل شئ
فما حدث لا استطيع ان اعبر عنه بكلمات
(أم فارس)
تعليق