[FLASH]http://im39.gulfup.com/eRSb9.swf[/FLASH]
فَضْلُ السُّجُودِ للهِ تَعَالى
للسجود شأن عظيم، يعرفه من تلذذ به، وملكت ذلته شغاف قلبه، وذاق طعم الخضوع به للرحمن، تعبداً وإجلالاً،
فالتحق بالركب من أولي العلم الممدوحين في كتاب الله تعالى بقوله:
{ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا }[(107) سورة الإسراء]
ومتأسياً بركب عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً، ويبيتون لربهم سجداً وقياماً، فيسألونه صرف عذاب جهنم عنهم بالسجود والقرآن،
لما عرفوا قيمته، وأدركوا أهميته، وذاقوا حلاوته، تمثل فيهم قول مولاهم:
{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [(9) سورة الزمر]
وهذه الآية من العجائب، فقد عبر بالقنوت إشارة إلى الإخلاص والتجرد، وذكر وقته، وهو الليل دليلاً على أفضليته، ودليلاً على إخلاصه،
والقنوت يشمل القيام والدعاء والإطالة فيهما، ثم قدم السجود على القيام، مع أن السجود لا يكون إلا بعد قيام؛ لأنه غايته،
ولبيان شدة القرب من مولاه لما تجرد له وأخلص، فكأنه دنا واقترب، فعرفه فقام بما تقتضيه العبادة من خوف ورجاء.
وهو في سجوده يعلم يقيناً أنه يزداد بهذا السجود عزاً، وينال به الحصانة من الشياطين التي تؤز الكافرين أزاً.
وهو في سجوده يتذكر قول إبليس لعنه الله، وأعاذنا وذريتنا منه:
{ أُمِر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار} [أخرجه مسلم].
بأثر السجود مدح الله صحابة نبيه ومصطفاه -صلى الله عليه وسلم-، ورضي عنهم وأرضاهم أجمعين،
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}
[(29) سورة الفتح]
فيا أيها المسلم كن في سلك الساجدين، وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين، واحذر طريق الهالكين،
الكافرين المعاندين، الذين إذا قيل لهم: اسجدوا للرحمن، قالوا: وما الرحمن؟ أنسجد لما تأمرنا، وزادهم نفوراً، فهم لا يؤمنون،
وإذا قريء عليهم القرآن لا يسجدون.
ولكن إلزم درب الفائزين المستجيبين لأمر ربهم، الخاضعين لهيبته، الطائعين لأمره حين أمرهم فقال:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[(77) سورة الحـج]
وقال تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [(62) سورة النجم]
أيها المسلم أنت اليوم مدعو للسجود وهو أمر ممكن، فعليك به قبل أن تُدعى إليه فلا يمكنك:
{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ }
[(42-43) سورة القلم].
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اجعلنا من القانتين الساجدين ولا تجعلنا من الغافلين يارب العالمين
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه.
تعليق