إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المصطفى صلى الله عليه و سلم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [هام] المصطفى صلى الله عليه و سلم.









    " والكاظمين الغيظ " ([1]) :
    كان العرب يتقاتلون لأربعين سنة بسبب حادث بسيط كاقتحام جمل يملكه ضيف إحدى القبائل داخل مراعي القبيلة الأخرى ، وتقاتل كلا الجانبين حتى أن سبعين ألف نفس قد حصدت مما هدد بفناء القبيلتين . لمثل هؤلاء العرب الشرسين جاء نبي الإسلام ليعلمهم ضبط النفس والانضباط إلى حد إقامة الصلاة في ساحة القتال .
    الحرب دفاعا عن النفس ([2]) :
    بعد أن أخفقت تماما الجهود المتكررة الرامية إلى المصالحة وطرأت ظروف اضطرته إلى ساحة القتال اضطرارا دفاعا عن النفس ، بدل نبي الإسلام فن ( استراتيجية ) القتال بالكامل . إن إجمالي الخسائر في الأنفس في جميع الحروب التي وقعت خلال حياته حين دانت له الجزيرة العربية كلها لا يتعدى بضع مئات . لقد علَّم أهماج ([3]) العرب الصلاة وأن يصلوا لله القدير جماعة لا فرادى ، حتى وسط غبار العواصف والقتال . وكلما حان وقت الصلاة وهو يحين خمس مرات في كل يوم يجب ألا تترك أو تؤجل صلاة الجماعة . فينبغي أن تصلي طائفة فتركع وتسجد بين يدي ربها بينما تشتبك الطائفة الأخرى مع العدو . فإذا قضيت الصلاة فينبغي أن تغير كلتا الطائفتين موقعهما ([4]) .
    التمدن والإنسانية في ساحة القتال :
    إن ساحة القتال نفسها صارت مجالا للتحضر الإنساني . وصدرت توجيهات صارمة بعدم الفساد أو الإتلاف وعدم الغش وعدم نقض المواثيق وعدم انتهاك الحرمات وعدم التمثيل بالقتلى وعدم قتل الولدان ولا النساء ولا الشيوخ وعدم قطع النخل أو حرقه وعدم قطع شجرة مثمرة وعدم التعرض للرهبان والأشخاص المشغولين بالعبادة .
    إن معاملة محمد الشخصية لألد أعدائه هي المثال الأسمى لأتباعه . فقد كان في أوج قوته عند فتح مكة . إن القرية التي عذبته هو وأتباعه وأخرجته هو وقومه إلى المغترب واضطهدته وقاطعته بقسوة حتى حينما لجأ إلى مكان يبعد عنها أكثر من مائتي ميل ، هذه القرية كانت خاضعة له تماما في ذلك الحين . وقد كان يحق له حسب قوانين الحرب أن يثأر منها للأعمال الوحشية التي أنزلتها به وبقومه . ولكن أي معاملة تلك التي قابلهم بها ؟ لقد فاض قلب محمد بفطرة الحب والرحمة حين صرح قائلا :
    " لا تثريب عليكم اليوم . إذهبوا فأنتم الطلقاء " . ([5])
    العفو عن ألد الأعداء :
    لقد كان أحد الأهداف الرئيسية التي أجاز بسببها الحرب دفاعا عن النفس هو توحيد البشر . وحينما تحقق هذا الهدف عفى عن ألد أعدائه حتى أولئك الذين قتلوا عمه الحبيب حمزة وانتهكوا حرمة جسده ومثلوا به فشقوه ولاكوا جزء من كبده .
    النظرية تمتزج بالتطبيق :
    إن مبدأ الأخوة العالمية ([6]) وعقيدة وتعاليم المساواة بين البشر التي أعلنها ونادى بها تمثل مساهمة عظيمة جدا من محمد للارتقاء الاجتماعي للإنسانية . إن جميع الأديان الكبرى دعت أيضا إلى نفس العقيدة والتعاليم ولكن نبي الإسلام وضع هذه النظرية في التطبيق الواقعي . وسوف يُعترف بقيمة هذه العقيدة والتعاليم ([7]) بعد فترة ، ربما حين يستيقظ الضمير العالمي فتختفي التحيزات والتحاملات والأحكام العنصرية المسبقة ويخرج مفهوم أقوى لأخوة البشر إلى الوجود .
    الفلاح والملك متساويان أمام الله :
    تقول الشاعرة الهندية " ساروجيني نايدو " عن هذا المظهر من مظاهر الإسلام :
    " لقد كان الإسلام أول دين يبشر بالديمقراطية ويمارسها . فيجتمع المصلون سويا في المساجد حين يرفع الآذان لتتجسد ديمقراطية الإسلام خمس مرات في اليوم عندما يركع ويسجد الفلاح والملك جنبا إلى جنب معلنين أن " الله أكبر " . وتمضي شاعرة الهند العظيمة قائلة : " وقد أدهشتني مرة أخرى هذه الوحدة الإسلامية التي لا انفصام لها ، التي تجعل المرء أخا بالفطرة . فأنت حين تقابل مصريا وجزائريا وهنديا وتركيا في لندن فلا فرق إلا أن مصر هي بلدة أحدهم والهند بلدة الآخر " .
    الإسلام حضَّر أسبانيا وهو اليوم الحل للمشاكل الاجتماعية :
    يقول " المهاتما غاندي " ([8]) بأسلوبه الذي لا يحاكى :
    " لقد قال أحد الأوربيين في جنوب إفريقية أنهم يخشون مجيء الإسلام . الإسلام الذي حضَّر ومدَّن أسبانيا . الإسلام الذي حمل مشعل النور إلى مراكش وبشر العالم ببشارة ([9]) الأخوة ( Gospel of Brother hood ) . إن الأوروبيين في جنوب إفريقية يخشون مجيء الإسلام لأنه يقرر ويؤكد مساواة الملونين بالأجناس البيضاء . فليخشونه بجد . وإذا كانت الأخوة خطيئة وإذا كانت المساواة بالأجناس الملونة هـو ما يخشونه ، فخشيتهم إذن فـي محلها " .
    الحج شهادة حية :
    يرى العالم كل عام في موسم الحج المشهد الرائع لهذا الاستعراض العالمي للإسلام وهو يسوي جميع الفروقات في الجنس واللون والمكانة . ولا يجتمع الأوربيون والأفارقة والفرس والهنود والصينيون سويا في مكة كأفراد أسرة ربانية واحدة فحسب ، ولكنهم يرتدون زيا موحدا أيضا ( إزار ) فيرتدي كل رجل منهم قطعتين ساذجتين ([10]) من القماش الأبيض غير المخيط إحداهما حول سوءته والأخرى فوق كتفيه ( رداء ) وهو حاسر الرأس في غير خيلاء ولا تكلف مرددا : " لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك " . ([11])
    وبذلك لا يبقى ما يفرق بين الرفيع والوضيع . ويحمل كل حاج معه إلى بلده انطباعا بالمدلول العالمي للإسلام .
    إن كلمات الأستاذ هوجرونجي توضح هذه المسألة حيث يقول : " إن عصبة الأمم التي أسسها نبي الإسلام تضع مبدأ الوحدة الإسلامية والأخوة الإنسانية على أسس عالمية بحيث تعطي للأمم الأخرى مثالا يحتذى " . ويمضي قائلا : " الحقيقة هي أنه لا توجد أمة في العالم يمكن أن تضاهي ما فعله الإسلام حيال تحقيق فكرة عصبة الأمم " .
    الإسلام منارة لعالم ضل السبيل :
    إن نبي الإسلام قد جاء بحكم الديمقراطية في أحسن أشكالها . ([12])
    إن الخليفة عمر والخليفة علي زوج ابنة النبي والخلفاء المنصور والعباس بن الخليفة المأمون وخلفاء وملوك آخرين كثيرين كان عليهم أن يمثلوا أمام القضاة كرجال عاديين في المحاكم الإسلامية . ونحن نعلم كيف يُعامَل السود بواسطة الأجناس البيضاء المتحضرة حتى يومنا هذا .
    ولنأخذ كمثال منزلة بلال العبد الحبشي في أيام نبي الإسلام زهاء أربعة عشر قرنا خلت . إن العمل كمؤذن لصلاة المسلمين كان يعتبر عملا يدعو للاحترام في أيام الإسلام المبكرة . وقد أعطي هذا العمل لهذا العبد الحبشي . وأمره النبي بعد فتح مكة أن ينادي للصلاة فوقف هذا العبد الحبشي ذو البشرة السوداء والشفتين الغليظتين على سطح الكعبة المشرفة أكثر الأماكن عراقة وقداسة في العالم الإسلامي . وهنالك صرخ أحد العرب المستكبرين بصوت عال متألما : " الويل لهذا العبد الحبشي الأسود . إنه يقف فوق سطح الكعبة المشرفة لينادي للصلاة " .
    وقد ألقى نبي الإسلام خطبة كانت كأنها الرد على هذه الثورة التي تفوح منها رائحة الكبرياء والهوى اللذين عزم نبي الإسلام على استئصالهما ، قال فيها ما معناه :
    " الحمد لله الذي أذهب عنا نخوة ([13]) الجاهلية وتفاخرها بالأنساب . أيها الناس اعلموا أن الناس فريقين : الأبرار المتقين الفائزين عند الله . والفجار القاسية قلوبهم السفلة الذين تزدريهم عين الله . وإلا فإن الناس كلهم لآدم وخلق الله آدم من تراب " .
    وقد صدق القرآن هذا فيما بعد وأكده بهذه الكلمات :
    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " ( الحجرات : 13 )
    التحول فوق العادي :
    إن نبي الإسلام أحدث تحولا هو من العظم بحيث أن أكرم العرب وأخلصهم نسبا عرضوا بناتهم للزواج من هذا العبد الحبشي . وكلما رأى خليفة الإسلام الثاني المعروف في التاريخ بأمير المؤمنين عمر العظيم ، هذا العبد الحبشي وقف له احتراما ورحب به معلنا : " ها هو قد جاء سيدنا ها هو قد جاء مولانا
    فيا له من تحول هائل هذا الذي أحدثه القرآن والنبي محمد في العرب أكثر الناس تفاخرا بالأنساب على الأرض في ذلك الحين . وهذا هو السبب الذي دعا جوته ([14]) ( Goethe ) أعظم الشعراء الألمان يعلن وهو يتكلم عن القرآن الكريم أن : " هذا الكتاب سيستمر في ممارسة تأثير قوي جدا عبر جميع العصور " .
    وهو السبب أيضا الذي دعا جورج برنارد شو ([15]) ( George Bernard Show ) يقول :
    " لو قدر لأي دين أن يسود إنجلترا ، لا بل أوروبا في غضون المائة عام المقلبة ، فالإسلام هو هذا الدين " .
    الإسلام حرر المرأة :
    لقد كانت نفس روح الإسلام الديمقراطية هذه هي التي حررت المرأة من قهر الرجال . يقول السير " تشارلز إدوارد أرشيبالد هاملتون " .
    " إن الإسلام يُعَلّمُ البراءة الأصلية ([16]) للإنسان . ويعلم أن الرجل والمرأة جاءا من نفس واحدة ([17]) وأنهما يملكان نفس الروح وأنهما مُنحَا قدرات متساوية من المواهب العقلية أو الفكرية والروحية أو الدينية والأخلاقية " ([18])
    إقرار حق الملكية للنساء :
    كان للعرب عادة شديدة التأصل هي أن من يرث هو فقط من يطعن بالرمح ويصنع السيف . ولكن جاء الإسلام ليدافع عن الجنس الضعيف وأعطى المرأة حق المشاركة في وراثة الوالدين . ([19]) وأعطى الإسلام المرأة من قرون مضت حق ملكية المال . بينما طبقت إنجلترا ، التي يفترض أنها مهد الديمقراطية هذا المبدأ الإسلامي بعد إثني عشر قرنا وفي عام 1881 بعد المسيـح فقط . وصدر مرسوم سمـي " مرسـوم النساء المتزوجـات " ( The Married Women's Act ) .
    ولكن قبل ذلك بقرون كان نبي الإسلام قد أعلن أن " النساء شقائق الرجال وحقوق النساء مقدسة " " لا تبخسوا النساء حقا مما فرض لهن " " إستوصوا بالنساء خيرا " ( الأحاديث بالمعنى ) .



    .................


    مأخوذ من كتاب المثالُ الأسْمَى


    ([1]) من الآية 134 من سورة آل عمران .

    ([2]) إن الحرب دفاعا عن النفس أمر طبيعي ومشروع في كل عرف ودين . ويحلو لبعض المستشرقين وغيرهم عند الكلام عن دواعي الحرب في الإسلام الزعم بأن الإسلام جاء ليفرض على الجميع بحد السيف وذلك لإظهار الإسلام بصورة زائفة مشوهة والصد عنه بإخفاء تعاليمه السمحة أو القول بأن الإسلام انتشر بالسيف كمحاولة للنيل من عظمة الإسلام والتقليل من شأنه . وفريق آخر من المسلمين ومعهم بعض المستشرقين وربما بإيعاز ووحي منهم أو تأثرا بهم في محاولة منهم لإظهار ما يسمونه " الوجه الحضاري للإسلام " ( كأن للإسلام وجه آخر ليس كذلك ) أو إرضاءا لدعاوى تفريغ الإسلام من مضمونه وتزييف حقائقه وتمسكا منهم بأحاديث ضعيفة وربما موضوعة من ما ينسبونه للرسول صلى الله عليه وسلم من قول : " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " . ويفسرون الجهاد الأصغر بأنه القتال في سبيل الله .. والجهاد الأكبر بأنه جميع أركان وفرائض وفضائل الإسلام ما عدا القتال في سبيل الله !

    إن القول بأن الإسلام انتشر بالسيف بمعنى أن الناس أكرهوا على اعتناقه هو غلط شنيع . كما أن القول بأن الإسلام لم يرفع سيفا في نشره هو أيضا خطأ جسيم . فإن الإسلام يشرع استخدام السيف في مرحلة متأخرة عند منع تبليغ الإسلام سلما . إذن فالإسلام شرع القتال عند الامتناع عن دفع الجزية أو الوقوف حائلا دون نشر الدين فضلا عن شرعه للدفاع عن النفس . ( المترجم )

    ([3]) ( أهماج ) : جمع همج : ( وهم ) الرعاع من الناس لا نظام لهم . ( المعجم الوسيط ) .

    ([4]) يشير المؤلف هناك إلى صلاة الخوف التي صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين في ساحة التقال استجابة لأمر ربه وبالكيفية التي علمها له ربه حيث يقول في كتابه العزيز : " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً ، وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً " ( النساء : 101 ، 102 ) ( المترجم )

    ([5]) أنظر كتاب : " زاد المعاد في هدي خير العباد " لابن قيم الجوزية . طبعة 1400 هـ - 1980 بعد المسيح . نشر المكتبة التوفيقية بالحسين م1 حـ2 ص 165 . ( المترجم )

    ([6]) يقول الله تبارك وتعالى : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " ( الحجرات : 10 ) ويقول تعالى : " وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً " ( آل عمران : 103 ) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " المسلم أخ المسلم " ويقول أيضا " وكونوا عباد الله إخوانا " ( الأحاديث بمعانيها ) .

    ([7]) يقول الله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " ( الحجرات : 13) ويقول تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً " ( النساء : 1 ) ويقول صلى الله عليه وسلم : " الناس سواسية كأسنان المشط . ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا : " كلكم لآدم وآدم من تراب " وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وألوانكم ولكن ينظر إلى قلوبكم " ( الأحاديث بمعانيها ) ( المترجم ) .

    ([8]) هو " موهانداس كرمشند غاندي " ( 1869 – 1948 بعد المسيح ) : زعيم سياسي وروحي هندي . نادى باللاعنف . وبالمقاومة السلبية ، وعمل لاستقلال الهند . " المورد " ( 1990 ) .

    ([9]) تترجم كلمة " جوسبل " ( Gospel ) بالبشارة . كما تترجم أيضا بالإنجيل . وأصلها في الإنجليزية القديمـة " جودسبل " ( Godspel ( 1 ) ) وهـي ترجمة للكلمـة اللاتينيـة " إفانجليوم " ( evangelium ) التي تعني حرفيا القصة الطيبة . ( قاموس تشيمبرز للقرن العشرين ) . والبعض يترجمها بالبشارة أو النبأ السار أو السعيد أو الخبر المفرح . وقد بشر الإسلام بالأخوة الدينية في أسمى معانيها ودرجاتها على أساس من تقوى الله وتكافل البشرية . وما أكثر السرور والسعادة والفرح الذي تدخله هذه البشارة على قلوب المؤمنين . ( المترجم )

    ([10]) ( الساذج ) : الخالص غير المشوب ، وغير المنقوش . وهي ساذجة . ( معرب ، فارسيته : سادة ) ( المعجم الوسيط ) .

    ([11]) يسمى هذا المنسك من مناسك الحج " بالتلبية " ولفظها : " لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك . لا شريك لك " وهي شعار الحج ودليل الإحرام . " ويقال : لبيك : لزوما لطاعتك . أو إلبابا بعد إلباب ، وإقامة بعد إقامة ، وإجابة بعد إجابة . أو معناه : إتجاهي إليك وقصدي وإقبالي على أمرك . مأخوذ من قولهم : داري تلب داره : تواجهها وتحاذيها ، وهو مصدر منصوب ثنى على معنى التأكيد . و ( لبى ) بالحج : قال : لبيك اللهم لبيك " . ( المعجم الوسيط ) ( المترجم )

    ([12]) لو لا يسمون الأشياء بأسمائها وينسبونها لأصحابها . فالذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن وهو كلام الله وشرعه وحكمه . والله هو الذي قرر مبدأ الشورى فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه إذ يقول :

    " فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ " . ( آل عمران : 159 ) ومدح المسلمين فقال عنهم : " وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ " ( الشورى : 38 ) . إن الديمقراطية في أفضل تصوراتها هي حرية الشعب في إبداء رأيه والمشاركة في الحكم في وطنه . وهي كما ترى لا تخلو من النقائص البشرية . أما الحكم في الإسلام فهو قائم على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والإجماع والشورى . هذا حكم الله " وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " ( المائدة : 50 ) لا أحد ! فهلا فهم الناس الفرق ؟! ( المترجم ) .

    ([13]) ( النخوة ) : العظمة والتكبر . ( المعجم الوسيط )

    ([14]) هو " برهان فولفجانج فون جوته " ( 1749 – 1832 بعد المسيح ) : شاعر ألماني ، يعتبر أعظم الشعراء الألمان في جميع العصور . " المورد " ( 1990 ) .

    ([15]) جورج برنارد شو ( 1856 – 1950 بعد المسيح ) كاتب مسرحي إنجليزي إيرلندي المولد . تزخر آثاره بالظرف والسخرية . ( المورد ) ( 1990 ) .

    ([16]) أي أن الإنسان يولد بريئا بلا ذنوب ، بخلاف ما تعلمه المسيحية من القول بالخطيئة الأصلية للإنسان ( Original sin ) . وبأن البشرية ورثت خطيئة آدم وأن الأبناء يرثون خطايا الآباء . فالإسلام يعلم أن المرء يولد على الفطرة وأن " كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ " ( المدثر : 38 ) وأن الله لا يكلف " نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ " ( البقرة : 286 ) " " وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى " ( النجم : 39 ) . " وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " ( الأنعام : 164 ) " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ " ( الزلزلة : 7 ، 8 ) ( المترجم ) .

    ([17]) يقول الله تبارك وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً " ( من الآية الأولى من سورة النساء ) .

    ([18]) يقول الله سبحانه وتعالى : " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ( النحل : 97 ) ويقول تبارك وتعالى : " وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ " ( النساء : 124 ) .

    ([19]) قال تبارك وتعالى : " لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً " ( النساء : 7 ) وقال سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً " ( النساء : 19 ) . قال فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف في صفوة البيان لمعاني القرآن : لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها أي تأخذوهن على سبيل الإرث ، كما يؤخذ المال الموروث بعد موت أزواجهن مكرهين لهن على ذلك ، وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية . قلت : فقد كان الرجل منهم يرث زوجة أبيه ويتزوجها من بعده فنهى الله تبارك وتعالى عن ذلك في قوله : " وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً " ( النساء : 22 ) ( المترجم ) .





    مُحمّد صَلّى الله عَليْه وسَلم.




    أحمَد ديدات.


    ترجمَة وتعليق محمّد مُختار.






    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 13-03-2015, 01:49 AM.


  • #2
    رد: المصطفى صلى الله عليه و سلم.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      رد: المصطفى صلى الله عليه و سلم.

      جزاكم الله تعالى كل الخير وزادكم من فضله على مروركم الكريم أختي الكريمة لؤلؤة باسلامي.

      تعليق


      • #4
        رد: المصطفى صلى الله عليه و سلم.

        جزاكم الله خيرا وزادكم من فضله

        *************
        ((اللهـــــــم فك قيد أسرى المسلميـن في كل مكان و دمر الكفار و الجبابرة و الطواغيت))
        اللهمصلِّ على سيدنا محمدوسلم تسليماً كثيراً

        تعليق


        • #5
          رد: المصطفى صلى الله عليه و سلم.

          بارك الله فيكم

          تعليق


          • #6
            رد: المصطفى صلى الله عليه و سلم.

            جزاكم الله تعالى كل الخير وزادكم من فضله على مروركم الكريم أختي الكريمة نهرالحياة.

            تعليق

            يعمل...
            X