سورة الأعلى.

[ابو عادل المغربي]

"سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)". علو المكانة أشرف من علو المكان. وعندما نصف ربنا ـ تبارك اسمه ـ بالعلو فإنما نعنى رفعة القدر وسمو الذات، ولسنا نعنى حماقة فرعون عندما قال " فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى.." ولا حماقة رائد الفضاء الروسى عندما قال إنه بحث فى الفضاء فلم يجد الله!! إن كل مسلم يسجد لله مرارا، ويقول فى سجوده سبحان ربى الأعلى.. مؤكدا قوله " سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا". ولاشك أن الرحمن على العرش استوى، وأن العرش يسع العوالم كلها، ولكن شئون الزمان والمكان وخواص المادة شأن آخر غير ما ينبغى لله العلى الكبير! قد تقول لرجل هل عرفت فلانا؟ فيقول لك التقيت به فراعنى كبر عقله وشرف نفسه! ونحن البشر نعرف أن الله عالى القدر، ولو أن ومضة برق كشفت لنا طرفا من علوه لطاشت الألباب. إننا نتيه فى أسرار الذرة، فما عسانا نفعل فى عالم تغيب عنا أبعاده وآماده؟! إن مبدعه من الصفر باهر العظمة " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك... ". وقد خلق فسوى، أحسن كل شئ خلقه، ورسم له نظاما لا يعدوه. قالوا إن مقدار الماء فى الأرض لا يزيد ولا ينقص. الإنسان والحيوان والنبات وشتى الأحياء تستهلك منه الكثير، ولكن هذا الكثير يعود مرة أخرى إلى البحار مطرا يهمى بعد ما خرج منه بخارا مثارا!! لا يزيد ولا ينقص، "وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) ". حالت نضرته سوادا، ثم يعود مرة أخرى ما بقت الدنيا زرعا فهشيما، حتى يقدر له الفناء الأخير. "سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)". اطمئن يا محمد فإن الذى اختارك سيعينك حتى تؤدى

ص _514
رسالتك. لقد أنزل عليك كتابا خالدا وبعثك بالحنيفية السمحة " وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) ". عليك البلاغ فمن رشد اتبعك، ومن استحمق تركك " سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12)". إن الإنسان كائن يستطيع الإسفاف ويستطيع التسامى، ونجاحه ليس فى المال أو الجاه. ما قيمة أن يكسب الدنيا وهو جاحد لربه متمرد على وحيه؟! "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)" المحزن أن الناس تستهويهم اللذات العاجلة ويعمون عن مطالب الغد القريب. وكما قال الحسن: " ما رأيت حقا أشبه بباطل من الموت ". إنه ما ترك بابا إلا طرقه، ومع ذلك فكأنه ما خطف شابا ولا شيخا " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)".
ص _515

مأخوذ من كتاب نحْوَ تفسير مَوْضوعيّ.
الشيخ محمد الغزالي.

[أبومصعب محمود ابراهيم]

رد: سورة الأعلى.

جزاكم الله خيرًا أخى الحبيب ونفع بكم

[ابو عادل المغربي]

رد: سورة الأعلى.

جزاك الله عنا كل الخير وبارك الله فيك أخي الكريم أبومصعب محمود ابراهيم على مرورك الكريم.

[*أمة الرحيم*]

رد: سورة الأعلى.

جزاكم الله خيرًا ... ونفع الله بكم ،،،

[حاملة اللواء]

رد: سورة الأعلى.

جزاكم الله خيرًا أخانا
ونفع بكم
جعله الله في موازين حسناتكم