إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سورة الضحى .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سورة الضحى .



    وصف القرآن فى آيات كثيرة منه بأنه نور "فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ". " ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ". ولاشك أن الوحى الأعلى كان شروقا دائما على قلب محمد، ظل معه إلى آخر العمر! ربما تريث الوحى مرة أو مرتين لأسباب طبيعية. وقد حدث ذلك فى أوائل نزوله. فهل يعنى ذلك أن رب محمد كرهه؟ كذلك زعم خصوم الرسالة! فنزلت هذه السورة " والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى". قال العلماء وفى هذين القسمين إشارة إلى وقت نزول الوحى ووقت توقفه، ولابد من استجمام وراحة لأن نزول الوحى تصحبه معاناة. ولا مكان هنا لترك أو كراهية " وللآخرة خير لك من الأولى". فى أول الرسالة كان النبى صلى الله عليه وسلم يربى أناسا يعدون على الأصابع، ثم أخذت دائرة الدعوة تنداح فإذا هو يقوم على تكوين أمة كبيرة. كانت هذه الأمة هى الدعائم المختفية فى التراب للبناء الإسلامى الشامخ الباقى إلى قيام الساعة. لقد استقبل خلال ذلك وحيا كثيرا وتحمل جهودا مضنية، حتى غير التاريخ العام وأنشأ حضارة أخرى. والكتاب الذى صنع ذلك مازال بين أيدينا شاهد صدق على عظمة الإسلام ورسوله. " ولسوف يعطيك ربك فترضى " ما نوع هذا العطاء؟ لقد مات إبان المعركة الدائرة مع الكفر، ودفن فى حجرة ملحقة بالمسجد، وخرج من الدنيا وحلوائها كما تخرج الشعرة من العجين ما علق به شىء منها! وترك للأوفياء من رجاله أن يمضوا على الطريق لا يعوقهم شىء، فلقيت جمهرتهم الله على التوحيد والتقوى.
    ص _525
    إن الله قال لموسى من قبل " ولتصنع على عيني ". وقال لمحمد ـ بعدما حمله رسالة هائلة ـ " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم" والله الذى يتولى تربية الأنبياء يختارهم من معادن نفيسة ثم يصقلهم فى حياتهم بالأحداث الشداد، وهو أولى بهم منهم..! " ألم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى" الضلال المقصود الحيرة فى معرفة الطريق وقيادة العالم. ومحمد والأنبياء جميعا معصومون من الضلال الذى هو ظلمة النفس ووضاعة السلوك. وما ينسب إليهم فى بعض الكتب محض افتراء.. ثم إن الله أغناه عن الناس فعاش مكفول الضرورات، ولكنه ليس صاحب كنوز، بل ليس صاحب فضول! وبعد أن ذكره الله بنعمته السابقة واللاحقة، قال له " فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث " والتحديث بالنعمة كقوله فى سورة أخرى " فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون " إنك مختار لتبليغ رسالة وإنقاذ عوالم من الناس، فحدث فلست كاهنا ولا متكلفا..! " إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ".

    ص _526

    مأخوذ من كتاب نحْوَ تفسير مَوْضوعيّ.
    الشيخ محمد الغزالي.



يعمل...
X