إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام

    الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا "محمد" _صلى الله عليه وسلم_ وعلى آله وصحبه وحزبه وبعد...

    فها هو شهر القرآن قد انقضت أيامه وعشنا فى لياليه ونهاره مع كتاب الله تعالى سماعاً وتلاوةً وكل منَا ختم قرائته وترتيله بما يسَر الله تعالى وفتح له ....

    ومن ثم فقد خطر لى إخراج هذه السلسلة إلى حيز القراءة إلى إخوانى وأخواتى الكرام أهدف من ورائها زيادة تعلقنا بكتاب الله وإلى معرفة مدى إعجاز هذا الكتاب العظيم ليزداد المؤمن إيماناً وتزول الشبهات والشكوك عن بعض من استزلهم شياطين الجنَ والإنس أو ممن قرأوا القرآن ولما يستشعروا بعد عظمة هذا الكتاب العظيم ....!!!!!!!

    فهذا هو الهدف الأسمى من وراء هذه السلسلة المباركة إن شاء الله ...فإن شاء الله سأكتبها على حلقات وأرجو من الله أن نعيش مع كل حلقة أسبوع أو اثنين نُحاول من خلالها إنزال ما قرأناه على أرض الواقع من خلال البحث والتأمل فى كل حلقة أثناء تلاوتنا لوِردنا اليومى من القرآن وإن شاء الله تزداد معرفتنا بالقرآن ولو شيئاً يسيراً والله المستعان ...

    فإن شاء الله موضوع هذه الحلقات هو التحدث عن عشر خصائص للقرآن العظيم _قابلة للزيادة _ سأعرضها على فترات كما ذكرت وعلى حلقات منفصلة ثم نجمعها فى موضوع مفهرس لها إن شاء الله تعالى ......


    الله أسأل أن ينفعنا بها وأن يُعيننا على إتمامها إنه ولى ذلك ومولاه


    والحمد لله رب العالمين....

    يُتبع إن شاء الله تعالى

    سلسلة ﻻ ياتون بمثله الجزء اﻻول
    سلسلة ﻻ ياتون بمثله الجزء الثاني

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 16-03-2015, 05:35 PM. سبب آخر: اضافة روابط الجزء اﻻول والثاتي
    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
    _______________________________
    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
    __________________________________
    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

  • #2
    رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

    جزاكم الله خير وفتح الله لكم
    وفى إنتظار هذه السلسلة المباركة
    أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

    أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

      حياكم الله ..

      أختى الفاضلة "أم خديجة" ::جزاكم ربى خيراً على مروركم فضلاً عن المتابعة ....

      يتبع إن شاء الله حالاً بمقدمة الموضوع وهى مهمة جداً فى رأيى واستحملوا دسامتها_إن وجدت _والله المستعان
      تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
      ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
      لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
      فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
      سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
      _______________________________
      ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
      __________________________________
      نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
      أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام

        الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا "محمد" _صلى الله عليه وسلم_ وعلى آله وصحبه وحزبه وبعد...

        مقدمة ::...

        حين أنزل الله القرأن الكريم وأرسل به نبيه محمداً _صلى الله عليه وسلم_ لم يُرسله إلى أمة نبغت فى علومها وتفوقت فى معارفها أو بلغت شأواً فى الرقى والتقدم...

        إذاً لوجد المشككون فجوة ينفذون منها لإنكار فضل القرآن ولنسبوا أثره إلى واقع الأمة وحالها ، ولكن الله_تعالى فى عُلاه_ أرسله إلى أمة كانت قبائل متشتتة ، لا صلة دينية تُوحد صفهم ، ولا مصلحة إقتصادية تضمهم ، ولا رابطة سياسية تربطهم ، ولا سلام يسود بينهم ، ديدنهم توارث العداوات والأحقاد ، وشُغلهم الحروب والغارات ، ودأبهم السلب والنهب ، ومعبودهم الأصنام والأوثان!!!!

        إذا نظرت إلى مُجتمعهم وجدتهم قبائل رُحلَ ، تشتعل الحروب بينهم عشرات السنين لأوهى وأتفه الأسباب ، واسألوا "داحس والغبراء والبسوس " إن شئتم ....

        وإذا نظرت إلى إقتصادهم :: وجدته فى أدنى الدرجات ، لا يعرفون من التجارة إلا أطرافها ، ومعظم مالهم الإبل والغنم ، ينتقلون بها من مرعى إلى آخر ، يتغذون بلحومها ، ويشربون ألبانها ، ويتدثرون بأصوافها ، اللهم إلا قليلاً من رجالهم يرحلون صيفاً إلى الشام وشتاءاً إلى اليمن ، يُقايضون بأنعامهم ونتاجها حُلياً وأقمشة وهؤلاء وأولئك لا يعرفون سبيل الصناعة والإنتاج!!!!

        ولو نظرت إلى علومهم :: لرأيتهم على أقصى درجات الجهالة ، أمَة أُميَة لا تقرأ ولا تكتب ولا ُيعرف أنهم برزوا فى علم من العلوم ، ولا فنَ من الفنون اللهم إلا الشَعر!!!

        وما يُغنى الشعر فى هذا المجتمع ؟؟ بل وما الحاجة إليه؟؟!!
        إلاَ أن تكون لإيقاد نار حربٍ أو زيادة اشتعالها أو لفخر جاهلى !!!

        ولو نظرت إلى سياستهم :: لم تجد لهم علاقات سياسية بالدول المُحيطة بهم كفارس والروم والقبط والأحباش اللهم إلاَ علاقات أفراد لا تُشكل سياسة عامة ولم تمدَ الدول المجاورة أيديها لهم لإيجاد علاقات سياسية لا لشىء إلاَ لأنهم ""خفاف الوزن فى مظر الدول جميعاً"" !!!

        _ولسنا بالطبع نؤرخ لتلك الفترة ، ولكننا نُريد أن نُقدم صورة واضحة لهذا المجتمع حتى نعرف مدى التأثير الذى أحدثه القرآن فيهم ، ومن ثم نعرف التأثير الذى يُمكن أن يُحدثه فى الأمم التالية ...

        إخوانى وأخواتى الكرام ::

        لقد نزل القرآن على هذه الأمة بواسطة نبيها "محمد "_صلى الله عليه وسلم_ فلم تلبث إلاَ سنواتٍ قلائل حتى دبت فيها الحياة وسَرت فى جسدها سريانها فى الأرض الخاشعة إذا نزل عليها الماء فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج ....

        فوَحدَ كلمتها وجمع شملها وسارت تحت راية الإيمان ونهضت نهضة قوية ، وسارت وفودها فى العالم سير القوى الأمين ، وصالت جيوشها صولة القادر العادل ،لأ فإذا بها أمة الأمم وجالية الظُلم وصاحبة السيف والقلم .....

        وما علينا ورسول الله_صلى الله عليه وسلم _ قد بيَن أن قرنه خير القرون !!!
        فبالله عليكم بأى شىء ارتقى هذا الجيل من الجاهلية التى أشرنا إلى شىء من صور جاهليتها إلى هذه المنزلة التى صارت بها الأمة المثالية ؟؟!!!!!!!!!!

        والجواب :: لا شك أن الأصابع ستشير بأكفَها ::: إنه القرآن الكريم .....فلنبحث عن السِر فى القرآن إذاً...

        إذن فالسؤال الذى يطرح نفسه :: كيف خرَج القرآن الكريم_بفضل الله_ هذا الجيل المُميز فى تاريخ البشرية كُلها ، ثم لم يعد يُخرَج مثل هذا الجيل مرة أخرى؟؟؟!!!

        صحيح نحن لا ننكر أبداً وجود أفراداً فى الأجيال التالية يقتربون من أفراد ذاك الجيل الفريد ، لكن لم يحدث قط أن تجمَع مثل جمع الصحابة فى جيلٍ واحد كما تجمَعوا فى الجيل الأوَل ....

        هذه حقيقة لا تنكر ، فلنتأمل فيها علَنا نصل إلى سر نهضتها فنأخذ به فى وقتٍ نحن أحوج ما نكون إليه ....

        تُرى ما سر نهضة هذه الأمة؟؟!!

        القرآن هو هو ما يزال بين أيدينا كما أنزله الله تعالى ...وسنة الرسول_صلى الله عليه وسلم الصحيحة لا تزال بين أيدينا أيضاً ، ولم يغب عنا إلاَ شخص الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ....فهل هو شرَ النضوج والنهضة والتغير الذى حدث لجيل الصحابة؟؟!!!

        أى هل وجود شخص الرسول الكريم هو سر هذا التغيير أو الإنقلاب الذى حدث فى قلوب الصحابة؟؟؟

        لا شك بالطبع أن وجود شخص الرسول المربى الأعظم له أكبر الأثر فى إخراج جيل الصحابة لكن لو كان وجود شخص رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حتمياً لقيام الدعوة وحدوث التغيير للأجيال المتلاحقة وإيتائها ثمراتها ، لما كانت دعوته للناس كافة وما جعلها آخر رسالة بل لكانت الدعوة مربوطة بشخصه وحياته ولتكفل الله بإبقائه حياً بأبى هو وأمى روحى !!!

        ولكنَ الله _سبحانه تكفل بحفظ الذكر ((القرآن والسنة الصحيحة)) وعلم سبحانه أن هذه الدعوة يمكن أن تقوم بعد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ويمكن أن تُؤتى ثمارها فاختاره إلى جواره بعد23 عاماً من الرسالة وأبقى هذا الدين من بعده إلى آخر الزمان ....

        فالحاصل :: أن تعهد الله _سبحانه وتعالى _ بحفظ القرآن والسنة النبوية مع جعله سبحانه الدعوة للناس كافةً يدل على أنَ مناط الدعوة هو القرآن وأنَ سر بقائها هو فى بقاء القرآن ...

        وإذا كان الأمر كذلك :: فإنَ سؤالاً عريضاً يكاد يسد الأفق يقول::""لما لم يتحقق للأجيال التالية ما تحقق للجيل الأول ما دام القرآن هو القرآن لم يتغير ولم يتبدل ؟؟؟!!!!!

        هذا هو ما سنحاول الإجابة عنه فى المرة القادمة إن شاء الله تعالى ...

        والحمد لله رب العالمين..

        يتبع إن شاء الله تعالى
        التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 16-03-2015, 05:35 PM.
        تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
        ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
        لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
        فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
        سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
        _______________________________
        ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
        __________________________________
        نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
        أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

          ماشاء الله اللهم بارك في هذه السلسلة المباركة

          جزاكم الله خيراا اخونا الفاضل ونفع الله بكم

          تسجيل متابعة .... إن شاء الله تعالي
          اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

            جزاكم الله خيرا اخونا الفاضل
            وفقكم الله وأسجل متابعتى للموضوع بإذن الله بارك الله فيكم ونفع بكم
            اللهم صلِّ على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً

            الحمد
            لله الذي تتم بفضله الصالحات

            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

              جزاكم الله خيرا الأخ الفاضل د/غيث لقد قمت بطباعتها وإن شاء الله هنسقها وهنزلها عندنا فى الدار فلو سمحت حضرتك لا تتأخر علينا والله المستعان
              أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

              أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

                ماشاء الله لاقوة إلا بالله
                نفع ربى الرحمن بكم أخونا المفضال د.غيث
                وبارك فيكم
                .....
                أسجل متابعتى ...إن أحيانا الرحمن
                اللهم عيّش بطيبة فقد بلغ الشوق مداه
                سبحان الله عدد ماكان وعدد مايكون سبحان الله عددالحركات وعددالسكنات
                سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
                الحياةُ تستمرُّ رغم مَن فقدنا وما فقدنا، ولن تتوقف دورة الأيام ولو لحظة لتنتظرَنا حتى نألف مصابَنا!

                تعليق


                • #9
                  رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

                  حياكم الله ...

                  جزاكنَ الله خيراً أخواتى الفضليات ((غفرانك ربى ...د/كارمن...أم خديجة ...أم المجاهدين)) وشكر الله لكم هذا التواضع الجمَ بمتابعة كتابات لعضو فقير مثلى والله المستعان ...
                  تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                  ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                  لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                  فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                  سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                  _______________________________
                  ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                  __________________________________
                  نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                  أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (المقدمة)!!

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام

                    الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا "محمد" _صلى الله عليه وسلم_ وعلى آله وصحبه وحزبه وبعد...

                    فقد طرحنا سؤالاً فى المُداخلة السابقة ألا وهو :: ::""لما لم يتحقق للأجيال التالية ما تحقق للجيل الأول ما دام القرآن هو القرآن لم يتغير ولم يتبدل ؟؟؟!!!!!

                    وإذا ما ردنا الحصول على إجابة صادقة فلنتأمل الصلة بين الجيل الأول والقرآن من جهة ، وبيننا وبين القرآن من جهة أخرى ...فلعل الفارق يكون هنا !!!

                    إخوانى وأخواتى الكرام::

                    لقد كان الجيل الأوَل لا ينهل إلا من القرآن ، وهدى الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وما هديهُ _صلى الله عليه وسلم إلا من نبع القرآن الكريم ....

                    وكانت الحضارات تُحيط بالقوم :: حضارة الرومان ، وحضارة الفرس ، ومُخلفات الحضارة الإغريقية ، وحضارات أخرى دانية وقاصية مثل حضارة الهند والصين ....

                    بل وكانت اليهودية والنصرانية تعيش بين أظهر القوم فى المدينة وفى اليمن ومع ذلك كله فقد كان منهج التلقى عند الجيل الأول _رضى الله عنه_ مقصوراً بقصد على القرآن الكريم ...
                    وكما قلت فإن هدى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ما هو إلا نبع من نبع القرآن الكريم ...

                    ولذلك غضب رسول الله حين رأى فى يد عمر بن الخطاب_رضى الله عنه_ قطعة من التوراة وقال له (( لو كان أخى موسى حيَاً ما وسعه إلا إتباعى))...

                    فانظروا إلى مدى حرص رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ على صفاء نبع التلقى لدى هذا الجيل المبارك ....
                    فهذه الظاهرة الأولى التى يجب الوقوف عندها عند الجيل الأول ....

                    وهناك ظاهرة أخرى ترسم لنا بوضوح العلاقة بين هذا الجيل المبارك ((أقصد الصحابة)) والقرآن ألا وهى ::

                    أنَ جيل الصحابة لم يكن أحدهم يقرأ القرآن لتذوق أساليب اللغة العربية أو لمجرد الثقافة البحتة أو يحفظ آيات قرآنية ليستشهد بها فى المناسبات واللقاءات أو ليتلوه فى الإحتفالات والمناسبات أو ليتكسَب فى حفظه أو تلاوته ،، بل كان هذا الجيل يتلقى القرآن ليُترجمه من فوره بعد فهمه إلى عملٍ جاد وتطبيق كامل وكانوا يصلون إلى سقف التطبيق ....

                    ولذلك كان الصحابى يحسُ وهو يقرأ القرآن أنَه إنَما يتحمل واجبات وتكاليف فيقرأ من الآيات من يستطيع حمله من تكاليفها ولذلك قال "ابن مسعود " _رضى الله عنه_ (( كان الرجل إذا تعلم عشر آيات لم يُجاوزهُنَ حتَى يعرف معانيهنَ والعمل بهنَ)) ....

                    فالحاصل :: أن منهجهم كان ((( منهج التلقى للتنفيذ ))) وكان هذا المنهج وحده يفتح لهم آفاقاً من الفهم والمعرفة لا تُفتح لمن سلك منهجاً غيره !!!!

                    وكان هذا المنهج يمزج بين أرواحهم وبين القرآن ، ويخلط القرآن بذواتهم فيُحولها إلى منهج واقعى ، ويتحول الرجل إلى الرجل القرآنى ...

                    _ومن ثم فخلاصة الأمر:::

                    أن علاقة الصحابة الكرام _رضى الله عنهم أجمعين _ بالقرآن _ تقوم على منهجين أساسيين::

                    _الأول:: الإقتصار على نبع القرآن الصافى والسنة المبينة للقرآن ...
                    _الثانى:: التلقى للتنفيذ والتطبيق الفورى ...

                    فوصلوا بفضل الله إلى ما وصلوا إليه ...

                    ثمَ ما الذى حدث بعد ذلك؟؟؟؟؟

                    حدث أن صبَت ينابيع هدَامة فى ذلك النبع الصافى ، فصبَت فلسفة الإغريق وأساطير الفرس وإسرائيليات اليهود والنصارى ورواسب الحضارات والثقافات واختلط هذا كله بتفسير القرآن الكريم فعكَر صفوه ، فتكدَر صفاء الجيل ...

                    ودرس قومٌ القرآن الكريم لمناصب دنيوية وأهداف زائفة وأغراض هابطة ....!! وقرأه آخرون فلم يُجاوز حناجرهم ....

                    فخرَج منهج التلقى للتنفيذ :: جيل الصحابة _رضوان الله عليهم_ وخرَج المنهج الآخر الأجيال التالية ... فهل نتعظ ونستفيد ونستفيق ؟؟؟

                    فإذا كان هذا هو أثر القرآن الكريم فى هذه الأمة فلا عجب أبداً إذا اختُصَ بخصائص كثيرة ومزايا فريدة وعظيمة ....

                    وخصائص هذه الأمة المباركة وهذا النبى الكريم وهذا الكتاب العظيم وهذا الدين القويم بيَنة لا تخفى على ذى لُبَ لكن العقول قد تُدرك شيئاً ولا تستحضره ، وقد تُدركه مفرقاً ولا تُجمعه ....

                    فمنَ الله علىَ بتجميع بعضاً من خصائص القرآن الكريم أهدف منها كما أسلفت لتعميق علاقتنا بالقرآن الكريم واليقين بأن خاصية واحدة من هذه الخصائص تجعله القول الفصل بين كلام الله وكلام البشر فما بالنا بها مجتمعة ؟؟!!!

                    فإن شاء الله سنتكلم عن بعض هذه الخصائص على حلقات مفرقة من هذه السلسلة المباركة ...والله أسأل أن ينفعنى وإياكم بها وأن تكون خالصة لوجهه الكريم إنه ولىُ ذلك والقادر عليه ..

                    فستذكرون ما أقول لكم ...وأفوض أمرى إلى الله ....إنَ الله بصيرٌ بالعباد.....

                    والحمد لله رب العالمين...

                    يُتبع إن شاء الله مع أول خاصية من خصائص القرآن الكريم فانتظرونا...

                    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 16-03-2015, 05:36 PM.
                    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                    _______________________________
                    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                    __________________________________
                    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                    تعليق


                    • #11
                      سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (الجزء الأول)!!

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا "محمد" _صلى الله عليه وسلم_ وعلى آله وصحبه وحزبه ....وبعد...

                      نبدأ بحول الله وقوته الحديث عن بعضٍ من خصائص هذا الكتاب العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والله المستعان وعليه التكلان ....

                      أولاً:: وقوع التحدى به ...

                      إخوانى وأخواتى الكرام ::..

                      عندما ترمد عيون البشر وينتابها القلق ويهجرها الضياء ، فلا تكاد تُبصر فتأنس إلى ظلمة الجاهلية ، وتستحكم فيها الظُلمة ، يُرسل الله إليهم من يُخرجهم من هذه الظُلمات إلى النور ، ويرفع الداء عن أبصارهم ، وعندما يطرق باب الخائف من لا يعرفه ، يحتاج إلى بيَنة تزيل عنه الوحشة وتجعله يأنس إلى الطارق !!!

                      وهكذا حال الأمم مع أنبيائها ، حين يأتون إليهم وقد غشيت الظلمة المجتمع ، يأتون لهم ببيَنةٍ يظهرون بها صدق دعواهم فى أنهم رسل من الله ، وما داموا رسل الله فعليهم أن تكون البينة ممَا لا يقدر عليه إلاَ الله ولا يستطيعه البشر ، فإنَ فعلوا ثبت أنهم رسل الله ، وتصبح طاعتهم واجبة ..

                      وكان من المناسب أن تكون البينة التى يأتيهم بها النبى فيما يُحسنه قومه ، ليدركوا مقدار علوه عن الطاقة البشرية ، وليجربوا فإن عجزوا عن الإتيان بمثل ما يُحسنون كانوا عن غيره أعجز ، فتقوم عليهم البيَنة ، وتثبت عليهم الحجة...

                      _وقد كان الناس حين بُعث رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فى جاهلية جهلاء نهارها كليلها ، لا تكاد تجد إلى النور سبيلاً ...

                      إن سألت عن معبودهم قالوا :: الحجارة والأوثان ينحتونها بأنفسهم ، ثم يخرون لها ساجدين ، قد أسلموا مقاليد أمورهم إليها ، عندها يتحاكمون ، وبحكمها _من حيث لا تشعر_ يُؤمنون ....

                      وإن سألت عن أسرهم:: فأسر متفككة ، الأب يئد ابنته ، بل يقتل ولده ، أما المرأة فسلعة تُباع وتُشترى وتُوهب ...

                      وإن سألت عن العلاقات القبلية ::فعلاقات تقوم على شريعة الغاب ، القوى يأكل الضعيف ، لا صلة سياسية تربط بينهم ، ولا مصلحة إقتصادية توحَد صفوفهم ، ديدنهم توارث العداوت والأحقاد ...

                      وإن سألت عن مواردهم المالية :: فلن تجد للصناعة عندهم مكانة كبرى ولن تجد للزراعة مكانة تُذكر ...
                      أحسب أن مرجع ذلك إلى أن الصناعة تحتاج إلى كدح ، وأن الزراعة تحتا إلى جهد وهم ليسوا أهل ذا ولا ذاك ، بل يؤثرون الدعة والسكون ، وحتى قوافلهم التجارية الصغيرة تأثرت بهذا فهى تبحث عن الأيسر والأسهل ، فإن جاء الشتاء آثروا الدفء فاتجهت قوافلهم جنوباً وإن جاء الصيف خافوا الحر فاتجهوا شمالاً!!!

                      إنهم لا يكادون يتقنون عملاً ولا يتفوقون فى علمٍ إلا صنعةً برزوا فيها وتفوقوا ووجَهوا إليها جهودهم ألا وهى ((صنعة الكلام)) ، فميَزوا بين الأصيل منه والدخيل ، والنفيس منه والرخيص ، بل وتجاوزوا فى ذلك حدَ الإعتدال إلى أن أصبحت للكلمة عندهم ((سُلطة))_بضم السين_ إن تملكها شاعرٌ توجوه واحتفلوا بميلاده وفاخروا به وفاخر بهم ، وإن ملكها خطيب قدَموه فى وفودهم ومجالسهم ...

                      بل وأصبحت للكلمة عندهم أسواق يتبارون فيها وفى ميدانها :: فهذا شاعر يُلقى قصيدته والملأ حوله شاخصون ، وهذا خطيب اتَخذ ناقته منبراً والناس تحته يستمعون ....

                      وأصبحت للكلمة عندهم منزلة :: إن مدح شاعرٌ قبيلة رفعوا رؤوسهم فخراً وإن هُجيت بها قبيلة طأطأوا رؤوسهم وغضُوا طرفهم مذلَة وإلا أشعلوها حرباً لا تنطفىء على الشلعر وقبيلته !!!

                      هذا طرفٌ من حال الجزيرة حال بعثة خير ولد آدم _صلى الله عليه وسلم_ !!

                      والحمد لله رب العالمين

                      يتبع إن شاء الله بالجزء الثانى من هذه الخاصية والله المستعان
                      تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                      ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                      لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                      فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                      سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                      _______________________________
                      ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                      __________________________________
                      نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                      أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (الجزء الأول)!!

                        تسجيل متابعة .....
                        جزاكم الله خيرااا اخونا الفاضل وزادكم علما ونفعنا بكم

                        وياريت حضرتك تضع لينك هذا الموضوع في موضوع المقدمه ليكون تجميع لكل الأجزاء

                        وفقكم الله
                        اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

                        تعليق


                        • #13
                          رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (الجزء الأول)!!

                          حياكم الله....

                          أختى الكريمة "غفرانك ربى" : جزاكم ربى خيراً مثله وشكر الله لكم المرور فضلاً عن متابعة الموضوع ....

                          وياريت حضرتك تضع لينك هذا الموضوع في موضوع المقدمه ليكون تجميع لكل الأجزاء
                          إن شاء الله تعالى لعلى أكتب موضوع يشمل فهرس للأجزاء كله وأثبته ولكن فكرة حضرتك طيبة وإن شاء الله ننفذها والله الموفق

                          يتبع إن شاء الله مع الجزء الثانى من هذه الخاصية والله الموفق
                          تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                          ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                          لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                          فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                          سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                          _______________________________
                          ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                          __________________________________
                          نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                          أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (الجزء الأول)!!

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا "محمد" _صلى الله عليه وسلم_ وعلى آله وصحبه وحزبه ....وبعد...

                            نستكمل بإذن الله تعالى الحديث عن الجزء الثانى من الخاصية الأولى

                            أولاً:: وقوع التحدى به::...

                            يا أصحاب العقول المفكرة ::...

                            فى مثل هذا المجتمع :: هل سيبلغ التحدى قمته لو تحداهم فى طبٍ لا يتقنونه أو فى صنعةٍ لا يعرفونها ؟!!!

                            ومن ثم فليس من الحكمة تحديهم بما لا يعرفون ، وقمة التحدى أن يكون فيما يتقنون ، وهم كما قلنا لا يُتقنون إلا صنعة الكلام فجاء التحدى وفق الحكمة ....

                            وكَرر التحدى حتى يسمع من لم يسمع ، بل ونَوعه حتى لا يبقى عذرٌ لعاجز ، فتحدى بأن يأتوا بمثل هذا القرأن ، وتحدَى مرَة أخرى أن يأتوا بعشر سورٍ مثله وتحدى مرة ثالثةً أن يأتوا بسورة مثله ، وتحدى مرة رابعة أن يأتوا بحديث مثله ....

                            إخوانى وأخواتى الكرام ...

                            قد يضع المُتحدى شروطاً فى تحديه تكون هى العقبة عن الإتيان بمثل ما جاء به وما ذاك إلا لأنه يشعر بقرب المسافة بينهم وبين معجزته ...


                            أما القرآن فلم يسد على خصومه باب المعارضة بل فتحه على مصراعيه وأزال كل عقبة وتدرَج بهم ، ودعاهم أفراداً وجماعات ، وأباح لهم الإستعانة بمن شاؤوا حتى الجنَ !!!!

                            وهو حينما يتحدى لا يقف مُنتظراً أن يفعلوا بل يحسم الأمر حسماً قاطعاً وهذا تحدٍ آخر بأنهم لن يستطيعوا الإتيان بمثله واسمع إلى قول الملك _عزو جل _ حين يقول {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء88

                            وتزداد دهشةً إذا علمت أن هذا التحدى المركب هو أول ما نزل فى التحدى بالقرآن ، وكأنه صادر عن من تحدى ألف مرة فإدرك عجزهم فأخبر أنهم لن يأتوا بمثله ، نتاج سابق تحدَ به ، وليس ناتج ثقة بما تحدى به .......


                            أما القرآن فتحدى لأول مرة ، وأخبر مع تحديه أول مرة بعجزهم عن الإتيان بمثله ، وما ذاك إلا لأنه تنزيل من حكيم حميد ...

                            ولم يقف الأمر عند حد التحدى بالقرآن كله ، بل تحداهم بالإتيان ((بعشر سورٍ مثله)) فقال تعالى {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }هود13

                            تَنزُل وأى تَنزُل !!!!

                            من تحدىٍ بالقرآن كله إلى عشر سورٍ منه ، ومع هذا زاد فى التهكم فتَنزَل إلى أقل من ذلك إلى ((سورةٍ واحدة)) فقال تعالى {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }البقرة23

                            بل وكرَر التحدى مرة أخرى فقال تعالى {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }يونس38

                            وزاد فى التحدى ، وزاد فى التهكم فتحداهم بالإتيان ((بحديثٍ مثله)) فقال تعالى {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ }الطور34

                            وهو حينما يتحدى لا يتحدى تحدى الوجل الخائف من بطلان تحديه _حاشا لله_ بل تحدى المستعلى الواثق من عجز خصومه ، ولا يترك وسيلة لإثارة الهمم فى قبول التحدى ويُلهب صدور خصومه ويستفزهم لذلك ويُجهز عليهم بالحكم المؤبد بأنهم لا يستطيعون لذلك سبيلاً أبداً .....

                            بل ويتوعدهم بالنار إن أصَروا على عنادهم بعد عجزهم {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }البقرة24

                            _إخوانى وأخواتى الكرام::..

                            قسماً بخالق العقول المُفكرة ::



                            لو كان فيهم قدرة على ذلك ما آثروا الصمت وهم أهل اللجاج !!
                            وما آثروا طأطأة الرؤوس وهم أُباة الضيم الأعزاء !!!
                            إنهم رفعوا رؤوسهم يبحثون عن فجوة فما وجدوها أو فطور فما أدركوه فعلد البصر إليهم وهو حسير ....

                            وتمَ نزول القرآن ، وانقطع الوحى والتحدى ما زال قائماً لم ينقطع ولم ينته أمده فهو امتد زماناً ومكاناً حتى انتظم آفاق الأرض كلها ...


                            وذهب القرن الأول وجاء الذى بعده وفى البادية أو أطرافها أعراب لم تختلط أنسابهم ولم يطل اللحن ألسنتهم ولم يتغير صفو لغتهم ولم تأسن سليقتهم ، وفيهم من لو استطاع أن يأتى بمثل آية واحدة من القرآن يبرز بها على أقرانه ما تردَد ولا تلبَث فذلت له أعناقهم كما ذلَت أعناق من قبلهم ولله الحمد والمنه وسبحان من هذا كلامه !!!

                            وما زالت عجلة الزمن تدور وتطوى القرون قرناً فقرناً ومسافة العجز تطول وتتَسع وتتشعب ، وما زادهم عجزاً انحراف الألسنة وشيوع اللحن فقط بل زادهم أن وجوه الإعجاز فى القرآن تتجدد وتتولَد فلما أن يبزغ وجه من وجوه الإعجاز ويُشرق حتى يظهر نجم إعجاز جديد مُعلناً أن التحدى فى القرآن ليس لعصر دون عصر ولا أمة دون أمة ولا يزال هذا دأب القرآن العظيم فى التحدى حتى يرث الله الأرض ومن عليها ..

                            ونختم بقول الملك عزوجل {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء88

                            والحمد لله رب العالمين...

                            ويتبع إن شاء الله مع خاصية أخرى من خصائص القرآن الكريم فانتظرونا ...


                            تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                            ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                            لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                            فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                            سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                            _______________________________
                            ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                            __________________________________
                            نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                            أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة "لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ " (الجزء الأول)!!

                              ماشاء الله لا قوة إلا بالله
                              جزاكم الله خيرا
                              ووفقكم الله ونفع بكم
                              اللهم آآمين
                              اللهم صلِّ على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً

                              الحمد
                              لله الذي تتم بفضله الصالحات

                              تعليق

                              يعمل...
                              X