إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..



    إنّ حفظَ القرآنِ الكريم عن ظهرِ قلبٍ مهمٌ جداًّ، لكنه لا يمثّل بمفرده هدفا نسعى إليه! رغمَ أنّ تعميمَ الحفظِ والاستظهارِ لكتابِ الله، أو لبعضه، من أهمِّ خطوات السير فيه!
    إنّ الحفظَ المطلوبَ إنما هو الحفظُ الذي مارسه أصحابُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث كانوا يتلقّون خمسَ آياتٍ أو عشراً، فيدخلون في مكابدةِ حقائقِها الإيمانيةِ ما شاء الله، فلا ينتقلون إلى غيرها إلا بعد نجاحِهم في ابتلاءاتها!
    ومن ثَمَّ يصيرُ حفظُ القرآنِ بهذا المسلكِ مشروعَ حياةٍ! وليس مجردَ هدفٍ لِسَنَةٍ أو سنتين، أو لبضع سنوات!
    إن الذي لا يكابدُ منزلةَ الإخلاص، ولا يجاهدُ نفسه على حصنِها المنيعِ، ولا يتخلَّقُ بمقامِ توحيدِ الله في كلِّ شيء رَغَباً ورَهَباً؛ لا يمكنُ أن يُعْتَبَرَ حافظاً لسورة الإخلاص!

    وإنّ الذي لا يذوقُ طعمَ الأمانِ عند الدخولِ في حِمَى "المعوّذتين"؛ لا يكونُ قد اكتسب سورتي الفلق والناس!
    ثم إن الذي لا تلتهبُ مواجيدُه بأشواقِ التهجُّد؛ لا يكونُ من أهلِ سورةِ المزَّمل!
    كما أنّ الذي لا تحترقُ نفسُه بجمْرِ الدعوةِ والنذارةِ، والأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر؛ ليس من المتحقِّقين بسورة المدثر!
    ثم إنّ المستظهرَ لسورةِ البقرة، إذا لَمْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ لله في كلِّ شيء، ولم يسلكْ بها إلى ربِّه متحقِّقاً بأركانِ الإسلام وأصولِ الإيمان، متخلِّقاً بمقامِ الجهادِ في سبيل الله، صابراً في البأساءِ والضراءِ وحين البأس، متنـزِّهاً عن المحرَّماتِ في المطعوماتِ والمشروباتِ .. إلخ، واضعاً عنُقَه تحت رِبْقِ أحكامِ الشريعةِ في دينه ونفسِه ومالِه، متحقِّقاً بِخُلُقِ السمع والطاعةِ لله على كل حال، من غير تردُّدٍ ولا استدراك؛ لا يكونُ حافظاً لسورة البقرة!

    وإنما الحافظُ للشيء هو الحافظُ لأمانته، المتحقِّق بحكمته، العاملُ بمقتضاه، المكابِدُ لما تلقَّى عنه من حقوق الله!
    لقد أجمعَ العلماءُ والدعاةُ على أنَّ هذا الدينَ -كتاباً وسنةً- مِنْهَاجُ حياة.. وإنّه لن يكونَ كذلك في واقعِ الناس، أفراداً وجماعاتٍ ومؤسّساتٍ؛ إلا باتخاذه مَشْرُوعَ حَيَاةٍ، تُفْنَى في سبيله الأعمارُ! وهذه قضيةٌ منهجيةٌ أساسٌ لتلقي موازينه الربّانية، والتخلُّقِ بحقائقه الإيمانية حتى يصبحَ هو الفضاءَ المهيمنَ على حياةِ المسلمِ كلِّها دِيناً ودُنْياً.

    إن هذا الهدفَ العظيمَ لا يمكنُ أن يتحقّقَ للإنسانِ، إلا بعقدِ العزمِ على الدخولِ في مجاهَداتٍ ومكابَداتٍ مستمرّة؛ للتحقُّق بمنازلِ القرآنِ ومقاصده التعبديَّة، من الاعتقادِ إلى التشريعِ، إلى مكارمِ الأخلاقِ وأشواق السلوك.. سيراً بمسلك التلقّي لحقائقِ القرآنِ الإيمانية والمكابدةِ الجَاهِدَةِ لتكاليفها الشرعية، والسيرِ إلى الله من خلالِ معراجها العالي الرفيع! ثم تتبُّع آياتِ القرآن، من أوله إلى آخره، آيةً آيةً؛ حتى يختمَ كتاب الله على ذلك المنهاج!
    وإننا لَنَعْلَمُ أنَّ الكمالَ في هذه الغايةِ هو مما تفنى دونه الأعمارُ! ولكن ذلك لا يلغي المقاربةَ والتسديدَ! وإن أحقَّ ما تُوهبُ له الأعمارُ كتابَ الله!
    وفي مَثَلٍ بليغٍ حقّ بليغٍ: أنّ نملةً انطلقت في طريقها، عاقدةً عزيمتَها على حجِّ بيتِ الله من أقصى الأرض! فقيل لها: "كيف تدركين الحجَّ وإنما أنت نملة؟ إنَّكِ ستموتين قَطْعاً قبل الوصول!" قالت: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..
    إياك أن تدل الناس علي الله ... ثم تفقد أنت الطريق
    أسألكم الدعاء بالشفاء أخوااااتي

  • #2
    رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

    جزاكم الله خير
    و
    بارك الله فيكم

    تعليق


    • #3
      رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

      جزاك الله خيرا اخيتي ونفع بك
      ننتظر جديدك
      مقطع يدمي القلب ويبكي العين
      [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]اللهم انتقم من كل قاتل خائن ظالم مفسد في الأرض .. اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

      تعليق


      • #4
        رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        أحسنتم بارك الله فيكم ... موضوع أكثر من رائع
        واهلا ومرحبا بكِ معنا وننتظر جديدك بإذن الله اختنا الكريمة
        يمكنك الاستعانة في تنسيق المواضيع
        بفواصل خاصة بقسم القرآن حياتي
        اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

        تعليق


        • #5
          رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

          وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

          ماشاء الله بارك الله فيكى اختى الغاليه

          موضوع رااائع

          اللهم انصرنا على أعدائك أعداء الدين
          اللهم ارزقنى الصدق والاخلاص وطهر عملى من الرياء اللهم إجعل عملى كله صالحاً وإجعله لوجهك خالصاًولا تجعل فيه لأحدٍ غيرك شيئا

          تعليق


          • #6
            رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

            جزاكم الله خيرا علي مروركم
            إياك أن تدل الناس علي الله ... ثم تفقد أنت الطريق
            أسألكم الدعاء بالشفاء أخوااااتي

            تعليق


            • #7
              رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              أحسنتم بارك الله فيكم ... موضوع أكثر من رائع
              ونحن نسأل الله الاخلاص.. ولكن نتمسك بباب حفظ القرءان لعل الله يفتح لنا به كل الابواب

              تعليق


              • #8
                رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

                يثبت للأهمية
                بوركتي
                مقطع يدمي القلب ويبكي العين
                [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]اللهم انتقم من كل قاتل خائن ظالم مفسد في الأرض .. اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

                تعليق


                • #9
                  رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  جزاكِ الله خيراً

                  ماشاء الله اللهم لا تباعد بينى وبين القرآآآن أبداااااااااااا
                  اللهم آمين

                  أختنا لقد نقلت موضوع لمنتدى اخر لتعم الفائدة جعله الله في موازين حسناتك
                  اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
                  اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
                  وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

                  تعليق


                  • #10
                    رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

                    بارك الله فيكم موضوع طيب ورااائع
                    اللهم ارزقنا حفظ القرآن
                    **********
                    سبحان الله وبحمده




                    تعليق


                    • #11
                      رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

                      جزاكم الله خيراً ورفع قدركم
                      موضوع طيب جداااااااا
                      جعله الله فى موازين حسناتكم
                      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
                      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

                      تعليق


                      • #12
                        رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

                        شكر لكم
                        جميعا
                        بارك الله
                        فيكم
                        إياك أن تدل الناس علي الله ... ثم تفقد أنت الطريق
                        أسألكم الدعاء بالشفاء أخوااااتي

                        تعليق


                        • #13
                          رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

                          جزاكم الله خيرًا ،،

                          تعليق


                          • #14
                            رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

                            يثبت للأهمية
                            بوركتي
                            مقطع يدمي القلب ويبكي العين
                            [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]اللهم انتقم من كل قاتل خائن ظالم مفسد في الأرض .. اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

                            تعليق


                            • #15
                              رد: "إذن أموتُ على تلك الطريق!"..

                              جزاكم الله خيرا أختي

                              موضوع طيب

                              جعله الله في ميزان حسناتك

                              ننتظر جديدك دائما


                              اللهم أرزقني الهداية والثبات حتى الممات

                              وأرزق أبو رفيدة من حيث لا يحتسب

                              وأرزقني وزوجي وإبنتي حجة في السنة المقبلة يـــــارب









                              تعليق

                              يعمل...
                              X