السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
يا سيدي يا رسول الله :
أنت الذي تستوجب التفضيل فصلوا عليه بكرة وأصيـلاً
ومن لم يصلي عليه كان بخيلاً فصـلوا عليه وسلموا تسليمًا
وعلي آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته
واقتدى بهديه وإتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين
يا رب أود أن أتوب إغفر لي ذنوبي
وأخجل منك لعظم خطيئتي
نعم أخي التائب وأختي التائبة إن الله كريم حليم بعباده يغفر بالليل مسيئ النهار ويغفر بالنهار مسيئ الليل ووضح لنا رسولنا الحبيب وذكر رحمة الله على خلقه في هذا الحديث القدسي
عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقولُ:(( قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ ,إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْبَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
لقد جاء الحديث ليزفّ إلى الناس البشرى فرحمة الله واسعة وفضله عظيم لا يقف عند حدّ ولا يحصيه عدّ فغدا هذا الحديث إبهاجا للتائبين وأملاً للمذنبين وفرصة لمن أسرف على نفسه بالمعصية أو فرّط فيما مضى من حياته وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :( من لم يسأل الله يغضب عليه) رواه الترمذي
وصدق الشاعر إذ قال:
الله يغضب إن تركت سؤاله وبنيّ آدم حين يُسأل يغضب
ولكي نحصل على مغفرة الله وعفوه مهما كثرت ذنوبنا وعظمت
1- الدعاء مع الرجاء
2- الاستغفار مهما عظمت الذنوب
3- التوحيد الخالص
كم كنت حريصًا يا حبيبنا وقرة أعيننا يا رسولنا الكريم ولكم أحببتنا ومن شدة حبك لنا وخوفك علينا وضحت لنا كل ما يلزم حتى لا نتأذى وهاهي وصاياك لنا لنتبعها وهي طوق نجاة لنا في الدنيا والآخرة
فما أرحم قلبك على أمتك يارسول الله
فهيا بنا نتبع سنته لأنه طوق نجاتنا
أما الآن فإليكم
الشروط المحمدية لقبول التوبة
للمسلم المذنب العازم على التوبة والاقلاع عن المعصية :
1 - الإخلاص لله تعالى
* روى الإمام النسائي عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا شيء له) فأعادها ثلاث مرات، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا شيء له) ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ماكان خالصاً وابتغى به وجهه.
الفائدة : أهمية إخلاص النية لله تعالى وحده ويجب تجديدها بين الحين والآخر وخطورة إشراك غير الله في العمل حتى لو كان ذلك نسبته واحدة بالمئة فالله تعالى أغنى الأغنياء عن الشرك.
2- الإعتراف بالذنب
* قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ( أمابعد، يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه )
الفائدة : يجب على المسلم أن يعترف بذنبه ليتوب الله عليه ولا يعني ذلك أن يهتك ستر الله عليه .
3 - الندم
* عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الندم توبة).
الفائدة : كل ما تذكر المرئ ذنبه يجب أن يشعر بالندم على ما صدر منه وتمنى لو لم يفعله.
4 - رد المظالم إلى أهلها
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها،فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته،فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه)
الفائدة : إعطاء العباد حقوقهم وعدم سلبها منهم من شروط قبول التوبة.
5 - أن تكون قبل الغرغرة .
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)
الفائدة : التوبة بعد تيقن الموت لا تقبل.
6 - أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها .
* قال رسول الله صلى الله عله وسلم (ومن تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)
الفائدة : التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لا تقبل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته