Tweet
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. (التوبة 111)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
ما أجمل هذه الصورة البديعية والتمثيل الرائع الذي ضربه الله لنا في هذه الآيات الكريمة مشبهاً فيها نفوس المؤمنين وأموالهم بسلعة اشتراها منهم مقابل جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر !!
بل وسجل بنود هذا البيع المبارك في الكتب السماوية الثلاثة وأخبر أن وعده حق وطمأن قلوب البائعين حينما قال وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ وبشّرهم بنجاح هذه الصفقة العظيمة وفوز البائعين فقال وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .
وهنا تتبادر بأذهاننا معان ي كثيرة وخواطر حول هذه الآيات لعل منها سؤال ودهشة؛ ..
أما السؤال : فهل يمكن لأحد أن يشتري ما يملكه هو من آخر غير مستحق ولا يملك ويعطيه ثمن هذه البيعة !
بمعنى : هل يصح أن أقول أن فلان اشترى بيته من جاره ودفع له ثمن البيع ؟!!
وكيف لنا إخواني الأحباب أن نبيع لربنا ما يملك هو ولا نملك - نفوسنا وأموالنا - بل بثمن غالٍ ونفيس .. إنها الجنة إخوتي ..الجنة !!
وكم تسوى أنفسنا وأموالنا عند الله -وإن طهرت -حتى يشتريها الله منا بكل هذا الثمن؟!!
وهذا ما دفع الحسن البصري رحمه الله ليقول :"بايعهم والله فأغلى ثمنهم".
حقاً إخوتي .. بايعنا الله -اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين- فأغلى ثمننا ؛ فصلِّ على حبيبك وشفيعك القائل : "موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها".
فما قيمة لذة المعصية -وإن طالت- حتى نرد هذه البيعة ونخسر ثمنها في مقابل دراهم معدودة ودنيا فانية !!
وعن هذه الآية يعلق سيد قطب رحمه الله في الظلال فيقول: "إنه نص رهيب! إنه يكشف عن حقيقة العلاقة التي تربط المؤمنين بالله، وعن حقيقة البيعة التي أعطوها -بإسلامهم- طوال الحياة، فمن بايع هذه البيعة ووفّى بها فهو المؤمن الحق الذي ينطبق عليه وصف (المؤمن) وتتمثل فيه حقيقة الإيمان، وإلا فهي دعوى تحتاج إلى التصديق والتحقيق!! حقيقة هذه البيعة -أو هذه المبايعة كما سماها الله كرمًا منه وفضلاً وسماحة- أن الله سبحانه قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم، فلم يَعُد لهم منها شيء.. لم يَعُد لهم أن يستبقوا منها بقية لا ينفقونها في سبيله.. لم يَعُد لهم خيار في أن يبذلوا أو يمسكوا.. كلا.. إنها صفقة مشتراة، لشاريها أن يتصرف بها كما يشاء، وفق ما يفرض ووفق ما يحدد، وليس للبائع فيها من شيء سوى أن يمضي في الطريق المرسوم، لا يتلفت ولا يتخير، ولا يناقش ولا يجادل ولا يقول إلا الطاعة إلا الطاعة والعمل والاستسلام.. والثمن: هو الجنة".اهـما أجمل هذه الصورة البديعية والتمثيل الرائع الذي ضربه الله لنا في هذه الآيات الكريمة مشبهاً فيها نفوس المؤمنين وأموالهم بسلعة اشتراها منهم مقابل جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر !!
بل وسجل بنود هذا البيع المبارك في الكتب السماوية الثلاثة وأخبر أن وعده حق وطمأن قلوب البائعين حينما قال وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ وبشّرهم بنجاح هذه الصفقة العظيمة وفوز البائعين فقال وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .
وهنا تتبادر بأذهاننا معان ي كثيرة وخواطر حول هذه الآيات لعل منها سؤال ودهشة؛ ..
أما السؤال : فهل يمكن لأحد أن يشتري ما يملكه هو من آخر غير مستحق ولا يملك ويعطيه ثمن هذه البيعة !
بمعنى : هل يصح أن أقول أن فلان اشترى بيته من جاره ودفع له ثمن البيع ؟!!
وكيف لنا إخواني الأحباب أن نبيع لربنا ما يملك هو ولا نملك - نفوسنا وأموالنا - بل بثمن غالٍ ونفيس .. إنها الجنة إخوتي ..الجنة !!
وكم تسوى أنفسنا وأموالنا عند الله -وإن طهرت -حتى يشتريها الله منا بكل هذا الثمن؟!!
وهذا ما دفع الحسن البصري رحمه الله ليقول :"بايعهم والله فأغلى ثمنهم".
حقاً إخوتي .. بايعنا الله -اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين- فأغلى ثمننا ؛ فصلِّ على حبيبك وشفيعك القائل : "موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها".
فما قيمة لذة المعصية -وإن طالت- حتى نرد هذه البيعة ونخسر ثمنها في مقابل دراهم معدودة ودنيا فانية !!
فمن يبيع نفسه وماله لله سبحانه وتعالى ويفوز بجنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؟؟
رزقني الله وإياكم الفردوس الأعلى ، ونلقاكم على خير بإذن الله مع آيات جديدة في موضعنا القادم بإذن الله.
تعليق