إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة"تأملات فى بعض الأيات"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة"تأملات فى بعض الأيات"





    الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم،وبعد.....


    فإن هدفى من هذه السلسلة -إن شاء الله- ليس طرح الأيات وشرحها ولكن هدفي هو التأمل في الأيات القرأنية بما يوقظ القلب ويجعل بيننا وبين الأيات علاقة ذهنية وروحية وعقلية....





    إن الحس البشرى ليتبلد على المنظر المكرور والتجربة المكرورة ،فلم تعدد تهزه كما هزته أول مرة، ولا يستشعر لها الحركة الوجدانية التى صاحبتها أول مرة وهى تلقى بشحنتها الكاملة للحس المتفتح ....ومن هنا تفقد دلالتها، فلا تعطى توقيعها الصحيح على أوتار القلب البشرى ....لأن هذا القلب قد ((ران))عليه ما جعله لا يستجيب....


    وهنا يأتى القرأن بطريقته الفذة فيمسح تلك القشرة الصلدة التى رانت على الحس فتبلد ورانت على القلب فلم يعد يستجيب.....





    _ولكأنه_حين يزيل تلك القشرة الجاسية_يصل إلى العصب الحىَ،فيطلق له الشحنة فيتلقاها بكاملها..كأنما يتلقاها أول مرة ....فيهتز لها اهتزاز التجربة الجديدة....وينفعل بها كمن يعيشها أول مرة..وحين يبلغ الإهتزاز ذروته والإنفعال بالتجربة أشده يقول له :إنه الله!!!إنه الله الخالق المصور
    الرزاق ...إنه الله المحيي المميت ....إنه الله القادر الذى لا يعجز قدرته شىء....وهكذا....


    _وإن شاء سأتناول في هذه السلسلة الأيات بهذه الطريقة التى توقظ الفكر وتشحن القلب وتهز المشاعر

    وهى سلسلة طويلة _إن شاء الله_....الله اسأل أن يعيننى على اتمامها وأن يجعلها نافعة لى ولأخواني وأخواتي في الله .......



    فهرس السلسلة

    الحلقة الأولى
    الحلقة الثانية
    الحلقة الثالثة
    الحلقة الرابعة
    الحلقة الخامسة
    الحلقة السادسة
    الحلقة السابعة




    الحلقة الأولى:



    قال الله: {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا . ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} [الفرقان 45،46]

    _تُرى هل أنت هنا مع الظل الذى تراه كل يوم،لا يلفت حسك ولا يثير انتباهك؟؟؟

    وهل تستطيع أن تقرأ الأيتين السابقتين ثم يظل إحساسك بالظل كما كان من قبل؟؟؟

    إنه هنا كائن جديد ولا شك ..وقد تدخلت جملة العناصر التى تعطى الحس شحنتها وتعطيه دلالتها!!

    _فأنت ترى حركة الظل الرتيبة كل يوم وترى انتقاله من مكان إلى مكان ولكنك لا تخرج به في حسك عن أسبابه القريبة الظاهرة، ومن أجل ذلك لا يعود يشغل حسك،ولا تلتفت إليه إلا حين تتفيؤه هروباًمن الحر أو تنظر إليه لتقدير الوقت، وفى هذه وتلك لا يشغل من نفسك ولا مشاعرك إلا اللمحة العابرةالتي تنطفيء من لحظتها ثم ما تلبث أن تروح!!!!!!!!!

    _ولكنك هنا_مع الأيتين_تعيش في جوٍ أخر مختلف تمام الإختلاف....


    إنك بادىء ذى بدء مع حقيقة قد تفجؤك لأول مرة!!!!!...إن الظل ليس متحركاً من تلقاء نفسه،ولا تلقائياً من حركة الشمس الظاهرية التى يفسرها العلم بأنها ناشئة من حركة الأرض حول الشمس..

    إنه متحرك لأن الله هو الذى حركه!!!!


    قال الله: {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} [الفرقان 45]

    فحركته إذن ليست وليدة هذه الأسباب الظاهرة التى تجعل تحركهأمراً ""حتمياًً"حسب (قوانين الطبيعة)!!! وإنما لأن الله هو الذى مده وحركه ...ولو شاء الله أن يجعله ساكناً لسكن، ولما استطاعتقوة في الوجود أن تحركه من سكونه الذى أراده له الله....


    _وكون الله _سبحانه وتعالى_هو الذى أودع الكون تلك الصفات التى تنشأ منها في النهاية حركة الظلهذه حقيقة....ولكن التعبير القرأنى يصلك رأساً "بالمشيئة الإلهية" التى حركت الظل متخطياً الأسباب الظاهرة هو الذى يفتنه عن رؤية الحقيقة الكبرى من ورائها وهى ""إرادة الله التى تقول للشىء كن فيكون""،فيروح ينسب المشيئة لتلك الأسباب ،ويسميها ""قوانين الطبيعة""، ويقولإنها ""حتمية""، فيتبلد حسه من جراء ذلك ويبعد قلبه عن الله.....






    والتعبير القرأنى يأخذه من هناك من حيث تبلد حسه وبَعُد فيرده مرة أخرى إلى الله!!...

    _ومرة أخرى تستوقفنا الأية ،لتردنا إلى الله....

    قال الله
    : {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} [الفرقان 45]

    إن ""العلم""يقول لنا _بحسب ما يرى من الأسباب الظاهرة_إن وجود الشمس ،وحركة الأرض حولها،هما السبب في حركة الظل....ولكن التعبير القرأنى يقول لنا إن إرادة الله هى التى حركت الظل ابتداءً ، ((ثم)) جعلت الشمس دليلاً على الظل!! ....فليست الأسباب الظاهرة هى الأصل ، ولكنهاتجىء تالية ، بل تجىء على التراخى بلفظ ((ثم))...بعد تقرير الله للأمر بمشيئته التى تقول للشىء""كن فيكون""!!!

    _ثم تتحرك مع السياق حركة جديدة....



    قال الله:
    {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} [الفرقان 46]

    _إن التعبير يصور حركة الظل التى تراها العين فلا تلتفت إليها ،أو لا تلتفت إليها بكليتها ...
    ولكن الخيال هنا_مع التعبير القرأنى_ لا يملك أن يفلت من أسر الصورة التى تصورها تلك الكلمات القلائل في إبداع معجز!!...إن الظل هنا لا يتحرك راجعاً من تلقاء نفسه ، ولا من أثر الأسباب الظاهرة التى نعرفها ....إننا مع السبب الحقيقى مرة أخرى....لكننا نقف مبهورين ننظر إلى الظل وهو يقفل راجعاً بعد ما امتد.....لماذا؟؟؟؟؟!!!!
    لأن يداً خفية هى التى تطويه في حركة كحركة الظل....


    إنها يد الله!!!!!!!!!!!!!!!!!وهكذا تجدنا مع الله مرة أخرى نرقب _من خلال حركة الظل_قدرته الفائقة،ويده الخفية _سبحانه_التى لا تدركها الأبصار!!!!
    على أن أن أروع ما في التعبير القرأنى هو هذه اللفظة.....
    {إِلَيْنَا}...{ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} [الفرقان 46]

    **أتدرى ماذا فعلت هذه اللفظة المفردة((إلينا))في كيان الصورة كلها؟؟؟؟؟!!!!!

    _لقد كنت_بخيالك تتبع حركة الظل في ذهابه وأوبته ،هنا،""هنا في الأرض""!!!!

    ويمتد بك البصر أو الخيال هناك....ولكنك _فجأة_حين تصل إلى كلمة
    {إِلَيْنَا}تجد إطار الصورةقد امتد وامتد وجاوز الشمس والأرض ..... إلى ......؟؟؟؟؟ إلى غير حدود !!!{إِلَيْنَا}

    سبحان من
    {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام 103]

    هذه هى الأية الأولى التى سأتناولها في هذه السلسلة ....

    الله أسأل أن تكون الفكرة وصلت وأن ينفعنا وينفعكم بها ....

    وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.....

    يُتبع إن شاء الله


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 11-05-2014, 03:43 PM. سبب آخر: إضافة الفهرس
    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
    _______________________________
    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
    __________________________________
    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

  • #2
    سلسلة "تأملات فى بعض الأيات"(2)!!!

    :lll:

    الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى.... وبعد....

    **الجزء الثانى:
    { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }[ النحل : ٦٨ ] .

    _نحن هنا مع النحل ،وهى كائنات متحركة دءوبه لا تكاد تكف عن الحركة والنشاط...
    ولقد تلفت حسَنا بالفعل بحركتها ونشاطها حين نراها تطير من زهرة إلى زهرة وتحط عليها ترشف من رحيقها فترة ثم تطير....ولكنا ننساها بعد لحظة ونمضى لأننا نرقبها في إطارها القريب الذى تدركه حواسنا فحسب....وقد تثير تأملنا ،وعجبنا وإعجابنا ، ولكننا حتى في ذلك لا نخرج بها من
    إطارها الذاتى الذى تأملنا من خلاله.....وهو في النهاية قريب!!!!!!!!

    _ولكنا مع السياق القرأنى من أول لحظة نعيش في محيط أخر!!!
    إننا لسنا مع النحل ،ولكننا مع الله!!!
    _قال الله((
    وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ .....))...

    فليس النحل إذن هو الذى يتحرك من تلقاء نفسه تلك الحركة العجيبة التى قد تستوقفنا عندها في بعض
    الأحيان بضع لحظات ،أو حتى ساعات!!!
    *إنما هو الله ((
    وَأَوْحَى))إليه، بمعنى ألهمه :""ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى""...

    ومن هنا لا تنتهى حركة النحل في حِسنَا من قريب ،لأنها _بادىء ذى بدء_خرجت في حَسنا من إطارها القريب واتصلت بوحى الله وإلهامه ،واتصلت _من ثم _بتدبير الله لأمور الكون بكل ما فيه وكل من فيه، فدخلت في إطار واسع عميق ممتد في الأفاق!!!

    ثم إن الحركة التى ترسمها الألفاظ في الصورة حركة حية كذلك ،وأوسع مدى في الحقيقة من الحركة التى تراها العين لأول وهلة.....مما يمد في أبعاد الصورة في حِسنَا ويُعمقها....

    فالنحل تتلقى الإلهام من الله أن تتخذ بيوتاً لها من الجبال ومن الشجر ومما يعرشون،أى مما يزرع البشر من نبات ذى عروش ....ثم هى تنفذ الأمر فتتخذ بيوتها هناك....

    وهناك فارق واضح في ""عمق"" الصورة في حِسنا بين رؤية العين للنحل تبنى عشوشها هنا وهناك
    وبين رؤيتها في الإطار الذى ترسمه ألفاظ الأية "تتلقى الوحى من الله ثم تصدع بالتنفيذ!!!!!!!

    _وهناك بعدٌ أخر يمتد في الصورة من قوله تعالى((
    وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ))...!!!
    إنها علاقة الأحياء بالأحياء!!!!
    فالوحى يصدر إلى النحل _وهى كائنات حية_أن تتخذ بيوتاً مما يعرش البشر وهم _ كائنات حية_ فيبدو هناك نوع من التعاون والتأزر بين هذه الأحياء يقدره الله ويريده فيتم في واقع الحياة!!!!!


    _ ويستمر السياق يفصل الوحى الصادر إلى النحل:
    قال الله((
    ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِفَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ))...[ النحل : ٦٩ ]
    ومرة أخرى :نرى الإختلاف في عمق الصورة بين أن تكون النحل من تلقاء نفسها تأكل من كل الثمرات كما يبدو لظاهر أعيننا حين نحصر الصورة في أبعادها القريبة،،وبين أن تكون هذه الحركة
    تلبية للوحى الصادر إليها من الله......
    ثم نرى الإختلاف :بين أن تكون حركة النحل حركة عشوائية كما تبدو في ظاهرها أو حتى منسقة على وتيرة معينة يمكن للعلم أن يكتشفها ويسجلها ،،وبين أن تكون سالكة في حركتها سبل ربها المذللة لها بأمر الله _سبحانه ومشيئته!!!!!!!
    فأنت في الصورة الأولى:""تتعامل مع النحل"""
    بينما أنت في الصورة القرأنية _فى كل أجزائها_""تتعامل مع الله""....


    وأخيراً:
    **بعد عرض الأية الأولى التى تحدثت عن ""الظل"".....والثانية التى تحدثت عن ""النحل""..
    هل تغيرت ""معلوماتك""عن الظل أو النحل حين قرأت هذه الأيات!؟؟!!!
    كلا!!!
    إن "المعلومات"في ذاتها ليست جديدة ...
    لقد كانت معلومة لدينا جميعاً من قبل ولكنه (ذلك العلم الميت البارد الساكن الذى لا يتحرك)
    ولكن : القرأن (يحيى هذه المعلومات حين يعرضها في جوَه الوجدانى بطريقته المعجزة فتنتفض حية كأنها ليست هى التى كنا نعرفها من قبل)....
    وما تغيرت هى!!!!
    إنما نحن الذين تغيرنا!!!!
    تغيرنا حين زال عن حسنا التبلد وإلف التجربة المكرورة والمنظر المكرور!!!

    فسبحان ربى الذى خلق لنا قرآنا منظوراً!!!!وأنزل لنا قرآناً مقروءا!!!!!!!!!!

    اسأل الله أن يرزقنا علماً نافعاً ....
    ولا تنسونى من صالح دعواتكم فما أفقرنى وأحوجنى إليها......

    يكمل إن شاء الله وقدر............
    التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 16-03-2015, 07:31 PM.
    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
    _______________________________
    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
    __________________________________
    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      جزاك الله خيرا على هذه السلسلة الرائعة و جعلها فى ميزان حسناتك

      سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك و أتوب إليك
      اللهم اغفر لى ولوالدى وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات
      " أيها الناس احتسبوا أعمالكم فإن من احتسب عمله كُتب له أجر عمله وأجر حسبته " ... عمر بن الخطاب
      نسألكم الدعاء

      تعليق


      • #4
        سلسلة "تأملات فى بعض الأيات (3)""!!!

        :lll:


        الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ....وبعد...

        فهذا هو الجزء الثالث من هذه السلسلة وسأبدأ الحديث _إن شاء الله_ في سورة ""الرعد""..

        **قال الله (( المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ))..[ الرعد : ١ ]

        _الكتاب مكون من هذه الأحرف التى تنطقون بها وتصوغون كلامكم منها...من نفس الخامات التى
        تستخدمونها ...فما بالها _على ألسنتكم_ غيرها في هذا الكتاب؟؟!!!
        ألا يدلكم ذلك على شىء؟؟!!
        ألا يدلكم على أن القائل لهذا القرأن ليس أحداً من البشر ؟؟!!
        إن الإعجاز في هذا القرأن ليس نابعاً من أنه استخدم حروفاً أخرى غير التى يتكلم بها العرب المخاطبون به أول مرة .....إنما هو نابع من ""الإستخدام الربانى"" لهذه الحروف ذاتها الموجودة في
        لسانهم، فإذا من نفس الخامة بناء فريد معجز لا يتسنى لبشر أن يأتى بمثله.....
        فهو إذن منزل إليك من ربك وهو""الحق"" ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ..مع بداهة القضية وعدم
        حاجتها إلى مزيد من البرهان!!!!!!!

        _بهذا الأسلوب الهادىء الحاسم في ذات الوقت ،يقرر القضية الأولى التى ينكرها المشركون وهى
        قضية""الوحى""،ويقرر كذلك موقفهم منها وهو أنهم "لا يؤمنون بها"" !!

        _ثم بدلاً من أن يناقشهم في موقفهم ذلك ليبين لهم_بالدليل العقلى_أنهم مخطئون وأنهم ليسوا على شىء إذا به كأنه يترك القضية جملة وينتقل إلى قضية أخرى جديدة بالمرة!!!
        ""قضية الخلق والإستواء على العرش وتسخير الشمس والقمر.........

        _قال الله((اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى))....[ الرعد : ٢ ]

        **ولكن أهى حقاً جديدة مختلفة؟؟وهل ترك القضية الأولى معلقة بغير رد؟؟!!!
        _كلا!!!!!!!
        _ إنها القضية ذاتها في الحقيقة ولكن القرأن يعالجها على طريقته!!!!
        _كلا!!!!!!
        _ إنها القضية ذاتها في الحقيقة ولكن القرأن يعالجها على طريقته!!!!
        _إن الأية الثانية تبدأ بلفظ الجلالة""الله""....وذلك هو مفتاح القضية!!!!...

        فالقضية في ظاهرها هى إنكار العرب للوحى...ولكنها في حقيقتها_كما يعلمها الله_"هى جهلهم بحقيقة
        الألوهية!!""....فلو أنهم عرفوا الله حق المعرفة ما استغربوا أن ينزل الله كتاباً على أحد من خلقه بطريق الوحى ،وما أنكروا كل ذلك الإنكار.......

        _وما دامت القضية في جوهرها هى جهلهم بحقيقة الألوهية ،فالجدل _أو حتى البيان_ في جانبها الجزئى المتعلق بالوحى "لا يغنى الغناء الكامل"" الذى يغنيه الحديث عن الألوهية وبيان القدرة
        الربانية المعجزة التى لا يعجزها شىء في السماوات والأرض .....

        ومن ثم فإبتداء الأية بلفظ الجلالة""الله"" _فى معرض الحديث عن إنكار الوحى_ليس غريباً ولا مفاجئاً...إنما يلفت حسنا _وحس المنكرين_ إلى جوهر القضية وإلى سبب ذلك الإنكار...

        _ومن ثم يمضى سياق الأيات يعرَف بالله سبحانه وتعالى......
        **قال الله((اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا.....))..
        _وقيام السماوات مرفوعة بغير عمد_أو بغير عمد منظورة_ "حقيقة مشهودة""...ولكن الحس يتبلد عليها بدافع الإلف والعادة فلا يعود يأخذ منها دلالتها الحقيقية على عظمة الخالق التى لا تقف عند حد..

        ولكن القرأن ينبه هذا الحس فيزيل عنه الركام الذى يغشيه فيمنعه من تلقى الشحنة الكاملة لهذه الحقيقة....
        والمفاجأة التى تلقيناها لأول وهلة هى واحد من عوامل الإيقاظ التى يوقظ بها القرأن الحس المتبلد
        :"وهى مفاجأة الرد على قضية إنكار الوحى بلفظ الجلالة(الله)""!!!
        _لقد علمنا الأن سرها وعلمنا أنها ليست مفاجأة في الحقيقة ولكنها تلفت نظر إلى الجوهر الحقيقى
        للقضية ،ولكن ذلك لا ينفى أنها ""فاجأتنا لأول وهلة""....وذلك أمر مقصود في السياق ليستيقظ الإنسان من غفلته ويتدبر الأمر بقلب مفتوح...........

        **قال الله ((...ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ...))..
        _ ونحن لا نعلم كيف استوى على العرش ..وليس المقصود من إيراد هذه الحقيقة أن نعرف كنهها ..
        ولكنها حقيقة غيبية _وجب الإيمان بها على مراد الله ورسوله_ تجىء بعد الحقيقة الأولى "المشهودة"
        وتعطى شحنتها من خلا ل إيحائها.....فهى توحى بالتمكن الكامل والسيطرة الكاملة والإشراف التام على كل الخلق.....

        **قال الله(( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى...))_وجريان الشمس والقمر حقيقة مشهودة كذلك ولكنها من الحقائق الكونية التى يتبلد عنها الحس بالإلف والعادة........
        ولكن التعبير القرأنى البديع يزيل عنها "إلفها" ويمنحها ما يعطى الحس شحنة إيمانية...
        إنه لا يقول "إن الشمس والقمر يجريان" ولكنه قبل هذه الحقيقة المشهودة يضع حقيقة أخرى "هى التى ينساها القلب الغافل فيتبلد عن دلالتها (وَسَخَّرَ) ..فالشمس والقمر لا يجريان من تلقاء نفسهما كما يخيل إلينا _فى حالة الغفلة ةالتبلد_..وما كان لهما بأى قوة أن يجريا لو لم يتلقيا الأمر من الله الذى سخرهما لأمر يريده سبحانه.....

        وإذن فالأمر كله مرده إلى الله .....والمطلوب من الإنسان الغافل أن يتيقظ الأن لهذه الحقيقة لكى لا يعود إلى الغفلة التى تؤدى إلى الإنكار.......

        **قال الله (( كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى.....))..
        الإشارة إلى الأجل المسمى عند الله الذى تتوقف فيه حركة كل الأفلاك وهى مما يساعد على إيقاظ الحس وإزالة التبلد عنه لأنه يلفت النظر إلى شىء زائد على مجرد الحركة التى تراها العين فتألفها وتنساها!!!!!!!!!!!

        **قال الله ((يُدَبِّرُ الْأَمْرَ....))..

        _فإذا كان السياق السابق قد ذكر أموراً حدثت في الماضى السحيق لا يعلم مداها إلا الله من رفع السماوات والأستواء على العرش وتسخير الشمس والقمر......
        ولقد يخيل للحس الغافل أن لك قد تم _ذات مرة_ وانتهى الأمر!!!!ثم أصبح الكون من تلقاء نفسه يسير مدفوعاً بتلك الدفعة الأولى بغير إرادة مباشرة من الله!!!!!!!ومن ثم يصبح الله ""غائباً""في ذلك الحس الغافل لا ينتبه لوجوده ومن ثم لا يتوجه إليه أو لا يتوجه إليه التوجه المطلوب.....

        فالسياق إذاً يرد هذا الغافل إلى الحقيقة ...أن الله "حاضر"" في تدبير الكون في هذه اللحظة كحضوره في ذلك الأزل الذى لا يستوعبه إدراك البشر وفى الأبد الذى لا تستوعبه الأفهام ...وعندئذ لا مجال
        للنسيان!!! فتدبير الله للكون أمر يتم في كل لحظة وفى هذه اللحظة وفى كل صغيرة وكبيرة في الكون.


        هذا هو بداية الحديث في هذه السورة ....والله أسأل أن تصل فكرتى إلى إخوانى وأخواتى في الله...

        والحمد لله أولاً وأخيراً...

        يكمل _إن شاء الله_

        التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 18-03-2015, 08:13 AM.
        تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
        ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
        لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
        فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
        سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
        _______________________________
        ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
        __________________________________
        نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
        أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيراً منه أخى الكريم "معتز"....

          لا تنسانى من صالح دعائك.............
          التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 16-03-2015, 09:50 PM. سبب آخر: حذف كلمة الحبيب كون القسم مختلط
          تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
          ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
          لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
          فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
          سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
          _______________________________
          ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
          __________________________________
          نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
          أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

          تعليق


          • #6
            ماشاء الله و لاقوة الا بالله
            اكرمكم الله اخي الكريم في انتظار المزيد بامر الرحمن
            اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان.اللهم من خذلهم فاخذله، ومن أسلمهم فأسلمه إلى نفسه، ومن كادهم فَكِِدْهُ، ومن عاداهم فعادِهِ،ومن تَتَبَّعَ عوراتهم فافضحه على رؤوس الخلائق أجمعين.

            اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك.

            تعليق


            • #7
              سلسلة"تأملات فى بعض الأيات(4)!!!"

              :lll:


              الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى.... وبعد.....

              فها نحن إخوانى وأخواتى في الله نكمل مع أيات من سورة الرعد_إن شاء الله_.......

              ***قال الله(( وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))... [ الرعد : ٤ ]

              _فى الأرض قطع متجاورات ولكنها مختلفة بعضها عن بغض ...هذه رملية...وهذه طينية ...وهذه صخرية....هذه صفراء وهذه حمراء وأخرى سوداء...إلخ...
              والسياق يلفت الحس هنا إلى ظاهرة الإختلاف ذاتها بوصفها "دليلاً على عظمة الخالق سبحانه"...
              فما يصنع هذا التنوع العجيب إلا إله قادر عظيم؟؟!!!!!!!!!

              _والتنوع ليس في القطع المتجاورات في الأرض ،المختلفة الطبيعة واللون فحسب ،بل في أنواع الزرع كذلك ....قال الله(( وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ )).....
              ويسرح الخيال في الرقعة الممتدة التى ترسمها الأية، ينظر إلى أنواع النبات ،المختلف الألوان والأحجام والأشكال....وكلما امتد البصر وجد أنواعاً مختلفة ((مُتَجَاوِرَاتٌ))كقطع الأرض ، ومختلفات
              كاختلاف الأرض....

              _وحتى النخيل مختلف ما بين صنوان وغير صنوان !!!أى أن السياق يلفت النظر إلى الأختلاف "لا بين الأنواع فحسب بل في داخل النوع الواحد""!!!!!!!!

              _ثم هذه العجيبة...:هذا الزرع المختلف كله(( يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ ))!!!ومع ذلك يختلف هذا الإختلاف ويتنوع ذلك التنوع.....ألا إنها القدرة القادرة التى تنشىء هذا الحشد الهائل من التنوع والإختلاف...

              _بل إن التنوع ليصل إلى الدقة المعجزة ....إن الإختلاف ليس في النوع واللون فحسب....
              إنه في الطعم كذلك(( وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ))...وتلك وحدها أية معجزة!!
              أن يخلق الطعوم المختلفة ،ثم يخلق للإنسان الأعصاب التى تحس بالطعوم المختلفة ،ثم يجعل بعض
              هذه الطعوم أفضل من بعض،ثم يجعل الناس يختلفون في تفضيل تلك الطعوم بعضها على بعض!!!!!
              ألا إنه إعجاز الخلق.....وكذلك إعجاز التعبير....!!!!!!!!!!!!!
              قال الله((( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )))...

              _إن العجب في سياق تلك الأيات لا يقف عند هذه الدقة العجيبة في السرد ،والقدرة الفائقة على "الإحياء" التى تجعل المشاهد كلها حية في الوجدان ،تهزه من أعماقه ليشعر بعظمة الله الخالق الذى أنشأ كل هذه العجائب!!!!!!!!

              _إن هناك عجيبة أخرى تلتقى التقاء كاملاً مع جمال ""الفن""...والتعبير القرأنى كله جمال..وكله فن!
              أنظر إلى السياق متتبعاً إياه منذ البدء ، ولاحظ ""الجانب الفنى""من العرض:
              *رفع السماوات بغير عمدٍ ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر....
              **مدَ الأرض وجعل فيها رواسى وأنهاراً....
              ***وفى الأرض قطع متجاورات.....
              ****وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان....
              *****ونفضل بعضها على بعض في الأكل....

              _ألا تلاحظ نسقاً معيناً في العرض؟؟؟؟؟!!!!!
              بالله عليك انظر مرة أخرى!!!!!!!!!
              إن التعبير البديع بدأ بالسماوات والشمس والقمر.....أجرام كبيرة....خطوط عريضة.....ولكنها تتدرج
              نحو الدقة والصغر:السماوات ،ثم الشمس ،ثم القمر.....
              _ثم أخذ الأرض من بين هذه الأجرام الكونية ،أى أنه بدأ بخط أدق وأصغر مما بدأ به المرحلة السابقة من هذه اللوحة الحية ،ثم أخذ يُفصلها متدرجاً"من الكبير إلى الصغير"....
              الأرض المنبسطة الممدودة والجبال....ثم الأنهار الأصغر حجماً ....ثم الثمرات....ثم الأزواج داخل النبات الواحد....وكل ذلك ملفوف في رداء الليل والنهار.....

              _ثم أخذ جانباً واحداً من الأرض ،التى بدأ بها خطوط المرحلة السابقة ،أى أنه بدأ بخط "أدق" مما بدأ به المرحلة السابقة ،ثم أخذ يتدرج إلى ما هو أدق :"جنات من أعناب وزرع ونخيل...""حتى وصل إلى "غاية الدقة في الطعوم التى فضل بعضها على بعض ،وهى شىء خفى في مظهره،لا تتبينه إلا أعصاب الذوق "وهى من أدق ما في تكوين الإنسان!!!!!!!!!!!!!

              _إن هذا التدرج الملحوظ من الكبير في الخطوط المتوالية عامة ثم في كل خط على حدة ....
              تُرى ...أهو محض صدفة؟؟؟!!!...وهل هكذا تكون الصدف...؟؟؟!!!!
              فضلاً على أنه لا صدفة في الوجود كله ...لأن كل ما في الوجود قدر من الله!!

              كلا!!!!!إنها ليست "صدفة"" حتى على المجاز!!!!

              _ونمضى مع الأيات البديعة حتى نصل لتلك الأيات.:
              قال الله((( وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )))...[ الرعد : ٥ ]
              _فى اللحظة المناسبة ،بل في أنسب لحظة ،وقد انفعل الوجدان بتلك الأيات المعجزة كلها ،يعجب من أمر الذين ينكرون البعث...فتعجب منهم حقاً !!!
              أبعد هذه الأيات كلها التى تهز الوجدان هزاً بعظمة الخالق وقدرته المطلقة الدقيقة المعجزة ...
              بعد هذا كله يسأل سائل :"أإذا كنا تراباً أئنا لفى خلق جديد؟؟"...
              ياله من سؤال شديد السخف بعد هذه الأيات!!!!!!!!
              ويا لها من غفلة عجيبة تلك التى ينشأ عنها هذا السؤال!!!!!!!

              *وفى أنسب لحظة :ينطق بالحكم الحاسم عليهم ويحدد مصيرهم (( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))...

              _ولا تجد نفسك إلا مُؤمِناً تماماً على هذا الحكم ...بل منفعلاً تمام الإنفعال :نعم!!!!!!!!هذا هو الجزاء الذى يستحقون!!!!!!

              **إنه لأعجاز في منهج العرض ،فوق الإعجاز في دقة التعبير.....
              **لو قدم قضية البعث_أو إنكار البعث_قبل إيراد هذه الأيات المعجزات ،وقبل أن ينفعل بها وجدانك كل هذا الإنفعال ،فلربما مرت عليك القضية""باردة""لا تثير انفعالك ولا عجبك ولا استنكارك!!!

              _إن المسألة :"ليست وجود الدليل العقلى أو عدمه...إنها أهم من ذلك ..إنها (الجهاز)الذى يتحرك لتلقى الإيمان ....أهو العقل !!...أو....هل هو العقل بادىء ذى بدء ؟؟....أو....هل هو العقل وحده؟؟!!!

              كلللللللللللا!!!!!
              فليتحرك العقل كما يشاء.....و""ليناقش"" من القضايا على مهل ما يشاء....
              ولكنه ليس المخاطب الأول بهذا السياق!!لا لأن القرأن لا يخضع للعقل!!!أو لأن فيه ما لا يتفق مع العقل!!!!!

              ولكن لأن فيه ما هو أشمل من العقل ...فيه ما يخاطب ""كل""كيان الإنسان!!!!!!...


              أرأيتم إخوانى وأخواتى كيف يتناول القرأن العظيم هذه القضية!!!

              _ الله أسأل أن أكون قدمت شيئاً _وهو جهد المقل الضعيف_ في إلقاء الضوء على هذه الأيات...

              والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.....

              يكمل إن شاء الله تعالى وقدر.....
              التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 18-03-2015, 08:37 AM.
              تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
              ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
              لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
              فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
              سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
              _______________________________
              ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
              __________________________________
              نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
              أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

              تعليق


              • #8
                :LLL:

                سبحان الملك .... سبحان الله

                جزاك الله خيرا يا دكتور

                آيات مختارة بروعة

                وسبحان الله وانا بكت السطر السابق بسمع الشيخ ماهر المعيقلى بيقرأ فى سورة النساء ( أفلا يتدبرون القرآن )

                اللهم ارزقنا حفظ كتابك وفهم كتابك والعمل بكتابك واجعله شفيعا لنا واجعلنا ممن يقال لهم يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا

                اللهم آمين
                سبحان الله وبحمده ::. . .:: سبحان الله العظيم
                الحمد لله عدد ما خلق . الحمد لله ملء ما خلق . الحمد لله عدد ما في السموات و ما في الأرض . الحمد لله عدد ما أحصى كتابه و الحمد لله ملء ما أحصى كتابه . و الحمد لله عدد كل شيئ والحمد لله ملء كل شيئ



                تعليق


                • #9
                  :LLL:

                  اللهم أمييييييييييييييييييييييييييييييييين

                  شكر الله لك أخيى الغالى مرورك الكريم وبارك الله فيك....

                  الله أسأل الإخلاص فى القول والعمل....
                  تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                  ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                  لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                  فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                  سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                  _______________________________
                  ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                  __________________________________
                  نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                  أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                  تعليق


                  • #10
                    سلسلة"تأملات فى بعض الأيات (5)"!!!

                    :LLL:



                    الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ...وبعد....



                    حياكم الله إخوانى وأخواتى في الله ...تُرى هل تغيرت طريقة قراءتنا للقرأن أم ما زلنا نقرءه بدون الغوص في أعماقه والتفكر في معانيه؟؟؟؟!!!!!!!!



                    مع الجزء الخامس ،ومع سورة الرعد نكمل _إن شاء الله....



                    **قال الله((الله يعلم ما تحمل كل أنثى ،وما تغيض الأرحام وما تزداد،وكل شىء عنده بمقدار))..



                    _ ((الله يعلم ما تحمل كل أنثى......))....

                    هكذا على الإتساع...اتساع الأرض التى نعيش عليها على الأقل!!!!!!!

                    "كل أنثى"...فليعمل الخيال جاهداً لإحصاء كل أنثى ....إذا استطاع...!!!

                    إن "كل أنثى"لا تشمل إناث الإنسان وحده ،فالسياق أشمل!!!

                    إنما تشمل كما يحدد اللفظ بالضبط ""كل أنثى""!!!إناث الإنسان ،وإناث الحيوان ،وإناث الطير ،وإناث الأسماك ،وإناث الحشرات.....وكل أنثى تخطر على البال....



                    _فليجر الخيال لاهثاً "لا"لإحصاء كل أنثى .....فذلك "محال"!!...بل لإحصاء الأجناس والأنواع فقط

                    التى لها إناث!!...

                    وليتخيل هذه الإناث مجموعات مجموعاتً كل مجموعة تحمل اسم الجنس الذى تتبعه أو النوع....

                    ثم : ليركز الخيال على خط من اللوحة أدق....على أرحام هذه الإناث ،لا على الإناث بكاملها!!!!

                    ثم: ليركز على خط أدق ...على ما تحمل هاتيك الأرحام!!!!

                    وليجر لاهثاً مرة أخرى "لا"للإحصاء فذلك "محال"!!!....بل لتصور تفصيلات ما تحمل كل أنثى في رحمها.....



                    تفصيلات كل نوع على حدة ...هذه إناث تحمل أجنة أناسىَ...وهذه إناث تحمل أجنة حيوان ...وهذه إناث تحمل أجنة طير ....وهذه ....وهذه...وهذه....

                    ثم :انتقل إلى خط أدق....خذ عالم الأناسى ....وارقب التفصيلات:



                    *هذه أثى تحمل ذكراً....وهذه تحمل أنثى ...تتبع بخيالك هذه الجزئية وامض بها في أرجاء الأرض!!!

                    **تعال إلى خط أدق...هذه تحمل جنيناً أبيض اللون....وهذه تحمل أصفر....وهذه تحمل أسود....

                    ***تعال إلى خط أدق ...هذا الجنين كبير الحجم ...وهذا متوسط الحجم ...وهذا ضئيل الحجم...

                    ****تعال إلى خط أدق ...هذا جنين أزرق العينين...وهذا عسلى....وهذا أسود...



                    هل تعب خيالك ؟؟؟؟؟!!!

                    لا !!انتظر إن التفصيلات ما زال فيها مزيد...



                    *****تعال إلى خط أخفى!!!..هذا جنين زكى...وهذا متوسط الخيال...وهذا بليد الذهن...

                    _ولسنا نحن الذين نرى ذلك أو نعلمه الأن "وهو جنين" ...ولكننا نتحدث عن ""علم الله""!!!



                    *ونتابع بخيالنا قوله تعالى(((الله يعلم ما تحمل كل أنثى ....)))...

                    ********تعال إلىخط أكثر خفاء!!!هذا جنين كتب له في اللوح المحفوظ أنه طويل العمر....

                    وهذا ينقص العمر ....وهذا شقى ....وهذا سعيد....!!!



                    *هل ما يزال في خيالك بقية من قدرة يتتبع بها ذلك العالم الهائل المعجز الذى فتحته تلك الألفاظ الستة من الأية؟؟؟؟؟؟؟؟



                    *فلتبق بقية تتبع بها بقية الأية قال الله(((.....وما تغيض الأرحام وما تزداد)))...

                    _كل رحم تنتفخ بالحمل ...وتغيض بالوضع...."كل" رحم من ملايين الملايين من الأجناس والأنواع ..كلها....كلها...فى علم الله الشامل الذى لا يند عن علمه شىء....



                    *هل أصابك الدوار وأنت تطلق خيالك هنا وهناك يتابع كل أنثى ويتابع حملها ويتابع نمو كل حمل ويتابع وضع كل حمل ويتابع كل رحم وهى تغيض؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!



                    *خذ هذه البقية الباقية من الأية قبل أن يكف خيالك عن المتابعة عجزاً ولهثاً وعجباً كذلك!!!!

                    قال الله(((وكل شىء عنده بمقدار)))...

                    وعد من جديد""إلى من شىء""....لتتابعه مرة أخرى....فى مجال أخر!!!

                    (((((بمقدار)))))

                    وسواء كا المقدار أى"القدر"(إنا كل شىء خلقناه بقدر))..بمعنى أن هناك قدراً خاصاً مفرداً لخلق كل شىء....أو كانت بمعنى"أن لكل شىء من المخلوقات حجماً معيناً موزوناً في تقدير الله..."

                    سواءا كان هذا المعنى أو ذاك ..أو كلاهما معاً....فليحاول الخيال أن يمضى يتابع كل شىء بقدره ومقداره....حتى إذا ارتد عاجزاً عن متابعة شىء على الإطلاق .....



                    فهناك علم الله الشامل الذى يشمل ما عجز الخيال عن "مجرد تصوره" ولا نقول عده وأحصاه!!!!



                    أرأيتم مدى عظمة الله عزوجل ومدى فقرنا وعجزنا!!!!!!



                    اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علماً.....



                    يكمل إن شاء الله وقدر.........
                    التعديل الأخير تم بواسطة om khadija; الساعة 24-03-2009, 10:37 PM.
                    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                    _______________________________
                    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                    __________________________________
                    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                    تعليق


                    • #11
                      سلسلة "تأملات فى بعض الأيات(6)!!!

                      :LLL:

                      الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى...وبعد..

                      حياكم الله إخوانى وأخواتى فى الله وبارك الله فيكم....

                      فما زلنا مع تأملات فى بعض أيات سورة "الرعد" إن شاء الله....





                      **الله أسأل أن تكون نافعة لى ولأخوانى وأخواتى فى الله .....


                      نستكمل حديثنا عن سورة "الرعد" بإذن الله تعالى ...



                      **قال الله((عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)))...

                      وياله من إله كبير....ويا له من إله متعال....يقر الوجدان بعظمته وتعاليه،بعد أن يعود من تلك الرحلة الشاقة التى تناولناها مع "الجزء الخامس من السلسلة"...فقد كانت رحلة شاقة وممتعة في أن!!!



                      ولكن :على أى شىء يعود؟؟؟!!!



                      **يقول الله((سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار :له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله......)))...

                      _أرأيت إلى علم الله الشامل ذلك إلى أين ينتهى؟؟؟

                      إنه ينتهى إليك أنت!!!!!!

                      إنه يشير إليك أنت بالذات!!!(((سواء منكم.....)))..

                      ولن تكون في وقت من الأوقات إلا واحداً من المشار إليهم :""منكم""....لأنك لا بد أن تكون في أية لحظة إما مُسراً بالقول وإما جاهراً به....إما مُستخفياً بالليل أو سارباً بالنهار...!!!



                      وتخيل يداً جبارة قد انتقتك فجأة من بين الناس وأشارت إليك وقالت: "أنت !!قف مكانك!!نحن نسجل عليك!!!



                      *قال الله(((له معقبات من بين يديه ومن خلفه))..

                      ففى أى وضع له أو أى ساعة له((معقبات))من الملائكة تتعقبه!!!

                      ((يحفظونه))أى يسجلون عليه أفعاله....قال الله((وإن عليكم لحافظين ))..

                      قال الله((من أمر الله))أى بأمر من الله....أى أن هذا الحفظ_بمعنى التسجيل_هو من أمر الله للملائكة..



                      _إنه لشعور رهيب أن تحس فجأة بأنك موضوع تحت المراقبة...المراقبة الدقيقة التى لا تترك صغيرة ولا كبيرة من عملك إلا أحصتها وسجلتها عليك.....

                      وإن هذه الجولة الواسعة في علم الله الشامل حتى تنتهى إلى هذه النهاية لتهز الوجدان هزة عميقة غير كل ما انفعل به الوجدان من قبل!!!

                      فإن تتبع علم الله الشامل في الكون الواسع في ماتحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد...هذا كله شىء...وأن تكون أنت بالذات وفى كل لحظة ،موضوعاً تحت هذه المراقبة الدائمة الدقيقة شىء أخر!!



                      الأول: "قد يهتز له وجدانك عجباً وإقراراً بعظمة الله""...

                      الثانى:"فيهتز له وجدانك رهبة وخشية"....وكأن علم الله الشامل هذا كان نوراً كاشفاً تستمتع به وهو يجول بك في أرجاء الكون يكشف لك عن مخبأته وأسراره......



                      ولكنه فجأة: يسلط عليك أنت ،وأنت واقف تتفرج ،فتحس أنك منكشف تماماً في هذا النور....



                      اللهم لا تفضحنا في الدنيا ولا في الأخرة يارب العالمين........



                      والحمد لله رب العالمين.....



                      يتبع إن شاء الله وقدر.......
                      التعديل الأخير تم بواسطة om khadija; الساعة 24-03-2009, 10:38 PM.
                      تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                      ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                      لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                      فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                      سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                      _______________________________
                      ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                      __________________________________
                      نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                      أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                      تعليق


                      • #12
                        سلسلة "تأملات فى بعض الأيات (7)""!!

                        الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى..... وبعد...



                        نتحدث _إن شاء الله_عن أية في سورة"الرعد" _أنا شخصياً_كلما قرأتها أصبت بحالة غريبة ...



                        **قال الله (((هو الذى يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشىء السحاب الثقال،ويصبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ،ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ،وهم يجادلون في الله ،وهو شديد المحال))))...



                        _هل أحسست جو العنف والرهبة معاً في البرق والرعد والصواعق....والملائكة التى تسبح من خيفته!!!!

                        _إن هذه الجولة تجىء في جو التهديد ،فيرتفع نبضها وترتفع حدة الأصوات فيها حتى ليصبح التسبيح صوتاً يصم الأذان!!!!!!!!فما بال الوعيد!!!!!!!!

                        وتعرض الملائكة مذعورة خائفة تسبح من الخوف في هذا الجو الممتلىء بالبرق والرعد والصواعق التى يرسلها الله فيصيب بها من يشاء!!!

                        وبينما ذلك كله حادث.....إذا هم يجادلون في الله؟؟!!!



                        _والجدل في الله وقدرته سبحانه وتعالى على البعث والإحياء وقدرته على إنزال أية حين يشاء وقدرته على تنزيل ما ينزل من الوحى ...هذا الجدل كله أمر سخيف بالغ السخف بعد الأيات والمعجزة التى جاءت بها الأيات....

                        ولكنه أشد سخفاً وأشد ضياعاً كذلك في جو الرعد والبرق والسحاب الثقيل الذى يحمل في طياته الصواعق المنقضة التى يمكن أن تصيبهم في أية لحظة!!!!



                        **قال الله((وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال)))..

                        _شديد القوة لا يُغلب ولا ينجح من يغالبه ثم تتجسم صورة الضياع الكامل لهؤلاء الذين يجادلون في الله في الأية التالية:

                        **قال الله ((له دعوة الحق.والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشىء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه! وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)))...



                        _أرأيت الضياع الكامل لهؤلاء؟؟؟؟!!!

                        هؤلاء القوم الذين يتركون الله الذى "له دعوة الحق".....الله الخالق القادر المدبر ،الذى خلق هذا الكون الهائل ،والذى علمه هو ذلك العلم الشامل ،والذى يرسل البرق والرعد والصواعق....

                        يتركون دعوة الله ويدعون من لا يستجيبون لهم بشىء....

                        فأى ضلال بعد هذا؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!



                        _ولكن السياق يستدرجهم!!!

                        قال الله((لا يستجيبون لهم بشىء)))....هل انتهى الأمر ،وانتهت الصورة التى يصورهم بها؟؟؟؟

                        _كلا!!!!

                        _إنه يقول عنهم:""لا يستجيبون لهم بشىء (إلا)......""...

                        _وهنا :تنفتح العيون وترهف الأذان بالسمع ....هل ستحدث استجابة من نوع ما؟؟؟!!!

                        _نعم !ولا!..إنها استجابة أسوأ من عدم الإستجابة!!!

                        _قال الله((إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه))..



                        *إنها صورة عجيبة حقاً....تخيل معى ...هذا شخص عطشان يريد أن يشرب....ولكنه لا يشرب أبداً..

                        لأنه لا يتجه الإتجاه الصحيح الذى يوصله للشرب رغم وجود الماء!!!...

                        إنه يبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه....ولكن بسط الكفين بهذه الصورة لا يرفع الماء أبداً إلى فمه ....فيظل واقفاً هكذا....الماء في متناوله وهو عطشان ولكنه لا يتجه الإتجاه الصحيح إليه....فيظل على الدوام عطشان!!!!!!!



                        *هل زادت هذه الصورة"الفنية" شيئاً على المعنى؟؟

                        _لو قال :""لا يستجيبون لهم بشىء""..وانتهى السياق هنا،ألم يكن يؤدى المعنى؟؟؟؟

                        _بلى!!!ولكن الزيادة أضافت معنى جديداً ولا ريب.....



                        _إن هذا الإستدراج الذى يستدرجه لهم السياق لُيصوُر معنى نفسياً دقيقاً في صورة حسية حية.....



                        _فكأنما يطمعهم في الإستجابة حين يقول((لا يستجيبون لهم بشىء إلا.....))...فإذا طمعوا استدرجهم إلى هذه الصورة البائسة :"كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه!!""....



                        _إنها تصور طمعهم في أن تستجيب لهم تلك الأصنام التى يعبدونها من دون الله...وتوهمهم أم من وراء اتباعها خيرا يروى الظمأن _"والأنسان في هذه الحياة يظمأ دائما إلى متاع الأرض_" فإذا به تنتهى في النهاية إلى الحرمان.!!!!!!!!



                        ((وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)).....



                        أرأيتم إخوانى وأخواتى في الله عظمة كلام الله سبحانه وتعالى وكم يجعل الحقائق في صورة حية تشحذ الذهن وتوقظ القلب وتشحن المشاعر!!!



                        والحمد لله أولا وأخراً........



                        يكمل إن شاء الله وقدر.....
                        التعديل الأخير تم بواسطة om khadija; الساعة 24-03-2009, 10:38 PM.
                        تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                        ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                        لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                        فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                        سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                        _______________________________
                        ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                        __________________________________
                        نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                        أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                        تعليق


                        • #13
                          سلسلة ""تأملات فى بعض الأيات""

                          التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 11-05-2014, 03:28 PM. سبب آخر: تعديل الروابط
                          أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

                          أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلسلة ""تأملات فى بعض الأيات""

                            جزاكم الله خيرا



                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة ""تأملات فى بعض الأيات""

                              ذات يوم تأملت أمواج البحر وتأملت تلك الرغوة البيضاء





                              التي تأتي بنهاية الموجه





                              فتخيلت لو أن ذنبي كزبد البحر وكيف أن الله سيغفر لي





                              لو رددت كلمات لن تكلفني شيئا







                              لكني صعقت وذهلت لما رأيت زبد بحر حقيقي





                              لدرجة أنني .................لن أخبركم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X