إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الـــجــاســوســيــة ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الـــجــاســوســيــة ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛




    ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الـــجــاســوســيــة ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛








    تُعدّ الجاسوسية مهنة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان داخل مجتمعات البشرية المنظمة منذ فجر الخليقة .. وقد مثلت ممارستها بالنسبة له ضرورة ملحة تدفعه إليها غريزته الفطرية للحصول على المعرفة ومحاولة استقراء المجهول وكشف أسراره التي قد تشكل خطراً يترصد به في المستقبل .. ولذلك تنوعت طرق التجسس ووسائله بدءاً من الاعتماد على الحواس المجردة ، والحيل البدائية ، والتقديرات التخمينية ، والانتهاء بالثورة التكنولوجية في ميدان الاتصالات والمعلومات .. وعلى مر العصور ظهر ملايين من الجواسيس ، لكن قلة منهم هم الذين استطاعوا أن يحفروا أسماءهم في ذاكرة التاريخ ، بما تمتعوا من سمات شخصية فريدة أهلتهم لأن يلعبوا أدواراً بالغة التأثير في حياة العديد من الأمم والشعوب .. وهنا في هذا القسم سنستعرض لكم أحداث لم يعرفها أكثركم من قبل .. والتي ستمضون في مغامراتها المثيرة والممتعة عبر دهاليزها الغامضة ، لتتعرفوا على أدق التفاصيل والاسرار في حياة أشهر الجواسيس والخونة من خلال العمليات التي قاموا بها ..

    أول عملية تجسس في التاريخ - مخابرات الفراعنة

    مارس الإنسان التجسس منذ فجر الخليقة .. استخدمه في الاستدلال على أماكن الصيد الوفير، والثمر الكثير ، والماء الغزير ، والمأوى الأمين ، الذي يحميه من عوادي الطبيعة والوحوش والبشر ، وتختلف شدة ممارسة التجسس بين مجتمع وآخر حسب نوع الأعراف والتقاليد ، والعادات السائدة ، فنراه على سبيل المثال سمة ثابتة عند اليابانيين ، حتى أن الجار يتجسس على جاره بلا حرج ، فالتجسس جزء من حياتهم العادية داخل وخارج بلادهم ، كما أن الشعب الياباني يؤمن بأن العمل في مجال المخابرات خدمة نبيلة ، في حين أن معظم شعوب العالم تعاف هذه المهنة ، التي لا غنى عنها في الدولة المعاصرة ، حتى تقوم بمسئولياتها . فلا يكفي أن تكون الدولة كاملة الاستعداد للحرب في وقت السلم ، بل لابد لها من معلومات سريعة كافية لتحمي نفسها ، وتحقق أهدافها في المعترك الدولي .

    لقد أصبح جهاز المخابرات هو الضمان الأساسي للاستقلال الوطني ، كما أن غياب جهاز مخابرات قوي يمنى القوات العسكرية بالفشل في الحصول على إنذار سريع ، كما أن اختراق الجواسيس لصفوف العدو يسهل هزيمته .

    ولعل هذه الغاية هي التي أوعزت إلى الملك ( تحتمس الثالث ) فرعون مصر بتنظيم أول جهاز منظم للمخابرات عرفه العالم .

    طال حصار جيش ( تحتمس الثالث ) لمدينة ( يافا ) ولم تستسلم ! عبثا حاول فتح ثغرة في الأسوار .. وخطرت له فكرة إدخال فرقة من جنده إلى المدينة المحاصرة ، يشيعون فيها الفوضى والارتباك ، ويفتحون ما يمكنهم من أبواب .. لكن كيف يدخل جنده ؟؟.

    إهتدى إلى فكرة عجيبة ، شرحها لأحد ضباطه واسمه ( توت ) ، فأعد 200 جندي داخل أكياس الدقيق ، وشحنها على ظهر سفينة اتجهت بالجند وقائدهم إلى ميناء ( يافا ) التي حاصرتها الجيوش المصرية ، وهناك تمكنوا من دخول المدينة وتسليمها إلى المحاصرين .. وبدأ منذ ذلك الوقت تنظيم إدارات المخابرات في مصر والعالم كله .

    ويذكر المؤرخون أن سجلات قدماء المصريين تشير إلى قيامهم بأعمال عظيمة في مجال المخابرات ، لكنها تعرضت للضعف في بعض العهود ، كما حدث في عهد ( منفتاح ) وإلا لما حدث رحيل اليهود من مصر في غفلة من فرعون .

    وتجدر الإشارة إلى أن ( تحتمس الثالث ) غير فخور بأنه رائد الجاسوسية ، فكان يشعر دائماً بقدر من الضعة في التجسس والتلصص ولو على الأعداء ، وكأنه كان يعتبره ترصداً في الظلام أو طعناً في الظهر ، ولو كان ضد الأعداء ، مما جعله يسجل بخط هيروغليفي واضح على جدران المعابد والآثار التي تركها – كل أعماله ، من بناء المدن ، ومخازن الغلال للشعب ،
    وحروبه ، أما إنشاء المخابرات فقد أمر بكتابته بخط ثانوي ، وأخفاه تحت اسم ( العلم السري ) مفضلاً أن يذكره التاريخ بمنجزاته العمرانية والحربية والإدارية ، وما أداه من أجل رفاهية شعبه ، دون الإشارة إلى براعته في وضع أسس الجاسوسية.



  • #2
    رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الـــجــاســوســيــة ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛

    جزاك الله خيرا

    تعليق


    • #3
      رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الـــجــاســوســيــة ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛

      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن&اسطورةالظلام مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خيرا
      بارك الله فيك اخى الحبيب
      ونتابع









      مثيرة جداً ...قصص الجواسيس والخونة ... فهي تستهوي العقول على اختلاف مداركها ... وثقافاتها .... وتقتحم معها عوالم غريبة ... غامضة ... تضج بعجائب الخلق ... وشذوذ النفوس.
      إنه عالم المخابرات والجاسوسية ... ذلك العالم المتوحش الأذرع ... غريم الصفاء ... والعواطف ... الذي لا يقر العلاقات أو الأعراف ... أو يضع وزناً للمشاعر ... تُسيّجه دائماً قوانين لا تعرف الرحمة ... أساسها الكتمان والسرية والجرأة ... ووقوده المال والنساء منذ الأزل. وحتى اليوم ... وإلى الأبد... فهو عالم التناقضات بشتى جوانبها ... الذي يطوي بين أجنحته الأخطبوطية إمبراطوريات وممالك .. ويقيم نظماً ... ويدحر جيوشاً وأمماً ... ويرسم خرائط سياسية للأطماع والمصالح والنفوذ.
      والتجسس فن قديم ... لا يمكن لباحث أن يتكهن بتاريخ ظهوره وبايته على وجه الدقة ... فقد تواجد منذ خلق الإنسان على وجه الأرض ... حيث بدأ صراع الاستحواذ والهيمنة .. وفرض قانون القوة ... باستخدام شتى الأساليب المتاحة ... وأهمها الجاسوس الذي يرى ويسمع وينقل ويصف ... فقد كان هو الأداة الأولى بلا منازع.
      وفي القرن العشرين حدثت طفرة هائلة في فن التجسس ... قلبت كل النظم القديمة رأساً على عقب ... فبظهور التليفون والتلغراف ووسائل المواصلات السريعة... تطورت أجهزة الاستخبارات بما يتناسب وتكنولوجيا التطور التي أذهلت الأدمغة ... للسرعة الفائقة في نقل الصور والأخبار والمعلومات خلال لحظات.
      ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) نشطت أجهزة الاستخبارات بعدما تزودت بالخبرة والحنكة ... وشرعت في تنظيم أقسامها الداخلية للوصول إلى أعلى مرتبة من الكفاءة والإجادة ... ورصدت لذلك ميزانيات ضخمة ... للإنفاق على جيوش من الجواسيس المدربين ... الذين انتشروا في كل بقاع الأرض ... ولشراء ضعاف النفوس والضمائر ... كل هؤلاء يحركهم طابور طويل من الخبراء والعلماء ... تفننوا في ابتكار وإنتاج أغرب الوسائل للتغلغل ... والتنصت ... وتلقط الأخبار ... ومغافلة الأجهزة المضادة.
      ففي تطور لم يسبق له مثيل ... ظهرت آلات التصوير الدقيقة التي بحجم الخاتم... وكذلك أجهزة اللاسلكي ذات المدى البعيد والفاعلية العالية ... وأجهزة التنصت المعقدة ... وأدوات التمويه والتخفي السرية التي تستحدث أولاً بأول لتخدم أجهزة الاستخبارات ... وتعمل على تفوقها وسلامة عملائها.
      تغيرت أيضاً نظريات التجسس ... التي اهتمت قديماً بالشؤون العسكرية في المقام الأول ... إذ اتسعت دائرة التحليل الاستراتيجي والتسلح ... وشملت الأمور الاقتصادية والاجتماعية والفنية والعلمية والزراعية ... الخ... فكلها تشكل قاعدة هامة ... وتصب في النهاية كماً هائلاً من المعلومات الحيوية... تتضح بتحليلها أسرار شائكة تمثل منظومة معلوماتية متكاملة.
      وفي النصف الأخير من القرن العشرين ... طورت أجهزة الاستخبارات في سباق محموم للتمييز والتفوق ... وظهرت طائرات التجسس ... وسفن التجسس... ثم أقمار التجسس التي أحدثت نقلة أسطورية في عالم الجاسوسية لدى الدول الكبرى ... استلزمت بالتالي دقة متناهية في التمويه اتبعتها الدول الأقل تطوراً ... التي لجأت إلى أساليب تمويهية وخداعية تصل إلى حد الإعجاز... كما حدث في حرب أكتوبر 1973 على سبيل المثال.
      بيد أنه بالرغم من كل تلك الوسائل التكنولوجية المعقدة ... يقول خبراء الاستخبارات إنه لا يمكن الاستغناء عن الجاسوس ... فأجهزة الاستخبارات تتحصل على 90% من المعلومات بواسطة التنصت وأقمار التجسس ... وشتى الأجهزة المزروعة، و 5% عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ... بقيت إذن 5% من المعلومات السرية التي لا يمكن الحصول عليها ...لك ... يجند الجواسيس لأجل تلك النسبة المجهولة ث تكمن أدق المعلومات وأخطرها .
      وبينما كان الصراع على أشده بين الشرق والغرب ... بين حلف وارسو وحلف شمال الأطلسي ... كان في الشرق الأوسط أيضاً صراع أشد قوة وحدة وعدائية بين العرب وإسرائيل... العرب يريدون دجر إسرائيل التي زرعها الاستعمار في قلب الوطن العربي ... تشبثت بالأرض... وتنتهج سياسة المجازر والعدوان ... وتنتهك كل القوانين والأعراف الدولية في وقاحة .
      العرب كانوا يتسلحون بأسلحة الكتلة الشرقية ... ويزود الغرب إسرائيل بالسلاح ويساندها في المحافل الدولية.
      فاشتعل الصراع ... وتأججت الحروب السرية بين المخابرات العربية والإسرائيلية ... وكانت بلا شك حروب شديدة الدهاء ... موجعة الضربات ... تقودها أدمغة ذكية تخطط ... وتدفع بمئات الجواسيس إلى أتون المعركة ... يتحسسون نقاط الضعف والقوة ... ويحصدون المعلومات حصداً ... .
      ونظراً لظروف الاحتلال الأجنبي والاستعمار الطويل ... نشأت المخابرات العربية حديثاً في منتصف الخمسينيات ... وفي غضون سنوات لا تذكر ... استطاعت أن تبني قواعد عملها منذ اللبنة الأولى ... ودربت كوادرها المنتقاة بعناية ومن أكفأ رجالاتها ... وانخرطت في حرب ضروس مع مخابرات العدو الغاصب .
      وبعبقرية فذة .. قامت المخابرات المصرية بعمليات جريئة لن يغفلها التاريخ ... عمليات طالت مصالح العدو في الخارج ... وداخل الدولة الصهيونية نفسها ... ووصلت تلك العمليات إلى حد الكفاءة الماهرة والاقتدار ... عندما فجر رجال مخابراتنا البواسل سفن العدو الحربية ... الرابضة في ميناء "إيلات" الإسرائيلي ... وإغراق المدمرة "إيلات" في البحر المتوسط قبالة سواحل بورسعيد ... وتفجير الحفار الإسرائيلي في ميناء "أبيدجان"... وزرع رأفت الهجان لعشرين عاماً في تل أبيب ... وتجنيد العديد من ضباط اليهود أنفسهم في إسرائيل ... أشهرهم الكسندر بولين .. وإسرائيل بيير ... ومردخاي كيدار .. وأولريتش شنيفت ... ومئات العمليات السرية التي لم يكشف عنها النقاب بعد ... كلها عمليات خارقة أربكت الدولة العبرية ... وزلزلت جهاز مخابراتها الذي روجت الإشاعات حوله ... ونعت بالأسطورة التي لا تقهر ... .
      إن المخابرات الإسرائيلية ... نموذج غريب من نوعه في العالم أجمع ... لا يماثله جهاز مخابرات آخر .. شكلاً أو مضموناً ... فهي الوحيدة التي قامت قبل قيام الدولة العبرية بنصف قرن من الزمان ، والوحيدة التي بنت دولة من الشتات بالإرهاب والمجازر والأساطير ... إذ ولدت من داخلها عصابة من السفاحين والقتلة واللصوص .. اسمها اسرائيل .
      ومنذ وضعت أولى لبنات جهاز المخابرات الإسرائيلية سنة 1897 في بال بسويسرا تفيض قذاراته ... وتثقله سلسلة بشعة من الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين العزل .. بما يؤكد أن إسرائيل ما قامت لها قائمة إلا فوق جثث الأبرياء . وأشلاء أطفال دير ياسين وتل حنان وحساس وغيرها .....
      لقد أباد اليهود من هذا الشعب ما يزيد على 262 ألف شهيد حتى عام 2001 ... خلافاً لمائتي ألف جريح ... و165 ألف معاق ... ومليونين ونصف من اللاجئين ... وأبيدت أكثر من 388 قرية عربية .. واغتيل المئات في العواصم الأوروبية والعربية .
      هكذا عملت المخابرات الإسرائيلية على تحقيق الحلم المسعور .. حلم إقامة الدولة على أرض عربية انتزعت انتزاعاً ... بالتآمر والمال والخياننة .. واحتلت خريطة "من النيل إلى الفرات" مساحة كبيرة على أحد جدران (الكنيست) الإسرائيلي ... تُذكّر عصابات اليهود بحلم دولة إسرائيل الكبرى الذي ما يزال يراود آمالهم .. فأرض فلسطين المغتصبة ليست بحجم خيالهم .. فقط .. هي نقطة بداية وارتكاز ... يعقبها انطلاق وزحف في غفلة منا .
      وفي كتبهم المقدسة .. زعموا أن نبيهم إسرائيل "يعقوب" سأل إلهه قائلاً:
      "لماذا خلقت خلقاً سوى شعبك المختار... ؟" فقال له الرب: "لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم". "سفر المكابين الثاني 15-24".
      وأصبحت هذه الخرافة المكذوبة على الله .. مبدأً وديناً عند اليهود ... الذين يفاخرون بأنهم جنس آخر يختلف عن بقية البشر.
      وعندما نقرأ توصيات المؤتمر اليهودي العاشر في سويسرا عام 1912 .. لا نتعجب كثيراً... فالمبادئ اليهودية منذ الأزل تفيض حقارة وخسة للوصول إلى مآربهم ... وكانت أهم توصيات المؤتمر:
      Ø تدعيم النظم اليهودية في كل بلدان العالم حتى يسهل السيطرة عليها.
      Ø السعي لإضعاف الدول بنقل أسرارها إلى أعدائها ... وبذر بذور الشقاق بين حكامها ... ونقل أنظمتها إلى الإباحية والفوضى.
      Ø اللجوء إلى التملق والتهديد بالمال والنساء ... لإفساد الحكام والسيطرة عليهم.
      Ø إفساد الأخلاق والتهيج للرزيلة وتقوية عبادة المال والجنس.
      Ø ليس من بأس أن نضحي بشرف فتياتنا في سبيل الوطن ... وأن تكون التضحية كفيلة بأن توصل لأحسن النتائج.
      والتاريخ القديم يصف لنا باستفاضة .. كيف استغل اليهود الجنس منذ آلاف السنين لنيل مبتغاهم ... وتحقيق أهدافهم الغير شريفة ... ضاربين عرض الحائط بالقيم ... وبكل الفضائل والأعراف .
      ففي عام 1251 قبل الميلاد ... كانت مدينة "أريحا" الفلسطينية مغلقة على اليهود العبرانيين ... وأراد "يشوع بن نون" غزو المدينة واحتلالها ...
      ولما خُبر أن ملك المدينة يهوى النساء .. ولا يستطيع مقاومتهن ... كلف اثنين من أعوانه بالبحث عن فتاة يهودية – ذات جمال وإثارة – لتقوم بهذه المهمة ... فوقع اختيارهما على "راحاب" جميلة الجميلات ... التي استطاعت بالفعل الوصول إلى الملك ... وسيطرت على عقله بفتنتها الطاغية ... وملأت القصر باليهود من أتباعها تحجة قرابتهم لها ...
      بهذه الوسيلة .. أمكن إدخال مئات اليهود إلى المدينة .. وتمكنت راحاب من قتل الملك ... ودخل يشوع منتصراً بواسطة جسد امرأة ... امرأة يفخر بها اليهود .. ويعتبرونها أول جاسوسة يهودية خلعت ملابسها في سبيل هدف "نبيل" لبني جلدتها.
      إذن .. ليس بغريب الآن أن يضحي اليهود بشرف بناتهم .. للوصول إلى غاياتهم ... ولم لا وقد اعترفت كتبهم المقدسة بحالات مقززة من الزنا .. والزنا من المحارم... ؟؟!
      فقد ادعوا أن "ثامار" ابنة "داود" قالت لأخيها عندما أخذ يراودها عن نفسها: قل للملك "والدهما" فإنه لا يمنعني منك (!!).
      ادعوا أيضاً – وهم قتلة الأنبياء والرسل ...أن "داود" نفسه – حاشا لله – ارتكب الزنا مع امرأة تدعى "بتشبع" بعد أن أرسل زوجها الضابط "أوريا الحثي" في مهمة مميتة ... (!!).
      وقالوا عن "يهوذا" إنه زنا زوجة ابنه "شوع" بعدما مات .. فحملت منه "حراماً" وهو عمها (!!).
      وعن ملكهم "أبيشالوم" قالوا: إنه عندما دخل أورشليم "القدس" وهو منتصر على أبيه الذي قتل في المعركة.. فوجئ بكثرة حريم والده .. فاستشار "أخبطوفال" بما يفعله بهن ... فأفتى له بالدخول عليهن ... ففعل ... وأفسد فيهن كلهن جهاراً ... (!!).
      نستطيع من هنا أن نستخلص حقيقة مؤكدة .. وهي أن الجنس في عمل المخابرات الإسرائيلية واجب مقدس .. باعتبار أنه عقيدة موروثة متأصلة .. اعترفت بها كتبهم المقدسة وأقرتها .. فإذا كانت رموزهم العليا قد اعترفت بالزنا ... وزنت هي بنفسها مع المحارم فماذا بعد ذلك... ؟
      إن السقوط الأخلاقي في المجتمع الإسرائيلي الآن .. ما هو إلا امتداد تاريخي لسقوط متوارث صبغ بالشرعية .. وينفي بشدة أكذوبة الشعب المتدين التي يروح لها اليهود ... ويسوق لنا التاريخ كيف أنهم أجادوا مهنة الدعارة في كل مجتمع حلوا به...وكيف استغلوا نساءهم أسوأ استغلال...
      فلعهد قريب مضى كان اليهودي في العراق يجلب "الزبائن" لبناته وأخواته... فكان يجلس أمام داره يغوي العابرين: "ليس أجمل من بناتي .. أيها المحظوظ أقبل ... ".
      وفي المغرب كان اليهودي في "الدار البيضاء" و "أغادير" و "تطوان" أكثر حياء وأدباً... إذ كان يبعث ببناته إلى دور زبائنه في السر.
      أما في اليمن فيصف لنا التاريخ .. كيف كانت تباع بكارة الفتيات اليهوديات بعدة حزم من "القات" ... إلا أن بكارة مثيلاتهن في ليبيا كانت محددة بـ "مدشار" من العدس والسكر والزيت .. وفي سوريا كان المقابل يصل إلى مقدار ما ينتجه "دونم" جيد من الفستق.
      وكان الأمر في فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أسوأ ... فقد كان المقابل قطعة من "الأرض" .. أو شراكة في بستان أو معصر للزيوت.
      هذه حقائق حفظها لنا التاريخ ... وهي بحاجة إلى التنسيق والجمع والتحقيق ... لتملأ مجلدات تنفي مزاعم اليهود بأنهم متدينون .. فليس هناك دين يبيح للمرأة أن تفتح ساقيها لكل عابر .. ويرخص للرجل أن ينقلب فواداً يؤجر جسد نسائه.
      إنها عقيدة خاصة آمن بها بنو صهيون ... وجبلوا منذ فجر التاريخ على اعتناقها ... فالصهيوني لا يعترف بالشرف في سبيل نزواته وأطماعه... وهو إما فاجر قواد أو داعر معتاد.
      وليس هناك أصدق مما قاله الزعيم الأمريكي بنيامين فرانكلين (1706 – 1790م) – بأن اليهود طفيليات قذرة (مصاصو دماء) Vampires ... وأنهم "أطاحوا بالمستوى الخلقي في كل أرض حلوا بها. “In which every land the jews have settled they depressed the moral level”. جاء ذلك في خطاب يعتبر وثيقة تاريخية ... ألقاه فرانكلين عام 1789 عند وضع دستور الولايات المتحدة.
      فلا غرابة إذن أن يسلك اليهود ذاك السلوك... بعدما قامت دولتهم فوق أرض مغتصبة ... كان عليهم أن يتمسكوا بها .. ويجاهدوا في سبيل استقرارهم عليها... وكان الجنس أحد أهم أدواتهم للوقوف على أسرار المحيطين بهم ونواياهم ... من خلال ضعاف النفوس الذين سقطوا في شباكهم ... وانقلبوا إلى عبدة للذة ... وعبيد للمال.
      والأمر برمته ليس كما نتخيل – مجرد لقاء جسدي بين رجل وامرأة – بل هو أكبر من تصورنا، وتخيلنا البسيط للحدث. فالجنس، أقامت له الموساد مدارس وأكاديميات لتدريسه، ولشرح أحدث وسائل ونظريات السقوط بإغراءات الجسد.
      فغالبية أجهزة المخابرات في العالم تستعين بالساقطات والمنحرفات جنسياً لخدمة أغراضها حيث يسهل إغراؤهن بالمال، أو التستر على فضائحهن. أما في الموساد فلا... إذ يتم اختيارهن من بين المجندات بجيش الدفاع الإسرائيلي ... أو الموظفات بالأجهزة الأمنية والسفارات، أو المتطوعات ذوات القدرات الخاصة، ويقوم على تدريبهن خبراء متخصصون بعد اجتياز اختبارات مطولة تشمل دراسات معقدة عن مستوى الذكاء، وصفاتهن Attributes المعبرة عن نفسها في مختلف الأمزجة، وكذا أنماط الطباع، وسرعة التصرف والاستجابة. تدرس لهن أيضاً فنون الإغراء وأساليبه، بالإضافة إلى لعلم النفس، وعلم الاجتماع وعلم الأمراض النفسية Peyschopathology ومنها طرق الإشباع الجنسي، ونطريات الجنس في أعمال السيطرة، والصدمات العالية للسيطرة والتي توصف بأنها آليات زناد إطلاق النار Trigger واكتشاف مرضى القهر Compulsion الاجتماعي أو السياسي أو الديني لسهولة التعامل معهم، وكذا المصابين بإحباطات الشعور بالنقص Deficiency وذوي الميول الجنسية المنحرفة التي لا تقهرها الجماعة Normal hetro ***ual coitus إلى جانب التمرينات المعقدة للذاكرة لحفظ المعلومات وتدوينها بعد ذلك، وتدريبات أكثر تعقيداً في وسائل الاستدراج والتنكر والتلون وإجادة اللغات.
      إنهن نسوة مدربات على التعامل مع نوعية خاصة من البشر، استرخصت بيع الوطن في سبيل لذة الجنس. ومن هنا ندرك أنهن نساء أخريات يختلفن عن سائر النساء.
      وعنهن يقول "مائير عاميت إن المرأة سلاح هام في أعمال المخابرات الإسرائيلية ... فهي تمتلك ملكات يفتقر اليها الرجال ... بكل بساطة .. إنها تعرف جيداً كيف تنصت للكلام ... فحديث الوسادة لا يمثل لها أدنى مشكلة .. ومن الحماقة القول بأن الموساد لم توظف الجنس لمصلحة إسرائيل .. فنحن لدينا نساء متطوعات راجحات العقل ... يدركن الأخطاء المحدقة بالعمل ... فالقضية لا تنحصر في مضاجعة شخص ما ... إنما دفع الرجل إلى الاعتقاد بأن هذا يتم مقابل ما يتعين أن يقوله... وكانت "ليلى كاستيل" أسطورة نساء الموساد بحق ... فبعد سنوات من وفاتها عام 1970 كان الجميع يتحدثون عن "مواهبها" الاستثنائية ... فقد كانت تتحدث العبرية والفرنسية والانجليزية والألمانية والايطالية والعربية... وكانت جذابة وذكية ... وجديرة بثقة الموساد ... وكان سلفى "هاريل" يستخدم عقلها وأنوثتها في "مهمات" خاصة في أوروبا".
      وفي هذه الزاوية من موقع يا بيروت ... اخترنا شرائح متباينة لبعض الخونة .. الذين فقدوا نخوتهم .. وتخلوا عن عروبتهم ...لعملوا لصالح الموساد إما عن قصد ... او لنقص الدافع الوطني .. أو سعياً لتحقيق حلم الإثراء .. وربما لجنوح مرضي معوج .. وقد كان الجنس عاملاً مشتركاً في أغلب الحالات ... وأحد ركائزها الأساسية .. ومن بعده المال.
      وبرؤية جديدة .. من خلال منظور قصصي – يمتزج بالوقائع التاريخية – تغلغلنا إلى أعماق هؤلاء ... في محاولة جادة لكشف نوازعهم ...واستبيان صراعاتهم ومعاناتهم ... ومس أمراضهم القميئة ... وتعرية قمة حالات خُورهم.
      وكذا .. تسليط الضوء على أسباب ومراحل سقوطهم .. واستغراقهم في جُب الجاسوسية .. تغلفهم نشوة الثقة الكاذبة وأوهام الطمأنينة ... إلى أن تزلزلهم الصدمة .. وأيدي رجال المخابرات المصرية تقتلعهم من جذور الوهم ... فتعلو صراخاتهم النادمة اللاهثة ... وقد انحشروا في النفق الضيق المظلم المخيف ... لحظة النهاية المفجعة.
      واعترافاً بإنجازاتهم الخارقة .. كان القصد إبراز جور رجال المخابرات ... في الحفاظ على منظومة الأمن القومي .. بكشف ألاعيب الموساد ومخططاتها ... وتأمين الوطن ضد عبث العابثين .. في حرب سرية شرسة .. سلاحها الذكاء والدهاء والمهارة ... وحقائقها أضخم من التخيل ... وأعظم أثراً في دهاليز السياسة .. والمعارك .
      1) إسرائيل: أطلقها اليهود على أرض فلسطين المغتصبة... وإسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه السلام وهو ابن إسحق ابن ابراهيم عليه السلام... وقد اتخذ اليهود اسم اسرائيل لدولتهم حتى لا يجرؤ المسلمون على ذكره بالإساءة ... لأنهم مأمورون باحترام الأنبياء .. وهدفهم – إذا ما ندد العرب بالاحتلال – أن يظهروا للعالم أن المسلمين لا يمتثلون لله في احترام أنبيائه.
      2) أنشئ جهاز المخابرات اليهودي بتوصية من المؤتمر اليهودي الأول ... الذي انعقد يوم الأحد 29 أغسطس 1897 في بال بسويسرا ... وكان جهازاً غير منظم مهمته الرئيسية العمل على تهجير اليهود إلى فلسطين ... وشراء الأراضي بها لتثبيت اليهود المهجرين في معسكرات ومستوطنات محصنة قوية .. وكانت المستوطنات ما هي إلا بداية الحلم ... فالمستوطنة هي الوطن الأول المصغر ... أي إسرائيل الصغرى .. ومستوطنات وشعب وزراعة واقتصاد وسلاح وجيش يعني إسرائيل الكبرى . أما "الموساد" ... فهو بمثابة جهاز المخابرات المركزية ... وتم إنشاؤها عام 1937 وأطلق عليه وقتئذ: موساد ليلياه بيث: Mussad Lealiyah Beth أي منظمة الهجرة الثانية ... وكان أول مركز للقيادة في جنيف، ثم انتقل إلى استانبول بهدف مساعدة يهود البلقان على الهرب عبر تركيا .. وكان ذلك قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية ... ثم اتجهت مهمة الموساد بعد ذلك إلى تنسيق نشاط الاستخبارات الاستراتيجية والتكتيكية بشكل عام في الخارج، ويقع مقر الموساد الرئيسي بشارع الملك شاؤول في تل أبيب .. داخل ثكنة عسكرية محصنة محاطة بالأشجار العالية والأسوار .. وهي تقوم بالمهام الرسمية وغير المشروعة على حد سواء.
      3) يقول المفكر اليهودي "موشي مينوحيم" في كتابه "انحطاط اليهودية": "... . لقد ارتكب اليهود جرائم لا تعد ولا تحصى بكامل وعيهم وإرادتهم .. ولا بد من محاكمتهم كما حوكم من قبل النازيون ... فلا يمكن أن تنطمس معالمها مهما طال الزمن... ومهما برعوا في التستر عليها ... وإخفاء معالمها.".
      4) صهيون: جبل بالقرب من القدس .. والصهيونية حركة من الحركات التي سعى إليها بعض بني إسرائيل لتضليل العالم ... وليصبح لهم كيان ودولة وكتاب مقدس ... لإضفاء الحماية الشرعية لهم ضد المسلمين والمسيحيين... وكان أن حرفوا التوراة بما يتناسب مع أهوائهم واطماعهم وأظهروا ذلك في كتاب أسموه التلمود وهو الذي يدرسونه اليوم ويتخذونه نبراساً لهم وحجة في مواجهة ما جاء بالقرآن والإنجيل.
      الجنرال مائير عاميت: رئيس جهاز الموساد (1963-1967) خلفاً لـ "أيسير هاريل" .. وهو من مواليد طبريا 1926. تطوع عام 1946 في منظمة الهاجاناه الإرهابية وحارب الجيوش العربية عام 1948 وجرح في جنين ... واستولى مع إحدى الفصائل على إيلات ... وكان قائد معركة الجنوب في حرب السويس 1956 وأصيب برصاص المصريين وظل يعالج بالمستشفى ستة عشر شهراً في أمريكا... بعدها تولى رئاسة مخابرات الجيش (أمان)... ثم رئاسة الموساد .. وكان له دور بارز في حرب 1967 ... وفي عهده زرع "لوتز" في مصر ووصلت الطائرة الحربية ميج 21 العراقية إلى إسرائيل. بعد ذلك عاش وحيداً في مزرعته ولم ينجب أطفالاً ..

      تعليق


      • #4
        رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الـــجــاســوســيــة ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛




        إن المخابرات السرية هي مجال للنشاط الإنساني يبدو فيه – كما هو الحال غالبا – أن الوضوح ليس سوى ظاهرة يكتنفها الغموض .وليس هذا فقط شيئا متأصلا في أعمال المخابرات ولكنه غالبا شئ متعمد إلى وليس من النادر أن يئول إلى الفشل إلى ولنأخذ لذلك مثالا بسيطا عن " الشبيط " وهو نوع من السمك الرخو الذي يفرز من جسمه سائلا أسود اللون إلى لإخفاء اتجاه تحركه عن عدو كامن متربص له .. فالذي يحدث هو أن عدو الشبيط لن يحاول فقط إختراق تلك السحابه المظلمه ( وهي محاوله من المحتمل أن تؤدي إلى الفشل ) بل أنه أيضا سوف يحسب إلى من خلال معلوماته عن التيارات المائيه إلى والتكوين الصخري تحت الماء إلى وما إلى ذلك إلى اتجاه النجاة المحتمل أن يسلكه عدوه أو فريسته .


        وفي غضون ذلك قد يصاب الشبيط نفسه بالارتباك إلى ويضل طريقه في المتاهة السرية التي خلقها بنفسه إلى بل وربما لازمه سوء الحظ إلى فما أن يبرز من تلك السحابة السوداء حتى يجد نفسه مباشرة بين فكي عدوه .

        وثمة مثال آخر للمخابرات السرية إلى يتمثل في الخداع " البلف " الذي يمارسه لاعب البوكر . ذلك أن أي لاعب بوكر يعرف طبيعة هذا النوع من الحيل الخادعة . فهو ببساطة يستطيع بحركة بارعة يبديها أثناء المقامرة إلى إقناع لاعب أو أكثر من خصومه بأن لديه أوراقا أفضل مما لديهم إلى فينسحبون رغم أن أوراقهم هي الأفضل إلى وعندئذ يكسب اللاعب الماهر نقودهم إلى دون أن يكشف لهم أوراقه " السرية " .
        وثمة حيلة أخرى أكثر تعقيدا تعتمد على سلسلة من أعمال " البلف " لإقناع الخصوم إلى بأنه يخدعهم فعلا مرة أخرى ( وعندئذ يحسبون انه ليست لديه أوراق تتفوق على ما لديهم بينما هو في الحقيقة يملك أوراقا ممتازة تكسب ما لديهم ) .
        والحق أن الجمع بين أعمال الخداع " البلف " واللا خداع والخداع المضاد إلى تكاد أن تكون بلا حدود . ولاعب البوكر الماهر يمكنه أن يكسب الكثير من المال وبذا يتيسر له أن يدفع لزوجته أو لعشيقته ما يمكنها من التعامل مع أفضل صانعي الأزياء !.
        ومن أنواع الخداع أيضا ما يعتبر لونا من العبث إلى مثل المكالمات التليفونية المجهولة إلى عن وجود قنبلة في مكان ما كمحطة سكة حديد كبرى مما يؤدي إلى إخلائها من الناس .
        إن هذه الأمثلة السابقة المأخوذة من الحياة اليومية العادية إلى هي مجرد نوعين من بين آلاف غيرها إلى مما يمكن أن نقابلها كثيرا إلى وان لم يكن بصفة مستمرة .
        بيد انه يجمع بينهما جميعا صفة مشتركة إلى وهي التنافس بين القدرات العقلية إلى مما يعني وجود علاقة قائمة على التعارض بين طرفين . وهذا قد يتراوح من المنافسة الودية بين المقامرين أو الرياضيين إلى العداء القاتل بين الدول أو الأديان أو الأيديولوجيات . وهذا النوع يهمنا بالدرجة الأولى إلى كما يهمنا بدرجة أقل ما يتفرع منها من أعمال الدعاية والتخريب .
        على أن معظم أعمال المخابرات ليست سرية مطلقا . وهذا صحيح – بصفة خاصة – في المجتمعات العصرية المفتوحة إلى التي يمكن أن يشار إليها هنا – لملاءمة الواقع – بالدول الديموقراطية إلى أي الدول التي تملك – في زمن السلم – صحافة حره وحدودا مفتوحة إلى وتتبادل فيما بينها بعثات دبلوماسية وأنشطة تجارية إلى وتتبع أنماطا متشابهة في الأخلاقيات السياسية.


        الموساد
        يقع "الموساد" في مبنى عادي في شارع الملك شاؤول في تل أبيب وتطلق عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية اسم (عين داود الثاقبة)، وتم تأسيس الموساد قبل إنشاء دولة إسرائيل بنصف قرن تقريبا! إلى وجاء مواكبا للقرار الذي اتخذ في مدينة "بازل" السويسرية خلال أغسطس 1897 أثناء اجتماع المؤتمر الصهيوني الأول برئاسة ثيودور هرتزل ففي عام 1907 انشأ الحزب منظمة عسكرية من اليهود الأوروبيين تسمى (بارجيورا) ثم تأسست الوكالة اليهودية عام 1923 بقرار من المؤتمر الصهيوني الثالث عشر، وهي الوكالة التي أخذت على عاتقها تنشيط هجرة اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين بشتى الوسائل.
        وفي عام 1920 تم تشكيل منظمة الهاجانا (الدفاع) العسكرية شبه القانونية وكان هدفها المعلن هو الحفاظ على موطن اليهود القومي ثم دخلت تحت وصاية الوكالة اليهودية التي تشكلت بعدها بثلاث سنوات، وشكلت الهاجانا فيما بعد قوام جهاز المخابرات الإسرائيلي الحالي "الموساد".
        ومن خلال الهاجانا تكونت منظمة سرية خاصة سميت مكتب المعلومات (شيروت يهوديوت) عرفت باسم (شاي)، وفي عام 1937 أنشأت الهاجانا أيضا منظمة (موساد لي اليافي بيت) أي (مكتب الهجرة)إلى واسمها الأول (موساد) هو الاسم الذي استعاره جهاز المخابرات الإسرائيلية عام 1951 ليكون اسمه حينما ظهر لأول مرة بشكل رسمي، كما ورث أيضا شبكة جواسيسها.
        ونظرا لتعدد تنظيمات التجسس الإسرائيلية رأت القيادة الصهيونية أن تنشئ جهازا خاصا لتنسيق أنشطتها سمي (شيروت إسرائيل) أو (في خدمة إسرائيل)إلى وقد تولى تأسيسه روفين شيلوح الذي رأس الموساد بعد تأسيسه رسميا.
        وطبقا لإحصائية نُشرت عام 1996، يبلغ عدد العاملين في الموساد نحو 1200 إلى 1500 شخص، من بينهم 500 ضابط يعمل الواحد منهم حتى سن الثانية والخمسين، ويحال بعدها للمعاش، ويتقاضى 70 في المائة من مرتبه وقتها إلى وللموساد شبكة للعملاء تغطي أنحاء العالم تضم 35 ألف شخص (20 الفاً عاملون والباقي في حالة كمون موقت).
        يتولى الموساد العديد من المهام منها: التجسسإلى الاغتيالاتإلى الحصول على الأسلحةإلى التجسس المضاد إثارة الفتنإلى الخطف.. الخ.
        ويتكون الموساد من عدة أقسام رئيسية لكل منها دور أو مهمة خاصة بها وتتراوح مهام هذه الأقسام بين جمع المعلومات وتصنيفها ودراسة هذه المعلومات وتقييمها، والمراقبة والتجسس، والتجنيد وتنفيذ العمليات الخارجية الخاصة من قتل وتصفية .. الخ، إضافة إلى قسم خاص بالتصوير والتزوير والشفرة وأجهزة الاتصال، فضلا عن قسم خاص بالتدريب والتخطيط ورفع كفاءة العاملين بالجهاز .كما يضم الموساد قسما لمكافحة التجسس والاختراق . ويعتبر قسم العمليات هو أكبر فروع الموساد ومهمته تنظيم نشاط وعمل الجواسيس المنتشرين حول العالم.
        وهناك أيضا وحدة خارجية أخرى تسمى (عل) أي رفيعة المستوى إلى وهي تقوم بجمع المعلومات عن كل الدول العربية من داخل الولايات المتحدة الأميركية بواسطة تعقب البعثات الديبلوماسية

        تعليق


        • #5



          إسرائيل لاتكف عن التجسس على مصر.. رغم اتفاقية السلام
          يخطي من يظن إن اتفاقية السلام، وانتهاء الحرب بين مصروإسرائيل، وضعت حدأ لأعمال التجسس الإسرائيلية علي مصر.. أو حتى خففت منها، فطبيعةإسرائيل العدوانية والمتسلطة وتركيبتها السياسية والنفسية، وخلفيتها التاريخيةلا تعطيها أية فرصة للشعور بالأمان والاستقرار وهذا بالإضافة إلى تأكد إسرائيل ووثوقها.. إن مصر هي القضية الكبرى أمام طموحاتها غير المشروعة بالمنطقة وأطماعهافي السيطرة والهيمنة.. لذلك لم تتوقف محاولات إسرائيل في زرع عملاء لها في مصر أواصطياد بعض الثمار المعطوبة لتجنيدها لخيانة وطنها.

          ولكن عملاء الموساد، تساقطواتباعا في مصيدة المخابرات.
          1.عامر سليمان ارميلات
          2.سمير عثمان احمد علي
          3.عبد الملكعبد المنعم علي حامد
          4.عماد عبد الحميد إسماعيل
          5.شريف احمد الفيلالي.

          تلك هي أسماءالخونة يضيعون خلف الأسوار الآن يقضون السنوات الطويلة، تنفيذ لحكم العدالة فيالخونة وأمثالهم.. الذين دفعتهم، أوهام الثروة فهانت عليهم بلدهم وسقطوا في بئرسحيق من الخيانة، وغرقوا في ظلمات بحور الجاسوسية وعندما حاولوا أن يطفوا مرة ثانيةكان في انتظارهم رجال المخابرات المصرية.. تلقفوهم إلى حيث القصاص العادل.. وسبق الخونة إلى دهاليز المحاكم يجرون أذيال العار وتلاحقهم لعنات شعبهم وأهلهم أرميلات.

          كان العشرات من أبناء قبائل سيناء يتجمعون داخل محكمة العريش وحولها.. الزحام شديد، إجراءات الأمن أشد، همساتتدور بين أبناء سيناء الذين سقط منهم العشرات دفاعا عن الأرض.. إلا عامر سلمانأرميلات.. ذلك الامي الذي لا يجيد القراءة والكتابة.. ولكنه كان احد أخطر جواسيس الموساد.

          الأحد 14 أبريل، المستشار حافظ مشهور رئيس محكمة أمن الدولة وزميلاه المستشارين محمود سمير وصبحي الحلاج، في غرفة المداولة، ينظرون وصول الجاسوس من السجن واستعداد الحراسات وأعداد قاعة المحكمة، وبعد دقائق من وصولهم دخل عليهم قائدالجرس وأبلغهم بتمام تنفيذ اجراءات بدء الجلسة.. القضاة الثلاثة أتموا مداولاتهم في الحكم.. وفجأة دوي صوت الحاجب في القاعة.. محكمة.. ليخرج رئيسها وزملائه.. يتخذون مواقعهم علي كراسي العدالة.. وعم الصمت المكان.. الأنفاس تكاد تعدها، فالآن ستنطق المحكمة بحكمها ضد عامر سلمان أرميلات.. وجاء صوت القاضي قويا جمهوريا يشق الصمت وقال: حكمت المحكمة حضوريا علي المتهم عامر سلمان ارميلات بالأشغال الشاقة المؤبدةوغرامة قدرها عشرة آلاف جنيه..
          رفعت الجلسة.
          ذلك كان المشهد الأخير في حكاية عشرين عاما من الخيانة.. كان بطلها الجاسوس الأمي، الغريب أنه بدأ خيانته معالنسمات الأولي لرياح السلام ففي عام 1977، ألقت القوات الإسرائيلية التي تحتلالعريش القبض علي عامر سلمان ارميلات، بتهمة السرقة، وبعد عدة أشهر في السجنغادره.. ويبدو أنه احترف السرقة حتى سقط مرة أخري في أيدي القوات الإسرائيلية أثناء قيامه بسرقة 'ثلاجة' من 'مستوطنة ياميت'، وهذه المرة تم احتجازه في بئر سبع.. وهناك وأثناء قيام ضابط المخابرات بعمله، وصله أن هناك شخص يناسب أسلوبه في العمل، ويبيع نفسه مقابل حفنة نقود.. فهو لص، وتاجر مخدرات، ولا يتردد في أن يكون خائن.. سمع 'أبو شريف' رئيس مكتب الموساد في بئر سبع محدثه.. ثم أرسل من يحضرون ذلك الشيطان.. وبعد دقائق وقف عامر يلهث أمامه، ينتظر ما يلقيه له من كسرة خبز' وبعد فترة صمت تحدث ضابط الموساد بشكل مباشر، فشخص كهذا لا يستحق عناء تحسس وطنيته، فهي بالتأكي دمفقودة.. وطنه هو المال ودينه هو الخيانة.. قال أبو شريف.. لدي عرض يا عامر.. أنت مدان بالسرقة وتم ضبطك وأنت تحمل الثلاجة المسروقة.. لكن أستطيع أن أجعلك تخرج منهنا إلي منزلك دون أن يعترضك أحد..
          صيد سهل
          زاد لهاث عامر، الذي فرح بالعرض، ورد عليه أعمل أي شيء تريده، فهي كان صعبا.. رد أب وشريف لابل سهل، هوأن تكون علي إتصال بي ونكون أصدقاء احتاج معاونتك في شيء.. فقط تساعدني.. ولو كانت المساعدة مخلصة وصادقة، ستكون هناك هدايا في انتظارك وستتحول عن حياة التشرد والسرقة..؟

          سريعا تم الاتفاق.. وكان عامر أرميلات في مركز للموساد بئر سبع يتلقيتدريبا بسيطا.. فهو لن يستعمل الشفرة أو أجهزة اللاسلكي.. فقط كل ما هو مطلوب منه.. أن يشاهد عدة صور، يحفظ الأشكال الموجودة بها فمثلا تلك دبابة تي 55 وذلك مدافعها دتزر، واستمر عدة أيام عاد بعدها إلي العريش وهو يميز جيدا بين أنواع الأسلحةالثقيلة.. ولأنه بدوي فطبيعة حركته في الصحراء والوديان وربما فوق الجبال.. وكل المطلوب منه إبلاغ أبو شريف بما يراه المكان فقط..

          ولان أرميلات هذا رمزاللأمية، فهو يكره التعليم والقراءة والناس.. يكره كل شيء ولا يحب سوي المال أوالكيف.. وبدأت المكافآت تنهال علي أرميلات، ولكن من نوع آخر.. شحنات المخدرات تنهالعلي أرميلات.. وكان هو الثمن.. وسعد كثيرا الجاسوس بالمقابل.. وكان أبو شريف قدأقنعه أن المخدرات هي خير وسيلة للتمويه علي نشاطه.. ولن يتخيل أحد أن تاجرالمخدرات، ما هو إلا جاسوس مراقبة انتشار القوات المسلحة المصرية في سيناء.. مقابل صفقات المخدرات، وكان هدف الموساد مزدوج من هذا الخائن، التجسس علي جيش بلده، ونشرالمخدرات بين الشباب..
          ولكن الطريف في قضية الخيانة هي وسيلة الاتصال بين العميل والضابط.. وقرر الضابط اختيار وسيلة مناسبة.. وكلف الجاسوس بأن يقوم بوضع حجر أمام أي سيارة تابعة لحرس الحدود أثناء الدوريات.. ويطلب من ركابها.. نقله إلي مكتبمخابرات بئر سبع.. الذي أعجب كثيرا بنشاط وحماس الخائن.. حتى أنه كلفه بإنشاء شبكةمن الجواسيس في العريش وشمال سيناء.. وبالفعل بدأ عامر في الاتصال باثنين منالسائقين اختارهما بعناية ووافق عليهما 'أبو شريف' وكانا سائقان، وحسب عملهمايستطيعان الحركة بحركة علي جميع طرق سيناء..
          وفي عام 1982 بدأ يتحدث إلى قاعود سليمان وعرض عليه أن يدخل شريك في العمل مع الصهاينة، فعائد المخدرات كبير، وهويحتاج من يوزع معه.. ولأن قاعود كانت له شقيقة مطلقة في الأراضي المحتلة ويريدإعادتها لسيناء، وفرش له عامر الطريق بالوعود.. يستطيع إعادة أخته في أي وقت، أيضا يمكنه الذهاب إلي هناك.. أبو شريف يستطيع أن يفعل له ما يريد..
          وفي عام 1983 قدمت الشرطة عامر سليمان للمحاكمة بتهمة القيام بانشطة تجسيسه ولكن لضعف الأدلة، كانالحكم ضعيفا.. وقضي أرميلات عام ونصف خلف الأسوار.. ليعود في عام 1987 وبكل أصرارعلي الخيانة علي استعاده نشاطه التجسسي.. وفي عام 1992 عاود تنفيذ فكرته الأولي فقرر الاتصال بأحد أصدقائه وهو سائق ليساعدٌه في ترويج كميات المخدرات.. وبعد أناطمأن إليه اعترف له أنه يعمل لحساب الموساد.. وأنه يربح مبالغ كبيرة.. وأنه يستطيعأن يكون شريكا له..
          ولم يعرف أرميلات أن للخيانة عملاء ولكن هناك الشرفاء.. ووجد نفسه في مواجهة من عرض عليه العمالة في قاعة المحكمة ليشهد ضده، ويؤكد أن أرميلاتطلب منه التجسس وصحبه إلي عدة أماكن كان مكلفا بمراقبتها.. وبعد توافر أدلةالإدانة.. تصدر المحكمة حكمها بالسجن المؤبد علي جاسوس المخدرات وغرامة عشرة آلافجنيه.
          متطوع للخيانة ..!
          نموذج آخر علي الخيانة سقط بعد فترة من تطوعه في فرق الخيانة.. هو سمير عثمان احمد علي، وهو الذيأنهي عمله في أحد الجهات الهامة، وأراد أن يبحث عن فرصة عمل، فسافر إلي العراقأثناء الحرب مع إيران والتحق بالجيش الشعبي العراقي، وتدرج في التنظيم السري لحزب البعث حصل علي درجة رفيق، وحصل علي مرتبه ملازم أول وتم نقله للعمل بالمخابرات العراقية وتبدلت الأحوال، فالسيارة والسائق الخاص والراتب الكبير.

          ويبدو أن سميرلم يجد ما يريده في العراق، فقرر الانتقال إلي تركيا في أجازة، وقرر عرض نفسه للبيع وأختار أن يتطوع في صفوف الموساد.. وفور وصوله أنقره، سأل عن مكان السفارةالإسرائيلية.. ومنذ تلك اللحظة دخل عالم الخيانة من أوسع أبوابه.. وعاد إلى مصرلينفذ التكليفات المطلوبة منه.. ولأنه مدرب جيدا علي الغوص، فاختار، وله طريقة جديدة للاتصال بالموساد..

          وكان سمير يذهب إلي طابا المصرية ويقيم في فندق هيلتون،وبعد فترة، يقرر الذهاب إلي للغوص، يرتدي الملابس، ويغوض تحت الماء، وبين ملابسه جواز سفره، ويستمر سمير في الغوص تحت الماء ولا يخرج إلى سطحها إلي في إيلات وهناكيكون ضباط الموساد في إنتظاره.. ويعود بنفس الطريقة.. وكان يمكن أن يستمر سمير فيخيانة لوقت أطول.. حتى وصلت معلومات إلي المخابرات العامة المصرية عن الشبهات التيتحيط به.. فهو كثيرا ما يسافر إلي خارج البلاد وجنوب سيناء.. ووضع سمير تحتالمراقبة الدقيقة في مصر وخارجها..
          وبعد تحريات، وصلت معلومات تفيد بتورطه معالموساد.. وهنا تولي فريق من المتخصصين مراقبته ومتابعة القضية.. وبعد فترة أصبحت كل أسرار شريف معروفه.. حتى أن هناك من كان يتابعه في البحر.. وبعد تجميع أدلة قويةلا يستطيع سمير التخلص منها.. صدر قرار بالقبض عليه.. وتوجهت قوة من المخابراتالعامة يرافقها رئيس نيابة أمن الدولة حيث شريف في منطقة الدرب الأحمر.. قامت بتفتيش المنزل وعثرت علي جوازات السفر، وأوراق السفر وأدلة أخري تؤكد علاقاتهبالموساد..
          وبعيدا من القاهرة، كان هناك في طابا، فريق أخر في مياه طابا،ينتظر عودة سمير من إيلات.. لكن مفاجأة حدثت.. سمير ضل طريقه هذه المرة.. ولكن العيون التي تراقبه، لم تخطأ هدفها.. إشارة تلقتها قبل قليل بالقبض عليه..
          وبعد ساعات كان سمير في سيارة تقترب من حدود القاهرة.. ليمثل أمام رئيس نيابة أمن الدولة، تتوالي الاعترافات.. ونظر لخطورة القضية، وحجم العمليات الضخمة الذي رافقها وتعلقها بأسرار دول عربية أخري.. فاستمرت المحاكمات بعيدا عن المتابعات الإعلامية.. ليسقط سمير عثمان جزاء ما مثله ويصدر ضده حكم مشدد.. بعدما أعترف بعمالة للموساد،أنه استحق عدة جوازات سفر للتمويه علي أجهزة الأمن ومقابلة ضباط الموساد.. وكشف تحليل جوازات السفر عن تشبعها بمياه البحر نتيجة حمله لها أثناء الغوص تحسبا لأيطارئ.

          العامل الجاسوس..!
          رغم أنه عمل تطوعي في صفوف القوات البحرية لمدة 12 عاما.. بداية فيعام 1966 حتى عام 1978، قررأن ينهي فترة تطوعه، وقرر مد التجنيد لفترة أخري.. رغبة منه في الحصول علي مكافأة نهاية الخدمة إضافة إلي المعاش الشهري.. يستطيع أن يبدأ مشروعا جديدا.. ولكنه سمع عن زملاء سابقين له عملوا علي البواخر التجارية وبرواتب مغرية..

          بدأ عبد الملك عبد المنعم، رحلة البحث، وعثر علي فرصة جيدة، لكنه لم يعد قانعا بدخله.. وفي إحدىإجازاته في قرية نوسا الغيط.. سمع عن سفر شباب القرية للعمل في إسرائيل، والأرباحالكبيرة التي يحققوها.. فقرر أن يذهب هو الآخر.. ولكن عمله السابق وقف في طريقه وتمرفض سفره.. وتعهد بموجب إقرار كتابي بعدم السفر، ولكنه أعتقد أنه سيفلت من هذاالإقرار باستبدال جواز سفره بمهنة موظف بالمعاش.. وبالفعل تمكن من مغادرة البلاد.. وفور وصوله إلي إيلات وحسب الاجراءات المعتادة لمنافذ إسرائيل مع المصريين.. استجواب أمني طويل.. روي فيه عبد الملك تاريخ عمله السابق في القوات البحرية.. وكانضروريا إخطار الموساد.. وطوال رحلة عمله كانت عيون الموساد ترقبه.. ولأنه دخل ايلاتبتأشيرة سياحية، فقد انتهت فترة الأسبوعين وفي اليوم التالي، بدأت الشرطةالإسرائيلية في مطاردته، بناء علي تعليمات مدير مكتب الموساد في ايلات والمدعو 'أبو يوسف' وبعد عدة مطاردات أنهكت عبد الملك.. فكلما ذهب إلي مكان، وجد الشرطة فيإنتظاره.. وفجأة وبعدما أصاب عبد الملك التعب، وجد أبو يوسف في طريقه.. قدم لها الحماية اللازمة وأصبح ممنوعا علي الشرطة الإقتراب منه بل وفر له أبو يوسف فرصةعمل عندما كلفه بطلاء فيللا خاصة.. ولأن الطمع سيطر علي كل حواس عبد الله، فلم يقاوم عرضأبو يوسف وتحول عبد الملك من عامل، إلي جاسوس.. وتم نقله إلي بئر سبع للتدريب هناك علي أعمال التجسس ونبغ سريعا في الخيانة، وعاد إلي مصر ومعه أرقام تليفونات في فرنسا وايطاليا واليونان..

          وكان التكليف لعبد الملك بمتابعة أنشطة إحدى القواعدالجوية القريبة من محل إقامته وإحدى قواعد الدفاع الجوي وطلب ضباط الموساد منعبد الملك أن يبحث عن فرصة عمل في ميناء الإسكندرية..

          وعندما داهمت أجهزة الأمنمنزل المتهم في قرية نوسا الغيط، حاول المراوغة وقال أنه كان ينوي إبلاغ المخابرات.. ولكن مرض أسنان زوجته، آخره.. لعدة أشهر.. وبدأ يعترف بخط يده، 80 ورقةكاملة.. حوت اعترافات الجاسوس..، وأمام المحكمة اعترف عبد الملك بتقاضي مبالغ منالموساد، وساعة يد هدية.. حاول المتهم الادعاء أنه خشي إبلاغ الأمن، خوفا من أنيكون داخلها أجهزة تتبع.. وكان قرار المحكمة بإدانة المتهم.. وصدر الحكم عليهبالسجن 15 عاما..

          عماد وعزام..!
          تخرج من كليةالاقتصاد المنزلي، والتحق بالعمل مدرسا بإحدى المدارس الإعدادية في شبين الكوم وكانعماد عبد الحميد، غير قانع بالعمل.. فحصل علي إجازة وإلتحق بالعمل في إحدى الشركات بالعاشر من رمضان، وكانت سعادته بالغة عندما علم أنه سيسافر مع زملائه إلي إسرائيل للتدريب هناك علي صناعة الملابس.. وأقلعت به الطائرة ومعه زملائه وكانت سعادته بالغة، فهناك سوف يبرز انحرافه الخلقي.. وكان في استقبالهم في المطار.. وفي متعب عزام مندوبا عن المصنع، وبسرعة انتهت الإجراءات.. لكن عيون عماد كانت تتعلق بالنساءفي كل اتجاه.. وفور وصولهم الفندق كان هناك في انتظارهم عزام متعب عزم، وفورا اكتشف الانحراف الجنسي لعماد.. وهمس إليه.. وبالفعل أحضر له عزام فتاتين روسيتين، لكنعماد خشي من رؤسائه في العمل والمقيمين معه في نفس الفندق.. وأراد عزام الانفراد به فقام بنقله إلي أحد المصانع الأخرى للتدريب بها..

          المهم.. كان القرار بتجنيد عماد وفجأة ظهرت زهرة جريس وهما من عملاء الموساد.. أفهمه عزام أنها ثرية وتصلحزوجة له، وكان عماد طلب من عزام مساعدة في الزواج بإسرائيلية.
          .. وبعد عمليات السيطرة الجنسية علي عماد عبد المجيد وزهرة جريس، وتم إلتقاط صور جنسية له معها فيسيارتها عندما دعته لجولة خلوية..
          .. وبدأت التلميحات من عزام وزهرة عناصرالموساد، وكانت الاستجابة التامة من عماد عبد الحميد.. وكانت هناك قصة رواها عماد عنقرب موعد تجنيده، فصدر قرار بتحديد إقامة الوفد أسبوع آخر إكراما للجاسوس حتى تتم السيطرة التامة عليه وحمل قائمة طويلة معه من التكليفات، وأربع قطع ملابس نسائية مشبعة بالحبر السري.. لاستخدامه في إرسال التقارير..
          وبالفعل والجاسوس أقامباستخلاص الحبر السري..
          وحسب تحريات شعبة الأمن القومي، واعترافات المتهم، أنه في اليوم السابق علي وصوله إلى مصر التقي مع المدعو 'ميكي باغوث' وهو ضابط بالموساد اسمه الحقيقي 'ميخائيل بيركو'.
          وتعرف المتهم علي الصورة الذي قدمتها المخابراتلضابط الموساد..
          وتوالت الاعترافات.. وتم القبض علي عزام متعب عزام ووجهت إليهنيابة أمن الدولة بتهمة الاتفاق الجنائي مع الجاسوس.. وإعترف عزام بصلات زهرة بالموساد.
          وتوالت الجلسات والاعترافات.. وكان في النهاية الحكم الرادع بالسجن المؤبد علي عماد عبد الحميد والسجن 15 عاما علي عزام متعب عزام.
          وأخيرا.. سقط شريف الفيلالي... ولكن لن يكون الجاسوس الأخير..!

          أفرج لاحقاً عن الجاسوس الإسرائيلي الدرزي عزام عزام بصفقة قامت بها مصر مقابل الإفراد عن ستة طلاب ضلوا الطريق في الصحراء ودخلوا إسرائيل بالخطأ ، إسرائيل أدعت أنهم دخلوا إسرائيل للإستيلاء على دبابة إسرائيلية لمهاجمة إحدى المصارف لسلبها وتسلم الأموال للفلسطينيين، عزام عزام أمضي ثماني سنوات في سجنه.






          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالله إبراهيم; الساعة 25-04-2012, 11:17 PM.

          تعليق


          • #6
            رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الـــجــاســوســيــة ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛



            قوانين رقيقة


            لم يسلم لبنان .... على مدار حقبة طويلة من تاريخه، من مكائد الصهيونية وأطماعها، فمنذ أخذت الحركة الصهيونية تستعد لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وضعت في مقدمة برامجها التوسعية... السيطرة على مناطق حيوية في لبنان خاصة المناطق الجنوبية منه... حيث منابع مياه نهر الأردن، ومجرى نهر الليطاني ومصبه، وما تمثله تلك المنطقة من أهمية بالنسبة لأمن الدولة الصهيونية ... واستراتيجيتها العسكرية.
            لقد جاء في التلمود "إن الله أعطى عهداً لإسرائيل باحتلال أراضي الجبلين وجميع أنحاء لبنان وتقسيم هذه الأراضي على أبناء إسرائيل". لذلك نجد أن المطامع التوسعية في لبنان الجنوبي تحتل المرتبة الأولى في مخططات الصهيونية منذ حقبة طويلة.
            وعقب الحرب العالمية الأولى ترأس اليهودي "هربرت صموئيل" وفد بريطانيا في مباحثات السلام، ونادى بمد حدود الدولة اليهودية في فلسطين إلى شمالي صيدا وإدخال مدينة "صيدون" القديمة ضمن أراضي اليهود. وبهذا يشمل الساحل الفلسطيني ضواحي تتبع مدينة بيروت نفسها، وتسارع بريطانيا بتأييد هذا المطلب وتعيين صموئيل كأول مندوب سام لبريطانيا في فلسطين.
            وبعد ترسيم المنطقة فيما بعد بواسطة فرنسا وبريطانيا، أظهرت الصهيونية سخطها على الاتفاق المعقود بين الدولتين، ذلك الاتفاق الذي أفقد الصهيونية "الليطاني، والأردن الأعلى، وجبل الشيخ، وحوران". ولم تتراجع الصهيونية عن محاولتها للاستيلاء على تلك المناطق، مدفوعة بالعقيدة الصهيونية والتاريخ المزيف، ومدفوعة أيضاً بالحاجة الاقتصادية والسيطرة العسكرية.
            كان من الطبيعي إذن أن تستغل إسرائيل شتى السبل لابتلاع الأرض العربية من أهلها الأصليين، ومن بين تلك السبل – الجاسوسية – والإجرام. إذ أنه مع بداية العام 1920 بدأ التحول الكبير في تاريخ المنطقة العربية بانتقال الصهيونية إلى مرحلة أرقى من ذي قبل. تلك المرحلة التي حملت روح العقيدة الإجرامية المتمثلة "بالتجمع والاقتحام" واستخدام السيف والدمار، وتشكيل الهيئات السرية والمنظمات الإرهابية.
            إنه عام أطلق عليه "عام الدماء الأولى" حيث قُتل في هذا التاريخ "يوسف ترمبلدور" رفيق "جابوتنسكي" بعد اشتباكات مع العرب قرب الحدود الشمالية. وحزن عليه اليهود حزناً شديداً كما تعاهدوا على الأخذ بثأره؟ وهذا ما دفع جابوتنسكي لاقتراف مذبحة "يوم النبي موسى" في 4 أبريل 1920.
            ولما اعتقل جابوتنسكي بحجة التسلل وتهريب السلاح، تدخل هربرت صموئيل وأفرج عنه، فأطلقوا على صموئيل – المندوب السامي البريطاني – اسم "امير إسرائيل الأول" ولقبوه أيضاً بعيزرا الثاني "بعد السبي البابلي".

            وجاء مؤتمر "سان ريمو" بعد واحد وعشرين يوماً من "مجزرة الدماء الأولى" ليكرس اتفاقية "سايكس – بيكو" تكريساً قانونياً، توزع بموجبه الانتدابات على دول المنطقة، وليجعل فلسطين من حصة بريطانيا، فتتعاون الصهيونية مع نظام الانتداب الجديد بحرية أكثر، وتنتهز الفرصة تلو الأخرى حتى يتم لها السيطرة وإقامة دولة إسرائيل، وأسفر هذا التعاون عن ظهور تنسيق كامل بينهما في المصالح والرغبات، وإنشاء مراكز تجسسية في المنطقة تخدم مطامعها المشتركة.


            مؤامرة قصر يلدز


            "إذا تجزأت إمبراطوريتي يوماً ما، فإنكم قد تأخذونها بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من إمبراطوريتي، وهذا أمر لا يكون".

            هكذا أجاب السلطان العثماني عبد الحميد الثاني "1876 – 1909م" على مطلب تيودور هرتزل بمنح اليهود حق سكنى فلسطين واستثمارها ... في أول وآخر مقابلة بينهما عام 1897.
            ولما فشل اليهود مع السلطان عبد الحميد الثاني بأسلوب المكر والخديعة والرشوة، بدأوا في تنفيذ مخططاتهم السرية التي جاءت في "بروتوكولات حكماء صهيون" BROTOCOLSO OF LEARNED ELDERS OF ZION والتي نشرها بالروسية لأول مرة "سيرجي نيلوس عام 1902" فافتضحت نيات اليهود الإجرامية، وجن جنونهم خوفاً ورعباً، وعمت المذابح ضدهم في أنحاء روسيا، حتى لقد قتل منهم في إحداها عشرة آلاف يهودي مرة واحدة، واشتد هلعهم لذلك كله فقام هرتزل بإنكار ما جاء بالبروتوكولات، والادعاء بأنها ليست من عملهم.
            ومع محاولات اليهود الجبارة إخفاء أمر البروتوكولات، انتشرت تراجمها بلغات مختلفة، فأقبلوا يشترون نسخ الكتاب من أسواق الدول بأي ثمن ... وعجزوا برغم نفوذهم وتهديداتهم، وانتشرت في ذلك الوقت مقولة "اليهودية فوق الجميع" JEWRY UEBBER ALLES بدلاً من "ألمانيا فوق الجميع" الذي جعلته ألمانيا شعارها أيام ازدهارها، وظل اليهود يعملون في الخفاء لتقويض نفوذ السلطان العثماني ... الذي أصدر قرارات تمنع استيطان أي يهودي جديد في فلسطين، وتمنع الهجرة اليهودية إليها.
            فكان بذلك يقف حجر عثرة أمام أطماعهم وحلمهم الأعظم في بناء الدولة الصهيونية، إلى أن قام اليهودي "عمانوئيل قره صو" – أحد موظفي قصر يلدز YALDES العثماني – بتسليمه قرار خلعه عام 1909، لتحاك بعد ذلك أبشع مؤامرة لابتلاع أرض فلسطين وتشريد شعبها.
            بيد أن ذلك ما كان يتأتى لليهود إلا بالدسائس والمؤامرات والرشوة، والاستعانة بيهود الدونمة وبأمهر الجواسيس، لتفحص مواضع الضعف في جيش الإمبراطورية بمعاونة جهاز المخابرات البريطانية، حيث كانت أطماع البريطانيين في المنطقة العربية لا حدود لها.
            لذلك فقد أثارهم التعاون الوثيق بين ألمانيا والإمبراطورية العثمانية، وقيام المهندسين الألمان بإقامة خطة سكة حديد برلين – بغداد، وهو الخط الذي كان مقدراً له أن يصل إلى البصرة على الخليج العربي. وكانت البصرة في ذلك الوقت ميناء البترول الذي تتحكم فيه شركة البترول الإنجليزية الإيرانية. فكان معنى ذلك أن نفوذ ألمانيا في تركيا – صاحبة الولاية في المنطقة – سيؤدي حتماً إلى تقلص الوجود البريطاني .. والقضاء على أطماع البريطانيين في الشرق.
            لذا فقد كان من الضروري العمل على تثبيت اليهود في المنطقة، وما كان ليتم ذلك للبريطانيين إلا بالخديعة وعمل المخابرات والجاسوسية.
            ونظراً لتشابك الأطماع والمصالح – فالتعاون بين البريطانيين والصهيونية – ZIONISM - أمر مفروغ منه. حيث برع اليهود دائماً على مر الأزمان في اللجوء إلى المكر والخديعة والتجسس ... لاستخلاص مصالحهم والوصل إلى مآربهم.
            وإذا تعرضنا للجاسوسية الصهيونية في لبنان أثناء الحرب العالمية الأولى، إبان حكم الدولة العثمانية، لرأينا مدى تشدد الأتراك حينذاك في مسألة الاختراقات والتجسس، وتعقب أعوان الصهيونية من الجواسيس وإعدامهم بلا شفقة، بل إن محاكمات البعض منهم كانت لا تستغرق سوى سويعات فقط، ينفذ بعدها حكم الإعدام في الحال، حتى أن بعضهم – في حالات قليلة – مات دون محاكمة أثناء التعذيب القاسي الشديد، مما يدل على مقت الأتراك للجاسوسية، ومحاولة ردع العملاء والخونة بعقوبات قاسية لا ترحم، ولا تحتمل التخفيف أو التسويف.
            ولرأينا أيضاً أن حالات خاصة جداً، كان مصير الجواسيس فهيا بشعاً إلى أقصى تصور، كمصير الجاسوسي الصهيوني "التر ليفي" الذي قطعوا جسده وهو حي بالساطور، وإبراهام واتنبرج – الأعرج – الذي أبقوه مزروعاً فوق خازوق لعدة أيام في عالية بيروت.
            غيرهما كان هناك جواسيس آخرون لاقوا نهايات تفنن فيها الأتراك تنكيلاً بعدما زاد عدد عملاء الصهيونية وتفشى خطرهم.
            لكن الحال تبدل في لبنان منذ استقلاله، فالعقوبات الجنائية التي سنها المشرع – الخاصة بمحاكمة الجواسيس – إذا قيست بغيرها في الدول العربية، لوجدناها لا تفي بالمطلوب منها وهو الردع القاسي لمرتكبي جريمة التجسس، ذلك أن لبنان بلد اقتصادي حر، لديه حرية تامة للالتقاء بمختلف التيارات الفكرية والحزبية.
            إذ عمد منذ استقلاله على الانفتاح على العالم ومنح الحرية في الإقامة والتنقل، وسرية الحسابات في البنوك، فضلاً عن الاهتمام بالعملية السياحية والترفيهية للزوار ..الذين يقوم اقتصاده على مقدار ما ينفقونه في الملاهي والفنادق.
            لكل تلك الأسباب، ضجت بيروت بالجواسيس مع انشغال الأمن العام هناك بالحفاظ على إيقاع الهدوء، والانفراج السياحية التي تشهدها البلاد الأكثر تفتحاً في الوطن العربي واستمر ذلك حتى يونيو 1967.
            ففي أعقاب النكسة تغير الوضع كثيراً، خاصة بعد تدفق الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى لبنان، والتسلل من جنوبه صوب إسرائيل للقيام بعمليات فدائية وتفشي موجة من التفجيرات أرقت الشارع اللبناني .
            تغير الوضع أيضاً بعدما حدث نوع من التعاون الوثيق بين أجهزة المخابرات السورية واللبنانية والفلسطينية، أثمر نتائج مدهشة عندما سقط العشرات من عملاء إسرائيل في لبنان، جميعهم استفادوا من القوانين غير الرادعة، والعقوبات التي قد تصل في النهاية إلى طرد الجواسيس خارج ئ ووداعة عن نسائها.

            تعليق


            • #7
              رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الـــجــاســوســيــة ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛



              قوانين رقيقة


              لم يسلم لبنان .... على مدار حقبة طويلة من تاريخه، من مكائد الصهيونية وأطماعها، فمنذ أخذت الحركة الصهيونية تستعد لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وضعت في مقدمة برامجها التوسعية... السيطرة على مناطق حيوية في لبنان خاصة المناطق الجنوبية منه... حيث منابع مياه نهر الأردن، ومجرى نهر الليطاني ومصبه، وما تمثله تلك المنطقة من أهمية بالنسبة لأمن الدولة الصهيونية ... واستراتيجيتها العسكرية.
              لقد جاء في التلمود "إن الله أعطى عهداً لإسرائيل باحتلال أراضي الجبلين وجميع أنحاء لبنان وتقسيم هذه الأراضي على أبناء إسرائيل". لذلك نجد أن المطامع التوسعية في لبنان الجنوبي تحتل المرتبة الأولى في مخططات الصهيونية منذ حقبة طويلة.
              وعقب الحرب العالمية الأولى ترأس اليهودي "هربرت صموئيل" وفد بريطانيا في مباحثات السلام، ونادى بمد حدود الدولة اليهودية في فلسطين إلى شمالي صيدا وإدخال مدينة "صيدون" القديمة ضمن أراضي اليهود. وبهذا يشمل الساحل الفلسطيني ضواحي تتبع مدينة بيروت نفسها، وتسارع بريطانيا بتأييد هذا المطلب وتعيين صموئيل كأول مندوب سام لبريطانيا في فلسطين.
              وبعد ترسيم المنطقة فيما بعد بواسطة فرنسا وبريطانيا، أظهرت الصهيونية سخطها على الاتفاق المعقود بين الدولتين، ذلك الاتفاق الذي أفقد الصهيونية "الليطاني، والأردن الأعلى، وجبل الشيخ، وحوران". ولم تتراجع الصهيونية عن محاولتها للاستيلاء على تلك المناطق، مدفوعة بالعقيدة الصهيونية والتاريخ المزيف، ومدفوعة أيضاً بالحاجة الاقتصادية والسيطرة العسكرية.
              كان من الطبيعي إذن أن تستغل إسرائيل شتى السبل لابتلاع الأرض العربية من أهلها الأصليين، ومن بين تلك السبل – الجاسوسية – والإجرام. إذ أنه مع بداية العام 1920 بدأ التحول الكبير في تاريخ المنطقة العربية بانتقال الصهيونية إلى مرحلة أرقى من ذي قبل. تلك المرحلة التي حملت روح العقيدة الإجرامية المتمثلة "بالتجمع والاقتحام" واستخدام السيف والدمار، وتشكيل الهيئات السرية والمنظمات الإرهابية.
              إنه عام أطلق عليه "عام الدماء الأولى" حيث قُتل في هذا التاريخ "يوسف ترمبلدور" رفيق "جابوتنسكي" بعد اشتباكات مع العرب قرب الحدود الشمالية. وحزن عليه اليهود حزناً شديداً كما تعاهدوا على الأخذ بثأره؟ وهذا ما دفع جابوتنسكي لاقتراف مذبحة "يوم النبي موسى" في 4 أبريل 1920.
              ولما اعتقل جابوتنسكي بحجة التسلل وتهريب السلاح، تدخل هربرت صموئيل وأفرج عنه، فأطلقوا على صموئيل – المندوب السامي البريطاني – اسم "امير إسرائيل الأول" ولقبوه أيضاً بعيزرا الثاني "بعد السبي البابلي".

              وجاء مؤتمر "سان ريمو" بعد واحد وعشرين يوماً من "مجزرة الدماء الأولى" ليكرس اتفاقية "سايكس – بيكو" تكريساً قانونياً، توزع بموجبه الانتدابات على دول المنطقة، وليجعل فلسطين من حصة بريطانيا، فتتعاون الصهيونية مع نظام الانتداب الجديد بحرية أكثر، وتنتهز الفرصة تلو الأخرى حتى يتم لها السيطرة وإقامة دولة إسرائيل، وأسفر هذا التعاون عن ظهور تنسيق كامل بينهما في المصالح والرغبات، وإنشاء مراكز تجسسية في المنطقة تخدم مطامعها المشتركة.


              مؤامرة قصر يلدز


              "إذا تجزأت إمبراطوريتي يوماً ما، فإنكم قد تأخذونها بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من إمبراطوريتي، وهذا أمر لا يكون".

              هكذا أجاب السلطان العثماني عبد الحميد الثاني "1876 – 1909م" على مطلب تيودور هرتزل بمنح اليهود حق سكنى فلسطين واستثمارها ... في أول وآخر مقابلة بينهما عام 1897.
              ولما فشل اليهود مع السلطان عبد الحميد الثاني بأسلوب المكر والخديعة والرشوة، بدأوا في تنفيذ مخططاتهم السرية التي جاءت في "بروتوكولات حكماء صهيون" BROTOCOLSO OF LEARNED ELDERS OF ZION والتي نشرها بالروسية لأول مرة "سيرجي نيلوس عام 1902" فافتضحت نيات اليهود الإجرامية، وجن جنونهم خوفاً ورعباً، وعمت المذابح ضدهم في أنحاء روسيا، حتى لقد قتل منهم في إحداها عشرة آلاف يهودي مرة واحدة، واشتد هلعهم لذلك كله فقام هرتزل بإنكار ما جاء بالبروتوكولات، والادعاء بأنها ليست من عملهم.
              ومع محاولات اليهود الجبارة إخفاء أمر البروتوكولات، انتشرت تراجمها بلغات مختلفة، فأقبلوا يشترون نسخ الكتاب من أسواق الدول بأي ثمن ... وعجزوا برغم نفوذهم وتهديداتهم، وانتشرت في ذلك الوقت مقولة "اليهودية فوق الجميع" JEWRY UEBBER ALLES بدلاً من "ألمانيا فوق الجميع" الذي جعلته ألمانيا شعارها أيام ازدهارها، وظل اليهود يعملون في الخفاء لتقويض نفوذ السلطان العثماني ... الذي أصدر قرارات تمنع استيطان أي يهودي جديد في فلسطين، وتمنع الهجرة اليهودية إليها.
              فكان بذلك يقف حجر عثرة أمام أطماعهم وحلمهم الأعظم في بناء الدولة الصهيونية، إلى أن قام اليهودي "عمانوئيل قره صو" – أحد موظفي قصر يلدز YALDES العثماني – بتسليمه قرار خلعه عام 1909، لتحاك بعد ذلك أبشع مؤامرة لابتلاع أرض فلسطين وتشريد شعبها.
              بيد أن ذلك ما كان يتأتى لليهود إلا بالدسائس والمؤامرات والرشوة، والاستعانة بيهود الدونمة وبأمهر الجواسيس، لتفحص مواضع الضعف في جيش الإمبراطورية بمعاونة جهاز المخابرات البريطانية، حيث كانت أطماع البريطانيين في المنطقة العربية لا حدود لها.
              لذلك فقد أثارهم التعاون الوثيق بين ألمانيا والإمبراطورية العثمانية، وقيام المهندسين الألمان بإقامة خطة سكة حديد برلين – بغداد، وهو الخط الذي كان مقدراً له أن يصل إلى البصرة على الخليج العربي. وكانت البصرة في ذلك الوقت ميناء البترول الذي تتحكم فيه شركة البترول الإنجليزية الإيرانية. فكان معنى ذلك أن نفوذ ألمانيا في تركيا – صاحبة الولاية في المنطقة – سيؤدي حتماً إلى تقلص الوجود البريطاني .. والقضاء على أطماع البريطانيين في الشرق.
              لذا فقد كان من الضروري العمل على تثبيت اليهود في المنطقة، وما كان ليتم ذلك للبريطانيين إلا بالخديعة وعمل المخابرات والجاسوسية.
              ونظراً لتشابك الأطماع والمصالح – فالتعاون بين البريطانيين والصهيونية – ZIONISM - أمر مفروغ منه. حيث برع اليهود دائماً على مر الأزمان في اللجوء إلى المكر والخديعة والتجسس ... لاستخلاص مصالحهم والوصل إلى مآربهم.
              وإذا تعرضنا للجاسوسية الصهيونية في لبنان أثناء الحرب العالمية الأولى، إبان حكم الدولة العثمانية، لرأينا مدى تشدد الأتراك حينذاك في مسألة الاختراقات والتجسس، وتعقب أعوان الصهيونية من الجواسيس وإعدامهم بلا شفقة، بل إن محاكمات البعض منهم كانت لا تستغرق سوى سويعات فقط، ينفذ بعدها حكم الإعدام في الحال، حتى أن بعضهم – في حالات قليلة – مات دون محاكمة أثناء التعذيب القاسي الشديد، مما يدل على مقت الأتراك للجاسوسية، ومحاولة ردع العملاء والخونة بعقوبات قاسية لا ترحم، ولا تحتمل التخفيف أو التسويف.
              ولرأينا أيضاً أن حالات خاصة جداً، كان مصير الجواسيس فهيا بشعاً إلى أقصى تصور، كمصير الجاسوسي الصهيوني "التر ليفي" الذي قطعوا جسده وهو حي بالساطور، وإبراهام واتنبرج – الأعرج – الذي أبقوه مزروعاً فوق خازوق لعدة أيام في عالية بيروت.
              غيرهما كان هناك جواسيس آخرون لاقوا نهايات تفنن فيها الأتراك تنكيلاً بعدما زاد عدد عملاء الصهيونية وتفشى خطرهم.
              لكن الحال تبدل في لبنان منذ استقلاله، فالعقوبات الجنائية التي سنها المشرع – الخاصة بمحاكمة الجواسيس – إذا قيست بغيرها في الدول العربية، لوجدناها لا تفي بالمطلوب منها وهو الردع القاسي لمرتكبي جريمة التجسس، ذلك أن لبنان بلد اقتصادي حر، لديه حرية تامة للالتقاء بمختلف التيارات الفكرية والحزبية.
              إذ عمد منذ استقلاله على الانفتاح على العالم ومنح الحرية في الإقامة والتنقل، وسرية الحسابات في البنوك، فضلاً عن الاهتمام بالعملية السياحية والترفيهية للزوار ..الذين يقوم اقتصاده على مقدار ما ينفقونه في الملاهي والفنادق.
              لكل تلك الأسباب، ضجت بيروت بالجواسيس مع انشغال الأمن العام هناك بالحفاظ على إيقاع الهدوء، والانفراج السياحية التي تشهدها البلاد الأكثر تفتحاً في الوطن العربي واستمر ذلك حتى يونيو 1967.
              ففي أعقاب النكسة تغير الوضع كثيراً، خاصة بعد تدفق الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى لبنان، والتسلل من جنوبه صوب إسرائيل للقيام بعمليات فدائية وتفشي موجة من التفجيرات أرقت الشارع اللبناني .
              تغير الوضع أيضاً بعدما حدث نوع من التعاون الوثيق بين أجهزة المخابرات السورية واللبنانية والفلسطينية، أثمر نتائج مدهشة عندما سقط العشرات من عملاء إسرائيل في لبنان، جميعهم استفادوا من القوانين غير الرادعة، والعقوبات التي قد تصل في النهاية إلى طرد الجواسيس خارج ئ ووداعة عن نسائها.

              تعليق

              يعمل...
              X