إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

▓▒░ سلسلة ""تأملات فى بعض الايات▓▒░

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ▓▒░ سلسلة ""تأملات فى بعض الايات▓▒░

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً....والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.....وبعد.....


    فإن هدفى من هذه السلسلة _إن شاء الله_ليس طرح الأيات وشرحها ولكن هدفى هو التأمل في الأيات القرأنية بما يوقظ القلب ويجعل بيننا وبين الأيات علاقة ذهنية وروحية وعقلية...._إن الحس البشرى ليتبلد على المنظر المكرور والتجربة المكرورة ،فلا تعود تهزه كما هزته أول مرة..ولا يستشعر لها والحركة الوجدانية التى صاحبتها أو ل مرة وهى تلقى بشحنتها الكاملة للحس المتفتح ....ومن هنا تفقد دلا لتها ، فلا تعطى توقيعها الصحيح على أوتار القلب البشرى ....لأن هذا القلب قد ((ران))عليه ما جعله لا يستجيب....
    وهنا يأتى القرأن بطريقته الفذة فيمسح تلك القشرة الصلدة التى رانت على الحس فتبلد ورانت على القلب فلم يعد يستجيب.....

    _ولكأنه_حين يزيل تلك القشرة الجاسية_يصل إلى العصب الحىَ،فيطلق له الشحنة فيتلقاها بكاملها..كأنما يتلقاها أول مرة ....فيهتز لها اهتزاز التجربة الجديدة....وينفعل بها كمن يعيشها أول مرة..وحين يبلغ الإهتزاز ذروته والإنفعال بالتجربة أشده يقول له :إنه الله!!!إنه الله الخالق المصور
    الرزاق ...إنه الله المحى المميت ....إنه الله القادر الذى لا يعجز قدرته شىء....وهكذا....

    _وإن شاء سأتناول في هذه السلسلة الأيات بهذه الطريقة التى توقظ الفكر وتشحن القلب وتهز المشاعر
    وهى سلسلة طويلة _إن شاء الله_....الله اسأل أن يعيننى على اتمامها وأن يجعلها نافعة لى ولأخوانى
    وأخواتى في الله .......

    .................................................. .................................................. ........................

    الأية الأولى:

    قال الله((أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا *ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ..))الفرقان 45: 46


    _تُرى هل أنت هنا مع الظل الذى تراه كل يوم،لا يلفت حسك ولا يثير انتباهك؟؟؟
    وهل تستطيع أن تقرأ الأيتين السابقتين ثم يظل إحساسك بالظل كما كان من قبل؟؟؟
    إنه هنا كائن جديد ولا شك ..وقد تدخلت جملة عناصر التى تعطى الحس شحنتها وتعطيه دلالتها!!

    _فأنت ترى حركة الظل الرتيبة كل يوم وتر انتقاله من مكان إلى مكان ولكنك لا تخرج به في حسك
    عن أسبابه القريبة الظاهرة،ومن أجل ذلك لا يعود يشغل حسك،ولا تلتفت إليه إلا حين تتفيؤه هروباً
    من الحر أو تنظر إليه لتقدير الوقت، وفى هذه وتلك لا يشغل من نفسك ولا مشاعرك إلا اللمحة العابرة
    التى تنطفىء من لحظتها ثم ما تلبث أن تروح!!!!!!!!!

    _ولكنك هنا_مع الأيتين_تعيش في جوٍ أخر مختلف تمام الإختلاف....
    إنك بادىء ذى بدء مع حقيقة قد تفجؤك لأول مرة!!!!!...إن الظل ليس متحركاً من تلقاء نفسه،ولا
    تلقائياً من حركة الشمس الظاهرية التى يفسرها العلم بأنها ناشئة من حركة الأرض حول الشمس..

    إنه متحرك لأن الله هو الذى حركه!!!!
    قال الله((أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا))...
    فحركته إذن ليست وليدة هذه الأسباب الظاهرة التى تجعل تحركه أمراً""حتمياًً""حسب (قوانين الطبيعة)!!!وإنما لأن الله هو الذى مده وحركه ...ولو شاء الله أن يجعله ساكناً لسكن،ولما استطاعت
    قوة في الوجود أن تحركه من سكونه الذى أراده له الله....

    _وكون الله _سبحانه وتعالى_هو الذى أودع الكون تلك الصفات التى تنشأ منها في النهاية حركة الظل
    هذه حقيقة....ولكن التعبير القرأنى يصلك رأساً "بالمشيئة الإلهية" التى حركت الظل متخطياً
    الأسباب الظاهرة هو الذى يفتنه عن رؤية الحقيقة الكبرى من ورائها وهى ""إرادة الله التى تقول
    للشىء كن فيكون""،فيروح ينسب المشيئة لتلك الأسباب ،ويسميها ""قوانين الطبيعة""، ويقول
    إنها ""حتمية""، فيتبلد حسه من جراء ذلك ويبعد قلبه عن الله.....

    والتعبير القرأنى يأخذه من هناك من حيث تبلد حسه وبَعُد فيرده مرة أخرى إلى الله!!...

    _ومرة أخرى تستوقفنا الأية ،لتردنا إلى الله....
    قال الله((ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ))..
    إن ""العلم""يقول لنا _بحسب ما يرى من الأسباب الظاهرة_إن وجود الشمس ،وحركة الأرض حولها،هما السبب في حركة الظل....ولكن التعبير القرأنى يقول لنا إن إرادة الله هى التى حركت الظل ابتداءً ، ((ثم)) جعلت الشمس دليلاً على الظل!! ....فليست الأسباب الظاهرة هى الأصل ، ولكنها
    تجىء تالية ، بل تجىء على التراخى بلفظ ((ثم))...بعد تقرير الله للأمر بمشيئته التى تقول

    للشىء""كن فيكون""!!!

    _ثم تتحرك مع السياق حركة جديدة....

    قال الله (ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ))....
    _إن التعبير يصور حركة الظل التى تراها العين فلا تلتفت إليها ،أو لا تلتفت إليها بكليتها ...
    ولكن الخيال هنا_مع التعبير القرأنى_ لا يملك أن يفلت من أسر الصورة التى تصورها تلك الكلمات القلائل في إبداع معجز!!...إن الظل هنا لا يتحرك راجعاً من تلقاء نفسه ، ولا من أثر الأسباب
    الظاهرة التى نعرفها ....إننا مع السبب الحقيقى مرة أخرى....لكننا نقف مبهورين ننظر إلى الظل وهو يقفل راجعاً بعد ما امتد.....لماذا؟؟؟؟؟!!!!لأن يداً خفية هى التى تطويه في حركة كحركة الظل....
    إنها يد الله!!!!!!!!!!!!!!!!!وهكذا تجدنا مع الله مرة أخرى نرقب _من خلال حركة الظل_قدرته
    الفائقة،ويده الخفية _سبحانه_التى لا تدركها الأبصار!!!!

    على أن أن أروع ما في التعبير القرأنى هو هذه اللفظة.....(((إلينا)))...(((ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً)))....

    **أتدرى ماذا فعلت هذه اللفظة المفردة((إلينا))في كيان الصورة كلها؟؟؟؟؟!!!!!
    _لقد كنت_بخيالك تتبع حركة الظل في ذهابه وأوبته ،هنا،""هنا في الأرض""!!!!
    ويمتد بك البصر أو الخيال هناك....ولكنك _فجأة_حين تصل إلى كلمة (((إلينا)))تجد إطار الصورة
    قد امتد وامتد وجاوز الشمس والأرض.....إلى......؟؟؟؟؟إلى غير حدود !!!(((إلينا)))...
    سبحان من (((لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير))))......

    هذه هى الأية الأولى التى سأتناولها في هذه السلسلة ....

    الله أسأل أن تكون الفكرة وصلت وأن ينفعنا وينفعكم بها ....
    وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.....
    يتبع ان شاء الله

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-08-2014, 11:57 PM. سبب آخر: تشكيل الآيات

  • #2
    رد: ▓▒░ سلسلة ""تأملات فى بعض الايات▓▒░

    الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى.... وبعد....

    **الجزء الثانى:
    {*وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }النحل68

    _نحن هنا مع النحل ،وهى كائنات متحركة دءوبه لا تكاد تكف عن الحركة والنشاط...
    ولقد تلفت حسَنا بالفعل بحركتها ونشاطها حين نراها تطير من زهرة إلى زهرة وتحط عليها ترشف من رحيقها فترة ثم تطير....ولكنا ننساها بعد لحظة ونمضى لأننا نرقبها في إطارها القريب الذى تدركه حواسنا فحسب....وقد تثير تأملنا ،وعجبنا وإعجابنا ، ولكننا حتى في ذلك لا نخرج بها من
    إطارها الذاتى الذى تأملنا من خلاله.....وهو في النهاية قريب!!!!!!!!

    _ولكنا مع السياق القرأنى من أول لحظة نعيش في محيط أخر!!!
    إننا لسنا مع النحل ،ولكننا مع الله!!!
    _قال الله((وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ .....))...

    فليس النحل إذن هو الذى يتحرك من تلقاء نفسه تلك الحركة العجيبة التى قد تستوقفنا عندها في بعض
    الأحيان بضع لحظات ،أو حتى ساعات!!!
    *إنما هو الله ((أوحى))إليه، بمعنى ألهمه :""ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى""...

    ومن هنا لا تنتهى حركة النحل في حِسنَا من قريب ،لأنها _بادىء ذى بدء_خرجت في حَسنا من إطارها القريب واتصلت بوحى الله وإلهامه ،واتصلت _من ثم _بتدبير الله لأمور الكون بكل ما فيه وكل من فيه، فدخلت في إطار واسع عميق ممتد في الأفاق!!!

    ثم إن الحركة التى ترسمها الألفاظ في الصورة حركة حية كذلك ،وأوسع مدى في الحقيقة من الحركة التى تراها العين لأول وهلة.....مما يمد في أبعاد الصورة في حِسنَا ويُعمقها....

    فالنحل تتلقى الإلهام من الله أن تتخذ بيوتاً لها من الجبال ومن الشجر ومما يعرشون،أى مما يزرع البشر من نبات ذى عروش ....ثم هى تنفذ الأمر فتتخذ بيوتها هناك....

    وهناك فارق واضح في ""عمق"" الصورة في حِسنا بين رؤية العين للنحل تبنى عشوشها هنا وهناك
    وبين رؤيتها في الإطار الذى ترسمه ألفاظ الأية "تتلقى الوحى من الله ثم تصدع بالتنفيذ!!!!!!!

    _وهناك بعدٌ أخر يمتد في الصورة من قوله تعالى((ومما يعرشون))...!!!
    إنها علاقة الأحياء بالأحياء!!!!
    فالوحى يصدر إلى النحل _وهى كائنات حية_أن تتخذ بيوتاً مما يعرش البشر وهم _ كائنات حية_ فيبدو هناك نوع من التعاون والتأزر بين هذه الأحياء يقدره الله ويريده فيتم في واقع الحياة!!!!!


    _ ويستمر السياق يفصل الوحى الصادر إلى النحل:
    قال الله (( ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ..))...النحل:69
    ومرة أخرى :نرى الإختلاف في عمق الصورة بين أن تكون النحل من تلقاء نفسها تأكل من كل الثمرات كما يبدو لظاهر أعيننا حين نحصر الصورة في أبعادها القريبة،،وبين أن تكون هذه الحركة
    تلبية للوحى الصادر إليها من الله......
    ثم نرى الإختلاف :بين أن تكون حركة النحل حركة عشوائية كما تبدو في ظاهرها أو حتى منسقة على وتيرة معينة يمكن للعلم أن يكتشفها ويسجلها ،،وبين أن تكون سالكة في حركتها سبل ربها المذللة لها بأمر الله _سبحانه ومشيئته!!!!!!!
    فأنت في الصورة الأولى:""تتعامل مع النحل"""
    بينما أنت في الصورة القرأنية _فى كل أجزائها_""تتعامل مع الله""....


    وأخيراً:
    **بعد عرض الأية الأولى التى تحدثت عن ""الظل"".....والثانية التى تحدثت عن ""النحل""..
    هل تغيرت ""معلوماتك""عن الظل أو النحل حين قرأت هذه الأيات!؟؟!!!
    كلا!!!
    إن "المعلومات"في ذاتها ليست جديدة ...
    لقد كانت معلومة لدينا جميعاً من قبل ولكنه (ذلك العلم الميت البارد الساكن الذى لا يتحرك)
    ولكن : القرأن (يحيى هذه المعلومات حين يعرضها في جوَه الوجدانى بطريقته المعجزة فتنتفض حية كأنها ليست هى التى كنا نعرفها من قبل)....
    وما تغيرت هى!!!!
    إنما نحن الذين تغيرنا!!!!
    تغيرنا حين زال عن حسنا التبلد وإلف التجربة المكرورة والمنظر المكرور!!!

    فسبحان ربى الذى خلق لنا قرأنا منظوراً!!!!وأنزل لنا قرأناً مقروءأ!!!!!!!!!!

    الله اسأل أن يرزقنا علماً نافعاً ....
    ولا تنسونى من صالح دعواتكم فما أفقرنى وأحوجنى إليها......

    يكمل إن شاء الله وقدر............


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 28-08-2014, 12:01 AM. سبب آخر: تشكيل آية

    تعليق


    • #3
      رد: ▓▒░ سلسلة ""تأملات فى بعض الايات▓▒░

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      بارك الله فيكم ونفع بكم
      متابعين معكم إن شاء الله هذه السلسه المباركه
      وفضلا ذكر مصدر الموضوع

      تعليق


      • #4
        رد: ▓▒░ سلسلة ""تأملات فى بعض الايات▓▒░

        جزاكم الله خيرا اختنا علي مروركم
        وجعلة الله في ميزان حسناتكم
        التعديل الأخير تم بواسطة يكفينى أنى مسلمة; الساعة 25-03-2012, 01:36 PM. سبب آخر: التحدث بصيغة الجمع بين الاخوة والاخوات

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا
          اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
          اللهم اعتق رقابنا من النار
          يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

          تعليق

          يعمل...
          X