سورة التكوير
بصوت الشيخ سعد بن سعيد الغامدي
للاستماع هنا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ{1} وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ{2} وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ{3} وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ{4} وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ{5} وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ{6} وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ{7} وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ{8} بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ{9} وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ{10} وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ{11} وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ{12} وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ{13} عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ{14}
يقول ربنا جل جلاله :إذا حصلت هذه الأمور الهائلة، تميز الخلق، وعلم كل أحد ما قدمه لآخرته، وما أحضره فيها من خير وشر، وذلك إذا كان يوم القيامة تكور الشمس أي: تجمع وتلف، ويخسف القمر، ويلقيان في النار.
وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ
أي: تغيرت، وتساقطت من أفلاكها
وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ
صارت كثيبا مهيلا، ثم صارت كالعهن المنفوش، ثم تغيرت وصارت هباء منبثا، وسيرت عن أماكنها،
وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ
عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الأوقات، فجاءهم ما يذهلهم عنها، فنبه بالعشار، وهي النوق التي تتبعها أولادها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم، على ما هو في معناها من كل نفيس.
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ
أي: جمعت ليوم القيامة، ليقتص الله من بعضها لبعض، ويرى العباد كمال عدله، حتى إنه ليقتص من القرناء للجماء ثم يقول لها: كوني ترابا.
وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ
أي: أوقدت فصارت ـ على عظمها ـ نارا تتوقد.
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
أي: قرن كل صاحب عمل مع نظيره، فجمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحور العين، والكافرون بالشياطين
وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ
وهو الذي كانت الجاهلية الجهلاء تفعله من دفن البنات وهن أحياء من غير سبب، إلا خشية الفقر، فتسأل:
بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ
ومن المعلوم أنها ليس لها ذنب، ففي هذا توبيخ وتقريع لقاتليها.
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ
وَإِذَا الصُّحُفُ المشتملة على ما عمله العاملون من خير وشر نُشِرَت وفرقت على أهلها، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره.
وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ
أي: أزيلت،
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ
أي: أوقد عليها فاستعرت، والتهبت التهابا لم يكن لها قبل ذلك،
وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ
أي: قربت للمتقين،
عَلِمَتْ نَفْسٌ أي: كل نفس،
مَّا أَحْضَرَتْ
أي: ما حضر لديها من الأعمال التي قدمتها
وهذه الأوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة، من الأوصاف التي تنزعج لها القلوب، وتشتد من أجلها الكروب، وترتعد الفرائص وتعم المخاوف، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم، وتزجرهم عن كل ما يوجب اللوم، ولهذا قال بعض السلف: من أراد أن ينظر ليوم القيامة كأنه رأي عين، فليتدبر سورة إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ.
يتبع ان شاء الله تعالي .....
تعليق