الحمد لله و كفى و صلاةٌ و سلامٌ على عباده الذين اصطفى لاسيما الحبيبِ النبيِ المجتبى
و بعد :-
فإني و الله أحبكم في اللهِ و أسأل اللهَ العظيمَ ربَ العرشِ العظيمِ أن يجمعني بكم بهذا الحبِ في ظلِ عرشهِ يومَ لا ظلَ إلا ظله ،
و بعد :-
أحبتي في الله فإن للعلم الشرعي فضلٌ كبيرٌ يعلمه الكثيرُ من الناس و لكن من باب التذكرة " وَذَكِّـرْفَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
وقدوردذكرفضلالعلموذمالجهلفيآياتوأحاديثكثيرةمنها :-
من الآيات قوله تعالى :
1- " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (آل عمران : 18)
و هنا يستدل الله على كلمة التوحيد أي أنه- لا معبود بحق سواه – يستدل عليها و هي أعظم شيء و هي التي من أجلها خلق الله الدنيا و خلق الإنس و الجن يستدل عليها بالملائكة و أولي العلم و يظهر فضل العلم هنا جلياً واضحاً لا يحتاج لكثير كلام
2- "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب" (الزمر : 9)
و هنا يخاطب الله أولي الألباب مستفهماً استفهاماً غرضه النفي و جوابه يكون ب " لا " أي لا يستوون
3- " صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ " (البقرة : 171)
هنا يصف الله الذين لا يعقلون أي الذين لا يعلمون بهذه الصفات السيئة
4- " وَقُلْ رَبِّي زِدْنِي عِلْماً " (طه : 114)
و هنا يأمر الله نبيه أن يسأله الزيادة في العلم و لا شك أن الله لن يأمر نبيه طلب الإستزادة من شيء إلا و هو يحب هذا الشيء
5- "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " (البقرة : 31)
و فضَّل الله آدم على الملائكة الذين جُبلوا على الطاعة بالعلم فأمرهم بالسجود له
ومن السنةِ النبويةِ :-
قولُ الرسولِ :"الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالاَهُ و عالمٌ أو متعلمٌ "
و قال علي رضي الله عنه: " الناس ثلاثة فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، همج رعاع ، أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال "
أحبتي في الله هذا و أكتفي من الكلام عن فضل العلم فهو أكثر من أن يحصى و أعلم أحبتي في الله أن كثيرا من الناس يعلم هذا الفضل العظيم و لكن لا يسمح لهم وقتهم بطلب العلم الشرعي ،
فأقول لهؤلاء أنا أُقدِّر تماماً ظروفكم الشخصية و لكن هناك قدر من العلم يتعين على كل مسلمٍ أن يكون على علمٍ به و هو القدر الذي تصح به عبادتك مثل :- ( صفة الوضوء و شروطه ، صفة الإغتسال ، صفة الصلاة و أركانها و شروطها ، فقه الصيام ، فقه الزكاة ، مناسك الحج) فلا يجوز لأي مسلمٍ أن يجهل هذه الأمور .
كم يحزن قلبي حينما أجد شاباً في الجامعة لا يحسن الإغتسال من الجنابة أو رجلاً في الستين من عمره و لا يحسن الوضوء أو امرأة بالغة لا تعلم أحكام الحيض و النفاس
و هؤلاء عبادتهم باطلة لأن هذا القدر من العلم واجبٌ و لا عذر فيه لأحد
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم
أحبكم في الله و سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
تعليق