يسر أخواتكن
أن يقدمن
صَوَّر الله الإنسان وخَلَقَه في أجمل وأحسن صورة، ولو عَلِمَ كلٌّ منَّا قدراتِ عقله البشر ليدهش وتحيَّر ممَّا لديه من قدراتٍ، لا يكاد يعلم عنها شيئًا، فضلاً عن استغلالها
والجدير بالذكر أن معظم البشر يملكون قدرات متشابهه وإمكانيات متقاربه لكن الفرق يكمن في إستغلال كلٍ منا لقدراته وطاقاته وإستخدامها طبقاً لظروف حياته ونظرته وإدراكه للأمور..
فمن يدرك الأمور بشكل إيجابي مستخدماً ثقته بنفسه كمخلوق مُكرم على سائر
المخلوقات وأن الدنيا ومافيها مسخر لخدمته فإنه سيستخدم قدراته وطاقاته الداخليه لإثبات وجوده كبشر له الحق في عيش الحياه بشيء من السعاده والنجاح وتخطي أكبر قدر من الصعاب والعقبات وعبادة الله كما هو متوقع ...
أما من تكون نظرته للحياه بشكل سلبي فاقداً تقديره لذاته وثقته بنفسه فإن الدنيا ستتغلب عليه وتأخذمنه كل ماهو جميل وتعطيه كل ماهو سيء بحسب إدراكه للأمور وهنا فإن هذا الإنسان يستغل قدر ضئيل من طاقاته اللامحدوده التي وضعها الله بداخله، ويخرج من الدنيا كماجاء إليها..
إن الإنسان الايجابي في هذه الحياة هو ذلك الذي يملك موهبة أو مهارةأو حتى سمعة حسنة يشتهر بها في دنيا الناس .
هو من يفعل هذه المواهب والقدرات في المحيط الذي يعيش فيه . ينفع بهاويصلح فيه .
هو الذي له دور في هذه الحياة . وهو الذي يشارك في صنع الإحداث من حوله .
هو من لا يكتفي بالوقوف متفرجا على هذه الأحداث وهي تمر أمامه .
ولا بد من أن يعمل كل منا و يسعي ويجد- بل ويكد - في تطوير مواهبه وقدراته وإتقانها إلي الحد الذي تجعله يتخطى حدود الدائرةالتي يعيش فيها . ليعمل مع العاملين على تغيير وجه التاريخ .
فكما يقول الفيلسوف الفرنسي المشهور جان جاك روسو :
نحن في حاجة إلى المزيد من فئة صانعي الأحداث
لأنهم وحدهم دون غيرهم الذين يستطيعون إن يغيروا وجه التاريخ .
وكل من أراد أن يكون من هذه الفئة لابد أن يكون من أصحاب المواهب والقدرات والمهارات المتميزة
فيجب علينا تدريب الإنسان على حسن استخدام طاقاته.
والعلم أثبت أن في كل منا طاقات هائلة، تحتاج فقط إلى تدريب على حسن استخراجها وتفتيقها لتنبع كالماء العذب تسقي الأوطان ازدهارا وتقدما ملموسا على كل صعيد.
فأنا كشخص أعيش حياة.. لدي لحظة ميلاد ولحظة وفاة وحياة سأعيشها سأعيشها.
. وهناك فرق بين أن أعيشها بإرادتي وقيادتي كربان سفينة وبين أن يخطط لي الآخرون وأعيش ضمن مخططاتهم.
وعند النزول إلى معترك الحياة والعمل يجب ألا نعتمد على مواهبنا ولا على قدراتنا اعتمادا كليا .كما و يجب ألا نركن إليها مهما تعاظمت أو تكاملت . بل يجب علينا أن نتعلم كيف نمزج هذه القدرات وهذه المواهب بمعية الله الواهب .
يجب علي كل باحث عن التميز أن يتقن فن استجلاب معية الله له في كل أعماله . يجب على كل من أراد الكسب أو السبق أو الفوز أو النصر أن يتعلم كيف يستجلب تلك المعية الإلهية له في كل أعماله صغرت تلك الإعمال أو كبرت . فلا حول ولا طول ولا نصر ولا كسب ولا نجاح ولا فلاح إلا بالله العلي العظيم .
وكان هذا هو هدي رسولنا صلّى الله عليه وسلم وديدنه في الأمور كلها . فكان صلّى الله عليه وسلم يتقن هذا الآمر أيما إتقان . فكان إذا ما انتهي من مرحلة استغلال الإمكانات المتاحة أمامه و المواهب والقدرات المتوافرة تحت يديه , حتى يبدأ في مرحلة استجلاب معية الله
ففي يوم بدر بذل المصطفى صلّى الله عليه وسلم الوسع فيالإعداد
فصف الجيش , وعبأ الجند ,ورسم الخطط ,و افترض الافتراضات , واحتمل
الاحتمالات, حاور, وتشاور وغير وبدل
وما أن انتهى من الاستفادة من كل هذه الإمكانات والقدرات المتاحة حتى انتحى صلّى الله عليه وسلم يناجي ربه في دعاء عميق , ومناجاة حارة , وإلحاح شديد يستجلب بها معية الله .
ابتهل صلّى الله عليه وسلم " وبالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه , فرده عليه الصديق – رضي الله عنه - وقال :
حسبك يا رسول الله , ألححت على ربك" .
يا رسول الله كفاك مناشدتك ربك
ولكن رسول الله صلىّ الله عليه وسلم كان خير من يعلم انه إذا ما امتزجت معية الله القادر بمواهب العباد وقدراتهم – مهما كانت محدودة - فحتما سينتج عن ذلك
مخرجات تفوق قدراتهم على استيعاب أثارها الايجابية اللامحدودة
وقد كان جاء مدد السماء بطريقة فاقت عقول أهل الأرض وامتزج المدد الروحي بالمدد المادي . وجاء النصر وتحقق الفوز لفئة لم تتكل على قدراتها ولا على مواهبها دون الاتكال على الله . ولم تتكل على الله دون الاستفادة القصوى من قدراتها ومواهبهاوخبراتها
أليكن هذا الفيديو من تصميم أختنا رقية
هنا
بسم الله
تعليق