بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مجري السحاب منزل الكتاب هازم الأحزاب والصلاة والسلام على من جاء بالحق وفصل الخطاب ما طلع نجم وأفل شهاب أما بعد :
فالقرآن كلام الله سبحانه معجزة بجميع المقاييس هو منظومة وهيكل إعجازي بني بالحروف والمعاني والأفكار والتشريعات بالإيحاءات والأصوات بالجمل والآيات بالوقفة والوصل وجواز الوقوف ومنعه بالمد والإضغام بالأعداد والإشارات والضمائر والأسماء بالأخبار والإخبار بالوعيد والتهديد بالترغيب والترهيب بالوصف والتوضيح بالتشويق والتنفير , نعم ,, كل حرف في القرآن وضع وفق نسق إلهي محكم وترتيب عالي سامي رقيق حكيم بعيد عن الخلل كل البعد .
ما أشير إليه هنا أن الإعجاز واقع في كل حرف وكل آية وكل سورة لذا فقد كان نبي الله يخاطب الكفار والمشركين على الملآ متحدياً طالباً منهم أن يأتو ولو بسورة من القرآن فعجزوا عن ذلك وإختاروا الحرب والسيف والسنان وخسارة المال والأولاد والأنفس على أن يأتوا بسورة من مثله ولو إستطاعوا لفعلوا ولكن الأمر أكبر من أن يفعلوه وستأتي الإشارة إلى هذا في موضعه إن شاء الله .
وإن كان الأمر هكذا فإنه حتى الحرف الواحد في القرآن معجز على ما سأوضح لاحقاً إن شاء الله رب العالمين ولكن بما أن القرآن الكريم منظومة معجزة كما أشرنا فلا يجب تقطيعه أو فصل حرف من حروفه والسؤال ما وجه الإعجاز في هذا الحرف دون بقية الأحرف ؟ فأحرف اللغة العربية كلها سواء هي حروف في مجملها وتركيباتها تكون كلمات وجمل يفهم منها معاني وأفكار . فلا يجب السؤال ما الإعجاز في الحرف ( ص ) ؟ فالحرف ( ص ) الوارد في القرآن هو نفس الحرف الوارد في غيره من الكتب لكن هذا الحرف أصبح معجزاً لوروده ضمن منظومه هي ذاتها معجزة بمجموعها وهذا لا ينفي أن تكون أجزاء تلك المنظومة معجزة أيضاً شرط ألا يكون الجزء مقسم فيفقد معناه أو يخرج خارج تلك المنظومة على ما سنوضح أيضاً إن شاء الله .
*نحن لم ندعي يوماً ولن ندعي أن القرآن معجز لغوياً فقط , ولم نحصر أوجه الإعجاز فيه بتاتاً ولم نحددها في مجالات دون الأخرى .
*إنه من المعلوم أن المعتبر في كل فن هو قول أهله.
لذا فإن الله سبحانه لم يرسل نبي ولا رسول بمعجزة إلا وكان قومه أشد الناس براعة فيها في ذلك الوقت أو أشد الناس حاجة لها فيكون أدعى وأوضح لإقامة الحجة على أهل ذلك الزمان .
بيد أن هناك فرق بين معجزة كل نبي فيما مضى وبين معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فمعجزة كل نبي يقام بها الحجة على قومه في ذلك الزمان بينما القرآن معجزة خالدة تقام به الحجة على أهل كل زمان .
وإن كان هذا هكذا فإننا لم ولن ندعي أن الأعاجم أو الغير عالمين باللغة العربية قادرين على فهم وجه الإعجاز في القرآن من هذا الجانب .
فإن سائل سائل فيكف تقام الحجة على الأعاجم أو غير العالمين باللغة العربية ؟
أقول بعون الله هناك وجوه لذلك منها كما أشرنا سابقاً أن المعتبر في كل فن هو قول أهله ويكفي كل غير عالم باللغة العربية أن يعرف قول أهل اللغة وأهل ذلك الفن في القرآن وما قالوه عنه , فأورد أمثلة هاهنا هكذا :
* رُوي أنه سمع الوليد بن المغيرة من النبي صلى الله عليه وسلم قول الله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [النحل: ٩٠] , فقال : والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ( أي الحسن والبهجة والقبول والسحر ) , وإن أسفله لمغدق ( اي كثير العطاء كالنخلة القوية الأصل جيدة الثمر ) وإن أعلاه لمثمر , ما يقول هذا بشر , وروي أيضاً أنه لما سمع القرآن رق قلبه , فجاءه أبو جهل وكان ابن أخيه منكراً عليه قال والله ما منكم أحد أعلم بالأشعار مني ! والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا .
* وروي أيضاً أنه ( أي الوليد ) جمع قريشاً عند حضور الموسم وقال : إن وفود العرب تَرِد فاجمعوا فيه رأياً لا يُكََّذب بعضكم بعضاً قالوا نقول كاهن , قال والله ما هو بكاهن ما بزمزمته ولا سجعه , قالوا نقول مجنون , قال ما هو بمجنون ولا بخنقه ولا وسوسته , قالوا نقول شاعر , قال ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومبسوطه ومقبوضه , قالوا نقول ساحر , قال ما هو بساحر ولا نفثه ولا عقده , قالوا فما نقول ؟ قال ما أنتم بقائلين شيئاً من هذا إلا وأنا أعرف أنه باطل , وإن أقرب القول أنه ساحر , ثم قال فإنه سحر يفرق بين المرء وإبنه والمرء وأخيه والمرء وزوجه , والمرء وعشيرته , فتفرقوا وجلسوا على السبل يحذرون الناس عن متابعة النبي , فأنزل الله تعالى في الوليد ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ) المدثر الآيات .
* وروي أن عتبة كلم النبي فيما جاء به من خلاف قومه فتلا عليه ( حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ...) إلى قوله ( أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ.. ) فأمسك عتبة بيده على فيه , وناشده الرحم أن يكف , وفي رواية فجعل النبي يقرأ وعتبه مصغٍ ملقٍ بيديه خلف ظهره معتمد عليهما حتى إنتهى إلى السجدة فسجد النبي , وقام عتبة لا يدري بِمَ يرجع إلى قومه حتى أتوه فاعتذر لهم , وقال والله لقد كلمني بكلام ما سمعت أذناي بمثله قط , فما دريت ما اقول له .
* وذكر أبو عبيدة أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ ( ..فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ..)الحجر، فسجد , وقال سجدت لفصاحته .
* وسمع رجل آخر من المشركين رجلاً من المسلمين يقرأ (فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ) فقال أشهد أن مخلوقاً لا يقدر على مثلا هذا الكلام .
* وحكى الأصمعي أنه سمع جارية تتكلم بعبارة فصيحة وإشارة بليغة وهي خماسية او سداسية وهو تقول أستغفر الله من ذنوبي كلها , فقال لها مم تستغفرين ولم يجْرِ عليك قلم ؟ فقالت :
قتلت إنساناً بغير حلّه ..... مثل غزالٍ ناعمٍ في دَلّه .......... إنتصف الليل ولم أُصلَّهْ
فقال لها : قاتلك الله ما أفصحك !
فقال أَوَ يُعَدٌّ هذا فصاحة بعد قوله تعالى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )القصص.
فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين , وخبرين وبشارتين .
* وفي حديث إسلام أبي ذر : وصف أخاه أُنيساً فقال : والله ما سمعت بأشعر من اخي أنيس , لقد ناقض اثنى عشر شاعراً في الجاهلية أنا أحدهم , وإنه انطلق إلى مكة وجاءني , قلت فما يقول شاعر كاهن ساحر , ثم قال : لقد سمعت ما قاله الكهنة , فما هو بقولهم , ولقد وضعته على أقراء الشعر ( اي طرقه وأنواعه ) فلم يلتئم , وما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر , وإنه لصادق وإنهم لكاذبون .
* وروي في الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور ( اي بسورة الطور ) , فلما بلغ قوله الله ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ) , كاد قلبي يطير إلى الإسلام .
* وقد حُكي أن بن المقفع طلب معارضة القرآن وشرع فيه , فمرّ بصبي يقرأ ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ ) فرجع فمحا ما كتب , وقال أشهد أن هذا لا يُعارض , وما هو بكلام البشر .
* وكان يحي بن حكم الغزال بليغ الأندلس في زمانه , فحُكي أنه رام شيئاً من هذا ( أي معارضة القرآن ) فنظر في سورة الإخلاص ليأتي على أسلوبها , وينظم الكلام على منوالها , قال : فاعترتني منه خشية ورِقّة حملتني على التوبة والإنابة .
قلت : فهذا من شهادة العرب قديمهم وحديثهم من أهل البلاغة والشعر والفصاحة والأدب والفن في الأقوال ومن شهادة الكفار والمعارضين للقرآن وهم أعلم أهل الأرض باللغة والبيان فما إستطاعوا أن يأتوا بمثله بل حتى ما زمه أحد منهم ولكنهم شهدوا بلا مجال للشك أنه ليس بكلام بشر , وما قيل في كتاب هكذا أقوال من أهل علم كما قيل في القرآن .
ومن هذا الوجه فهو كاف لإقامة الحجة على غير العالم باللغة العربية إذ أن هذه الشهادات وردت من أعلم أهل الارض في اللغة وهم معارضي القرآن ,قال أسلافهم ممن هم ليسوا عرب أنهم لا يسلمون بإعجاز القرآن لأن لسانهم ليس عربي ولهؤلاء وهؤلاء أقول كان يكفي الغير ناطقين بالعربية إعتراف أساطين اللغة العربية وفطاحلها وعلمائها من عهد نزول القرآن إلى هذا الزمان أنه لم يجرؤ منهم رجل على الإتيان بمثل القرآن وفشل عن هذا التحدي القائم من أكثر من الف وربعمائة عام إلى نهاية الزمان مع انه لم يكن يتحدى المسلمين ولكن تحديه كان لكل مخالف معارض من الكفار والمشركين والملحدين فهو أبلغ , وإن كان هذا هكذا فشهادة أهل الفن في القول معتبرة , وأهل اللغة العربية عجزوا عن محاجة القرآن أو قبول التحدي فهو ملزم لكل عجمي غير عربي على وجه الأرض علماً أن اللغة العربية لا تقتصر على المسلمين كما هو مُعلوم فهناك من ينطق العربية من كل جنس ولون . فإن كانت الحجة أنه لا يعلم العربية فقد جئنا بالبينة من أهل اللغة العربية أفهو أعلم من هؤلاء ؟ولو أنه أعلم والله ما إستطاع أن يأتي بمثله ولا يقول قوله ولا يصل إلى بلاغته ولا إلى إعجازه ولا إلى سموه ولا إلى رقته وعذوبته ولا إلى طلاوته ولا إلى نظمه وفنه ونغمه ولا إلى ترتيب قوله ولا حصل عنده اليقين فيما يقول وما كان فيه من الصادقين وما أخبر عن الغيب القديم , ولا غيب قادم ولا غيب حاضر , وما وصل به إلى ما يصل به القرآن , وما كان كلامه يستحق التلاوة ولا تطمئن به القلوب ولا تقشعر منه الجلود , وما ذكر ماذكر القرآن وما حذر مما حذر منه القرآن وما توعد ولا وعد بما توعد ووعد به القرآن فالوعد بما تملك لا بما يملك غيرك . هذا والحمد لله رب العالمين على هذه النعمة. وهذا من باب الإلزام لكل من يقول لا أعلم فقد بينت له هذا فليعارضه إن إستطاع أو يأتي بمثله أو يأتي بكتاب فيه مثل هذا إن كان من الصادقين , أو ليشهد أن هذا لا يعارض وما هو بكلام بشر ,ورحم الله علمائنا ومشايخنا وأثابهم الله عنا خير وجعله في ميزان حسناتهم وصدق القائل منهم :
إن علامة جهل الرجل بالعربية أن يقول أنا آتي بمثل القرآن .
والوجه الآخر هو التحدي القائم منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وأبينه هكذا :
قال الله عز وجل متحدياً أهل اللغة والعلم بالعربية من المشركين في ذلك الزمان إمعاناً في إقامة الحجة عليهم في سورة الطور هكذا :
((أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) )) الطور
ثم تحداهم بعشر سور فقال تعالى في سورة هود الآيتان:
((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13)فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) ))
ثم تحداهم بسورة واحدة فقال في سورة البقرة :
(( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)))
ولكنهم لم ولن يفعلوا كما هو حالهم وحال غيرهم, بل هم وأمثالهم كما قال عنهم رب العزة سبحانه وتعالى وأخبرنا بحالهم وبحال من شابههم قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام
قال تعالى في سورة يونس :
(( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)))
فعجز جميع الخلق أن يعارضوا ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم كانت المعجزة في حد ذاتها نتيجة التحدي مسبقاً , فكانت وحدها دون غيرها معجزة , سجل على جميع الخلق العجز إلى يوم القيامة بقوله سورة الإسراء هكذا :
((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88)).
فأخبر من ذلك الزمان أن الإنس والجن إذا اجتمعوا لا يقدرون على معارضة القرآن بمثله فمعجزة لفظه ومعناه ومعارفه وعلومه أكمل معجزة وأعظم شأنا، والأمر كذلك ،فإنه لم يقدر أحد من العرب وغيرهم مع قوة عداوتهم وحرصهم على إبطال أمره بكل طريق وقدرتهم على أنواع الكلام أن يأتوا بمثله فهل يقدر غيرهم؟؟فليرونا ما عندهم إن كانوا صادقين .
ونحن نقول أن أي كتاب سوى القرآن يستطيع البشر أن يأتوا بمثله بل وأفضل منه في جميع الإتجاهات كما أنه لا كتاب جامع لكل الأمور الدنيوية والأخروية والتشريعية من جميع الجوانب كما هو القرآن . فكان هذا أكثر إمعاناً في إقامة الحجة على كل أهل الأرض من إنس وجن من عرب وعجم .
والوجه الثالث اللازم لإقامة الحجة على أهل الزمان من غير العرب ومن كل الخلق هو أن القرآن ليس معجزاً فقط في اللغة بل إن إعجاز القرآن في كل مجال تطرق له القرآن ولم يأت يوماً علي الإنسان منذ نزول القرآن ظهر ما يخالف القرآن وثبت عند الناس أن القرآن قد خالف العلم أو العقل والفطرة السليمة بل حكى عن أمور مستقبلية لم يكن يعلمها أهل ذلك الزمان لإقتصار علمهم على ما عندهم فثبتت صحتها بعد العشرات والمئات من السنين وهذا باب واسع ومجال عظيم كتب فيه من هم أعلم مني فقرأنا لهم وإستفدنا منهم وأسلم بسببه الكثر من العلماء والأطباء وشتى المجالات كلما إختص بحثه بمجال علمه في القرآن فثبت عنده أنه معجز وأنه ليس بكلام بشر وحتى لا أطيل فلتراجع هذه المواقع أدناه :
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php
مكنون الإعجاز العلمي في القرآن :
http://www.maknoon.com/e3jaz.php
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :
www.eajaz.com
الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم :
www.nooran.org
وغيرها الكثر من المراجع والمواقع إخترت منها لكم ما فات .
كتبه : ayoop2 خطاب المصري .
وللحديث بقية إن شاء الله ( يتبع )
الحمد لله مجري السحاب منزل الكتاب هازم الأحزاب والصلاة والسلام على من جاء بالحق وفصل الخطاب ما طلع نجم وأفل شهاب أما بعد :
فالقرآن كلام الله سبحانه معجزة بجميع المقاييس هو منظومة وهيكل إعجازي بني بالحروف والمعاني والأفكار والتشريعات بالإيحاءات والأصوات بالجمل والآيات بالوقفة والوصل وجواز الوقوف ومنعه بالمد والإضغام بالأعداد والإشارات والضمائر والأسماء بالأخبار والإخبار بالوعيد والتهديد بالترغيب والترهيب بالوصف والتوضيح بالتشويق والتنفير , نعم ,, كل حرف في القرآن وضع وفق نسق إلهي محكم وترتيب عالي سامي رقيق حكيم بعيد عن الخلل كل البعد .
ما أشير إليه هنا أن الإعجاز واقع في كل حرف وكل آية وكل سورة لذا فقد كان نبي الله يخاطب الكفار والمشركين على الملآ متحدياً طالباً منهم أن يأتو ولو بسورة من القرآن فعجزوا عن ذلك وإختاروا الحرب والسيف والسنان وخسارة المال والأولاد والأنفس على أن يأتوا بسورة من مثله ولو إستطاعوا لفعلوا ولكن الأمر أكبر من أن يفعلوه وستأتي الإشارة إلى هذا في موضعه إن شاء الله .
وإن كان الأمر هكذا فإنه حتى الحرف الواحد في القرآن معجز على ما سأوضح لاحقاً إن شاء الله رب العالمين ولكن بما أن القرآن الكريم منظومة معجزة كما أشرنا فلا يجب تقطيعه أو فصل حرف من حروفه والسؤال ما وجه الإعجاز في هذا الحرف دون بقية الأحرف ؟ فأحرف اللغة العربية كلها سواء هي حروف في مجملها وتركيباتها تكون كلمات وجمل يفهم منها معاني وأفكار . فلا يجب السؤال ما الإعجاز في الحرف ( ص ) ؟ فالحرف ( ص ) الوارد في القرآن هو نفس الحرف الوارد في غيره من الكتب لكن هذا الحرف أصبح معجزاً لوروده ضمن منظومه هي ذاتها معجزة بمجموعها وهذا لا ينفي أن تكون أجزاء تلك المنظومة معجزة أيضاً شرط ألا يكون الجزء مقسم فيفقد معناه أو يخرج خارج تلك المنظومة على ما سنوضح أيضاً إن شاء الله .
*نحن لم ندعي يوماً ولن ندعي أن القرآن معجز لغوياً فقط , ولم نحصر أوجه الإعجاز فيه بتاتاً ولم نحددها في مجالات دون الأخرى .
*إنه من المعلوم أن المعتبر في كل فن هو قول أهله.
لذا فإن الله سبحانه لم يرسل نبي ولا رسول بمعجزة إلا وكان قومه أشد الناس براعة فيها في ذلك الوقت أو أشد الناس حاجة لها فيكون أدعى وأوضح لإقامة الحجة على أهل ذلك الزمان .
بيد أن هناك فرق بين معجزة كل نبي فيما مضى وبين معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فمعجزة كل نبي يقام بها الحجة على قومه في ذلك الزمان بينما القرآن معجزة خالدة تقام به الحجة على أهل كل زمان .
وإن كان هذا هكذا فإننا لم ولن ندعي أن الأعاجم أو الغير عالمين باللغة العربية قادرين على فهم وجه الإعجاز في القرآن من هذا الجانب .
فإن سائل سائل فيكف تقام الحجة على الأعاجم أو غير العالمين باللغة العربية ؟
أقول بعون الله هناك وجوه لذلك منها كما أشرنا سابقاً أن المعتبر في كل فن هو قول أهله ويكفي كل غير عالم باللغة العربية أن يعرف قول أهل اللغة وأهل ذلك الفن في القرآن وما قالوه عنه , فأورد أمثلة هاهنا هكذا :
* رُوي أنه سمع الوليد بن المغيرة من النبي صلى الله عليه وسلم قول الله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [النحل: ٩٠] , فقال : والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ( أي الحسن والبهجة والقبول والسحر ) , وإن أسفله لمغدق ( اي كثير العطاء كالنخلة القوية الأصل جيدة الثمر ) وإن أعلاه لمثمر , ما يقول هذا بشر , وروي أيضاً أنه لما سمع القرآن رق قلبه , فجاءه أبو جهل وكان ابن أخيه منكراً عليه قال والله ما منكم أحد أعلم بالأشعار مني ! والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا .
* وروي أيضاً أنه ( أي الوليد ) جمع قريشاً عند حضور الموسم وقال : إن وفود العرب تَرِد فاجمعوا فيه رأياً لا يُكََّذب بعضكم بعضاً قالوا نقول كاهن , قال والله ما هو بكاهن ما بزمزمته ولا سجعه , قالوا نقول مجنون , قال ما هو بمجنون ولا بخنقه ولا وسوسته , قالوا نقول شاعر , قال ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومبسوطه ومقبوضه , قالوا نقول ساحر , قال ما هو بساحر ولا نفثه ولا عقده , قالوا فما نقول ؟ قال ما أنتم بقائلين شيئاً من هذا إلا وأنا أعرف أنه باطل , وإن أقرب القول أنه ساحر , ثم قال فإنه سحر يفرق بين المرء وإبنه والمرء وأخيه والمرء وزوجه , والمرء وعشيرته , فتفرقوا وجلسوا على السبل يحذرون الناس عن متابعة النبي , فأنزل الله تعالى في الوليد ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ) المدثر الآيات .
* وروي أن عتبة كلم النبي فيما جاء به من خلاف قومه فتلا عليه ( حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ...) إلى قوله ( أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ.. ) فأمسك عتبة بيده على فيه , وناشده الرحم أن يكف , وفي رواية فجعل النبي يقرأ وعتبه مصغٍ ملقٍ بيديه خلف ظهره معتمد عليهما حتى إنتهى إلى السجدة فسجد النبي , وقام عتبة لا يدري بِمَ يرجع إلى قومه حتى أتوه فاعتذر لهم , وقال والله لقد كلمني بكلام ما سمعت أذناي بمثله قط , فما دريت ما اقول له .
* وذكر أبو عبيدة أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ ( ..فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ..)الحجر، فسجد , وقال سجدت لفصاحته .
* وسمع رجل آخر من المشركين رجلاً من المسلمين يقرأ (فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ) فقال أشهد أن مخلوقاً لا يقدر على مثلا هذا الكلام .
* وحكى الأصمعي أنه سمع جارية تتكلم بعبارة فصيحة وإشارة بليغة وهي خماسية او سداسية وهو تقول أستغفر الله من ذنوبي كلها , فقال لها مم تستغفرين ولم يجْرِ عليك قلم ؟ فقالت :
قتلت إنساناً بغير حلّه ..... مثل غزالٍ ناعمٍ في دَلّه .......... إنتصف الليل ولم أُصلَّهْ
فقال لها : قاتلك الله ما أفصحك !
فقال أَوَ يُعَدٌّ هذا فصاحة بعد قوله تعالى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )القصص.
فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين , وخبرين وبشارتين .
* وفي حديث إسلام أبي ذر : وصف أخاه أُنيساً فقال : والله ما سمعت بأشعر من اخي أنيس , لقد ناقض اثنى عشر شاعراً في الجاهلية أنا أحدهم , وإنه انطلق إلى مكة وجاءني , قلت فما يقول شاعر كاهن ساحر , ثم قال : لقد سمعت ما قاله الكهنة , فما هو بقولهم , ولقد وضعته على أقراء الشعر ( اي طرقه وأنواعه ) فلم يلتئم , وما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر , وإنه لصادق وإنهم لكاذبون .
* وروي في الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور ( اي بسورة الطور ) , فلما بلغ قوله الله ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ) , كاد قلبي يطير إلى الإسلام .
* وقد حُكي أن بن المقفع طلب معارضة القرآن وشرع فيه , فمرّ بصبي يقرأ ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ ) فرجع فمحا ما كتب , وقال أشهد أن هذا لا يُعارض , وما هو بكلام البشر .
* وكان يحي بن حكم الغزال بليغ الأندلس في زمانه , فحُكي أنه رام شيئاً من هذا ( أي معارضة القرآن ) فنظر في سورة الإخلاص ليأتي على أسلوبها , وينظم الكلام على منوالها , قال : فاعترتني منه خشية ورِقّة حملتني على التوبة والإنابة .
قلت : فهذا من شهادة العرب قديمهم وحديثهم من أهل البلاغة والشعر والفصاحة والأدب والفن في الأقوال ومن شهادة الكفار والمعارضين للقرآن وهم أعلم أهل الأرض باللغة والبيان فما إستطاعوا أن يأتوا بمثله بل حتى ما زمه أحد منهم ولكنهم شهدوا بلا مجال للشك أنه ليس بكلام بشر , وما قيل في كتاب هكذا أقوال من أهل علم كما قيل في القرآن .
ومن هذا الوجه فهو كاف لإقامة الحجة على غير العالم باللغة العربية إذ أن هذه الشهادات وردت من أعلم أهل الارض في اللغة وهم معارضي القرآن ,قال أسلافهم ممن هم ليسوا عرب أنهم لا يسلمون بإعجاز القرآن لأن لسانهم ليس عربي ولهؤلاء وهؤلاء أقول كان يكفي الغير ناطقين بالعربية إعتراف أساطين اللغة العربية وفطاحلها وعلمائها من عهد نزول القرآن إلى هذا الزمان أنه لم يجرؤ منهم رجل على الإتيان بمثل القرآن وفشل عن هذا التحدي القائم من أكثر من الف وربعمائة عام إلى نهاية الزمان مع انه لم يكن يتحدى المسلمين ولكن تحديه كان لكل مخالف معارض من الكفار والمشركين والملحدين فهو أبلغ , وإن كان هذا هكذا فشهادة أهل الفن في القول معتبرة , وأهل اللغة العربية عجزوا عن محاجة القرآن أو قبول التحدي فهو ملزم لكل عجمي غير عربي على وجه الأرض علماً أن اللغة العربية لا تقتصر على المسلمين كما هو مُعلوم فهناك من ينطق العربية من كل جنس ولون . فإن كانت الحجة أنه لا يعلم العربية فقد جئنا بالبينة من أهل اللغة العربية أفهو أعلم من هؤلاء ؟ولو أنه أعلم والله ما إستطاع أن يأتي بمثله ولا يقول قوله ولا يصل إلى بلاغته ولا إلى إعجازه ولا إلى سموه ولا إلى رقته وعذوبته ولا إلى طلاوته ولا إلى نظمه وفنه ونغمه ولا إلى ترتيب قوله ولا حصل عنده اليقين فيما يقول وما كان فيه من الصادقين وما أخبر عن الغيب القديم , ولا غيب قادم ولا غيب حاضر , وما وصل به إلى ما يصل به القرآن , وما كان كلامه يستحق التلاوة ولا تطمئن به القلوب ولا تقشعر منه الجلود , وما ذكر ماذكر القرآن وما حذر مما حذر منه القرآن وما توعد ولا وعد بما توعد ووعد به القرآن فالوعد بما تملك لا بما يملك غيرك . هذا والحمد لله رب العالمين على هذه النعمة. وهذا من باب الإلزام لكل من يقول لا أعلم فقد بينت له هذا فليعارضه إن إستطاع أو يأتي بمثله أو يأتي بكتاب فيه مثل هذا إن كان من الصادقين , أو ليشهد أن هذا لا يعارض وما هو بكلام بشر ,ورحم الله علمائنا ومشايخنا وأثابهم الله عنا خير وجعله في ميزان حسناتهم وصدق القائل منهم :
إن علامة جهل الرجل بالعربية أن يقول أنا آتي بمثل القرآن .
والوجه الآخر هو التحدي القائم منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وأبينه هكذا :
قال الله عز وجل متحدياً أهل اللغة والعلم بالعربية من المشركين في ذلك الزمان إمعاناً في إقامة الحجة عليهم في سورة الطور هكذا :
((أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) )) الطور
ثم تحداهم بعشر سور فقال تعالى في سورة هود الآيتان:
((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13)فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) ))
ثم تحداهم بسورة واحدة فقال في سورة البقرة :
(( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)))
ولكنهم لم ولن يفعلوا كما هو حالهم وحال غيرهم, بل هم وأمثالهم كما قال عنهم رب العزة سبحانه وتعالى وأخبرنا بحالهم وبحال من شابههم قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام
قال تعالى في سورة يونس :
(( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)))
فعجز جميع الخلق أن يعارضوا ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم كانت المعجزة في حد ذاتها نتيجة التحدي مسبقاً , فكانت وحدها دون غيرها معجزة , سجل على جميع الخلق العجز إلى يوم القيامة بقوله سورة الإسراء هكذا :
((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88)).
فأخبر من ذلك الزمان أن الإنس والجن إذا اجتمعوا لا يقدرون على معارضة القرآن بمثله فمعجزة لفظه ومعناه ومعارفه وعلومه أكمل معجزة وأعظم شأنا، والأمر كذلك ،فإنه لم يقدر أحد من العرب وغيرهم مع قوة عداوتهم وحرصهم على إبطال أمره بكل طريق وقدرتهم على أنواع الكلام أن يأتوا بمثله فهل يقدر غيرهم؟؟فليرونا ما عندهم إن كانوا صادقين .
ونحن نقول أن أي كتاب سوى القرآن يستطيع البشر أن يأتوا بمثله بل وأفضل منه في جميع الإتجاهات كما أنه لا كتاب جامع لكل الأمور الدنيوية والأخروية والتشريعية من جميع الجوانب كما هو القرآن . فكان هذا أكثر إمعاناً في إقامة الحجة على كل أهل الأرض من إنس وجن من عرب وعجم .
والوجه الثالث اللازم لإقامة الحجة على أهل الزمان من غير العرب ومن كل الخلق هو أن القرآن ليس معجزاً فقط في اللغة بل إن إعجاز القرآن في كل مجال تطرق له القرآن ولم يأت يوماً علي الإنسان منذ نزول القرآن ظهر ما يخالف القرآن وثبت عند الناس أن القرآن قد خالف العلم أو العقل والفطرة السليمة بل حكى عن أمور مستقبلية لم يكن يعلمها أهل ذلك الزمان لإقتصار علمهم على ما عندهم فثبتت صحتها بعد العشرات والمئات من السنين وهذا باب واسع ومجال عظيم كتب فيه من هم أعلم مني فقرأنا لهم وإستفدنا منهم وأسلم بسببه الكثر من العلماء والأطباء وشتى المجالات كلما إختص بحثه بمجال علمه في القرآن فثبت عنده أنه معجز وأنه ليس بكلام بشر وحتى لا أطيل فلتراجع هذه المواقع أدناه :
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php
مكنون الإعجاز العلمي في القرآن :
http://www.maknoon.com/e3jaz.php
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :
www.eajaz.com
الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم :
www.nooran.org
وغيرها الكثر من المراجع والمواقع إخترت منها لكم ما فات .
كتبه : ayoop2 خطاب المصري .
وللحديث بقية إن شاء الله ( يتبع )
تعليق