إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أفنان ... عادت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أفنان ... عادت





    في وسط زحام تلك الوجوه.... وفي وسط ضجيج تلك المدرسة.... وقفت في وحدتي وحدي لا أحد معي.

    .
    .
    ها هو جرس الفرصة يقرع لاهثاً.. التلميذات كالفراش يتهافتن إلى الخروج من الفصل.. فضلت نفسي البقاء بالفصل؛ لا شيء يشجّعني على الخروج.. يال اتساع هذه المدرسة!! يال كثرة تلميذاتها!! يال وحدتي بها!!


    تناولت فطوري لوحدي.. كنت قبل ذلك أتناوله مع صديقاتي.. لقد تبدل كل شيء منذ انتقلت إلى هذه المدرسة.. هذه الوحدة التي حاصرتني تكاد تقذف بي إلى البعيد.. ولكني سرعان ما قتلت هذا الإحساس بسيف الأمل في هذه المدرسة.. هذا هو الشّعور الذي انتابني، وظلّت هذه الآية تتردد على لساني "
    وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" أعطتني أمل بحياة جديدة في هذه المدرسة.. هززت رأسي بالموافقة وبقيت أطلق النظر في تلك المدرسة الثانوية..
    قطع لحظات تفكيري ذلك الجرس الغاضب الهادر كأنّه جرس إنذار بالحرب...
    هكذا تطلق عليه التلميذات هذه التسمية.. حملت نفسي لأجلس على ذلك المقعد الخلفي.. إنّه مقعدي الجديد..
    تقاطرت التلميذات إلى الفصل متشاغلات بالضحك والمزاح، وفجأة قرع الباب قرعاً خفيفاً؛ إنّها فاطمة معلّمة التربية الإسلامية.. أحبّ وجهها المنير وقلبها الطّيب المرح.. هي أوّل من ابتسم في وجهي في هذه المدرسة.
    اجتمعت الطّالبات في الفصل وبدأ الدرس بتلاوة بعض الآيات المؤثرة.. ولكن فجأة ينتزعني صوت من أعماق إنصاتي.. أدقق السمع جيداً.. إنه نشيج لا يكاد يسمع.. أطلقت لبصري العنان للبحث عن مصدر الصوت؛ إنّها طالبة تجلس في المقعد السابع أمامي، تدعى أفنان.. لم يحس أحد بشيء.. بعد ذلك تم تفسير الآية وبذلك انتهى الدرس لهذا اليوم..
    أفنان.. اسم ظل بذاكرتي له ذكرى جميلة جدّا .. أفنان يا ترى ما قصّتها!!!!
    احتفظت بهذا السر لنفسي وأغلقت عليه قلبي وضيّعت مفتاحه.. بدأت أتطقس عن حال تلك التلميذة التي لفتت انتباهي وحازت على إعجابي بكل فخر.. ولكن لا أسمع إلاّ كلمة واحدة هي.. أفنان لم تعد كما كانت.. لقد تغيّرت أفنان عمّا كانت عليه.. كلمات لم أفهم معناها.. وبقيت في خاطري لها أثر.. يا ترى ما قصّتها!!
    كانت هذه الأفكار كالدّوامة تدور في رأسي، وأتخلّص منها بالاستعاذة دائماً من الشيطان الرّجيم، لا بد من اليوم الذي أتعرّف فيه على أفنان.. ويال المفاجأة لقد كان هذا اليوم قريباً.. قريباً جداً.. في حصّة التربية البدنية، تلاشت أفنان من أمامي وانزوت في زاوية في الملعب تقلّب صفحات مصحف صغير.. تبادرت الأسئلة في ذهني سؤال يجذبه سؤال.. المهم، بدأت التدريبات الرّياضيّة.. وعرفت فيما بعد أنّ أفنان ممنوعة من التدريبات الرّياضيّة طبيّاً.. ولكن لم أعرف ما هو السبب الطّبيّ.. ظلّ هذا السؤال يخيم في نفسي حتى تعثّرت قدمي ووقعت أرضاً.. هل أصبت يا علياء؟ هل أُصبت؟ تعالت الأصوات من حولي..
    أذنت لي المدّرسة بالجلوس في أيّ مكان لأستريح.. اخترت مكاناً يقرب مسافة من عزيزتي أفنان.. وبينما أنا أخرج زفرات منهكة.. وإذا بسمعي يتلذذ بتلاوة كلمات من القرآن الكريم ذات صوت رائع.. أحسست بشيء يجذبني لأقترب من مصدرها.. أحببت أن أكلمها ولكن الكلمات منّي لم تخرج، فجرفها سيل الإصرار والعزم إلى الأمام: "أفنان صوتك جميلٌ جداً"
    ساد في المكان هدوءٌ عجيب.. لم أعقب بعده بكلمة واحدة.. شقت تلك الكلمات ذلك السّكون الغامض بصوت من الحسرة والألم.. ولكنّه صوت المذنبين العاصين.. نظرت لعينيها التي ترقرقت بالدموع، ولاحت الدّموع بعيني.. ومن منّا ليس مذنباً يا عزيزتي!!! هاجت بالبكاء الطّاهر "ولكن أنا أختلف عنكم.. أنا أفنان التي أعدّت نفسها لتكون من أهل النّار فهل يغفر لها؟؟؟"
    تذكرت ضعفي أمام ربّي.. وتذكّرت ذلك النشيج الصّادق.. ورأيت تلك العينين الدّامعتين... خرجت من قلبي كلمات قوية شقّت صخور الألم بقلبها الصّغير، ((
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)) خرجت هذه الكلمات صافية نقية كنبع الماء من قلبي ليروي قلباً قد تعطّش لرحمة الله، اقتربت أفنان منّي وضمّتني لصدرها الدّافئ الحزين.. أحسست بأنّ قصة تدور بهذا القلب قد أغلقت الأبواب عليها فلا تستطيع الخروج، ضمَمْتها لي بقوّة وأنا أقول لها ما أجمل الحياة في ظلّ الأمل بالله.. أخذت يدي وهي تقول أنت التي أبحث عنها منذ زمن.. أنت.. لقد وجدتك أخيراً.. الحمد لله.. الحمد لله..
    تعاهدت القلوب قبل الألسنة على الأخوّة ومتابعة المسير إلى الله.. انتبهت إلى يدها وهي تساعدني للقيام.. آه لقد نسيت آلامي عندما عرفت ألم أختي.. لقد انتهت الحصة وحان وقت الانصراف.. أمسكت بيدها الداّفئة واتكأْتُ عليها.. حدقت بنا الأبصار باستغرابٍ عجيب؛ ما أسرع هذه الصّداقة!! مشينا في الطّريق معاً لا نبالي بما يقوله عنّا الآخرين.. وظلّت هذه الصّداقة -بالأحرى هي أخوّة في الله- تزداد يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة.. أصبحت أخوّتنا تدفعنا دائماً إلى الأمام.. في كل شيء: الطاعة في الله تعالى.. في بر الوالدين.. في الصبر على المصيبة.. في العمل لله.. كانت الأيّام جميلة برفقة أختي أفنان..
    كنت دائماً أحاول التعرّف على ما يدور بنفسها.. غير أنّ هناك باباً ظلّ مغلقاً في وجهي دائماً... لم أجد لهذا الباب مفتاحاً..
    حاولت الغوص في الأعماق.. أكاد أختنق؛ ما السر الذي لم تبح به أفنان؟؟ كلما أفاتحها بهذا الموضوع ترد عليّ بكلمات غريبة لا أفهم معناها: "السفر طويل، والزاد قليل، ولا وقت للمقيل، رحل الصّالحون وبقي المذنبون البائسون"
    تغيبت أفنان عن المدرسة، لا أعرف ما السبب.. ظلّ ذلك اليوم كئيباً وظللت أنتظر أفنان بفارغ الصّبر.. ظلّ المقعد فارغاً.. كانت تجلس بجانبي.. أفنان أختي يا ترى ماذا منعك اليوم عن الحضور؟ كنت أتمنّى وأنا معها أن لا ينقضي اليوم الدراسيّ أبداً.. ولكن اليوم أراه قد طال جداًّ.. لقد انتهى ذلك اليوم.. نعم لقد انتهى ولكن بماذا انتهى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    عدت للمنزل متلهّفة لسماع صوت أختي أفنان.. ولكن شيئاً يمنعني من أن أتّصل بها.. مضت تلك السّاعات بصورة عجيبة.. كيف مضت يا ترى؟
    وعند المساء جاءني إحساس غريب ورغبة عارمة في أن أتصل بها.. أفنان.. أفنان.. رفعت سماعة الهاتف وللمرة الأولى أحسّ بالخوف.. لماذا هذا الخوف الذي يتملّكني؟؟ لماذا؟؟؟
    يدي تحسّ بثقل شديد في الضّغط على الأزرار.. جسدي بدأ يرتعش كأنّي أحسّ بالموت يقترب منّي.. الموت.. الدّار الآخرة.. هذه الكلمات الأخيرة التي علقتها من تلك المكالمة.. يبس منّي اللسان.. واضطربت الجوارح والأركان.. وماتت الكلمات.. ما بقيت إلاّ كلمة واحدة: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله…. اللهمّ أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها..
    رحلت أفنان إلى الله قبلي.. رحلت وتركت وراءها حزناً لا يعلمه إلاّ الله.. ظلّت هذه الكلمات الطّاهرات تلازمني مدة حزني وألمي.. لن أرى أفنان بعد اليوم، لن أسمع صوتها وهي تتلو القرآن بعد اليوم.. لن أرى عيناها الصّامدتان..
    لن أرى.. لن أرى..
    لقد جاورت الحزن بعد رحيلها أيّاماً عديدة، ولكنّ الله أسكن الصبر بقلبي، وراودني أملٌ بلقائها.. نعم سأرى أفنان.. عرفت أنّ لقائي بأفنان كان قدراً، وكذلك رحيلها كان قدراً مقدوراً.. فلا اعتراض على قدر الله، وستبقى معي أفنان بروحها لنكمل الطّريق معاً..
    نعم رحلت أفنان ولكن تركت لي رسالة حزينة ملفوفة بدموع الأسى والألم.. مسطّرة بالنصيحة، ومكتوبة بالثقة بالله.. لم أحب أن يطلع أحد على فحوى تلك الرّسالة.. ولكن ما فيها دعاني إلى نشرها.. لتظل حياة أفنان عبرة لكل ّفتاة غارقة في تلك البحور العميقة.. وتلك الفجاج السّحيقة... رجوت قلمي أن يخطّ كلماتها، فأبى إلاّ بدموع الحزن والرّجاء.. ورجوت أوراقي أن تحمل مضمونها، فأبت إلاّ بدموع الفراق والألم….
    فما أثقل الحامل والمحمول!!!!!
    وما أطهر الكلمات والنّبرات!!!
    وما أصدق الكاتب والمؤلف!!!
    تناثرت الكلمات على تلك الأوراق البائسة تنشر شذى عطرها على كل قلب أحسّ بالألم يوماً.. أفنان كان عنوانها.. والموت كان أكفانها.. والرّحيل إلى الله كان طريقها..
    تعثّرت تلك الكلمات طويلاً على لسان ذلك القلم فكم أحبّ قلمي أفنان!! وكم اشتاق إلى لقائها!!


    تقول أفنان في رسالتها:

    هذه الكلمات ليست لأختي علياء فقط، ولكنّها لكلّ أخت قرأت قصّتي وعرفت اسمي.. لقد عاشت أفنان في مستنقعات المعاصي والذنوب طويلاً.. كل شيء كان يدعوني إلى المعصية.. البيت، التلفاز، أصدقاء السوء، الأهل، والأسواق، والموضات الغربية، الأغاني العربية والأجنبية، كلها كانت لافتات للطريق إلى جهنم وبئس المصير.. كنت تائهة في هذه الأوحال.. أفنان كانت كلمة جميلة على ألسنة الكثير من المعجبات.. أنت جميلة.. ما أجمل ثوبك!! بكم شريتيه؟؟ ما أجمل هذا الشّعر المتألّق!!!
    كنت أخادع الجميع وكذلك نفسي؛ كنت أظهر لهم الابتسامة وأنا أتمزق من الألم.. كلماتهم كانت تشجّعني على الاستمرار.. ولكن إلى متى؟؟ كانت كلمات جوفاء.. كاذبة مزيّفة..
    كلّما خلوت بنفسي تتساقط الدّموع من عيني.. ويزداد خفقان قلبي.. نسيت ربّي.. كيف سأقابله؟؟ كيف سأواصل حياتي بهذا الألم النّفسيّ القاسي؟؟ كيف الطّريق إلى النّجاة؟؟؟؟؟؟
    كلمات تدور بخاطري ولكن سرعان ما أتخلّص منها بالأمل الشيطاني في طول الحياة.. وبالرّغم من ذلك كلّه لم أرَ للحياة من لذّة.. هذا هو شعوري وشعور كل من هو في حالي ما دام بعيداً عن الله والدّار الآخرة…
    حاولت الانتحار أكثر من مرّة.. لم أجد من يحن عليّ في مصيبتي ومحنتي.. الجميع يضحك في وجهي ولا يدرون ما بداخلي.. الألم والحزن سكنت روحي ونفسي.. متى أتخلّص من هذا الكابوس؟؟ متى؟؟
    كان لا بد لهذه الغفلة من صفعة قوية تعيدني إلى رشدي.. وتفيقني من ذلك السّبات العميق.. صفعة هزّت كياني وأحيتني من جديد.. صفعة لم أتصوّرها في حياتي.. تغلغل ذلك الألم النّفسي إلى ألم جسدي يسري في كل أطرافي.. ألم لا أستطيع تحمّله، كأنيّ أنشر بالمناشير.. تغير ذلك الوجه الجميل وذلك القوام الرائع فهو ينتظر في أي لحظة نوبة جديدة لعلّها هي النوبة القاتلة.. لم يكن أحد يحس بي.. أبقيت ذلك سرّا بيني وبين نفسي، ولكن أعراض المرض ظهرت على جسدي.. أمّي.. أمّي.. الألم يكاد يقتلني.. أمّي.. أمّي .. جسدي يتقطّع من الألم.. لم أرَ نفسي إلاّ وأنا تحت أجهزة المستشفى والكلّ محيط بي.. أفنان أنت بخير الآن.. هذه الكلمات التي سمعتها في اللّحظات الأخيرة ثم أغمضت عيناي لتتولاني الرّحمة الإلهيّة.. لازمني مرض السرطان.. واتّخذ من جسدي مسكناً..
    تغيّرت حياتي بعد ذلك كلّياً، أصبحت أفنان التي تحب قيام الليل والمناجاة وقت السّحر بعد أن كانت لا تترك هذه اللّحظات الثمينة إلاّ وتعصي الله بها.. تلفاز.. أفلام خليعة.. وأغاني ماجنة.. أصبح القرآن دوائي ومناجاة ربّي شفائي.. وهبت حياتي لله – تعالى – فقد كانت كلماته تسري في روحي وكم رددت هذه الآية ودموعي تنسكب من عيني.. لتغسل ذنوب قلبي.. أردّدها وأحسّ بأنّ الدّنيا تردّدها معي.. ((
    أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ..)) هذا من فضل ربّي.. كم أحببت هذه الآية.. نعم الآن أحسّ بالسّعادة الحقيقيّة.. يا ليت كل فتاة تحسّ بهذه السّعادة مثلي.. توهّج قلبي بها فأحسست بلذّة الحياة مع الله.. نورٌ يخرج من روحي فينير كل ما حولي.. تمنّيت والله لو كان هذا المرض قصدني منذ زمن بعيد.. يا لها من سعادة ويا لها من فرصة للاعتذار إلى الله... كانت سعادتي بالله تطغى على ألم جسدي.. فأحسّ بالارتياح..
    هذه الكلمات يا قارئ خطّي ليست من نسج الخيال.. ولكن هذه حلاوة الطّريق إلى الله رغم الآلام والأحزان..
    أختي في الله علياء: وجدت معك الأخوّة الحقيقية.. فأسأل الله أن يجمعنا في الجنّة معاً كما جمعنا في الدنيا.."

    أفنــان.. لقد نجّاك الله من مستنقع الذّنوب والمعاصي..
    أفنــان.. لعل الله يختارك هذه السّنة لتكوني في جواره..
    أفنــان.. رحيل بلا قائد..
    أفنــان.. رحلة السّعادة الحقيقيّة..
    أفنــان.. قارب الرّجاء في بحر الرّحمة الإلهيّة..
    أفنــان.. وداعٌ يعقبه لقاء..

    جعلك الله ممّن قال فيهم: ((
    فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))

    هذه عبرة لمن أراد أن يعتبر قبل فوات الأوان…..



    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 06-03-2015, 01:16 AM. سبب آخر: وضع الآيات بالتشكيل

  • #2
    رد: قصة مؤثرة

    ياه يا لروعة هذه القصة التي تقطع لها الفؤاد و انهمرت لها الدموع
    يا ليت العاصي يعود قبل فوات الأوان
    بارك الله فيك أختي أم عبد الله على هذه القصة المؤثرة
    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 06-03-2015, 01:19 AM.
    اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

    ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
    ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

    تعليق


    • #3
      رد: قصة مؤثرة

      جزاكِ الله خيراً
      قصة مؤثرة أختي
      التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 31-07-2014, 12:00 AM.


      قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

      تعليق


      • #4
        رد: قصة مؤثرة

        جزاكـِ الله خير الجزاء قصه رائعه
        اللهم اختم لنا بحسن الخاتمه وسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
        اللهم امين
        اللهم فرج كربنا وهمنا ويسر لنا امرنا وقدر لنا الخيرحيثما كان ورضنا به ويسر امر ابى واخى وفرج كربهما ورزق ابى واخى رزقا حلال طيب مُبارك فيه من حيث لا يعلمون ولا يدرون اللهم امين
        أسأل كل من يرئ هذا التوقيع ان يقول امين من كل قلبه

        تعليق


        • #5
          رد: قصة مؤثرة

          جزاكـِ الله خيراً أختى
          ام عبد الله
          نفع الله بكـِ أختي

          اللهم ارزقنا التوبة النصوح قبل الموت, والراحة عند الموت, والبشرى برحمتك عند الفزع, ولا حول ولا قوة إلا بك.
          التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 31-07-2014, 12:01 AM.
          إلهى أنت رحمانى .... فصرف عنى أحزانى
          رحمــــاك ربى

          تعليق


          • #6
            رد: قصة مؤثرة

            جزاكي الله خيرا اختي ام عبد الله

            الله مااحسن ختامنا يااااااااااارب
            والله قصه مؤثره فعلا
            ربنا يكرمك يااختي

            تعليق


            • #7
              رد: قصة مؤثرة

              لا اله الا الله
              قصة مؤثرة
              بارك الله فيك اختنا الغالية ام عبدالله


              سبحان الله وبحمده ..عدد خلقه ومداد كلماته وزنة عرشه
              استثمر عمرك بمضاعفة ذكرك


              تعليق


              • #8
                رد: قصة مؤثرة

                لاحول ولا قوة إلا بالله
                والله المستعان
                جزاك الله خيرا أخيتي على هذه القصة والتي والله عجزت أن أتفوه بكلمة ولسان حالي يقول
                متي اليقظة والرجوع إلى رب البريات وغافر الذنوب والزلات
                جعلك الله من أهل الفردو الأعلى أخيتي
                أم عبدالله

                التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 31-07-2014, 12:01 AM.
                ~ كلمات من ذهب ~
                [FLV]http://www.archive.org/download/kalemat.flv/kalemat.flv[/FLV]


                تعليق


                • #9
                  رد: قصة مؤثرة

                  المشاركة الأصلية بواسطة أسماء9729 مشاهدة المشاركة
                  لاحول ولا قوة إلا بالله

                  والله المستعان
                  جزاك الله خيرا أخيتي على هذه القصة والتي والله عجزت أن أتفوه بكلمة ولسان حالي يقول
                  متي اليقظة والرجوع إلى رب البريات وغافر الذنوب والزلات
                  جعلك الله من أهل الفردو الأعلى أخيتي
                  أم عبدالله

                  اللهم امين ... اللهم امين .... اللهم امين
                  جزاكى الله خيرا جعلنا واياك من اهل الفردوس الاعلى
                  التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 31-07-2014, 12:01 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: قصة مؤثرة

                    اللهم ارحمنا جميعا واجعلنا من الصالحات

                    قصة رائعة جدا
                    اللهم أنصر الإسلام وأعز المسلمين
                    اللهم أرزقني حلاوة حفظ كتابك..
                    اللهم أجعل لا إله إلا الله آخر كلامي..

                    تعليق


                    • #11
                      أفنان ... عادت

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      حينما يكون البلاء .. تنبيها
                      وحينما يكون المرض .. نعمة
                      وحينما يكون الاختبار .. رسالة
                      وحينما يكون ما يحزن غيرك .. سببا في سعادة سرمدية " لك " وربما لغيرك..
                      هذا ما جال بخاطري عندما وقعت بين يدي هذي المقالة
                      سبحان الله !!!
                      نسأل الله ان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه


                      وهذه هي القصة - منقولة من موقع طريق الاسلام
                      بسم الله الرحمن الرحيم


                      في وسط زحام تلك الوجوه.... وفي وسط ضجيج تلك المدرسة.... وقفت في وحدتي وحدي لا أحد معي...
                      ها هو جرس الفرصة يقرع لاهثاً.. التلميذات كالفراش يتهافتن إلى الخروج من الفصل.. فضلت نفسي البقاء بالفصل ؛ لا شيء يشجّعني على الخروج.. يال اتساع هذه المدرسة!! يال كثرة تلميذاتها!! يال وحدتي بها!!


                      تناولت فطوري لوحدي.. كنت قبل ذلك أتناوله مع صديقاتي.. لقد تبدل كل شيء منذ انتقلت إلى هذه المدرسة.. هذه الوحدة التي حاصرتني تكاد تقذف بي إلى البعيد.. ولكني سرعان ما قتلت هذا الإحساس بسيف الأمل في هذه المدرسة.. هذا هو الشّعور الذي انتابني، وظلّت هذه الآية تتردد على لساني {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم} أعطتني أملاً بحياة جديدة في هذه المدرسة.. هززت رأسي بالموافقة وبقيت أطلق النظر في تلك المدرسة الثانوية..
                      قطع لحظات تفكيري ذلك الجرس الغاضب الهادر كأنّه جرس إنذار بالحرب...
                      هكذا تطلق عليه التلميذات هذه التسمية.. حملت نفسي لأجلس على ذلك المقعد الخلفي.. إنّه مقعدي الجديد..
                      تقاطرت التلميذات إلى الفصل متشاغلات بالضحك والمزاح، وفجأة قُرع الباب قرعاً خفيفاً ؛ إنّها فاطمة معلّمة التربية الإسلامية.. أحبّ وجهها المنير وقلبها الطّيب المرح.. هي أوّل من ابتسم في وجهي في هذه المدرسة.


                      اجتمعت الطّالبات في الفصل وبدأ الدرس بتلاوة بعض الآيات المؤثرة.. ولكن فجأة ينتزعني صوت من أعماق إنصاتي.. أدقق السمع جيداً.. إنه نشيج لا يكاد يسمع.. أطلقت لبصري العنان للبحث عن مصدر الصوت ؛ إنّها طالبة تجلس في المقعد السابع أمامي، تدعى أفنان.. لم يحس أحد بشيء.. بعد ذلك تم تفسير الآية وبذلك انتهى الدرس لهذا اليوم..
                      أفنان.. اسم ظل بذاكرتي له ذكرى جميلة جدّا .. أفنان يا ترى ما قصّتها!!!!

                      احتفظت بهذا السر لنفسي وأغلقت عليه قلبي وضيّعت مفتاحه.. بدأت أتطقس عن حال تلك التلميذة التي لفتت انتباهي وحازت على إعجابي بكل فخر.. ولكن لا أسمع إلاّ كلمة واحدة هي.. أفنان لم تعد كما كانت.. لقد تغيّرت أفنان عمّا كانت عليه.. كلمات لم أفهم معناها.. وبقيت في خاطري لها أثر.. يا ترى ما قصّتها!!

                      كانت هذه الأفكار كالدّوامة تدور في رأسي، وأتخلّص منها بالاستعاذة دائماً من الشيطان الرّجيم ، لا بد من اليوم الذي أتعرّف فيه على أفنان.. ويال المفاجأة لقد كان هذا اليوم قريباً.. قريباً جداً.. في حصّة التربية البدنية، تلاشت أفنان من أمامي وانزوت في زاوية في الملعب تقلّب صفحات مصحف صغير.. تبادرت الأسئلة في ذهني سؤال يجذبه سؤال.. المهم، بدأت التدريبات الرّياضيّة.. وعرفت فيما بعد أنّ أفنان ممنوعة من التدريبات الرّياضيّة طبيّاً.. ولكن لم أعرف ما هو السبب الطّبيّ.. ظلّ هذا السؤال يخيم في نفسي حتى تعثّرت قدمي ووقعت أرضاً.. هل أصبت يا علياء؟ هل أُصبت؟ تعالت الأصوات من حولي..

                      أذنت لي المدّرسة بالجلوس في أيّ مكان لأستريح.. اخترت مكاناً يقرب مسافة من عزيزتي أفنان.. وبينما أنا أخرج زفرات منهكة.. وإذا بسمعي يتلذذ بتلاوة كلمات من القرآن الكريم ذات صوت رائع.. أحسست بشيء يجذبني لأقترب من مصدرها.. أحببت أن أكلمها ولكن الكلمات منّي لم تخرج ، فجرفها سيل الإصرار والعزم إلى الأمام: "أفنان صوتك جميلٌ جداً"

                      ساد في المكان هدوءٌ عجيب.. لم أعقب بعده بكلمة واحدة.. شقت تلك الكلمات ذلك السّكون الغامض بصوت من الحسرة والألم.. ولكنّه صوت المذنبين العاصين.. نظرت لعينيها التي ترقرقت بالدموع ، ولاحت الدّموع بعيني.. ومن منّا ليس مذنباً يا عزيزتي!!! هاجت بالبكاء الطّاهر "ولكن أنا أختلف عنكم.. أنا أفنان التي أعدّت نفسها لتكون من أهل النّار فهل يغفر لها؟؟؟"

                      تذكرت ضعفي أمام ربّي.. وتذكّرت ذلك النشيج الصّادق.. ورأيت تلك العينين الدّامعتين... خرجت من قلبي كلمات قوية شقّت صخور الألم بقلبها الصّغير ، { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذّنوب جميعاً }خرجت هذه الكلمات صافية نقية كنبع الماء من قلبي ليروي قلباً قد تعطّش لرحمة الله ، اقتربت أفنان منّي وضمّتني لصدرها الدّافئ الحزين.. أحسست بأنّ قصة تدور بهذا القلب قد أغلقت الأبواب عليها فلا تستطيع الخروج ، ضمَمْتها لي بقوّة وأنا أقول لها ما أجمل الحياة في ظلّ الأمل بالله.. أخذت يدي وهي تقول أنت التي أبحث عنها منذ زمن.. أنت.. لقد وجدتك أخيراً.. الحمد لله.. الحمد لله..

                      تعاهدت القلوب قبل الألسنة على الأخوّة ومتابعة المسير إلى الله.. انتبهت إلى يدها وهي تساعدني للقيام.. آه لقد نسيت آلامي عندما عرفت ألم أختي.. لقد انتهت الحصة وحان وقت الانصراف.. أمسكت بيدها الداّفئة واتكأْتُ عليها.. حدقت بنا الأبصار باستغرابٍ عجيب ؛ ما أسرع هذه الصّداقة!! مشينا في الطّريق معاً لا نبالي بما يقوله عنّا الآخرون.. وظلّت هذه الصّداقة -بالأحرى هي أخوّة في الله- تزداد يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة.. أصبحت أخوّتنا تدفعنا دائماً إلى الأمام.. في كل شيء : الطاعة في الله تعالى.. في بر الوالدين.. في الصبر على المصيبة.. في العمل لله.. كانت الأيّام جميلة برفقة أختي أفنان..

                      كنت دائماً أحاول التعرّف على ما يدور بنفسها.. غير أنّ هناك باباً ظلّ مغلقاً في وجهي دائماً... لم أجد لهذا الباب مفتاحاً..
                      حاولت الغوص في الأعماق.. أكاد أختنق ؛ ما السر الذي لم تـبُـح به أفنان ؟؟ كلما أفاتحها بهذا الموضوع ترد عليّ بكلمات غريبة لا أفهم معناها: "السفر طويل ، والزاد قليل ، ولا وقت للمقيل ، رحل الصّالحون وبقي المذنبون البائسون"


                      تغيبت أفنان عن المدرسة، لا أعرف ما السبب.. ظللت ذلك اليوم كئيبة وظللت أنتظر أفنان بفارغ الصّبر.. ظلّ المقعد فارغاً.. كانت تجلس بجانبي.. أفنان أختي يا ترى ماذا منعك اليوم عن الحضور ؟ كنت أتمنّى وأنا معها أن لا ينقضي اليوم الدراسيّ أبداً.. ولكن اليوم أراه قد طال جداًّ.. لقد انتهى ذلك اليوم.. نعم لقد انتهى ولكن بماذا انتهى؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                      عدت للمنزل متلهّفة لسماع صوت أختي أفنان.. ولكن شيئاً يمنعني من أن أتّصل بها.. مضت تلك السّاعات بصورة عجيبة.. كيف مضت يا ترى ؟

                      وعند المساء جاءني إحساس غريب ورغبة عارمة في أن أتصل بها.. أفنان.. أفنان.. رفعت سماعة الهاتف وللمرة الأولى أحسّ بالخوف.. لماذا هذا الخوف الذي يتملّكني؟؟ لماذا؟؟؟

                      يدي تحسّ بثقل شديد في الضّغط على الأزرار.. جسدي بدأ يرتعش كأنّي أحسّ بالموت يقترب منّي.. الموت.. الدّار الآخرة.. هذه الكلمات الأخيرة التي علقتها من تلك المكالمة.. يبس منّي اللسان.. واضطربت الجوارح والأركان.. وماتت الكلمات.. ما بقيت إلاّ كلمة واحدة : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله…. اللهمّ أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها..

                      رحلت أفنان إلى الله قبلي.. رحلت وتركت وراءها حزناً لا يعلمه إلاّ الله.. ظلّت هذه الكلمات الطّاهرات تلازمني مدة حزني وألمي.. لن أرى أفنان بعد اليوم ، لن أسمع صوتها وهي تتلو القرآن بعد اليوم.. لن أرى عينيها الصّامدتين..
                      لن أرى.. لن أرى..

                      لقد جاورت الحزن بعد رحيلها أيّاماً عديدة ، ولكنّ الله أسكن الصبر بقلبي ، وراودني أملٌ بلقائها.. نعم سأرى أفنان.. عرفت أنّ لقائي بأفنان كان قدراً، وكذلك رحيلها كان قدراً مقدوراً.. فلا اعتراض على قدر الله ، وستبقى معي أفنان بروحها لنكمل الطّريق معاً..

                      نعم رحلت أفنان ولكن تركت لي رسالة حزينة ملفوفة بدموع الأسى والألم.. مسطّرة بالنصيحة ، ومكتوبة بالثقة بالله.. لم أحب أن يطلع أحد على فحوى تلك الرّسالة.. ولكن ما فيها دعاني إلى نشرها.. لتظل حياة أفنان عبرة لكل ّفتاة غارقة في تلك البحور العميقة.. وتلك الفجاج السّحيقة... رجوت قلمي أن يخطّ كلماتها ، فأبى إلاّ بدموع الحزن والرّجاء.. ورجوت أوراقي أن تحمل مضمونها ، فأبت إلاّ بدموع الفراق والألم….
                      فما أثقل الحامل والمحمول!!!!!
                      وما أطهر الكلمات والنّبرات!!!
                      وما أصدق الكاتب والمؤلف!!!


                      تناثرت الكلمات على تلك الأوراق البائسة تنشر شذى عطرها على كل قلب أحسّ بالألم يوماً.. أفنان كان عنوانها.. والموت كان أكفانها.. والرّحيل إلى الله كان طريقها..

                      تعثّرت تلك الكلمات طويلاً على لسان ذلك القلم فكم أحبّ قلمي أفنان!! وكم اشتاق إلى لقائها!!

                      تقول أفنان في رسالتها:

                      هذه الكلمات ليست لأختي علياء فقط، ولكنّها لكلّ أخت قرأت قصّتي وعرفت اسمي.. لقد عاشت أفنان في مستنقعات المعاصي والذنوب طويلاً.. كل شيء كان يدعوني إلى المعصية.. البيت، التلفاز، أصدقاء السوء، الأهل، والأسواق، والموضات الغربية، الأغاني العربية والأجنبية، كلها كانت لافتات للطريق إلى جهنم وبئس المصير.. كنت تائهة في هذه الأوحال.. أفنان كانت كلمة جميلة على ألسنة الكثير من المعجبات.. أنت جميلة.. ما أجمل ثوبك!! بكم شريتيه؟؟ ما أجمل هذا الشّعر المتألّق!!!

                      كنت أخادع الجميع وكذلك نفسي؛ كنت أظهر لهم الابتسامة وأنا أتمزق من الألم.. كلماتهم كانت تشجّعني على الاستمرار.. ولكن إلى متى؟؟ كانت كلمات جوفاء.. كاذبة مزيّفة..
                      كلّما خلوت بنفسي تتساقط الدّموع من عيني.. ويزداد خفقان قلبي.. نسيت ربّي.. كيف سأقابله؟؟ كيف سأواصل حياتي بهذا الألم النّفسيّ القاسي؟؟ كيف الطّريق إلى النّجاة؟؟؟؟؟؟
                      كلمات تدور بخاطري ولكن سرعان ما أتخلّص منها بالأمل الشيطاني في طول الحياة.. وبالرّغم من ذلك كلّه لم أرَ للحياة من لذّة.. هذا هو شعوري وشعور كل من هو في حالي ما دام بعيداً عن الله والدّار الآخرة…


                      حاولت الانتحار أكثر من مرّة.. لم أجد من يحن عليّ في مصيبتي ومحنتي.. الجميع يضحك في وجهي ولا يدرون ما بداخلي.. الألم والحزن سكنت روحي ونفسي.. متى أتخلّص من هذا الكابوس؟؟ متى؟؟

                      كان لا بد لهذه الغفلة من صفعة قوية تعيدني إلى رشدي.. وتفيقني من ذلك السّبات العميق.. صفعة هزّت كياني وأحيتني من جديد.. صفعة لم أتصوّرها في حياتي.. تغلغل ذلك الألم النّفسي إلى ألم جسدي يسري في كل أطرافي.. ألم لا أستطيع تحمّله، كأنيّ أنشر بالمناشير.. تغير ذلك الوجه الجميل وذلك القوام الرائع فهو ينتظر في أي لحظة نوبة جديدة لعلّها هي النوبة القاتلة.. لم يكن أحد يحس بي.. أبقيت ذلك سرّا بيني وبين نفسي، ولكن أعراض المرض ظهرت على جسدي.. أمّي.. أمّي.. الألم يكاد يقتلني.. أمّي.. أمّي .. جسدي يتقطّع من الألم.. لم أرَ نفسي إلاّ وأنا تحت أجهزة المستشفى والكلّ محيط بي.. أفنان أنت بخير الآن.. هذه الكلمات التي سمعتها في اللّحظات الأخيرة ثم أغمضت عيناي لتتولاني الرّحمة الإلهيّة.. لازمني مرض السرطان.. واتّخذ من جسدي مسكناً..

                      تغيّرت حياتي بعد ذلك كلّياً، أصبحت أفنان التي تحب قيام الليل والمناجاة وقت السّحر بعد أن كانت لا تترك هذه اللّحظات الثمينة إلاّ وتعصي الله بها.. تلفاز.. أفلام خليعة.. وأغاني ماجنة.. أصبح القرآن دوائي ومناجاة ربّي شفائي.. وهبت حياتي لله – تعالى – فقد كانت كلماته تسري في روحي وكم رددت هذه الآية ودموعي تنسكب من عيني.. لتغسل ذنوب قلبي.. أردّدها وأحسّ بأنّ الدّنيا تردّدها معي.. {أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس.. } هذا من فضل ربّي.. كم أحببت هذه الآية.. نعم الآن أحسّ بالسّعادة الحقيقيّة.. يا ليت كل فتاة تحسّ بهذه السّعادة مثلي.. توهّج قلبي بها فأحسست بلذّة الحياة مع الله.. نورٌ يخرج من روحي فينير كل ما حولي.. تمنّيت والله لو كان هذا المرض قصدني منذ زمن بعيد لعلي كنت أتنبه وأسلك الطريق إلى الله .. يا لها من سعادة ويا لها من فرصة للاعتذار إلى الله... كانت سعادتي بالله تطغى على ألم جسدي.. فأحسّ بالارتياح..

                      هذه الكلمات يا قارئ خطّي ليست من نسج الخيال.. ولكن هذه حلاوة الطّريق إلى الله رغم الآلام والأحزان..

                      أختي في الله علياء: وجدت معك الأخوّة الحقيقية.. فأسأل الله أن يجمعنا في الجنّة معاً كما جمعنا في الدنيا.."


                      أفنــان.. لقد نجّاك الله من مستنقع الذّنوب والمعاصي..
                      أفنــان.. لعل الله يختارك هذه السّنة لتكوني في جواره..
                      أفنــان.. رحيل بلا قائد..
                      أفنــان.. رحلة السّعادة الحقيقيّة..
                      أفنــان.. قارب الرّجاء في بحر الرّحمة الإلهيّة..
                      أفنــان.. وداعٌ يعقبه لقاء..

                      { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون }




                      هذه عبرة لمن أراد أن يعتبر قبل فوات الأوان…..

                      اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
                      اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                      القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
                      إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

                      تعليق


                      • #12
                        رد: أفنان ... عادت

                        قصة مؤثرة بارك الله فيك ونفع بك
                        اللهم ارزقنا توبة قبل الممات وارضى عنا واختم بالصاحات أعمالنا ... آآآآآآآمين

                        تعليق


                        • #13
                          رد: أفنان ... عادت

                          جزاكم الله خيرا اختنا
                          اسال الله ان يتغمدها بواسع رحمته وجميع موتى المسلمين
                          امل لا ينقطع = حاملة الرايه
                          انتظروا قسم القصص الدعويه في ثوبه الجديد قريبا ان شاء الله

                          تعليق


                          • #14
                            رد: أفنان ... عادت

                            بارك الله فيكِ أختى الغالية ونفع بكِ
                            وجعله الله فى موازين حسناتك
                            اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى بدون حساب ولا سابقة عذاب
                            عـندمـا يـوزع الله الأقدار ، و لا يمنحـني شيئا أريـــده...
                            أدرك تـــمامـــا أن الله سيمنحني شيئـــا أجـــمل ،
                            شيئـــا يعجـــز الجميـــع عن منحـــي ايـــاه
                            انــهـــــا ثــقـــتـــي بـــربـــــي
                            اللهـــم...اجعـــل حياتـــي كلها كما تريـــد

                            تعليق


                            • #15
                              رد: أفنان ... عادت

                              أفنان كانت كلمة جميلة على ألسنة الكثير من المعجبات.. أنت جميلة.. ما أجمل ثوبك!! بكم شريتيه؟؟ ما أجمل هذا الشّعر المتألّق!!!

                              كنت أخادع الجميع وكذلك نفسي؛ كنت أظهر لهم الابتسامة وأنا أتمزق من الألم.. كلماتهم كانت تشجّعني على الاستمرار.. ولكن إلى متى؟؟ كانت كلمات جوفاء.. كاذبة مزيّفة..
                              ]g,rjn fs uvtj
                              جزاكى الله خيراا


                              دلوقتى بس عرفت معنى المثل دا
                              انه الكلام المعسول زيه زى الايس كريم لما بيقع على الارض فبيسيح ومش بنستفاد منه تانى

                              ياااه

                              جزاكى الله اختى

                              تعليق

                              يعمل...
                              X