الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
قال الخطابي: "النصيحة: كلمة يُعبَّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له... وأصل النصح في اللغة: الخلوص، يُقال: نصحت العسل إذا خلصته من الشمع"، ويقال: إن هذه الكلمة "النصيحة" من وجيز الأسماء ومختصر الكلام؛ فإنه ليس في كلام العرب كلمة مفردة يُستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة حتى يضم إليها شيء آخر، ويقال: إن أصل النصيحة مأخوذ من قولهم: نصح الرجل ثوبه، إذا خاطه، والنصاح: الخيط، شبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من إصلاح المنصوح له بفعل الخياط فيما يسده من خلل الثوب ويجمعه من الصلاح فيه.
وجماع النصيحة لعامة المسلمين: تعليمهم ما يجهلونه من أمر الدين، وإرشادهم إلى مصالحهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، والترحم على صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة.
فدليل محبتك لإخوانك المسلمين، وعلامة رأفتك ورحمتك بهم أن تقوم بمناصحتهم، ووصيتهم بالحق؛ لما في ذلك من ربح، يقول الله -تعالى-: {وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].
ولأهمية هذه الصورة في الإسلام جعلها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الدين كله؛ فقال: «"الدِّينُ النَّصِيحَةُ"، قُال الصحابة: "لِمَنْ؟"، قَالَ: "لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ"» [رواه مسلم]، والنصيحة شعار المؤمنين، وهي واجبة عند أهل العلم.
إن النصيحة الصادقة تصدر من قلب محب مشفق رحيم بالمؤمنين، وهذا هو الوصف الذي كان يتحلى به رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، والرحمة فيما بين المسلمين خلق يتواصى به المؤمنون: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 17].
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له، والشفقة عليه، والغيرة له؛ وعليه فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورأفة، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه، والإحسان إلى خلقه".
فهي دعوة إلى إصلاح يجب أن يتمحض فيها الإخلاص لله -سبحانه وتعالى-، مع المحافظة على مشاعر المنصوح على نحو ما سبق؛ لئلا ينقلب النصح مخاصمة وجدالاً، وشرًّا أو نزاعًا.
قال ابن حبان: "الواجب على العاقل لزوم النصيحة للمسلمين كافة... إذ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كان يشترط على من بايعه من أصحابه النصح لكل مسلم".
خير الإخوان أشدهم مبالغة في النصيحة؛ يقول ابن رجب -رحمه الله-: "ومن أنواع النصح لعامة المسلمين: دفع الأذى والمكروه عنهم، وإيثار فقيرهم، وتعليم جاهلهم، ورد مّنْ زاغ منهم عن الحق في قول أو عمل بالتلطف في ردهم إلى الحق، والرفق بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ محبةً لإزالة فسادهم، ولو بحصول ضرر له في دنياه؛ كما قال بعض السلف: "وددت أن الخَلق كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض". وقال آخر: "وددت أن الله -تعالى- يُطاع وأني عبد مملوك".
وكان عمر بن عبد العزيز يقول: "يا ليتني عملت فيكم بكتاب الله وعملتم به، فكلما عملتُ فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون آخر شيء منها خروج نفسي".
وقال بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده، ويحببون عباد الله إلى الله، ويسعون في الأرض بالنصيحة".
وسُئل ابن المبارك: "أي الأعمال أفضل؟" قال: "النصح لله". انتهى بتصرف واختصار.
إن من خصائص النصيحة أنها شعار للمؤمنين، وهي مظهر من مظاهر الحكمة في الدعوة، وهي إحسان إلى الخلق، ودعوة إصلاح وتقويم إلى الصراط المستقيم، ودليل محبة، وعلامة رأفة ورحمة للمسلمين.
والنصيحة يصاحبها أهداف سامية جدًّا بالغة السمو؛ فمن أهدافها تحقيق معاني الأخوة بين المسلم وأخيه، وبين الداعي والمدعو.
وأيضًا من أهدافها: المشي بالدعوة مع المدعو في مسارها الصحيح بالتعديل والتوجيه والنصح.
ومن وسائل النصيحة: الموعظة البليغة، والكتاب والشريط، وكذلك الكتابة إليه في رسالة بأسلوب مهذب وراقٍ، وعرض الخطأ عليه من باب الاستشارة، وذكر أدلة هذا الخطأ دون المساس به كمرتكب لهذا الخطأ -طريق غير مباشر-،إلى غير ذلك من الوسائل.
وعلى الناصح أن يكون عالمًا بالحكم الشرعي لما يأمر به وينهى عنه، عاملاً بما ينصح به الناس ،مطبِّقـًا له على نفسه، متحريًا الطريقة المناسبة عند النصح.
شروط النصيحة:
1- الإخلاص.
2- اللين والرفق "تقديمها في صورة جيدة":
تقديمها في صورة مشرفة لا لوم فيها ولا تعنيف؛ خالية من جرح شعور المنصوح أو إظهاره في صورة المخالف الجاهل، فهذا شرط في قبول النصيحة والاستفادة منها.
دخل أحد الوعَّاظ على أحد الأمراء فأغلظ عليه في القول، وأسرف في النكير؛ فقال له: "ما هكذا تكون النصيحة؛ إن الله -عز وجل- قد أرسل من هو خير منك إلى من هو شر مني، وأمرهما أن يلينا له في القول، ويحسنا العرض؛ فقال -عز من قائل-: {اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} [طه: 43-44]".
3- الإسرار بالنصيحة: وهذا شرط مهم جدًّا، ولذلك سنتكلم عليه ببعض الاستفاضة؛ فإن قصد المؤمن الصادق النقي: النصيحة الصادقة، وقصد الذي يُبطن الإضرار من وراء النصيحة: الفضيحة، وشتان من قصده النصيحة ومن قصده الفضيحة..!! والنصيحة الصادقة تقضي بأن يُحسن المسلم نصح أخيه، فينصح له سرًّا، ويُظهر له في نصحه حرصه عليه وحبه له، ولا يقف منه في نصحه موقف المتعالي، ولا يفضح أمره ويكشف سره؛ فإنَّ فضح أمره وكشف عيبه من إشاعة الفاحشة، والله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [سورة النور: 19].
وفي هذا المعنى يقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير".
وكانوا يقولون: "من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره"، ذلك أن الناصح الصادق ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له؛ وإنما غرضه إزالة المفسدة وإخراج أخيه من غوائلها.
وكما قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "من وعظ أخاه سرًّا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه".
ثم نصيحة العلانية تجرِّئ الناس على الذنوب وتشهرها، وفي هذا يقول أهل العلم: "اجتهد أن تستر العصاة؛ فإن ظهور عوراتهم وهنٌ للإسلام، أحق شيء بالستر العورة".
وأيضًا لا يختلف اثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس، فكل الناس يكرهون أن تـُبرز عيوبهم أمام الناس، ولكن إذا أخُذ الرجل جانبًا ونـُصِح على انفراد؛ لكان ذلك أدعى للقبول، وأدعى لفهم المسألة، ولأحبَّك الرجل؛ لأنك قدمت إليه معونة، وأسديت إليه خدمة بأن نصحته وصحَّحت خطأه.
يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-:
تعمدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعة
فـإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي *** فـلا تـجــزع إذا لـم تـُعط طاعة
هذه طبيعة النفس البشرية إلا من تجرَّد ووصل إلى حدٍّ من التجرد بحيث يقبل النصيحة وإن كان ينزعج من الأسلوب.
وكذلك بعض الناس يريد أن تكون النتائج لحظية؛ فيحب من الناس أن يغيروا ما بهم بمجرد أن يُنصحوا، يريد أن ينصح في المجلس، يريد أن يستجيب الناس ويغيِّروا ما بأنفسهم في المجلس، فيكون مخطئًا في تقديره، وغير فاهم لطبيعة البشر؛ لابد أن يأخذ الناس فترة للتفكير، وفرصة للانسحاب.
والتعالي في النصح يُشعر بالتوبيخ والتأنيب أكثر مما يظهر النصح، وقد قيل لبعض السلف: "أتحب أن يخبرك أحد بعيوبك؟"، فقال: "إن كان يريد أن يوبخني فلا".
أما إذا كان الخطأ متكررًا شائعًا، أو كان المقصود تحذير الناس من الوقوع فيه، أو تعليم الناس أمرًا هامًّا يحتمل التباسه عليهم؛ فحينئذ يكون الجهر بالنصيحة أفضل من الإسرار.
وحين يجهر الناصح بالنصح لا يسمِّي شخصًا معينـًا بعينه، ولا يذكر اسمًا؛ بل يفعل كما يفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين وقف ينبِّه على بعض الأخطاء التي وقعت من أناس معلومين؛ فقال: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا...» [رواه مسلم]، والهروب من الصاحب والأخ المخطئ وترك نصحه خطأ أكبر، لِم؟ لاستحالة وجود إنسان بلا أخطاء أو عيوب.
أيضًا سيساعد على حفظ السرية الأسلوب غير المباشر "التعريض لا التصريح"؛ فالناس -كل الناس- يكرهون الأسلوب المباشر في النقد، ولا يحبون أن تـُقال لهم الأوامر مباشرة؛ فالتصريح يهتك حجاب الهيبة، ويورث الجرأة على الهجوم، والتبجح بالمخالفة، ويهيج على الإصرار والعناد؛ أما التعريض فيستميل النفوس الفاضلة، والأذهان الذكية، والبصائر اللماحة.
قيل لإبراهيم بن أدهم -رحمه الله-: "الرجل يرى من الرجل الشيء، أيبلغه عنه؟ أيقوله له؟"، قال: "هذا تبكيت، ولكن يعرِّض".
وكل ذلك من أجل رفع الحرج عن النفوس، واستثارة داعي الخير فيها، كيف والتعريض سنة محفوظة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في مخاطبة أصحابه -رضي الله عنهم-: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا...»؟!
4- الشرط الرابع: ألا تؤدي إلى ضرر أكبر، وذلك شرط حتمي في كل نصيحة؛ لأننا نريد بالنصيحة: رفع ضرر محقق؛ فإذا ترتب عليها وقوع ضرر أكبر يكون السكوت أفضل.
فنون تساعد على تطبيق هذه الوسيلة:
1- فن معالجة الأخطاء:
- اللوم للمخطئ لا يأتي بخير؛ ذلك لأن اللوم يحطم كبرياء النفس، ولا أحد يعشق اللوم ويهواه.
2- أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ: بإزالة اللبس والخطأ والغشاوة عن عين المخطئ؛ تـُعرِّفه الخطأ بأسلوب حسن.
وفي الشاب الذي استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الزنا بكل جرأة فعلمه قائلاً: «"أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ". قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ". قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ". قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ". قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ". فَوَضَعَ –صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ"»، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ [رواه أحمد، وصححه الألباني].
3- استخدم العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ.
4- ترك الجدال أكثر إقناعًا من الجدال: ذكر عن مالك بن أنس -رحمه الله- أنه قيل له: "يا أبا عبد الله، الرجل يكون عالمًا بالسنة، أيجادل عنها؟"، قال: "لا؛ ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت وإلا سكت".
5- ضع نفسك مكان المخطئ ثم ابحث عن الحل: «إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شيْءٍ إِلا شَانَهُ» [رواه مسلم].
7- عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب.
8- لا تفتش عن الأخطاء الخفية.
9- استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن والتثبت.
10- امدح على قليل الصواب الكثير من المدح الصواب.
11- تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي نفس المعنى.
12- اجعل الخطأ هينـًا ويسيرًا، وابن الثقة في النفس لإصلاحها.
13- تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم.
فن التغافل:
إن من تمام الوعي وكمال الفطنة: عدم المبالغة في إظهار الحنكة والوعي، حتى تصل هذه الصفة إلى درجة التغافل -وليس الداعية بغافل-، والتغافل يكشف عن شفافية القلب، والصبر على المكاره، ومقدرة على التأني حتى تنكشف الأمور، وهو نوع من التزام بالمعالي دون النظر إلى سفاسف الأمور، وفيه أيضًا التغاضي عن أخطاء الغير، وعدم إحراج الإخوة والأقران.
نتائج تربوية للتغافل:
- كشف الأستار يدفع إلى إعلان المعاصي، والنفس المفضوحة تندفع إلى كشف أستارها.
- يقلل العتب والملامة.
- تأليف القلوب، وعدم نفرة النفوس، والاستعلاء عن تعقب الأخطاء، كما يقول البعض: "إن من تمام الفضائل: الصفح عن التوبيخ، وإكرام الكريم، والبشر في اللقاء، ورد التحية، والتغافل عن خطأ الجاهل".
وقال أكثم بن صيفي: "من تشدد نفر، ومن تراخى تألف، والشرف في التغافل".
مع الملاحظة: أنه يجب العمل بهذا المفهوم ضمن ضوابطه الشرعية الصحيحة، ومحدداته المعلومة.
وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الخطابي: "النصيحة: كلمة يُعبَّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له... وأصل النصح في اللغة: الخلوص، يُقال: نصحت العسل إذا خلصته من الشمع"، ويقال: إن هذه الكلمة "النصيحة" من وجيز الأسماء ومختصر الكلام؛ فإنه ليس في كلام العرب كلمة مفردة يُستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة حتى يضم إليها شيء آخر، ويقال: إن أصل النصيحة مأخوذ من قولهم: نصح الرجل ثوبه، إذا خاطه، والنصاح: الخيط، شبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من إصلاح المنصوح له بفعل الخياط فيما يسده من خلل الثوب ويجمعه من الصلاح فيه.
وجماع النصيحة لعامة المسلمين: تعليمهم ما يجهلونه من أمر الدين، وإرشادهم إلى مصالحهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، والترحم على صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة.
فدليل محبتك لإخوانك المسلمين، وعلامة رأفتك ورحمتك بهم أن تقوم بمناصحتهم، ووصيتهم بالحق؛ لما في ذلك من ربح، يقول الله -تعالى-: {وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].
ولأهمية هذه الصورة في الإسلام جعلها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الدين كله؛ فقال: «"الدِّينُ النَّصِيحَةُ"، قُال الصحابة: "لِمَنْ؟"، قَالَ: "لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ"» [رواه مسلم]، والنصيحة شعار المؤمنين، وهي واجبة عند أهل العلم.
إن النصيحة الصادقة تصدر من قلب محب مشفق رحيم بالمؤمنين، وهذا هو الوصف الذي كان يتحلى به رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، والرحمة فيما بين المسلمين خلق يتواصى به المؤمنون: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 17].
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له، والشفقة عليه، والغيرة له؛ وعليه فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورأفة، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه، والإحسان إلى خلقه".
فهي دعوة إلى إصلاح يجب أن يتمحض فيها الإخلاص لله -سبحانه وتعالى-، مع المحافظة على مشاعر المنصوح على نحو ما سبق؛ لئلا ينقلب النصح مخاصمة وجدالاً، وشرًّا أو نزاعًا.
قال ابن حبان: "الواجب على العاقل لزوم النصيحة للمسلمين كافة... إذ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كان يشترط على من بايعه من أصحابه النصح لكل مسلم".
خير الإخوان أشدهم مبالغة في النصيحة؛ يقول ابن رجب -رحمه الله-: "ومن أنواع النصح لعامة المسلمين: دفع الأذى والمكروه عنهم، وإيثار فقيرهم، وتعليم جاهلهم، ورد مّنْ زاغ منهم عن الحق في قول أو عمل بالتلطف في ردهم إلى الحق، والرفق بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ محبةً لإزالة فسادهم، ولو بحصول ضرر له في دنياه؛ كما قال بعض السلف: "وددت أن الخَلق كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض". وقال آخر: "وددت أن الله -تعالى- يُطاع وأني عبد مملوك".
وكان عمر بن عبد العزيز يقول: "يا ليتني عملت فيكم بكتاب الله وعملتم به، فكلما عملتُ فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون آخر شيء منها خروج نفسي".
وقال بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده، ويحببون عباد الله إلى الله، ويسعون في الأرض بالنصيحة".
وسُئل ابن المبارك: "أي الأعمال أفضل؟" قال: "النصح لله". انتهى بتصرف واختصار.
إن من خصائص النصيحة أنها شعار للمؤمنين، وهي مظهر من مظاهر الحكمة في الدعوة، وهي إحسان إلى الخلق، ودعوة إصلاح وتقويم إلى الصراط المستقيم، ودليل محبة، وعلامة رأفة ورحمة للمسلمين.
والنصيحة يصاحبها أهداف سامية جدًّا بالغة السمو؛ فمن أهدافها تحقيق معاني الأخوة بين المسلم وأخيه، وبين الداعي والمدعو.
وأيضًا من أهدافها: المشي بالدعوة مع المدعو في مسارها الصحيح بالتعديل والتوجيه والنصح.
ومن وسائل النصيحة: الموعظة البليغة، والكتاب والشريط، وكذلك الكتابة إليه في رسالة بأسلوب مهذب وراقٍ، وعرض الخطأ عليه من باب الاستشارة، وذكر أدلة هذا الخطأ دون المساس به كمرتكب لهذا الخطأ -طريق غير مباشر-،إلى غير ذلك من الوسائل.
وعلى الناصح أن يكون عالمًا بالحكم الشرعي لما يأمر به وينهى عنه، عاملاً بما ينصح به الناس ،مطبِّقـًا له على نفسه، متحريًا الطريقة المناسبة عند النصح.
شروط النصيحة:
1- الإخلاص.
2- اللين والرفق "تقديمها في صورة جيدة":
تقديمها في صورة مشرفة لا لوم فيها ولا تعنيف؛ خالية من جرح شعور المنصوح أو إظهاره في صورة المخالف الجاهل، فهذا شرط في قبول النصيحة والاستفادة منها.
دخل أحد الوعَّاظ على أحد الأمراء فأغلظ عليه في القول، وأسرف في النكير؛ فقال له: "ما هكذا تكون النصيحة؛ إن الله -عز وجل- قد أرسل من هو خير منك إلى من هو شر مني، وأمرهما أن يلينا له في القول، ويحسنا العرض؛ فقال -عز من قائل-: {اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} [طه: 43-44]".
3- الإسرار بالنصيحة: وهذا شرط مهم جدًّا، ولذلك سنتكلم عليه ببعض الاستفاضة؛ فإن قصد المؤمن الصادق النقي: النصيحة الصادقة، وقصد الذي يُبطن الإضرار من وراء النصيحة: الفضيحة، وشتان من قصده النصيحة ومن قصده الفضيحة..!! والنصيحة الصادقة تقضي بأن يُحسن المسلم نصح أخيه، فينصح له سرًّا، ويُظهر له في نصحه حرصه عليه وحبه له، ولا يقف منه في نصحه موقف المتعالي، ولا يفضح أمره ويكشف سره؛ فإنَّ فضح أمره وكشف عيبه من إشاعة الفاحشة، والله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [سورة النور: 19].
وفي هذا المعنى يقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير".
وكانوا يقولون: "من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره"، ذلك أن الناصح الصادق ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له؛ وإنما غرضه إزالة المفسدة وإخراج أخيه من غوائلها.
وكما قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "من وعظ أخاه سرًّا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه".
ثم نصيحة العلانية تجرِّئ الناس على الذنوب وتشهرها، وفي هذا يقول أهل العلم: "اجتهد أن تستر العصاة؛ فإن ظهور عوراتهم وهنٌ للإسلام، أحق شيء بالستر العورة".
وأيضًا لا يختلف اثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس، فكل الناس يكرهون أن تـُبرز عيوبهم أمام الناس، ولكن إذا أخُذ الرجل جانبًا ونـُصِح على انفراد؛ لكان ذلك أدعى للقبول، وأدعى لفهم المسألة، ولأحبَّك الرجل؛ لأنك قدمت إليه معونة، وأسديت إليه خدمة بأن نصحته وصحَّحت خطأه.
يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-:
تعمدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعة
فـإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي *** فـلا تـجــزع إذا لـم تـُعط طاعة
هذه طبيعة النفس البشرية إلا من تجرَّد ووصل إلى حدٍّ من التجرد بحيث يقبل النصيحة وإن كان ينزعج من الأسلوب.
وكذلك بعض الناس يريد أن تكون النتائج لحظية؛ فيحب من الناس أن يغيروا ما بهم بمجرد أن يُنصحوا، يريد أن ينصح في المجلس، يريد أن يستجيب الناس ويغيِّروا ما بأنفسهم في المجلس، فيكون مخطئًا في تقديره، وغير فاهم لطبيعة البشر؛ لابد أن يأخذ الناس فترة للتفكير، وفرصة للانسحاب.
والتعالي في النصح يُشعر بالتوبيخ والتأنيب أكثر مما يظهر النصح، وقد قيل لبعض السلف: "أتحب أن يخبرك أحد بعيوبك؟"، فقال: "إن كان يريد أن يوبخني فلا".
أما إذا كان الخطأ متكررًا شائعًا، أو كان المقصود تحذير الناس من الوقوع فيه، أو تعليم الناس أمرًا هامًّا يحتمل التباسه عليهم؛ فحينئذ يكون الجهر بالنصيحة أفضل من الإسرار.
وحين يجهر الناصح بالنصح لا يسمِّي شخصًا معينـًا بعينه، ولا يذكر اسمًا؛ بل يفعل كما يفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين وقف ينبِّه على بعض الأخطاء التي وقعت من أناس معلومين؛ فقال: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا...» [رواه مسلم]، والهروب من الصاحب والأخ المخطئ وترك نصحه خطأ أكبر، لِم؟ لاستحالة وجود إنسان بلا أخطاء أو عيوب.
أيضًا سيساعد على حفظ السرية الأسلوب غير المباشر "التعريض لا التصريح"؛ فالناس -كل الناس- يكرهون الأسلوب المباشر في النقد، ولا يحبون أن تـُقال لهم الأوامر مباشرة؛ فالتصريح يهتك حجاب الهيبة، ويورث الجرأة على الهجوم، والتبجح بالمخالفة، ويهيج على الإصرار والعناد؛ أما التعريض فيستميل النفوس الفاضلة، والأذهان الذكية، والبصائر اللماحة.
قيل لإبراهيم بن أدهم -رحمه الله-: "الرجل يرى من الرجل الشيء، أيبلغه عنه؟ أيقوله له؟"، قال: "هذا تبكيت، ولكن يعرِّض".
وكل ذلك من أجل رفع الحرج عن النفوس، واستثارة داعي الخير فيها، كيف والتعريض سنة محفوظة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في مخاطبة أصحابه -رضي الله عنهم-: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا...»؟!
4- الشرط الرابع: ألا تؤدي إلى ضرر أكبر، وذلك شرط حتمي في كل نصيحة؛ لأننا نريد بالنصيحة: رفع ضرر محقق؛ فإذا ترتب عليها وقوع ضرر أكبر يكون السكوت أفضل.
فنون تساعد على تطبيق هذه الوسيلة:
1- فن معالجة الأخطاء:
- اللوم للمخطئ لا يأتي بخير؛ ذلك لأن اللوم يحطم كبرياء النفس، ولا أحد يعشق اللوم ويهواه.
2- أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ: بإزالة اللبس والخطأ والغشاوة عن عين المخطئ؛ تـُعرِّفه الخطأ بأسلوب حسن.
وفي الشاب الذي استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الزنا بكل جرأة فعلمه قائلاً: «"أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ". قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ". قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ". قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ". قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟"، قَالَ: "لا، وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ"، قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ". فَوَضَعَ –صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ"»، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ [رواه أحمد، وصححه الألباني].
3- استخدم العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ.
4- ترك الجدال أكثر إقناعًا من الجدال: ذكر عن مالك بن أنس -رحمه الله- أنه قيل له: "يا أبا عبد الله، الرجل يكون عالمًا بالسنة، أيجادل عنها؟"، قال: "لا؛ ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت وإلا سكت".
5- ضع نفسك مكان المخطئ ثم ابحث عن الحل: «إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شيْءٍ إِلا شَانَهُ» [رواه مسلم].
7- عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب.
8- لا تفتش عن الأخطاء الخفية.
9- استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن والتثبت.
10- امدح على قليل الصواب الكثير من المدح الصواب.
11- تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي نفس المعنى.
12- اجعل الخطأ هينـًا ويسيرًا، وابن الثقة في النفس لإصلاحها.
13- تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم.
فن التغافل:
إن من تمام الوعي وكمال الفطنة: عدم المبالغة في إظهار الحنكة والوعي، حتى تصل هذه الصفة إلى درجة التغافل -وليس الداعية بغافل-، والتغافل يكشف عن شفافية القلب، والصبر على المكاره، ومقدرة على التأني حتى تنكشف الأمور، وهو نوع من التزام بالمعالي دون النظر إلى سفاسف الأمور، وفيه أيضًا التغاضي عن أخطاء الغير، وعدم إحراج الإخوة والأقران.
نتائج تربوية للتغافل:
- كشف الأستار يدفع إلى إعلان المعاصي، والنفس المفضوحة تندفع إلى كشف أستارها.
- يقلل العتب والملامة.
- تأليف القلوب، وعدم نفرة النفوس، والاستعلاء عن تعقب الأخطاء، كما يقول البعض: "إن من تمام الفضائل: الصفح عن التوبيخ، وإكرام الكريم، والبشر في اللقاء، ورد التحية، والتغافل عن خطأ الجاهل".
وقال أكثم بن صيفي: "من تشدد نفر، ومن تراخى تألف، والشرف في التغافل".
مع الملاحظة: أنه يجب العمل بهذا المفهوم ضمن ضوابطه الشرعية الصحيحة، ومحدداته المعلومة.
وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تعليق