بسم الله الرحمن الرحيم
ما أهمية معرفة اسم الله الصمد؟
·(( قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَيَعْجِزُ أحدُكُم أَن يقرأ ثُلث القرآن في ليلة ؟ فشقَّ ذلك عليهم ، وقالوا : أَيُّنا يُطيق ذلك يا رسولَ الله ؟ فقال : الله أحد ، الله الصمد ثلثُ القرآن )) .[ البخاري عن أبي سعيد الخدري]
·(( خرج إِلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أقرأُ عليكم ثلث القرآن ؟ فقرأ: قُلْ هُوَ الله أَحَد، الله الصمَدُ ... حتى ختمها )) .[مسلم عن أبي هريرة]
وكما نرى فان السورة الكريمة تدور حول اسمين من أسماء الله الحسنى وهما الأحد و الصمد. وهذا دليل على مدى أهمية معرفة هذين الاسمين.
أما اسم الله "الصمد" ماذا يعني ؟
·السيد الذي له الكمال المطلق
روى الإمام أحمد من حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ فإنزَلَ اللَّهُ :" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدَ … السورة " ؛ قال : الصَّمَدَ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ؛ لَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا سَيَمُوتُ ؛ وليس شَيْءٌ يَمُوتُ إِلَّا سَيُورَثُ ؛ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمُوتُ وَلَا يُورَثُ "
·السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِينا﴾.( سورة الأحزاب: 36)
فكونك مؤمن يجعلك محبا لهذا السيد ومن ثم طائعا له ومنفذا لكل أوامره.
·المقصود في الرغائب ، والمستغاث به عند الشدائد
(((( قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع )) .[ أخرجه الترمذي والبزار في مسنده وابن حبان عن أنس بن مالك ] .
و اقرأ معي قول الشاعر:
لا تسألــن بني آدم حاجة واسأل الذي أبوابه لا تغـلق
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسأل يغضب
·بيده مقاليد كل الأمور
﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ .( سورة هود ) .
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
1.نستنتج مما سبق أن من أدب المؤمن مع هذا الاسم ألا يقصد بحوائجه غير الله.
2.إذا استشعر العبد معنى أن خالقه هو الصمد, لطار فرحا أن هذا العظيم هو من يسير أموره و يأمره بكل ما هو صالح له.
3.(((( قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس )) .[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عمر ] .
كن مقصودا من الناس لقضاء حوائجهم و لا تتأفف فلقد اختصك الله بجزء من اسمه الصمد وكن فخورا.
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي
تعليق