إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

    بارك الله فيكم انا بانتظار باقية الايجابة لكن لم استطيع الانتظار اكثر من دلك لاني في صراع نفسي بحاجة لايجابات و لي سال اخر شبهة اخرى لمادا في الحرم ليس هناك منتقبات و هو اطهر مكان في العالم و هل نحن مثل امهات المؤمنين و اهل يعارضون لبسي النقاب لان الان في تونس هناك مشكلة من النقاب الى حد هده الساعة و الكل ضد النقاب و الاعلام جاء ضدها و شوها صورتها فاهلى ينصحوني بتاجيل هده الخطوة خوفا عليا و لان الناس كرهت النقاب و يمكن القى تعنيف من الناس

    تعليق


    • #17
      رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
      السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      والله يَا أُخْتنَا نَحْنُ نُقَدِّرُ لَكِ مَا أنْتِ فِيهِ عَامَّةً، ونُقَدِّرُ لَهْفَتكِ عَلَى الإجَابَةِ خَاصَّةً، ونَعْمَلُ بأقْصَى مَا يُمْكِننَا لتَوْفِيرِ الإجَابَة النَّافِعَة بإذْنِ الله في أقَلِّ وَقْتٍ مُمْكِنٍ، فَقَطْ الْتَمِسِي لَنَا العُذْر في شَيْءٍ مِنَ التَّأخِيرِ، فَنَحْنُ نَقُومُ بالرَّدِّ عَلَى أكْثَرِ مِنْ سُؤَالٍ في القِسْمِ كُلّه في نَفْسِ الوَقْت، وأنْتِ رَأيْتِ أنَّ السُّؤَالَ الوَاحِدَ قَدْ يَأخُذ وَقْتًا ومَجْهُودًا في تَجْمِيعِ الأدِلَّة وصِيَاغَة الرَّدّ ومَا إلى ذَلِكَ، كَمَا أنَّهُ لا يَصِحّ التَّسَرُّع في الفَتْوَى، فَالْتَمِسِي لَنَا العُذْر في شَيْءٍ مِنَ التَّأخِيرِ، واعْلَمِي يَقِينًا أنَّهُ لَيْسَ تَكَاسُلاً ولا إهْمَالاً ولا نِسْيَانًا، واللهُ المُسْتَعَانُ.

      كَرَدٍّ سَرِيعٍ عَلَى سُؤَالِكِ الأخِيرِ أقُولُ:
      أمَّا الحَرَمُ: فَفِيهِ مُنْتَقِبَات، ولَكِنْ لَيْسَ كُلّ النِّسَاء في الحَرَمِ مُنْتَقِبَات، والسَّبَبُ في ذَلِكَ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ قَبْل [ لا تَنْتَقِب المُحْرِمَة ولا تَلْبَس القُفَّازَيْن ]، وهذا الحَدِيث كَمَا سَبَقَ الشَّرْح يُثْبِت وُجُوب النِّقَاب في غَيْرِ الإحْرَام، ويَمْنَع مِنْ لِبْسِ الزِّيّ الَّذِي اسْمهُ النِّقَاب في حَالِ الإحْرَام لحَجٍّ أو لعُمْرَةٍ، لَكِنْ لا يَمْنَع مِنْ أنْ تُغَطِّي المَرْأة يَدَيْهَا ووَجْههَا وهي مُحْرِمَة، وحَدِيث أُمّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرهُ يُثْبِتُ أنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يُغَطِّينَ وُجُوههنَّ وهُنَّ مُحْرِمَات بِإسْدَالِ شَيْءٍ مِمَا يَلْبَسْنَهُ مِنْ مَلاَبِسِ الإحْرَام ولَيْسَ بالزِّيِّ الَّذِي اسْمُهُ النِّقَاب، فَعِلَّة المَنْع مِنَ النِّقَابِ هُوَ التَّفَاخُر بنَوْعِهِ وثَمَنِهِ ولأنَّهُ مِمَّا يُخَاط، كَمَا مُنِعَ الرِّجَال مِنْ لِبْسِ القُمُص والسَّرَاوِيل لأنَّهَا مِمَّا يُخَاط ويُتَفَاخَر بِهِ، ولَمْ يَفْهَم أحَد أنْ يَمْشِي الرَّجُل عَارِيًا وهُوَ مُحْرِم لأنَّهُ مُنِعَ مِنْ لِبْسِ القُمُص والسَّرَاوِيل، بَلْ فَهِمُوا أنَّ هذا مَنْعٌ مِنْ نَوْعٍ مُعَيَّنٍ مِنَ اللِّبَاسِ، واسْتِبْدَاله بآخَر، وهُوَ نَفْس الحَال مَعَ النِّقَاب، مُنِعَت مِنْهُ المَرْأة، وتَسْتَبْدِلهُ بلِبْسِ الإحْرَام، فَتُسْدِل عَلَى رَأسِهَا وتُغَطِّي بِهِ يَدَيْهَا، ولَكِنْ كَثِيرَات مِمَّنْ يَذْهَبْنَ إلى الحَجِّ أو العُمْرَةِ غَيْر مُنْتَقِبَات في الأصْلِ، وبالتَّالِي لَنْ تَجِدِيهِم مُنْتَقِبَات في الحَجِّ، والبَقِيَّة المُتَبَقِّيَة إمَّا مُنْتَقِبَات اسْتَبْدَلْنَ النِّقَاب بتَغْطِيَةِ الوَجْه بمَلاَبِسِ الإحْرَام، أو مُنْتَقِبَات ولَكِنْ لَمْ يَفْهَمْنَ الحَدِيث عَلَى مَعْنَاهُ، فَظَنَنَّ أنَّ مَعْنَاهُ كَشْف الوَجْه واليَدَيْن في الحَرَمِ، وهذا غَيْر صَحِيح.

      أمَّا هَلْ نَحْنُ مِثْل أُمَّهَا المُؤْمِنِين: نَعَمْ مِثْلهنَّ، أوَّلاً لأنَّ الحِجَابَ (كَحُكْمٍ) والنِّقَابَ (كَزِيٍّ تَجَمَّعَت فِيهِ شُرُوط الحِجَاب) وَاجِبٌ عَلَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ونِسَاءِ المُؤْمِنِينَ دُونَ تَفْرِقَة، وثَانِيًا لأنَّهُنَّ القُدوَات، فَلَوْ فَعَلْنَ شَيْئًا أو أُمِرْنَ بشَيْءٍ فَاتِّبَاعهنَّ مِنَ الدِّينِ، وبالتَّالِي الإجَابَة تَكُون بكُلِّ اطْمِئْنَانٍ وثِقَةٍ: نَعَم مِثْلهنَّ، لا في المَكَانَةِ والفَضْل، ولَكِنْ في الحُكْمِ الشَّرْعِيّ الوَاجِب عَلَى الجَمِيعِ بنَصِّ الكِتَاب والسُّنَّة والإجْمَاع.

      أمَّا بخُصُوصِ أهْلكِ وظُرُوف بَلَدكِ: فَأفْضَل مَا في ذَلِكَ أنَّ الأهْلَ يُوَافِقُونَ عَلَى النِّقَابِ، ولَكِنْ يَخْشَوْنَ عَلَيْكِ مِنْهُ، ويَطْلُبُونَ التَّأجِيل لا المَنْع مُطْلَقًا، وهذا أمْرٌ طَيِّبٌ يَجِبُ اسْتِغْلاَله، أمَّا بخُصُوصِ ظُرُوف البَلَد وحُكْم ارْتِدَاء النِّقَاب في ظِلِّ هذه الظُّرُوف ومَا قَدْ يَنْتُج عَنْهُ، فهذا أمْرٌ يَحْتَاجُ إلى نَظَرٍ وتَدْقِيقٍ في المَنَافِعِ والمَفَاسِدِ، ولا يُقَالُ في عُجَالَةٍ الآن، فَقَطْ أحْبَبْتُ أنْ أرُدَّ سَرِيعًا عَلَى أسْئِلَتِكِ كي تَتَأكَّدِي مِنْ أنَّنَا مَعَكِ ونُقَدِّرُ ظُرُوفكِ ونُحَاوِلُ قَدْرَ جَهْدِنَا أنْ نُفِيدَ بِمَا يَفْتَحُ اللهُ بِهِ عَلَيْنَا، مَعَ وَعْدٍ بالرَّدِّ المُفَصَّلِ في أقْرَبِ وَقْتٍ لكُلِّ مَا تَبَقَّى مِنْ أسْئِلَةٍ بِمَا فِيهَا هذا السُّؤَال الأخِير، واللهُ وَلِيُّ التَّوْفِيق.

      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #18
        رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

        بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
        الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
        السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
        السُّؤَالُ الثَّامِنُ (انا لا اشكك في اي شيخ من شيوخ اهل السنة والجماعة وهم شيوخي لكن انتشار الباطل والشبهات واتعبتني ويؤسفني ان بعض الناس تريد ان احيد على الطريق الحق ظنا انني على خطاء او من التشدد وان اسير على منهج كله شبهات ولم استطيع مواجهتهم):
        أمَّا انْتِشَارُ الشُّبُهَات: فهذا وَارِدٌ، لأنَّ أهْلَ الحَقّ مُحَارَبُونَ عَلَى طُولِ الزَّمَانِ، وجَمِيلٌ أنْ يُتْعِبَكِ ويُؤْسِفَكِ مَا تَرَيْنَهُ، فهذا دَلِيلٌ عَلَى غَيْرَتكِ عَلَى دِينِكِ، وأنَّ قَلْبَكِ لَمْ يَمُت بالمَعْصِيَةِ فَصَارَ لا يُبَالِي بشَيْءٍ، لَكِنْ فَقَط لا تَجْعَلِي هذا الأسَف هَادِمًا لَكِ، خُذِي مِنْهُ مُقَوِّيًا لَكِ ومُشَجِّعًا ومُثَبِّتًا، كَمَا قَالَ الله تَعَالَى [ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ 173 فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ 174 إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 175 ].

        وأمَّا مَا تُلاَقِينَهُ في نَفْسِكِ مِنْ ضُغُوطٍ: فهذا هُوَ مَنَاطُ الاخْتِبَار والحِكْمَةُ مِنَ الابْتِلاَء، ليَعْلَمَ الله الصَّادِقِينَ، كَمَا في قَوْلِهِ تَعَالَى [ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ 2 وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ 3 ]، فَاصْبِرِي واحْتَسِبِي، وجَاهِدِي نَفْسَكِ وغَيْرَكِ، واسْتَعِينِي بالصَّبْرِ والصَّلاَةِ والدُّعَاءِ، ثُمَّ بالصُّحْبَةِ الصَّالِحَةِ والعَمَلِ الصَّالِحِ.

        أمَّا وَصْفُهُم لَكِ بالتَّشَدُّدِ: فهذا مِنَ الجَهْلِ بالتَّوْصِيفَاتِ الشَّرْعِيَّةِ، فَهُم يَنْسِبُونَ أيّ فِعْلٍ لا يُرِيدُونَ القِيَام بِهِ إلى التَّشَدُّدِ والتَّزَمُّتِ، والحَقِيقَة أنَّ تَطْبِيقَ شَرْع الله لَيْسَ مِنَ التَّشَدُّدِ في شَيْءٍ، بَلْ هُم المُتَفَلِّتُونَ، فَلاَ يُحْزِنكِ وَصْفهُم لَكِ بالتَّشَدُّدِ، فَحَتَّى لَوْ كُنْتِ مُتَشَدِّدَة، فَأنْتِ عَلَى خَيْرٍ أفْضَل مِنْ أنْ تَتَفَلَّتِي فَيَكُون الهَلاَك، وفي ذَلِكَ تُرَاجَع الفَتْوَى التَّالِيَة لأهَمِّيَّةِ مَعْرِفَة التَّشَدُّد ومَتَى يَكُون:
        ينكرون عليه تطبيق السنَّة ويدَّعون أنها تفرق المسلمين

        أمَّا عَدَمُ اسْتِطَاعَتِكِ مُوَاجَهَتهم والرَّدّ عَلَيْهم: فَاعْلَمِي أُخْتِي الكَرِيمَة أنَّ الجَهْلَ لا يُدْفَع إلاَّ بالعِلْمِ، والشُّبُهَات لا تُرَدّ إلاَّ بالحَقَائِقِ، فَاطْلُبِي العِلْم أُخْتِي الكَرِيمَة، أوَّلاً لأنَّهُ فَرْضٌ عَلَيْكِ، وثَانِيًا لكَيّ تَسْتَطِيعِي رَدّ الشُّبُهَات عَنْ نَفْسِكِ ودِينِكِ، وتَذَكَّرِي أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ [ الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ... ]، والعِلْمُ هُنَا مِنَ القُوَّةِ المَطْلُوبَة، وفي ذَلِكَ تُرَاجَع الفَتْوَى التَّالِيَة:
        شرح حديث (المؤمن القوي...) وبيان معنى القوة فيه

        وبفَضْلِ الله أصْبَحَت المَعَاهِد الدَّعَوِيَّة تَمْلأ الدُّنْيَا، وكَذَا عَلَى الانْتَرْنِتّ أصْبَحَت الدِّرَاسَة بالانْتِسَابِ عَنْ بُعْد مُتَوَفِّرَة، هذا فَضْلاً عَنْ وُجُودِ الفَضَائِيَّات ومَوَاقِع العُلَمَاء المُمْتَلِئَة بالمُحَاضَرَاتِ والدُّرُوسِ والشُّرُوحَاتِ، وكَذَا المَكْتَبَات المُمْتَلِئَة بالكُتُبِ المَجَّانِيَّةِ للتَّحْمِيلِ، فَلَمْ يَعْدُ هُنَاكَ عُذْر لِمَنْ لا يَطْلُب العِلْم، فَقَدْ أتَى العِلْم إلى البُيُوتِ بَعْدَ أنْ كُنَّا نَذْهَبُ إلَيْهِ ونَسْعَى خَلْفَهُ.

        وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الثَّامِن بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

        وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
        والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق


        • #19
          رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
          الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
          السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
          السُّؤَالُ التَّاسِعُ (يقولونا لي المحتمع لا يسمح الضروريات تبيح المحظورات وغيره بالنسبة للنقاب تلك لياس خاص بامهات المؤمنين الصور هاهو شيخك في الصور في جريدته والله تعبت):
          الضَّرُورَاتُ والمَحْذُورَاتُ والاسْتِثْنَاءَاتُ وكُلُّ ذَلِكَ لَيْسَ مَتْرُوكًا للأفْرَادِ كي يُحَدِّدُوهَا بمَزَاجِهِم وحَسْبَ مَا يُرِيدُهُ هَوَاهُم، بَلْ هي مَضْبُوطَةٌ بالشَّرْعِ، لَهَا أحْكَام وقَوَاعِد تُعْرَف بِهَا، وضَوَابِط تُنَفَّذ مِنْ خِلاَلِهَا، وبالتَّالِي لا يَتَكَلَّم فِيهَا إلاَّ مَنْ يَعْرِفهَا، وأنَّى للجَاهِلِ أنْ يَعْرِفَهَا، وأنَّى لمُتَّبِع هَوَاه أنْ يَعْرِفَهَا، ولذَلِكَ فَمَرَّة ثَانِيَة أقُولُ: للرَّدِّ عَلَى مَنْ يَدَّعِي شَيْئًا مِنْ هذه الادِّعَاءَات، يَجِبُ أنْ نَعْرِفَ أوَّلاً مَا هي الضَّرُورَات وكَيْفَ تُقَدَّر؟ ومَا هي الاسْتِثْنَاءَات وكَيْفَ ومَتَى تُنَفَّذ؟ وهَلْ هذا في كُلِّ شَيْءٍ أمْ في أشْيَاءٍ مُحَدَّدَةٍ ومَعْرُوفَةٍ لا تَجُوز في غَيْرِهَا؟ وهذا لا يَكُون بمُجَرَّدِ الكَلاَم السَّطْحِيّ أو بالمَعْلُومَاتِ العَامَّة أو بالمُنَاقَشَاتِ بَيْنَ العَامَّة، بَلْ يُعْرَف بطَلَبِ العِلْم وسُؤَال أهْله، وبَعْدَ ذَلِكَ سَتَكُون لَدَيْنَا الإجَابَات الكَافِيَة الوَافِيَة للرَّدِّ عَلَى هَؤُلاَء، والفِقْه الشَّافِي لنُفُوسِنَا مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَان وتَحْزِينِهِ لَنَا.

          وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال التَّاسِع بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

          وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
          والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق


          • #20
            رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

            بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
            الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
            السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
            السُّؤَالُ العَاشِر (وكيف مواجهت هؤلاء الاشخاص الدي يريدونا ان يبينوا باني على خطاء دائما وفوق هدا يريدونا ان يقنعوني بما لديهم على اساس هم مطلعين ومثقفين دينيا ويستعملون اقوال علماء وانهم قرا كتب ارشدوني مادا افعل واحلم بلبس النقاب لكن لبد في كل جلسة مع حماتي مع اطلاعها دينيا الا وتهاجم المنتقبات حتى انها تشماءز وتقول انه ليس صالح لزماننا وهو خاص بامهات المؤمنين واحيانا ليس لبلسهم بل يتكلمونا من وراء حجاب وتاخد اقوال لشيوخ كالقرضاوي وغيره):
            مُوَاجَهَتُهُم تَكُون برَدِّ كَلاَمهم عَلَيْهم ومُنَاقَشَتِهِم فِيهِ، دَلِيلٌ أمَامَ دَلِيلٍ، وكَمَا سَبَقَ هذا لَنْ يَكُون إلاَّ بالعِلْمِ أوَّلاً.
            وهَا هي حَمَاتكِ تَلْعَبُ مَعَكِ نَفْس اللُّعْبَة، تَتَّهِمكِ بالجَهْلِ، وتُوَاجِه جَهْلكِ بعِلْمِهَا، فَعَلَيْكِ أنْتِ أيْضًا أنْ تُوَاجِهِي تَعَالُمهَا بعِلْمِكِ الصَّحِيح، أقْتَرِحُ أنْ تَأخُذِي فَتْرَة مِنَ الزَّمَانِ لا تَذْهَبِي إلَيْهَا، أو تَذْهَبِي وتَتَجَنَّبِي الخَوْض مَعَهَا في كَلاَمٍ عَنِ النِّقَابِ، وإنْ تَكَلَّمَت هي لا تَنْزَلِقِي في الحَدِيثِ، فَقَط اسْمَعِي واسْكُتِي، وتَكُون هذه الفَتْرَة بمَثَابَةِ مُعَسْكَر مُغْلَق لَكِ، تَقُومِينَ خِلاَلها بسَمَاعِ الدُّرُوس التي تَكَلَّمَت عَنْ وُجُوبِ النِّقَاب والرَّدّ عَلَى الشُّبُهَات التي تُوَجَّهُ إلَيْهِ، وقِرَاءَة الكُتُب التي وَضَعْتُ لَكِ رَوَابِطهَا، وتَحْفَظِينَ كُلّ شُبْهَة والرَّدّ عَلَيْهَا بالأدِلَّة، قَدْرَ اسْتِطَاعَتكِ، ثُمَّ تَذْهَبِينَ لَهَا، وسَتَجِدِينَ أنَّ الكَلاَم مَعَهَا هذه المَرَّة سَيَخْتَلِف، سَوَاء في مَوْقِفِهَا هي مِنْكِ أو في إحْسَاسِكِ أنْتِ وأنْتِ تُكَلِّمِينَهَا وتَسْمَعِينَ لَهَا.

            أمَّا آرَاء الدُّكْتُور القَرَضَاوِي ومَنْ تَبِعَهُ في رَأيِهِ، فَهِيَ مَرْدُودَةٌ عَلَيْهِم بالأدِلَّةِ، لِذَا فَإنَّ الرَّدَّ عَلَى مَنْ يَسْتَدِلّ برَأي الدُّكْتُور القَرَضَاوِي يَسْتَلْزِم أوَّلاً مَعْرِفَة مَا قَالَهُ الدُّكْتُور ثُمَّ مَعْرِفَة رَدّ العُلَمَاء عَلَيْهِ.

            وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال العَاشِر بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

            وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
            والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

            زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
            كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
            في
            :

            جباال من الحسنات في انتظارك





            تعليق


            • #21
              رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

              بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
              الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
              السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
              السُّؤَالُ الحَادِي عَشَر (وادا قلت ان القرضاوي لا احب فتواه الا وكاني ارتكبت معصية وفي اي موضوع الا وتريد ان تبين لي اني على خطاء ودائما مع الاراء الاخر وكان الامر ليس فيه اختلاف واحس انها تاخد بايسر الامور وادا اخدت بالراي الاخر وواضح انه اقرب للقران والسنة فهدا نشدد والدين دين وسط ويسر ومدهبنا قران منزل لا حول ولا قوة الا بالله):
              كَالدِّيمُقْرَاطِيَّة: التي إنْ حَقَّقَت مَا يُرِيدُونَ فَبِهَا ونِعْمَة، وإنْ جَاءَت بعَكْسِ مَا يُرِيدُونَ فَسُحْقًا لَهَا وعَلَيْهَا اللَّعْنَة.
              هَؤُلاَء لا يَعْرِفُونَ مَعْنَى الخِلاَف ولا آدَابه ولا أنْوَاعه، ويَجِبْ أنْ يُعَلَّمُوا، وسَوَاء عَرِفُوا أو لَمْ يَعْرِفُوا، فهذه حُرِّيَّة اعْتِقَاد، لَكِ أنْ تَدِينِي بِمَا تُرِيدِينَ وتَعْتَقِدِينَ، ولَيْسَ لأحَدٍ أنْ يَفْرِضَ عَلَيْكِ رَأيه الخَاصّ، وخَاصَّةً لَمَّا يَكُون مُخَالِف للدِّينِ، فَحَتَّى إنْ لَمْ يَقْتَنِعُوا بشَيْءٍ، فهذا لا يَمْنَعكِ ولا يُعِيقكِ في لِبْسِ النِّقَاب إذا أرَدْتِ، وعَلَيْهم أنْ يَحْتَرِمُوا لَكِ اعْتِقَادكِ وإنْ خَالَفُوكِ فِيهِ.

              أمَّا قَاعِدَة الأخْذ بالأيْسَر والتَّيْسِير والوَسَطِيَّة، فَهِيَ تُقَابِل قَاعِدَة التَّشَدُّد، وسَبَقَ الكَلاَم عَنْهُمَا في الفَتْوَى سَالِفَة الذِّكْر، ولمَزِيدِ بَيَانٍ تُرَاجَع الفَتْوَى التَّالِيَة أيْضًا:
              وقفة تأمل مع جملة "الإسلام دين الوسطية"

              وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الحَادِي عَشَر بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

              وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
              والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

              زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
              كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
              في
              :

              جباال من الحسنات في انتظارك





              تعليق


              • #22
                رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                السُّؤَالُ الثَّانِي عَشَر (لم اعد اطيقها ولا اريد زيارتها لاني مظطرة لسماعها وان لم ازرها فالمشكلة فيا والعيب فيا وان زرتها لا ارتاح واشعر بكبت معها وكاني منافقة بجلوس معها):
                لا يَا أُخْتَاه، هذا مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَان ليُسَبِّب البَغْضَاء بَيْنَكِ وبَيْنَ زَوْجكِ، صَحِيحٌ أنَّ أُمَّ الزَّوْج لَيْسَت مِنَ الرَّحِمِ الوَاجِب وَصْلهَا، ولَيْسَ في انْقطَاعكِ عَنْ زِيَارَتِهَا إثْم قَطِيعَة رَحِم، إلاَّ أنَّ زِيَارَتَهَا والإحْسَان إلَيْهَا حتى لَوْ ظَلَمَتْكِ هُوَ مِنْ بِرّكِ بزَوْجكِ وتَرْقِيقًا لقَلْبِهِ وكَسْبًا لوُدِّهِ، وفي مُعَادَاتِهَا وهَجْرِهَا مَا قَدْ يُقَلِّب قَلْب زَوْجكِ عَلَيْكِ، فَلاَ نَنْصَحكِ بقَطِيعَتِهَا، نَعْلَمُ كَيْفَ يَكُون حَال مَنْ يُسَاءُ لدِينِهِ مَعَ مَنْ أسَاءَ، ولَكِنَّ الصَّبْر يَا أُخْتَاه، والدُّعَاء لَهَا بالهِدَايَةِ، فَهِيَ أُمّكِ، وأُمّ حَبِيبكِ، وجَدَّة أوْلاَدكِ، تَسْتَحِقّ مِنْكِ كُلّ خَيْر حَتَّى وإنْ ظَلَمَتْك، فَثَوَابكِ لا يَضِيع، في الدُّنْيَا تَحْظِينَ برِضَا زَوْجكِ ورِضَا كُلّ مَنْ حَوْلِكِ، وذَلِكَ يَنْعَكِس أيْضًا عَلَى تَرْبيَةِ أوْلاَدكِ بالخَيْرِ، وفي الآخِرَةِ تَحْظِينَ برِضَا الله وثَوَابِهِ ونَعِيمِهِ، لِذَا: فَاصْبِرِي وصَابِرِي وأكْثِرِي الدُّعَاء لَهَا بالهِدَايَةِ، وتَسَلَّحِي أمَام كَلاَمهَا بالعِلْمِ الَّذِي يَرُدّهُ، وتَجَنَّبِي طَاعَتهَا في مَعْصِيَةِ الله، وتَرَفَّقِي بِهَا في ذَلِكَ، وأظْهِرِي حُبّكِ وطَاعَتكِ لَهَا فِيمَا دُونَ ذَلِكَ، ولا يَحْمِلكِ غَضَبكِ لدِينِكِ أو لنَفْسِكِ أنْ تُسِيئِي إلَيْهَا أمَام زَوْجكِ أو أوْلاَدكِ خَاصَّةً، أو أمَام أيّ أحَدٍ عَامَّةً، فَبِدَايَةً الإسَاءَة لَيْسَت مِنْ أخْلاَقِنَا، وثَانِيًا الإسَاءَة لا تُعِيد الحُقُوق ولا تَرْفَع الظُّلْم، وثَالِثًا تَجْلِبُ المَزِيد مِنَ المَشَاكِل لَوْ عُرِفَت، وتُكْسِب الوِزْر والإثْم، وفي النِّهَايَةِ نَحْنُ لا نُعَامِل النَّاس بالمِثْلِ، إنْ أسَاءُوا أسَأنَا وإنْ أحْسَنُوا أحْسَنَّا، بَلْ نُعَامِلهُم بِمَا أوْجَبَهُ عَلَيْنَا دِيننَا مِنْ حُسْنِ الخُلُق والأدَب والبِرّ، فَتِلْكَ صَحِيفَتهُم يَمْلَؤُنَهَا بِمَا يُرِيدُون، وتِلْكَ صَحِيفَتنَا نَمْلأهَا بِمَا يُرْضِي الله عَنَّا في الدُّنْيَا والآخِرَة.
                وفي ذَلِكَ تُرَاجَع الفَتْوَى التَّالِيَة:
                هل يجب على الزوجة أن تصل والدي زوجها؟

                وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الثَّانِي عَشَر بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                في
                :

                جباال من الحسنات في انتظارك





                تعليق


                • #23
                  رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                  الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                  السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                  اسْتِكْمَالاً لإجَابَاتِ أسْئِلَتكِ أُخْتنَا الفَاضِلَة، ومَا جَاءَ مِنْهَا في آخِر مُشَارَكَةٍ لَكِ أقُولُ:
                  السُّؤَالُ الثَّالِث عَشَر (لمادا في الحرم ليس هناك منتقبات وهو اطهر مكان في العالم):
                  فَقَدْ تَقَدَّمَ الكَلاَم عَنْهُ، وبَيَّنْتُ أنَّهُ أوَّلاً تُوجَد مُنْتَقِبَات بفَضْلِ الله، وثَانِيًا مَنْ لا يَلْبَسْنَ النِّقَاب في الحَرَمِ إمَّا لأنَّهُنَّ في الأصْلِ غَيْر مُنْتَقِبَات، أو لأنَّهُنَّ يَفْهَمْنَ حَدِيث نَهْي المُحْرِمَة عَنْ لِبْسِ النِّقَاب عَلَى غَيْرِ مَعْنَاه، وبالتَّالِي فَإنَّ وُجُود نِسَاء كَاشِفَات الوُجُوه في الحَجِّ والعُمْرَة (سَوَاء كُنَّ مُنْتَقِبَات في الأصْلِ أو لا) هُوَ أمْرٌ غَيْر صَحِيح ولا يُحْتَجُّ بِهِ، ويَجِبُ عَلَيْهنَّ سَتْر وُجُوههنَّ لعَدَمِ وُجُود دَلِيل بجَوَازِ الكَشْف لا في حَالِ الإحْرَام ولا في غَيْرِهِ، ولمَزِيدٍ مِنَ التَّفْصِيلِ أنْقِلُ إلَيْكِ الفَتْوَى التَّالِيَة:
                  السُّؤَالُ: المَرْأةُ المُحْرِمَةُ مَأمُورَةٌ بكَشْفِ وَجْههَا في الحَجِّ والعُمْرَةِ، فَهَلْ هذا يَدُلّ عَلَى أنَّ وَجْهَ المَرْأة لَيْسَ بعَوْرَةٍ؟
                  الجَوَابُ:
                  الحَمْدُ لله؛
                  لا يَصِحُّ الاسْتِدْلاَل بنَهْي النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ المَرْأةَ المُحْرِمَةَ أنْ تَلْبَسَ النِّقَاب عَلَى أنَّ وَجْهَ المَرْأة لَيْسَ عَوْرَة.
                  وبَيَانُ ذَلِكَ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ يَأمُر المَرْأة المُحْرِمَة بكَشْفِ وَجْههَا، وإنَّمَا نَهَاهَا عَنْ لِبْسِ النِّقَاب، وفَرْقٌ بَيْنَ الأمْرَيْنِ، فَإنَّهَا لا تَلْبَس النِّقَاب ولَكِنْ تَسْتُر وَجْههَا بغَيْرِ النِّقَاب، كَالسِّدَالِ أو الطَّرْحَة.
                  وهذا، كَمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الرَّجُلَ المُحْرِمَ أنْ يَلْبَسَ القَمِيص، فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أنْ يَمْشِي عَارِيًا، بَلْ يَسْتُر بَدَنَهُ بغَيْرِ القَمِيص، كَالإزَارِ والرِّدَاء.
                  ولهذا كَانَت النِّسَاء عَلَى عَهْدِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُغَطِّينَ وُجُوههنَّ في الإحْرَامِ بغَيْرِ النِّقَاب إذا كُنَّ قَرِيبَات مِنَ الرِّجَالِ، فَعَنْ أسْمَاء بِنْت أبِي بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَت [ كُنَّا نُغَطِّي وُجُوهنَا مِنَ الرِّجَالِ في الإحْرَامِ ] رَوَاهُ الحَاكِم وقَالَ (حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ)، ووَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ، قَالَ الألْبَانِيُّ (إنَّمَا هُوَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم وَحْدهُ)، وعَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت [ كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ ] رَوَاهُ أحْمَد وأبُو دَاوُد، قَالَ الألْبَانِيُّ (سَنَدهُ حَسَن مِنَ الشَّوَاهِدِ، ومِنْ شَوَاهِدِهِ حَدِيثُ أسْمَاء المُتَقَدِّم)، ولهذا قَالَ مَنْ قَالَ مِنَ العُلَمَاءِ: إنَّ وَجْهَ المَرْأة كَبَدَنِ الرَّجُل، أي أنَّهَا تَسْتُرهُ ولَكِنْ بغَيْرِ النِّقَاب.
                  قَالَ ابْنُ القَيِّم رَحِمَهُ اللهُ في بَدَائِع الفَوَائِد (3/664) [ وأمَّا المَرْأةُ المُحْرِمَةُ فَإنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ يَشْرَع لَهَا كَشْف الوَجْه في الإحْرَامِ ولا غَيْرِهِ، وإنَّمَا جَاءَ النَّصّ بالنَّهْي عَنِ النِّقَابِ خَاصَّةً، كَمَا جَاءَ بالنَّهْي عَنِ القُفَّازَيْنِ، وجَاءَ النَّهْي عَنْ لِبْسِ القَمِيص والسَّرَاوِيل، ومَعْلُوم أنَّ نَهْيَهُ عَنْ لِبْسِ هذه الأشْيَاء لَمْ يُرِدْ أنَّهَا تَكُون مَكْشُوفَة لا تُسْتَر البَتَّة، بَلْ قَدْ أجْمَعَ النَّاس عَلَى أنَّ المُحْرِمَةَ تَسْتُرُ بَدَنَهَا بقَمِيصِهَا ودِرْعِهَا، وأنَّ الرَّجُلَ يَسْتُرُ بَدَنَهُ بالرِّدَاءِ، وأسَافِله بالإزَارِ، مَعَ أنَّ مَخْرَج النَّهْي عَنِ النِّقَابِ والقُفَّازَيْنِ والقَمِيصِ والسَّرَاوِيلِ وَاحِدٌ، وكَيْفَ يُزَادُ عَلَى مُوجِب النَّصّ ويُفْهَم مِنْهُ أنَّهُ شَرَعَ لَهَا كَشْف وَجْههَا بَيْنَ المَلأ جَهَارًا، فَأيّ نَصٍّ اقْتَضَى هذا أو مَفْهُوم أو عُمُوم أو قِيَاس أو مَصْلَحَة! بَلْ وَجْه المَرْأة كَبَدَن الرَّجُل يَحْرُم سَتْره بالمُفَصَّل عَلَى قَدْرِهِ كَالنِّقَابِ والبُرْقُع، بَلْ وكَيَدِهَا يَحْرُم سَتْرهَا بالمُفَصَّلِ عَلَى قَدْرِ اليَد كَالقُفَّاز، وأمَّا سَتْرهَا بالكُمِّ وسَتْر الوَجْه بالملاَءَةِ والخِمَار والثَّوْب فَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ البَتَّةً، ومَنْ قَالَ (إنَّ وَجْهَهَا كَرَأس المُحْرِم)، فَلَيْسَ مَعَهُ بذَلِكَ نَصّ ولا عُمُوم، ولا يَصِحّ قِيَاسه عَلَى رَأسِ المُحْرِم، لِمَا جَعَلَ الله بَيْنَهُمَا مِنَ الفَرْقِ، وقَوْلُ مَنْ قَالَ مِنَ السَّلَفِ (إحْرَامُ المَرْأة في وَجْهِهَا)، إنَّمَا أرَادَ بِهِ هذا المَعْنَى، أي: لا يَلْزَمهَا اجْتِنَاب اللِّبَاس كَمَا يَلْزَم الرَّجُل، بَلْ يَلْزَمهَا اجْتِنَاب النِّقَاب فَيَكُون وَجْههَا كَبَدَنِ الرَّجُل، ولَوْ قُدِّر أنَّهُ أرَادَ وُجُوب كَشْفه فَقْوله لَيْسَ بحُجَّةٍ، مَا لَمْ يَثْبُت عَنْ صَاحِبِ الشَّرْع أنَّهُ قَالَ ذَلِكَ وأرَادَ بِهِ وُجُوب كَشْف الوَجْه، ولا سَبِيلَ إلى وَاحِدٍ مِنَ الأمْرَيْنِ ]، وقَالَ أيْضًا في حَاشِيَتِهِ عَلَى مُخْتَصَرِ سُنَن أبِي دَاوُد [ وأمَّا نَهْيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في حَدِيثِ ابْن عُمَر المَرْأةَ أنْ تَنْتَقِبَ وأنْ تَلْبَسَ القُفَّازَيْنِ، فَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أنَّ وَجْهَ المَرْأة كَبَدَنِ الرَّجُل لا كَرَأسِهِ، فَيَحْرُم عَلَيْهَا فِيهِ مَا وُضِعَ وفُصِّلَ عَلَى قَدْرِ الوَجْه، كَالنِّقَاب والبُرْقُع، ولا يَحْرُم عَلَيْهَا سَتْرة بالمُقَنِّعَةِ والجِلْبَاب ونَحْوهمَا، وهذا أصَحُّ القَوْلَيْنِ، فَإنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَوَّى بَيْنَ وَجْهِهَا ويَدَيْهَا، ومَنَعَهَا مِنَ القُفَّازَيْنِ والنِّقَاب، ومَعْلُومٌ أنَّهُ لا يَحْرُم عَلَيْهَا سَتْر يَدَيْهَا، وأنَّهُمَا كَبَدَنِ المُحْرِم، يَحْرُم سَتْرهمَا بالمُفَصَّلِ عَلَى قَدْرِهِمَا، وهُمَا القُفَّازَان، فَهَكَذَا الوَجْه، إنَّمَا يَحْرُم سَتْره بالنِّقَابِ ونَحْوِهِ، ولَيْسَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَرْفٌ وَاحِدٌ في وُجُوبِ كَشْف المَرْأة وَجْههَا عِنْدَ الإحْرَام، إلاَّ النَّهْي عَنِ النِّقَابِ، وهُوَ كَالنَّهْي عَنِ القُفَّازَيْنِ، فَنِسْبَة النِّقَاب إلى الوَجْهِ كَنِسْبَة القُفَّازَيْنِ إلى اليَدِ سَوَاءً، وهذا وَاضِحٌ بحَمْدِ الله، وقَدْ ثَبَتَ عَنْ أسْمَاء أنَّهَا كَانَت تُغَطِّي وَجْههَا وهي مُحْرِمَة، وقَالَت عَائِشَة (كَانَتِ الرُّكْبَان يَمُرُّونَ بِنَا ونَحْنُ مُحْرِمَات مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فإذا حَاذُوا بِنَا سَدَلَت إحْدَانَا جِلْبَابهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَإذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَا) ذَكَرَهُ أبُو دَاوُد ].
                  وقَالَ الشَّيْخُ ابْن عُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ [ لَمْ يَرِد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَهْي المَرْأةَ (المُحْرِمَةَ) عَنْ تَغْطِيَةِ وَجْههَا، وإنَّمَا وَرَدَ النَّهْي عَنِ النِّقَابِ، والنِّقَاب أخَصّ مِنْ تَغْطِيَةِ الوَجْه، لكَوْنِ النِّقَاب لِبَاس الوَجْه، فَكَأنَّ المَرْأة نُهِيَت عَنْ لِبَاسِ الوَجْه كَمَا نُهِي الرَّجُل عَنْ لِبَاسِ الجِسْم ] الشَّرْحُ المُمْتِعُ (7/165).

                  وبهذا يَظْهَر أنَّ القَوْلَ بأنَّ المَرْأةَ المُحْرِمَةَ أُمِرَت بكَشْفِ وَجْههَا؛ غَيْرُ صَحِيحٍ، وعَلَيْهِ: فَالاسْتِدْلاَلُ بذَلِكَ عَلَى أنَّ وَجْهَ المَرْأة لَيْسَ عَوْرَة غَيْر صَحِيح أيْضًا. انْتَهَتِ الفَتْوَِى


                  وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الثَّالِث عَشَر بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                  وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                  والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                  زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                  كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                  في
                  :

                  جباال من الحسنات في انتظارك





                  تعليق


                  • #24
                    رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                    الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                    السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                    السُّؤَالُ الرَّابِع عَشَر (واهل يعارضون لبسي النقاب لان الان في تونس هناك مشكلة من النقاب الى حد هده الساعة الكل ضد النقاب والاعلام جاء ضدها وشوها صورتها فاهلى ينصحوني بتاجيل هده الخطوة خوفا عليا ولان الناس كرهت النقاب ويمكن القى تعنيف من الناس):
                    في كُلِّ مَكَانٍ أُخْتنَا الكَرِيمَة يُوجَد اضْطِهَاد لأصْحَابِ الدِّين المُلْتَزِمِينَ بِهِ، ولَوْ أنَّ كُلَّ اضْطِهَادٍ سَمَّيْنَاهُ ضَرُورَة تُبِيحُ مَحْذُورًا لَمَا قَامَ بالدِّينِ أحَد، ولَكِنَّ الضَّرُورَة تُقَدَّرُ بقَدْرِهَا، فَعَلَى سَبِيلِ المِثَال، لَمَّا قَامَ الكُفَّار بتَعْذِيبِ الصَّحَابِيّ عَمَّار بْن يَاسِر ليَسُبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ومَا اسْتَطَاعَ تَحَمُّل العَذَاب فَسَبَّ النَّبِيّ، ثُمَّ لَقِيَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ وهُوَ يَبْكِي نَدَمًا عَلَى مَا فَعَلَ، فَقَالَ لَهُ [ كَيْفَ تَجِد قَلْبَكَ؟ قَالَ مُطْمَئِنًّا بالإيِمَانِ، قَالَ: إنْ عَادُوا فَعُدْ ]، هُنَا نَسْأل:
                    - هَلْ قَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم (إنْ بَدَءُوا في تَعْذِيبِكَ فَقُلْ لَهُم مَا يُرِيدُونَ)؟ لا، قَالَ لَهُ (إنْ عَادُوا فَعُدْ) أي إنْ عَادُوا إلى تَعْذِيبِكَ بقَدْرٍ لا تَحْتَمِلهُ، فَقُلّ لَهُم مَا يُرِيدُونَ وانْجُ بنَفْسِكَ طَالَمَا قَلْبكَ مُطْمَئِنٌّ بالإيِمَانِ، فَأنْتَ في هذه الحَالَة مُكْرَه، وقَدْ رُفِعَ القَلَم عَنِ المُكْرَه، لَكِنْ طَالَمَا تَسْتَطِيع التَّحَمُّل فَلاَ تَقُل لَهُم مَا يُرِيدُونَ، والدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ أنَّهُ قَالَهَا لعَمَّار ولَمْ يَقُلْهَا لِمَنْ كَانَ يُعَذَّب أخَفّ مِنْهُ، أو مَنْ كَانَ يُضْطَهَد ويُحَارَب في مَالِهِ أو تِجَارَتِهِ أو أهْلِهِ، لأنَّ كُلَّ ذَلِكَ في نِطَاقِ الاحْتِمَال.
                    - هَلْ كَانَ الصَّحَابَةُ الَّذِينَ لا يُعَذَّبُونَ يَمْشُونَ في مَكَّة يَسُبُّونَ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم خَوْفًا مِنْ أنْ يَضْطَهِدَهُم الكُفَّار ويَفْعَلُونَ بِهِم مِثْلَمَا فَعَلُوا بعَمَّار؟ هَلْ كَانُوا يَأخُذُونَ برُخْصَةِ عَمَّار؟ لا، لأنَّ لكُلِّ مَقَامٍ مَقَال، وهذه رُخْصَة لحَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ لا يَصِحّ تَعْمِيمهَا.

                    الشَّاهِدُ في هذا كُلِّهِ أنَّ الضَّرُورَةَ تُقَدَّر بقَدْرِهَا، والرُّخْصَةَ تُسْتَخْدَمُ في مَوْضِعِهَا، فإذا كَانَت الدَّوْلَة (حُكُومَةً وشَعْبًا) تَرْفُض النِّقَاب وتُحَارِبهُ بالكَلاَمِ فَقَط دُونَ إيذَاءٍ بَدَنِيّ، فهذا في نِطَاقِ الاحْتِمَال ولَيْسَ بضَرُورَةٍ لخَلْعِ النِّقَاب أو لعَدَمِ لِبْسه، وعَلَى كُلِّ مُلْتَزِمَة بدِينِهَا وبنِقَابِهَا وبعَفَافِهَا أنْ تُقَابِلَ الكَلاَم السَّيِّئ بالكَلاَمِ الطَّيِّبِ، والفِكْر الفَاسِد بالفِكْرِ السَّلِيمِ، والجَهْل بالعِلْمِ، والشُّبْهَة بالدَّلِيلِ الصَّحِيحِ، وتَتَحَمَّل كَلاَم النَّاس والأهْل ومُضَايَقَاتهم، وتَصْبر عَلَيْه، فَلَيْسَت أوَّل مَنْ تُحَارَب لعَفَافِهَا ولا آخَر مَنْ سَتُحَارَب.

                    أمَّا إذا كَانَ هُنَاكَ إيذَاء بَدَنِيّ، فَيُحَدَّد هَلْ هُوَ مُؤَكَّد أمْ مُتَوَهَّم، فَإنْ كَانَ مُتَوَهّمًا فَلاَ اعْتِبَارَ لَهُ، فَمَثَلاً عِنْدنَا في مِصْر كَانَ يُشَاعُ أنَّ كُلَّ مَنْ سَيُطْلِق لِحْيَته سَيُقْبَض عَلَيْهِ، وهذا كَانَ تَوَهُّمًا بسَبَبِ مَا يَنْشُرهُ الإعْلاَم الفَاسِد لتَخْوِيف النَّاس مِنَ الدِّين ومُحَارَبَة اللِّحْيَة، والحَقِيقَة أنَّ الشَّوَارِع كَانَت تَمْتَلِئ بالمُلْتَحِينَ، ولَمْ يَكُن يُقْبَض إلاَّ عَلَى مَنْ لَهُم أنْشِطَة مُعَيَّنَة فَقَط، عَلَى العَكْسِ مَثَلاً في أيَّامِ مَقْتَل السَّادَات أو قَبْلهَا، كَانَ بالفِعْلِ هُنَاك عَلَمِيَّات قَبْض مُوَسَّعَة، وهذه كَانَت حَالَة ضَرُورَة مُؤَكَّدَة ولَيْسَت مُتَوَهَّمَة، ولِذَلِكَ فَإنْ كَانَ الإيذَاءُ البَدَنِيُّ مُؤَكَّدًا، فَيُقَدَّر بقَدْرِهِ، إنْ كُنْتِ تَسْتَطْيِعيِنَ تَحَمُّلهُ، فَلاَ تَخْلَعِي نِقَابكِ، وإنْ كُنْتِ لا تَتَحَمَّلِينَهُ، فَهُنَا نَرْجُو أنْ تَكُونِي مُكْرَهَة، ويُبَاحُ لَكِ كَشْف الوَجْه، ولَكِنْ بشُرُوطٍ:
                    1- كَشْفُ الوَجْهِ فَقَط، ولَيْسَ التَّبَرُّج والتَّسَاهُل في كُلِّ شَيْءٍ مِنْ مَلْبَسٍ وزِينَةٍ وتَصَرُّفَاتٍ.
                    2- مُحَاوَلَةُ الحَدِّ مِنَ الخُرُوجِ كَثِيرًا والظُّهُور أمَام الأجَانِب.
                    3- تَغْطِيَةُ الوَجْهِ دَاخِل المَنْزِل عِنْدَ وُجُود أجَانِب (سَوَاء في مَنْزِلِكِ أو في مَنْزِلِ مَنْ تَزُورِينَهُ، ولا يُحْتَجُّ بكَشْفِ الوَجْه في الشَّارِع بكَشْفِهِ في كُلِّ المَوَاطِن، فَإنْ كَانَت الضَّرُورَة أجْبَرَتْكِ عَلَى كَشْفِهِ في الشَّارِع، فهذا هُوَ حَدّهُ، أمَّا في غَيْرِهِ فَلاَ يُكْشَف، مِثْلَمَا نَضْطَرُّ لكَشْفِ العَوْرَة أمَامَ الطَّبِيب، ولا نَأخُذ مِنْ ذَلِكَ حُجَّة لكَشْفِهَا عَلَى الإطْلاَقِ، فَحَتَّى عِنْدَ الطَّبِيبِ نَكْشِفُ مَكَان العِلاَج فَقَط ولا نَتَّخِذهَا حُجَّة لكَشْفِ كُلّ الجَسَد).
                    4- أنْ يَظَلَّ القَلْبُ كَارِهًا هذا الوَضْع، رَاغِبًا في السِّتْرِ والعَفَافِ، حتى إذا حَانَت أوَّل فُرْصَة لتَغْطِيَةِ الوَجْه كَانَ القَلْبُ أسْرَع إلَيْهَا، بَدَلاً مِنْ أنْ يَعْتَادَ الكَشْف ويُحِبَّهُ فَتَصْعُب عَلَيْهِ العَوْدُة إذا فَرَّجَ الله الكَرْب.

                    لِذَا أُخْتِي الكَرِيمَة، فَإنْ كَانَ الأمْرُ مَحْصُورًا كَمَا ذَكَرْتِ في مُضَايَقَاتٍ كَلاَمِيَّةٍ وتَشْوِيهَاتٍ إعْلاَمِيَّةٍ، فهذا كُلّه في نِطَاقِ الاحْتِمَال، وعَلَيْكِ بارْتِدَاءِ النِّقَاب والصَّبْر والاحْتِسَاب، وتَذَكَّرِي أنَّ ارْتِدَائَهُ في وَقْتِ المِحْنَة أفْضَل مِنِ ارْتِدَائِهِ في وَقْتِ الرَّخَاء، وأنَّكِ سَتَكُونِينَ طَعْنَة في صُدُورِ أعْدَاء الدِّين بَدَلاً مِنْ أنْ يَكُونُوا هُمْ طَعْنَة في صُدُورِ المُلْتَزِمَات، كَمَا أنَّكِ سَتَكُونِينَ قُدْوَة وعَوْنًا لغَيْرِكِ مِنَ الرَّاغِبَات المُتَخَوِّفَات، وأيْضًا سَتَكُونِينَ نُصْرَة لأخَوَاتِكِ المُنْتَقِبَات وتَكْثِيرًا لسَوَادِهِنَّ، وعَلَيْكِ أنْ تُغَيِّرِي فِكْرَة النَّاس عَنِ النِّقَابِ، بالْتِزَامِكِ الجَيِّد بالزِّيِّ وبِمَا يَعْنِيه الزِّيّ وبالإسْلاَمِ عَامَّةً، فهذا أقْوَى رَدّ لِمَا يُثَار.

                    ونِهَايَة أُقَدِّمُ الفَتْوَى التَّالِيَة كَعَادَتنَا في التَّأصِيلِ بالفَتَاوَى:
                    http://islam-qa.com/ar/ref/2198

                    وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الرَّابِع عَشَر بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                    وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                    في
                    :

                    جباال من الحسنات في انتظارك





                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x
                    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                    x
                    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
                    x
                    x
                    يعمل...
                    X