مسلك القدوة
من المسالك المهمة لأنه يُكون مع التعويد و التعزيز ثلاثة قواعد في غاية الأهمية
حيثُ :
التعويد ...هو أن تعوده صفة معينة
التعزيز... ان تفرح لفعله الطيب و تبين له الفرح
و إضافة القدوة تجمع أركان التربية الاسلامية
مثال على القدوة لتقريب الفهم :
كيف يتم تعليم حسن الخط
يُكتب نموذج أمام الطالب
و يكون الشيخ المعلم موجود فإذا كتب الطالب صواب قال له هذا صوب و إذا كتب خطأ بين له ذلك و صوبه
و شيئاً فشيئاً يتحول الخط الحسن إلى عادة
إذاً عندنا :
الاقتداء ثــــــــم التعزيز ثـــــــم التعويد
و تعليم الخط هنا كتعليم حُسن الخلق
الأسوة .......هي طلب موافقة الغير في فعله فإذا قلد إنسان أنساناً دون تعمد فهذا ليس اقتداء و لكن إذا تعمد أن يقتدي به أو يتأسى به فهنا يكون الاقتداء
و المسلك مهم هنا في التربية و الطريقة في غرس مفهوم في انسان مُعين تحتاج إلى ثلاثة أمور و هي
التكرار
التنويع
الجمع بين التلقين و التدريب
التكرار ........ معلوم عن النبي صلى الله عليه و سلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثة حتى تُفهم عنه و كما قيل (( ما تكرر تقرر ))
التنويع ....... حتى لا يُصاب الشخص بالملل فقد كان النبي صلى الله عله و سلم يُنوع فتجده أحياناً يسأل و احياناً يُسئل و أحياناً يسأل أن يُسئل و أحياناً أخرى كان يسألهم أسئلة معلومة اجابتها و لكنه كان يريد أن يبني على ما بعدها
و هكذا ما كان يستقر على شيء واحد
الجمع بين التدريب و التلقين و هو القدوة
مما يُستدل به على أهمية القدوة
رد الفعل .....هنا يظهر الطبع الأول
الانسان إن كان له قدوة تملأ عيناه فانه ما يتصرف في المواقف السريعة إلا كما فعل قدوته في موقف مثله أو مشابه منه
و أيضاً
تستطيع أن تميز بين هاتف الخير و هاتف الشر من خلال القدوة
فتجد الشخص يسأل نفسه هل هذا الأمر يفعله الصالحون أم المفسدون ؟؟
فإن رأى أنهم الصالحون قال هذا هاتف خير و لتوضيح المثال ذكر الشيخ حفظه الله قصة(( كعب بن مالك ))
من هو القدوة ؟؟
كيف تكون قدوة ؟؟
و هل كل واحد يصلح أن يكون قدوة ؟؟؟
كل عظيم يصلح أن يكون قدوة لغيره و أعظم العظماء هم الأنبياء
و نبينا صلى الله عليه و سلم أولى الجميع أن يكون قدوة
كل انسان تراه قدوة فهو قدوة نسبية أي أنه قدوة في شيء معين و تحتاج على قدوة في شيء آخر و هكذا
أما النبي صلى الله عليه و سلم فلنا فيه قدوة تُغني عن كل قدوة
في كتاب الله لا تجد الاسوة إلا في ثلاث مواضع الأول و الثاني عن النبياء و الثالث عن نبينا
قال تعالى الآية السادسة في سورة الممتحنة :
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴿6﴾
و في الآية الرابعة من سورة الممتحنة :
﴾ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿4﴾
و في الآية 21 من سورة الأحزاب :
1. لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا
و تقديم (( في رسول الله )) عند العرب تفيد الحصر و تبين لنا أنه فيه الغُنية التي تغنينا عن كل القدوات
هل هذا معناه ألا نتخذ قدوة أبداً إلا النبي ؟؟؟
لا ليس صحيحاً بل مما يعين أن أن نصل إلى النبي صلى الله عليه و سلم ان يكون لنا من يعلمنا ذلك
إذا أن كنت تُقرب لابنك صورة النبي فانت تصلح أن تكون قدوة و إن كنت العكس فلا تصلح
و لا تستحق ان تكون قدوة إلا بهذا
فالواجب عليك ان تقرب صورة القدوة الاصلية شيئا فشيئا حتى يأخذ الطفل من امعين الأصلي
و قد أورد الشيخ حفظه الله أمثلة لتوضيح هذا الأمر
استمعي لها من خلال المحاضرة أختي
و وضح ايضاً أهمية ربط الطفل بالنبي صلى الله عليه و سلم و بين أن هذا الأمر يُخرجك من مأزق فعلك الخاطيء أمام طفلك
كيف تكون قدوة ؟؟
كيف تجعل ولدك يقتدي بك ؟؟
1 أن تكون حباً لولدك
2 أن تفعل أمامه ما تريد منه ان يفعله
و كما قيل(( فعل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل ))
إذ أن الفعل صوته أعلى من الكلام
وو أرد الشيخ هنا قصة أم سلمى رضي الله عنها و فيها توضيح لمذهب القدوة كاملاً بالفعل و ليس بالقول >>>استمعي لها لمزيد من الفائدة أختي
3 أن تسمح له بالمشاركة و التقليد في أمر تريده أن يفعله و إذا أخطأ وضح له و لا تستهزئ به و لا تضحك منه و لكن وجهه
4 عدم التناقض : من أجل أن يعلم أنك قدوة لا تناقضها قدوة أخرى
فبعض الناس يُعرض ولده للتناقض و سيتم الحديث عن ذلك بالتفصيل في باب قادم بإذن الله
و لكن نورد مثال :
أب يقول لولده لا تكذب ... الكذب حرام
و في إحدى المرات و هو يُصلي طرق أحدهم الباب
فأشار لولده و هو يُصلي أن يقول انه ليس هنا ......
فنجده جمع المتناقضين ...و في هذا ضيــــــــاع
و أيضاً يجب عدم تعريضه للتناقض بينك و بين غيرك
فعقله عقل الكبير و نفسيته نفسية الصغير و خبرته قليلة
فلا تعرض عليه أكثر من مذهب كأن تعرض عليه مذهب خاطئ و تقول كي أجنبه الخطأ
فكن متيقناً أنه لا يجب عليك أن تفعل ذلك بدعوى تعريفه بالفتن ففي عصرنا الحاضر حتماً سيتعرف طفلك على الفتن و تمر بعضها من بين
أصابعك و إن كنت شديد الحرص على عدم دخولها
كما أنه لا يجب أن تسمح لضيف أن يُفسد عليك طفلك
بأن يُناقض أمر أنت رسخته في ذهن طفلك
فلو حصل هذا الأمر يجب أن تُسارع فوراً لتثبيت رأيك و إبعاد و دحض الرأي الآخر الخاطئ
هذا على مستوى أن يحصل التناقض من ضيف فما بالك بحصول التناقض بين الأم و الأب ؟؟
و هنا تكمن الخطورة ...فممكن بهذا أن نُضيع الطفل أو أن نُخرج طفلاً منافقاً
تنبيـــــــه أخيــــــــــــر و نذكره لأهميتـــــــــــه:
و هو غيــــــــــــــــــــــــاب الرجال عن تواجدهم في بيوتهم أمام الأبناء !!!!
فكيف يصح أن تكون قدوة و أنت غائب ؟؟؟
إن كان الغياب بسفر أو عمل أو مشاغل خاصة أو زيارات
فهنا يكون الأب قدوة غائبــة , قدوة بالكلام >>>>>و هذا ليس له وزن
و ذلك يؤدي لما يُسمى بتأنيث الأسرة ...بمعنى أن الأم هي القدوة
و نقول بملئ الفم ... المرأة الأم لا تصلح أن تكون قدوة مُطلقة و لكن تصلح أن تكون قدوة نسبية و لا تُغني عن وجود الأب أبداً
و من هنا
أُهيب بإخواننا الأباء كثرة التواجد في البيوت قدر الاستطاعة لتحقيق التكامل في القدوة
الواجب العملي :
اعادة ترتيب الأولويات لنكون حقاً قدوات
سماع شريط مسلك القدوة للشيخ حفظه الله
http://ar.islamway.net/lesson/20115
تعليق