ياأمتي أين الهمم
أين التسابق للقمم
قد أحرقتني لظى الحمم
ما عاد يطربني الغناء
ولا الكلام عن القدم
أقسمت أن ياأمتي
أن تعتلين عرش الأمم
تعريف الهمة :::
الهمة شعور بالقلب ,, شعور يجعل الإنسان غاية في البذل والعطاء ،،
الهمة شعور لو فقدته تحس إنك تحيا الدنيا بدون هدف ،،
ولو ملكته تشعر إنك تحلق عاليا في السماء
لا توقف لطموحاتك وأمالك
الهمة هي ما تهون على المرء صعاب الحياة لإنه يسعى وراء هدف وغاية تقويها همة عالية
الهمة أن تعمل ولا تتعب ،، فالدنيا دار العمل
وكقول الشاعر
فقل لِمُرَجِّي معالي الأمور *** بغير اجتهاد: رجوتَ المحالا
الهمة قوة هائلة تدفعك نحو القمم لا القيعان
الهمة أن تكوني كفراشة بجناحين تحلقين عاليا في السماء ولا تنزلين إلا على مواقع ذات الرحيق الطيب والحسنات الوفيرة
الهمة أن تكوني كالنمل على صغر حجمه يحمل أضعاف أضعاف وزنة
هي دي الهمة
الهمة التي غابت عن كثير من أمة لا إله إلا الله
إلا من رحم الله
والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لما حل بأمة التوحيد لمحزونون من ضعاف الهمم
الذين ليس لهم هدف ولا عمل في الحياة إلا أنهم يعيشون فقط
وبين من هي همتهم عااااالية جداااا جدااااااا ولكن فيما يغضب الله
…. أهذه هي الأمة التي زكاها الله بقوله " كنتم خيرأمة أخرجت للناس"
نعم خير أمة حادت عن الطريق
وتغير الهدف الذي خلقوا له إلا من رحم الله
ومن باب قول الله عز وجل " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"
هيا بنا لنتعرف على الأسباب التي أدت إلى ضعف وانحطاط الهمم لنتفاداها ونغير من أنفسنا
1- غياب الوعي الديني ::
وهنا تنقسم لنقطتين هامتين
أولا :: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
عدم معرفة لماذا خُلقنا وغياب أسمى هدف
خلقنا الله من أجل تحقيقه
وهو عبادته عز وجل
ومن هنا لو لم نعرف لماذا خُلقنا كيف لنا السبيل أن ننمي هممنا ونعرف خططنا التي نسمو بها نحو الجنان
ثانيا :: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ::
ومن هنا فقد غابت هممنا حين سبقتنا أمم أخرى ،، أمم كافرة سبقتنا فكريا وتقنيا وتكنولوجيا وحضاريا ،، وأصبحنا من دول العالم الثالث
لو علمنا أنننا كنا خير أمة لحافظنا على ههممنا بل أشعلنا فتيل الهمة بداخلنا حتى تضيء درب الدنيا من تقدم العالم الإسلامي وإختراعاته التي لابد أن تملىء وتغزو دول الكفر
فهل لنا وقفة لمعرفة هممنا وصلت إلى أين ؟؟!!!
هل هي تحت أقدامنا أم لا نرى لها حد ؟؟
2/ الإنغماس في المعاصي ::
ومن باب شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يُهدى لعاصي
نعم تعمينا المعاصي من رؤية طريق الحق وأن ترفع هممنا إلى القمم
بل تنزل من هممنا إلى أن تساوي قيعان المستنقعات العفنة
وسبحان الله كل منا يستحقر معاصيه ويقول هي هينة هي بسيطة
ولا نعلم ان النار تبدأ بمستصغر الشرر
فانتبهوا ولا يغرنكم صغار الذنوب فتخلصوا منها الآن قربة تتقربونا بها إلى الله
3 - عدم التخطيط السليم للوقت
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع
كم يضيع من أوقاتنا بلا هدف ،، بلا ننظر يمينا ويسارنا لا نعلم ماذا نفعل
،،أو نقضي نصف يومنا في النوم ،، أو نقضيها
في الزيارات والسمر وفضول المباحات ، قال صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة و الفراغ )
4- التسويف والتمني
وهما صفة بليد الحس ، عديم المبالاة ، الذي كلما همت نفسه بخير إما يعيقها ( بسوف ) حتى يفجأه الموت فيقول : ( ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب ) ، وإما يركب بها بحر التمني وهو بحر لا ساحل له ، يدمن ركوبه مفاليس العالم ، كما قيل :
إذا تمنيت بتّ الليل مغتبطاً *** إن المنى رأس مال المفاليس
إذا تمنيت بتّ الليل مغتبطاً *** إن المنى رأس مال المفاليس
5- توالي الضربات وازدياد اضطهاد المسلمين :
مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء وسنن الله عز وجل في خلقه ، وقد كان رسول الله ص يعزّي أصحابه المضطهدين في مكة بتبشيرهم بأن المستقبل للإسلام والعاقبة للمتقين ،
أخي ستبيد جيوش الظلام *** ويشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك اشـراقها *** تـرَ الفجر يرمقنا من بعيد
6- المناهج التربوية والتعليمية الهدّامة :
التي تثبط الهمم وتخنق المواهب وتكبت الطاقات وتنشئ الخنوع ، وأخطرها وأضرها المناهج التي ارتضت العلمانية ديناً ، فراحت تسمم آبار المعرفة التي يستقي منها شباب المسلمين ، لتخرّج أجيالاً مقطوعة الصلة بالله ، تبتغي العزة في التمسح على أعتاب الغرب ، وتأنف الإنتساب إلى الإسلام .
كيف حث القرآن الكريم والسنة النبوية على علو الهمة :
تواردت نصوص القرآن والسنة على حث المؤمنين على التسابق في الخيرات ، وتحذيرهم من سقوط الهمة
فمنها: ذم ساقطي الهمة وتصويرهم في أبشع صورة :
( وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتـَّــبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ )
ومنها: ثناؤه سبحانه على أصحاب الهمم العالية وفي طليعتهم الأنبياء والمرسلون
وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم..
{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ }
ومنها : أنه عبر سبحانه عن أوليائه الذين كبرت همتهم بوصف الرجال في مواطن البأس والجلد والعزيمة والثبات على الطاعة ، والقوة في دين الله
( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)
( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
ومنها : أنه سبحانه أمر المؤمنين بالهمة العالية ، والتنافس في الخيرات ..
( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً )
أما السنة الشريفة فمليئة بالكثير من الصور ..
قال صلى الله عليه وسلم: ( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها )
وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( إن الله تعالى يحب معالي الأمور ، ويكره سفاسفها )
وقال صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه: ( إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه عز وجل )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ..
فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة )
ومن يصطبر للعــلم يظـــــفر بنيله ***
ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل
ومن لم يذل النفس في طلب العلى ***
يسيرا يعش دهــــــــــرا طويلا أخا ذل
تعليق