إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رفاق السوء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رفاق السوء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قرر أن يبدأ حياة جديدة بعد أن تخلص من كل شيء يذكره بالماضي ، رمى بحبوب الحشيش وتخلص منها ، وعمد إلى جسد المليء بالوشم من رأسه إلى أخمص قدميه والقي عليه ماء نار فحرقه ، رغم أنه ترك أثراً واضحاً في جسده ، إلا أنه شعر أنه بحرق هذه الأوساخ قد حرق معها ذكريات حمد الله تعالى أن تخلص منها ، ومن رفاق السوء الذين هجرهم إلى غير عودة ، مزق ثيابه القديمة جميعها وألقى بها خارج البيت ، واستبدلها بدشداشة بيضاء ومسبحة ما عادت تفارق يديه ، وأرخى للحيته العنان ، يراوده إحساس بعد أن تخلص بكل ما يذكره بالماضي أو يعيده إليه أنه بات شخصاً آخر ، لأول مرة أحس بطعم الحياة ، وأدرك كم أضاع من عمره أوقات ذهبت سدى .

    رفقاء السوء لم يمهلوه طويلاً ، وبعد مدة ألقى الثوب الأبيض عن جسده ، وقصر لحيته كثيراً ، عاد إلى ملابسه السابقة ، أزال لحيته بالكلية ، رجع فريسة سهلة بأيدهم ، احتاطوا به كما كانوا يفعلون به سابقاً ، عادت لياليه إلى سابقاتها .

    بعد أن أحس بتفاهة الحياة التي عاد لها مجدداً قرر أن ينهي حياته تلك ، شرب اليوم كثيراً من الحبوب التي بحوزته ، وأخرج سكيناً حاداً وبدأ يمزق بها جسده قطعة قطعة ، وسقط جثة هامدة.

    هذه القصة واحدة من نماذج كثيرة تحدث بيننا ، فكم من عاصي منّ الله بنعمة الهداية ، فتاب توبة نصوحة وأقلع عن المعاصي وهجر الذنوب ، واقسم على الله أن لا يعود إلى ماضيه مجدداً ، ولكنه ما أحسن الاختيار فافسد على نفسه ما كان قد عزم عليه من توبة ، لأن رفاق السوء ما تركوه وما يريد فعاد إلى سيرته الأولى ، واضطرم بنارهم وانكوى بشرورهم ، فكان عاقبته في هذا الخيبة والخسران.

    لنتذكر بداية : أن باب التوبة مفتوح للجميع ، ولن يغلق إلا إذا بلغت الحلقوم ، أو أشرقت الشمس من مغربها ، يقول تعالى : [ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ] الزمر 53 ، ولنبادر جميعاً إلى التوبة والرجوع إلى جادة الصواب ، فهناك رب رحيم يغفر الذنوب جميعاً ، ولكن يجب أن نحرص على الابتعاد عن رفقاء السوء وهجرهم إلى غير رجعة ونعمد إلى اختيار أصدقاء الصلاح ، ولنتذكر قصة الرجل الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً ، واتبعها بآخر ثم تاب فقبل الله توبته ونصحه أحد العباد بأن يترك هذه القرية التي هو فيها ، ويهاجر إلى أخرى فيها رجال صالحون ، يساعدونه لكي يستمر في طريق الهداية ولا يعود إلى الغواية من جديد.

    فكم من صديق كان سبباً في دفع الشر عن صاحبه لتناصحه معه ، ورده عما هم به من معاصي وآثام ، فكان نعم الأخ لأخيه ونعم الصديق لصديقه عوناً له في الأخذ بيده إلى الحق ومساعدته في اجتناب الخطأ والابتعاد عن المعاصي وتجنب الذنوب ، وهم الذين عناهم الله عز وجل بقوله : " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " التوبة 71 ، ويقول عز وجل : " الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ " وفيهم يقول عليه أفضل الصلاة والسلام : " مثل الجليس الصالح كحامل المسك أما أن يحذيك وأما أن تبتاع منه وأما أن تجد منه ريحا طيبة "

    وكم من صديق كان سبباً في التحريض على ارتكاب المعاصي أو الاعتداء على الأعراض أو الوقوع في حد من حدود الله ، لا تهتز لهم شعرة ولا يرف لهم رمش ولا يتحرك فيهم إحساس بالندم على أفعالهم موتى ضمائرهم وأفئدتهم ، لا يخرجون من فاحشة إلا ليدخلوا في غيرها ، لا يتناهون عن منكر فعلوه يدفع بعضهم بعضاً إلى اقتحام المعاصي وينشرونها بينهم ويجرون غيرهم إليها ، نذير حسرة وندامة وهم من وصفهم الله عز وجل بقوله : " الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " التوبة 67 ، وهم لن يستيقظوا على أنفسهم إلا وهم يعضون على أيديهم حسرة وندماً ، وهيهات هيهات عندها : " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً " الفرقان 27 – 29 . وفيهم يقول عليه أفضل الصلاة والسلام : " ومثل جليس السوء كنافخ الكير ، ونافخ الكير أما أن يحرق ثيابك وأما أن تجد ريحا خبيثة " ، أيها الشاب ، ولداً كان أم بنتاً : قل لي من تصاحب أقل لك من أنت.

    أخيرا نصيحتي إلى الآباء والأمهات أن يتقوا الله في أولادهم وبناتهم ، ربوهم على الأخلاق وعلموهم الصلاة وأمروا بناتكم بالحجاب وهم أبناء سبعة واضربهم عليها وهم أبناء عشر ، ولا تتهاونوا في هذا بحجة أنهم صغار ، فإن هذه المرحلة هي من أخطر مراحل العمر ، وعلى ما نشئ عليه الفتى يقضي بقية عمره ، لا تدعوهم يخرجوا كيفما شاءوا وأينما أرادوا ، بحجة الذهاب إلى الدروس الخصوصية أو الدراسة عند أصدقائهم وخصوصاً البنات ، تابعوهم اسألوا عن أصحابهم ومن يرافقون ، ربوهم صغاراً لكي يحفظوكم كباراً ، اتقوا الله فيهم ، فإن الفتن من حولهم تتخطفهم تخطفاً ، فلا تدعوا أبنائكم فريسة سهلة لهذه الفتن ، حصونهم بالمراقبة ، وأبعدوهم عن رفقاء السوء ، علموهم الصلاة وحفظوهم القران ، وأبعدوهم عن الأغاني والأفلام والمسلسلات الهابطة ، ذكروهم بقصص الأنبياء والصحابة لكي ينشئوا على حبهم ويعملوا على تقلديهم ، احذروا الأفكار الخبيثة التي تسعى لإبعاد الشاب عن دينه ، وتميع العقيدة في نفسه ، واحذروا أن يكونوا قدوتهم الساقطين من المغنيين والمغنيات والفنانين والفنانات واعلموا أنهم أمانة في أعناقكم وأنكم عنهم مسئولون .


  • #2
    رد: رفاق السوء!‎ رفاق السوء‎! رفاق السوء‎!

    جزاك الله خيراً اخى الحبيب ونفع الله بك

    واثابك الله الجنه

    نسأل الله تعالى السلامه لنا وابنائنا من رفقاء السوء

    لان رفاء السوء سوف يكون اعداء يوم القيامه كما قال سبحانه

    (( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ))

    وايضاً

    (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ))


    { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
    سورة الرعد الآية 17

    تعليق


    • #3
      رد: رفاق السوء!‎ رفاق السوء‎! رفاق السوء‎!

      جزاكم الله خيرا
      فيجب على الآباء والأمهات بالفعل
      أن ينتبهوا إلى أصدقاء أبناءهم
      من بعيد
      دون أن يشعروا الأبناء من مراقبتهم لهم
      ونسأل الله أن يرزقنا الصحبة الصالحة التى تعيننا على طاعة الله


      تعليق


      • #4
        رد: رفاق السوء!‎ رفاق السوء‎! رفاق السوء‎!

        جزاكم الله خيراً
        إن لله عبــادا فـــطــــــنا *** طلقوا الدنيا وخافـوا الفتــنا
        نظــروا فيهـا فلما علموا *** أنـها ليـست لــحي وطنـــــا
        جــعلوها لجــة واتخــذوا *** صالح الأعمـال فيها سـفــنا

        تعليق


        • #5
          رد: رفاق السوء!‎ رفاق السوء‎! رفاق السوء‎!

          جزاكم الله خيرا



          ..
          الصحبة الصالحة ما أراه انها من اهم مقومات الشخص الملتزم الخلوق الذى يعرف ربه
          نسأل الهل تعالى ان يرزقنا الصحبة الصالحة
          اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

          تعليق


          • #6
            رد: رفاق السوء!‎ رفاق السوء‎! رفاق السوء‎!

            جزاك الله الف خير

            تعليق


            • #7
              رد: رفاق السوء!‎ رفاق السوء‎! رفاق السوء‎!

              جزاكم الله خير الجزاء على الطرح المفيد

              و اللهم ازرق أبناءنا الصحبة الصالحة


              تعليق

              يعمل...
              X