السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده ..وبعد...
فلا يمارى أحدٌ فى إهتمام ديننا الحنيف ورسولنا الكريم بالقيم والأخلاق ومن يطالع السيرة النبوية وسير النبلاء من هذه الأمة الميمونة ، سيجد إهتماماً عجيباً بأمر تربية الأبناء وطلبة العلم على قيم ديننا وأخلاق نبينا المصطفى _صلى الله عليه وسلم_....
ومن هذا المنطلق فهذه محاولة للتذكير ببعض القيم التى ينبغى أن تتحلى بها الأسرة المسلمة وأن تغرزها فى نفوس أبنائها ..والله المستعان وعليه التكلان....
_أولاً:: ننوى الخير ، ونحرص على نقاء سرائرنا ...
نية الخير : تعنى حبه ، والتطلع إليه والطموح إلى تحقيقه ..
والتطلع إلى الخير يدل على "خيرية" المتطلع وكرمه ونبله " وإن هذا يُشكل شيئاً أساسياً فى حياة الأسرة المسلمة وشيئاً مهماً فى سيرها فى الإتجاه الصحيح ....
إن قيمة المرء على المستوى المعنوى:: تكمن فى نوعية ما يطلبه ويتمنى الحصول عليه ...
إما على المستوى التنفيذى :: فإن قيمته تكمن فى ::درجة إحسانه وإتقانه لعمله ...
إن المسلم يعمل الخير ويمضى فى طريقه ، فإذا لم تُساعده الظروف ، فإنه ((ينويه)) ويسأل الله تعالى أن يُهيىء له السبيل إليه ، فيكون له أجر على ذلك ...
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ((فمن همَ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة))..
أمثلة على ذلك ::..
فى إحدى الأسر كانت نوايا الخير دائماً حاضرة :: نية للتطوع ، ونية للإحسان ، وأمنيات طيبة للمسلمين و...و....إلخ .
وكان الأب هو الذى أسس فى أسرته ذلك ، حيث إنه كثيراً ما يتحدث مع كل واحد من أولاده عن بعض المشروعات الخيرية التى يمكن لصغار أن يساهموا فيها ...
وفى مرات عديدة:: كان الصغار يقترضون من أبيهم بعض المبالغ المالية حتى يُشاركوا فى بعض المشروعات الخيرية على أن يخصمها الوالد على أقساط من مصروفهم الشهرى ومن بعض المكافآت التى يستحقونها ...
_أحياناً تمر من قرب المنزل سيارة إسعاف مسرعة ، فنجد الأب يدعو المن بداخل تلك السيارة بالشفاء والسلامة ويدعو لكل المسلمين بمثل ذلك ...
_الأم كذلك كان لها دور مع بناتها ::..
وكانت تقول للراشدات منهنَ ::من أحبت منكن الإستيقاظ للتهجد ، فلتخبرنى حتى أوقظها ..وكانت تحدث بناتها دائماً عن فضيلة الحجاب وخطورة التبرج والسفور وتحدثهن عن أمهات المؤمنين والصحابيات ..
ونحن فى حاجة دائماً أن نتحدث مع أبنائنا عما يمكن أن نفعله سوياً من المشروعات الخيرية حتى تُصبح ثقافة النية الحسنة_إن صح التعبير _ مكينة وراسخة ...
إخوانى وأخواتى الكرام::..
يجب أن نغرس فى أنفسنا وأبنائنا أنه::
لا يكفى أن ينطوى القلب على نية الخير والتطلع إليه ، بل لا بد إلى جانب ذلك من تطهره من "الرياء والحسد والحقد والضغينة وسوء الظن "" وما شاكل ذلك من الأفات ...
وأخطر هذه الأمراض هو :: الرياء ، لأنه نوع من الشرك ويؤدى لإحباط العمل وقد صح عن رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ أنه قال ((يقول الله تعالى ::"أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معى فيه غيرى تركته وشركه"))...
مطلوب منا أيضاً:: أن تكون قلوبنا نقية تجاه إخواننا المسلمين ::فلا نحسد أحداً ولا نحقد على أحداً ولنجعل العفو والصفح والمسامحة منهجاً فى التعامل مع كل مسلم ...
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ (( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ....))....
هناك أسر كثيرة تربي اطفالها على هذه المعانى العظيمة والكريمة وينبغى علينا أن نتعلم منها ...
والحمد لله رب العالمين....
يُتبع إن شاء الله ....
تعليق