بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعـــــد..
الداعية يأتمر بأمر الله تعالى
فيسير على منهج القرآن، ويتبع هدي النبي العدنان
ويضع أمامه دائما وأبدا، قول الحق تبارك وتعالى:
{ادْعُ إِلَىَ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
النحل: 125
وقوله تعالى:
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ......}
آل عمران: 159
.......ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل،
والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم،
وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة،
وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.
فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين، تجذب الناس إلى دين الله، وترغبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص،
والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين، وتبغضهم إليه، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص،
فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول، فكيف بغيره؟!
أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات،
الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم، من اللين وحسن الخلق والتأليف،
امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله.
ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله،
فيجمع بين العفو والإحسان.
هذا قول الإمام السعدي -رحمه الله- من تفسير الآيتين بسورتي النحل وآل عمران
وفقنا الله وإياكم للعمل بما أنزل الله واتباع خير خلق الله
وأدعوه تبارك وتعالى جلَّ في عُلاه وأنعم علينا وعليكم بهُداه، أن يُحقق فينا قوله سبحانه:
{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا }
اللَّهُمَّ نَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمُ خَيْرَاً كَثِيرَاً
يَاوَاسِعَ الْفَضْلِ يا وَاهِبَ كُلَّ نِعْمَة، آتِنَا مِنْ فَضْلِكَ يَارَبَّنَا الْحِكْمَة
تُصْلِحُ بِهَا يَارَبَّنَا أَحْوَالَنَا، وَتُنِيِرُ بِهَا قُلُوبَنَا وَعُقُولَنَا
فَنَزْدَادُ فَهْمَاً عَلَىَ فَهْمٍ، وَيَزُوُلُ عَنَّا الشِّقَاقَ وَالْغَمّ
وَنَزْدَادُ بَصِيِرةً فِي الدَّعْوَةِ إِلَيْك، تَهْدِي بِهَا مَنْ تَشَاءُ فَالْأَمْرُ بِيَدَيْك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق