إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى .وبعد.

    فقد كنت كعادتى أُقَلبُ فى أعداد مجلة "البيان" التى أقتنيها ولفت نظرى هذا الموضوع الطيب فقمت بكتابته عسى الله أن ينفع به .

    وصاحبة المقالة "أخت" فربما تتحدث عن الأخوات لكن من نافلة الذكر طبعاً أن الموضوع للأشبال من "الذكور والإناث"

    تقول صاحبة المقال _حفظها الله_::


    في إحدى الليالي .. وبعد فراغي من كتابة واجباتي وترتيب كراساتي .. أويت إلى فراشي .
    وقبل أن يطرق الكرى الأجفان أخذت أقلّب الأفكار .. وأستعرض الخواطر فيما قد جرى وصار .

    عندها بدأت مخيلتي تسبح في أغوار الماضي مقتبسةً منه أروع الصور ، وأجمل الذكريات .

    استوقفتني إحداها .. ولعلها كانت من أكثر الصور في ذهني رسوخاً .. وأشدها ثباتاً .
    قبل بضع عشرة سنة .. وتحديداً عندما بلغت السابعة .. أمسكتِ يا أمي الحبيبة بيدي الصغيرة .. تسابقين الخطى ..
    يسألك الرائح والغادي : أين يا أم الأشبال ؟
    تردين بكلّ فخرٍ وَاعتزاز : سأُلحق ابنتي بمدارس تحفيظ القرآن .
    الجميع باستنكار : ما لكِ ولهذه المدارس يا أم الأشبال ؟! فحصص القرآن فيها كثيرة .. ومناهجها كثيفة .. ارفقي بالبنية ؛ فهي ما زالت صغيرة .
    كنت تردين بكلّ عزة وإباء : ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم ) .

    أماه ! كنتِ بالفعل قوية الشكيمة.. قاومتِ المجتمع والأقارب وأهل الحارة .. لم يثنكِ عن عزيمتكِ تثبيط مثبط .. ولا تخذيل متخاذل .
    تهافتت الذكريات .
    دلفتُ بوابة المدرسة متأبطةً حقيبتي .
    كنتِ برفقتي تشدين أزري ، وتقيلين عثرتي .
    رمقتِني بنظرات كلها حنانٌ وعطف .
    ربَّتِّ على كتفي بلطف .
    وعدتني بالبقاء .. وأن لا تتركيني وحيدة .
    أدخلتني غرفة الصف ، وجلست خارجه .
    عيناكِ كانتا تراقباني .. وكفاكِ كانتا تدعوان لي .
    مرّت الأيام والسنون .. كانت سعادتكِ بي غامرة .. وفرحتكِ بي بالغة .



    " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه هل تعرفني أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظميء هواجرك وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطي الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسي والداه حلتين لاتقوم لهم الدنيا وما فيها فيقولان يارب ‍أنى لنا هذا فيقال بتعليم ولدكما القرآن . وإن صاحب القرآن يقال له يوم القيامة اقرأ وارق في الدرجات ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية معك"


    إنه العز الحقيقي والراحة السرمدية التي تذوب فيها جميع المصاعب ، وتتكسر أمامها كلّ التحديات .
    أمي الحبيبة ! عندما أردتِ أن أكون متميزة .. أردتِ أن تصنعي مني فتاة صالحة ، وداعية ناجحة ، ومربية فاضلة .
    عندما أردتِ أن أكون متميزة .. اخترتِ لي العيش في ظلال القرآن حيث الأمان والاطمئنان .
    أردتِ أن تحافظي عليَّ كما يُحافَظ على الدرّ والياقوت والمرجان .

    لكن بقي في ذهني سؤال .. سؤال صال في خاطري وجال .
    بعد مضيّ هذه السنوات الطوال :
    هل أنا حقاً حفظت القرآن ؟
    أكان حفظي للقرآن يعني فقط تجويدي لحروفه ، وضبطي لمخارجه ؟
    أكان حفظي للقرآن يعني فقط ترديدي لآياته ، وإتقاني لحركاته وسكتاته ؟ ..
    أم أن هناك للحفظ معنى آخر أعمّ وأشمل ؟

    كما طرحتُ هذا السؤال .. فأنا من سيتولى الإجابة : إن حفظي للقرآن يعني لي الكثير .. الكثير .. يعني لي الحفظ بكافة صوره .. فأجوّد حروفه ، وأقف عند حدوده .
    أردد آياته ، وأعمل بأحكامه .
    أن أُعرف به بين الناس عِلماً وعملاً وسلوكاً .. مظهراً ومخبراً .


    يؤسفني كثيراً .. عندما أعقد بعض المقارنات بيني وبين بعض الأقران .. ممن لم ينفقن أعمارهن في حفظ سورة من القرآن .. بل قد لا يقرأنه إلا في رمضان .. فأجد الفروق بيننا ليست بالكبيرة .

    فالاهتمامات متشابهة .. والطموحات متقاربة .. حتى الشكل واحد .. لا فرق يُذْكر .
    أين بصمات كتاب الله على سلوكي ومظهري ؟
    لقد قضيت في حفظي لكتاب الله عُمُراً .. فأين التحصيل ؟
    أين الثمرة التي تعاهدتِها بالسقاية والرعاية يا أمي ؟

    أمي الحبيبة ! عندما أدخلتني المدرسة قاومتِ كلام الكثيرات .
    استسهلتِ الصعب في سبيل التحاق ابنتكِ بركب الحافظات .
    هيأتِ لي السبل كي أحفظ كتاب الله ، فأرجوكِ ثم أرجوكِ .. واصلي معي المسير .

    إن دورك يا أماه لا ينتهي عند بوابة المدرسة .. أو عند انخراطي مع الطالبات في الصف .. لا يا أمي .. إن متابعتك إياي - وخاصّة فيما يتعلق بسلوكياتي - أمر في غاية الأهمية ؛ فأنتِ أقرب الناس إليّ .

    قد تشغلك مهام الحياة ومتطلباتها عني .. ولكن تذكري دائماً أنكِ برعايتك إياي لا تبنِينَ فرداً بل تصنعينَ أمّة ! قد ينتابني ما ينتاب بنات جنسي من لحظات العناد .. وتقلبات المراهقات .. فتعاملي معي بحكمة .

    حذريني من الانسياق خلف رغباتي التي لا حدود لها .. فلا تغضّي الطرف عنها ، ولا تنساقي خلفها .. بل اعرضيها معي على الشرع .. على الشرع يا أمي !

    اصنعي داخلي ميزاناً حساساً أميّز به الغث من السمين !
    أذكي في داخلي روح العزة والكرامة !
    ذكّريني بمن أكون .. ذكريني أنني ابنة عائشة و حفصة و زينب و أم عمارة !
    أشعلي في داخلي الحماس والرغبة في طلب العلم !
    ذكريني دائماً بما يجب عليّ تجاه ديني ومجتمعي ، وبالأخصّ بنات جنسي .

    فأنا الآن في مقام المسؤولية .. الكلّ يشير إليَّ بالبنان .. فأنا ابنة القرآن .
    واعلمي يا أماه أن تاج الوقار الذي طالما تمنيتُه ثقيل الميزان .. لن تناله إلا من اتسمتْ بالوقار وكان خُلُقها القرآن .
    التميز مطلب عظيم تتمناه كلّ أم لابنتها .. ولا أشك لحظة يا أماه في أنك تطلبينه لي .
    فاجعليه تميزاً في الحياة وفي الممات ! .. في الدنيا والآخرة .
    ودائماً اسألي الله لي الثبات .. وألِحّي عليه بالدعاء أن يجعلني ممن يَصدِّق قولَه فعلُه .
    إنه سميعٌ مجيب الدعوات ..

    التوقيع : حافظة .





    التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة سعد; الساعة 02-06-2012, 05:49 PM. سبب آخر: تعديل الحديث \\\\\\\\\\\\\\\بورك فيكم
    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
    _______________________________
    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
    __________________________________
    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

  • #2
    رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خيراً
    فاللهم وفقنا للعمل بما في كتابك ووفقنا لحفظه

    اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
    اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
    وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

    تعليق


    • #3
      رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
      نسأل الله ان يجعلنا من الحافظين لكتابه العاملين به
      لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
      لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
      لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية
      لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

      تعليق


      • #4
        رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

        جزاكم الله خيراً
        â—ڈâ—ڈâ—ڈâ—ڈâ—ڈ
        أســـــألــكم الدعـــــــــاء
        لأبي بالشفاء العاجل ولعمي وزوجة خالي بالرحمة والمغفرة

        تعليق


        • #5
          رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

          جزاكم الله خير الجزاء ... وبارك الله فيكم


          :: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي ،، وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ::


          تعليق


          • #6
            رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            موضوع رائع
            تم النقل لقسم فن التربية فهو أنسب بإذن الله
            جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
            اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

            ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
            ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

            تعليق


            • #7
              رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              ما شاء الله مقال راائع
              جزاكم الله خيرَا ونفع بكم
              يارب تمم حملى على خير
              ** أم عمر بإذن الله **

              تعليق


              • #8
                رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                أختنا الكريمة "غفرانك رباه" ::جزاكم ربى خير الجزاء على مروركم فضلاً عن ردكم

                وتوضيح بسيط فقط بشأن تعديلكم الحديث الوارد فى المقال_حفظكم الله_ ::لا شك أن فعلكم الأفضل لكنى تركت الأمر على ما هو عليه دونما تغيير لأن صاحبة المقال أتت بالجزء الشاهد من الحديث الشريف وكان فى صورة حوار مع النفس وإن لم يكن المتن مطابقاً لرواية الحديث . والله المستعان

                وجزاكم ربى خيراً إخوتى "محبة الإيمان_فارس الحق _جميلة بحجابة _جهاد أم عائشة" على مروركم الطيب وتقبل ربى طيب دعائكم .

                جزاكم ربى خيراً"أختنا الكريمة "خديجة" وعذراً على عدم التحرى فى وضع الموضوع فى قسمه المناسب وبارك ربى فيكم .
                تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                _______________________________
                ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                __________________________________
                نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                تعليق


                • #9
                  رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

                  وجزاكم الله مثله
                  نفع الله بكم
                  يارب تمم حملى على خير
                  ** أم عمر بإذن الله **

                  تعليق


                  • #10
                    رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    ما شاء الله مقال راائع
                    جزاكم الله خيرَا ونفع بكم

                    (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
                    افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
                    ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
                    مع المشرف العام للمنتدى

                    تعليق


                    • #11
                      رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟

                      للرفـــع



                      تعليق


                      • #12
                        رد: هل حقاً يا أماه ! حفظتُ كتاب الله ؟


                        بارك الله فيكم على الطرح المميز

                        و اللهم اجعل أبنائي من حفظة القرآن



                        تعليق

                        يعمل...
                        X