إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التعامل مع الاخطاء مع المنزل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التعامل مع الاخطاء مع المنزل




    التعامل مع الأخطاء مع المنزل




    إن التعامل مع الأخطاء التي يرتكبها الأولاد أو حتى الزوجة فن من الفنون التي يجب على كل والد و زوج أن يتعلمها ويتقنها ويحول هذا الخطأ إلى قوة إيجابية بناءة في الأسرة لا إلى قوة سلبية هدامة.

    ولنفترض أن أحدا من أبنائنا أخطأ فما هي الخطوات الإسلامية في معالجة هذا الخطأ أو ذاك.

    إن كثيرا من الآباء والأمهات والأزواج يمارسون ممارسات غير إسلامية في معالجة الأخطاء التي تحصل في منازلهم وبالتالي بدلا من إيجاد حلول لهذه الأخطاء، وجدت أخطاء أخرى هي مضاعفات لهذه الممارسات وبالتالي نشأ في مجتمعنا مشاكل عديدة متراكبة ومتداخلة كان منشؤها التصرف غير الناضج مع خطأ ارتكبه أحد الأطراف ألم يقل الله - تعالى - "
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) الأنفال

    قال البخاري لما يحييكم: لما يصلحكم



    فاستجابتنا لله وللرسول هي دعوة للإصلاح، ودعوة لترشيد المنهج، ودعوة للحياة بصورتها المثلى.

    فعندما تقع المشكلة أو الخطأ في المنزل لا بد من بعض الخطوات الهامة لإزالة هذا الخطأ وفق المنهج الإسلامي السليم والأنيق والذي يحول من تفشي الخطأ ويحوله إلى نقطة مراجعة واستذكار.



    والإسلام يرسم لنا الخطوط العريضة لطريقة التعامل هذه ويترك المجال أمام الأبوين لمعالجة الأمر وفق هذه الخطوط العريضة ليتناسب حلها مع كل زمان ومكان ومن هذه الخطوط العريضة ومن بعض نقاط هذا المنهج:



    1 تســليط الضــوء على الصـواب:

    إن كثيرا من الذين يخطئون لا يعلمون حجم الخطأ الذي ارتكبوه ولربما لم يعلموا بأنهم قد أخطؤوا، لذلك يصعب على البعض منهم أن تلومه على الخطأ الذي ارتكبه، فالحل الأمثل في مثل هذه الحالة هو تسليط الضوء على الصواب و إزالة الغشاوة عن عينه، وتوضيح معالم الحق الغائب عن ذهنه، وهذا ما فعله النبي - صلى الله عليه و سلم - لمعاوية ابن الحكم

    فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي قال
    بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت
    وا ثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني سكت فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني لكنه قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن
    "

    فمعاوية هذا لم يكن يعلم أن الصلاة لا يصح فيها الكلام والنبي - صلى الله عليه و سلم - لم يقف عند حدود الخطأ الذي فعله معاوية - رضي الله عنه - لكن التصرف النبوي السليم هو تسليط الضوء على الصواب، وبيان لما يجب أن يفعله في المرات القادمة دون نهر أو لوم أو شتم.

    وفي البيت إذا وقع الخطأ من قبل أحد الأطراف فإن من الحلول المتنوعة تسليط الضوء على الصواب وإرشاد المخطئ إليه فلربما كان غائبا عن ذهنه ولم يقصد فعله أو التلبس به.



    2- عدم تهويل الخطأ بحيث يصبح أكبر من حجمه:

    كثير من الأخطاء التي تحصل في البيت تقابل بحجم أكبر من حجم الخطأ الذي حصل، وذلك نتيجة تهويل الأبوين لهذا الخطأ دون حاجة لذلك، فتكون ردة فعل الأبوين شديدة وقوية وربما تكون عنيفة بعض الشيء، وهذا ما يشكل إشكالية ذهنية في عقول الأولاد،

    وربما بعض الاضطرابات النفسية، وفي قصة جريج الذي أخطأ في إجابته لوالدته فواجهت والدته الخطأ الذي ارتكبه بخطأ آخر تمثل بالدعاء عليه مثال واضح لتهويل الخطأ بحيث يصبح أكبر من حجمه فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((
    لم يتكلَّمْ في المهدِ إلا ثلاثةٌ : عيسى بنُ مريمَ، قال : وكان في بني إسرائيلَ رجلٌ يُقالُ له : جُرَيجٌ وكان عابدًا، فابتَنى صومَعةً فجعَل يصلِّي فيها، فأتَتْه أمُّه فقالتْ : يا جُرَيْجُ، فقال : يا ربِّ أمي وصلاتي، فأقبَل على صلاتِه فانصرفَتْ، ثم جاءَتْ يومًا آخَرَ ففعَل مثلَ ذلك، ثم جاءتْه يومًا ثالثًا ففعَل مثلَ ذلك، فقالتْ أمُّه : اللهم لا تُمِتْه حتى يَرى أو ينظُرَ في وُجوهِ المومِساتِ . قال : فذكَر يومًا بنو إسرائيلَ جُرَيجًا وفضلَه فقالتْ بغِيٌّ من بَغايا بني إسرائيلَ : إن شئتُم لأفتنَنَّه لكم، فقالوا : قد شئنا، فانطلقَتْ فتعرضَتْ لجُرَيجٍ فلم يلتفِتْ إليها، فأتَتْ راعيًا وكان يأوي إلى صومعَةِ جُرَيجٍ بغنمِه فأمكنَتْه من نفسِها فحملَتْ فولدَتْ غُلامًا، فقالتْ : هو من جُرَيجٍ، فأتاه بنو إسرائيلَ فضرَبوه وشتَموه وهدَموا صَومعتَه، فقال : ما شأنُكم ؟ فقالوا : زنَيتَ بهذه البغِيِّ وولدَتْ غُلامًا . قال : فأينَ الغُلامُ ؟ قال : فجيءَ به فقام وصلَّى ودعا ثم انصرَف إلى الغُلامِ فطعَنه بإصبَعِه وقال : باللهِ يا غُلامُ مَن أبوك ؟ قال : أبي الراعي . قال : فوثَب الناسُ إليه فجعَلوا يُقَبِّلونَه وقالوا : نبني صومعتَك من ذهبٍ .))

    فهذه الحادثة جعلت الأم تضخم عصيان ولدها، حتى ألجأت نفسها للدعاء عليه، ويا لحظها التعس كانت ساعة الإجابة التي ذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث:
    لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على خدمكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكمالراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7267
    خلاصة حكم المحدث: صحيح



    3 التجاهل عن بعض الأخطاء:

    التجاهل أحد الفنون المهمة في معالجة الأخطاء ليس فقط في المنزل بل حتى مع الأقارب والأصدقاء، والتجاهل في حقيقته هو غض الطرف عن نقيصة معينة بغية عدم إحراج فاعلها، وبغية توجيه رسالة له بأن هذا الخطأ غير مرغوب فيه، وهي نوع من السمو الأخلاقي الذي يعيشه الأبوان أمام أولادهما بغية عدم إحراجهم على خطأ ارتكبوه، وبغية إعطائهم فرصة أخرى لمعالجة هذا الخطأ، وهذا ما فعله - عليه السلام - مع ذلك الأعرابي الذي بال في المسجد فقد روى البخاري عن أبي هريرة أن أعرابيا بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "
    دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين "
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6128
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



    4 التعريـض بالخطأ:

    والتعريض هو ذكر خطأ مشابه، أو أشخاص مشابهون، لما ارتكبه الأولاد وهو في الحقيقة من أهم ما كان النبي - عليه السلام - يربي أصحابه فقد كان يعرض دائما لبعض الأخطاء فيقول ما بال أقوام ما بال أقوام

    فقد روى البخاري عن عائشة أنها قالت صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فخطب فحمد الله ثم قال "
    ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية "
    الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6101
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


    وروى الإمام أحمد في مسنده عن قتادة أن أنسا حدثهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما بال أقوام يرفعون أبصارهم في صلاتهم قال فاشتد في ذلك حتى قال: "
    لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم "
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 750
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    وهذه الأحاديث وغيره بما فيها من فوائد وسنن فهي بمجملها تعريض بالخطأ وبالمخطئين دون التوجيه المباشر الذي قد يؤذي الشعور الإنساني الذي كان يراعيه النبي - صلى الله عليه و سلم- دوما وكم نحن بحاجة إلى مثل هذا الأسلوب في التعامل مع أولادنا وفي بيوتنا.



    إن عدم اعتماد الطرق الشرعية في معالجة الأخطاء يولد لنا عددا كبيرا من المشاكل منها:

    1 - تفاقم لخطأ وتراكبه وتحوله إلى قوة هدامة

    2- التستر أمام الوالدين بزوال الخطأ.

    3- لجوء بعض الأولاد إلى الوقاحة لأنهم عرفوا أنهم قد كشفوا أمام والدهم أو أمهم فيستهترون بأفعالهم

    .والله ولي التوفيق


    التعديل الأخير تم بواسطة *تائبة إلى الله*; الساعة 05-10-2012, 01:53 AM. سبب آخر: تنسيق الموضوع

  • #2
    رد: التعا مل مع الاخطاء مع المنزل

    بارك الله فيك
    إن مانراه اليوم من بعض الأباء والأمهات في كيفية تربية الأبناء يحتاج إلى وقفة
    فتجدهم إما متساهلون وإما متشددون وضاعت الوسطية
    نسأل الله أن يرزق الأباء والأمهات حسن تربية أبنائهم على المنهج الصحيح
    التعديل الأخير تم بواسطة *تائبة إلى الله*; الساعة 05-10-2012, 01:55 AM.
    ~ كلمات من ذهب ~
    [FLV]http://www.archive.org/download/kalemat.flv/kalemat.flv[/FLV]


    تعليق


    • #3
      رد: التعا مل مع الاخطاء مع المنزل

      جزاكي الله خيراااا
      التعديل الأخير تم بواسطة *تائبة إلى الله*; الساعة 05-10-2012, 01:55 AM.
      اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

      تعليق


      • #4
        رد: التعا مل مع الاخطاء مع المنزل

        بارك الله فيكى
        التعديل الأخير تم بواسطة *تائبة إلى الله*; الساعة 05-10-2012, 01:54 AM.
        اللهمَّ لا أرَى شَيٌئاً مِن الدُّنيَا يَدوم, ولا أرَى فيٌها حَالاً يَسٌتقيم, فاجعلني أنُطق فِيٌها بعلم, وأصٌمت فيٌها بِحلٌم !
        [ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ]

        تعليق


        • #5
          رد: التعا مل مع الاخطاء مع المنزل

          بارك الله فيكى اختاه

          تعليق


          • #6
            رد: التعا مل مع الاخطاء مع المنزل

            جزاك الله خيرا اختي و نفع بك

            اللهم اجعلنا من أهل القران

            تعليق


            • #7
              رد: التعا مل مع الاخطاء مع المنزل

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              سبحان الله موضوع ممتاز جدا جدا جدااااا
              جزيتِ الجنة ونفع الله بكِ ||| لا تحرمينا تواصلك
              لا تنسى ذكر الله || رزقنا الله واياكم الخلاص والقبول

              تعليق


              • #8
                رد: التعا مل مع الاخطاء مع المنزل

                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرا
                موضوع جميل جدا
                بارك الله فيكم
                جعله الله في ميزان حسناتكم
                حسبي الله و نعم الوكيل فيمن ظلمني و كسر بخاطري وقلبي
                يَ رب انتقم لي اللهم انني رفعت أكف الضراعه اليك أدعوك بلسانٍ مظلوم
                وكلي يقين في استجابتك فاللهم انتصرلي ولو بعد حين


                [SWF]http://www.muslmah.net/upload/swfiles/csi47969.swf[/SWF]

                تعليق


                • #9
                  رد: التعا مل مع الاخطاء مع المنزل


                  بارك الله فيك على الطرح الطيب

                  و نفع الله بك


                  تعليق

                  يعمل...
                  X