تربية الأبناء بين الواقع والمأمول
بقلم: أم عبد الرحمن سيفوان
الحمد لله القائل: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف:46]، والصلاة والسلام على نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- صاحب القدوة، وآله وصحبه قائدي الأمة.
أما بعد.. فلا شك أنّ مسؤولية الوالدين في تربية أولادهم مسؤولية عظيمة وأمانة جسيمة للغاية، وأي تفريط -لا قدّر الله- فيها ستترتب عليه نتائج سلبية في غاية الصعوبة، وليس هذا تضخيماً للأمور بل هي الحقيقة التي يعرفها كثير من الناس، ممن سبر غور هذا الموضوع، واطلع على نتائجه الايجابية والسلبية.
والناظر المتأمل للممارسات التربوية الواقعية للوالدين اتجاه أولادهم، يلاحظ أنّها تدور حول أصناف عدة هي:
بقلم: أم عبد الرحمن سيفوان
الحمد لله القائل: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف:46]، والصلاة والسلام على نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- صاحب القدوة، وآله وصحبه قائدي الأمة.
أما بعد.. فلا شك أنّ مسؤولية الوالدين في تربية أولادهم مسؤولية عظيمة وأمانة جسيمة للغاية، وأي تفريط -لا قدّر الله- فيها ستترتب عليه نتائج سلبية في غاية الصعوبة، وليس هذا تضخيماً للأمور بل هي الحقيقة التي يعرفها كثير من الناس، ممن سبر غور هذا الموضوع، واطلع على نتائجه الايجابية والسلبية.
والناظر المتأمل للممارسات التربوية الواقعية للوالدين اتجاه أولادهم، يلاحظ أنّها تدور حول أصناف عدة هي:
أولاً: صنف من الأباء يرون أن تلبية احتياجات الأولاد أيا كانت، هومطلب أساسي في التربية أوهي كل التربية، فعلى سبيل المثال: إذا أرادوا السهر خارج البيت مع رفقة غير معروفة لبى طلبهم وهكذا، فكل مطلب لأولاده محقق على الفور دون ما عناء أوأخذ أوعطاء.
ثانياً: صنف آخر من الآباء على العكس تماماً من الصنف الأول، لا يكاد يحقق لأولاده مطلبا البتة، وإن تم تحقيق مطلب معين لهم كان في أضيق الحدود وبأسلوب يشوبه المن والتوبيخ والتقريع.
ثالثا: صنف آخر من الآباء، ليس من هذا ولا من ذاك، فتجده يترك التربية لغيره، المهم لديه أن يقدّم لهم جزءا من دخله الشهري، كمصروف للأكل والشرب والملبس دون ضابط او اهتمام أومتابعة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا لا يعني عدم وجود صنف رابع، على قدر من حسن الرعاية والتربية، وفق ضوابط التربية الإسلامية السليمة، لكن أحببت الإشارة هنا فقط إلى الممارسات التربوية السلبية في تربية الأولاد، للفت الانتباه إليها ومعالجتها.
وفي الحقيقة؛ المتأمل للأنواع التربوية السابق ذكرها، يتضح له خللها وقصورها وضعفها لتركيزها على جانب دون آخر، وبالتالي بُعدها عن شمولية التربية الإسلامية الصحيحة، وللأسف ما نشاهده اليوم من سلوكيات سلبية متنوعة لبعض شبابنا هو انعكاس لهذه الأنواع من التربية غير السليمة.
والحل في نظري يكمن في استشعار الآباء عظم الأمانة الملقاة على عواتقهم، وأنهم سيُسألون عن تصرفاتهم وسلوكياتهم اتجاه رعيتهم، لذلك يكون من المناسب الإشارة إلى بعض الأساسيات المهمة في تربية الأولاد، ومنها:
أولاً: الدعاء المستمر بطلب الإعانة والتوفيق لتربية الأولاد التربية الصالحة، وتحري أوقات الاستجابة في ذلك، والأدعية المأثورة في ذلك كثيرة من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ثانياً: الاقتداء برسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم في كل سلوكياتنا وتصرفاتنا، فحياته صلى الله عليه وسلم هي خير نبراس لنا، للسير في معترك هذه الحياة وخصوصاً هذه الأيام.
ثالثاً: تعاون الوالدين في التربية، وأن يكونا قدوة حسنة لأولادهما في كل تصرفاتهما القولية والفعلية، فلا يصدر منهما توجيهٌ وهُما لا يطبقانه على نفسيهما.
رابعاً: تربيتهم على وجوب الطاعة لولاة الأمر، ممتثلين قول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾ [النساء:59].
خامسا: تعويدهم على تحمل جزء من مسؤوليات البيت بصفة دائمة.
سادسا: الحرص على اختيار الأصدقاء الصالحين، والبعد عن رفاق السوء، ومتابعة ذلك بصفة مستمرة.
سابعا: إبعادهم عن النظر والتعلق بالأفلام الساقطة وسماع الأغاني التافهة.
ثامناً: محاولة شغل أوقات فراغهم بكل نافع ومفيد من رياضة ورحلات وسماع المحاضرات والدروس والأناشيد الإسلامية وقراءة الكتب النافعة.
تاسعاً: أهمية إشاعة الحوار بين أفراد الأسرة وتعويدهم على المناقشة وطرح الأفكار.
عاشراً: توجيههم إلى البعد عن التشدد والغلو في الدين، وإرشادهم إلى التمسك بالمفهوم الوسطي للإسلام على ضوء فهم العلماء الراسخين والمعتبرين.
الحادي عشر: التحذير من التعلق بثقافات غير المسلمين كتقليد الغرب في أخلاقهم وعاداتهم وسلوكياتهم، مع الحرص على اقتباس ما توصلوا إليه من المخترعات والمكتشفات، التي سبيلها العلم والصبر والجد والاجتهاد لحاجة أمتنا الإسلامية لذلك.
الثاني عشر: الحرص التام على متابعة أداء الأبناء للصلاة جماعة في أوقاتها في المسجد، ولأهمية هذه النقطة سنتطرق لها بمزيد من التفصيل فيما يلي:
تعليق