الرسالة الثامنة : اشحن بطاريتك بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبتي في الله .. هل صنعتم شيئا ؟؟ هل قمتم بأي عمل ؟؟ هل استجبتم لدعاء حياة قلوبكم ؟ دعوني أتسلل إلى قلوبكم وأبحث عن شوق حقيقي للنظر إلى الله ، هل قلوبكم متعطشة لحنان ربها ؟ هل في قلوبكم حب شديد لوليها وسيدها وقرة عينها فلماذا لا تستعدون لنيل الجوائز العظيمة لعل رمضان هذا العام يكون سببًا لننال القرب من ربنا ؟ مضت خمسة عشر يومًا من بداية المشروع : فهل لانت القلوب شيئا ما ؟ أم لا زالت تحتاج إلى جرعات أكثر ؟ اليوم عندي وصفة نبوية لتليين القلوب ليس فقط لا بل ولكي تنال طلبك ؟ يا تُرى ما هو ؟ طلبك : الفردوس الأعلى طلبك : رؤية الله في الجنة طلبك : العتق من النار طلبك : مغفرة الذنوب قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتحب أن يلين قلبك و تدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم و امسح رأسه ، و أطعمه من طعامك يلن قلبك و تدرك حاجتك "ـ [ رواه الطبراني وصححه الألباني ] من اليوم سنبدأ مرحلة ( التأهيل ) نريد أن نرفع القدرات الإيمانية ونشحذ الهمم ، ونزيد الطاقات الإيمانية شعارنا اليوم : ( اشحن بطاريتك ) ـ يقول ابن الجوزي في " صيد الخاطر " : فلله أقوام ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيل جميعها ، فهم يبالغون في كل علم و يجتهدون في كل عمل ، و يثابرون على كل فضيلة فإذا ضعفت أبدانهم عن بعض ذلك قامت النيات نائبة و هم لها سابقون . واجب اليوم :ـ روى الإمام أحمد وحسنه الأرنؤوط عن أيوب بن سلمان قال : كنا بمكة فجلسنا إلى عطاء الخرساني إلى جنب جدار المسجد فلم نسأله ولم يحدثنا قال ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا فلم نسأله ولم يحدثنا قال: فقال مالكم لا تتكلمون ولا تذكرون الله قولوا : الله أكبر والحمد لله وسبحان الله وبحمده بواحدة عشرا وبعشر مائة من زاد زاده الله ومن سكت غفر له
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتحب أن يلين قلبك و تدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم و امسح رأسه ، و أطعمه من طعامك يلن قلبك و تدرك حاجتك "ـ [ رواه الطبراني وصححه الألباني ]
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبتي في الله .. أسأل الله تعالى أن تكونوا على خير حال وأن يرزقنا الله وإياكم الصدق والإخلاص في القول والعمل اللهم بلغنا رمضان ، وارزقنا فيه حسن العمل الصالح الذي يرضيك عنا يا رحمن إخوتاه ... ما أخبار الهمة ؟؟ وكيف كان الذكر على ألسنتكم ؟؟ اشحن بطاريتك ، لا تفتر ، لا تغفل ، الطريق ما زال أمامنا طويلا نريد أن نحسن الاستعداد ، وعلى قدر الاستعداد يكون الإمداد من الله سبحانه وتعالى ولا زلنا نعمل على تطهير هذه القلوب ، وتليينها ، وإزالة رواسب الذنوب منها ولعلي أسمع شكوى بعضكم ، وهمسات قلوبكم ولسان الحال يقول : الباب مغلق يا شيخنا ؟ وأنا اليوم أقول لكم : ومن أغلق الباب ؟؟؟ قال شقيق بن إبراهيم بن الأزديّ، البلخيّ:ـ أغلق باب التّوفيق عن الخلق من ستّة أشياء:ـ (1) اشتغالهم بالنّعمة عن شكرها (فتذكر نعم كثيرة أنت فيها لم توف لله حق شكرها ) (2) ورغبتهم في العلم وتركهم العمل ( فتذكر أمور كثيرة تعرفها ولا تعمل بها ) (3) والمسارعة إلى الذّنب وتأخير التّوبة ( فتذكر بطء خطواتك في السير إلى الله ) (4) والاغترار بصحبة الصّالحين، وترك الاقتداء بفعالهم ( فلا تغتر ) (5) وإدبار الدّنيا عنهم وهم يبتغونها ( تذكر : أنَّ الدنيا تغر وتضر ثم تمر ) (6) وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها ( والآخرة خير وأبقى ولا تظلمون فتيلا )
قال ابن القيم في الفوائد : " وأصل ذلك عدم الرّغبة والرّهبة، وأصله ضعف اليقين وأصله ضعف البصيرة، وأصله مهانة النّفس ودناءتها واستبدال الّذي هو أدنى بالّذي هو خير وإلّا فلو كانت النّفس شريفة كبيرة لم ترض بالدّون فأصل الخير كلّه بتوفيق اللّه ومشيئته وشرف النّفس ونبلها وكبرها وأصل الشّرّ خسّتها ودناءتها وصغرها "ـ فتأمل اليوم هذه الآية :ـ قال تعالى:ـ " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها* وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها " (الشمس/ 9- 10) أي أفلح من كبّرها وكثّرها ونمّاها بطاعة اللّه وخاب من صغّرها وحقّرها بمعاصي اللّه فالنّفوس الشّريفة لا ترضى من الأشياء إلّا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة والنّفوس الدّنيئة تحوم حول الدّناءات وتقع عليها كما يقع الذّباب على الأقذار فشعارك من اليوم : لن أرضى بالدنية فكن على قدر ما اصطفاك الله به ، كن عبد الله حقًا ارضه وتودد له ، وارفع رأسك ، وتعالى عن المنكرات ، لست أنت من يرتضي بالدون ، لست حقيرًا أنت عند الله كريم فتعزز ، وتنشط وابدأ من جديد ، فلابد أن تصل فليس أمامك إلا صراطًا مستقيمًا واحدا الواجب العملي :ـ (1) استمعوا لهذه المحاضرة لرفع معدلات الهمم الإيمانية :ـ http://www.manhag.net/droos/details.php?file=157 (2) صحح أمورك لفتح أبواب التوفيق :ـ - بالإكثار من الحمد فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك - وبأن تعمل اليوم بشيء هجرته منذ زمان تعرفه ولا تعمل به ، من نافلة أو عمل بر - تضرع كثيرا ، وسل ربك أن يتوب عليك توبة يرضى بها عنك - زر مقبرة ، أو اسمع موعظة ترقق قلبك من مواعظ الدار الآخرة لعل الدنيا تتولى ويحل محلها التعلق بالآخرة هيا يا شباب .. إلى الجد والعمل رمضان يستحق المزيد من الجهد إلى رمضان نحن عباد للرحمن
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى أما بعد .. فأحبتي في الله .. أسأل الله تعالى أن تكونوا على خير حال والحمد لله كثير من المبشرات تأتيني عن تفاعل الناس مع المشروع ، وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص وأعوذ به أن أذكر به وأنساه اليوم نحتاج لوقفة ( حياء ) مع الله تعالى نستحي فيها منه ، نستحي من حيائه سبحانه هل تعرفون أن الله يستحي من رد دعائكم ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الله حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين " [رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]ـ نريد أن ندعو ربنا اليوم ونحن في منتهى الخجل من تقصيرنا وتفريطنا فنريد أن نستغفر من ذنوب ومن آفات حياء من الله تعالى قال أبو عقبة الجراح بن عبد الله : تركت الذنوب حياء اربعين سنة ، ثمَّ أدركني الورع نريد أن نرفع إيماننا ونزيد رصيدنا فالحياء شعبة من شعب الإيمان نريد أن نتخلق بخلق الإسلام ألا وهو الحياء وأعظمه لا شك الحياء من الله شعارنا : وقفة حياء واجبنا العملي :ـ (1) عاهد الله على ترك ذنب من قائمة الذنوب العشرة التي أعددتها ، واتركه حياء من وقوفك بين يدي الله ، ليحاسبك عليه ، فتخجل وتتحسر وتتألم ندما وحياء من فعل هذه الذنوب ( جدد توبتك من هذا ) وأقسم على نفسك : والله لأتركن هذا إلى الممات ولا ألقى ربي به فيعاتبني ، فأعذب بالعتاب والحساب (2) دعاء طويل كثير اليوم وليته في ساعات الإجابة دعاء بنية الاستحياء من حياء الله تعالى الذي لا يرد سائله ، ونحن نعصاه ونخالف أمره (3) لا تنس : ( اللهم بلغنا رمضان ) لا تفتر عن الدعاء بها (4) مضى عُشر الطريق : فراجع ما فاتك من واجبات واستدركه
الرسالة الحادية عشر : جاء بالصدق بسم الله ، الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى أما بعد ... أحبتي في الله .. أولاً : هل وقفتم مع أنفسكم واستحييتم من ربكم ؟ ماذا فعل الحياء فيكم ؟ هل اتخذتم قرار بترك الذنب حياء ؟ كتبتم هذا الذنب وألححتم على أنفسكم أن - والله - سنتركه ؟ لله وحياء من الله ثانيًا : هل تحسستم قلوبكم ؟ هل دمعت عيونكم ؟ هل تغير فيكم شيء ولو قليل اللهم طهر قلوبنا ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ثالثًا : اليوم نريد تأهيلا جديدا ، بأعظم أسباب الهداية لطريق الله تعالى ( الصدق ) فالصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة وأنا أسألكم بالله : هل أنت صادق العهد مع الله تعالى ؟ قال تعالى :" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً "ـ [ الأحزاب : 23-24 ] وأسألكم على استحياء : هل نحن أوفياء لله ؟ قال عبد الواحد بن زيد: الصّدق الوفاء للّه بالعمل هل تريدون أن تعرفوا علامة الصدق ؟ قال إبراهيم الخوّاص: الصّادق لا تراه إلّا في فرض يؤدّيه، أو فضل يعمل فيه والله نحتاج بعد وقفة الحياء إلى وقفة صدق ، لنؤدي ما علينا تجاه ربنا من الفرض الدائم وقال بعضهم: «من لم يؤدّ الفرض الدّائم لم يقبل منه الفرض المؤقّت. قيل: وما الفرض الدّائم؟ قال: الصدق شعارنا اليوم : " والذي جاء بالصدق "ـ قال تعالى :" وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " [الزمر :33 ] فلابدَّ أن تأتي الله بالصدق في الأقوال والأعمال ، وتصدق على ذلك بالتواضع والانكسار الواجب العملي :ـ (1) لابد أن تخرج صدقة يومية لما في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، و يقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا "ـ فلابد كل يوم من صدقة ولو بأقل القليل ، ستأتي الآن بصدقة أسبوع كامل ، وتقسمها في سبعة أظرف ، وتكتب عليه اليوم ، وكلما خرجت تأخذ الظرف لتنفقه وتتصدق به ، وكرر ذلك كل أسبوع (2) من اليوم نبدأ أعمال دورية بمعنى أنها سنثبتها كل يوم كالاستغفار 100 مرة* لفعله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم : " إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة "ـ [ رواه مسلم ] والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم* ( كثيرا) وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له* له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير (100 مرة ) هيا يا رفاق الدرب إلى رمضان بقلوب نقية وأنفس مطمئنة إن شاء الله سيكون أحلى رمضان في حياتنا
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى أما بعد ..أحبتي في الله ... كيف رأيتم قلوبكم ؟ هل تستشعرون الصدق ؟ هل برهنتم على إيمانكم بتفعيل قرار الصدقة اليومية ... دعونا نسارع في الخيرات وأن نكون لها من السابقين . قال الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أولئك يُسَارِعُونَ في الْخَيْرَاتِ وهُمْ لَهَا سَابِقُونَ "[ المؤمنون (61:57) ] إنها تمارين السباق ، فتأهبوا بالتحلي بتلك الصفات : (1) الإشفاق خشية لله تعالى : فهل نحن نخاف ؟ وهل نتوب من قلة خشيتنا لربنا ؟ أرجو أن تستمعوا لهذه المحاضرة : http://www.manhag.net/droos/details.php?file=136 (2) الإيمان بآيات الله ، فهل نصدق أنَّه " اقتربت الساعة " وهل نوقن بأنه " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " ، وهل نتذكر :" فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ " (3) التوحيد : فهل طهرنا قلوبنا من التعلق بسواه ، ومن عبودية الدنيا ، ومن الخوف من غيره سبحانه . (4) الوجل : فعن الحسن البصريّ- رحمه اللّه- قال : " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [المؤمنون : 60] قال: « كانوا يعملون ما عملوا من أنواع البرّ وهم مشفقون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب اللّه») [ الزهد، للإمام وكيع بن الجراح (1/ 390) ] الواجب العملي : (1) وقفة تفكر في المصير ، أريد اليوم أن تغلق عليك بابك ، وأغلق الأنوار ، واستشعر ظلمة القبر ، ووحشته ، ووحدته ، وليِّن قلبك بهذا لعله يرق . (2) الاستماع إلى موعظة من مواعظ الدار الآخرة . (3) التواصي بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ، حتى لا نخطئ طريق الجنة . قال النبي صلى الله عليه و سلم : " من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة " [ رواه الطبراني وصححه الألباني ] تعالوا اليوم نتنافس في ذلك ، فمن سينال قصب السبق ، ويروض نفسه في تمارين السباق بكثرة الصلاة على النبي المختار ، فوالله إني أفتقدك حبيبي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقر وأعترف بتقصيري تجاهك ، وأخاف ان أسود وجهك يوم القيامة ، ولك العتبى بتفريطي في سنتك ، وقلة صلاتي عليك ، ولكني من ذلك اليوم أتوب ، وأسأل الله تعالى أن ألقاك على الحوض ، وأن لا أُحرم منك يومها .
إخوتاه .. هلموا إلى ربكم لننعم بالنظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة ، تأهل بمزيد من القرب فقد أقترب رمضان فهل من مُشمر ؟
الرسالة الثالثة عشر : يا قلبي لن تصدأ الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى .
أما بعد...أحبتي في الله...
كيف حال قلوبكم مع الله تعالى ؟
أسأل الله تعالى أن تكون قد لانت ولو شيئًا يسيراً
اصبروا واحتسبوا واعلموا أن سلعة الله غالية ولا تنسوا جائزة العتق. الأيام تمضي .. مَن سيأتيه كثيرُ إمداد بما كان له من الاستعداد؟ اليوم واجبنا أن تُصقل ( القلب ) أي يُجلى من أثر الران الحاصل بسبب كثرة الذنوب. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي أنه كان صلى الله عليه وسلم يقول :ـ " إنَّ لكل شيء صقالة ، وإن صقالة القلوب ذكر الله ، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله . قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع " [ رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي - واللفظ له - وصححه الألباني ]
فنريد أن نزيد من ذكرنا اليومي حتى يُجلى القلب . وقال أبو بكر- رضي اللّه عنه-: " ذهب الذّاكرون اللّه بالخير كلّه " [شعب الإيمان للبيهقي ] وقال أبو الدّرداء- رضي اللّه عنه-: لكلّ شيء جلاء، وإنّ جلاء القلوب ذكر اللّه- عزّ وجلّ- [الوابل الصيب (60) ] قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- «إنّ الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مرّ بك أحد ذكر اللّه- عزّ وجلّ-؟ فإذا قال نعم استبشر») [ شعب الإيمان (1/ 453) رقم (691) ]
قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: الشّيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر اللّه تعالى خنس») [الوابل الصيب (56) ]
قال كعب بن مالك- رضي اللّه عنه : " من أكثر ذكر اللّه برأ من النّفاق») [ أخرجه مالك في الموطأ ]
قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى: " اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً " [ الأحزاب/ 33 ] إنّ اللّه تعالى لم يفرض على عباده فريضة إلّا جعل لها حدّا معلوما ، ثمّ عذر أهلها في حال العذر غير الذّكر فإنّ اللّه تعالى لم يجعل له حدّا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدا في تركه إلّا مغلوبا على تركه
فقال: فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ [النساء/ 103] أي باللّيل والنّهار في البرّ والبحر، وفي السّفر والحضر، والغنى والفقر، والسّقم والصّحّة، والسّرّ والعلانية، وعلى كلّ حال») [شعب الإيمان (1/ 415) ] شعارنا : أجلِ قلبك من الصدأ الواجب العلمى : عليكم بالباقيات الصالحات ( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر )ـ عن أم هانىء رضي الله عنها قالت: "مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت يا رسول الله قد كبرت سني وضعفت أو كما قالت فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة قال : "سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل . واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله . وكبري الله مائة تكبيرة فإنَّها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة. وهللي الله مائة تهليلة تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذٍ لأحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت " [ رواه الإمام أحمد في مسنده بإسناد حسن ] فزد من تسبيحك حتى تعتق ، هذه الباقيات الصالحات وهي خير عند ربك ثواباً و خير أملاً والأمل أن ينجلي القلب و يطهر ليصلح أن يكون محلا لمحبة الرب. والله قلوبنا تعبت يا أحبتي ، قلوبنا لو نطقت لاشتكت من طول الحرمان وبعدها عن الرحمن ، وكفانا غفلات وملهيات وانشغال عن الصراط يا قلبي لن تصدأ سأجعل من ذكر الرحمن لك دواءً سأبذل قصارى جهدي في تصفيتك من أثر المعاصي سأضاعف من الاستغفار ، والصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ومن التسبيح والتحميد ، والتكبير والتهليل . لمزيد البيان استمع لمحاضرة " ولذكر الله أكبر "
الرسالة الرابعة عشر : بس انت ترضى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبتي في الله أسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا وأن يفرج همومنا، وأن يصلح لنا أعمالنا وأن يهدينا ويسددنا ، وأن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلني وإياكم من الهداة المهتدين غير ضالين ولا مضلين كيف الحال ؟ من تحسس منكم اليوم قلبه ؟؟ من بدأ يشعر بالإيمان يدب من جديد في قلبه ؟؟؟ من صقل قلبه بالذكر بالأمس ؟ من يا ترى حاز السبق عند الله في مضمار " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "
إخوتي وأحبتي في الله لا ينبغي أن تنسوا قواعد الطريق إلى الله تعالى :فهذا الطريق يقطع بالقلوب لا بالأبدان ، وعلى قدر ما يحسن قلبك على قدر ما يحسن حالك فالقلب مستودع الإيمان ومحل نظر الرحمن فتحسسه وراقبه ولا تذهل عن مداواته وعلاجه حتى يستقيم إيمانك يا ترى ونحن اليوم في نهاية ( مرحلة التأهيل ) ما حاجتنا ؟؟ ماذا تريدون الآن ؟ هل اشتقتم إلى رمضان أم تحتاجون لمزيد جرعات من الإيمان ليحسن الحال هل تتعلمونها اليوم ؟؟ أن يكون شعارنا من الآن إذا سئلناعن احتياجاتنا أن نقول : حاجتنا ربنا ، كل ما نريده أن يرضى ، كل ما نريده أن نتقرب منه ( بس انت ترضى ) فواجبنا العملي :ـ أن نكثر من الدعاء لا سيما في الأسحار في الثلث الأخير من الليل بذلك في صحيح مسلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر نزل إلى سماء الدنيا فنادى: هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من سائل ؟ هل من داع ؟ حتى ينفجر الفجر فنريد استغفارا بالسحر " والمستغفرين بالأسحار" وتجديد التوبة للتاهيل للمرحلة التالية أما رجاؤنا ودعاؤنا وسؤالنا فأنت يا رب فالقرب منك يا رب ، والعفو منك يا رب والرضا منك يا رب وعليك أن لا تنسى أورادك الثابتة : من الأذكار والقرآن والدعاء والتبتل ومن الرسالة القادمة نبدا مرحلة ( القرب بالود ) فإلى الملتقى ، والملتقى الحق في الجنة إن شاء الله تعالى
الرسالة الخامسة عشر : روح وريحان وجنة نعيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وآله وصحبه الغر الميامين ، وسلم تسليما كثيرا أما بعد .. فأحبتي في الله أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا هذه كلها لوجهه الكريم خالصة ، وأن يتقبلها منَّا بقبول حسن ، ويجعل ثمرتها لنا سعادة الدارين بعد مضي شهر من بداية المشروع والعمل على تليين وتأهيل القلب سنبدأ من اليوم مرحلة ( القرب ) نريد أن نمشي الطريق لربنا خطوة بخطوة فغايتنا رضاه والقرب منه ما رأيكم أن تكونوا من المقربين ؟؟؟ قال تعالى : " فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم "ـ [ الواقعة : 88-89] اللهم قربنا إليك ، اللهم اجعلنا عندك من المصطفين الأبرار ، اللهم لا تحرمنا لذة القرب منك تعالوا نقترب بأن نعمل الأعمال التي يحبها ربنا ، ونبدأ كل يوم في عمل حتى ننال هذه المنزلة العظيمة شعار المرحلة : القرب بالود : ـ قال تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا "ـ [مريم : 96] شعار اليوم : حراسة الفرائض واجبنا العملي :ـ قال صلى الله عليه وسلم :ـ " إنَّ الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه "ـ [ رواه البخاري ] حراسة الفرائض : أول درجات القرب وللأسف هناك فروض نتناساها : فالله فرض علينا أن نشكره ، وأن نستحي منه ، وأن نتوب له ، وأن نخاف منه ، وأن نتقيه ، فأين هذا من أعمالنا ؟؟؟ اليوم : اكتب سبعة واجبات أنت مضيعها وتقرب إلى الله بأن تؤدي كل يوم منها واجبًا وتحافظ عليه من الآن مثلاً:ـ (1) الصلاة في أول الوقت قال صلى الله عليه وسلم : " أفضل الأعمال : الصلاة في أول وقتها "ـ [ رواه أبو داود وصححه الألباني ] فيصلي الأخ في المسجد والأخت بعد الآذان مباشرة
(2) الدعوة إلى الله تعالى قال تعالى :" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "ـ [ النحل : 125 ] فأين واجبك في نشر الخير ، وإحياء السنة ، وفعل المعروف ، والكف عن المنكرات ؟؟؟ (3) بر الوالدين :ـ فعاهد الله أن لا تضايقهما أبدا ، وإن جاهداك على فعل المعاصي ، فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا (4) صلة الأرحام المقطوعة قال صلى الله عليه وسلم : " صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأعرض عمن ظلمك "ـ [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ] (5) حسن معاشرة الناس قال صلى الله عليه وسلم : " و خالق الناس بخلق حسن "ـ [رواه الترمذي وحسنه الألباني ] (6) أداء الأمانات قال تعالى :" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها "ـ [ النساء : 58 ] فكل من عنده أمانة وتكاسل في أدائها ، فليتحلل منها من قبل أن يقتص الله منه يوم القيامة (7) حفظ الفروج في زمن الفتن والمعاصي يأتيك صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك "ـ [ رواه الترمذي وحسنه الألباني ] هيا يا شباب الأمة ، اخطوا الخطوات وتقربوا إلى الله تعالى بحراسة المفروضات وثقوا بأن ربكم لا يضيع أعمالكم الصالحات شمروا واستعينوا بالله ولا تعجزوا رمضان شهر الخيرات ، وقد اقترب الوعد الحق ، فهل ستكون من العتقاء ؟؟ اللهم تقبل منَّا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين همسة :ـ أشعر أنَّ مشاغل الإخوة والأخوات طغت على تنفيذ خطوات المشروع ، وللأسف لا أحس أن نبض القلوب هذا العام بأفضل مما كان عليه العام الماضي ، وما زلت أمني نفسي أن فترة الامتحانات عندما تنتهي سيكون أمرًا آخر ، ولكن لا تكونوا عون الشيطان علينا بفتوركم ، غفر الله لنا ولكم
تعليق