إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من كتـم داءه قتــــله !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من كتـم داءه قتــــله !

    الخطأ الثاني : عدم التفريق بين الأعراض والأمراض ... ثم عدم معرفة أسباب الأمراض


    فألم الرأس عرض لمرض الانفلونزا مثلا وهذا المرض سببها الفيروس ...



    فالخطة معرفة الأعراض والأمراض وأسباب الأمراض



    والطبيب الناجح هو الذي يعرف العرض والمرض والسبب وطريقة العلاج ...



    والحقيقة أن الإطباء يعملون على إزالة الأسباب فتذهب الأعراض تلقائيا أما لو ركزوا أذهانهم بالعرض فستكون الأدوية كثيرة والنتيجة ضعيفة.



    عودة للتثبيت



    أتذكر معي مثال القارب ... فبلل قدميك عرض والمرض وجود الماء والسبب وجود الثقوب وعليه فينبغي التركيز جيدا دائما على الأسباب ...



    وذكروا لذلك مثالا أن أحدهم جاء بيته فوجده مليئا بالذباب فقام بعملية العلاج بمطاردته وإخراجه من البيت فما لبث أن عاد من النافذة ... ولو أنه بذل جهده في تنظيف البيت لذهب الذباب إلى الأبد ...



    وقد يطلع عليه أحد السطحيين فيقول له وما علاقة المكنسة بالذباب .... فالواجب عليه تجاهله والعمل سريعا فالوقت لا يتسع لهؤلاء أصحاب الحلول السريعة .. الناتجة عن ردات الفعل للحوادث



    ولذا يجهد الملتزمون كثيرا في بعض الحلول للأعراض والأمراض كصاحب الذباب هذا والنتيجة تعب وجهد ضائع ... وعليه فلا بد من التركيز على الأسباب وهذا موضوعنا القادم




    وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
    رضي الله عنك وأرضاك


    تعليق


    • #17
      رد: من كتـم داءه قتــــله !

      الأسباب

      الحقيقة أن المطلع بعمق لواقع الأمراض التي تسود في صفوف الملتزمين سيجد أن هناك سببا رئيسيا لذلك ... وكلنا يعرفه ألا وهو .... ضعف الإيمان


      لماذا وما تعني هذه الكلمة؟

      قواعد في السلوك الإنساني

      1. الذي يتحكم بحركة الجوارح هي أحوال القلب ... وهذه الأحوال متمثلة بعواطف .. وتقسم هذه العواطف إلى ثلاثة أقسام

      ا. العواطف الرادعة : ومنها الخوف ...
      ب. العواطف الدافعة : الرجاء مثلا
      ج. العواطف الممجدة : التعظيم على سبيل المثال

      وليس المهم التقسيمات المهم أن هذه العواطف هي التي تشكل حال القلب والقوى المهيمنة عليه وفي الحقيقة أن هذه القوى هي التي تشكل اهتمامات الإنسان والتي بدورها تسيطر على حديثه وفكره وسير جوارحه كما أسلفنا في قسم الاهتمامات .. فعد إليه لزاما

      وملخص القاعدة الأولى

      العواطف .... الأحوال القلبية ... اهتمامات القلب .... السلوك

      2. عند الإنسان العادي تتمثل هذه العواطف بما سمع وشاهد وما فطر عليه من شهوات النفس ... فهو مثلا يخاف من نقص المال ويرجو زيادة الجاه ويعظم الأغنياء الخ من هذه الشهوات ولذا فإن أحوال قلبه واهتماماته ستكون وفق هذه العواطف .. وعليه حسب القاعدة الأولى فإن سلوكه سيكون منسجما مع هذه الاهتمامات فتراه يسعى للمال ويحزن لفقده ويضحي في سبيل الشهرة الخ

      3. قد يكون هذا الإنسان (فوق) صاحب قناعات توافق هذه الشهوات أو صاحب قناعات تخالف هذه الشهوات وفي الحالين لن يحركه سوى اهتمامات القلب

      4. حتى نستطيع تغيير سلوك إنسان ما فإنه ينبغي علينا أولا إعطاؤه أفكار صحيحة ... وفي الحقيقة ان هذه الأفكار لا تكفي وحدها

      ثم إنزال هذه الأفكار على القلب لتصبح من اهتماماته وهذا أيضا لا يكفي

      ثم العمل على تعظيم هذه الاهتمامات الصحيحة لتهيمن على شهوات النفس المسيطرة ...

      وعندها فسيصبح سلوكه منسجما مع تلك القناعات العقلية وسيتخلص من كل سلوك يخالفها ......كيف لا وقد أصبح المسيطر على جذر السلوك هو الاهتمامات الصحيحة ,, وعندها لن ترى ما يسمى بالانفصام بين الحال والمقال

      وعليه فإن عملية التربية هي في الحقيقة ... أن تجعل اهتمامات القلب متوافقة مع الأفكار العقلية الصحيحة وأن تجعل هذه الاهتمامات هي المسيطرة والمهيمنة على المشاعر القلبية ثم بعد ذلك سترى عجبا بقوة الفعل والترك.


      و بعض الناس يظن أن الأفكار الصحيحة وحدها كافية لتعديل السلوك وهذا خطأ ودليله عدم إيمان بعض المشركين مع وجود قناعة عقلية بصدق النبي صلى الله عليه وسلم والسبب هو سيطرة وهيمنة الشهوات على قلوبهم ... فحقيقة الخلل عندهم من القلب لا من العقل ولذا نسب القرآن الإبصار والهدى إلى القلب "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"

      وبعضهم يقول تحرك بعقلك لا بعواطفك ومقصودهم اجعل اهتمامات القلب متوافقة مع قناعات العقل وإلا في الحقيقة فإن العواطف هي التي تحرك ولكن قد تكون منسجمة مع قناعات العقل وهذا ما نسميه "إنسان متربي" أو منسجمة مع شهوات النفس وهذا إنسان "غير متربي"

      وبعضهم يكون المسيطر عليه الاهتمامات القلبية المتعلقة بشهوات النفس مع وجود قناعات عقلية صحيحة وهذا ما يحدث عند غالب الملتزمين وهو ما يسميه بعضهم الانفصام بين النظرية والتطبيق أو بين القول والعمل أو بين المسموع والمطبق .. سمه ما شئت



      وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
      رضي الله عنك وأرضاك


      تعليق


      • #18
        رد: من كتـم داءه قتــــله !

        تطبيق على القواعد

        والآن لو أردنا أن نطبق على ما نحن بصدده فنقول مثلا ...

        أن الإنسان يستمع عن الآخرة وعن النار ويقتنع بلزوم العمل على عدم دخولها .... فنقول هنا أن الأفكار الصحيحة بدأت ... والملاحظ أن معظم الناس يقتنعون بهذا ولكن المشاهد أن أحدا لا تغيره مثل هذه القناعات ... إلا أن تبدأ بالخطوة الثانية

        وهي تحويل هذه القناعات العقلية إلى اهتمامات قلبية .. وسنأتي لوسائل ذلك ... في الدرس القادم

        والحقيقة أن هذه الاهتمامات تصبح محلا للصراع بين القناعات والشهوات وعلى قدر قوة أحدهما يتكون السلوك ....

        ولا يكفي في حال الملتزمين أن تتحول القناعات العقلية إلى اهتمامات قلبية بل لا بد من هيمنة هذه القناعات أي لا بد من هيمنة مشاعر الخوف من الآخرة والاستعداد لها على القلب ... وعندها ستجد هذا الإنسان يتوقف كثيرا قبل أن يذكر أخاه بسوء .. كيف يذكره وهي تقدح بقلبه الذي أصبح مؤمنا ... وستجد آخر لا يتردد في التضحية من أجل هذه الاهتمامات ... ولذا كان من السهل أن يضحي رجل من أجل اهتماماته ومن الصعوبة أن تقنع آخر بالتضحية لشيء هو لا يهمه

        وعلى قدر الفرق بين هيمنة مشاعر الخوف من الآخرة أو العبودية لله وبين شهوات النفس يكون رسوخ العقيدة وقوة الإيمان ...

        وقد شبهوه بكفة ميزان فإذا افترضنا أن هيمنة مشاعر العبودية أو الآخرة تتساوى مع هيمنة شهوات النفس فإن ميزانك خفيف قد ترجح الشهوات لوجود نفخة هوى أو ريشة شهوة ... ولن تصبح راسخ الوزن حتى يصبح الفرق كبيرا وعندئذ يصح أن نسميك مسلما ثابتا راسخا أما قبل ذلك فأنت خفيف متقلب لا ثبات لك






        وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
        رضي الله عنك وأرضاك


        تعليق


        • #19
          رد: من كتـم داءه قتــــله !

          عود على القواعد

          اتفقنا على هذه السلسلة

          أفكار صحيحة ثم تحويلها الى اهتمامات قلبية ثم العمل على هيمنة هذه الاهتمامات وبعد ذلك المحافظة على هذه الهيمنة.


          ولو نظرنا إلى اول نقطة وهي الأفكار الصحيحة ... فهي من الأهمية بمكان فكثير من الناس يخطئون بالأصل فيكون الهلاك ولكن الحقيقة أنها ليست صعبة ويمكن تحصيلها بقليل من الجهد ... والحق أن المعركة الحقيقية إنما تكون في القلب ... هنا حقيقة المعركة ولن تستغرب بعد ذلك حين ترى تركيز القرآن والسنة على هذا المعنى.

          وأود أن أحل خلافا تراه بين المفكرين فبعضهم مثل الشيخ الغزالي (المعاصر) يقول أن مشكلتنا مشكلة أفكار وآخرون مثل الشيخ البوطي يقول أن مشكلتنا مشكلة (قلوب) وبعد هذا الشرح فأنت لا ترى فرقا بينهما فالأول يدعو لتصحيح الأفكار لتكوين اهتمامات قلب صحيحة والآخر يدعو للتركيز على اهتمامات القلب المتسقة مع قناعات العقل ...
          ولذا يصح أن نقول أن معركتنا هي معركة إيجاد قلوب متسقة مع الأفكار الصحيحة ... والأفكار الصحيحة موجودة .....فمن لإيجاد تلك القلوب؟؟؟ وهنا حقيقة التربية.


          والغزالي والبوطي وغيرهم علماء يعرفون طريقهم جيدا وقد يعبرون بتعابير أنتجتها أحوال مروا بها ....

          ولكن مشكلتنا الحقيقة مع أولئك الذين سمعوا كلام الغزالي مثلا فظنوا أنهم بالفكر وحده سيحلون المشكلات فكتبوا وأمسكوا أقلامهم وعقدوا الاجتماعات ثم لا تجد لأحدهم عينا دامعة .. أو تسمع لآخر تضرعا في الليل ... ولا تمسك أحدهم متلبسا بخشوع في صلاة ...

          ولو فتشت قلبه فستجد عنوانا واحدا هو شهوات النفس يظهر عند أول خلاف لتسمع بعد ذلك صوت الشهوة ... كلمة نابية على اللسان وطعنا فيمن كان بالأمس أخ الفكر ... وهذا طبيعي لمن لم تهيمن عليهم مشاعر العبودية والذين ظنو دينهم فكرا يستنتج وعقلا يتحرك وهذا لعمري موجود عند كل البشر حتى إبليس عينه

          وهذا تجده أيضا عند علماء ظنوا دينهم آية تتلى وحديثا يحفظ وفقها يستنبط ولم يتربوا على أن دينهم قبل ذلك هو انغماس في الذل والخضوع لله ... واستغراق في التفكر والخشية من الآخرة وهل العلم إلا هذا ... ثم يكون معرفة مراد الله من خلال الفقه والاستنباط ولا نقلل من قيمته .. فبدونه يريد الإنسان الخير ولا يصيبه .. ولكن بدون الاول فلن يريد الإنسان الخير مطلقا.

          ولذا لما سئل الإمام أحمد عن معروف الكرخي وكان أقل علما من الإمام أحمد ... فقال الإمام أحمد كلمة تكتب بدمع العين ... وهل نريد من علمنا إلا ما وصل إليه معروف "يعني من الخشية". رضي الله عن الإمام احمد وعن الإمام معروف


          ولو أننا ركزنا على هيمنة مشاعر العبودية على القلب ... فإنك ستلاحظ اختفاء مشكلاتنا بشكل سحري ... وستعرف العناء الذي بذله قوم من أجل طرد تلك المشكلات دون جدوى ... فهل تذكرت مثال الذباب!!!



          وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
          رضي الله عنك وأرضاك


          تعليق


          • #20
            رد: من كتـم داءه قتــــله !

            جولة في بعض المصطلحات

            يقولون الإيمان أولا ... وهذا صحيح بالمعنى الذي قلته لك لإن ذلك سيؤدي إلى تعديل كل السلوك وذلك بسبب هيمنة مشاعر العبودية على القلب ...

            وإن سميتها العقيدة الراسخة فهذا صحيح ولكن تلك العقيدة القلبية التي تتجاوز شهوات النفس لتتحكم فيها ... وقد ظن بعضهم أن العقيدة التي لا تتجاوز العقل هي التي عناها القرآن بالتركيز وهذا وهم .. فهي على أهميتها إذ هي عاصمة من القواصم ولكنها لا تكفي لتكون دافعة ورادعة ولا أبالغ عندما أقول أن بعض المستشرقين الكفرة يملكها أكثر من المسلمين ولكن أين قلبه

            ومما يثير عجبك ايضا ... انشغال بعضهم طول وقته وعمره في إثبات خلاف في العقيدة هو أقرب للفروع من الأصول ويظن أنه سالك مسلك العلماء في ذلك وحجته أنه عقيدة ولا أدري من الذي أفهمه هذا الفهم وهو كما قال عنه ابن فرات كرجل بال بين بحرين فتضافر بوله فظنه بحرا ثالثا ... ولو انه أتعب نفسه في مراد الله ورسوله من خلال تركيز العقيدة في القلب وهيمنة مشاعر الإيمان عليه لربح في الدنيا والآخرة


            وبعضهم يقول هي تزكية النفس وهذا صحيح لأن النفس تتزكى إن سيطر على القلب الاهتمامات الصحيحة وعندها لن يكون للشهوات مكان ...

            وهي القلب السليم .. وهو القلب الذي يهتم بالأشياء التي خلق من أجلها وعند هيمنة مشاعر العبودية عليه فإنه سيتخلص من أمراضه المتعلقة بحب الجاه أو العجب أو الحسد

            وهي عند بعضهم زيادة الروحانيات ... وهذا صحيح إذ الروح هي التي تتطلع وتحن لخالقها ولن يكون ذلك حتى تتخلص من سيطرة شهوات النفس ولن يكون ذلك حتى تسيطر الاهتمامات الصحيحة ...
            وبعضهم يظن أن مجال الروحانيات مجال مندوب خاص بالورعين ومن يتطلعون للرقي وهو كما رأيت معنى مهم من معاني الإيمان القوي والعقيدة الراسخة

            وآخرون يقولون زيادة العلاقة مع الله ... وأترك لك الريط ههنا

            المهم أن تعلم أن الإيمان القوي أو القلب السليم هو مهمة عليا من المهمات التي فرضها الله عليك وليس كما يظن البعض من طلبة العلم والدعاة أمر هامشي يذكر في أول الاجتماع أو يقتطعون له نصف صفحة من مجلة ,.. بل هو من غير مبالغة الجذر الذي به يكون النمو والحياة .. والأساس الذي بدونه ينهدم البيت على رؤوس أصحابه

            وحلقة قادمة أتحدث فيها عن كيفية تحصيل هذه السلسلة التي ذكرت وأخطاء في العلاج .. وإلى لقاء

            وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
            رضي الله عنك وأرضاك


            تعليق


            • #21
              رد: من كتـم داءه قتــــله !

              تلخيص

              قلنا أن الناس والجماعات يتعبون كثيرا في إيجاد حلول لمشكلاتهم ... وقلنا أن الوضع الصحيح هو معالجة أسباب المشكلة ...

              وقلنا أن كل سلوك إنساني ينبع من الجزء المسيطر على القلب .... وإذا أردنا أن نحل أي مشكلة لا بد لنا من التفكير في القلب كثيرا

              الله والآخرة مقابل الشهوات والدنيا

              وقد أفضنا فيه في جزء الاهتمامات ولا بأس من التذكير قليلا ...
              قلنا أن الأمور المسيطرة على القلب واحد من اثنان
              إما شهوات النفس مع الدنيا وهذا الإنسان بوضعه الطبيعي ... وإما الله والآخرة وهذا الإنسان الذي تربي ونقل نفسه من طبيعته البشرية إلى طبيعته المؤمنة

              السبيل لحل أي مشكلة

              هو غرس معنى العبودية لله والاستغراق في الآخرة ... ثم إضعاف سيطرة شهوات النفس والرغبة في الدنيا ...

              أو بعبارة أخرى
              الانخلاع من عبودية النفس والانغماس في عبودية الخالق سبحانه .... وطرح الدنيا من القلب والاستغراق في الآخرة هي أول الطريق ...

              ألم تر إلى النبي عندما شخص العلة قصرها على واحدة ولم يفرع .. حب الدنيا وكراهية الموت .......
              وكأنه يقول للصحابة ركزوا ذهنكم في هذه المشكلة وعندئذ تروا كل شيء قد أصبح على ما يرام وهو من جوامع الكلم ولقد مر معك عن أهمية الاهتمامات فراجعه واقرنه مع حديث رسول الله يأتيك من الفهم إن شاء الله ما يساعدك على معرفة الطريق


              وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
              رضي الله عنك وأرضاك


              تعليق


              • #22
                رد: من كتـم داءه قتــــله !

                أهمية البدء بذلك

                1.هو مطلوب الله فالله يريد من الناس أن يتحرروا من رق العبودية لأي شيء ويتجهوا عبيدا له سبحانه

                2.هو أساس الامتثال والانتهاء وهل يريد الناس غير ذلك وهو تحكمهم في الفعل والترك

                3.القاضي على الشهوات .. ولا أحسبك تغفل أن مصيبتنا الأولى هي اتباع الهوى والذي هو ثمرة لشهوات النفس
                ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا

                4.هو الذي يحدد مصيرك في الآخرة ... إلا من أتى الله بقلب سليم

                5.أساس المعية الإلهية في الدنيا وهي سر النجاح


                نعم هذه نقطة البداية وأكرر نقطة البداية والذي لا يبدأ بهذا فجهده ضائع وسيبقى طول دهره يحاول حل مشكلاته أو مشكلات جماعته دون جدوى ..

                وكم أحزن حين أرى هذا الجهد الضائع في زمن لا يحتمل تأخيرا لعملية البناء الصحيحة ... فالعمر قصير والواجب ضخم والعمل يجب أن يبدأ من الآن.

                أقصوصة صغيرة

                قصها علي شاب غير ملتزم قبل عامين.. يقول : طوعت لي نفسي كالعادة حضور مقاطع إباحية وذهبت للإنترنت ... وبينما أن أبحث عن الموقع ناداني مناد من دواخلي آلله أعظم أم هذا آلله أحسن أم هذا آلله أحب إليك أم هذا ... شعرته اخترق قلبي اختراقا ... فقلت بصوت منخفض الله ..

                تابعت البحث فجاءني نفس الصوت ... آلله أعظم أم هذا وقد شعرت بارتفاع الصوت لأول مرة أشعر بوجود رب عظيم يراقبني ... وانا صغير صغير صغير وبعد ذلك أتحداه بهذه المعاصي ... فقلت بصوت عال (الله احسن الله احب الله اعظم) وهربت عن الجهاز ... ثم ذهبت إلى جهاز التلفاز وذهبت لقناة المجد للقرآن فوجدت صوت القارئ يصدح
                "قالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون"...
                إلى قوله تعالى
                "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"....
                فبكيت وقلت هل يعقل أن أكون منهم ثم أعلنت توبتي بحزم من كل شيء من المواقع من الحديث مع البنات من أشياء كثيرة لا أحب ذكرها

                ولقد رأيت الشاب قبل أيام ونور الإيمان يخرج من وجهه وحب الله وتعظيمه تعرفه من ثنايا كلامه فانظر واعتبر
                التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 23-07-2011, 10:44 PM.
                وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                رضي الله عنك وأرضاك


                تعليق


                • #23
                  رد: من كتـم داءه قتــــله !

                  جزاكم الله خيرا كثيرا
                  الموضوع رااائع جدا اللهم بارك ..
                  وكم كنت افكر في كتابة موضوع مشابه ولكن اعتقد يقينا انه ما كان ليكون بهذا الاسلوب اللهم بارك..
                  بارك الله فيكم وجعله في موازين القائمين عليه ..
                  يثبت الى حين ..ان شاء الرحمن
                  " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
                  يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

                  تعليق


                  • #24
                    رد: من كتـم داءه قتــــله !

                    جزانا الله وإياكِ كل خير

                    ربنا يبارك فيكِ يارب

                    ورزقنا وإياكِ الفردوس الأعلي اللهم آمين


                    وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                    رضي الله عنك وأرضاك


                    تعليق


                    • #25
                      رد: من كتـم داءه قتــــله !

                      الحلول المؤقتة والبناء الصحيح

                      أعرف من الشباب من يتلبس بالعلل منذ 10 أعوام ولما ينته منها والسبب "الحلول المؤقتة" ... ولو أنه بذل جهده في أقل من ذلك ليبني إيمانه بناء صحيحا لوجد هذه العلل قد تلاشت وأصبحت في نفسه مثل الكفر البواح.

                      ولا بأس من الحلول المؤقتة وقت البناء لكن دون نسيان البناء ... ولقد شبهوا الإنسان ومعاصيه برجل تمطر الدنيا عليه –والمطر هو المعاصي- فأراد التخلص منه بوضع شيء فوق رأسه.... نعم سيحميه قليلا ولكن لن يطول إلا إذا قرر بناء البيت ... سيبني الأساس ولن يحميه من المطر ثم الأعمدة ثم السقف والآن قد بدأت الحماية الراسخة القوية المتينة ... ولا بأس عليه وقت البناء أن يلبس فوق رأسه (وهذه الحلول المؤقتة) ولكن إذا بنى بناءه بناء صحيحا فبأمكانه النظر للمطر وهو ينزل .. وهو منه في حصن حصين .....والسبب هو البناء الراسخ القوي

                      انظر معي إلى قوله سبحانه وتعالى ...

                      والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم ....
                      أرأيت كيف يجعل الله الإيمان كالبيت وأن الأنصار قد تبوؤا هذا البيت أي توطنوه وسكنوه فانظر إلى هذا العلو والرسوخ ... فهم سكنوا الأيمان واتخذوه وطنا وبيتا .. ولا شك بأن هذا الوصف من أرفع الأوصاف الإيمانية

                      يحبون من هاجر إليهم ...

                      هذه الثمرة الأولى لهذا البناء الراسخ .. يحبون قوما .. هل رأوهم؟ لا... هل تربطهم بهم أواصر قربى ؟ لا ... فكيف هذا الحب؟ ... إنه الإيمان الراسخ الذي من خلاله أحبوا الله وعظموه ثم بعد ذلك أحبوا وعظموا كل ما يتعلق به سبحانه .. وأعظمه "عباد الله في أرضه"

                      ألا ترى المحب حين يسمع بقدوم والد محبوبه يكرمه ويعظمه ويأنس به وكأنه جالس مع محبوبه ... "ومن أجل عين بتكرم ألف عين"

                      وحين ترى ذلك الشاعر المخبول يقول
                      أمر على الديار ديار ليلى ******أقبل ذا الجدار وذا الجدار

                      وهذا حب أنسي لأنسي فكيف بحب الله ولله المثل الأعلى ..

                      فالذي امتلأ قلبه بمحبة الله وفاضت على نفسه بأنوارها ... حين يرى أخاه المسلم فإنه يضعه على الرأس والعين ويرفعه إلى أسمى مقام... وعين قلبه ناظرة إلى محبوبه الأعظم تناجي ربها بهمس المحبة

                      "إلهي هذا عبدك قد أكرمته ورفعته ووقرته ومن أجلك يا إلهي أفديه بروحي وبنفسي ... يكفيه يا إلهي أنه ارتبط معك برابط العبودية وشهد لك بالوحدانية يكفيه ذلك لأجعله عندي أعلى من نفسي ... فكيف وقد علمت أنك أمرتني أمرا بمحبته وصون عرضه وستره .. فهل أملك بعدها أن أوذيه أو أحقره أو أغضبه ... هل أملك يا ربي يا مبتغاي وغايتي أن أنزل محبته من قلبي ولو آذاني ... حبي له من أجلك ولن يزول إلا إذا أمرتني بذلك ... إلهي هل وفيت حق عبدك المسلم"


                      وأكثر الحب الذي تراه ليس ناتجا عن محبة الله الصافيه ... وإنما هو استرواح نفس وتشاكل صفة... ولذا ينقلب بغضا لأدنى شهوة.

                      وذلك لأن حقيقة الحب في الله إنما هو ثمرة لحب الله ولن يكون الثمر دون وجود الجذر

                      ولا ننفي وجود الحب في الله ... ولكن أردنا أن ننفض الغبار عنك فالخير كثير جدا ولكن لا بد لنا من تصفيته وتجليته





                      وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                      رضي الله عنك وأرضاك


                      تعليق


                      • #26
                        رد: من كتـم داءه قتــــله !

                        ولي في هذا المقام كلمة

                        الا ترى معي ذلك الجهد الكبير الذي تبذله بعض الجماعات لإزالة البغضاء من نفوس أعضائها لبعضهم البعض ... وتتكلم معهم كثيرا عن الحب في الله والنتيجة في كثير من الأحيان تمسك البعض بالمقاطعة من أجل الدين... ابحث عن السبب .. والذين تبوؤوا الدار الإيمان ... هؤلا هم الذين يحبون من أجل الإيمان وأما غيرهم فلن يحبوا من أجل الإيمان ولو أسمعتهم ما أسمعتهم عن الحب من أجل الإيمان ... أدخلهم البيت أولا ثم انظر إلى "نفائس الحلة في التآخي والخلة"



                        ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ....
                        لا يجدون حسدا على المهاجرين لإنهم أخذوا الفيء ... فقلوبهم عنوانها واحد ... رضا الله والآخرة وهم يتلهفون لما يتعلق بهذا العنوان .... وأماغيره من الأمور فلا يزن في قلوبهم شيئا ولا يهمهم بحال ... لم يتلهفوا قط لمنصب ولم يقتتلوا عليه ولن!!! ترى الواحد فيهم أميرا وقائدا متبعا وهو في قمة تواضعه إذ لا حاجة في قلبه من هذه الشهوات ... لماذا ؟ لأنهم تبوؤوا الإيمان وتبوأ الإيمان قلوبهم فدمغ باطل الشهوات وأزهقه.

                        ويؤثرون على أنفسهم ...
                        لأن الله أصبح في قلوبهم أجل من أنفسهم وأعظم فهم لا يترددون في تفضيل إخوانهم على أنفسهم .. ولو كان بهم خصاصة والعلة ذلك الإيمان الذي سكنوه وسكنهم

                        ومن يوق شح نفسه ...
                        وذلك التبوؤ للإيمان هو الذي أمسك بزمام هذه النفس الملتوية المتفلتة الشحيحة ... ولذا لم تر لها أثرا فيما مضى من صفات ...

                        ولما اختفت هذه النفس من حياتك حق لك أن تكون من المفلحين....فأولئك هم المفلحون

                        هذا نمط من أنماط التربية القرآنية الفذة التي تأخذ المسلم لحقائق الأمور

                        إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم


                        وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                        رضي الله عنك وأرضاك


                        تعليق


                        • #27
                          رد: من كتـم داءه قتــــله !

                          شجرة الإسلام والجذر المفقود

                          كنت مرة في زيارة صديق ... فلفت نظري هذا المنظر ... ابنه الصغير يحاول صناعة الشجرة أحضر الساق من شجرة مقطوعة ... ثم ربط بها بعض الأغصان ... وأحضر بعض الورق ... ثم اشترى له أبوه بعض الثمار فعلقها ... فظهرت وكأنها شجرة حية نضرة في صورتها ...

                          تبسمت قليلا ... وبكل أدب قال لي الطفل : لم تضحك علي يا عم ... قلت له : مجهود طيب ولكن الشجرة تزرع زراعة وليست تركب تركيبا .... لم يفهم علي ... وانتهت الزيارة

                          مضى أسبوع ورجعت لزيارة ذلك الصديق ... وإذا بالشجرة قد ذبلت وجفت أوراقها وعفنت ثمارها ... والطفل حزين على جهده الذي ضاع سدى ... واستذكر كلامي الذي قلته له ...

                          فقال لي : ما الذي حصل مع هذه الشجرة ولماذا لم تنبت مثل بقية الشجر ... قلت له : شجرتك صورة ... قال وماذا تعني بالصورة ...

                          قلت له : إن حقيقة الشجرة تتمثل في الجزء المخفي منها ... الجذر.... وبدونه لن تكون شجرة أبدا -مهما حاولت -إلا إذا أردت أن تحضر لك شجرة بلاستيكية تتسلى بمنظرها

                          والحقيقة أن مثال الشجرة يفيد الطالب للحق كثيرا ...

                          فكم من أناس حاولوا تركيب ثمار الالتزام عليهم دون وجود جذر الالتزام الحقيقي ... فكان التزامهم صورة لالتزام نضر مزهر سرعان ما يجف ويذبل عند الفتن ... حتى ولو ترقوا إلى أعلى الرتب بين الخلق فهم لاشك في أدناها وأبعدها عند الحق سبحانه ...

                          ومثلهم كمثل ذلك الجبل الجليدي يبهرك عظمه وتأخذك عظمته... ولكن سرعان ما يذوب إن قرب من نار الفتن.

                          الممثل لا يخرج إلا ممثلا

                          وكم مرب قد قابلته في المسجد أو في دوائر للتربية أخرى يحاول جاهدا إلباس الطالب لبوس الالتزام ويزينه بأوراق الدين دون أن يغرس في قلبه ونفسه جذر التربية الحقيقي والنتيجة تخلي الطالب عنه عند بداية تحرك الشهوات في الصفوف المتقدمة ويتحسر الشيخ على جهده الذي ضاع سدى ..

                          وهو شبيه- فيما أرى- بذلك الطفل الذي ركب الشجرة وليس الذنب ذنب الطفل بل الذنب ذنب الذي اقتنع بإمكانية زراعة الشجر بطريقة الأطفال ...

                          وأنى لشيخ لم يعش مع الجذور فترات ولم يعرف الجزء المخفي من المؤمن .. أنى له أن ينشئ جذورا عند غيره ..أو يبني سرا في طالبه ....هيهات هيهات

                          وكما يقولون فإن الممثل لن يتخرج على يديه إلا ممثل مثله وتستمر حلقة التمثيل حتى تفجأنا نار الفتن وعندها ستتفلت الامور من يد المخرج


                          وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                          رضي الله عنك وأرضاك


                          تعليق


                          • #28
                            رد: من كتـم داءه قتــــله !

                            ما المطلوب

                            أولا وآخرا التركيز الشديد جدا على هيمنة مشاعر العبودية والإيمان على القلب والانتقال بها الى حالة الرسوخ الشديد وعندها نكون قد وجهنا جهودنا نحو الصواب

                            التركيز الموجود

                            محاسبة في آخر الدرس ... ذكر لله لا يتعدى 10 دقائق في اليوم ... وقراءة قد نغفل عن معظمها وصلاة لا نتذكر فيها الله سوى عند تكبيرة الإحرام والسلام ...وإذا أرادوا زيادة الإيمان والرسوخ فيه ... فقيام أسبوعي وصيام وإفطار جماعي في السنة ولمرة واحدة....أهذا تركيز ينتج قوة وبناء ... لا والذي فطر السموات

                            تركيز النبي صلى الله عليه وسلم

                            من أول الإيمان ... قيام لليل يتعدى نصفه ويتواصل لنصف سنة ثم خفف إلى الثلث....تدبر للقرآن في دار الأرقم وآيات تتنزل عن الله وعظمته والآخرة وأهميتها ... ذكر لله على كل حال ....

                            فانظر كم كان الصحابي يسمع كلمة الله في يومه ... ثم انظر الى تلك الجولة التدريبة في الليل والتي تجبره على الوقوف أمام ربه ساعات وكذلك الركوع والسجود والتي يخرج منها قد سكنت عظمة الله قلبه... ثم قارن هذا بما يسمى التربية الإيمانية في هذا العصر لتعرف سر التغيير


                            الإمام المجدد حسن البنا

                            وقد بعث أحدهم للشيخ وذلك عندما تولى إدارة صحيفة المنار ... بعث له أحدهم يتهم أتباعه بالتصوف ... ذكر جماعي في أول النهار وآخره ... ثم مكوث في المسجد ... وكان مما أثار عجبه بقاء الإخوان بعد صلاة العشاء لأوقات مديدة قد أطرقوا رؤوسهم يتأملون ... ثم تجدهم في الليل يقومون الساعات الطوال ... فبعث للشيخ حسن البنا معترضا على اسلوب التربية هذا ...فرد عليه الإمام البنا الحسن برسالة تضمنت قول البنا أن هذا هو صمام الأمان للجماعة ويحسن بي الخروج منهم إن لم يكونوا كذلك ... فكان رحمه الله عارفا بالسر ... سر التغيير

                            وقد أكون قد زدت في القصة أو أنقصت فالقصة قد قرأتها قبل سنوات ومع تعاقب الزمن يتغير كل شيء في النفس حتى القصص

                            ولا يعني كلامي بحال ترك الإعمار أو ضروريات الرزق ولكن لا أفهم لماذا تستغرق هذه الأمور مضافا لها النوم 23 ساعة و45 دقيقة من يومك بينما يستغرق سر التغيير في يومك 15 دقيقة قد تغفل فيه 12 دقيقة أفيحسن هذا لمن يريد بناء نفسه بناء صحيحا


                            ما الذي يقلل تركيز الدعاة على موضوع بناء الإيمان مع اتفاقهم على أهميته

                            1.جعله جزءا من كل وهو كذلك ولكن هذا الجزء هو الأصل هو الرأس للإنسان هو الجذر للشجرة هو الأساس للبناء ...

                            وهذه النقطة جعلتهم يوزعون أوقاتهم توزيعا متساويا على جميع أمور الدين بحجة شموليته ...

                            وهو كمن يضع لأساس البيت وخيط الإبرة في البيت نفس المبلغ بحجة الإتقان ... نعم اهتم بكل شيء متقنا ولكن ضع لكل شيء قدره ووقته ...

                            وحينئذ لا تتعجب حين ترى ممن نصبوا أنفسهم لرفع راية القرآن ... يسمع أناشيده ساعات ولا تراه يقلب مصحفه دقائق معدودات

                            2.جعله وسيلة...فإذا ذكر الإيمان في القلب وعوامل بنائه ...تلفت الدعاة على أن هذا الإيمان إنما هو وسيلة فقط للنجاح في الدعوة أما هو فهو مستغرق بنجاحه وإنجازاته ولا يتلفت للإيمان إلا ليعينه على هذا النجاح والإنسان بطبعه يركز على غاياته واستغراقات قلبه وهذا الذي جعل الإيمان موسميا لا يتلفت له إلا عند الفشل والضعف ..
                            والحقيقة غير ذلك وستتضح مع بياننا للأصل الأول

                            3.اعتباره الجزء الأسهل : فالصعوبة كل الصعوبة في بناء المؤسسات ودور القرآن والفوز بالانتخابات والإنسان بطبعه يركز على الأمر المهم الأصعب ولا يلتفت كثيرا للأمر السهل الهين وهذا ما جعل بعض الدعاة يظنون أن درسا أو موعظة قصيرة كافية لبنائه وهم لم يعلموا أن تربية الكبار شاقة وأهم شيء في الكبير قلبه الذي يتحكم به

                            4.تركيزهم على النجاحات امام الخلق وغفلتهم عن حقيقة المطلوب ... فالمطلوب النهائي هو رضا الله والنجاح أمام الخلق أو الفشل هي موازين بشرية قد تتفق وتتعارض مع الموازين الربانية ...

                            وأمر الإيمان قد لا يتعلق مع النجاح المزعوم ولذا ترى أكثر حديثهم عن الناس ومقاييسهم لا عن الله سبحانه ... ولا نرفض نجاح الإنسان ولكن عليه تحديد معنى النجاح الحقيقي وعندئذ فسيجد نفسه أمام باب الإيمان الكبير

                            5.اختلافهم حول أسس بناء الإيمان فمن قائل أنها كل عمل صالح وآخر أضاف لها الأعمال الدنيوية وبعضهم قصرها على العبادات الخاصة وآخرون ابتعدوا فظنوا أنها مجرد فهم لبعض الخلافيات في العقيدة ... وهذه عموميات فيها صواب وفيها خطأ والموضوع أدق من ذلك بكثير.

                            ومشكلتنا الكبرى في هذا العموميات .... التي تحتاج لتفصيل منهجي مؤصل

                            ولذا تراهم جميعا يقولون .. ومن قال أننا لسنا في دائرة الإيمان الراسخ أليس العلم مثلا من أرقى العبادات (وهذا صحيح ولكن بشروط!!) ... فقولنا وأين أثره أين حفظ اللسان ... أين الجهر بكلمة الحق ... أين الخشوع والخضوع ... أين ذكر الآخرة ... أين الحب وآثاره من خلوات ... نحن لا نعترض على الطريقة ولكن أين الثمرة؟

                            وهذا الموضوع يحتاج لتفصيل أكثر من ذلك ولكن لا نستطيع أن نفصل فيه الآن حتى نعرف مع بعضنا أسس هذا الإيمان في القلب وحينئذ يتضح جليا كيف أن هذه الأمور كلها لها علاقة بالإيمان الراسخ ولكن لها شروط .. ولها ترتيب معين وليس الأمر هكذا كما اتفق !!!!

                            وهذا الموضوع يكاد يكون من اكثر المواضيع التي جعلت موضوع الإيمان الراسخ يضيع في ركام الأعمال.

                            والملاحظ الجلي أنك لا تجد في حياة بعض الدعاة ومناهج بعض الجماعات هذا التركيز الشديد والمهم على القضية المصيرية والتي بدروها يتحدد مصير الإنسان في الدنيا والآخرة ... إلا التركيز الذي ذكرت لك ظانين أن هذا كاف في حقل الأعمال الدعوية الضخمة

                            وممن فهموا هذا المقصد شباب قد قرروا البناء ... لم يتركوا دعوتهم بل أصروا عليها ولكنهم نظموا أوقاتهم لتستغرق تلك الخلوات والأذكار والقيام ... فقلصوا اجتماعهم ليكون 45 دقيقة بدلا من 3 ساعات تضيع معظمها في قال وقيل ... و45 دقيقة كافية جدا لأناس مرتبين منظمين يأتون قد كتبوا على الورق كل شيء .... وبعدها يكون الاستغراق في تدبر القرآن والقيام

                            رتبوا أوقاتهم ليصبح الذكر أساسا ... دائما ... كثيرا فلم يكتفوا بالدقيقة والدقيقتين بل تجاوزوا الساعة والساعتين...

                            لم يعودوا ينظرون إلى الصيام على انها ذلك المندوب بل هي تحد لشهوات النفس وعنوان للعبودية فلم يتركوه وأصبحوا تارة على سنة الإثنين وتارة على سنة داود وتارة على سنة الدوام شهرا أو شهرين

                            أصروا على زراعة هذا الإيمان زراعة خاصة ... فأطالوا السجود .. وأكثروا الذكر ... وواصلوا الصيام ... وتأملوا القرآن وهم مع ذلك متقنون لدعوتهم الواجبة مميزون بأعمالهم الدنيوية الضرورية ... لا كأولئك الفوضويين الذين إن جمعت ذكره طول السنة فلن تجده يساوي يوم عمل واحد

                            ولذا كان التركيز على موضوع الإيمان تركيزا حقيقيا هو العنوان الأول من عناوين رفض كتم الداء والأصل الكبير من أصول حسن البناء

                            ولكن ما معنى التركيز وماهي عوامل البناء وما هي الأخطاء التي يرتكبها الدعاة عند تطبيقهم لهذا الموضوع

                            وحتى لا تضيع بين الاستطرادات فألخص ما قلت

                            حتى نتخلص من جميع عللنا لا بد من الانتقال منها إلى سببها الرئيسي وهو القلب

                            هذا القلب معركته بين شيئين ... الله والآخرة أو شهوات النفس والدنيا

                            حتى ننجح بهذه المعركة لا بد ابتداءا من التركيز الشديد على هذا الموضوع

                            وحتى نركز عليه لا بد من معرفة أهميته وعلاقته بالسلوك وهذا ما حاولت أن أوضحه

                            وضحت لك فيما مضى شيئا من مصطلح التركيز وكيفية التلاعب به وسبب ذلك حتى لا ترقم في الماء

                            أحد الأسباب الرئيسية لكتمنا للداء هو اهتمامنا الصوري والقولي لا الحقيقي والفعلي في موضوع الإيمان

                            لا بد من وقفات صادقة وتأصيل علمي دقيق لهذا الموضوع حتى لا تنخر الأدواء بنا من حيث لا ندري فننتهي من حيث لا نريد

                            مهمتي القادمة هو الغوص في أصلي التزكية(الله والآخرة) وطريقة زراعتهما وبنائهما والأخطاء التي ترتكب والتي تفشل عادة السير في هذا المشروع

                            مهمتي الأخرى هي الغوص في الكفة الأخرى من الميزان وهي النفس والشهوات وإضعافهما وطريقة التحكم بهما

                            وعندها نكون قد تملكنا قلوبنا بشكل فعلي وانظر بعدها إلى آثار رحمة الله

                            وأعيدك مرة أخرى للنص القرآني

                            واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه .... فهذا الذي تملك قلوبهم (يريدون وجهه) ودلائل الاهتمام واضحة عليهم (بالغداة والعشي)

                            ولا تعد عيناك عنهم ... عن مصاحبتهم أو عن صفتهم

                            تريد زينة الحياة الدنيا ... هذه كفة الميزان الأخرى(الدنيا وشهوات النفس)

                            ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ... لأنه إذا تملكت الشهوات قلبك فلا مهرب من الغفلة

                            واتبع هواه ... هذا ثمرة الشهوات والغفلة

                            وكان أمره فرطا ... في كل شيء .. نكوص عن الطاعة ... تلبس بالمعاصي .. وغايات فاسدة ... وضياع دين ودنيا

                            إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم



                            وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                            رضي الله عنك وأرضاك


                            تعليق


                            • #29
                              رد: من كتـم داءه قتــــله !

                              الأصل الأول من أصول البناء الحقيقي : الله عز وجل .... عظمته وكيف نتحقق بعبوديته

                              ماذا تعرف عن الله ....

                              لو طلب منك احد النصارى أن تتكلم عن ربك 10 دقائق هل تستطيع ذلك ...

                              هل سيدخل في شعور السامع لك أنك تتكلم بقلبك لا بلسانك ...

                              هل سيقتنع السامع من دقة الكلام ومنطقه بأنك صاحب قناعات عقلية متينة ...

                              هل سيقتنع السامع من لوعة كلامك وعاطفته أنه أمام شخص يحب ربه ويهابه ويستعد للتضحية من أجل هذا الرب الكريم ....

                              هل تستطيع أن تدعو الناس لربك ... وهل يمكنك ذلك قبل أن تدخل أنت على باب الكريم ...

                              هذه حقيقة الدعوة ....

                              لا بد للملتزم الذي يود التخلص من دائه ويسعى لبناء نفسه بناء شديدا صلبا ..... لا بد له من هذا الأصل ...

                              لا بد أن تهيمن عظمة الله على القلب ... وعندها تزول الشهوات ويفنى اتباع الهوى ثم ستجد نفسك أمام نفس جديدة ترفض إي دنس ونجس قد يبعدها عن الخالق ...

                              ولما كانت العلاقة مع الخالق تندرج في جميع معانيها تحت مسمى واحد وهو "العبادة والعبودية" كان التركيز في المرة القادمة عليه
                              وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                              رضي الله عنك وأرضاك


                              تعليق


                              • #30
                                رد: من كتـم داءه قتــــله !

                                ماذا نعني بالعبودية أو العبادة

                                هي أن تصلي وتصوم هكذا قسمها الفقهاء لغرض الترتيب ...

                                ثم قالوا هذه الخاصة اما العامة فهي عمل تعاليم الإسلام كاملة ....

                                ثم زاد آخرون وعمموا وخصصوا بآن فقالوا هي ما قصد به وجه الله..

                                بل قالوا هي اسم جامع لكل معاني الخير ....

                                وكل هذه التعريفات تندرج تحت التعريف بالثمرة لا التعريف الحقيقي لها فهي أعمق وأدق وأشمل من كل هذا

                                ولذا كان المصطلح يحتاج لتجلية أكبر من ذلك حتى يكون المسلم راسخ الفهم الذي هو ركن ركين من أركان السير

                                مثال مهم للتوضيح

                                هب أن ملكا من الملوك يجلس على كرسيه وحوله عبيده ... لو فكرت قليلا ما معنى كون هذا الشخص عبدا للملك

                                سيقول بعضكم أن يطيعه وآخرون أن على مراد سيده وآخرون أنه يخاف منه وآخرون أن يتقرب إليه ليعتقه ...

                                ولكن تغلغل معي قليلا في المصطلح ... وسأفترض أن هذا العبد صاحب علاقة محبة مع سيده بالإضافة لخضوعه حتى يتناسب مع مقارنتنا القادمة

                                لا بد بداية لهذا العبد أن يعترف أن هذا الملك سيده ولا بد لهذا الاعتراف من معرفة بأمور ....

                                ثم تجد منه ذلك الخضوع التام لجميع أوامر سيده تحت مسمى الطاعة على الفور من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج.... ولا تنس أن مقام الخضوع القلبي لهذا العبد مصاحب له على الدوام ولكن ظهوره على أرض الواقع لا يكون إلا عندما يأمره سيده

                                ولن يتم له هذا الخضوع الكامل والطاعة المطلقة إلا بأمرين

                                الأول : هيمنة المشاعر المتعلقة بالعبودية وهي إما الخوف من السيد او الرجاء لشيء عنده أو بدافع الحب والتعظيم والاحترام لما رأى من صفات جلال وجمال على سيده دفعته للعمل بهذا المنطلق
                                ولو لم تكن هذه المشاعر مهيمنة عليه فلن يكون عبدا حقيقيا إذ أنه سوف يستجيب للمهيمن عليه كأن يكون سيدا آخر أو رغبة أخرى

                                ولذا كانت هيمنة هذه المشاعر على القلب ركنا من أركان العبودية

                                الثاني : أن ترى هذا العبد شاهدا لسيده ينظر إليه خائفا مترقبا الأمر منه لينفذه على وجه السرعة سواء بدافع الخوف من العقوبة أو بدافع التعظيم والاحترام

                                ولذا كان الشهود ركنا ركينا من أركان العبد المقبول


                                ولو أردنا التلخيص لقلنا أن أركان العبودية لهذا العبد هي

                                الاعتراف العقلي

                                الطاعة المطلقة مع الخضوع القلبي

                                هيمنة مشاعر العبودية (إما الخوف أو الرجاء أو الحب )

                                الشهود للسيد

                                مع المقارنة

                                والآن لو تصورنا الأرض هي ساحة القصر الملكي وسكان الأرض هم أولئك العبيد للملك الذي هو الله سبحانه وتعالى في المثال (ولا نشبه الله بالخلق) لعرفت ما معنى الكفر والفسق والخروج عن أوامر الخالق ... ولكن لننتقل إلى الدعاة الذين هم أساس حديثنا...

                                الآن أنت أحد هؤلاء العبيد في القصر فما هي مرتبتك عند الملك لنراجع معا الأركان الأربعة ... هل شعرت بعبوديتك هذا اليوم ... كم تصرفا تصرفته ليرضى عنك ربك ... كم قلت لله هذا اليوم أنك عبده واعترفت له بذلك

                                لا مشكلة كبيرة عند الدعاة في الركن الأول ومشكلتهم تكمن في الأركان الباقية

                                ولاحظ أن ركن الخضوع لا حظ له ما لم تحقق ركن الهيمنة والشهود ولذا سنبدأ بهما




                                وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                                رضي الله عنك وأرضاك


                                تعليق

                                يعمل...
                                X