Tweet
وقفات مع اسماء الله وصفاته ( وهل هي 99 اسما ) !!
إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر
(أحمد ، والبخارى ، ومسلم عن أبى هريرة)
أخرجه أحمد (2/258 ، رقم 7493) ، والبخارى (5/2354 ، رقم 6047) ، ومسلم (4/2062 ، رقم 2677) .
أولا : هل أسماء الله الحسنى منحصرة في الـ 99 اسما ؟
الجواب
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه القواعد المثلى في صفات الله و اسمائه الحسنى
القاعدة السادسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك". الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح .
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
فأما قولـه صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة"، فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: "إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة" أو نحو ذلك.
إذن فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
ثانيا : هل اسماء الله الحسنى التي نسمعها ويعلقها الكثير في البيوت واردة في أحاديث ؟
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في "الفتاوى" ص 383 جـ6 من "مجموع ابن قاسم": تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه، وقال قبل ذلك ص 379: إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسراً في بعض طرق حديثه. أهـ.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ص215 جـ11 ط السلفية:
ليست العلة عند الشيخين (البخاري ومسلم)، تفرد الوليد فقط، بل الاختلاف فيه والاضطراب، وتدليسه واحتمال الإدراج. أهـ.
ولما لم يصح تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، وروي عنهم في ذلك أنواع. . ا.هـ كلامه رحمه الله
خلاصة الكلام السابق :
أن أسماء الله ليست منحصرة في الـ 99 اسما وانما الحديث المقصود منه من احصى الــ 99 اسما والوارد ذكرهم في الكتاب والسنه دخل الجنه وقد اجتهد العلماء في جمع تلك الاسماء من بينهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
للمزيد على هذا الرابط
http://www.binothaimeen.com/ebook-40.shtml
__________________________________________________ _____
وهنا بعض الوقفات :
· هل معنى أحصاها : أي حفظها كما يظن البعض ؟
الجواب :
ومعنى أحصاها : حفظها و أطاقها و تعبد لله بها وهي الأقوال التي وردت في تفسير هذا الحديث ,
وورد الإحصاء بمعنى الحفظ ( وهو قول البخاري , انظر معارج القبول ص 98-99) , لكن لا شك أن من حفظ الألفاظ ولم يقم بحقها في العباده لم يكن ذلك هو الإحصاء المقتضي لدخول الجنه , بل يحصيها لكي يتعبد لله عز وجل بها , ويدعو الله عز وجل بها ,
وهذا هو معنى : أطاقها أي أطاق القيام بحق كل منها , بدعاء الرب عز وجل به , وبشهود آثار هذا الاسم في الوجود ,
أ.هــ كلامه من كتاب شرح المنه
__________________________________________________ __________
· هل يجوز اشتقاق الاسماء ؟
هل يصح اشتقاق أسماء لله عزوجل مما ورد فيه أفعال في القرأن الكريم ؟
نقول : فالله تعالى قال ( ولله الأسماء الحسنى ) فالأسماء لا بد أن تكون حسنى , سواء أكان ذلك في اشتقاق أم كان في إطلاق الأسماء التي وردت بصيغة الاسم .
فمثلا قوله تعالى ( ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) قد ورد هذا الاسم بصيغة ( الزارعون ) فهل نقول إن من أسماء الله الحسنى ( الزارع ) !! نقول : لابد أن تكون الأسماء حسنى , فهذا الاسم عندما ورد في السياق دل على الكمال , لكن لا يجوز أن تجرده عن هذا السياق , وكذلك لا يجوز أن يُقال : إن الله رابع ثلاثة ولا سادس خمسه لأن ذلك يوهم نقصا , وكذلك لا نقول : إن الله ماكر أو خادع أو مستهزئ استنادا إلى قوله ( ومكروا ومكر الله ) قوله ( الله يستهزئ بهم) وقوله ( يخادعون الله وهو خادعهم ) .
لأن كلمات : ماكر وخادع ومستهزئ تستعمل في اللغه على معنى النقص الذم , وأسماء الله حسنى , فلا بد أن تشتق اشتقاقا يدل على الكمال المطلق لله عزوجل .
فنقول : الله خير الماكرين , الله مستهزئ بالمنافقين .
أما السماء المطلقة ـ في السياق أو خارجه ـ فهي التي تدل بذاتها على الكمال المطلق , مثل [ العلي , العظيم , الحليم , العليم , السميع , البصير ] سواء أكانت مشتقة أم وردت بصيغة الاسم فلا يشتق مطلقا إلا مادل على الكمال , والله أعلى وأعلم .
وبعض العلماء يرفض الاشتقاق أصلا , بل عندهم أن يكون الاسم ورد بلفظ الاسم , لكن الصحيح الذي عليه عامة السلف أنهم يصححون الاشتقاق بشرط أن يكون المعنى صحيحا دالا على الكمال ولا يوهم نقصا بوجه من الوجوه .
أ.هـ كلامه ( من كتاب شرح المنه ) .
تعليق