منهج الإسلام في تربية الأولاد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده ... أما بعد.
حقوق الأولاد المقررة شرعا
فحقوق الأولاد هي واجبات الآباء والأمهات وقد وضع الشرع لها منهاجا في تربية الأولاد من عدة عناصر أهمها
حسن اختيار الزوجة
فالأم هي المربية للأطفال ، والحاضنة للأطفال ، والأمينة على الذرية ، والمكلفة بالإشراف عليهم.
رعاية الوليد
رعاية الطفل من الصغر
البدء بالتربية والتوجيه من الصغر
فيكون الأولاد ذرية صالحة في الدنيا ويكونوا أجرا وثوابا في صحيفة الوالدين للآخرة ، ويمتد بهم العمل الصالح بعد الوفاة ويتحقق فيهم الحديث الشريف : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له" .(4)
التعريف بالحلال والحرام
ويتم ذلك بالتعليم والتعليق على مواقف التاريخ و ضرب الأمثلة الحية والقصص الإسلامية والقراءة الواعية والتزود بالثقافة مع التطبيق العملي ليقوم في نفس الطفل صورة كاملة وصحيحة عن الإسلام .
والشائع اليوم أن الآباء يهملون أولادهم في هذه المرحلة متوهمين أنهم صغار وأن التعاليم الإسلامية غير مطلوبة منهم كالصلاة والحجاب وغيرها ثم ينحرف الشاب وتخرج الفتاة عن حياء الإسلام ثم يصرخ الآباء والأمهات ويستغيثون بعد فوات الأوان.
ممارسات العبادات
قال العلماء : وهكذا في الصوم وغيره ، حتى يتمرنوا ولكي يبلغوا وهم مستمرون على العبادة والطاعة ومجانبة المعصية وترك المنكر . فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر ، ومن شب على شيء شاب عليه . والحكمة من النص على الصلاة أنها عماد الدين ويقاس عليها غيرها .
والوسيلة التربوية باصطحاب الأولاد إلى المسجد ومشاركتهم في تنفيذ الأحكام الشرعية في البيت والعمل وأن يكلفهم بها ويحبب لهم الطاعات ، ويرغبهم بأجرها ويحذرهم من المحرمات وأن يجالسهم في أوقات متعددة دون الاكتفاء بإصدار الأوامر وان يستمر بالتذكير اليومي لقوله تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } طه: 132.
التسوية بين الأولاد
القدوة الحسنة
الاعتماد على الله تعالى : وهو من أهم العناصر وذلك بالتوجه إلى الله والاستعانة به وسؤاله التوفيق في حفظ الذرية الطيبة وهذا هو منهج الأنبياء كما ذكره القرآن الكريم كثيرا ، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام :{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } إبراهيم: 40. فإن التزم المسلم منهج الإسلام في تربية الأولاد ثم ساء الولد وفسد فتلك مشيئة الله وإرادته وهو نادر فعلينا العمل وعلى الله النتائج وهو ما حصل مع سيدنا نوح وابنه وهذا نادر وشاذ ولكي يبقى المنهج الأصلي هو المعتمد وهو ما سار عليه سلفنا وخلفوا الأجيال الطيبة .
وختاما
------
(1)ابن ماجة 1615 (2) البخارى 5090 (3)مسلم 2664 (4) صحيح أبي داود 2880 (5) سنن أبي داود 495 (6) صحيح الجامع 1046.