إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

منهج الإسلام في تربية الأولاد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منهج الإسلام في تربية الأولاد


    منهج الإسلام في تربية الأولاد


    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده ... أما بعد.


    حقوق الأولاد المقررة شرعا

    يثبت للأولاد حقوق كثيرة وأهمها حق التربية وحق النسب وحق الرضاع وحق الحضانة , وقد خصص الفقهاء باب مستقلا عن الحضانة وأحكامها الشرعية وصاحب الحق فيها وتحديد السن اللازم لها ، كل ذلك لضمان أفضل الظروف المناسبة للطفل وحمايته ورعايته وإعداده للمستقبل .
    فحقوق الأولاد هي واجبات الآباء والأمهات وقد وضع الشرع لها منهاجا في تربية الأولاد من عدة عناصر أهمها




    حسن اختيار الزوجة
    حيث يقول علماء التربية : يجب على الوالد أن يبدأ بتربية ولده قبل الولادة ، وهذا ما أرشد إليه الإسلام عن طريق اختيار الزوجة ، لأن خطيبة اليوم التي يقصدها الشاب هي زوجة الغد ، وأم المستقبل ، ومربية الأطفال والأجيال ، والأم هي المدرسة الأولى التي تحتضن الطفل ، لترضعه لبان الأدب والتربية مع لبن الثدي والغذاء ، ثم ترعاه في أول مراحل العمر ، لتغرس في عقله وقلبه البذور الأولى التي ستنمو عند الكبر ، وتصون فطرته عما يفسدها مع ما تهب لوليدها من صفات موروثة ، وطباع مفطورة ، ومواهب متأصلة فكان حسن اختيار الزوجة من أجل الأولاد أكثر أهمية من بقية العوامل التي تطلب المرأة لأجلها وهو ما أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم" تخيروا لنطفكم"(1) وقوله :" فأظفر بذات الدين تربت يداك"(2).
    فالأم هي المربية للأطفال ، والحاضنة للأطفال ، والأمينة على الذرية ، والمكلفة بالإشراف عليهم.



    رعاية الوليد
    متى تمت الولادة بدأت التربية منذ اللحظة الأولى من حياة الوليد ، وهذا ما أرشد إليه الدين الحنيف ، وتفرد به على سائر المناهج التربوية في العالم وكلف الوالدين بإرساء الدعائم التربوية التي سيتم عليها بناء المستقبل ، وهي آداب إسلامية وسنن نبوية ، ومنهج رباني وأهم هذه الآداب على سبيل المثال - الآذان والإقامة وحسن اختيار الاسم وتكريم الطفل بالعقيقة لإعلان السعادة والفرح والبشر بمقدم الطفل .



    رعاية الطفل من الصغر
    وذلك في مأكله ومشربه ، وجسده ، وثيابه ، ليكون صحيح العقل ، سوي الجسم ، سليم الحواس ، فإن حياة الإنسان كل لا يتجزأ ، وإن حياته الجسمية في الصغر مؤشرا إلى حالته في الكبر ، وإن العقل السليم في الجسم السليم والإسلام يريد منا أن نربي أولادنا على القوة والنشاط ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير "(3)





    البدء بالتربية والتوجيه من الصغر
    بأن يضع الوالدان الخطة الحكيمة والمنهاج السديد لتربية الأولاد وذلك بأن يبذل الأب من ماله ووقته على تربية أولاده كما ينفق من ماله وراحته على تأمين مأكله ومشربه وملبسه فيعلمه الأدب الحسن ويلقنه الخلق الإسلامي الفاضل ويدربه على السلوك القويم .
    فيكون الأولاد ذرية صالحة في الدنيا ويكونوا أجرا وثوابا في صحيفة الوالدين للآخرة ، ويمتد بهم العمل الصالح بعد الوفاة ويتحقق فيهم الحديث الشريف : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له" .(4)



    التعريف بالحلال والحرام
    يجب تعريف الأولاد بالحلال والحرام في جميع التصرفات مع تنمية العقيدة وتعليم العبادات والأخلاق والمحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بموافقته فتى وشابا وقائدا وزوجا وأبا وداعيا ومعلما وصديقا وجارا و سياسيا مع الاعتزاز بتاريخ الصحابة والسلف عامة .
    ويتم ذلك بالتعليم والتعليق على مواقف التاريخ و ضرب الأمثلة الحية والقصص الإسلامية والقراءة الواعية والتزود بالثقافة مع التطبيق العملي ليقوم في نفس الطفل صورة كاملة وصحيحة عن الإسلام .
    والشائع اليوم أن الآباء يهملون أولادهم في هذه المرحلة متوهمين أنهم صغار وأن التعاليم الإسلامية غير مطلوبة منهم كالصلاة والحجاب وغيرها ثم ينحرف الشاب وتخرج الفتاة عن حياء الإسلام ثم يصرخ الآباء والأمهات ويستغيثون بعد فوات الأوان.



    ممارسات العبادات
    وهي فرع من التعريف بالحلال والواجب مع التعويد على ارتياد المساجد وأداء الصلاة في البيت والمدرسة والتدريب على الصيام والصدقة والإحسان إلى الجار والفقير ومعاونة العاجز واحترام الكبار والمسنين . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع".(5)
    قال العلماء : وهكذا في الصوم وغيره ، حتى يتمرنوا ولكي يبلغوا وهم مستمرون على العبادة والطاعة ومجانبة المعصية وترك المنكر . فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر ، ومن شب على شيء شاب عليه . والحكمة من النص على الصلاة أنها عماد الدين ويقاس عليها غيرها .
    والوسيلة التربوية باصطحاب الأولاد إلى المسجد ومشاركتهم في تنفيذ الأحكام الشرعية في البيت والعمل وأن يكلفهم بها ويحبب لهم الطاعات ، ويرغبهم بأجرها ويحذرهم من المحرمات وأن يجالسهم في أوقات متعددة دون الاكتفاء بإصدار الأوامر وان يستمر بالتذكير اليومي لقوله تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } طه: 132.




    التسوية بين الأولاد
    وذلك في الرعاية والمحبة والاهتمام بالهدايا ماديا ومعنويا حتى القبلات لما رواه الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف" (6)




    القدوة الحسنة
    وهو أهم عناصر منهج الإسلام في تربية الأولاد ليكون الوالدان قدوة حسنة في التربية لأن التقليد وسيلة ناجحة عند الصغار خاصة ومع الوالدين بشكل أخص فالطفل يبدأ بتقليد والديه ومن يحيط به و يقلد من يحب ويتقمص شخصية من يستحوذ على فكره ويظهر ذلك جليا عند الأطفال في العبادة والأخلاق والسلوك ، وتتمثل القدوة الحسنة بالفكر والسلوك معا ، فإن تعذر على الأب جانب الفكر والمعرفة استعان بالأيدي الأمينة والمربي الواعي والموجه الحكيم كما يفعل في تعليم الصنعة والحرفة .

    الاعتماد على الله تعالى : وهو من أهم العناصر وذلك بالتوجه إلى الله والاستعانة به وسؤاله التوفيق في حفظ الذرية الطيبة وهذا هو منهج الأنبياء كما ذكره القرآن الكريم كثيرا ، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام :{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } إبراهيم: 40. فإن التزم المسلم منهج الإسلام في تربية الأولاد ثم ساء الولد وفسد فتلك مشيئة الله وإرادته وهو نادر فعلينا العمل وعلى الله النتائج وهو ما حصل مع سيدنا نوح وابنه وهذا نادر وشاذ ولكي يبقى المنهج الأصلي هو المعتمد وهو ما سار عليه سلفنا وخلفوا الأجيال الطيبة .





    وختاما
    إن تطبيق هذه الحقوق للأولاد على الوالدين عمليا قد تحققت في التاريخ الإسلامي ، وظهرت الأجيال المتعاقبة الفاضلة ، وخلفت أمتنا الأجيال الأشاوس والعلماء والأبطال والأئمة والقادة والمفكرين والمجاهدين نتيجة لتربية الوالدين في البيت والالتزام بالمنهج التربوي الإسلامي الفريد ، وهذا ما دعا إليه المؤلف وحرص عليه وحذر من تنكبه أو مخالفته ، وهو ما يقع أحيانا ويهدد الأمة اليوم .
    ------
    (1)ابن ماجة 1615 (2) البخارى 5090
    (3)مسلم 2664 (4) صحيح أبي داود 2880 (5) سنن أبي داود 495 (6) صحيح الجامع 1046.
    [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
    [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
يعمل...
X