التَّربيةُ الإسلاميَّةُ الصَّحيحةُ للأطفال ~
تربيةُ الأبناءِ لماذا ؟
- لأنَّ الابنَ سعادتُكَ في الدُّنيا والآخِرة .
- ولو لم يُربَّ هذا الابنُ ، فهو تعاسةٌ لأبويه في الدُّنيا .
- في القبر يرتفِعُ الرَّجُلُ درجاتٍ . يَرَى مقعدَه في الجنَّةِ ،
فيُرفَعُ درجاتٍ ، فيَسألُ : أَنَّى لي هذا وقد مِتُّ ؟
فيُقالُ : هذا باستغفار ولدِكَ الصَّالِحِ لكَ .
======
لا بُدَّ أن تعرفَ مُعلِّمةُ الحضانةِ ، وتعرفَ الأُمُّ ، ويَعرفَ الأبُ ،
أنَّ لِكُلِّ مرحلةٍ سمات ومُشكلات .
إذًا لا بُدَّ من معرفةِ المراحل التي يَمُرُّ بها الإنسانُ ، وهِيَ :
1- مرحلةُ الحَمْل .
2- مرحلةُ المَهْدِ : من يوم ميلادِ الطفل وحتى سنتين أو ثلاث سنواتٍ .
3- مرحلةُ الطفولةِ المُبكِّرةِ : من ثلاث إلى سِتِّ سنواتٍ .
4- مرحلةُ الطفولةِ المُتوسِّطةِ : من سِتِّ إلى ثماني سنواتٍ .
5- مرحلةُ الطفولةِ المُتأخِّرةِ : من 8 إلى 12 سنة .
6- بدايةُ مرحلةِ المُراهَقَة : من 12 إلى 15 سنة .
7- نهايةُ مرحلةِ المُراهَقَةِ : من 12 أو 13 إلى 18 سنة .
هناك مُراهَقَة مُتأخِّرة : قد تبدأ من 18 سنة وتستمِرُّ حتى 22 سنة ،
وممكن 23 و 24 سنة . وقد يكونُ الرَّجُلُ مُتزوِّجًا وعنده أولادٌ وجَدٌّ
ولا يَزالُ مُراهِقًا .
# قد تبدأ مرحلةُ المُراهَقةِ عند البنتِ من 9 أو 10 سنواتٍ .
والتقسيماتُ السابقةُ للأعمار هِيَ النَّظرةُ العِلمِيَّةُ لمراحل نُمُو الإنسان ،
لكنَّها ليست قاعِدةً ثابتةً .
======
كيف نُفرِّقُ بين مُشكلةِ المَرحلةِ وسِمَةِ المَرحلةِ ؟
= رَجُلٌ عُمُره فوق الأربعين سنةً ، يقومُ فجأةً ونحنُ جالِسونَ ،
يُشغِّلُ الكهرباءَ ثُمَّ يُطفِئُها ، ثُمَّ يلعبُ في الحنفيَّاتِ ، ويَصعَدُ السُّلَّمَ وينزِل .
هل هذا الرَّجُلُ سَوِيٌّ ( طبيعيٌّ ) أم لا ؟ لا .
لماذا ؟ لأنَّ سِمَةَ المرحلةِ التي هو فيها لا تقولُ إنَّه يفعلُ ذلك .
= طِفلٌ عُمُرُه سنتان أو ثلاث سنواتٍ ، لا يَستقِرُّ في مكانٍ ، ويقومُ ويَجلِسُ ،
ويتحرَّكُ كثيرًا . هل هذا الطفلُ سَوِيٌّ ؟ نعم ، سَوِيٌّ .
= إذا رأينا طفلًا عُمُرُه ثلاث سنواتٍ ، أو طفلًا في الحَضانةِ عُمُرُه ثلاث سنواتٍ
ونِصف ، أو غيرَه . هذا الطفلُ جالِسٌ لا يتحرَّكُ ، ولا يتكلَّمُ ، ويَنطِقُ بصُعوبةٍ ،
ولا يلعَب ، ولا ينزِل في الفُسحةِ إلَّا إذا قُلتَ له : انزِل ، وجالِسٌ دائِمًا .
هل هذه مُشكلةٌ ؟ نعم ، مُشكلةٌ ؛ لأنَّ سِمَةَ المرحلةِ تقولُ إنَّه حركِيٌّ .
======
ما فائدةُ دراسةِ هذه الأشياءِ بالنسبةِ لنا ؟
عندما فَهِمتَ الآنَ سِمَةَ المرحلةِ ومُشكلةَ المرحلةِ ، لماذا تضربُ الطفلَ
ذا السنتين أو الثلاث إذا تحرَّكَ كثيرًا ؟!
لأنَّنا نُريدُ أولادَنا كذلك ، اضرِب يَضرِب ، اكتُب يَكتُب ،
اسكُت يَسكُت ، امشِ يَمشي .
هذا بالطبع شيءٌ مُستحيلٌ .
كُلُّنا نعلمُ قِصَّةَ الحَسَن عندما ارتقَى ظَهْرَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -
وهو ساجِدٌ .
ماذا فَعَلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ؟
النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُتفَهِّمٌ لطبيعةِ المرحلةِ ، فترَكَه ؛
لأنَّ هذا بالنسبةِ له لَعِبٌ .
هل سَأَلَ أحدٌ مِنَّا نفسَه هذا السؤال : هل مِن المعقول أنَّ الحَسَنَ
يأتي من الباب مُباشرةً ويَرتقي ظَهْرَ النبيِّ ؟! يعني أليس من المُمكِن
أن يكونَ قد عَمِلَ حركاتٍ قبلَها ؟! من المُحتَمَل ذلك ؛ لأنَّه طِفلٌ ،
في مرحلةٍ فيها حَركيَّةٌ . فيُحتَمَلُ أن يكونَ لَفَّ بين الصُّفوفِ .
دَعنا من ذلك ، ونلتزِمُ بالحَديثِ ؛ أنَّه ارتقَى ظَهْرَ النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ .
كيف تعامَلَ معه النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ؟
ظَلَّ النبيُّ ساجِدًا حتَّى نزل الحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عنه وأرضاه .
شَبِعَ من اللَّعِب .
ظَنَّ الصَّحابةُ أنَّ النبيَّ قُبِضَ ؛ لأنَّ السَّجدةَ طالَت جِدًّا .
ما الذي يَجعَلُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَصبِرُ عليه كُلَّ هذا ؟
هذه سِمَةُ مرحلةٍ .
هذا طِفلٌ لا بُدَّ أن يُشبَعَ في هذا السِّنِّ .
الطفلُ ذُو الثلاث سنواتٍ وحَرَكِيٌّ ، لا بُدَّ أن يَحصُلَ له إشباعٌ .
ماذا لو حَصَلَ له مَنْعٌ ؟
تحدُثُ مُشكلةٌ اسمُها : حَرْمان .
وكُلُّنا هذا الطفل المُصاب بالحِرمان في مرحلةِ الصِّغَر .
======
كُلُّ مُخطِئٍ يَحتاجُ أن يُسألَ هذا السُّؤال : ما حَمَلَكَ على هذا ؟
لا بُدَّ أن يُسألَ المُخطِئ .
ما الذي جعلَكِ ترمينَ نفسَكِ في أحضان شابٍّ وأنتِ تعلمينَ أنَّه تافِهٌ ويلعبُ بكِ ؟
ما الذي جعلَكَ تُدَخِّنُ ؟
ما حَمَلَكَ على هذا ؟
ما الدَّافِعُ ؟
فهذا سُؤالٌ مُهِمٌّ جِدًّا يُسألُ لأبنائِنا ، ويُسألُ لِكُلِّ عاصٍ ، كبيرًا كان أو صغيرًا .
======
عندنا مُشكلةٌ مثلًا في الحَضانةِ ، وهِيَ : الطِّفلُ العَنيد .
لا بُدَّ أن تعلَمَ أوَّلًا مَن هو الطفلُ العنيد ، وما الأماراتُ والعلاماتُ
التي تُعرِّفُني أنَّ هذا الطفلَ عنيدٌ أو غيرُ عنيدٍ .
الطِّفلُ العنيدُ يتَّسِمُ بالذكاءِ ؛ لأنَّه لو كان غبيًّا سيسيرُ مِثلما تُريدُ .
لكنَّه يَرى وِجهةَ نظرٍ عنده هو يُريدُ أن يُنفِّذَها .
فالطِّفلُ عنده مُبرِّرٌ داخِليٌ لأن يقولَ : لا ؛ لأنَّه يَرى المَصلحةَ في كلمةِ لا .
ونحنُ لا نستطيعُ أن نُفرِّقَ ونُميِّزَ بين الطفل العنيدِ والطفل الغَبيِّ ،
بين الطفل الذي لا يُريدُ أن يُنفِّذَ الأمرَ لمُجرَّدِ أنَّه لا يُريدُ تنفيذَه
والذي لا يُريدُ أن يُنفِّذَ الأمرَ لأنَّه يَرى أنَّ هناك مَصلحةً أخرى
ستعودُ عليه .
======
كيف نتعامَلُ مع الطِّفل العَنيدِ في البيتِ أو الحَضانةِ ؟
1- الصِّفةُ الأمريَّةُ لا بُدَّ أن تختفِيَ ؛ بمعنى ألَّا نقولَ للطفل : افعَل ،
قُم ، أغلِق ، اكتُب ، احفَظ . هذه الصِّيغةُ الأمريَّةُ مع الطفل العَنيدِ ،
ستُقابِلُها كلمةُ : لا .
2- لا يُقالُ للطفل العَنيدِ : لا .
======
- عندما نبدأ في عِلاجِ مُشكلةٍ تربويًّا بشكلٍ صحيحٍ ، ينبغي أن نُعالِجَ السَّبَبَ ،
ولا نُعالِجَ العَرَضَ .
- لُغةُ الحِوار بين الآباءِ والأبناءِ مُنعدِمةٌ .
عَشر دقائق كلام مع ابنِكَ أو ابنتِكَ في اليوم ، أكثر فائدةً لَكَ وللطفل
مِن الأكل والشُّرب . ويبدأ هذا من سِنِّ سنتين ( طالما يستطيعُ الطفلُ الكلامَ
والتَّعبيرَ وقولَ جُملةٍ مُفيدةٍ ) .
- نأتي بالطفل مثلًا ، ونسألُه : احكي لي ، ماذا فعلتَ اليومَ في الحَضانة ؟
ونستمِعُ إليه باهتمامٍ .
- عَوِّد الطفلَ أن يُفرِّغَ الشُّحنةَ التي عنده .
- البنتُ التي تعوَّدَت في الحَضانةِ من سِنِّ ثلاثِ سنواتٍ أن تحكِيَ لأُمِّها وأبيها ،
عندما يُصبِحُ عُمُرها 13 سنة ستحكي لهما أيضًا ، وعندما يُصبِحُ عُمُرها
17 سنة ستحكي لهما .
- البنتُ التي اعتادَت أن تُخَبِّئَ من سِنِّ ثلاث سنواتٍ ، لن تعرِفَ عنها أيّ شيءٍ
غير صاحبتِها ، وأُمُّها وأبوها في مَعزلٍ تمامًا عن أسرارها وعن كُلِّ حياتِها .
لماذا ؟
لأنَّ هناك فَجوةً كبيرةً جِدًّا بين الأُمِّ والبنت ، وبين الأب والابن .
ولِكُلِّ قاعِدةٍ شَواذٌّ .
======
- الطِّفلُ العَنيدُ جاء إلى الحضانةِ مُعبَّئًا بمُشكلاتٍ سُلوكيَّةٍ .
- لا يَصلُح في مرحلةِ الطفولةِ المُبكِّرةِ أن نقولَ : هذا الطفلُ كذَّاب ؛
لأنَّه لا يَعرف معنى الكَذِب .
قد نقولُ : هذا خَياليٌّ أو يُغيِّرُ حقائِقَ .
لا يُقالُ عنه : إنَّه سارِقٌ ، بل : عِنده حُبُّ تملُّكٍ . والسَّبَبُ أنَّ عنده حِرمانًا
في الأصل .
======
هناك أشياء يَرضَعُها الطفلُ مع اللبن ، مِن ضِمنِها : العِناد .
يأتي الطفلُ الصغيرُ يُمسِكُ بالسِّواكِ أو القلم أو المفاتيح ، ويقبِضُ عليها .
نُريدُ أن نأخُذَها منه بسُرعةٍ ، فنشُدُّ وهو يَشُدُّ .
بَعضُ الآباءِ يَسْعَدُ بهذه الحركةِ .
أنتَ بهذه الطريقةِ تقولُ للطفل : كُن عنيدًا .. عندما تُمسِكُ شيئًا لا تتركه ..
كُن مُصِرًّا على رأيكَ مهما كان ، حتى لو كان خطئًا .
تقولُ له : أنتَ صَحّ .. أنتَ قَوِيٌّ .. كُن عُدوانِيًّا .. كُن بَخيلًا .
كُلُّ هذه الوصايا والسلوكيَّاتِ غير المُرضِيَة أنتَ تغرِسُها في نفس الطفل
بهذه الفِعلةِ وأنتَ غيرُ مُنتبِهٍ .
======
قضيَّةُ العِنادِ أصلُها عند الطفل أنَّه عندما يبكي ، يأخُذُ ما يُريدُه .
وقد عَدَّ ابنُ القيِّم سِتَّ فوائِد للبُكاءِ .
دَع الطفلَ يبكي .
قد يُصابُ الطفلُ بنَوباتِ صَرَعٍ مِن كثرةِ البُكاءِ ، قد يتقيَّأ ، قد تحدُثُ له تَشَنُّجاتٌ .
لكنْ الطفلُ السَّوِيُّ الطبيعيُّ الذي أعرِفُ أنَّه يبكي دَلَعًا ، أو ليَأخُذَ ما يُريدُه ، أترُكُه .
لا يُحمَل الطفلُ قبل ثلاثةِ أشهُرٍ .
ضَعه على السَّرير . سيبكي . اترُكه يبكي ، سيُسكِتُ نفسَه ؛
لأنَّه لا يَعرِفُ غيرَ السَّرير .
هناك ثلاثةُ أشياء تجعلُ الرَّضِيعَ يبكي : عنده مَغَصٌ - جَوْعانٌ - يُريدُ تغييرَ ملابِسِهِ .
إن كان يَشعُرُ بالبَردِ في الشتاءِ أو بالحَرِّ في الصيفِ ، فهذا من السَّهل أن نُداويه .
الطفلُ العنيدُ يكتسِبُ العِندَ وهو ما زال رضيعًا ، كذلك الطفلُ الكَذَّابُ .
تربيةُ الأبناءِ لماذا ؟
- لأنَّ الابنَ سعادتُكَ في الدُّنيا والآخِرة .
- ولو لم يُربَّ هذا الابنُ ، فهو تعاسةٌ لأبويه في الدُّنيا .
- في القبر يرتفِعُ الرَّجُلُ درجاتٍ . يَرَى مقعدَه في الجنَّةِ ،
فيُرفَعُ درجاتٍ ، فيَسألُ : أَنَّى لي هذا وقد مِتُّ ؟
فيُقالُ : هذا باستغفار ولدِكَ الصَّالِحِ لكَ .
======
لا بُدَّ أن تعرفَ مُعلِّمةُ الحضانةِ ، وتعرفَ الأُمُّ ، ويَعرفَ الأبُ ،
أنَّ لِكُلِّ مرحلةٍ سمات ومُشكلات .
إذًا لا بُدَّ من معرفةِ المراحل التي يَمُرُّ بها الإنسانُ ، وهِيَ :
1- مرحلةُ الحَمْل .
2- مرحلةُ المَهْدِ : من يوم ميلادِ الطفل وحتى سنتين أو ثلاث سنواتٍ .
3- مرحلةُ الطفولةِ المُبكِّرةِ : من ثلاث إلى سِتِّ سنواتٍ .
4- مرحلةُ الطفولةِ المُتوسِّطةِ : من سِتِّ إلى ثماني سنواتٍ .
5- مرحلةُ الطفولةِ المُتأخِّرةِ : من 8 إلى 12 سنة .
6- بدايةُ مرحلةِ المُراهَقَة : من 12 إلى 15 سنة .
7- نهايةُ مرحلةِ المُراهَقَةِ : من 12 أو 13 إلى 18 سنة .
هناك مُراهَقَة مُتأخِّرة : قد تبدأ من 18 سنة وتستمِرُّ حتى 22 سنة ،
وممكن 23 و 24 سنة . وقد يكونُ الرَّجُلُ مُتزوِّجًا وعنده أولادٌ وجَدٌّ
ولا يَزالُ مُراهِقًا .
# قد تبدأ مرحلةُ المُراهَقةِ عند البنتِ من 9 أو 10 سنواتٍ .
والتقسيماتُ السابقةُ للأعمار هِيَ النَّظرةُ العِلمِيَّةُ لمراحل نُمُو الإنسان ،
لكنَّها ليست قاعِدةً ثابتةً .
======
كيف نُفرِّقُ بين مُشكلةِ المَرحلةِ وسِمَةِ المَرحلةِ ؟
= رَجُلٌ عُمُره فوق الأربعين سنةً ، يقومُ فجأةً ونحنُ جالِسونَ ،
يُشغِّلُ الكهرباءَ ثُمَّ يُطفِئُها ، ثُمَّ يلعبُ في الحنفيَّاتِ ، ويَصعَدُ السُّلَّمَ وينزِل .
هل هذا الرَّجُلُ سَوِيٌّ ( طبيعيٌّ ) أم لا ؟ لا .
لماذا ؟ لأنَّ سِمَةَ المرحلةِ التي هو فيها لا تقولُ إنَّه يفعلُ ذلك .
= طِفلٌ عُمُرُه سنتان أو ثلاث سنواتٍ ، لا يَستقِرُّ في مكانٍ ، ويقومُ ويَجلِسُ ،
ويتحرَّكُ كثيرًا . هل هذا الطفلُ سَوِيٌّ ؟ نعم ، سَوِيٌّ .
= إذا رأينا طفلًا عُمُرُه ثلاث سنواتٍ ، أو طفلًا في الحَضانةِ عُمُرُه ثلاث سنواتٍ
ونِصف ، أو غيرَه . هذا الطفلُ جالِسٌ لا يتحرَّكُ ، ولا يتكلَّمُ ، ويَنطِقُ بصُعوبةٍ ،
ولا يلعَب ، ولا ينزِل في الفُسحةِ إلَّا إذا قُلتَ له : انزِل ، وجالِسٌ دائِمًا .
هل هذه مُشكلةٌ ؟ نعم ، مُشكلةٌ ؛ لأنَّ سِمَةَ المرحلةِ تقولُ إنَّه حركِيٌّ .
======
ما فائدةُ دراسةِ هذه الأشياءِ بالنسبةِ لنا ؟
عندما فَهِمتَ الآنَ سِمَةَ المرحلةِ ومُشكلةَ المرحلةِ ، لماذا تضربُ الطفلَ
ذا السنتين أو الثلاث إذا تحرَّكَ كثيرًا ؟!
لأنَّنا نُريدُ أولادَنا كذلك ، اضرِب يَضرِب ، اكتُب يَكتُب ،
اسكُت يَسكُت ، امشِ يَمشي .
هذا بالطبع شيءٌ مُستحيلٌ .
كُلُّنا نعلمُ قِصَّةَ الحَسَن عندما ارتقَى ظَهْرَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -
وهو ساجِدٌ .
ماذا فَعَلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ؟
النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُتفَهِّمٌ لطبيعةِ المرحلةِ ، فترَكَه ؛
لأنَّ هذا بالنسبةِ له لَعِبٌ .
هل سَأَلَ أحدٌ مِنَّا نفسَه هذا السؤال : هل مِن المعقول أنَّ الحَسَنَ
يأتي من الباب مُباشرةً ويَرتقي ظَهْرَ النبيِّ ؟! يعني أليس من المُمكِن
أن يكونَ قد عَمِلَ حركاتٍ قبلَها ؟! من المُحتَمَل ذلك ؛ لأنَّه طِفلٌ ،
في مرحلةٍ فيها حَركيَّةٌ . فيُحتَمَلُ أن يكونَ لَفَّ بين الصُّفوفِ .
دَعنا من ذلك ، ونلتزِمُ بالحَديثِ ؛ أنَّه ارتقَى ظَهْرَ النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ .
كيف تعامَلَ معه النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ؟
ظَلَّ النبيُّ ساجِدًا حتَّى نزل الحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عنه وأرضاه .
شَبِعَ من اللَّعِب .
ظَنَّ الصَّحابةُ أنَّ النبيَّ قُبِضَ ؛ لأنَّ السَّجدةَ طالَت جِدًّا .
ما الذي يَجعَلُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَصبِرُ عليه كُلَّ هذا ؟
هذه سِمَةُ مرحلةٍ .
هذا طِفلٌ لا بُدَّ أن يُشبَعَ في هذا السِّنِّ .
الطفلُ ذُو الثلاث سنواتٍ وحَرَكِيٌّ ، لا بُدَّ أن يَحصُلَ له إشباعٌ .
ماذا لو حَصَلَ له مَنْعٌ ؟
تحدُثُ مُشكلةٌ اسمُها : حَرْمان .
وكُلُّنا هذا الطفل المُصاب بالحِرمان في مرحلةِ الصِّغَر .
======
كُلُّ مُخطِئٍ يَحتاجُ أن يُسألَ هذا السُّؤال : ما حَمَلَكَ على هذا ؟
لا بُدَّ أن يُسألَ المُخطِئ .
ما الذي جعلَكِ ترمينَ نفسَكِ في أحضان شابٍّ وأنتِ تعلمينَ أنَّه تافِهٌ ويلعبُ بكِ ؟
ما الذي جعلَكَ تُدَخِّنُ ؟
ما حَمَلَكَ على هذا ؟
ما الدَّافِعُ ؟
فهذا سُؤالٌ مُهِمٌّ جِدًّا يُسألُ لأبنائِنا ، ويُسألُ لِكُلِّ عاصٍ ، كبيرًا كان أو صغيرًا .
======
عندنا مُشكلةٌ مثلًا في الحَضانةِ ، وهِيَ : الطِّفلُ العَنيد .
لا بُدَّ أن تعلَمَ أوَّلًا مَن هو الطفلُ العنيد ، وما الأماراتُ والعلاماتُ
التي تُعرِّفُني أنَّ هذا الطفلَ عنيدٌ أو غيرُ عنيدٍ .
الطِّفلُ العنيدُ يتَّسِمُ بالذكاءِ ؛ لأنَّه لو كان غبيًّا سيسيرُ مِثلما تُريدُ .
لكنَّه يَرى وِجهةَ نظرٍ عنده هو يُريدُ أن يُنفِّذَها .
فالطِّفلُ عنده مُبرِّرٌ داخِليٌ لأن يقولَ : لا ؛ لأنَّه يَرى المَصلحةَ في كلمةِ لا .
ونحنُ لا نستطيعُ أن نُفرِّقَ ونُميِّزَ بين الطفل العنيدِ والطفل الغَبيِّ ،
بين الطفل الذي لا يُريدُ أن يُنفِّذَ الأمرَ لمُجرَّدِ أنَّه لا يُريدُ تنفيذَه
والذي لا يُريدُ أن يُنفِّذَ الأمرَ لأنَّه يَرى أنَّ هناك مَصلحةً أخرى
ستعودُ عليه .
======
كيف نتعامَلُ مع الطِّفل العَنيدِ في البيتِ أو الحَضانةِ ؟
1- الصِّفةُ الأمريَّةُ لا بُدَّ أن تختفِيَ ؛ بمعنى ألَّا نقولَ للطفل : افعَل ،
قُم ، أغلِق ، اكتُب ، احفَظ . هذه الصِّيغةُ الأمريَّةُ مع الطفل العَنيدِ ،
ستُقابِلُها كلمةُ : لا .
2- لا يُقالُ للطفل العَنيدِ : لا .
======
- عندما نبدأ في عِلاجِ مُشكلةٍ تربويًّا بشكلٍ صحيحٍ ، ينبغي أن نُعالِجَ السَّبَبَ ،
ولا نُعالِجَ العَرَضَ .
- لُغةُ الحِوار بين الآباءِ والأبناءِ مُنعدِمةٌ .
عَشر دقائق كلام مع ابنِكَ أو ابنتِكَ في اليوم ، أكثر فائدةً لَكَ وللطفل
مِن الأكل والشُّرب . ويبدأ هذا من سِنِّ سنتين ( طالما يستطيعُ الطفلُ الكلامَ
والتَّعبيرَ وقولَ جُملةٍ مُفيدةٍ ) .
- نأتي بالطفل مثلًا ، ونسألُه : احكي لي ، ماذا فعلتَ اليومَ في الحَضانة ؟
ونستمِعُ إليه باهتمامٍ .
- عَوِّد الطفلَ أن يُفرِّغَ الشُّحنةَ التي عنده .
- البنتُ التي تعوَّدَت في الحَضانةِ من سِنِّ ثلاثِ سنواتٍ أن تحكِيَ لأُمِّها وأبيها ،
عندما يُصبِحُ عُمُرها 13 سنة ستحكي لهما أيضًا ، وعندما يُصبِحُ عُمُرها
17 سنة ستحكي لهما .
- البنتُ التي اعتادَت أن تُخَبِّئَ من سِنِّ ثلاث سنواتٍ ، لن تعرِفَ عنها أيّ شيءٍ
غير صاحبتِها ، وأُمُّها وأبوها في مَعزلٍ تمامًا عن أسرارها وعن كُلِّ حياتِها .
لماذا ؟
لأنَّ هناك فَجوةً كبيرةً جِدًّا بين الأُمِّ والبنت ، وبين الأب والابن .
ولِكُلِّ قاعِدةٍ شَواذٌّ .
======
- الطِّفلُ العَنيدُ جاء إلى الحضانةِ مُعبَّئًا بمُشكلاتٍ سُلوكيَّةٍ .
- لا يَصلُح في مرحلةِ الطفولةِ المُبكِّرةِ أن نقولَ : هذا الطفلُ كذَّاب ؛
لأنَّه لا يَعرف معنى الكَذِب .
قد نقولُ : هذا خَياليٌّ أو يُغيِّرُ حقائِقَ .
لا يُقالُ عنه : إنَّه سارِقٌ ، بل : عِنده حُبُّ تملُّكٍ . والسَّبَبُ أنَّ عنده حِرمانًا
في الأصل .
======
هناك أشياء يَرضَعُها الطفلُ مع اللبن ، مِن ضِمنِها : العِناد .
يأتي الطفلُ الصغيرُ يُمسِكُ بالسِّواكِ أو القلم أو المفاتيح ، ويقبِضُ عليها .
نُريدُ أن نأخُذَها منه بسُرعةٍ ، فنشُدُّ وهو يَشُدُّ .
بَعضُ الآباءِ يَسْعَدُ بهذه الحركةِ .
أنتَ بهذه الطريقةِ تقولُ للطفل : كُن عنيدًا .. عندما تُمسِكُ شيئًا لا تتركه ..
كُن مُصِرًّا على رأيكَ مهما كان ، حتى لو كان خطئًا .
تقولُ له : أنتَ صَحّ .. أنتَ قَوِيٌّ .. كُن عُدوانِيًّا .. كُن بَخيلًا .
كُلُّ هذه الوصايا والسلوكيَّاتِ غير المُرضِيَة أنتَ تغرِسُها في نفس الطفل
بهذه الفِعلةِ وأنتَ غيرُ مُنتبِهٍ .
======
قضيَّةُ العِنادِ أصلُها عند الطفل أنَّه عندما يبكي ، يأخُذُ ما يُريدُه .
وقد عَدَّ ابنُ القيِّم سِتَّ فوائِد للبُكاءِ .
دَع الطفلَ يبكي .
قد يُصابُ الطفلُ بنَوباتِ صَرَعٍ مِن كثرةِ البُكاءِ ، قد يتقيَّأ ، قد تحدُثُ له تَشَنُّجاتٌ .
لكنْ الطفلُ السَّوِيُّ الطبيعيُّ الذي أعرِفُ أنَّه يبكي دَلَعًا ، أو ليَأخُذَ ما يُريدُه ، أترُكُه .
لا يُحمَل الطفلُ قبل ثلاثةِ أشهُرٍ .
ضَعه على السَّرير . سيبكي . اترُكه يبكي ، سيُسكِتُ نفسَه ؛
لأنَّه لا يَعرِفُ غيرَ السَّرير .
هناك ثلاثةُ أشياء تجعلُ الرَّضِيعَ يبكي : عنده مَغَصٌ - جَوْعانٌ - يُريدُ تغييرَ ملابِسِهِ .
إن كان يَشعُرُ بالبَردِ في الشتاءِ أو بالحَرِّ في الصيفِ ، فهذا من السَّهل أن نُداويه .
الطفلُ العنيدُ يكتسِبُ العِندَ وهو ما زال رضيعًا ، كذلك الطفلُ الكَذَّابُ .