"هل أنت مسرور؟ لقد أصبحت أخ أكبر الآن !! "
رافق علي (5 سنوات )أباه وعمه إلى قسم التوليد حيث تنتظره أمه والطفل المولود حديثا .
ــ قل لي يا علي , هل رأيت أخاك الصغير ؟
ــ من هذا ؟
ــ أخاك الصغير!!
ــ كلا لم أره ,
ــ هذا الطفل هو أخوك الصغير , قال أبوه.
ــ هل أنت مسرور , لقد أصبحت الأخ الأكبر الآن , أضاف عمه !!
يشعر الفتى فجأة بالضعف كما لو أنه عاد طفلا رضيعا , فالأخ الأكبر يرغب أن يكون محل الأخ الأصغر . إنه يشعر أن وضعه ككبير هو خديعة يصحبها احتلال غير مشروع لمنطقته هو . لقد عرف الآن أنه لا يستطيع أن يكبر إلا بتقاسم هذه المنطقة , الغرفة , وحب الوالدين ,,, مع دخيل .
إنهم يحملونه مسؤولية لا يريدها ولم يطالب بها قط , وعلاوة على كل هذا , من المفترض أن يكون مسرورا ؟؟
" يولد الناس أحرارا ومتساوون في الحقوق "
هذا بحسب القانون ولكن ليس هو واقع الحال بالنسبة للأطفال ,, تجنبوا صفات المقارنة : صغير و كبير .
حدثوه عن أخيه وليس أخيه الصغير !!
لا تجعلوا منه بالقوة الأخ الأكبر للطفل الصغير .
فالطريقة المثلى تقوم بتوجيه الكلام إلى أولادكم باسمائهم في جميع الظروف وعليكم تجنب التسميات التي تشير إلى وضعهم داخل العائلة ,, أخ أو أخت أو التسميات التي تقارن بينهم وبين إخوتهم صغيرا أو كبيرا ..
إنها الوسيلة الفضلى للتخلص من الغيرة بينهم
************************************************** ******************************
" حسن ,, هل يمكنك ملاعبة فاطمة معك ؟؟ "
بدلا من استخدام أختك الصغرى
اجعلوا أولادكم على قدم المساواة بالتوجه إليهم بهذه الهوية التي لا تخص سواهم ولا يتقاسمونها مع أخيهم أو أختهم ,, بهذه الطريقة تتفادون إقامة علاقة تراتبية ضمن العائلة وخصوصا في ما يتعلق بالحب الذي تكنونه لهم..
************************************************** ******************************
" أنت البكر , يجب أن تكون قدوة لأخوتك"
- عمر , حان وقت النوم , البس أنت وأخوك ثياب النوم واذهبا لتنظيف أسنانكما .
- أريد أن ألعب قليلا بعد يا ماما .
-كلا يا حبيبي , لقد تاأخر الوقت , وغدا يجب أن تنهض باكرا للذهاب إلى المدرسة , أين اخوك ؟
- في الحمام .
- اذهب إليه ونظف أسنانك .
-ليس الآن .
-علي , لقد شرحت لك لماذا لا أريد اعطاءك وقت أكثر , اضافة إلى أنك تعلم أنك الأكبر ويجب أن تكون القدوة لاخوتك.
تحميل المسؤولية للطفل
التضحية التي تُطلب من البكر في العائلة حيال اخوته وخصوصا الأصغر تولد استياء ومشاكل لدى الولد البكر , إذ تفرض عليه مسؤولية شبه أبوية لم يطلب تحملها , فيجعل منه الوالدان بديلا للأب والأم من دون طلب رأيه . وكثيرا ما يغيب عن بالهما أن البكر هو أيضا أحد أولاد العائلة وليس حاضنة جيدة لمراقبة الصغار .
هذه المسؤولية غالبا ما تترافق مع الشعور بالذنب , وهو شعور لن يتمكن أبدا من التخلص منه ,
كذلك نسبة كبيرة من التضحية بالتعليم تكون من نصيب البكر في سبيل السماح للباقين بمتابعة دراستهم ,وما زالت الفتاة البكر في بعض الأوساط تتعرض للاستعباد العائلي فهي خادمة اخوتها واخوانها وأحيانا تحل محل والدتها , ولكن ما لا يعرفه الوالدان هو أنهما بهذه الطريقة يدمران العائلة التي بنياها , ويكون البكر في هذه الحالة على وشك الانفجار , لكونه لم يحظ بالتقدير اللازم , ويبث شعوره بعدم التقدير في اخوته ويصبح قدوة سيئة وهكذا يكون البكر أساس في تفتت العائلة فيتجنب الاخوة والاخوات رؤية بعضهم أو يختارون السكن في أماكن بعيدة جدا لتجنب المواجهة .
اختيار الكلمات
لا تطلبوا ابدا من ولدكم البكر ان يكون قدوة ومثال لاخوته ولكن تكلموا عنه متخذين إياه مثال كلما استحق ذلك , فكلما كافئتموه وأثنيتم عليه , شعر بارتفاع قدره في أعين اخوته علما أن وضعه كبكر يجعله قائدهم . والولد الذي يُعطى اعتبارا وتقديرا يعجز عن إعطاء مثل سيء
يمكنكم الطلب من البكر أن يشارك أخاه الأصغر في ما يعرفه :
" إذا أردت ,, يمكنك أن تشرح لأخيك كيف تقوم بذلك ,, فأنت تقوم به بشكل رائع "
************************************************** ******************************
في النهاية
- " أحمد ,, هل ستتوقف في النهاية عن ازعاج أختك الصغيرة ؟؟ "
- بالطبع يا ماما.
لماذا يتوقف أحمد قبل أن يصل إلى النهاية عن مضايقة هذه الأخت التي جاءت لتسرق منه
حب والدته وتشاركه الأضواء بعد أن كان وحيدا ؟؟
أحمد ولد مطيع ,, فأمه قد قالت له أنه يجب أن يتوقف في " النهاية " وهو وافق ولكن النهاية ليس الآن . فهو مثل جميع الأطفال في عمر الثالثة ,فتى منطقي جدا .
إذا طرحتم عليه هذا السؤال :" هل يمكنك أن تخبرنا عن اسمك ؟؟" سيجيب بنعم دون ذكر اسمه , فجواب سؤالنا هو نعم أو لا .
لا يمكنه أن يقول لنا اسمه لانه لا يفسر أو يؤول سؤالنا بل يجيب عليه حسب فهمه ومنطقه .
ربما سيكون أحمد في المستقبل عالما كأبيه وإذا أخذت أمه بعض الوقت لتصغي إلى ما تقوله بدلا من أن تردد تلك الجمله الصغيرة للمرة الألف , فقد تفهم ما الجرثومة اللغوية في كلامها .
لا يستطيع أحمد ان يتوقف فورا عن مضايقة أخته , لان أمه تقول له ان يتوقف في النهاية.
فأحمد في النهاية فتى ذكي ومطيع !!!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بانتظار تفاعلكم مع الموضوع انتظرونا في حلقة أخرى بإذن الله
عندما كنت في مثل سنك (زهور بلا أشواك)
لا أشك في أنك قادر على ...." (زهور بلا أشواك)