جلس الجد وسط أحفاده الثمانية ليحكي لهم كما يفعل كل يوم قصة ما قبل النوم، إلا أنه في هذا اليوم لم يجد في نفسه الرغبة في قصِّ القصص، نظر إلى أحفاده نظرة حب وعطف ثم قال:
- "أتحبون رمضان"؟
ورد الأطفال ردودًا شتى:
- "أنا أحب رمضان؛ لأننا نأكل فيه ما لذ وما طاب".
- "أنا أحبه؛ لأننا نصوم فيه".
- "أنا أحبه؛ لأننا نخرج مع أبي للصلاة".
تداخلت الأصوات وعلت وامتزجت، ولم يوقفها سوى إشارة الجد وقوله: "أنا أحب رمضان لأمور كثيرة وعديدة، أتدرون ما هي؟!
رمضان شهر حلاوة الإيمان، شهر يستشعر فيه المسلم حلاوة الاستمساك بدين الله بحبل الله المتين، يتمسك بصلته بربه وبسمو وعلو إرادته الحرة أمام ما لذ وما طاب، أمام مغريات الحياة...".
وأخذ الجد يستطرد على مدار الأيام التالية في نفس الموعد في شرح معاني رمضان: صوم، عبادة، صلاة، ترتيل وذكر، تكافل، إحساس بالآخرين، دعاء وابتهال، قرب من الله، ونصر من عند الله.
هكذا أراد الجد أن يُعِدَّ أحفاده -جيل المستقبل- لاستقبال هذا الشهر الكريم.
والاستفادة من شهر رمضان على المستوى التربوي، لا بد أن يكون الشغل الشاغل لآباء وأمهات اليوم، فبجانب دروس العقيدة والتذكير بفضائل هذا الشهر، يمكن لبعض السلوكيات العملية البسيطة أن يكون لها بالغ الأثر في بناء وتشكيل الوعي.
وسيبقى رمضان دومًا فرصة ذهبية لتشكيل الوعي الديني للصغار.