مسلك الضرب
ولابد أن نعلم أن التربية بالمسالك الإسلامية تتميزُ عن غيرها بمميزات كثيرة، من أعظم ما يميزها أنها تتميزُ بالثواب والعقاب وهذا لا يوجد في أي منهج آخر وهو قائمٌ على قول الله جلا وعلا
:
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}
[الزلزلة7-8]،
وهذا لا تجده إلا عند المسلمين الذين يعلمون أن الله يراقبهم، فهي لا تقوم على رقيبٍ دائم إنما تقوم على تكوين واذعٌ داخلي، ضبطٌ داخلي عند الإنسان وهذا أكبر ما يميز التربية الإسلامية عن غيرها وكعادة الأعادي إذا أرادوا أن ضربوا عدوهم ضربوه في أكمن ما يملك وتجد من لا يرضون بمنهج التربية الإسلامية أول ما يضربون، يضربون في قضية التأديب أو الثواب والعقاب.
يقولون هذا كبت هذا عنف هذا رعب هذا لا يتناسب مع الطفل ...إلى غير ذلك والكلام عن الضرب يدخل من خلاله أعداء التربية الإسلامية، في الغرب لا يعترفون بقضية الضرب تمامًا.
جاءت أدلةٌ تبين أن الضرب يعدُ مسلك من مسالك التربية ويجوز استعماله في تأديب من يستحق ذلك وذلك في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "مروا أولادكم بالصلاةِ وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر" وهذا الحديث واضح للدلالة على الضرب وحديث عائشة -رضى الله عنها-: لما قام النبي –صلى الله عليه وسلم- لما قام رويدا وانتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ، ثم فتح الباب رويدا ، وخرج رويدا فخرجت عائشة خلفه ثم أسرعت وعادت قبل أن يعود فلما دخل عليها قال: أنت السواد الذي رأيت أمامي قالت : نعم تقول عائشة: " فلهزني لهزة في صدري أوجعتني "
وقال له: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله.
وأيضًا في القصة المشهورة لما فقدت عائشة -رضى الله عنها- عقدها لما دخل أبو بكر الصديق على عائشة والنبي –صلى الله عليه وسلم واضع رأسه في حجرها وأخذ كما تقول عائشة يقرصني ويهمزني تقول فلكزني لكزة شديدة أوجعتني" ولولا مكانة النبي منها لقامت مثلًا لكنها ما استطاعت.
وفي المقابل تجد أدلة تمنع الضرب كقوله –صلى الله عليه وسلم
- "أجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين "
ومنها أيضًا أن على بن أبي طالب طلب من نبينا –عليه الصلاة والسلام غلامًا فأعطاه النبي وقال: "
لا تضربه ؛ فإني وقد رأيته يصلي وإني نهيت عن ضرب أهل الصلاة".
والجمع بين الأدلة التي استعمال الضرب والتي تمنع الضرب تبين أن الضرب ليس هو الأصل وإنما عدم الضرب هو الأصل.
وأنت مؤدب بشر ولست تتعامل مع أسود أنت تتعامل مع نفوس، وأنت لا تريد بعقابك ولا بضربك إلا التأديب فلابد أن يكون هذا حاضر في الذهن وهذه الذي غاب عن أهل الغرب فهم مضطربون في هذا الأمر.
ونحن لنا ثوابتنا والنبي أولى بنا منهم فهم مضطربون لأن الإنسان ألا وتعلم أن سيتحمل منك وكذلك قضية الثواب ولذلك في الغرب لا يسمح الأبن للأب أن يضربه والعلاقة بينهما لا تسمح بهذا أما عندنا فالأمر عكس هذا بفضل الله.
فالضرب عندهم لا يأتي بنتيجة عكسنا بفضل الله.
عندما خرج أبو بكر والنبي لإحرام يقابله غلامه فيقول له أين البعير؟ قال: أضللته البارحة قال فقال أبو بكر بعير واحد تضله قال فطفق يضربه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم ويقول انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع، فلو حدث ذلك من أحد غير أبي بكر لكان لنبي شأن آخر فالإنسان يقبل مما يحب ما لا يقبل من غيره وهذا غير موجود في الغرب إطلاقًا.
فالضرب وسيلة للتأديب فإن ترتب عليه مفسدة أعظم للطفل فإذا هو لا يناسبهُ أبدًا.
فالطفل يعلم أن الخطأ هو الخطأ والصواب هو الصواب فيفعل الصواب لأنه يعلم أن الصواب حتى لو عوقب عليه حتى لو ذمه الناس عليه تعلم أنه الصواب ففعله وهذا يكون فيه الجهاد بينه وبين الناس.
هذه الحالة التي إذا وصل لها الإنسان فقد وصل إلى ما ينبغي الوصول إليه، يفعل الصواب لأنه صواب ويترك الخطأ لأنه خطأ.
من الذي يعلم الطفل الثواب والعقاب؟
الأب والأم والمؤدب
ومن الذي يعلمه قضية المدح والذم؟
الأب والأم والمؤدب
قضية الثواب والعقاب قضية مهمة جدًا وأكبر صورة للعقاب هي الضرب.
والحديث الذي هو عمدة المسلك هذا حديث عائشة رضى الله عنها: "ماضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديهِ أحدًا قط إلا أن يضرب...."
ولو تأملت هذا الحديث لوجدته يعبر جدًا عن المراد فعدم الضرب هو الأصل ما نلجأ للضرب إلا عند الحاجة
وهناك مبدأ علينا الأخذ به البخل في الضرب وبسط اليد في العفو، فكن بخيلًا في الضرب وكن باسط يدك في العفو، فالأصل عندك أن تعفو {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة:237].
وللضرب حدود وضوابط حتي يـأتي بالنتيجة التي تريد :
فلا ننتقل للضرب وإنما نتدرج في العقاب شيئًا فشيئًا فتبدأ أولًا بالعتاب ثم العقاب، والعتابُ على قسمين سرًا ثم جهرًا، والعقاب على قسمين التلويح بالضرب ثم الضرب يجب أن يكون هناك تدريج.
ولابأس أن تعلم كل شيء وأن تذكر الأم للأبِ كل شيء لكن أن لا يصل كل هذا للولد لكن يذكر ما يناسب المحل، والنبي صلى الله عليه وسلم {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ} [التحريم: 3].
وكذلك في العتاب إذا عاتبت مرة فلا تكثر في العتاب.
فإن لم يأت العتاب السري بنتيجة فأنتقل للعتاب الجهري ثم التلويح بالضرب ثم الضرب.
فإن لم يأت الضرب بنتيجة تتغافل عنه فترة ثم تعاود المراحل الأربع مرة أخرى وهكذا.
ولابد أن يكون عندك ما تخفيه حتى لا يعلم الولد كل ما تملكه من وسائل العقاب يقول النبي –صلى الله عليه وسلم: " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه لهم أدب "
فيجب عليك التدرج تمر بكل مرحلة وتصبر فيها فلا تنقل للمرحلة الأخرى مباشرة.
والأم عليها أن تشعر الطفل أن الأب لا يعلم شيئًا فيكون هذا من ضمن الأشياء المخبئة.
------
ولا بد من من مراعاة الفوارق بين البنين والبنات فأنت تفرق في العقاب وإن كان الذبن واجد مرعاةً للفروق قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أنجشة رفقًا بالقوارير" وفي رواية" يا أنجشة لا تكسر القوارير" فالقارورة سهلة الكسر صعبة الاصلاح كذلك النساء والبنات..
وإياك والمبدأ الظالم ان المساواة في الظلم عدل، فالمساواة في الظلم ظلم هناك فروق، وربنا لم يأمر في القرآن أبدًا بالمساواة إنما أمر بالعدل
تكفي اللبيب إشارة مرموزة * والبعض يفهم بالنداء العالي
والبعض بالزجر دون العصا * والعصا رابع الأحوال.
-------
لاتضرب في غضب فإنه وسيلة التشفي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا غضب أحدكم فليسكت فيكون ضربك على مقدار الذنب لا على مقدار الغضب ولا تزيد على ضربة واحدة وفرق في مواضع الضرب.
-------
ونقطة مهمة جدًا عدم جواز الضرب في الوجه فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
الغرض أن تؤلمه لا أن تفسد له عضو من أعضاءه فالضرب للألم لا للضرر *
* الضرب يكون بشيء لين أقرب إلى الاشعار بالألم وعدم الضرر.
*لا تضرب بكل قوتك.
*لا تظهر وأنت تضرب ملامح الانتقام من الطفل.
* لا يجوز تهديد الطفل بالكبريت ولا بالنار ولو لمجرد التهديد.
*إياك أن تعاقب باستخدام الجوع أو باستخدام الخوف لأن هذا من حقوقه عليك.
*تبين سبب العقاب,
* مراعاة أن الجزاء من جنس العمل، وأن لا يشعر المعاقب بالظلم وإنما هو من جره على نفسه.
*كلما كان الطفل أصغر كلما كنت في ضربه أحرص.
*إياك أن تنوب عنك غيرك في الضرب.
*إذا عاقبت فأنسى ذلك في التعامل مع الطفل.
*إياك أن تتهم بدون بينة
الواجب العملي:
1-جواز استعمال الضرب في حالات الضرورة .
2-النهي عن ضرب الوجه !
3-سماع شريط المسلك للشيخ .
http://ar.islamway.net/lesson/19858
تعليق