إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحقوق الزوجية أساس الأسرة في الإسلام، وعدم مراعاتها يهدم قوامها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحقوق الزوجية أساس الأسرة في الإسلام، وعدم مراعاتها يهدم قوامها

    الحقوق الزوجية أساس الأسرة في الإسلام
    وعدم مراعاتها يهدم قوامها
    أحمد إبراهيم عصر
    من رحمةِ الله - تعالى - بنا أن جعل لنا في ديننا الحنيف ما إذ رجعنا إليه واتَّبعناه فلن نشقى بعدها أبدًا، فكما يعلمُ الجميع أن الأسرةَ في الإسلام هي الرَّكيزةُ التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي، وإذا صلَحت صلَح سائر المجتمع، ومن أجل هذا فإن الدين الإسلامي قد حدَّد حقوقًا وواجباتٍ بين كلٍّ من الزوج وزوجته، والتي إذا ما التزم كل منهما بما له من حقوق وما عليه من واجبات، كانت الحياةُ بينهما أفضلَ وقلَّت بها الخلافاتُ، وتمكَّنوا من بناء أسرة قويمة تساعد في تقدُّم المجتمع، وهذه الحقوق والواجبات قد قسَّمها العلماء إلى ثلاثة أقسام:

    • القسم الأول منها يتمثَّل في الحقوق المشتركة بين الزوجين؛ حتى يلتزمَ بها كلٌّ منهما تُجَاه الآخر.

    • بينما القسم الثاني يتمثَّل في حقوق الزوج على زوجته.

    • أمَّا القسم الثالث والأخير، فهي حقوق الزوجة على زوجها.

    في البداية قالت الدكتورة ملكة يوسف زرار - أستاذ الشريعة والفقه المقارن بكلية الحقوق جامعة القاهرة -: نظرًا لأهمية الأسرة في الإسلام، فإن الدين الإسلامي الحنيف قد جعل لها ضوابطَ وحدودًا ما إذا اتَّبعها كلُّ مسلم ومسلمة يمكنُهما أن يَبْنِيا أسرة فاضلة، فلقد وضع الإسلام حقوقًا بين الزوج والزوجة يتقاسمانِ البعض منها، وينفردُ كلٌّ منهما بجزءٍ خاص به، أما عن الحقوق المشتركة، فهي كثيرة؛ لعل من أهمها أن تكون العِشْرَة الزوجية حلالاً، ويتأتى ذلك من خلال عقد القران الذي يجمع بينهما، والذي يترتب عليه أن يستمتع كل منهما بالآخر، ويترتب على ذلك بالطبيعة ثبوتُ نسبةِ الولد لأبيه، وثبوت التوارث بين الزوجين، فضلاً عن ضرورة أن يعاشر كلٌّ منهما الآخر بالمعروف، وأن تكون العَلاقة بينهما قائمةً على الاحترام، وأخيرًا أن يحرُمَ كلٌّ من الزوج والزوجة على أصول وفروع الآخر فيما يسمي بحرمة المصاهرة.

    مضيفةً: إن هناك حقوقًا للزوج على زوجته بشكل منفرد تتمثَّل في طاعته في غير معصية الله؛ ففي الحديث الشريف يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صلِّتِ المرأةُ خمسَها، وصامت شهرَها، وحفِظت فَرْجها، وأطاعت زوجَها، قيل لها: ادخُلِي الجنة من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ))،أخرجه أحمد (1661) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8805)
    ولكن هذا لا يعني أن ينفردَ الزوج بالرأي بشكل مطلق، بل إن الإسلام قد حثَّ الرجال على أن يُشرِكوا زوجاتِهم وأولادَهم في أمور حياتهم، وأن يجعل الأمر شورى بينهم.

    ومن الحقوق أيضًا ألاَّ تخرج الزوجة من بيت زوجها إلا بإذنه ورضاه، وفي ذلك قال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((حقُّ الزوج على زوجته ألاَّ تخرج من بيته إلا بإذنه، فإن فعَلَت لعنَها الله حتى تتوبَ أو ترجع)).

    ومن حقوق الزوج على زوجته أيضًا أن يراها دائمًا في هيئةٍ حسنة، وأن تتجمل له وتتزين، فضلاً عن مراعاتها له وحِفْظ أسراره.
    وعن حقوق الزوجة على زوجِها أوضحتها "زرار" في المهرِ الذي يُدفَع أثناء عقد القران، وكذلك النفقة عليها وعلى أسرتهما فيما بعد، وتوفير كل ما تحتاجه الأسرة من مسكن وملبس وغذاء ودواء، فضلاً عن مراعاتها، وأن يعاملها معاملة جيدة دون إهانة لها أو لأهلها.
    ومن جانبه قال الدكتور حسين الخزاعي - أستاذ علم الاجتماع -: إن الزوج والزوجة يجب أن يعملا على تقسيمِ الأدوار فيما بينهما حتى يتمكَّنا من تكوين أسرة سليمة لا يوجد بها خلل، مشيرًا إلى ضرورة أن يعرِفَ كلٌّ منهما دورَه جيدًا؛ بحيث لا يُقصِّر أحدهما فيما هو منوط به مستدِلاًّ على ذلك بقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)).
    وأكَّد الخزاعي على أن عدم مراعاة كل طرفٍ لحقوقه وواجباته قد يكون سببًا كافيًا لانهيار الأسرة كاملة، وحتى يتجنَّب الزوجانِ هذا الأمر يجب ألاَّ ينفرِدَ كلٌّ منهما برأيه، وألا يتدخل أحدٌ منهما في الدَّوْر المنوط بالآخر، مضيفًا: على الزوج أن يشرك زوجته معه في القضايا والمشكلات التي يواجهها، وألا يكون ديكتاتورًا متعصبًا لرأيه.
    وقسَّم المختصُّ الاجتماعي العَلاقاتِ البشريةَ بصفةٍ عامَّة إلى قسمين:
    أولهما: التنافس وهو الذي يقوم على تنافس طرفين يخرج كل منهما في النهاية بمكاسب.
    ويتمثل القسم الثاني في الصراع، والذي لا يتقبَّل فيه كلُّ طرف الطرفَ الآخر، ويسعى دائمًا إلى القضاء عليه، وغالبًا ما يكون هناك طرفٌ خاسر في هذا الصراع، مشيرًا إلى أن العَلاقة الزوجية يجبُ أن تخرج من نطاق التنافس والصراع، وتكون في دائرةِ التكامل الذي يجعل كلاًّ منهما يُقدِّم يدَ العون للآخر من أجل الخروج بأفضل نتيجة.
    وأوضح الدكتور أحمد عبدالهادي شاهين - أستاذ الدعوة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر - أن الأساس الذي يجب أن يُراعيَه كلٌّ من الزوج والزوجة بينهما أن تكون العَلاقة فيما بينهما قائمةً على المودة والاحترام والمتبادل، واستدلَّ على ذلك بقول الله - تعالى -: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].
    وأضاف "شاهين": على الزوجِ أن يُحسِن معاشرةَ زوجتِه، وأن يكون ذا خلق معها، وأن يُكرِمها ولا يُهِينها، فضلاً عن مساعدته لها في أمور البيت التي قد تكون شاقَّة عليها، وهو الأمر الذي كان يفعله الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته، مشيرًا إلى ضرورة أن يحترم كلٌّ منهما رأيَ الآخر، وأن يتغاضى كل منها عن عيوب الآخر وأن يتقبّله كما هو.
    وتابع أستاذ الدعوة بكلية أصول الدين: من أهم الحقوق التي للزوجة على زوجها أن يعدل بين الزوجات إذا كان متزوجًا أكثر من واحدة؛ لأن العدل في الإسلام من الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها الدين، ولا سيما إذا كانت بين الزوج وزوجاته، مؤكدًا على أن ذلك كله لا ينفي كونَ الزوج هو قائدَ الأسرة التي يتصرَّف في شؤونها ويتولى إدارتها.
    ولخَّص الدكتور أحمد شاهين هذه الواجباتِ في الوصايا العشر التي قالتها الأعرابية لابنتها عند زواجها؛ وهي:
    "كوني له أَمَةً يكُنْ لكِ عبدًا، واصحَبِيه بالقناعة، وعاشريه بحسن السمع والطاعة، ولا تعصي له أمرًا، ولا تفشي له سرًّا، وكوني أشدَّ الناس له إعظامًا، واعلمي أنك لا تَصِلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاكِ، وهواه على هواكِ، فالرضا بالقناعة، وحسن السمع له بالطاعة، والتفقُّد لمواقع عينه وأنفه، فلا تقع عينُه منك على قبيح، ولا يشمُّ أنفه منك إلا أطيبَ الرِّيح، والاجترار لماله وحَشَمِه وعياله. فلا تعصي له أمرًا، ولا تُفشِي له سرًّا، فإنك إن خالفتِ أمره أوغرتِ صدره، وإن أفشيتِ سرَّه لم تأمَني غدرَه، إياكِ والفرحَ بين يديه إذا كان محزونًا، والحزنَ بين يديه إذا كان فَرِحًا".





  • #2
    جزاك الله خيرا
    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

    الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
    بقية المقال هنا

    تعليق


    • #3
      نفع الله بك
      وجزاك الله خيرا


      تعليق

      يعمل...
      X