قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنَّما مَثَلُ صاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ، إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإنْ أطْلَقَها ذَهَبَتْ.
[وفي رواية]: وإذا قامَ صاحِبُ القُرْآنِ فَقَرَأَهُ باللَّيْلِ، والنَّهارِ ذَكَرَهُ، وإذا لَمْ يَقُمْ به نَسِيَهُ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
"كمَثَلِ صاحبِ الإبلِ المعقَّلَةِ " أي: التي عَقَلَها صاحبُها بالحبالِ؛ لأنَّها شَرُودٌ "إنْ عاهَدَ عَليها"، أي: راقَبَها، وأبقاها مَربوطةً، "أَمْسَكَها"، أي بَقِيَت عنده، "وإنْ أطْلقَها ذَهبَتْ"، أي: وإنْ فَكَّها مِن حِبالِها وهي شَرُودٌ هَربَتْ، وانفلتَتْ، والحَصْرُ في قوله: "إنَّما" هو حَصْرٌ مَخصوصٌ بِالنِّسبةِ إلى الحِفظِ والنِّسيانِ بِالتِّلاوةِ والترَّكِ، وشَبَّه درسَ القَرآنِ واستمرارَ تِلاوتِه بِربطِ البعيرِ الذي يُخْشَى منه أنْ يَشْرُدَ؛ فما دامَ التعاهُدُ موجودًا فالحفظُ موجودٌ، كما أنَّ البعير ما دامَ مشدودًا باِلعقالِ فهو محفوظٌ، وخَصَّ الإبلَ بالذِّكرِ؛ لأنَّها أقربُ شَيءٍ إلى الإذهابِ، وكذلِك القرآنُ يَتفَصَّى ويَذْهَبُ مِن صُدورِ العِبادِ إنْ لم يُتاعَهَدْ ويُقْرَأْ أبدًا ويُتذكَّر؛ فبذلِك التعاهُّدِ وبتَيسيرِ اللهِ تعالى وعَونِه لعبادِه عليه يَبْقَى في صُدورِهم.
وفي الحديث: الحثُّ على تَعاهُدِ القرآنِ بالتِّلاوةِ والدَّرسِ، والتحذيرُ من تَعريضِه لِلنِّسْيانِ بإهمالِ تِلاوتِه.
وفيه: أنَّ القرآنَ إذا نُسِيَ صَعُبَ استرجاعُه.
الدرر السنية
جدول الأسبوع الخامس
مراجعة الجزئين التاسع والعاشر
سورة الأعراف من الآية 88 إلى سورة التوبة الآية 92
+ مراجعة قريب الجزء الثاني
الإجتهاد بإلتزام سورة التخصص ومذاكرتها جيدا هذا الأسبوع ومحاولة تلاوتها يوميًا
وفقكنّ الرحمن