إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء الواحد و الثلاثون | نزول القرآن للشيخ شوقي عبد الصادق | بصائر3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء الواحد و الثلاثون | نزول القرآن للشيخ شوقي عبد الصادق | بصائر3



    اللقاء الواحد و الثلاثون | نزول القرآن للشيخ شوقي عبد الصادق | بصائر3

    مع هذه السلسلة المباركة "سلسلة علوم القرآن" ومع الحلقة الأولى منها وهي "نزول أو تنزيل القرآن العظيم".
    هذا الكتاب الذي بين أيدينا له تاريخ عظيم حافل؛ حافل بالحفاوة السماويَّة، والأرضية، فنزل القرآن نزولًا عجيبًا يختلف عن كل الكتب السابقة.

    قال-تبارك وتعالى-: "بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ" البروج:٢٢،٢١،
    فالقرآن نزل أوَّلًا إلى اللوح المحفوظ؛
    يعني ربّ العزة -سبحانه وتعالى- كتبه في اللوح المحفوظ قبل أن يُكتب بأيدي البشر، وفي صُحُف البشر، وفي صحائف البشر،
    فهو مكتوبٌ عند الله -سبحانه وتعالى- في اللوح المحفوظ.








    تفضلوا معنا في تحميل الدرس بجميع الصيغ


    رابط الدرس على الموقع بجميع الجودات:
    http://way2allah.com/khotab-item-136648.htm



    رابط الجودة العالية HD:

    http://way2allah.com/khotab-mirror-136648-217686.htm



    رابط صوت mp3 :

    http://way2allah.com/khotab-mirror-136648-217687.htm



    رابط ساوند كلاود:

    https://soundcloud.com/way2allahcom/nozol-alquran




    رابط المشاهدة على اليوتيوب






    رابط تفريغ بصيغة PDF:
    http://www.way2allah.com/media/pdf/136/136648.pdf



    رابط التفريغ بصيغة Word:
    هنــــا




    | جدول دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني | الجزء الثالث |


    موضوع مخصص للاستفسارات الخاصة بالدورة العلمية " بصائر3 "


    لقراءة التفريغ مكتوب
    تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

    التعديل الأخير تم بواسطة يسرا بنت الصالحين; الساعة 06-11-2017, 10:00 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2
    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
    يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم تفريغ:نزول القرآن
    مع الشيخ شوقي عبد الصادق



    الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد:

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ثم أما بعد:

    فمع دورة بصائر الموسم الثالث مع شبكة الطريق إلى الله، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزي القائمين عليها خير الجزاء؛ الشبكة بصفة عامة، والموسم بصفة خاصة، والدورة بصفة أخصّ، أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يبارك لهم في سعيهم، وأموالهم، وأولادهم، وكل ما خَوَّلهم، وأن يزيدهم حرصًا على دينه، وعلى توعية المسلمين بهذا الدين العظيم الذي زهد فيه الناس، وانصرفوا عنه، وانشغلوا بدنياهم.
    مع هذه السلسلة المباركة "سلسلة علوم القرآن" ومع الحلقة الأولى منها وهي "نزول أو تنزيل القرآن العظيم".


    مراحل نزول القرآن الكريم:
    - النزول جملةً إلى اللوح المحفوظ

    هذا الكتاب الذي بين أيدينا له تاريخ عظيم حافل؛ حافل بالحفاوة السماويَّة، والأرضية، فنزل القرآن نزولًا عجيبًا يختلف عن كل الكتب السابقة.

    - فأول تنزُّل للقرآن العظيم كان إلى اللوح المحفوظ؛ يعني القرآن العظيم سُطِّر، وكُتب في اللوح المحفوظ الذي هو ديوان ودستور لهذا العالم كله؛ العالم العلوي والعالم السفلي، فالقرآن مُسطَّر فيه لقوله -تبارك وتعالى-: "بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ" البروج:٢٢،٢١، فالقرآن نزل أوَّلًا إلى اللوح المحفوظ؛ يعني ربّ العزة -سبحانه وتعالى- كتبه في اللوح المحفوظ قبل أن يُكتب بأيدي البشر، وفي صُحُف البشر، وفي صحائف البشر، فهو مكتوبٌ عند الله -سبحانه وتعالى- في اللوح المحفوظ. وهذا النزول كان جُملةً، كان جُملةً وليس مُفَرَّقًا.

    - والحكمة من نزوله إلى اللوح المحفوظ ترجع لوجود اللوح المحفوظ نفسه؛ أنَّ هذا اللوح المحفوظ ديوان لكل ما يخصّ السماوات، والأرض، والملائكة، والإنس، والجنّ، وقدر الله -سبحانه وتعالى- وما يقضيه وما يمضيه في الناس، والملائكة، وكل هذه المخلوقات.


    - النزول جملةً إلى بيت العزة في السماء الدنيا
    التنزل الثاني للقرآن العظيم كان من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا.
    هذا نوع من الحفاوة والتشويق لأهل السماء قبل أن يعرف أهل الأرض عنه شيئًا، شعر الملائكة بأنَّ فيه قرآن، آخر الكتب، لآخر الأمم، لآخر الرُّسُل، نزل إلى بيت العزة من السماء الدنيا.
    أخرج النسائي والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال:
    "أُنزل القرآن جملةً واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القدر، ثم أُنزل بعد ذلك في عشرين سنة"، ثم قرأ قَوْلَه تعالى: "وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا" الفرقان:٣٣.

    يبقى النزول الأول إلى اللوح المحفوظ، النزول الثاني من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة، وكلا التنزيلين، وكلا النزولين، كان جملةً، القرآن ينزل جُملة ليس مفرَّقًا.


    - النزول مُفَرَّقًا على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    التنزُّل الثالث على قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونزَل مُفَرَّقًا، ولماذا مفرقًا؟ كما سنرى ونعرف إن شاء الله تعالى، لقوله -تبارك وتعالى-:

    "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ"الشعراء:١٩٥:١٩٣.


    اختصّ القرآن بجمعه بين النزول جملةً والنزول مفرقًا

    يبقى عندنا كده تَنزُّل جُملةً إلى اللوح المحفوظ، تَنزُّل جُملةً إلى بيت العزة، ثم نزل مُفرَّقًا. فقد جمع القرآن العظيم بين هاتين الفضيلتين:
    - الفضيلة الأولى: النزول جُملةً. - الفضيلة الثانية: النزول مُفَرَّقًا.

    تجد التوراة يقول فيها ربُّ العزة -سبحانه وتعالى- عندنا في القرآن: "وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا" الأعراف:١٤٥، وكتبنا له في الألواح، "وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ" الأعراف:١٥٤؛ إذًا التوراة مكتوبة في ألواح، صحيح مش مكتوبة بيد علماء بني إسرائيل، ولا بيد موسى -عليه الصلاة والسلام-، لكن جُملةً.
    امتاز القرآن أو اختصّ القرآن بأنه نزل جملةً، ثم نزل مُفَرَّقًا.






    تدبر متى يأتي لفظ القول ومتى يأتي لفظ الكلام في القرآن


    هذا القرآن الذي أخذه جبريل عن الله -سبحانه وتعالى-، أخذ كلامًا، يعني تكلَّم الله -سبحانه وتعالى- بهذا القرآن، وسمعه منه جبريل -عليه الصلاة والسلام-، ونزل به على قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    ولا بُدّ أن نتدبر لما القرآن يتكلم عن صياغة جبريل، أو صياغة الرسول للقرآن يقوم يقول إيه؟ "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ" الحاقة:٤٠، "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ" مايقولش كلام رسول، ولما يتكلم عن كلام ربنا -سبحانه وتعالى- الذي تكلَّم به يقول: "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ" التوبة:٦، "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ"، ماقالش حتى يسمع قول فلان إنما يسمع كلام الله، يبقى القَوْل قول بشر، يعني البشر تتكلّم، لما تتكلم بالقرآن يُقال هذا قول فلان، و"إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ"، أما اللي بيقولوا إيه بيحكي كلام الله -سبحانه وتعالى- نصًّا ولفظًا ومعنى، "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ".





    أدلَّة نزول القرآن مفرقًا
    فيه أدلة على أن القرآن نزل مُنَجَّمًا على رسول الله، يعني مُقَسَّمًا حسب الأحداث وحسب الوقائع، منها:
    إنّ المشركين ساعات كانوا يسألوه فكان لا بُدّ إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجاوب على السؤال، أو أحداث معينة، كل الأشياء دي كانت تقتضي الحكمة أن ينزل القرآن مُفَرَّقًا.
    الدليل على ذلك قَوْله -تبارك وتعالى-: "وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا" الإسراء:١٠٦.




    ماذا كان سيحدث لو نزل القرآن جملةً على رسول الله؟

    المشركون طبعًا القرآن يوم بعد يوم يكشف عوار عندهم في العقيدة، في السلوك، في الأخلاق، في المعاملات، فهُمّ عاوزين ييجي مرة واحدة علشان يشوفوا إنْ كان فيه ثغرات فيه خلل يقدروا يعرفوا كيف يهجمون على القرآن لكن كل يوم كل أسبوع كل شهر ينزل جديد.
    وهم يعلموا أن الكتب السابقة نزلت جُملةٍ، "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا" كما في سورة الفرقان "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا" ده شيء للتمني والرجاء "لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً" فالقرآن رد عليهم قال:"كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا" الفرقان:٣٢، أيْ أنزلناه مفرقًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورتله الله -سبحانه وتعالى- عليه ترتيلًا بواسطة جبريل -عليه الصلاة والسلام-.

    ولنا نتخيل -أيها الإخوة الكرام- لو نزل جُملةً مثلًا لو نزل جُملةً في السنة الأولى من البعثة، أو في الأسبوع الأول من البعثة؛ لأن سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام- التوراة جات جُملة خلاص، لو في الأسبوع الأول نزل القرآن جُملةً على رسول الله، وفيه مثلًا آيات في سُوَر مَدَنية زَيّ مثلًا قَوْله تعالى: "فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا" الأحزاب:٣٧، المشركون في مكة هيقولوا إيه الكلام ده؟ مين زيد؟ ومين هي دي؟ الزوجة التي زوَّجها الله للرسول مين هي؟
    ولَمَّا يقرؤوا فيه "قَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا" المجادلة:١. مين هي اللي جادلت؟ "وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ" المجادلة:١. مين هي اللي اشتكت؟ ما هُمّ ما شافوش الحاجات دي فهتبقى دي مطاعن، مطاعن يعني ايه؟ يعني نقاط ضَعْف، وحجج يحتجّ بها المشركون على رسول الله، فين الكلام ده، انت جايبلنا كلام ماحصلش.





    لما ييجي فيها "غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ"الروم:٣،٢، آه عارفين مثلًا إنّ فيه روم وكذا، الشاهد هيبقى فيه قفشات للمشركين على القرآن يتمسكوا بها، ويحتجُّوا.ولذلك لما ربّ العالمين يقول لنا:
    "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" النساء:٨٢، فلو نزل جُملةً هيلاقوا فيه أحداث ما حصلتش.
    "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا" التوبة:٢٥، فين يوم حُنين؟ يوم حُنين ماحصلش، ده يوم حُنين لسه بدري في سنة تمانية من الهجرة، يعني الفترة المكيَّة كلها، لسه فاضل على يوم حُنين دا حوالي عشرين سنة وأكتر على ما ييجي يوم حُنين اللي هو مذكور في الآية، لو قرأ المشركون "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ"، ما هو القرآن جملة بقى، "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ"، فين يوم حُنين؟ وفين اللي حصل؟ فهتبقى فيه مطاعن في القرآن.





    الحكمة من نزول القرآن مُفَرَّقًا على رسول الله
    إيه الحكمة بقى من إنّه ينزل مُفَرَّق على قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟

    ١. لتثبيت فؤاده صلى الله عليه وسلم
    الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد النبي، النبي -صلى الله عليه وسلم- إنسان، يعتريه ما يعتري البشر، لكنه معصوم، والله -سبحانه تعالى- يدفع عنه ويحميه ويحفظه، لكن برضه هو بشر؛ فيحتاج إلى تثبيت، الله -سبحانه وتعالى- يُثبِّت "كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا".

    - صور التثبيت للرسول صلى الله عليه وسلم:

    التثبيت للرسول -صلى الله عليه وسلم- له أكتر من ملحظ، أو صورة من صور التثبيت، من صور التثبيت:
    إنّ الوحي متجدد، كل مقطع ينزل، كل سورة تنزل من القِصَار مثلًا، أو سورة طويلة تنزل عبارة عن، يعني كأنها بعثة جديدة، كأن الله -سبحانه وتعالى- بعث رسوله -صلى الله عليه وسلم- بعثةً جديدة، إعجاز جديد، كل مقطع بينزل كأنها معجزة جديدة للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    فيه شبهات أو أشياء بيطرحوها عليه تنزل الردود؛ زَيّ مثلًا "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ" الإسراء:٨٥. تقوم تنزل إجابة تثبّت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    لو فيه خصومة أيضًا ينزل القرآن يؤيد الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    يبقى الحكمة الأولى من تنزُّل القرآن مُفَرَّقًا تثبيت النبي -صلى الله عليه وسلم-.





    ٢. لتربية الأمة
    الحكمة التانية: تربية الأمة، الأمة لازم تتربَّى ليه؟ لأنَّ الرسول بيقتلع أمة من جذورها، أمة فيها شرك، أمة فيها وأد للبنات، أمة فيها شرب للخمور، فيها عادات سيئة جدًّا، فيها ربا، وفيها كذا، وفيها اعتداء قبائل على بعضها، الرسول -عليه الصلاة والسلام- يريد أن يبني أمة، هيخلع الأمة دي من هذه البيئة إلى بيئة أخرى، فتربية هذه الأمة، وتيسير حِفْظ القرآن عليها، استدعى هذا أن ينزل القرآن إيه؟ مُفَرَّقًا.
    والتخلية عن العقائد والأخلاق السيئة، والتحلية بالفضائل أيضًا يحتاج إنّ ينزل القرآن مُفَرَّقًا.
    لذلك مثلًا في المدينة ماتلاقيش آيات تتكلم عن الصيام، مفيش آيات تتكلم عن الزكاة والجهاد؛ لإنّ مفيش، هو كل اللي موجود الصلاة والتوحيد شهادة أن لا إله إلا الله، التركيز على دول، يبقى بنربّي أُمَّة، ومِن أجل ذلك نزل القرآن مُفَرَّقًا ليُرَبِّي هذه الأمة.

    ٣. للإجابة على الأسئلة والحُكْم في القضايا وتوجيه المؤمنين

    من الحِكَم أيضًا في نزول القرآن مفرقًا إنّ لازم هيجاوب على الأسئلة، فيه أسئلة هتُطرح، فيه قضايا هتُطرح أيضًا محتاجة حُكْم، فيقوم ينزل القرآن إيه؟ مفرقًا.

    زَيّ ما قُلت لكم إجابة عن سؤال "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ" الإسراء:٨٥. "وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ"الكهف:٨٣، فلازم ينزل قرآن "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ"، "وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ"، قُل لهم كذا وكذا، واحكِ لهم قصة ذي القرنين.

    قضية من القضايا، زَيّ مثلًا قضية الإفك يقوم ينزل القرآن يُثْبِت براءة عائشة -رضي الله عنها- "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ" النور:١١. قضية الظهار "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا" الحَلّ الحالي عند رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إنه يفرّق بينهما، فينزل الحُكْم مِن الله -سبحانه وتعالى-.

    المسلمون أحيانًا بيحصل خطأ، يحتاج هذا الخطأ اللي بيحصل منهم إلى توجيه، تقوم تنزل الآيات، يعني مثلًا زَيّ ما ذكرتْ يوم حُنين، يوم حنين اللي حصل إيه؟ إنّ المسلمين أُعْجَبوا بالكثرة وخدوا درس، فنزل القرآن يقول لهم إن إياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تلجؤوا أو يعني إيه أن تغتروا بالكثرة، احذروا الكثرة، احذروا الكثرة، يعني ما تتكرر هذه الواقعة بعد ذلك.





    ٤. للتأكيد على أنَّ القرآن مِن عند الله
    مِن الحكمة، أو مِن الحِكَم، أو الحكمة الرابعة مِن حِكَم نزول القرآن مُفَرَّقًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنّ التأكيد على أنَّ هذا القرآن مِن عند الله، ازّاي يعني؟ إيه التأكيد فيها؟ القرآن نزل في عشرين سنة، أو تلاتة وعشرين، أو خمسة وعشرين، إيه السبب في الاختلاف ده؟
    عشرين اللي هُمّ العشر سنين المَدَنِيَّة دي لا خلاف عليها؛ لإنّ من الهجرة التاريخ منضبط، يبقى العشر سنين بتوع المدينة، العشر سنين الفترة المدنية معروفة، الفترة المكيَّة بقى هي اللي مُخْتَلَف فيها إما ١٣ سنة أو ١٥ سنة.

    لما يكون فيه كتاب تقعد تصنَّف فيه لو أيّ واحد فينا يقعد يألّف كتاب ويصنّفه يقعد يصنَّفه في تلاتة وعشرين سنة، لازم يعني هو نفسه هيعدّل فيه، ممكن ينسى كَتَب من أول سنة، وأول أسبوع في التلاتة وعشرين سنة ينسى كتب إيه، إن ماكانش بينظر فيه هينسى كتب إيه، في السنة رقم تلاتة وعشرين والسنة الأولى، اليوم الأول واليوم الأخير من المدة دي كلها، تجد القرآن محبوك ومنتظم ومنضبط ولا يمكن تجد فيه خلل ولا ثغرة ولا أيّ شيء، ده يؤكّد إنّه مِن عند الله، مدة طويلة بالشكل ده، وينزل فيها القرآن ويكون بهذه الإحكام ولذلك ربّ العالمين يقول: "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا".





    أقسام القرآن من حيث أسباب النزول
    التنازل يا إخوانّا بقى لهذا القرآن، تجد القرآن قسمان، وده يقودنا إلى الجزء الثاني من هذه السلسلة المباركة ألا وهو أسباب النزول، يعني احنا عرفنا دلوقتي كيفية التنزل إلى اللوح المحفوظ إلى بيت العزة إلى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، طيب فيه سبب للنزول؟ أيوه فيه، طب مفيش سبب؟ أيوه مفيش سبب.
    ولذلك تجد بقى في أسباب النزول القرآن قسمان:
    - قسم له سبب، زَيّ ما ذكرنا إجابة على التي اشتكت إلى الله، حادث الإفك، سؤال عن الروح مثلًا.
    - وفيه آيات بدون سبب، هكذا نزلت، وفيه سور بدون سبب هكذا نزلت.
    يبقى يقودنا هذا إلى أسباب النزول، كل القرآن له سبب؟ لأ، ليس كل القرآن له سبب لنزوله، إنما فيه آيات لها سبب، وآيات ليس لها سبب، هكذا نزلت يعني.




    أسباب نزول بعض الآيات
    مِن ضِمْن الآيات التي لها سبب مثلًا،خصومة أوقعها اليهود بين الأوس والخزرج،اليهود كالعادة مصدر للفتن، ومصدر للقلاقل في جميع العصور، وجميع البلاد، عملوا فتنة بين الأوس والخزرج حتى تنادَوا إلى السلاح وقالوا إيه يلا كل واحد يجيب سلاحه يريدون أن يتقاتلوا؛ فنزل قَوْله -تبارك وتعالى-:
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ" آل عمران:١٠٠.

    وأيضًا حادثة حدثت، أنّ أحد المصلين كان سكرانًا وأَمَّ الناس، وصلى بهم، وقرأ بقُل يا أيها الكافرون، فقال: قل يا أيها الكافرون، أعبد ما تعبدون، وده خطأ فاحش، طبعًا هو يقول هذا لأنَّ عقله غير منضبط، فنزل قوله -تبارك وتعالى-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ" النساء:٤٣، وكان ده مرحلة من مراحل تحريم الخمر.

    من أسباب النزول أيضًا أمنية تتحقق، أمنية يتمناها، بس طبعًا مش كل واحد يتمنى أمنية تتحقق. عندنا مثلًا كما روى البخاري، عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو مَن هو، تمنى ثلاثة أمنيات، وينزل القرآن يؤيّد أمنية عمر -رضي الله عنه-.

    يقول كما روى البخاري عن أنس عن عمر: "وافقتُ ربي في ثلاث، قُلتُ يا رسول الله لو اتَّخذنا من مقام إبراهيم مُصَلَّى فنزل قَوْله تعالى: "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى" البقرة:١٢٥، وقُلتُ يا رسول الله إنَّ نساءك يدخل عليهن البَرُّ والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساؤه في الغيرة، فقلت لهن: "عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ" التحريم:٥، الآية، فنزلت كذلك، نزلت الآية، يعني عسى ربه".

    الشاهد من هذا الحديث: أنَّ أمنيات ثلاثة تمناها عمر، وعمر إنسان عنده شفافية وعنده إيمان عالي جدًّا، وهو طبعًا مأمون لا هيُفتن ولا الكلام ده هيؤثّر فيه؛ لأن عمر خلاص في عالم البرزخ، لو عمر عايش بين أيدينا الآن لا نقول له هذا الكلام، لكن في غيابه نقول وهذا حقُّه، وهذا حقه هو اللي بيقول وافقتُ ربي.

    "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى" يعني يا رسول الله اجعل مقام سيدنا إبراهيم بينك وبينك الكعبة، يعني وإنت واقف يبقى المقام أمامك والكعبة بعده؛ لأن هو أيّ اتجاه الرسول هيصلِّي فيه، أيّ مكان في الحَرَم الرسول -صلى الله عليه وسلم- هيصلي فيه الكعبة قُدَّامه، فبيقول له صلِّ في المكان اللي يبقى أمامك المقام والكعبة، يعني ما يبقاش مثلًا المقام في ناحية تانية، أو على شمالك، أو على يمينك، يبقى هو أمامك والكعبة أمامك. فنزلت الآية"وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى" حتى في الحج والعمرة برضه صلِّ ركعتي الطواف خلف المقام بقدر ما تستطيع.

    عمر -رضي الله عنه- عنده حساسية وإيمان خالص لله ولرسوله، فالمنافقون بيدخلوا بيت النبي مع جملة المسلمين، ونساء النبي بيتحرَّكوا في بيتهم، فعمر مش عاوز، طبعًا نساء النبي لابسين حجابهم ولابسين لا يُرى منهم شيء أصلًا، لكن عمر -رضي الله عنه- يُحِبُّ ألا يُرى شخصُها، الشخص نفسه لا يُرى، مش وجهه ولا كفيه، لأ، هو نفسه كده الهيئة؛ طوله، عرضه، حجمه، لا يُرى أصلًا، وقال له: يا رسول الله، يدخل عندك البر والفاجر، نساؤك محدّش يشوفهم.

    وقد كان، نزلت آية الحجاب، الحجاب مش الحجاب اللي هو الحجاب تلبس حجاب، لا، الحجاب يعني الحَجْب، الحجب عن الأنظار، مش حجب اليدين والوجه، لا، الحجب عن الأنظار، نزل قَوْله تعالى في سورة الأحزاب آخرها آخر الآية يعني: "وإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ" الأحزاب:٥٣، ستارة، حاجب تبقى سامع صوت أم المؤمنين تجاوبك على مسألتك، تقولَّك على اللي إنت عاوزه وتنصرف، الشخص نفسه لا تراه "فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ".

    والأمنية التالتة: لما حادث العسل أو السيدة مارية اللي هو ورد في سورة التحريم وحصل إنّ نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني ايه، قال لواحدة منهم ماتقوليش الخبر ده لفلانة وقالته وانتشر فالرسول -صلى الله عليه وسلم- غضب، آلى منهم جميعًا، آلى يعني إيه؟ يعني أخد منهم جنب واعتزل وقعد في المشربية تسعة وعشرين يوم، وكان يعني شهر حتى إن السيدة عائشة بتقول يعني الشهر ماكملش قال لها الشهر هكذا وهكذا يعني تسع وعشرين أو تلاتين، الشاهد من الكلام سيدنا عمر راح هدّدهم، هددهم، وقالهم يعني انتوا عاملين يعني ايه، عاملين تكتُّل لإغضاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لدرجة إن هو يعتزلكم "عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ" يعني احذروا، فنزلت الآية.
    فالشاهد يا إخواني هنا بقى أسباب النزول دي آيات لها سبب لنزولها، طَب باقي الآيات طبعًا عادي مالهاش سبب للنزول تنزل هكذا تكليف من الله -سبحانه وتعالى- بهذا الكتاب العزيز.




    فوائد معرفة أسباب نزول الآيات
    معرفة سبب النزول ده مهم جدًّا، بيفيدنا في إيه معرفة سبب النزول؟ لما أعرف سبب نزول الآية يفيدني في إيه؟

    ١. الاستعانة بها على فهم الآية
    يفيدنا في أول حاجة: الاستعانة على فهم الآية. لا يمكن لإنسان يشتغل بالتفسير أو يحاول يفهم التفسير بدون ما يتعرّض لأسباب النزول، لا بُدّ أن يدرس أسباب النزول وما صحَّ منها، يعني يدرس ما صح من أسباب النزول، هي دي اللي هتعينه إن شاء الله على فهم الآيات.

    ٢. دَفْع الإشكال
    أيضًا معرفة سبب النزول بيدفع الإشكال، لو واحد عنده إشكال في حاجة وعرف سبب نزول الآية يزول الإشكال، ربما مش هو اللي بيفكر فيه. يعني مثلًا على سبيل المثال إشكال كان عند سيدنا عروة بن الزبير، إيه الإشكال جايله منين؟ إنّ لما ربّ العالمين قال: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا" البقرة:١٥٨، سيدنا عروة فهم مِن رَفْع الجناح اللي في الآية إنّ السعي بين الصفا والمروة، أو الطواف بين الصفا والمروة مش فرض، ليه؟ لأن الآية بتقول فلا جناح.

    لكن لما فهّمته السيدة عائشة، خالته السيدة عائشة فهّمته إنّ الرسول طاف، وإنّ الجناح مش المقصود هو كده، المقصود إنّ كان على الصفا صنم وعلى المروة صنم، على الصفا صنم اسمه إيساف وعلى المروة صنم اسمه نائلة، فلمَّا جاء الإسلام، وبقى فيه حجّ في الإسلام، الأصنام دي أُزيلت، فكان المسلمون يتحرَّجون لإنّ يبقى فيه شبه في السعي بالمشركين، المشركين كانوا طبعًا بيحجُّوا، وهُمَّ بيحجُّوا يوصل عند الصنم إيساف يتمسَّح به، ويوصل عند نائلة يتمسَّح به، الأصنام دي خلاص اتشالت، فالقرآن بيقول لا جناح؛ لإنّ هُمَّ كانوا بيتحرجوا، يقول لك احنا كده بنطوف زَيّ المشركين، فقال لهم لا، القرآن بيقول مفيش جناح عليكم إنكم تطوفوا، ولأنّ الطواف بين الصفا والمروة دي من أركان الحج، ومن أركان العمرة، والرسول سعى بينهما، وقال: "خُذُوا عَنِّي مناسكَكم" صححه الألباني، يبقى كده الإشكال يزول عند سيدنا عروة وغيره إنّ لا مش المقصود اللي في ذهنك "فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا"، أيْ لا حرج عليه إنْ كان سابقًا يوجد صنمان عند الصفا والمروة، الآن مفيش أصنام فلا حرج عليه أن يطوَّف بهما.
    يبقى لما بعرف سبب النزول إذا كان عندي إشكال بيزول هذا الإشكال.

    ٣. إثبات التُّهمة أو نفيها عن مُتَّهَم
    لما بعرف سبب النزول لو كان فيه إنسان مَعْنِي بحاجة معينة من ظاهر الآيات يعني، وعرفت سبب نزول الآية، يبقى الشخص اللي أنا كنت بأتَّهمه أو بنظر له نظرة معينة تزول النظرة، ماتسيئش به الظن، اللي كان في نظري مجرم يصبح بريء، والعكس.
    فمثلًا قَوْله -تبارك وتعالى- في سورة الأحقاف: "وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ" الأحقاف:١٧، كان فيه اشتباه على إنّ دي تخصّ عبد الرحمن بن أبي بكر، على إنّ الكلام ده يخصّ عبد الرحمن بن أبي بكر، فقالت عائشة -رضي الله عنها- على إنها عارفة سبب النزول، فقالت: "والله ما هو به -يعني مش عبد الرحمن أخي هذا- ولو شئتُ أن أُسمّيه لسمَّيته" السيدة عائشة بتقول: لو عاوزين أقولّكم مين هو المقصود في الآية دي اللي نزلت الآية فيه وقالت "وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ" مش أخويا عبد الرحمن، ولو عاوزين أقولّكم هو مين أقولّكم.
    ويبدو -والله أعلم- إنّ هي مش عاوزة تغتاب هذا الذي نزلت فيه الآية، يبقى لما بعرف سبب النزول يبقى إذا كان فيه إنسان اتوجّه إليه أصابع اتّهام يبقى كده ممكن يكون بريء والعكس.

    ٤. تيسير الحِفْظ
    تيسير الحفظ، مِن فائدة معرفة سبب النزول إنّ بتسهل الحفظ على مَن أراد الحفظ؛ لإنه بيعرف وبيربط الآيات بالواقعة اللي هي نزلت فيها؛ فبيكون فيها تيسير للحِفْظ.




    كيف نعرف أسباب النزول؟
    نعرف سبب النزول ازَّاي؟
    بما صَحَّ عن رسول الله وصحابته الكرام
    طبعًا بما صَحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبما صَحَّ عن الصحابة الأفاضل، الصحابي لما يقول "فنزلت الآية في كذا" مقبول، حتى وإنْ لم يكُن فيه شاهد آخر يقوِّي قَوْل الصحابي؛ لأن الصحابي لا يمكن أن يقول هذا من عنده، لأن الصحابي لا يقول هذا من عنده.

    بالأخبار المُرْسَلَة إنْ كان هناك ما يُقَوِّيها
    طيب افرض بقى إنّ سبب النزول دا اللي مش بيقوله صحابي، الخبر مُرْسَل، قد يكون سبب النزول يعني ليس مِن قَوْل الصحابي، كلام مرسل يعني إيه؟ أو خبر مرسل، يعني الصحابي سقط من السند، في هذه الحالة لا نأخذ بهذا الأثر أو هذا الإسناد إلا إذا كان فيه شيء يقوّيه؛ وخصوصًا إذا كان من أئمة معتبرين في الأَخْذ عن الصحابة الكرام، زي مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير.

    ما عدا ذلك لا نلتفت إلى سبب النزول هذا.




    ماذا لو تعددت أسباب النزول لنفس الآيات؟
    ١. إن كان هناك رواية أصحّ من أخرى
    تعدُّد الأسباب والنازل واحد، آه هنا بقى أسباب النزول ممكن يعني سببين ويبقى الحاجة اللي نازلة واحدة بس، سببين، في الحالة دي بنشوف إذا كان الحديث صحيح وحديث أقل منه في الصِّحَّة فنُعوِّل على الأصح أو على الصحيح هذا، نذكر مثالًا لذلك:

    أخرج الشيخان أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، الشيخان يعني أبي بكر وعمر، اشتكى النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يَقُم ليلة أو ليلتين، اشتكى يعني مرض، فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، هذه امرأة من المشركين تشمت في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله -سبحانه وتعالى-: "وَالضُّحَىٰ * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ" الضحى:٣:١.

    أخرج الطبراني وابن أبي شيبة إن كان عند رسول الله في بيت الرسول -عليه الصلاة والسلام- جَرْو، دخل البيت فدخل تحت السرير فمات، فمكث النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال: يا خولة، ما حدث في بيت رسول الله؟ جبريل لا يأتيني، فقلتُ في نفسي لو هيَّأتُ البيت وكنسته، فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ترعُد لحيته، وكان إذا نزل عليه أخذته الرعدة، فأنزل الله "وَالضُّحَىٰ * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ".

    يبقى هنا أنزل وهنا أنزل، والوقعتين مختلفتين.
    الوقعة الأولى في مكة، على أنّ امرأة من المشركين قالت إنّ شيطان محمد، أو ما أرى شيطانك إلا قد تركك، يُفهم من هذا إن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لما كان بيقوم يصلي في مكَّة كان المشركون يتجسسون ويحاولوا يتسمَّعوا، بيقول إيه فكان يبدو -والله أعلم- إنّ صوته بيبقى باين وبيسمعوه وبيسمعوا القرآن منه في جوف الليل، فالليلتين اللي مرض فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الليلة التي مرض فيها ما قامش صَلَّى، فَهُمَّ يبدو إنّهم متابعينه كل ليلة، فلمَّا مضت الليلتان جاتله هذه المرأة تشمت فيه، وتقول له: ما أرى شيطانك، تقصد جبريل هي ما تعرف شيطان من ملك، فتقصد تقول إنّ اللي كان بيقرّيك أو اللي بيأتيك بالوَحْي ماعادش بيجيلك.
    فنزل قَوْله تعالى: "وَالضُّحَىٰ * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ" يعني ما تركك، وقال تركك يعني الله -سبحانه وتعالى- ما ودَّعك، لا، الحبل لسَّه موصول والرسالة لسَّه موصولة، والله -سبحانه وتعالى- يعني سيعطيك الكثير حتَّى ترضى، فنزل والضحى والليل.

    الحالة التانية بتقول إنّ بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- كان فيه كلب منع دخول جبريل، فلما أُخرج الكلب من البيت أو الجَرْو الصغير اللي هو الكلب الصغير أُخْرِج من البيت جاء جبريل بالسُّوْرَة.

    أيُّهما أصحّ؟ ما عند الشيخين، الرواية التي عند الشيخين هي الأصحّ.
    ابن حجر بيعلّق تعليق طيب لا مانع مِن ذِكْره بيقول: قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة، يعني جبريل كونه يتأخر مايجيش بسبب إنّ فيه كلب تحت السرير عند الرسول -عليه الصلاة والسلام- القصة دي مشهورة، لكن كونها سبب لنزول "والضحى والليل" يعني هذا السبب غريب، فنميل لكلام ما رواه الشيخان إنّ فعلًا إن هذه المرأة لما قالت له ذلك كانت سبب النزول.
    يبقى هنا الأسباب تعدَّدت، في هذه السورة التي معنا تعدد السبب والنازل واحد، النازل واحد اللي هو سورة الضحى، لكن أحد الروايات أصحّ من الأخرى، الرواية عند الشيخين أصحّ من الأخرى؛ فناخد بالرّواية الأصحّ.





    ٢. الروايتان صحيحتان مع وجود مُرَجِّح لإحدى الروايتين
    صورة تانية أيضًا عندنا الروايتان صحيحتان لكن فيه مُرجح لإحدى الروايتين نقوم ناخد الرواية الراجحة ونترك الرواية المرجوحة في سبب النزول.
    أخرج البخاري عن ابن مسعود يقول: كنت أمشي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يتوكأ على عسيب -يعني جريدة- فمرَّ بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض لو سألتموه، فقالوا حدّثنا عن الروح، فقام ساعة، ساعة مش ساعة يعني ستّين دقيقة ساعة يعني فترة من الوقت، ورفع رأسه فعرفتُ أنَّه يُوحَى إليه حتى صعد الوَحْي، ثم قال: "قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" الإسراء:٨٥، دي الرواية.

    رواية أخرى عند الترمذي: قالت قريش لليهود -قريش في مكة واليهود في المدينة-: أعطونا شيئًا نسأل هذا الرجل -يعني نحرجه-، فقالوا: اسألوه عن الروح، فسألوه؛ فأنزل الله: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ" الإسراء:٨٥.

    يبقى عندنا كده روايتين؛ رواية على إنّ الواقعة في المدينة، ابن مسعود يقول كنت ماشي مع النبي وهو يتوكَّأ على عسيب وبعدين اليهود شافوه فقالوا عايزين نسأله سؤال إحراج، مش سؤال للعلم، اليهود مش عايزة تتعلّم، اليهود عايزة تحرج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: اسألوا عن الروح، فابن مسعود يقول: فوقف النبي -عليه الصلاة والسلام- ساعة، وبَصّ للسَّماء فعرفت إنّ فيه وحي بينزل، سكتنا، المهم صعد الوحي، فنزلت "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ". هنا ابن مسعود -رضي الله عنه- شاهِد للواقعة، وحاضِر.

    الحالة التانية: ابن عبَّاس بيقول: قالت قريش لليهود، يعني هو ماسمعش، ممكن بيروي عن غيره، قالت قريش لليهود: أعطونا شيئًا، فيبقي اللي شاهد وسامع وحاضر الواقعة روايته أرجح من رواية إيه؟ مَن لم يشهد الواقعة، فيكون سبب نزول "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ" أيْ اليهود تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الروح.




    ٣. الروايتان صحيحتان ولا مُرَجِّح لإحداهما على الأخرى ويمكن الجمع بينهما

    الصورة التالتة بقى في أسباب النزول: ممكن يبقىالروايتين الاتنين صحيحتان ولا مُرجح لإحداهما على الأخرى، وممكن نجمع بينهم، ممكن الجمع ممكن يكون الجمع سهل، زَيّ ايه؟

    أخرج البخاري عن ابن عبَّاس أنَّ هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي -يعني رماها بالزنا- بشريك بن سحماء، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "البيِّنةُ أو حدٌّ في ظهرِك" صحيح البخاري، يا تجيب بيّنة أربعة شهود يعني تلاتة معاك أو هجلدك، هلال بن أمية يا جماعة ده من الثلاثة الذين تاب الله عليهم في قَوْله تعالى: "وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ" التوبة:١١٨. فقال: يا رسول الله، إذا وجد أحدنا مع امرأته رجلًا ينطلق يلتمس البيّنة؟ طبعًا هلال مش بيعترض على كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكن شيء تقيل على النَّفس أروح أجيب تلاتة أو أجيب أربعة يشهدوا على زوجتي هذا صعب يعني!

    ثم قال: "ثقةً في الله.." وده برضه من أسباب النزول، شيء عظيم جدًّا، كانوا هؤلاء حاسّين إنّ الله -سبحانه وتعالى- معاهم في كل خطوة بيخطوها، كل خطوة بيخطوها حاسّين بوجود الله معهم، وعناية الله بهم، وحِرْص الله عليهم، وحِفْظه لهم، قال له إيه بقى؟ "والذي بعثك بالحق إني لصادق"، يعني أنا مابظلمش زوجتي، "وليُنزلن الله تعالى ما يبرِّئ ظهري مِن الحدّ"، مش هانجلد أبدًا، أنا بريء، وأنا صادق، وأنا واثق إنّ ربنا -سبحانه وتعالى- هينزّل حلّ، شوف قَدّ إيه الثقة في عصر -والله العظيم- لا مثيل له، حاسّين القرآن هييجي وفعلًا جِه، فنزل جبريل وأنزل عليه: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ" النور:٦، الآية، خلاص كده بُرِّئ هلال من الحَدّ.

    أخرج الشيخان أيضًا، يعني الرواية دي عند البخاري، وأخرج الشيخان واللفظ للبخاري، نفس الكلام، صحابي اسمه عويمر وصحابي اسمه عاصم بن عدي، عويمر ربما خطر في باله حاجة زَيّ كده فبيقول لعاصم: اسأل لي الرسول، بيقول إيه بقى؟ بيقول له: "كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلًا أيقتله فتقتلونه؟" يعني الصحابيين بيتكلموا مع بعضهم، "أم كيف يصنع؟" يعمل إيه؟ سَل لي -يعني اسأل لي- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، يعني عويمر يبدو إنّ هو مستحي يسأل السؤال ده، فعاصم جِه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأله، الرسول كره السؤال، لأنه شكله كده سؤال افتراضي لسه ماحصلش مثلًا، فانتوا ليه بتقلّبوا في الحاجات دي؟ "لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ" المائدة:١٠١، فغضب النبي -عليه الصلاة والسلام- مِن المسائل دي.
    فعويمر ما ارتحش، قال خلاص أنا هروح أسأل أنا الرسول شخصيًّا، قال: "والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله" فجاءه عويمر، فقال: يا رسول الله، رجل وَجَد مع امرأته رجلًا، أيقتله فتقتلونه؟ يعني قصاص هيقيموا عليه القصاص يعني يقتلوه، أم كيف يصنع؟

    فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبك" مين صاحبه بقى؟ اللي هو السائل الأولاني اللي هو هلال بن أمية، قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبك، فأمره بالمُلاعَنَة، يعني انتوا الاتنين حكمكم واحد اللي هو "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ".
    الروايتين يبدو إنّ همّ قريبين من بعض، رواية هلال اللي حصل المشكلة عنده، والرواية التانية، والجواب جِه لإيه؟ للروايتين معًا، فهذا جواب للاتنين فيَسْهُل الجَمْع بين الروايتين.

    أيضًا من أسباب النزول -ونستكمل إن شاء الله- قد يكون النازل متعدد والسبب واحد، سوف نتعرض للصور، أو أمثلة من هذه، وبالله التوفيق.




    ٤. الروايتان صحيحتان ولا مُرَجِّح لإحداهما على الأخرى ولا يمكن الجمع بينهما

    وهناك صورة رابعة مِن تعدد الأسباب والنازل واحد، بمعنى إنّ الآية اللي نازلة هي واحدة ولكن السبب متعدد تستوي فيها الروايات وليس هناك مُرجّح ويصعب الجمع، زَيّ ايه؟
    في غزوة أُحد النبي -صلى الله عليه وسلم- لما استشهد سيدنا حمزة ومُثِّل به وقف عليه وقال: "لأمثّلن بسبعين منهم مكانك" فنزل جبريل والنبي -صلى الله عليه وسلم- واقف بخواتيم سورة النحل "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ" النحل:١٢٦، يبقى الكلام ده في أُحُد، وأُحُد كانت سنة تلاتة من الهجرة، دي رواية.

    الرواية التانية إنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- أخرج الترمذي: لما كان يوم أُحُد عن أبي بن كعب لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون، ومن المهاجرين سِتَّة، منهم حمزة -رضي الله عنه-، فمَثَّلوا به، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يومًا مثل هذا لنُربين -أي لنزيدن عليهم-، فلمَّا كان يوم فتح مكة نزلت برضه أواخر سورة النحل "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ".
    طبعًا صعب الجَمْع، ليه؟ لإنّ دي في سنة تلاتة من الهجرة ودي في سنة تمانية من الهجرة، يبقى كده نقول ايه؟ الكلام هنا بُعْد النزول بين الموضعين يعني يبقى ده تعدُّد للأسباب والنازل إيه؟ واحد، لكن متعدد، نزل مرة بعد مرة، يبقى نزلت مرة في أُحُد ونزلت مرة فين؟ في مكة.

    ماذا لو تعدد النازل والسبب واحد؟
    عندنا أيضًا تعدُّد النازل والسبب واحد، السبب واحد يعني سؤال طُرِح على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو أمر طلبه أحد المسلمين، أو أحد المسلمات، فنزل يعني أكتر من آية.

    مثال ذلك: ما أخرجه الحاكم والترمذي عن أم سلمة قالت: "يارسول الله، لا أسمع الله ذَكَر النساء في الهجرة"، القرآن ما اتكلّمش عن هجرة النساء يعني بشيء فأنزل الله:
    "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ" آل عمران:١٩٥، يبقى مِن ذَكَر وإيه؟ وأنثى.
    وأخرج الحاكم أيضًا عن أم سلمة -رضي الله عنها-: قلتُ: "يا رسول الله، تَذْكُر الرجال ولا تَذْكُر النساء" فأُنزلت.. يبقى آية تانية خالص مع إنّ الكلام أو السبب اللي ظاهر قُدَّامنا كده إنّ سؤال السيدة أم سلمة عن حظّ النساء في القرآن، أو ذِكْر الرسول -صلى الله عليه وسلم- للنساء، السبب واحد، السؤال من أم سلمة تعدد والنازل ايه؟ النازل متعدد والسبب واحد اللي هو السؤال، "يا رسول الله، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة"، "يا رسول الله، تذكر الرجال ولا تذكر النساء"، فأُنزلت:
    "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" الأحزاب:٣٥. الآية في سورة الأحزاب.
    يبقى هنا السبب واحد والنَّازِل متعدد.


    الخاتمة
    على كلّ حال -عباد الله- القرآن إمَّا أن يكون فيه سبب لنزول الآيات، وإمَّا ألا يكون هناك سبب، ولكن هو فيض الله وكَرَم الله ووَحْي الله -سبحانه وتعالى- يُنْزِله على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، تعرَّفنا كده أيها الإخوة الكرام على كيفية النزول، وعلى أسباب النزول.
    مع حلقة أخرى إن شاء الله. أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم لي ولكم أن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، مع خصائص بقى؛ لأنّ القرآن نزل هنا في مكة وفي المدينة، نقوم نعرف المَكِّي والمَدَني، وخصائص كلّ منهما، وإلى الملتقى إن شاء الله.
    وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    تم بحمد الله

    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله
    تفضلوا هنا
    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    ​​هنـــا​​
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.



    التعديل الأخير تم بواسطة يسرا بنت الصالحين; الساعة 06-11-2017, 10:52 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا
      اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

      الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
      بقية المقال هنا

      تعليق

      يعمل...
      X