نرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما,
ولا داعي لكل هذا الخوف والقلق يا عزيزتي, اطمئني تماما, فالأصل هو أن غشاء البكارة موجود وسليم, طالما أن الفتاة لم تقم بإدخال أي شيء إلى جوف المهبل, فغشاء البكارة لا يمكن أن يتمزق هكذا وبدون سبب, وهو لا يتمزق إلا في حال تم إدخال جسم صلب إلى جوف المهبل, ويجب أن يكون قطر هذا الجسم أكبر من قطر فتحة الغشاء, وأنت لم تقومي بأي فعل من هذا النوع والحمد لله.
وأما بالنسبة لممارسة العادة السرية, فهي ممارسة ضارة جدا, ولا تجلب على الفتاة إلا الهم والكرب, - والحمد لله - بأنك قد توقفت عنها قبل أن تتطور إلى ما هو أبعد من ذلك, وبما أنك كنت تمارسينها بشكل خارجي فقط عن طريق الوسادة, ولم تقومي بإدخال أي جسم غريب في المهبل, فإنها لم تؤثر على غشاء البكارة - إن شاء الله-.
إذا اطمئني ثانية, فبالرغم من كل الأحداث التي ذكرتها، والتي تقلقك, فإن غشاء البكارة عندك سيكون سليما, وستكونين عذراء - إن شاء الله تعالى -.
الغشاء لا يمكن أن يتمزق دون أن يتم إدخال جسم صلب إلى جوف المهبل, ويجب أن يكون هذا الجسم بقطر أكبر من قطر فتحة الغشاء.
إن مصدر نزول الدم في الحادثة الأولى هو بطانة الرحم, وليس غشاء البكارة, وسبب ذلك حدوث احتقان في البطانة الرحمية على إثر حدوث التهيج والإثارة, فهذا التهيج يؤدي إلى توسع وتمزق في بعض الأوعية الدموية في بطانة الرحم؛ مما يؤدي إلى نزول قليل من الدم خلال أو بعد الممارسة مباشرة, أو قد يتأخر الدم فلا ينزل إلا في اليوم التالي في بعض الأحيان, وقد لا يحدث نزول الدم على الإطلاق, لكن بعض الظروف والتغيرات الهرمونية في الجسم تساعد أحيانًا في نزوله.
إن الفراغ والملل هي من أهم الأسباب التي تقود إلى ممارسات خاطئة كثيرة, منها ممارسة العادة السرية, فكثير ممن يمارسن هذه العادة القبيحة هن فتيات نقيات وطاهرات, لا يقصدن ارتكاب معصية, ولا يمارسنها بسبب وجود رغبة جامحة, أو شهوة جنسية لا يمكن السيطرة عليها, هذا في الحقيقة ليس صحيحا, لكن ما يحدث هو أن الفتاة تمارس هذه العادة السيئة بسبب الفراغ والملل, وكنوع من التعويض النفسي والعاطفي, أو للتغلب على مشاعر سلبية تعتريها, أو بسبب الفراغ والملل, وعدم وجود أي هواية مفيدة.
ولو تفادت الفتاة مثل هذه المسببات فشغلت وقتها بما يرضي الله عز وجل, واستغلت علمها وشهادتها في تقديم الفائدة للمجتمع, حتى لو كان ذلك عن طريق جمعيات وأعمال خيرية وتطوعية؛ لشعرت حينها بأن وقتها مشغول, وهذا سيعطي لحياتها معنى, ويشعرها بمتعة أكبر, وأدوم من متعة لحظات فانية تقضيها في ممارسة ضارة ومحرمة.
لا أوافقك -على رفض الزواج )
ولأشجعك أقول لك: اطمئني, فإن طريقة الممارسة التي ذكرتيها لا تؤثر على غشاء البكارة أبدا, فالغشاء عندك سيكون سليما, وستكونين عذراء إن شاء الله تعالى, وكذلك بالنسبة لرش الماء على الفرج, أو تعرض الفرج لتيار مائي شديد, فإن هذا كله لا يؤثر على البكارة؛ لأن غشاء البكارة ليس بوضع سطحي أو مكشوف, وهو للأعلى من فتحة المهبل بحوالي 2 سم, وأحيانا أكثر, كما أنه ليس بغشاء رقيق -كما يوحي بذلك اسمه- بل هو طبقة لحمية لها سماكة ولها مقاومة, وهو لا يتمزق بسهوله.
وأوأكد لك على أن الغشاء لا يتمزق إلا عند دخول جسم صلب إلى جوف المهبل عبر فتحة الغشاء, ويجب أن يكون هذا الجسم الصلب بقطر أكبر من قطر فتحة الغشاء, وأنت لم تقومي بمثل هذا الفعل, لذلك لا داع للقلق والخوف, فالغشاء عندك سليم, ولا يوجد أي احتمال لأن يكون قد تأذى والحمد لله.
أما عن شعورك بدخول الهواء إلى المهبل؛ فهو شعور طبيعي يحدث عند الكثيرات, ولا أهمية له, وكذلك الألم في البطن فهو لا يدل على شيء, ولا علاقة لألم الدورة بسلامة أو فقدان الغشاء إطلاقا.
وعن هواجسك بأنك قد أدخلت أصبعك في المهبل بدون أن تشعري؛ فأقول لك: من الطبيعي أن تنتاب الإنسان بعض الهواجس والمخاوف عندما يفكر بأمر ما بشكل مستمر, فهذه ردة فعل طبيعية للدماغ, فمن يخاف من السرقة سيتخيل أن أي صوت يسمعه هو صوت سارق, ومن يخاف من المرض سيتخيل بأن أي عرض يعاني منه هو بسبب مرض خطير, وهكذا..، لكن عندما تقلعي عن هذه الممارسة فإن أفكارك ستتغير, ومخاوفك ستزول, إن شاء الله تعالى.
غشاء البكارة لا يمكن أن يتمزق عند حدوث الانقباضات المهبلية, فهذه الانقباضات التي تحدث عند الشعور بالمتعة الجنسية هي عبارة عن بضعة انقباضات خفيفة وقصيرة جدا, تنتج عن تقلص العضلات الخارجية المحيطة بفتحة المهبل فقط, لذلك فهي لا تؤثر على غشاء البكارة, ولا تؤدي إلى توسع في المهبل, فاطمئني من هذه الناحية, وإن غشاء البكارة عندك سيكون سليما, وستكونين عذراء إن شاء الله تعالى, فأبعدي عنك الوساوس بهذا الشأن؛ لأنها من مداخل الشيطان إلى نفسك, يريد بها أن يستنزف طاقاتك وأفكارك, وأن يليهك عن الطاعة -لا قدر الله-.
أبعدي عنك الوساوس يا عزيزتي, فهي من عمل الشيطان، يريد بها أن يلهيك عن الطاعة وعن التوبة, وفكري في مستقبلك، والذي أتمنى لك فيه كل التوفيق - إن شاء الله تعالى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الأمر كما ذكرت، فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحاً، وتكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة، عسى الله أن يتوب عليك، ويكفر عنك ما حصل منك من ارتكاب هذا الفعل المحرم، وننصحك بقبول الزواج من زوج يتقي الله فيك
ويجب عليك مع ذلك أن تستتري بستر الله تعالى، ولا تطلعي أحداً على ما كنت تفعلين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ابتلى بشيء من هذه القاذورات، فليستتر بستر الله جل وعلا" رواه الحاكم.
وإذا اطلع الزوج على أن غشاء البكارة قد زال، فلا تخبريه بما كنت تفعلين، وأكدي له أنك ما ارتكبت فاحشة الزنا قط، وبيني له أن هذا الغشاء قد يزول بأسبابٍ أخرى مثل: الوثبة، والركوب على حادٍ، وبتكرر اندفاع الحيض بشدة، ونحو ذلك.
وعليك أن تبادري بالزواج متى أمكنك ذلك فإنه أعظم حصن يلاذ به في مواجهة الفتن، ولا يصدنك عن الزواج ما ذكرت، فإن الأصل ـ بإذن الله ـ سلامتك وبقاء هذا الغشاء، فحسني ظنك بربك ولا تستسلمي لهذه الوساوس، وليس لنا علم بما إذا كان ما ذكرته يؤدي إلى زوال غشاء البكارة أو لا
اذا ترتب ضرر على المرأة العفيفة التي ذهب غشاء بكارتها بسبب حادث غير محرم، كأن خشيت على نفسها الأذى، أو ضرب يقع عليها من ولي أو زوج أو غلب على ظنها عزوف الأزواج عنها، فإنه لا بأس بعملية ترقيع البكارة أو إعادة البكارة
حتى لو فرض زوال ذلك الغشاء فإن من المعلوم أنه قد يزول بالوثبة ونحوها، فلا تخبري زوجك بما كنت تفعلين وبيني له هذا المعنىفالأمر أهون وأيسر مما تظنين، ولا يتطلب كل هذا القلق والخوف، فتوكلي على الله، واقبلي بمن يتقدم إليك من أصحاب الدين والخلق، وإذا سألك عن البكارة فلتخبريه بأنها زالت بسبب حادث، وهذا أمر غير مستنكر عند العقلاء، فإن البكارة تزول بالوثبة والحيضة الشديدة،
أتمنى - بارك الله فيك – أن تغض الطرف عمَّا مضى وأن تنظري إلى المستقبل، وأن تعلمي أن رحمة الله قريب من المحسنين، وأن الله يحب التوابين ويُحب المتطهرين، وأن تجعلي هذا حافزًا لك بأن تتخطي هذه المسألة كلها، وأن تعلمي أن الله جل جلاله أجل وأعظم من أن يُعاقب عبدًا تاب إليه وندم على ما فعل، ورجع إليه مستغفرًا تائبًا منيبًا مخبتًا.
وننصحك بما يلي:
أولا: أكثري من فعل الطاعات، والذكر والاستعاذة من الشيطان ومن الشر كله كلما خطر بقلبك التفكير في المعاصي، فقد قال الله تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِالله. {فصلت: 36}. وقد سأل أبو بكر فقال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، قلها: إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك. رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح. وفي سنن أبي داود والنسائي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعقبة: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء.
واشغلي فكرك ووقتك وفراغك بما يفيد، فإن أفضل ما يعمر به المؤمن وقته ويومه هو الانشغال بالقيام بالفرائض كالصلوات الخمس، والصيام الواجب، وبر الوالدين، وصلة الأرحام وغير ذلك من الواجبات، وكذلك القيام بالسنن والمستحبات كالصلوات الراتبة وقيام الليل والصدقة المستحبة، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ونحو ذلك.
ثانيا: ابتعدي عن مخالطة الأجانب، فقد اتفق العلماء على حرمة الخلوة بالأجنبي لصريح النهي عنها، روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه. وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. رواه البخاري وغيره. وقال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ.{ النور:30-31}. وقال الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا.{ الإسراء:32}.
ثالثا: ألحي على الله بالدعاء أن يرزقك العفة، وأن يرزقك زوجا صالحا يعفك به وعليك بالدعاء المأثور: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم. وبالدعاء المأثور: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
رابعا: عليك بالاستغفار، والإقلاع عن جميع الأسباب المؤدية إلى الفتنة والمعصية، كاللقاء بالرجال أو الاتصال بهم أو التعرف عليهم، وعليك باتخاذ الرفقة الصالحة، والبعد عن صديقات السوء، والتزام العلاج النبوي لإخماد نار الشهوة بكثرة الصوم وغض البصر، وشغل النفس بما ينفعها من تعلم العلوم النافعة، وإياك والخلوة والفراغ، فإنهما سبيلان لكثرة الهواجس والوساوس التي يتسلط بها الشيطان على ضعاف النفوس.
خامسا: طالعي في القرآن والسنة الترهيب من الفواحش والتحذير منها، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا. {الإسراء:32}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أمة محمد: والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد: والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. متفق عليه. وفي صحيح البخاري في حديث رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الطويل قال صلى الله عليه وسلم:...... فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة، ثم قال له الملكان:... والذي رأيت في الثقب الزناة. وفي صحيح البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان كالظلة، فإذا انقطع رجع إليه الإيمان. رواه أبو داود والترمذي والبيهقي واللفظ لأبي داود.
سادسا: طالعي في القرآن والسنة الترغيب في التوبة والحياء من الله، واستشعار مراقبته، وتأملي ما فيهما من الوعد والوعيد وأهوال الآخرة، ومن أهمها رياض الصالحين والمتجر الرابح للدمياطي، وفضائل الأعمال للمقدسي، والترغيب والترهيب للمنذري.فقد دلت الأحاديث على أن العلم بأحوال القبور والآخرة يقمع الشهوات والأهواء، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.
سابعا: عليك بالحرص على الاستقامة على التوبة إلى الله، وعقد العزم على عدم العودة للذنب أبدا، وإذا سقطت مرة وأغواك الشيطان فلا تعتبريها النهاية، ولا تستسلمي لليأس، بل اهزمي الشيطان واستغفري ربك وكوني ممن قال الله تعالى فيهم: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ.{آل عمران:{ 135-136}. وعليك بالحياء من الله والخوف من بطشه الشديد وعقابه الأليم فقد قال الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.{النور:63}، وقال تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ. {آل عمران:28}، وقال الله تعالى: إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ. {البروج:12}. ألا تستحين من الله الذي يعلم سرك وجهرك، وهو قادر على أخذك بما اقترفت، وهو القائل: أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ. {النحل:45}. ألا تخشين بأسه وتنكيله، وهو القائل: وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً. {النساء:84}. ألا تذكرين أهمية الحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: والحياء شعبة من الإيمان. متفق عليه. وفي البخاري: فإن الحياء من الإيمان. وفيه: الحياء لا يأتي إلا بخير. وفي مسلم: الحياء خير كله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استحيوا من الله حق الحياء. قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء. أخرجه أحمد والحاكم والبيهقي. وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وحسنه الألباني.
فعليك باستشعار مراقبة الله تعالى، وملاحظة أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنه يعلم سرك ونجواك. قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الغُيُوبِ. {التوبة:78}. وتذكري أنه ربما يطلع عليك ولد صغير فيراك أو يكتشف أحد أقربائك حالك فكيف يكون خجلك وحياؤك منهم، وينبغي أن يكون خجلك وحياؤك من خالقك ومربيك ومدبر أمورك ومن إليه مرجعك أشد وأعظم، واذكري قول الله جل وعلا: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. {الحديد:4}، فاذا كنت لا تستطيعين فعل هذه الفعلة القبيحة أمام أبيك أو أمك أو أي شخص تستحين منه؟ أفلا تستحين من الله، ألم تقرئي قول الله تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا. {النساء:108}، وقوله تعالى: أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ. {هود: 5}.
واعلمي أن الله تبارك وتعالى لن يكلك أبدًا لا إلى نفسك ولا إلى الشيطان، وواظبي على تلاوة القرآن، وأكثري من الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – وأبشري بفرج من الله قريب.
تعليق