إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مش عارفة اكتب ايه بصراحة بس اللي يدخل يجاوبني يكون عنده طول نفس لانه حيقرأ كتير

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مش عارفة اكتب ايه بصراحة بس اللي يدخل يجاوبني يكون عنده طول نفس لانه حيقرأ كتير

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    جزاكم الله خيرًا
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 07-08-2014, 05:36 AM.

  • #2
    رد: مش عارفة اكتب ايه بصراحة بس اللي يدخل يجاوبني يكون عنده طول نفس لانه حيقرأ كتير

    الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:


    فباب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فعليك بارك الله فيك أن تقبل على ربك تائبا، واعلم أن ذنبك مهما كان عظيما فإن رحمة الله تعالى أوسع وعفو الله تعالى أعظم.



    وقد قال عز وجل مرغبا في التوبة:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
    وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.



    فالحمدُ لله الذي منَّ عليكِ بالتَّوبة قبل حلول أجلك، والحمد لله الذي جعل قلبَك يَحترقُ وينفطر من هول ذُنوبِك، ثُمَّ هنيئًا لك عزْمك وتصميمك على ترْكِ الفاحشة، وهنيئًا خشيتك من الله؛ فرُبَّ معصيةٍ أورَثَتْ صاحبَها ذُلاًّ وانكِسارًا وافتقارًا، وكانت سببًا في الوصول والعودة لربِّه ومولاه، وليس هذا تهوينًا من ارتكاب الخطايا، بل المراد أنه إذا أذنب فندم بذُلِه وانكساره؛ نفعه ذلك، فلا يزال عفْوُ الله وبرُّه، وإحسانه وكرمُه، وفضله إلى العباد - نازلاً، ومغفرته للتَّائبين ورحمته بعباده الأوَّابين، فإنَّه الجوادٌ الكريم، وإذا تَمحَّض حقُّ الله، فهو أكرمُ الأكرمين، ورحمتُه سبقتْ غضبَه، وإذا ستر عبدَه في الدُّنيا، لم يفْضَحْه في الآخِرة، والذي يُجاهر – عياذا بالله - يفوتُه جميعُ ذلك؛ ففي الصَّحيحيْن، عنِ ابن عمر قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((إنَّ الله يُدْنِي المؤمن، فيضع عليْه كنفَه، ويستره، فيقول: أتعرف ذنبَ كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي ربِّ، حتَّى إذا قرَّره بذنوبه، ورأى في نفسِه أنَّه هلك َقال: سترتُها عليْك في الدنيا، وأنا أغفِرُها لك اليوم، فيعْطَى كتابَ حسناتِه)).


    ولا يزال الله – عز وجلَّ - يدعو مَن عَصَوْه إلى بابه، ويُجْرِمون، فلا يَحرِمُهم خيرَه وإحسانَه، فإن تابوا إليْه فهو حبيبُهم؛ لأنَّه يُحبُّ التَّوَّابين ويحبُّ المتطهرين، وإن لم يتوبوا فهو طبيبُهم، يبتليهم بالمصائب؛ ليطهِّرهم من المعايب.


    يقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} [الزمر: 53]، وهذا عامٌّ في جميع الذنوب، من كُفْرٍ وشرك، وشكٍّ ونفاق، وقتْل وزنا، وفسق وغير ذلك، كلُّ مَن تاب تابَ اللهُ عليْه، فلا يُلْقِ العبد بيده إلى التَّهْلُكة، ويقول: قد كثُرتْ ذنوبي، وتراكمتْ عيوبي، فليس لها طريقٌ يُزيلها، ولا سبيلٌ يصرِفُها، فيبقى بسبب ذلك مُصرًّا على العصيان، ومتزوِّدًا بما يُغْضِب عليه الرَّحمن، ولكنِ اعرِفوا ربَّكم بأسمائه الدَّالَّة على كرمِه وجوده، واعلموا أنَّه يغفر الذُّنوب جميعًا الكبار والصِّغار، فصفة المغفِرة والرَّحْمة صفتان لازمتان ذاتيَّان، لا تنفكُّ ذاته عنهما، ولم تزل آثارُهما ساريةً في الوجود، مالئةً للموجود، تسحُّ يداه من الخيرات آناءَ اللَّيل والنَّهار، العطاءُ أحبُّ إليْه من المنع، والرَّحْمة سبقتِ الغضب وغلبتْه، ولمغفرته ورحمته أسبابٌ، أعظمُها الإنابة إلى الله - تعالى - بالتَّوبة النَّصوح، والدُّعاء والتَّضرُّع، والتألُّه والتعبُّد.


    قال ابن كثير: "هذه الآية الكريمة دعوةٌ لجميع العُصاة من الكفَرة وغيرِهم إلى التَّوبة والإنابة، وإخبارٌ بأنَّ الله يغفر الذُّنوبَ جَميعًا لِمن تاب منها ورجَع عنْها، وإن كانتْ مهما كانتْ، وإن كثرتْ وكانتْ مِثْلَ زبد البحْر، ولا يقنطنَّ عبدٌ من رحْمة الله، وإن عظُمتْ ذنوبه وكثُرتْ؛ فإنَّ باب التَّوبة والرَّحمة واسع؛ قال الله - تعالى -: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [التوبة: 104]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]، وقال - تعالى - في حقِّ المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلا الَّذِينَ تَابُوا} [النساء: 145، 146]، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة: 73]، ثم قال: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 74]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} [البروج: 10]، قال الحسن البصري: "انظُر إلى هذا الكرَم والجود: قتلوا أولياءَه وهو يدعوهم إلى التَّوبة والمغفرة!".


    قال ابن عبَّاس: "ولا يقنطنَّ عبدٌ من رحمة الله، وإن عظُمتْ ذنوبُه وكثُرت؛ فإنَّ باب التَّوبة والرَّحْمة واسع".


    "إنَّها الرَّحمة الواسعة التي تسَع كلَّ معصية، كائنة ما كانتْ، وإنَّها الدعوة للأوْبة، دعوة العُصاة المُسْرفين، الشَّاردين المبعَدين في تِيهِ الضَّلال، دعوَتُهم إلى الأمل والرَّجاء والثِّقة بعفو الله، إنَّ الله رحيم بعباده، وهو يعلَمُ ضعْفَهم وعجزهم، ويعلم العوامل المسلَّطة عليْهم من داخل كيانِهم ومن خارجه، ويعلم أنَّ الشيطان يقعد لهم كلَّ مرصد، ويأخذ عليْهم كل طريق، ويجلِب عليهم بخيْلِه ورجِله، وأنَّه جادٌّ كلَّ الجدِّ في عمله الخبيث، ويعلم أنَّ بناء هذا المخلوق الإنساني بناءٌ واهٍ، وأنَّه مسكين سرعان ما يسقُط إذا أفلت من يده الحبْل الذي يربطه، والعرْوة التي تشده، وأنَّ ما رُكِّب في كيانه من وظائفَ، ومن ميول، ومن شهوات سرعان ما ينحرف عن التَّوازُن، فيشطُّ به هنا أو هناك، ويُوقعه في المعْصية، وهو ضعيف عن الاحتِفاظ بالتوازن السليم، وبعد أن يلِج في المعصية، ويُسْرف في الذَّنب، ويحسب أنَّه قد طُرِدَ وانتهى أمره، ولم يعد يُقْبَل ولا يُسْتَقبل، في هذه اللَّحظة - لحظة اليَأْس والقنوط - يسمعُ نِداءَ الرَّحمة النديَّ اللَّطيف: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].


    وليس بينه وقد أسرف في المعصية، ولجَّ في الذنب، وأبَق عن الحِمى، وشرد عن الطَّريق - ليس بينه وبين الرَّحمة النديَّة الرخيَّة، وظلالِها السمحة المحيية، ليس بينه وبين هذا كلِّه إلا التَّوبة، التَّوبة وحدَها، الأوْبة إلى الباب المفتوح الذي ليس عليه بوَّاب يمنع، والذي لا يَحتاج من يلِج فيه إلى استِئْذان". اهـ، مُختصرًا.


    قال - تعالى - مُخبرًا عن عموم رحْمتِه بعباده، وأنَّه مَن تاب إليْه منهُم تاب عليه من أيِّ ذنبٍ كان، جليلٍ أو حقير، كبيرٍ أو صغير: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]، وقال {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 104]، أي: يقبل الله توبته.


    وفي الصَّحيحَين في قصة الإسرائيليِّ الذي قتل مائةَ نفس، ثم سأل عالمًا: هل لي من توبة؟ فقال: "ومَن يَحول بينك وبين التوبة؟!" ثُمَّ أرشده إلى بلدٍ يَعْبد الله فيه، فهاجر إليه، فمات في الطَّريق، فقبضتْه ملائكةُ الرَّحمة، وإذا كان هذا في بنِي إسرائيل، ففي هذه الأمَّة أوْلى وأحْرى؛ لأنَّ الله وضع عنَّا الأغلال والآصار التي كانتْ عليهِم، وبعث نبيَّنا بالحنيفيَّة السمحة.


    وروى البخاري، عنِ ابن عبَّاس: أنَّ ناسًا من أهل الشِّرك كانوا قد قتلوا فأكثروا، وزنَوْا فأكثروا، فأتَوْا مُحمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: إنَّ الذي تقول وتدعو إليه لحَسنٌ لو تُخبرنا أنَّ لِما عمِلْنا كفَّارة، فنزل قولُه تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان: 68 - 71].




    أما الزانية المحصنة تُرْجَم حتَّى الموْت، فلا يدلُّ على عدم قبول توبتها؛ بل هو كفارة لها؛ كما صحَّ عن النبي - صلى الله عليه و سلم - وروى البخاري، عن عبادة بن الصامت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((تعالَوا، بايعونى على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتون ببهتان تَفْتَرُونَه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصونى فى معروف، فمن وَفى منكم، فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا، فعُوقِب به فى الدنيا، فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئًا، فستره الله، فأمرُه إلى الله: إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه))، ولما سبَّ خالدُ بن الوليد الغامديةَ التي زنت على عهد رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((مهلاً يا خالدُ، فوالذي نفسي بيده، لقد تابت توبةً، لو تابها صاحبُ مَكْسٍ، لغُفِرَ له))؛ ولمّا قال عمر: تصلِّي عليها - يا نبيَّ الله - وقد زنت، فقال: ((لقد تابت توبة، لو قُسِّمت بين سبعين من أهل المدينة، لوسعتهم، وهل وجدتَ توبةً أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى؟!))؛ رواهما مسلم.

    وإنما عليك فقط بكثرة العمل مع إحسانه، ولا تجعلي للشيطان سبيلاً عليكِ حتى يجعلكِ تَتْرُكين الطاعةَ.





    فإن عجزتِ عمَّا وصفناه لك من الأدوية الناجعة، فلم يَبْقَ لكِ إلا صدق اللجوء إلى مَن يُجِيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، ولتطرَحِي نفسك بين يديه على بابه، مستغيثةً به، مُتَضرعةً، مُتَذللةً، مستكينةً، فمتى وُفِّقْتِ لذلك، فقد قرعتِ باب التوفيق - إن شاء الله تعالى.كيف أفعل إذا أذنبت
    وقد تقول إذا وقعت في ذنب فكيف أتوب منه مباشرة وهل هناك فعل أقوم به بعد الذنب فوراً ؟ .
    فالجواب : ما ينبغي أن يحصل بعد الإقلاع عملان .
    الأول : عمل القلب بالندم والعزم على عدم العودة ، وهذه تكون نتيجة الخوف من الله .
    الثاني : عمل الجوارح بفعل الحسنات المختلفة ومنها صلاة التوبة وهذا نصها :
    عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ) رواه أصحاب السنن ، صحيح الترغيب والترهيب 1/284 . ثم قرأ هذه الآية : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) آل عمران /135 .
    وقد ورد في روايات أخرى صحيحة صفات أخرى لركعتين تكفران الذنوب وهذا ملخصها :
    - ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ( لأن الخطايا تخرج من الأعضاء المغسولة مع الماء أو مع آخر قطر الماء )
    ومن إحسان الوضوء قول بسم الله قبله والأذكار بعده وهي : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين – سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك . وهذه أذكار ما بعد الوضوء لكل منها أجر عظيم .
    - يقوم فيصلي ركعتين .
    - لا يسهو فيهما .
    - لا يحدث فيهما نفسه .
    - يحسن فيهن الذكر والخشوع .
    - ثم استغفر الله .
    والنتيجة :
    غفر له ما تقدم من ذنبه .
    إلا وجبت له الجنة . صحيح الترغيب 1/ 94 ، 95
    ثم الإكثار من الحسنات والطاعات ، ألا ترى أن عمر رضي الله عنه لما أحس بخطئه في المناقشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية ، قال بعدها فعلمت لذلك أعمالاً أي صالحات لتكفير الذنب.
    وتأمل في المثل الوارد في هذا الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : ( إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع أي لباس من حديد يرتديه المقاتل ضيقة ، قد خنقته ، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ، ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى حتى يخرج إلى الأرض ) رواه الطبراني في الكبير ، صحيح الجامع 2192 . فالحسنات تحرر المذنب من سجن المعصية ، وتخرجه إلى عالم الطاعة الفسيح ، ويلخص لك يا أخي ما تقدم هذه القصة المعبرة .
    عن ابن مسعود قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها، قبلتها ولزمتها ، ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت ، فلم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه لو ستر نفسه ، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره ، ثم قال : ( ردوه علي ) ، فردوه عليه فقرأ عليه : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) .
    فقال معاذ – وفي رواية عمر – يا رسول الله أله وحده ، أم للناس كافة ؟ فقال : ( بل للناس كافة ) رواه مسلم .



    ونسألُ الله أن يغفِر ذنبَك كلَّه، دقَّه وجلَّه، أوَّله وآخِرَه، وعلانيته وسرَّه، وأن يرزُقَك الثَّبات على الحق، وأن يُلهِمك رشْدَك، ويُعيذَك من شرِّ نفسِك، آمين،، والله أعلم.




    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: مش عارفة اكتب ايه بصراحة بس اللي يدخل يجاوبني يكون عنده طول نفس لانه حيقرأ كتير

      وإليك أيهتا الأخت التائبة هذه القصة المؤثرة شاهداً واضحاً على ما نقول .
      إنها قصة الصحابي الجليل مرثد بن أبي مرثد الغنويّ الفدائي الذي كان يهرب المستضعفين من المسلمين من مكة إلى المدينة سراً . " كان رجل يقال له : مرثد بن أبي مرثد ، وكان رجلاً يحمل الأسرى من مكة ، حتى يأتي بهم المدينة ، قال : وكانت امرأة بمكة بغي يقال لها عناق وكانت صديقة له ، وأنه كان وعد رجلاً من أسارى مكة يحتمله ، قال : فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة ، قال : فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجانب الحائط ، فلما انتهت إليّ عرفت ، فقالت : مرثد ؟ فقلت: مرثد ، قالت : مرحباً وأهلاً ، هلم فبت عندنا الليلة ، قلت : يا عناق حرم الله الزنا ، قالت : يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية ، وسلكت الخندمة ( وهو جبل معروف عند أحد مداخل مكة ) فانتهيت إلى غار أو كهف ، فدخلت فجاءوا حتى قاموا على رأسي وعماهم الله عني قال : ثم رجعوا ، ورجعت إلى صاحبي فحملته ، وكان رجلاً ثقيلاً ، حتى انتهيت إلى الأذخر ففككت عنه أكبله ( أي قيوده ) فجعلت أحمله ويُعييني ( أي يرهقني) حتى قدمت المدينة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله أنكح عناقاً ؟ مرتين ، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليّ شيئاً ، حتى نزلت ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) النور /3 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فلا تنكحها ) صحيح سنن الترمذي 3/80 .
      هل رأيت كيف يدافع الله عن الذين آمنوا وكيف يكون مع المحسنين؟.
      وعلى أسوأ الحالات لو حصل ما تخشاه أو انكشفت بعض الأشياء واحتاج الأمر إلى بيان فوضح موقفك للآخرين وصارحهم ، وقل نعم كنت مذنباً فتبت إلى الله فماذا تريدون ؟
      ولنتذكر جميعاً أن الفضيحة الحقيقة هي التي تكون بين يدي الله يوم القيامة ، يوم الخزي الأكبر ، ليست أمام مائة أو مائتين ولا ألف أو ألفين ، ولكنها على رؤوس الأشهاد ، أما الخلق كلهم من الملائكة والجن والإنس ، من آدم وحتى آخر رجل .
      فهلم إلى دعاء إبراهيم :
      ( ولا تخزني يوم يبعثون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ) الشعراء /87-89
      وتحصن في اللحظات الحرجة بالأدعية النبوية : اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ، اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من بغى علينا ، اللهم لا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين .
      ذنوبي تنغص معيشتي
      وقد تقول : إني ارتكبت من الذنوب الكثير وتبت إلى الله ، ولكن ذنوبي تطاردني ، وتذكري لما عملته ينغص عليّ حياتي ، ويقض مضجعي ، ويؤرق ليلي ويقلق راحتي ، فما السبيل إلى إراحتي .
      فأقول لك أيها الأخ المسلم ، إن هذه المشاعر هي دلائل التوبة الصادقة ، وهذا هو الندم بعينه ، والندم توبة فالتفت إلى ما سبق بعين الرجاء ، رجاء أن يغفر الله لك ، ولا تيأس من روح الله ، ولا تقنط من رحمة الله ، والله يقول : ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) الحجر /56 .
      قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( أكبر الكبائر الإشراك بالله ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله) رواه عبد الرزاق وصححه الهيثمي وابن كثير .
      والمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء ، وقد يُغلِّب أحدهما في بعض الأوقات لحاجة ، فإذا عصى غلَّب جانب الخوف ليتوب ، وإذا تاب غلَّب جانب الرجاء يطلب عفو الله . وتأمل هذه القصة ودلالتها في موضع التوبة :
      روي أن أحد الصالحين كان يسير في بعض الطرقات فرأى باباً قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه ، ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكراً فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ولا من يؤويه غير والدته ، فرجع مكسور القلب حزيناً فوجد الباب مغلقاً فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ، ونام ودموعه على خديه ، فخرجت أمه بعد حين ، فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه والتزمته تقبله وتبكي ، وتقول : يا ولدي أين ذهبت عني ومن يؤويك سواي ، ألم أقل لك لا تخالفني ولا تحملني على عقوبتك بخلاف ما جبلني الله عليه من الرحمة بك والشفقة عليك ثم أخذته ودخلت !!
      ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله أرحم بعباده من هذه بولدها ) رواه مسلم.
      وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
      والله يفرح إذا تاب العبد إليه ، ولن نعدم خيراً من رب يفرح ( لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من رجل كان في سفر في فلاة من الأرض ، نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فأوى إلى ظل شجرة ، فوضع رأسه فنام نومة تحتها ، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها ، فأتى شرفاً فصعد عليه فلم ير شيئاً ، ثم أتى آخر فأشرف فلم ير شيئاً ، حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش قال : أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته ، فينما هو كذلك ، رفع رأسه فإذا راحلته قائمة عنده ، تجر خطامها ، عليها زاده طعامه وشرابه ، فأخذ بخطامها ، فالله أشد فرحاً بتوبة المؤمن من هذا براحلته وزاده ) السياق مجموع من روايات صحيحة ، انظر ترتيب صحيح الجامع 4/368 .
      واعلم يا أخي ، أن الذنب يُحدث للتائب الصادق انكساراً وذلة بين يدي الله ، وأنين التائبين محبوب عند رب العالمين .
      ولا يزال العبد المؤمن واضعاً ذنوبه نُصب عينيه فتُحدث له انكساراً وندماً ، فيعقب الذنب طاعات وحسنات كثيرة حتى أن الشيطان ربما يقول : يا ليتني لم أوقعه في هذا الذنب ، ولذلك فإن بعض التائبين قد يرجع بعد الذنب أحس مما كان قبله بحسب توبته .
      والله لا يتخلى عن عبده أبداً إذا جاء مقبلاً عليه تائباً إليه .
      أرأيت لو أن ولداً كان يعيش في كنف أبيه يغذيه بأطيب الطعام والشراب ، ويلبسه أحسن الثياب ، ويربيه أحسن التربية ، ويعطيه النفقة ، وهو القائم بمصالحه كلها ، فبعثه أبوه يوماً في حاجة ، فخرج عليه عدو في الطريق فأسره وكتفه وشد وثاقه ، ثم ذهب إلى بلاد الأعداء ، وصار يعامله بعكس ما كان يعامله به أبوه ، فكان كلما تذكر تربية أبيه وإحسانه إليه المرة بعد المرة تهيجت من قلبه لواعج الحسرات ، وتذكر ما كان عليه وكل ما كان فيه من النعيم .
      فينما هو في أسر عدوه يسومه سوء العذاب ، ويريد ذبحه في نهاية المطاف ، إذ حانت منه التفاتة نحو ديار أبيه فرأى أباه منه قريباً ، فسعى إليه وألقى بنفسه عليه وانطرح بين يديه يستغيث يا أبتاه يا أبتاه يا أبتاه ، أنظر إلى ولدك وما هو فيه والدموع تسيل على خديه، وهو قد اعتنق أباه والتزمه وعدوه يشتد في طلبه حتى وقف على رأسه وهو ملتزم لوالده ممسك به .
      فهل تقول إن والده سيسلمه في هذه الحال إلى عدوه ويخلي بينه وبينه فما الظن بمن هو أرحم بعبده من الوالد بولده ومن الوالدة بولدها . إذا فر عبد إليه وهرب من عدوه إليه ، وألقى بنفسه طريحاً ببابه يمرغ خده في ثرى أعتابه باكياً بين يديه ، يقول : يا رب ارحم من لا راحم له سواك ، ولا ناصر له سواك ، ولا مؤوي له سواك ، ولا معين له سواك ، مسكينك وفقيرك وسائلك ، أنت معاذه، وبك ملاذه ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، فهيا إلى فعل الخيرات ، وكسب الحسنات ، ورفقة الصالحين ، وحذار من الزيغ بعد الرشاد ، والضلالة بعد الهداية والله معك .

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: مش عارفة اكتب ايه بصراحة بس اللي يدخل يجاوبني يكون عنده طول نفس لانه حيقرأ كتير

        أولا ننصحك بسماع هذا المقطع
        http://way2allah.com/var-item-9089.htm
        وهذه المقاطع للاهمية
        http://way2allah.com/var-group-726.htm
        وهذه
        http://way2allah.com/var-group-727.htm


        نسأل الله أن يتوب عليك وعلينا لنتوب، وأن يلهمنا السداد والثبات والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.



        أبدأ الإجابة بقصة ذلك الشاب الذي قال لإبراهيم ابن أدهم: (عندي ذنب لا أستطيع أن أتركه؟ فقال له: يا هذا إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه، قال: وأين أسكن والأرض كلها لله؟ قال: يا هذا إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، قال: ومن أين آكل والأرزاق كلها بيد الله؟ قال: يا هذا إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه، قال: وكيف والله لا تخفى عليه خافية؟ قال: يا هذا إذا جاء ملك الموت فامتنع ورده، قال: وكيف وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؟! قال: أما تستحي من الله تأكل من رزقه، وتسكن في أرضه، وتعصيه وهو يراك؟! فتاب الشاب وحسنت توبته.

        إننا بحاجة أن نقف مع أنفسنا، وأرجو أن تعلم أن العظيم تبارك وتعالى يعفو عن الإنسان ويستر عليه ثم يستر عليه، فإذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها هتكه وفضحه وخذله، فنحذرك من غضب الله تعالى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذاب أليم} وندعوك إلى أن تتوب توبة صادقة نصوحاً، قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} ، {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفّر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات}.

        اعلمي أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب متعلقًا بالمعصية، محتفظًا بذكرياتها وأرقامها، وأدواتها وإيميالاتها، فالتوبة الصادقة تحتاج إلى صدق وإخلاص مع الله، تحتاج إلى أن يتخلص الإنسان من آثار الخطيئة، من كل ما يذكره بها، كما جاء في حديث قاتل المائة: (ولكنك بأرض سوء، فانتقل إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أقوامًا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم) لاحظ التوجيه: أُمر بأن يُغيّر الرفقة، وبأن يغير البيئة.

        غيّري بيئة المعصية، وغيّري رفقة المعصية، وهذه ضمانات كبرى، إذا غيّر الإنسان بيئة المعصية ورفقة المعصية وتفادى أسباب المعصية وتخلص من ذكريات المعصية، واستحضري عظمة من يعصيه، وأنه يعصي الله العظيم وأن الله يراه، (لا تنظر يا عبد الله إلى صغر الخطيئة، وانظر إلى عظمة من تعصيه) إذا خاف الإنسان من أن يأخذه الله على الذنب، فإن هذه أمور تحمل الإنسان على التوبة، وعلى الرجوع إلى الله تبارك وتعالى.


        ومعرفة الله تعالى وحبه والأنس بطاعته هو أقصى ما تتمناه النفس ولا تزال تبحث عنه، فإذا وصلت إليه استراحت واطمأنت، كما قال الله جل شأنه في كتابه الكريم: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وما لم تصل النفس إلى هذه الغاية فإنها لا تزال في عناء ومشقة, ولا تزال تنتقل من موطن إلى آخر ومن لذة إلى أخرى، حتى تصل إلى هذه اللذة، فهذا هو الطيب والأنس والنعيم التي تبحث عنه النفس، وما لم تجده فإنها لا تزال معذبة حتى تصل إليه.

        والنفس قد تتسلى أحيانًا بتحقيق بعض اللذائذ المحرمة عليها والوقوع في بعض الشهوات المزينة لها، ولكنها سرعان ما ترجع بالألم والوحشة، فإن هذا ليس هو ما تبحث عنه في الحقيقة، ولهذا نجد من فُتحت لهم أبواب الشهوات هم أكثر الناس ضيقًا وأعظهم ضنكًا، وذلك لأن نفوسهم تبحث عن شيء لم تصل إليه.

        فلن يجد الإنسان حقيقة السعادة ولا يجد للحياة طعمًا ولا لذة إلا حين يتعرف على ربه سبحانه وتعالى، وتشتغل نفسه بمحبته وذكره، فهنالك يجد اللذة كل اللذة والنعيم كل النعيم.

        ومهما وقع الإنسان في ذنب أو في معصية أو ذنوب, وإن تعددت فإن باب التوبة لا يزال مفتوحًا لا يُغلق أمام العبد حتى تصل الروح الحلقوم، وحتى تطلع الشمس من مغربها. وقد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم بأنه يقبل توبة التائبين، فقال جل شأنه: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}، وقال عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). فمن وقع في ذنب فالواجب عليه أن يبادر ويسارع، فإن الموت يأتي بغتة، فليسارع إلى التوبة وليندم على ما فطر منه من ذنوب، ويعزم عزمًا أكيدًا على أن لا يرجع إليها في المستقبل، فإذا فعل ذلك فإن الله عز وجل يمحو عنه الذنب ويبدل السيئة بحسنة، ولا يضره إذا رجع بعد هذه التوبة إلى الذنب مرة ثانية، فإن عليه أن يتوب مرة أخرى، وهكذا، ولا يزال الله عز وجل يتقبل منه التوبة كلما أذنب وتاب.


        واعلمي أن العظيم تبارك وتعالى ما سمى نفسه توابًا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيمًا إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه غفورًا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، فأدخلي نفسك في رحمة الرحيم، واجتهدي في البعد عن مواطن الفتن، فالإنسان يعرف مواطن الفتن، فقللي من خروجك إلى الأسواق، وابتعدي عن أماكن الرجال، وغضي طرفك عن المواقع والقنوات والأشياء المشبوهة، وابتعدي عن كل ما يثير عندك الفتنة في نفسك، واحرصي دائمًا على أن تحشري نفسك في رفقة صالحة، يذكرنك بالله إذا نسيت، ويكنَّ عونًا لك على طاعة الله إن ذكرتِ.

        واعلمي أن أختك المؤمنة هي التي تنصح لك، وتبصرك بالعيوب، وتأخذ بيدك إلى الطاعة، والمرء حيث يضع نفسه، فإن الإنسان إذا صحب الأخيار نال أعلى الدرجات عند الله تبارك وتعالى، ثم اجتهدي في محاسبة النفس، ليست محاسبة في كل سنة، ولكن في كل يوم، في كل لحظة (ماذا أردتُ بنظرتي؟ ماذا أردتُ بلكمتي؟ ماذا أردتُ بأكلتي؟ ماذا أردتُ بنومتي؟ ماذا أردتُ بشربتي؟)
        فإن كثرة الحساب تقلل الأخطاء، لذلك قال عمر: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن تُوزنَ عليكم، وتزينوا للعرض الأكبر بين يدي الله، يومئذٍ تُعرضون لا تخفى منكم خافية).إن باب التوبة مفتوح لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وحينها (( لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ))[الأنعام:158] ويُغلق هذا الباب أيضاً إذا بلغت الروح الحلقوم، قال تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ... ))[النساء:18]، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ...، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسارع إلى الدخول في رحمة الله، واحذر من تأخير التوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي به العمر، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة.

        والمسلم إذا أراد أن يرجع إلى الله لا يحتاج لواسطة كما هو حال الناس في هذه الدنيا، فإذا توضأت وكبرت فإنك تقف بين يدي الله يسمع كلامك ويجيب سؤالك، فاستر على نفسك وتوجه إلى التواب الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.

        والتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط بينها العلماء كما يلي:

        أولاً: أن يكون صاحبها مخلصاً في توبته لا يريد بها إلا وجه الله، فليس تائباً من يترك المعاصي خوفاً من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة، أو يترك الخمر خوفاً على نفسه وحفاظاً لصحته، أو يبتعد عن الزنا خوفاً من طاعون العصر (الإيذر).

        ثانياً: أن يكون صادقاً في توبته، فلا يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين.

        ثالثاً: أن يترك المعصية في الحال.

        رابعاً: أن يعزم على أن لا يعود.

        خامساً: أن يندم على وقوعه في المخالفة، وإذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي، وهو:

        سادساً: رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم.

        ومما يعين التائب على الثبات ما يلي:

        1- الابتعاد عن شركاء الجرائم وأصدقاء الغفلة.

        2- الاجتهاد في تغيير بيئة المعصية؛ لأن كل ما فيها يذكر بالمعاصي.

        3- الاجتهاد في البحث عن رفاق يذكرونه بالله ويعينوه على الطاعات.

        4- الإكثار من الحسنات الماحية (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114].
        وابشر يا أخي، فإن الله سبحانه إذا علم منك الصدق يتوب عليك، بل ويبدل سيئاتك إلى حسنات قال تعالى: (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ))[الفرقان:70].
        وكثرة الاستغفار مطلوبة ومفيدة جداً، وذاك هدى النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه ابن عمر رضي الله عنه: (كن نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد استغفر الله وأتوب إليه أكثر من مائة مرة)، وقال عليه الصلاة والسلام لحذيفة (... وأين أنت من الاستغفار يا حذيفة؟ وإني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة)، وقد كان السلف يستغفرون الله كثيراً، ويقصدون الأوقات الفاضلة مثل ثلث الليل الآخر، كما قال نبي الله يعقوب لأبنائه: (سوف أستغفر لكم ربي...)، قال ابن مسعود : ادخر استغفاره لهم إلى وقت السحر.

        والمسلم يستغفر الله حتى بعد الطاعات؛ لأنه يعتقد أنه مقصر، ولجبر ما فيها من خلل ونقص، فبعد الصلاة ينبغي على المسلم أن يقول أستغفر الله ثلاثاً، وبعد الحج ... وهكذا.

        وقد كان سلف الأمة الأبرار إذا أرادوا السقيا استغفروا الله، وإذا طلبوا المال استغفروا الله، وإذا أردوا الولد استغفروا الله، أو طمعوا في نيل القوة في أبدأنهم وبلدانهم استغفروا الله، وهذا لدقيق فهمهم لقوله تبارك وتعالى: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ))[نوح:10-11].
        والتوبة لها شروطها كما سبق، ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله من كل صغيرة وكبيرة، وعلى المسلم أن يعود لسانه كثرة الاستغفار، فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.
        أسأل الله لك التوبة والسداد، والله الموفق.



        انتبهي لنفسك، وعد إلى صوابك، واعلم أن الله تبارك وتعالى يُمهل ولا يهمل، وأن أخذه أليم شديد.

        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x
        إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
        x
        أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
        x
        x
        يعمل...
        X