إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استفسار

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استفسار

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا علي مجهودكم الرائع
    استفسار بسيط
    هو صيام وقيام رمضان
    من صام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه.........ومن قام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه
    فهل دا يشمل صغائر وكبائر

  • #2
    رد: استفسار

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم أعزك الله وبارك فيك..

    أولا: بإيجـاز شـديـد؛ فهذا محل خلاف بين العلماء،
    والصحيح -كما يرى جمهور العلماء- أنها لا تشمل الكبائر، فالكبائر يلزمها التوبة،
    لكنَّ الصغائر يكفرها الأعمال الصالحة، كما قال صلى الله عليه وسلم:
    " الصَّلواتُ الخَمسُ والجمُعةُ إلى الجمُعةِ ورمَضانُ إلى رمَضانَ مُكَفِّراتٌ ما بينَهُنَّ إذا اجتُنِبَتِ الكبـائرُ "
    المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/197
    خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن

    والله جل وعلا يقول:
    { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَـائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } النساء: 31

    فواضح من الأدلة أن تكفير السيئات إنما هو للصغائر، وهي التي تكفر بالأعمال الصالحة، وأما الكبائر فلا بد من التوبة منها،
    والله تعالى أعلى وأعلم.

    واعلم أخي الفاضل أن الأخذ بهذا الرأي فيه سعة عظيمة للعباد؛ فسبحان من وسِعَت رحمتةُ كلَّ شيءٍ، نعم يا أخي الكريم،
    فكُلُنَا يُوقِنُ بأنَّه وَسِعَت رحمةُ الله على كلّ شيءٍ، سبحانه القائل في كتابه العزيز: {
    وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } الاعراف: 156
    سبْحَانَهُ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ
    ، القائل في كتابه العزيز:
    { إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ } النساء: ٤٨
    تأمل يا أخي في قوله سبحانه:
    وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ
    فالذنوب والمعاصي مهما صغرت أو عظمت، سواء كانت من الصغائر أو من الكبائر؛ فالله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء من عباده برحمته التي وسعت كل شيء،
    ولعلك تتذكر قصة قاتل المائة نفس -والقتل من الكبائر-، وكيف تاب الله عليه، وللتذكرة يمكنك مراجعتها على هذا الرابط: هنــا

    فمن رحمة الله تعالى بعباده أن فتح لهم أبواب الخير في التوبة والإنابة والرجوع إليه سبحانه، إما بالأعمال الصالحة التي تكفر صغائر الذنوب،
    أو بالتوبة إليه سبحانه والندم على اقتراف المعاصي من الكبائر، ففي كل الأحوال يغفر الله لعباده ويتوب عليهم برحمته سبحانه،
    وإذا شغلنا أنفسنا بهذا الأمر؛ فيجب أن يكون كل ما يهمنا هو الرجوع إلى الله تعالى، بالإكثار من العبادات والطاعات، والإكثار من التوبة والاستغفار
    ولأننا في أيام كلها نفحات وخيرات بإذن الله تعالى؛ فيجب علينا اغتنام كل الأوقات في التقرب إلى الله تعالى، وأن نعاهده سبحانه على دوام تقربنا إليه،
    ليس في رمضان فقط، بل في كل الأوقات، ولما كانت أيام وليالي هذا الشهر زاخرة بكل الخيرات التي تزداد في العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر،
    فأحرى بنا الجمع بين الحسنيين؛ بالإكثار من الأعمال الصالحة، والإكثار من الاستغفار،
    ثم تجديد العهد مع الله تعالى بالتوبة النصوح ونحن عازمين بإخلاص على ألا نعود للمعاصي والذنوب، وبخاصة ما قد نقترفه من كبائر -عياذا بالله-،
    راجين من الله سبحانه القبول وأن يشملنا برحمته فيجعلنا من عتقائه من النار في هذا الشهر.

    ************************************************

    ثـانيـًا: تفصيلاً للمسألة -إذا أردت الاستزادة-؛ فقد اختُلِف فيها على أقوال :
    القول الأول: ان الأعمال الصالحة لا تُكَفِّر إلا الصغائر، وأما الكبائر فتكفيرها يكون بالتوبة، وهذا هو قول الجمهور.

    القول الثاني:
    أن الأعمال الصالحة تُكَفِّر الكبائر والصغائر، إستناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم:
    " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " وهو في الصحيحين .

    القول الثالث التفصيل:
    ويندرج تحته أقوال:

    * أحـدهـا
    : اختيار النووي حيث يقول :
    ( فان وجد ما يكفره من الصغائر كفره وان لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات وان صادفت كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر والله أعلم ) شرح مسلم ( 3 / 113 )
    وبنحوه قال ابن حجر في الفتح حيث يقول:
    ( وإذا لم يكن للمرء صغائر تكفر رجى له أن يكفر عنه بمقدار ذلك من الكبائر وإلا أعطى من الثواب بمقدار ذلك وهو جار في جميع ما ورد في نظائر ذلك والله أعلم ) فتح الباري ( 2 / 372 – 373 )

    * الثـانـي
    : اختيار ابن القيم حيث يقول:
    ( وفى الصحيح عنه أنه قال : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "
    وهذه الأعمال المكفرة لها ثلاث درجات:
    أحدها: أن تقصر عن تكفير الصغائر لضعفها وضعف الاخلاص فيها والقيام بحقوقها بمنزلة الدواء للضعيف الذى ينقص عن مقاومة الداء كمية وكيفية .
    الثانية: أن تقاوم الصغائر ولا ترتقي إلى تكفير شىء من الكبائر .
    الثالثة: أن تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيها قوة تكفر بها بعض الكبائر فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة ) الجواب الكافي ( ص 87 )

    * الثـالث: اختيار الحافظ ابن رجب حيث يقول :
    ( إن أريد أن الكبائر تمحي بمجرد الإتيان بالفرائض وتقع الكبائر مكفرة بذلك كما تكفر الصغائر باجتناب الكبائر فهذا باطل وإن أريد أنه قد يوازن يوم القيامة بين الكبائر وبين بعض الأعمال فتمحي الكبيرة بما يقابلها من العمل ويسقط العمل فلا يبقى له ثواب فهذا قد يقع ) جامع العلوم والحكم ( ص 174 ).

    ************************************************

    وتفصيل المسألة يزيد عن ذلك ويطول؛ لكن الأخذ بقول جمهور العلماء أرى فيه الكفاية،
    فقد استدل من يرى عدم دخول الكبائر -بالكتاب والسنة وآثار الصحابة والنظر- :
    قول الله عز وجل :
    يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا وقوله تبارك وتعالى وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون في آيات كثيرة من كتابه .

    وجه الاستدلال : أنه لو كانت الطهارة والصلاة وأعمال البر مكفرة للكبائر والمتطهر المصلى غير ذاكر لذنبه الموبق ولا قاصد اليه ، ولا حضره في حينه ذلك أنه نادم عليه ، ولا خطرت خطيئته المحيطة به بباله لما كان لأمر الله عز وجل بالتوبة معنى ولكان كل من توضأ وصلى يشهد له بالجنة بأثر سلامه من الصلاة وأن ارتكب قبلها ما شاء من الموبقات الكبائر وهذا لا يقوله أحد ممن له فهم صحيح وقد أجمع المسلمون أن التوبة على المذنب فرض والفروض لا يصح أداء شيء منها الا بقصد ونية واعتقاد أن لا عودة فأما أن يصلي وهو غير ذاكر لما ارتكب من الكبائر ولا نادم على ذلك فمحال ، وقد فسرت الصحابة كعمر وعلى وابن مسعود رضي الله عنهم التوبة بالندم ، ومنهم من فسرها بالعزم على أن لا يعود وقد روي ذلك مرفوعا من وجه فيه ضعف لكن لا يعلم مخالف من الصحابة في هذا ، وكذلك التابعون ومن بعدهم كعمر بن عبدالعزيز والحسن وغيرهما كذا قال الحافظ ابن رجب رحمه الله .

    والله تعالى أعلى وأعلم
    .

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X