إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ميت بين الاحياء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ميت بين الاحياء

    السلام عليكم

    مشكلة نفسية بحتة

    شاب صغير منطوي معندوش صحاب ضعيف الفهم والتركيز صحته البدنية والنفسية مش موجودة اصلا لم يرزق حسنة واحد لا شكل جميل لا صوت لا علم لا شيء واعنيها حقيقة بيحاول يتفوق ف الدراسة ويرضي بقدره لكن كلما نظر الى غيره حزن وكلما تذكر ما به نكص

    بالله هل هناك دواء الا الانتحار ؟

  • #2
    رد: ميت بين الاحياء

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


    إن هذا الذي ذكرته إنما هو نوع من الهراء، وإنما هو نوع من عدم الرزانة والحكمة، وهو نوع من عدم الرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، فأنت تعلم –وكما لا يخفى عليك– أن الذي صوّرنا في الأرحام إنما هو الله، حيث قال سبحانه وتعالى: (( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ))[آل عمران:6]، وقال أيضاً: (( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ))[غافر:64] وقال أيضاً: (( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ))[التين:4].

    فالله تبارك وتعالى ما خلق الإنسان إلا بصورة طيبة، وما خلق الإنسان بمواصفات معينة إلا لحكمة يعلمها جل جلاله سبحانه، فهو الذي خلق الناس جميعاً، وشاء جل جلاله سبحانه أن يجعل هذا طويلا، وأن يجعل هذا متوسطا وأن يجعل هذا قصيرا، وأن يجعل هذا أبيض وأن يجعل هذا أشقر وأن يجعل هذا أسمر، وأن يجعل هذا عربياً، وأن يجعل هذا هندياً، وأن يجعل هذا صينياً، وأن يجعل هذا أوروبياً، هذا ترتيب الله تعالى لتكتمل المنظومة الإنسانية؛ لأن الناس جميعاً لو كانوا في صورة واحدة وطول واحد لأصبحت الحياة سخيفة لا معنى لها ولا طعم.

    أما هذا التفاوت فله مزايا كثيرة وله حكم عديدة، نعلم بعضها ونجهل الكثير منها وعنها، وهذا مثله كمثل الأطعمة التي يُخرجها الله تبارك وتعالى من الأرض، فكلها يُسقى بماء واحد ورغم ذلك قال الله تعالى: (( وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ ))[الرعد:4] فلو أن الطعام كان نوعاً واحداً لملَّ الناس هذا النوع من الطعام، ولكن شاء الله تعالى أن يجعل التربة واحدة وأن يجعل الهواء واحداً وأن يجعل الماء واحداً، ولكنه يجعل الأصناف متعددة متنوعة، ونحن أيضاً جميعاً لآدم عليه السلام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (كلكم لآدم وآدم من تراب)، ولكن الله تبارك وتعالى عندما أرسل الملَك لأخذ قبضة من طين الأرض ليخلق منها آدم أخذ هذه القبضة من أماكن مختلفة من الأرض، ولذلك خرجنا جميعاً كلنا لسنا في صورة واحدة، وإنما فينا الاختلاف البين الواضح الذي نراه حتى في أصابع اليد في اليد الواحدة، فكل إنسان طبيعي في يده خمسة أصابع يجدها مختلفة، فإذا كان الاختلاف في اليد الواحدة فهل نظن أن الناس يتفقون وهم ليسوا يدا واحدة؟!

    إذن أقول لك: إن هذا التفكير تفكير سخيف حقيقة كما ذكرت أنت، وإعطاؤه مساحة من التفكير سخافة أكبر وأكبر،


    ولذلك فعلاً هذا التفكير تفكير مرضي، والذي أنصحك به كلما جاءك هذا التفكير السلبي أن تطارديه من ذاكرتك، فلا تشغلي بالك به؛ لأن هذا حالة مرضية وتفكير سلبي قاتل، يجعلك غير راضي - كما ذكرتِ - عن نفسك وغير مستريح لها.

    أقول لك: لو أنك خلقت نفسك أو أنت التي صنعت نفسك أو أنت التي حددت طولك، لقلتُ: من الممكن أن يكون هذا الكلام له محمل، لكن بما أن الله هو الذي خلقك على هذه الكيفية فأين الإيمان بالقضاء والقدر؟! ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام عن أركان الإيمان أنها ستة، وأن من هذه الأركان الستة (الإيمان بالقدر خيره وشره) من الله تعالى، فالإيمان بالقدر أن يرضى الإنسان بما قسم الله له.

    إذن هذا التفكير تفكير خاطئ وهو من عمل الشيطان، وهو يدل على قلة الإدراك والوعي، فهذه ليست قضية أبداً نشغل بالنا بها، فإن هناك قضايا نحن مسئولون عنها بين يدي الله، أما قضية الطول والقصر هذه ليست للإنسان، ولذلك لا ينبغي أن يُشغل بها أبداً بأي حال من الأحوال، الذي خلقني على هذه الصفة إنما هو الله وأنا مؤمن مسلم أحب الله ورسوله، فأنا أرضى بما قسم الله لي، وهذا ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام: (وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس).

    إذن فالمطلوب منك - بارك الله فيك – أن تطارد هذه الأفكار السلبية، كلما بدأت تشعر بأنها ستتحرك في داخلك استعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وقول (رضيت بما قسم الله)، كلما جاءتك استعيذ بالله من الشيطان الرجيم وقول (رضيت بما قسم الله).

    هذا الأمر يحتاج بعض الوقت، ثم بعد ذلك - إن شاء الله تعالى – سوف يزول عنك، أهم شيء لا تستسلم لهذا التفكير، لا تستسلم لهذا التفكير،لكن العيب في تفكيرك ومن هنا فأنا أقول لك: أتمنى أن تكون جاد وأن تكون داعية الى الله ادخل المنتديات وانشر الخير، احفظ قراءن اشغل نفسك بالعمل الصالح حفظ قراءن في المسجد القريب منك



    فأنا أقول لك -يا بنيتي- كلما هاجمك هذا التفكير حاول أن تطارده بسرعة ولا تستسلم له، وقولي: (رضيت بقضاء الله وقدره، رضيت بما قسم الله لي) ومع الأيام - بإذن الله تعالى – سوف تنتهي هذه المسألة.

    هناك بعض الكتيبات في المكتبات منها بعنوان: (كيف تعيد ثقتك بنفسك) أو (كيف تكونن واثق من نفسك) حاول أن تطلع عليها إن أردت، ولكن كما ذكرت أكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، واستغفر الله تعالى على هذا التفكير القاصر الغير مسئول، واسأل الله تعالى أن يرزقك الرضا بما قضاه لك وقدره
    أسأل الله تعالى أن يدلك على الصواب، وأن يأخذ بناصيتك إلى الحق، وأن يرزقك الرضا بما قضاه وقدره لك، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.


    ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يربط على قلبك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يشغلك بشيء نافع مفيد، وأن يرزقك حسن الظن به سبحانه وتعالى وحسن الثقة بنفسك، وأن يوفقك في دراستك، إنه جواد كريم.فأول خطوة هي: الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، فأنت مؤمنة توقن أن الأمور كلها بيد الله وتحت قدرته، فاعتمدي بقلبك على ربك واسأليه متضرعة مضطرة أن يغيثك، واهتفي في دعائك: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، وناديه بدعاء العبد الصالح أيوب عليه الصلاة والسلام: ((أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ))[الأنبياء:83]، وبدعاء يونس عليه السلام الذي لا يدع به مسلم إلا استجاب الله له: ((لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))[الأنبياء:87]، فبهذا اللجوء إلى الله تعالى سيعمر قلبك الأمل من جديد وستجدين ركناً عظيماً تسندين إليه، وستجدين أن دموعك قد سالت تذللاً واستكانة وأملاً بالله، فحققي هذا المقام واحرصي عليه.

    والخطوة الثانية هي: إصلاح النفس مع الله، فلابد من العناية بصلاح الحال مع الله، وهنالك الصلوات الخمس التي تسجد فيها لربك، والتي تستمد بها العون من خالقك، وهنالك الحرص على طاعة الله

    فصلاح الحال مع الله هو التقوى، وجزاء التقوى هو الفرج القريب، قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3]، وقال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]، فعليك بتجديد الأمل في الله وطرد اليأس، بل عليك التوبة من هذا اليأس والقنوط من رحمة الله، فكيف تقلقين من رحمة الله وربك يقول: ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ))[الأعراف:156]، وكيف تيأسين من روح الله والله تعالى يقول: ((إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ))[يوسف:87].

    إذن فجدد الأمل بالله تعالى، وأصلحما بينك وبينه يصلح لك أمور الدنيا والآخرة.

    الخطوة الثالثة: البحث عن الأسباب التي تجعلك تشعرينبهذا القلق البالغ وبهذا اليأس وبهذا الإحباط، فعليك أن تتجنب هذه الأسباب التي تثير فيك هذا القلق، وعليك أن تبذلالجهد في الوقوف في وجهها وإزالتها، فهكذا هي الهمة، فأنت لديك مادة النصر وهي الإرادة والعزيمة القوية مع الاستناد إلى التوكل على الله وتوفيقه.

    الخطوة الرابعة: الحرص الكامل على إيجاد وسط اجتماعي من الأخوة الصالحين الذي معهم بالأمل والمودة التي تُرجع إلى نفسك حياتها وتعيد إلى قلبك إشراقه وأمله
    وستجدهم هنا باذن الله
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=193
    ، فاحرص تماماً على الصحبة الصالحة، وابذلي وسعك في الاندماج معها، فإن لها تأثيراً بالغاً في النفس وفي السلوك الخارجي أيضاً.

    الخطوة الخامسة: هدوء النفس وتجنب الانفعال الزائد والبعد عن الأسباب التي تثير فيك مثل هذه الانفعالات، فتجنبي الانفعال المبالغ فيه وتجنب أسبابه حتى تجد من نفسك قوة وهمة وانبعاثاً للأمل. الحرص على إقامة علاقات مع الأخوة الصالحين، فابذل جهدك في التعرف على شباب صالحين متوضئين من أصحاب الخلق والدين بحيث تقيم معهم رفقة صالحة ونشاطاً نافعاً وتجد معهم النفع في دينك ودنياك، مع ما تحصله من الأنس بالصحبة والاستفادة من الصداقة، فابحث عن هؤلاء ولا تنتظر أن يقدموا إليك، فإن الصاحب الصالح غنيمة يحرص عليها، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم. أشغل نفسك بالحق لئلا تشتغل بالباطل، فهذا الذي ينبغي أن تحرص عليه ، بل كن داعياً إلى الله جل وعلا بتوزيع الأشرطة والكتيبات الإسلامية التي هي علم نافع ينتفع به حتى بعد موتك، فهذا هو سبيلك وهذا هو طريقك، فاحرص عليه يا أخي وتوكل على ربك ولا تستسلم لخطوات الشيطان ونزغه وأعد الكتابة الينا لدوام التواصل معك، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يتوب عليك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يوفقك لما يحب ويرضى.
    وبالله التوفيق.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X